الفصل الجديد
طلعت كتاب الفيزيك من الشنطة عم اتأفأف ناطرة يجي وقح البرية، بس الصدمة كانت انو رجع احدب نوتردام، الكل بلش يقلو حمدلله على سلامتك وهيك شغلات وانا بعدني مصدومة، حمدت ربي لان مش رح شوف خلقة المزعج بس زملائي الغباية كلهم التفتو لعندي بوج حزين، شكلهم شفقانين على حبي الي انتهى قبل ما يبدا وهني مش عارفين انو نحن بالاصل ما منطيق بعضنا
لما بلش احدب نوتردام يشرح الدرس، شوي شوي صرت اتذكر اديش كان شرحو ممل وبلشت اتأسفت على المزعج الي راح، على الاقل الحصة كان فيها شوية اكشن وكانت تمرء بلا ما انعس او نام عالاقل
ما صدقت امتى رن الجرس حتى ضبيت غراضي لامشي عالبيت، سلمت على نوال عالسريع الي عاساس تروح مع قمر الليل، بس الصديقة الوفية ما حبت تتركني لحالي بهيك موقف وحبت توصلني عالبيت كرمال تنسيني همي، انا ما اعترضت لاني وللصراحة اشتقت لارجع معها عالبيت، واحنا عالطريق عزمتني عالغدا عندها واصرت علي لحد ما وافقت
اتصلت من عندها ببيتي وخبرتهم اني رح اتاخر لاوصل عالبيت، والي ما كنت متوقعتو انو ابن عمي المزعج ما غيرو يكون عنا بالبيت وعن غير عادة ما تقل دم، بس بعتلي كم تحذير انو اذا كنت عم كذب عن مكاني رح يقتلني، وما مرقلي اياها واجا عبيت رفيقتي ليتاكد من كلامي، ومنيح طلع فيه شوية حيا واعتذر لما عزموه عالغدا، عمل حالو انو اجا بس ليوصلي شي بعتتلي اياه امي ورجع راح...
لما خلصنا غدا قعدنا نتحدث شوي، اطلعت بنوال وقلتلها:
"بما انك كنتي تقضيها بالمكتبة رح تساعديني ببحث الادب، المفروض يكون صار عندك معلومات كتير"
ما فهمت السبب بس وج نوال صار اصفر واطلعت بامها الي قالت:
"امتى رحتي عالمكتبة؟... فكرتك من البيت للمدرسة ومن المدرسة للبيت..."
ابتسمتلها نوال ابتسامة باهتة مش عارفو شو ترد عليها وانا مش عارفة ليش هيك، من عادة الاهل ينبسطو لما ولادهم يروحو عمكاتب بدل اماكن غبية، شفت الوضع طول ونوال مش عارفة تحكي بينما الام رجعت سألتها فقلت انا عنها:
"قصدي مكتبة المدرسة، مش برا المدرسة..."
فتحت ام نوال تمها كأنها فهمت قصدي وابتسمت بفخر لبنتها الشاطرة، اطلعت فيني نوال متوترة ونزلت راسها مش عارفة شو تقول، هالبنت مدري شو قصتها اليوم، بس مش رح مرقها هيك، بدي اعرف شو عم يصير"
وقفت وقلت بصوت عالي : " يلا بستأذن يا جماعة انا ونوال بدنا نفوت ندرس، بتعرفو يعني السنة تقديم رسمي..."
ضحكولي وقالولي "تفضلو ولو، اذا ما نجحتو حسابكم عنا...."
انا ونوال ضحكنا وفتنا لجوا واول ما فتنا تنيننا قفلت الباب واطلعت فيها نظرات تهديد قاتلة، هي شافتني هيك وعرفت اننا مش رح نطلع من الغرفة قبل ما تعترف...
مشيت لصوب تختها وقعدت شاردة وقعدت حدها، سألتها:
"سو قصة امك والمكتبة؟ ليش ما خبرتيها الحقيقة؟..."
سكتت لفترة بعد ما اخذت نفس كم مرة ورجعت اطلقتو:
"الحقيفة انت بنفسك ما بتعرفيها... انا اصلا ما كنت عم ر ح عالمكتبة..."
فتحت تمي 360 درجة من الصدمة:
"ما كنتي عم تروحي عالمكتبة! والايام الي كنتي بتتركيني فيهم ارجع لحالي عالبيت؟..."
برمت لعندي وقالتلي:
"اوعديني ما تزعلي اذا قلتلك..."
حسيت وقتها بالجدية بصوتها، حاولت احزر شو مخبية بس ما وصلت لنتيجة، ربطت احداث الماضي الي بعرفهم بس ما شي زبط معي"
قلتلها معصبة:
"احكي الي عندك..."
- اول شي وعديني ما تزعلي اذا حكيت...
عصبت ومن دون ما صرخ هددتها كرمال ما يسمع الي برا:
نوال احكي احلى ما روح زعلانة بكل الحالات
زفرت رجعت قالت:
"كنت عم اضهر مع ايمن... "
فكرت شوي بكلامها رجعت قلتلها:
"ما كنتي مرتبطة مع ايمن بعد..."
- مبلى... بس ما كنت عارفة كيف خبرك حتى ما تزعلي مني...
- كيف مبلا...
ما انت ضليتك تروحي عالمكتبة لحد ما طلب مني احكي معك، وقتها بطلتي تروحي
- قلتلك...
ما كنت مسترجية قلك الحقيقة
- لكن ليش طلب مني ايمن خبرك عن مشاعرو اذا كنتو من الاصل مرطبتين؟
- هفففف... لخبرك القصة من اولها...
انا وايمن منضهر مع بعضنا من اول الشتوية، بس كنت ديما قلو انو مش مرتاحة لعلاقتي معو بالمخفي عنك، هو يقلي انو خبرك وانا قلو انو بخاف تزعلي لاني كنت حسك بتحبيه، فاقترح علي فكرة انو يطلب منك تخبريني عن مشاعرو، فاذا خبرتيني يعني ما رح تعارضي على علاقتنا، واذا ما خبرتيي يعني بتحبيه ومش رح تكوني راضية بعلاقتنا، واليوم الي بعدو لما خبرتيني عرفت انو عنجد ما بتمانعي مع اني ضليت حسك متعلقة فيه لحد ما خبرتيني عن الاستاذ جواد...
طلعت فيني ناطرة ردة فعلي، وانا متل الهبلة اطلع فيها مسطولة لحد ما غمضت عيوني مقهورة وقلت:
"حاسة حالي اغبى بشرية بالكون..."
كبيت حالي علفرشة وانا مش قادرة استوعب هالكمية الكبيرة من الاسرار دفعة وحدة، كملت هي: "بتمنى ما يكون ضايقك كلامي او زعلك... بس انت بالاخر طلعتي ما بتحبيه لايمن..."
تضحكت وانا عم فكر بيني وبين نفسي انو عنجد، اذا بدي ازعل هلاء ليش لازم ازعل، ها قصتها مع حبيبها وانا شو دخلني؟ ما انا خسب علمها بخب غيرو، المفروض ازعل لانها ما وثقت فيني كصديقة؟ كيف رح توثق فيني وانا لاحقة حبيبها بعيوني من اول حصة لاخر حصة؟ حقها يعني، يمكن لو كنت مكانها كنت شلت عيونها من مكانهم وهي الهبلة خايفة على مشاعري، بس اذا كانو مرتبطين من الاول يعني هيك كان شكلي هبلة من البداية
انا بلحقو وهو يهرب، ما رح استغرب اذا عمل فيني كل هول المقالب من الاول، اذا كنت سبب مشاكلهم من البداية...
قمت عن الفرشة وانا اطلع بنوال وقلتلها :
- انت لو مكاني وسمعتي هالقصة مني شو كنتي عملتي؟ ما كنتي رح تعصبي؟
- بالعكس... كنت رح انبسطلك
- حتى لو انك كنتي بتحبي ايمن وفضلني عليك؟
- حتى لو...
- انت هبلة
فنجرت عيونها من اخر كلمتين قلتهم بينما قمت انا عم حاول خبي زعلي، قلتلها:
"انا اتاخرت عن البيت، لازم ارجع..."
وقفت بسرعة ورايا عم تقلي:
"بتمنى ما تكوني زعلتي مني بسبب الي سمعتيه..."
جيت بدي افقعها بقس، بس ابتسمت وقلتلها:
- مع انو ما كان لازم تخفي علي بس رح مرقلك اياها هالمرة، تذكري اني صديقتك، اذا ما بتخبريني باسرارك مين رح تخبري؟
ابتسمتلي وبسرعة فتحت الباب وسلمت على الجميع عن بعيد ومشيت، وانا بكريق رجعتي عالبيت التقيت بخطيبة وقح البرية السابقة، وقفتني بنص الشارع واطلعت فيني بالمقلوب..
"بعدك لابسة الشنطة!... هلائد بتتاخري بالمدرسة؟... او كاينة بمطرح تاني؟..."
وانا بعد ما ناقصني باخر هالنهار الا هالبنت، قربت لعندي مستحية وقالتلي:
"كنتي عم تقوليلي هيداك اليوم انو جواد بعدو بيحبني... "
تأففت منزعجة بس لما كملت كلامها صدمتني
- "بتظني انو بعد عنا فرصة نرجع لبعض؟"
" ولك... عاساس خطبتي غيرو!..."
هزت كتافها:
"ما اتفقنا..."
- اي شو هي لعبة! شوي بتتركي وشوي بترجعي
- وانت ليش مزعوجة؟ ما تكوني بتحبيه؟
- اي بحبو عندك مانع؟
بما ان الكل مفكرتي بحبو مش رح اتاثر كتير اذا فكرت هي هيك كمان طالما رح اتخلص منها، المسكينة من الصدمة ضلت ساكتة لفترة رجعت انسحبت ميأسة، فشيت خلقي فيها شوي بما اني ما قدرت فش خلقي بنوال، بس رجعت تذكرت حالة وقح البرية لما كان زعلان بالدرج ولما فقد سنسالو، هو عنجد بيحبها، ويمكن لو عرف انها بدها ترجعلو بينبسط وبيقتلني لو عرف اني منعتها، اسرعت لعندها وقفتها وخبرتها اني كذبت عليها واني ما بحبو بس كاينة شوي معصبة فطلعت براسها، مشينا مع بعضنا بالطريق لنتوصل لحل، علما انو الوقح معاش يعلمني، يعني مش رح اقدر وصلها رسايلها الو، اقترحت علي روح لعندو عالبيت بس خبرتها انها مجنونة بلا عقل، وبينما نحن ماشيين سعمنا غبي عم يقول:
"الطيور على اشكالها تقع، سبحان الله..."
طلعنا بمصدر الصوت وشفنا وقح البرية مع ابن عمي تقيل الدم قاعدين تنينهم عم يدخنو تحت شجرة، اطلعنا وانا واياها ببعضنا وقلتلها:
"ما الك الا تحكيه مباشر..."
وطت راسها قلقانة ومشيت لعندو وهني عم يتفرجو عليها وفجاة تفركشت، حسيتهم تنينهم تأهبو ليهدوها بس ما حدا تحرك، ضلهم مطرحهم ناطرينا لتوصل لحد ما صلت لحد جواد طلبتو عجنب وما قبل يروح معها، اطلعت فيني كأنها عم تطلب النجدة، قربت لعندهم وقلتلو للوقح:
" خطيبتك عندها شي مهم بدها تحكيك فيه.."
قال الوقح:
"ما حدا مانعها... تحكي..."
اطلعت فيي انا وابن عمي فكمشتو من كمو وسحبتو وراي لان واحد بلا ضمير ما بيفهم بالاشارة، لما بعدنا شوي سحب ايدو عني وقلي:
"وانت من وين بتعرفيها لهالبنت؟..."
برمت لعندو وقلتلو معصبة:
- وهلاء شو؟ كمان بدك تخبرك ابي اني عم احكي مع خطيبة الاستاذ؟ كمان ممنوعة الشغلة؟
- شو ما كان، هالشخص وكل معارفو ما تقربي صوبهم
- وليش يعني؟
- هيك مزاج... ممنوع
برم لعندهم شفنا الوقح ختم كلامو بكب السيجارة لبعيد بعجرفة وتركها لحالها ورجع عبيتو، رجع ابن عمي الغبي لعندا ولقيناها عم تبكي، هو برم وجو عنها معصب وانا سألتها عن الي صار، مسحت دموعها وقالتلي انو خبرها انو مسافر بعد كم يوم ومش ناوي يرجعو لبعض، قلها ابن عمي: "امشي لوصلك عالبيت ومنحكي عالطريق"
رجع برم لعندي وقلي:
"وانت ارجعي عالبيت تأخرتي كتير خيي هونيك ناطرك من سنة..."
حملو حالن وراحو تنينهم، وانا سمعت كلانو وضربت راسي، انا هالاهبل مش طايقتو فكيف خيو الكبير الي مصدق انو انا مرتو المستقبلية وانا بعد ما وافقت على هالموضوع ومش رح وافق عليه
فضلت اقعد بالبرية واستمخ شوي لان راسي بعد ما لحق يرتاح من وقت حصة الفيزيك...
قعدت تحت شجرة وبلشت اكتب بدفتر ذكرياتي لحد ما شفت حدا واقف ادامي، اطلعت لفوق وشفت وقح البرية عم يطلع فيني معصب...
وهلاء شو به هيدا، ما كافيني الي صار اليوم ليزيدها هو علي!...