عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-10-2018, 03:20 PM
 
ذهبي أنتِ لستِ من المُسلَّماتِ بِها! ~ قصة قصيرة!


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://gulfupload.com/do.php?img=51973');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://gulfupload.com/do.php?img=51973');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

متألقة في إختيارك
أطلي دائما
كريستال




كنتُ أسير بلا هدفٍ .. بلا هدفٍ يُرجى ، سوى أن أراها

آخر مرة تقابلت اعيننا كان ذلك منذ شهرٍ في المنزل ، قبل أن يعلو صوتنا

ويحتدم النقاش بيننا فتتركني وتذهب ~

سألتُ والدتها عنها ، جيرانُنا ، أصدقائها الذين أعرفهم .. جميعًا اجابوا بالنفي عنها !

حسنًا " علي البحث عنها " .. " عليها أن تعود للمنزل ، لسنا أطفال ويُمكن معالجة المشكلات "

على خُطى ثابتة و بوتيرة واحدة كنتُ أحبث في الأرجاء ، حاولت تقليد المحققين عند بحثهم عن المشتبه بهِ

قلتُ لذاتي " هي تُحب المقاهي.. أليس كذلك؟ ربما ذهبت لأحد المقاهي المشهورة ، وربما التي تعرضُ مذاقًا مميزًا ..

وربما ذهبت لأحد المكتبات! ذهبت لتقتني بعض الروايات لتحسين مزاجها .. ربما .. وربما .. ولكن دون جدوى "

ولكن .. كنتُ أسيرُ بعد إرهاقٍ شديد ، أحاول الذهاب لأقرب متجرٍ لعلي احصل على بعض " العصير "

من حسن حظي كان المتجر قريبًا ، ليس على بُعد بضع خطواتٍ مني وحسب بل قريبًا من منزلنا!

دخلتُ إليه و قفتُ عند رف العصائر إلتقطتُ ما أريد و ذهبتُ لدفع الثمن.. لكنني فُجئت..

نعم ، بِها تقف في الصف وهي تحمل بعض الجرائد والعلك !

تجمَّدتُ مكاني لدقيقَة ، نعَم إنها هي ! لم يُعدني للواقِع سوى رُؤيتها تلتفت تجاهي
مهلاً . . أنا واثق أنَّها رأتني ! أنا أعلَم جيدَاً أنَّ أعيُننا التقَت !
إذاً لِمَ لم ينتُج عنها أي رَد فعل ! لِمَ هي مُستمرَّة في طريقها للخروج !

- مهلاً شيزو ..

عندما التفَتَت إلي أدركت ، كلَّا إنها ليسَت شيزو ، ليست شيزو التي أعرفها ، عينها مُختلفَة

- شيزو ، انتظري !

أمسكتُ بيدها لأمنعها ، لكني فُوجئت بها تصفعُ يدي بعيدَاً !

= ماذا تُريد ؟ أعتقِد أني أوضحتُ لكَ كل شيء في آخر محادثة بيننا .

متى صارَ صوتُها صارماً هكذا !

- لا أعلم من أين أبدأ ، لكن هل نستطيع التحدُّث معاً قليلاً ؟ أعتقد أننا بحاجة لذلك

= أنا لا أرى وجه الحاجة لذلك ، أُعذرني .

- إذاً ما الذي كُنتِ تفعلينهُ هنا ؟

حسناً ، لا مفر من المُواجهة
الآن فقط ! هل تغيَّرَ تعبيرها لوهلَة !!

= أُفضل التعامل مع الأماكن التي ترددت عليها كثيراً ليس إلا

انحبَسَ صوتي إثرَ صرامتها التي لم أعهدها قبلاً و أنا أُراقب ظهرها من الخلف " أنا حقاً عاجز "

••

إنه اليوم الثلاثون ، لقد مرَّ شهرٌ بالفعل ، و كعادتي لا يدور ببالي إلا سؤالاً واحداً " هل سيأتي بحثاً عني اليوم ؟ "
عليَّ أن أنسى أمره قريباً فبسؤالي هذا لن أجلبَ لنفسي سوى التعاسَة ، فيبدو أنَّهُ يُبلي جيداً بدوني كما أرى
منذُ ذلكَ اليوم و أنا أشعُر بفراغ بداخلي ، مهما حاولت ملئَه بشيء فلا أقدر ، رُبما عليَّ استنشاق بعض الهواء علَّه يغيِّر مزاجي

- ماذا أفعل هُنا ؟

هل كُنتُ ضائعَة في أفكاري ولم أنتبه أين تقودُني خطواتي !
بهدوء التقتُّ بعض الجرائد و العلك و ذهبتُ لأدفع الحساب
تجوَّلت عيناي بالمكان ، " على الأقل عليَّ الاعترافُ بهذا .. نعم أنا بالفعل أشتاق لهذه الأيام التي كُنت آتي هنا فيها يومياً "
توقَّفَت عينايَ للحظَة عندما التقت أعيُننا ،

نعم إنهُ هو ! شعرت بمزيج من المشاعر المُتضاربة بداخلي ، لكن مهما يكُن لن أضعُفَ للحظَة أمامه !
. . . .
بخُطى هائِمَة وجدتُ نفسي في الحديقَة التي اعتدنا السير بها ليلاً ، لم أشعُر بنفسي إلا و أنا أبكي بحرقَة في أحد أركان الحديقة
" لِمَ أبكي ! مهلاً أنا لم أذرف دمعةً واحدة طيلَةَ هذا الشهر فلِمَ الآن ! . . . من بين كل الأوقات "
" لِمَ جئتُ إلى هُنا في المقام الأول ! . . . "
" يكفيني مُكابرَة . . "
نعم لا أستطيع أن أكتُم مشاعري أكثر ! عليَّ أن أعترف أني تمنيتُ لو أراهُ صدفَة في طريقي للمتجر و إن لم ينتبه لي ، أنا أردتُ أن أراه
أحسستُ و كأن مشاعري انفجرَت مرَّة واحدة ، و لأول مرة منذُ شهر ها أنا أصدُق مع نفسي !

بخُطى مُتثاقلَة وصلتُ بطريقَةٍ ما للمنزل ، " أوه نعم إنهُ مظلم . . لقد صارَ المنزل عبارة عن فوضى هائلَة فقط "
مرَّت بذاكرتي صورتها وهي تستقبلني لحظَة دخولي دائماً بابتسامتها التي تُنسيني همومَ العمل ،
و هي تحمل عني حقيبتي و تناولني كوباً من العصير ليُزيلَ عني الإرهاق ، وهي تُحضِّر ليَ العشاء و تُبادلني المُزاح ،
وهي تستمع لي عندما أُحدِّثها عن أمور رتيبَة مُملة لا يهتم بسماعها أحد سواها
". . . أنا أفتقدها !"
كُل هذه الأشياء اعتبرتُها من حقي ، أمر مُسلَّم به ، هي فقط موجودَة بجانبي متى أحتاجها
لم أعلم أن وجودُها بجانبي هو كُل ما أملك ! لم أعلم أنِّي قد أفقدها يوماً !
" إنها ليسَت من <المُسلَّماتِ> قطعاً ! "
لم أشعُر بنفسي إلا و أنا بالشارع أُسرِع الخُطى و شيء واحد يدورُ ببالي " عليَّ أن أجدها "
لم يمضِ وقت طويل إنها ماتزال بالجوار بلا شك
هُنا فقط لمحتها عيناي بأحد أركان الحديقَة ، فأحسستُ بمشاعر كثيرَة تختلجني ،
بخطى بطيئَة سرتُ إليها و أنا أتأمَّل ظهرها الذي أمامي ، مددتُ يدي بهدوء على كتفها
" مهلاً . . هل هي تبكي ! "

- شيزو . .

لم تلتف إلي ، في المُقابل أدارت وجهها بعيدَاً تُخفي دموعها ، ركعت بجانبها

- . . أنا آسف

لم أجِد ما أقولهُ سوى هذا ، نعم أنا آسف لأني اعتبرتُكِ شيء طبيعي من حقي ،
أنا آسف لَم أنتبه لمشاعركِ المكتومَة بداخلكِ ،
أنا آسف لم أعلم أنَّكِ مُتعبَة من العمل طوال النهار وأنتِ تبتسمينَ لي عند استقبالي ،
أنا آسف لأني لم أكُن مُستمعاً جيدَاً لهمومكِ ،
أنا آسف لأني كابرتُ و لم أبحث عنكِ طوالَ هذا الشهر ،
أنا آسف لأني لم أحتويكِ عندما علا صوتنا .. أنا آسف لأنِّي اعتبرتُكِ من المُسلَّمات بها !

= . . . علامَ ؟
- على عدم حفاظِي على وعدي بألَّا أكونَ سبَبَ بُكائكِ
لم تنطِق بشيء إلا أن عينيها أوصَلَت إلي ما كانت تُريدُ قوله ،
حينها فقط غمَرَني الارتياح و أنا أرى شيزو التي أعرفها
احتضنت يدي كفَّها الصغير عائدان إلى المنزل .

••

كِتابة : وعامووَ - حوريةة
المصدر : Theb3st



بسم الله الرحمن الرحيم ~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم ي جميلين؟ إن شاء الله بخير
طبعا هاذي مشاركتي بمسابقة كريستال الله يسعدها
من زمان م حطيت موضوع من الكسل و الانشغال
المهم أتمنى تكونوا استمتعتوا بالقصة الخفيفة الظريفة
أشكر كينغ على التصميم اللطيف
أنا بنقلع الحين دمتم بود



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
سبحان الله و بحمده، سبحان الله العظيم

التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 02-18-2018 الساعة 04:24 PM
رد مع اقتباس