الموضوع: أيلول ..
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-25-2018, 02:44 AM
 
أيلول ..

مئة وعشرون فيلماً لم يستطيع إخراجك من عقلي ، ستون رواية وكتاب لم تستطيع جعلك ماضياً ، عشرات المُسلسلات بمُختلف مسمياتها و جنسياتها لم تقدر علي إبعادك ولو شبراً واحداً عني ، تعلمت اعداد الطعام الذي تحبه ولم تعد ، الكثير من لعب الرياضه وممارسه اليوغا والرقص الشرقي وحتى الزومبا ، جلسات العائله والأصدقاء حتى الغرباء ، ورجل حاولت أن اقترب منه في بُعدك وكنت أشعر بسخط علي نفسي وعلي ذلك المسكين الذي احبني ، جريمة أخذ شخص وسيله لنسيان شخص أحبه ، وفي الاخير فشلت لم أنساك قط ، الكثير من التسوق ومستحضرات التجميل وعدة الوان من احمر الشفاه ، وها أنا اكتب رواية عنك ، لما لا أستطيع أن أنسي رجلاً لا يمتلك تفاصيل فكيف لو امتلك ؟؟







نوفمبر 2016 ..

لست واثقة تماماً من هذا اليوم ، انا التي لم اهزم قط ، اجلس في انتظار شخص بعد ساعة او اثنين سنصبح اغراب ، أعرف ان الاشخاص تحدد موعد زفاف او خطبه او اول لقاء ، لكن هذا موعد فراق ، هل يسخر مني ؟ يا الله لا تجعلني انهار سوف اتماسك حسنا ها هو.
أكتب لك الرسالة الاخيرة في المرة الاخيرة ...
" لطالما خُفت أن أخسرك ، أن تتمدد المسافات بيننا ، وأن تتجرد من يدي ، أنظر هنا ، لقد تحقق خوفي ، أخيراً "

- لقد بذلت من أجلك كل ما في وسعي ، بينما كان في وسعك الكثير ولم تبذل أي شيء.
تلك كانت أخر عبارتها غضبًا حمدت الله انها لم تضع اي من مستحضرات التجميل في عيناها سوا " كحل أو مسكره " لكانت فُضحت من خلف نظارتها الزجاجيه .
حتى وضع نقطه للحوار ليتركها مكانها جامدة كالتحفة الفنيه :

- أيام عمري أغلي من إنّي أكملها مشي بطريقك المتعب.
صُعقت من هذه الجمله ، في الحقيقة وصف صُعقت أخف من الذي بداخلها ، وقعت عليها لتخرسها.
هل يسخر مني ؟ رباه لماذا تجمدت هكذا؟ لدي الكثير لأقوله ، ارجوك لا ترحل .. لا هذا ليس ما اريد قوله ، اللعنه
ترك النقود علي الطاولة وذهب ، فعلاً انه يسخر منها ، يبتسم ، جئت في لقائنا الاخير اودعك و انهش كرامتك واضع النقود واذهب ، تخيلته يقول هذا تخيلته يخرج لسانه لها .
أجهشت في البكاء ، كانت ارجاء اسطنبول ترتعش من البرد ولكن كان بداخلها ثوره وبركان وكل انواع الغضب ..

- أزهري قلبك قليلاً كفاكِ ألمً.
أقبل عليها صاحب المقهى الذي كان يتأمل وجهها بدقه ، جلس مكانه في المقعد الموجه لها ازاحت نظارتها التي لو رآها احد لقال ان يوجد امطار في المكان وليست دموعها ، حسنا كفاكِ بكاء الان .
صمتت ووضعت يديها علي الطاولة شابكه كل اصبع في الاخر ، كأنها تنوي ان تقول قرار مصيري او تصرخ ! لو كنت مكانها لاخترت الصراخ علي الفور لن تكتب عنه لن تهديه موسيقي اخر الليل لن تصنع له كعكه القهوة ، كل الاشياء التي احبتها متعلقة به هل تكرهه نفسها ايضا ؟
ابتسم الرجل الجالس امامها ، هو يعرفها جيداً فهي الوحيدة التي كانت تضحك بشغف في هذا المكان اخبرها مرراً ان صوت ضحكتها عالي جداً ولم تهتم فكان يميزها بين اصدقاء رغم قربه علي عامه الستين.
يمكننا ان نلقب اليوم بموعد فراق او ليله ملعونة ويكفي الي هذا السطر.








يناير 2017
ازمير ..

- هل يمكنني ليله واحده ان اغفو كإنسانه طبيعيه لمده ثمان ساعات ، رباه .
قلتها وانا احتضن وسادتي تحت الغطاء ، كيف لي ان انام ثمان ساعات في عطله نهاية الاسبوع ؟ وبرفقه من ؟؟
- صباح الخير ..
ازَحت خُصلات شعري من امام وجهي لأنظر لهم يستعدون للخروج ، يأكلون علي عجله من امرهم ، كانت تلك " رزان " تُصبح عليّ وهي تقف بأناقتها المُعتادة اِمتلاكها سيارة خاصة بها تجعلها ترتدي ما تشاء .
سألتها اين تذهب لتتجاهل الكلام معي ، لم اعلم ماذا فعلت ليله امس فأنا حقاً لا اتذكر.

- وماذا فعلت حتى تتجاهلين كلامي ؟
نظرت إليّ وهي تقول بنبره شبه تحذريه ، بل ربما جديه ولأول مره أري فيها " رزان " تتكلم بجديه !
- لا تتذكرين ، حقا ؟
وضعت ملعقه الجبن في فمي قبل ان تأخذها الثانيه حتى تنفخ مره ثانيه معلنه ان لا فائدة مني ولا من الاخر .
- لن تأتي معي حفلات مره اخري ، أنا آسفة لكي وليّ علي الوضع الحرج هذا .
قالتها وارتدت معطفها الصوفي الطويل الذي طلبته منها عده مرات ولم توافق هل يمكنني ان اصفها بالبخل ، دعنى من هذا الان.
- هي كانت تأكل بعجله لأنها ستذهب الله اعلم اين ، لماذا تأكلِ بعجله انتِ ايضا ؟
لم ترد عليّ اكملت طعامها وهي تضحك ببرود ، احس بمعدتي تتقلب رأسًا علي عقب واشعر بالغثيان اعتقد اني سألازم غرفتي اليوم.
[i]- رزان ، ماذا شربت في الأمس اشعر بالدوار حقاً ؟
i]
]- بعض الكحول فقط ، اعتقد انها المرة الاولي لكي لهذا ربما تنامي في الفراش الليله ، هذه نصيحتي لكي.
اما الثانيه فقد اخذت ما بقي من الشطيرة في يديها و هبت علي الفور لتودعنا ومازلت رزان أمام المرآه تتفقد من هذا " المكياج " الذي يغطي بشرتها.
كيف لي ان اشرب الكحول هل اغواني رجل ، ما هذه الافكار يا الله ..

- قبل ان اذهب ، المحامي " المتفلسف " سيمون الخاص بك ، كان في الحفل ليله امس ، وكان مصدوم نوعاً ما ، لا اعلم ان كنتِ تحبيه حتى الان ام لا ، لكنه كان بصحبه فتاه لكن لم يبالي بك طوال الحفله حتى شربت و اصبحتِ تقولي الحماقات بخصوصه.
- ماماذا ؟؟ كيف له ان يكون هناك انه يكرهه الحفلـ..

قاطعتها وهي تمسك طبق المكسرات بلهفة من يدها.
- لكن الفتاه التي معه حقا من هذا النوع ، كانت صاخبة اعتقد انها من تحب الحفلات وليس هو ، مسكينة انتِ كنتِ تتوسلين إليه حتى يذهب معك وذهب مع غيرك ، لا بد أن تحصلي ع كتاب " كيفيه اغواء رجل " او قومي بإغراء نفسك انظري الي مظهرك.
نظرت الي نفسي لأجد ملابس منزليه عاديه ، انا فقط عاديه ، ماذا بيه بحق الله ؟
- هربت.
قالتها وفرت ، لما بقيت انا الوحيدة في المنزل ، ولما الغثيان في هذا اليوم ! كان لابد ان اذهب الي اسطنبول اليوممم .
__________________
رد مع اقتباس