عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-12-2018, 03:58 PM
 
فضية : وجعآ من نوع آخر




تمثَّل الحُلمُ فى لحظات، كان واقعًا حيًّا هذه المرّةَ بلا رَيب، أخذ معه قَلبَها أخذًا تبخَّر فى دِفْئه كلُّ الألمِ و كلُّ الوَجع، طولُ الصَّبرِ و طولُ الأرَق.

"أخيرًا..." ردَّدها القلبُ بآخِر عُمقٍ فى جَوفِه، غارقًا فى حالةِ صَمتٍ عَذب؛ فثار يرقص بَينَ الضُّلوعِ و يَدور، يرنُو للحُلم فيمنَحه الْتفاتةً و بَسمة، و يعود للدَّوران.
و كأنما اسْتكان الأملُ هذه المرّة بينَ يدَيْها كتَوقِ الطَّيرِ بعدَ طولِ الاغْتراب، حتَّى لتكاد تلمسْه أناملُها، دَفيئًا ناعمًا يَبعث فى العينِ بالدَّمع؛ فيترَقرق دَمعُها على مَهلٍ من عَينَين آمِلتَيْن.
امْتدَّت الأناملُ للإمساكِ به، و البَسمةُ تشقّ واثقةً الطَّريقَ نحوَ وَجهِها... مِن فَرطِ راحةِ قَلبِها انْتفضَتْ تُجارِى رقصتَه بجَسدِها.

شرنقةُ الحلم التى التفَّت بإتقانٍ فى لَحظاتٍ حولَها كجِلدٍ لجَسدِها، لمْ تحتمل حركتَها؛ فتمزّقتْ بغتة مُعلنةً انْقطاعَ بَثِّ الأحلامِ الحىِّ عن شاشاتِها؛ و لمْ يبْقَ إلاّ صَخبٌ مخنوقٌ من أنْفاسٍ علقتْ فى صَدرِها، و همسٌ كئيبٌ داخلَها يتشَدَّق بالقَول: "مرحبًا مِن جَديد، لقَد أفقْتِ!".
نهضَتْ مُجفلةً تُناجى ما لا يَراه إلاّ القَلبُ وقَد تأمَّلتْه بنقْطةٍ فى عمْقِ سقْفِ الحُجرة، تُدمدِم له، تُدلِّله ببَسمةِ إحباطٍ ساخرة...
"ها أنتَ ذا من جَديد!
ها أنتَ ذا يا وجعًا ناعما
يا وجعًا ذا مذاقٍ بلا وَصف
يا وجعًا..."

انسدلتْ الأجْفانُ بينما تُتبِع مُهَمهِمَةً بتأهُّبٍ لاسْتئنافِ رحلةِ النوم:
"يا وَجعًا من نَوعٍ، آخَر".
__________________
عيناك لي فقط،و من إبتغي فيهما حُباً قاتلناه حتي تعود لنا أملاكنا حُرة❤.




مدونتي

رد مع اقتباس