عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-21-2018, 11:13 PM
 
فضية : ألم رحيلكِ ,رحمكِ الإله,





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

يقال أن الألم يتلاشى إن باح به اللسان ,, كذبوا ,, ها أن قد باح اللسان حتى تعب ..

وقد دونت الأقلام حتى انكسرت,, إلا أنني إلى الآن أجد ألم فراقكِ ,,

هي تلك الحسناء التي ,, نائمة تحت الثرى ’’ تاركة فوقه شابا ,يبكي من ألم فراقها ,,

هي تلك الصغيرة التي عشت معها طفولتي ,, وكنا نمرح ونلعب سويا في الشوارع ,,

كبرنا ,, فأصبح بيننا ,, حواجز كثيرة ,, منها العادات والتقاليد ,, وقبلهم الدين الحنيف ,,

فقد كبرت وكبرت وسلك كل منا طريقا ,, إلا أنني لم أنسها يوما ,,

أتتني يوما مع أبيها ,, فسارعت مبتسمة مفرحة ,, إلى باب غرفتي ,, فها هي دخلت فجأة

وقفت أمامي مع تلك الابتسامة التي لا أستطيع نسيانها وذاك الوجه الجميل ,,

لؤلؤة هي لكن بهيئة حواء ,,

نعم هذه هي تلك الصغيرة الجميلة التي عشنا طفولتنا سوية ,, كم فرحت بها ,,

لكن آلمني سرعة رحيلها ناظرة خلفها تودعني ,,,

ومرت تلك الأيام والليالي ,, اتصل بي ,, احدهم قائلا أسرع فقد أصابت الحسناء بإصابة ’’

فدماء تسيل من أنفها ومن أذنيها تقطر الدم كقطرات المطر ,, حادث ’’ كاد أن يهلكها ,,

فأسرعت التجهيز وقد حان موعد السفر إليها ,, فحين وصولي أخبروني بأنها بعافية ’’

اطمئن القلب بعد أن كاد يقف من الخوف والألم ,,

قلت لها ,, وهي في حالة مستقرة ,, لن أدعكِ ترحلين ’’ ناظرني الجميع بعين الاستغراب ,,

لم أشعر بمن حولي ولم أدري أنني لم أكن لحالي ,,

وبعد مدة خرجت ومرت الأيام ,, فاستيقظت لصلاة الفجرِ

جلست في المسجد بعد الصلاة ,, فجأة يرن صوت هاتفي ,, ألو ’’

فلان ,, نعم أخي ,,

أسرع إلى البيت سنذهب إلى المشفى فقد سآت حالة الحسناء ,,

خرجت من المسجد مسرعا ,, وفي قلبي ألف سؤال ,, هل حان موعد رحيلها ,, هل ستتركني ,,

كيف يمكن فقد كانت في حالة مستقرة ,, كيف يمكن ,, اللهم احفظها ,,

دخلت البيت ,,, جرني أحدهم إلى الغرفة ’’ نعم نعم ما بك ؟ قال وبكل هدوء ولا كأن أمرا حصل ,,

توفيت الحسناء فلا تخبر الأسرة حتى نصل الى المشفى ولا تظهر ذلك ..


قلبي ,, ما بكَ لما هذا الألم ,, هكذا أخي بكل سهولة ,, لا أظهر ماذا لا أظهر

موت تلك التي وعدتها

ماذا لا أظهر موت قلبي !!!!!!!!!!!!!! ما أقساكَ ما أقساكَ,,

خرجت من الغرفة وأظهر السرور والسعادة كأن شيئا لم يحدث انطلقنا إلى المشفى وفي الطريق

أسمع البكاء ,, امي حبيبتي ماذا بك ؟؟

بين بكاءها كلمات ,, إني أعلم أنها توفيت ولكنكم تظاهرون بالسعادة أنا أشعر بقلبي أني فقدتها ,,

فأجبنا كذبا ,, لا يا أمي هي فقد تمر بحالة حرجة وتشفى ’’ لم تصدقنا ’’

وصلنا ,, أسمع البكاء ,, ماذا هناك ,, بكاء بكاء بكاء ,, لا أسمع شيئا إلا البكاء

أخي مالكَ تبكي أخبرتني أن لا أبكي فلم تبكي أخي ,,,

ماذاا بكم يا قومي ,,,,, انظروا إلي أنا لا أبكي رغم أني قد تيقنت أني قد فقدتها ,,,


خرجت خارجا ,, في الخارج رأيت أبناء عمومتي رأيت اخي رأيتهم جميعا يبكون ,,

اتسأل في نفسي أين هي ,, حتى علمت أنها في مكان يسمى المغسلة ’’ حيث يتم تجهيزها

حتى تتركنا وترحل في مكان مظلم حيث أخ ولا أخت ولا أب ولا أم حيث لا حبيب يبقى ولا عدو ,,

حيث إما العذاب أو النعيم ,,

أردت الدخول ,, لكن منعت ,, ياااا بشر يا ناس ,, أريد أن أراها ,, للأسف ,, فالمكان خاص بمحارمها

وأنت لست كذلك ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, دخلت المسجد ,, قد بدت االدموع تتساقط كحبات المطر

وأتذكر كل موقف قد مر معي ,, أتوا بها في مثل تابوت ,, وقد كنت في اول الصف فوضعوها أمامي ,,

يا قومي أهذه هي حسناي ؟!!! أريد أن أصلي عليها ,, الإمام حاضرٌ ,,

نعم هكذا منعتموني أن أراها وتمنعونني أن أكون الإمام للصلاة عليها ,,,

صلينا ,, وقف الجميع وتقدموا لرفعها وقفت ساكنا لا أستطيع الحراك ,, رفعوها ,,

هنا انتهى الأمر تكسرت العزيمة وانفجر القلب وهاجت الدموووع وارتفع الصوت ,,

انفجرت بكاءا ,, لم أستطع بعدها تمالك نفسي مشيت خلفها ,, والدموع قد أقسمت ان لا تقف ,,


وصلت إلى قبرها ,, ها قد وضعوها ,, وبدأوا بوضع التراب عليها

كيف هانت نفسكم أن تضعوا على أميرتي التراب , ما هذه القلوب القاسية ,, مما خلقتم !!!

هذه قصة رحيلها كتبتها مرارا وأخبرتها مرارا ’’ لكي يتوقف الألم ولا أبكي ,,

لكنه للأسف ,, ما تذكرتها إلا بكيت ,,

قد سئلت بالأمس من أحد أعضاء ,, أتبكي ؟؟ نعم ,, يا صغيرتي نعم أبكي

أبكي كلما أتذكر اني قد وعدتها أني لن أدعها وقد أخلفت وعدي

أبكي عندما أتذكر بسمة شفتيها ,,
أبكي عندما أذكر كل شيء يذكرني فيها

أأبكي نعم أبكي ,, ها أنا أبكي الأن في فراقها ,,,

أحبتي ,, تمسكوا بمن تحبون ,, فوالله بعد الفراق ,, لن ينفع الندم ,,


أذكر بالأمس قال عضو هنا ,, لا تبالي بمن تركك ورحل ولم يقدرك ,,


لم يعلم المسكين ,, بأنها لم تتركني ولم ترحل بل أخذت من إلى اللحد والكف ,,


همسة إليها وهي لا تسمع ولا تدري ’’ أنا اشتاق إليكِ أنا أشتاق إليك أنا اشتاق إليك



ذكريآآتكِ باقية ,, وأنتِ عن دنياي راحلة ,,,

صاحبة القصة توفيت بعمر 24 رحمها الله
__________________
رحمك الله يا لورين وغفر لك وتجاوز عنك

اللهم اجعل قبر وردة روضة من رياض الجنة يارب

صراحة

التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 02-21-2018 الساعة 09:44 PM
رد مع اقتباس