عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 03-13-2018, 10:20 PM
 


الفصل الثالث

فتحت اريج باب المنزل ودخلت مع صالح، دخلت غرفتها فتبعها وجلس بقربها، نظرت اليه مستغربة

"الن تسلم على امي؟..."

- ليست هنا

- وما ادراك؟

- لقد اخبرتني البارحة انهم طلبوها في ثانوية تامر

- لم اكن اعلم بذلك

قالتها وهي تتوجه الى مكتبتها لتأخذ منها كتابا وقلما ثم تجلس على السرير وتبدأ بتلخيص احدى الدروس، انضم اليها صالح قائلا:

- هذا طبيعي، فاني اكلم والدتك اكثر مما اكلمك، ولن استغرب لو علمت ان والدتك تكلمني اكثر مما تكلمك

لم تجبه بل ظلت تتابع عملها فبدأ يلعب بشعرها قائلا:

- الديك اي مخططات لليوم؟... طبعا غير الدرس...

- اسفة لا وقت لدي

امسك يدها التي تكتب بها ليقبل ظاهرها وقال بحنان:
- فلتبتعدي عن الدرس اثناء وجودي ولو لمرة واحدة

نظرت اليه مسترجعة يدها باستياء وقالت:
- ارجوك ان اردت ان تقبلني فافعل ذلك دون ان تشغل يدي عن الكتابة، تنهد مبتعدا عنها ثم قال بجفاف:

- حسنا وبعدها؟...

- اي ان كان، لا اهتم

- سأخرج مع بعض الاصدقاء لقضاء بعد الظهر في البراري، لقد طلبوا مني ان احضرك معي ليتعرفوا عليك

- اظنك رفضت طلبهم لانك تعلم اني لا تحب تلك الاشيا

- بل قبلت الدعوة لاني بدأت احرج من كثرة ما رفضت دعواتهم لك، بدؤا يشكون اننا ما زلنا خاطبين

- وهل سيؤثر ذلك على مستقبلنا؟

- انا لدي حياة اجتماعية احب ان تشاركني بها زوجتي كما تشارك بقية الزوجات ازواجهن...

- اسفة لكني لا احب التقليد

- عن اي تقليد تتحدثين؟!

- ان تعرفني على اصدقاؤك فقط لكي تكون مثلهم

- اريج!... الى متى سنبقى على هذا الحال؟... نحن في اخر المطاف سنتزوج وانت تعلمين ذلك، على الازواج ان يتشاركو الحياة

- اجل بالطبع...

- اذا؟...

- حسنا سأذهب معك...

نظر اليها بشك لوهلة ثم قال:

- ولن تحضري معك اي كتب

رفعت راسها مصدومة من طلبه ثم قالت:

"انت تطلب الكثير..."

- انها مرة واحدة منذ سنوات، افعليها فقط لتقولي انك ذات يوم فعلت شيئا واحدا مما اطلبه منك

تنهدت بانزعاج ثم بعد تفكير قالت:
"حسنا... لا كتب... فقط هذه المرة... "

ابتسم لها ليقبلها في خدها، نظر الى ساعته وقال:
"حسنا سأعود الى عملي..."

ابتسمت له بجفاف فنهض وخرج من الغرفة باحثا عن هاتفه ليؤكد لهم الموعد فلم يجده، عاد لغرفتها فوجدها تمسح خدها موضع القبلة باشمئزاز، التفتت اليه مصدومة حين تفاجئت لعودته فتراه مصدوما لفعلتها، امحت ملامح الصدمة بسرعة لتعود لكتابها ببرود كأن شيئا لم يكن، بحث عن هاتفه حولها بنظرات متجهمة، ما ان وجده التقته وخرج من المنزل غاضبا...

---

ابعدت اريج عينيها عن الكتاب لتنظر الى ساعتها، لقد اصبحت بعد الظهيرة، يفترض ان تغيير ملابسها للخروج مع صالح، نظرت الى الخزانة ثم الى الاريكة المغطاة بالملابس، تنهدت مضجرة

"اين سأجد ملابس لاخرج الى البراري، تلك الملابس بالكاد تتواجد في خزانتها، او ربما في اريكتها، يتطلب الامر ان أرتب غرفتي بالكامل لأجد مأربي، ما تلك الكارثة التي حشرني بها صالح؟ "

اعادت النظر الى كتابها، صديقها الوفي، لا تصدق انها ستضطر ان تفارقه لساعات، نظرت الى هاتفها لترسم ابتسامة عريضة، اخذته لتبدأ تسجيل مقاطع صوتية من الكتاب لتراجعهم اثناء وجودها مع اصدقائه...

بينما هي منشغلة بتسجيل احدى فقرات الكتاب ياتي تامر بموهبته الفذة ليصدر اصواتا مزعجة بالقرب منها، حدجته نظرة مهددة لكنه لم يهتم، اطفأت التسجيل وبدأت تعاتبه لكنه اوقفها بسؤاله:

"من اين تعرفين استاذي الفيزياء..."

نظت اليه باستياء:

- ومن اين لي ان اعرف استاذك؟

اخرج من جيبه سلسلة معلقة عليها نصف قلب ثم قال:

"ولما طلب مني ان اسلمك هذه... "



حين رأتها اريج صمتت من صدمتها، تنظر اليها وتعيد الكرة محاولة التأكد ان ما تراه ليس وهما او خدعة من خداع اخيها، انها هي بالطبع، لقد بصمت جزئها الاخر عن ظهر قلب، ولكن لما يعيدها اليها الان بعد كل تلك السنوات؟ هل الى الان حتى استطاع ان ينسى خطيبته السابقة؟ لكنه كان قد تزوج، هل تزوج وهو مازال يحب خطيبته؟
قطع تفكيرها حين سحب تامر السلسلة ليقول لها:

- اذا على عكس ما قلتي فانت تعرفينه

نظرت اليه اريج شاردة مازالت لم تستوعب ما حدث للتو حتى اعاد تامر السؤال، تنهدت لتعيد النظر الى كتابها محاولة اخفاء اهتمامها بالموضوع لكنها سألته:

- اذا ذلك الاحمق يعلمك

- اجل، لم تخبريني بعد؟

- هل هو استاذ دائم ام بديل؟

باعتراض قال:

- انا من يطرح الاسئلة هنا

تنهدت بانزعاج وقالت:

- صدقني، ان كان استاذ دائم فان حظك اسوأ حظ ع فه التاريخ

زفر تامر ثم قال بقلة حيلة:

- اعلم ذلك... اذا؟ كان استاذك ايضا؟...

- لحسن حظي مجرد استاذ بديل

حينما لاحظت هدوءه عن غير عادته نظرت اليه مستغربة فرأته ينظر اليها بريب، قالت بجفاف:

- ما بك؟

اظهر السلسلة وقال:

- هل كان حقا مجرد استاذ بديل؟ فما هو التحدي الذي كان بينكم وخسرته

اصفر لونها فجأة، هل يظن حقا انه ربح التحدي وانها الى الان لم تنسى قمر الليل؟ ما كانت لتذكر وجوده في مرحلة من مراحل عمرها لولا ان ذكرها بالتحدي الذي ينص على نسيان الطرفين الاخرين، لكنه لم يعلم انها نسيته ما ان استلمت السلسلة، واخفت عنه ذلك خوفا من ان يسأل عن سبب النسيان السريع

قال اخاها:

- ما كان التحدي الذي بينكم؟

نظرت اليه بانزعاج ثم قالت:

- لا شأن لك...

- دعيني اخمن... ربما... حسنا ما لا افهمه انه عندما يخسر احدهم التحدي من المفترض ان الخاسر يحضر هدية للرابح وليس العكس

- غبي مثلك لن يفهم القصة

نظر اليها والفضول يتآكل جوفه، لا الاستاذ قبل ان يخبره رغم انه هدده بانه لن يعطيها السلسلة ان لم يفعل، ولا هي قبلت ان تخبره، لا بد ان في الامر سر خطير يجب ان يكتشفه، نظر لاخته بتحد وقال لها:

- ان لم تخبريني لن اعطيك السلسلة

ابتسمت ساخرة:

- افعل بها ما يحلو لك، فقد اعطاني اياها لارميها في النفايات، ستخلصني من مهمتي

فغر تامر فمه مصدوما:

- هل اوكلني بحملها من المدرسة الى هنا فقط لترميها!...

- انه جزء من التحدي...

- مهلا...
لقد بدأت تتضح الامور
لقد اتفقتما علي مع امي لكي تنتقموا مني لاني كثيرا المشاغبة
لن تخدعوني، لن تمر علي حيلتكم...
على كل حال السلسلة جميلة، سأحتفظ بها..."

ارتداها وخرج من غرفتها بينما هي تراقب بحزن السلسلة المتدلية من عنقه حتى خرج من غرفتها، اعادت النظر الي كتابها، فجأة اصبح الكتاب طلاسم، او انها هي التي فقدت القدرة على التركيز،

اغلقت الكتاب تتنهد بتململ، لا يجب ان تضعف بعد سنوات من النسيان، لقد اقسمت على ان تنسى كل ما يخصه ويخص الحب وتلك الترهات، لكنها بمجرد سماع ذكره انقلبت حالتها كآبة، حسنا، الخبر لم يكن متوقعا، ربما لذلك كانت صدمة لها وتأثرت بها، كل ما عليها ان تشغل نفسها باي شي اخر

نظرت الى الساعة لقد تأخر الوقت، لما لم يقبل صالح بعد او على الاقل لم لم يتصل بها ليخبرها عن سبب تأخره، نظرت الى رسائل الواتساب، لا خبر عنه، هل يعقل انه وقع في حادث سير اثناء عودته للعمل بسبب ما رآه منها، ربما ذاك افقده التركيز؟... لا مستحيل، ليس صالح من النوع الحساس الذي يتأثر بتلك الاشيا، وهو اصلا لا يحبها، خطبتهما كان مجرد اتفاق عائلي...

اخذت كتابها محاولة التركيز لكن دون جدوى فالقت بنفسها على الفراش لتعود بالذاكرة الى احداث الزمن البعيد...


استعدو للفصل القادم
يمكن اذكر فيه احداث الماضي
على كل حال خمنو شو صار بالماضي

وشو صار مع صالح ليش معاش اجا اخدها معو مشوار
__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية



التعديل الأخير تم بواسطة Mariquita ; 03-14-2018 الساعة 04:27 PM