عرض مشاركة واحدة
  #157  
قديم 03-19-2018, 03:02 PM
 


فصل الشتاء يحل ببرودتة القارصة على جميع أنحاء مدينة طوكيو و حبيبات الثلج الغزيرة تتهاطل لتحتضن الأرض بنقاء بيضاها و تكسو
البنيان كما هو الحال مع بناء مدرسة شوهاكو ذات الصيت الواسع و المعروفة على نطاق مشهور في أنحاء هذا الحي الذي أعتاد دائما على
على أن يكون صاخباً و ممتلىء بضجيج السير و أصوات السيارات

كانت تلك الفتاة ذات البشرة البيضاء و القوام القصير عند أنتهاء الدوام الدراسي تقف متأملة بعينيها الزمردتين التي تناقض لون شعرها البني القاتم المنسدل إلى نهاية كتفيها ، جمال منظر تساقط الثلوج عبر النوافذ الزجاجية الواسعة لغرفه الدراسة التي تتشابة مع غرف الفصول المدرسة الأخرى فيما حبيبها الذي يضاهيها طولاً و قواماً ببنية جسدة يقف أمام مقعدة الذي يقع جانب الجدار يهم بلملمة كتبة الدراسية داخل حقيبتة السوداء من أسفل درج طاولتة بطريقة منظمة و مرتبة

"تاكومي تعال و ألقي نظرة ، أن الثلج يتساقط"

أنتهى من لملمة كتبة داخل الحقيبة ليغلقها و حملها على كتفة بهدوء ، أقبل إليها بخطواتة حتى بات جانبها أمام النافذة و ألقى نظرة عبرها بشيء طفيف من الهم ليقول بنبرة قلق:

"معكِ حق ، يالها من مشكلة ، لم أحضر مظلتي معي اليوم"

أرتستمت أبتسامة خفيفة من بين شفتيها و هي تزيح نظرها عن تساقط الثلوج نحوه

"لا عليك ، فأنت شاركتني مظلتك فيما مضى و هذه المرة أنا من سيجعلك تتشارك المظلة معي"

بادرها بأبتسامة صغيرة بزغت من بين ثغرية"شكراً لكِ ، أنا ممتن لأنك أحضرتِ خاصتكِ"

"الشكر لآمي فلو لم تخبرني قبل أن أغادر المنزل بأنها ستثلج اليوم لما كنت سأخذها"

"من الجيد أنها أخبرتكِ إذن"

هل تعلم يا تاكومي؟يقولون أنه إذا تشابكنا الأيادي في مثل هاتة الأجواء فذلك يعني بأننا سنبقى بجانب بعضنا إلى الأبد

أردف تاكومي بلا مبالاه لهذه الخرافات التي تصدق يوريكو بها بشدة دون أن يأخذ أمرها على محمل التصديق"حقاً؟أنا لعلمك لا أصدق هذه الخرافات"

"دعنا نقم بفعل ذلك كبقية الأيام التي نقوم فيها بفعل ذلك"

"حسناً ، بالتأكيد"

غرفه الفصل كانت كبيرة المساحة ذات جبران مطلية بالأبيض و سقفها مرتفع ، طاولات الطلاب الخشبية صففت إلى ثلاث صفوف مرتبة بطريقة منظمة تمتد إلى نهاية الصف و على نهاية على الجدار رفوف طويلة الأرتفاع ممتلئة بالكتب العلمية ، على أمام الجدار علقت صبورة المعلم البيضاء الكبيرة و أمامها منصة التعليم ، و فوق الجدار قد علقت الساعة الدائرية التي قد تعدت بالفعل موعد أنتهاء الدوام منذ فترة

مضت يوريكو نحو طاولتها الدراسية التي تقع في مقدمة الصفوف الأمامية بين المقاعد الأخرى التي بجانبيها ، ألتقطت حقيبتها الحمراء من على الكرسي لتضعها فوق الطاولة و من ثم قامت بفتحها لتخرج منها مظلتها السوداء ، أغلقتها لترتديها على ظهرها من الخلف و هي تحمل مظلتها مغلقة ، شقت خطواتها برفقة تاكومي للخروج من الصف و هي تحتضن يده بيدها بحرص ليبادرها هو أيضا بكل حب ، على الرغم من أنه لا يصدق تلك الخرافات هو يستلذ شعور الدفئ المنبثق من نعومة يدها الصغيرة ، فيما هي الأبتسامة التي تعبر عن مزاجها الرائع لا تغادر شفاهها ، أستمر الأثنان إلى أن وقفا عند بوابة مخرج بناء المدرسة لتقوم يوريكو بفتح مظلتها بكلتا يديها و شاركتها مع تاكومي ليحتمي الأثنان من التبلل بحبيبات الثلج القارصة ، مشيا نحو ذلك الطريق الطويل المغطى بسجاد أبيض من الثلوج ، مع كل خطوة يخطوانها يترك الثلج أثار أقدام أحذيتهمت البنية ، عادت يوريكو لتحتضن يده بدفئ و بادرها تارة أخرى بمشاعر الحب التي تفيض بداخلة أتجاهها ، في منتصف سيرهما أخذت يوريكو تسعل سعالاً طفيفاً ليتسلل القلق جامحاً إلى تاكومي و توقف ليسأل من أجل الأطمئنان عليها"هل أنتِ بخير؟!"

يوريكو و هي ما تزال تحافظ على لطف تبسمها أمامه"أجل ، أنا بخير لكنني أعتقد بأنني ألتقطت بعضاً من البرد"

أزاح تاكومي وشاحة الكحلي المحاط حول عنقة عنه بيديه و لفة بعناية حول عنقها لعلة يحميها من ألتقاط المزيد من البرد بذلك

"كوني حذرة حول ذلك ، فأنا لن أكون مسروراً أبداًَ أن أصيبت عزيزتي يوريكو بالمرض"

توردت وجنتي يوريكو بشيء من الخجل لتتحول أبتسامتها إلى بسمة مغمورة بشعور الدفىء "شكراً لك تاكومي ، أنا حقاً أشعر بأنني على ما يرام رغم كل شيء"

"تستطيعين أعادتة في وقت لاحق"

أردفت يوريكو بشيء من التردد"تاكومي ، ما رأيك أن تأتي للدرسة معي في المنزل؟"

سأل تاكومي بغير أستيعاب لسؤالها فهذه هي مرتها الآولى التي تدعوة فيها للمجيىء معة إلى المنزل"ماذ؟"

"والداي ليسا في المنزل اليوم فقد ذهبا في رحلة عمل ، لذا يمكننا الدراسة هنالك في الغرفه كما نشاء و القيام بالكثير من الأمور"

"حسناً إذن ، أنا يجب أن أتصل على والدتي لأخبارها بأنني سأتأخر اليوم في العودة إلى المنزل"

أخترقت فرحة بالغة دواخل يوريكو فور موافقتة لتهم بأحتضانة"أنا سعيدة ، سنقضي الكثير من الأوقات الممتعة معاً"

بادرها تاكومي الأحتضان بين ذراعية الدافئة لترتسم أبتسامة خفيفة من بين شفاهة"أجل"

أستمرى فيما طريقهما للسير إلى أن أصبحاً يسيران في شارع يفيض بالهدوء من حولة ليقصدا طريق منزل عائلة يوريكو المؤدي بعد مرور هذا الشارع ، منزل عائلتها ذو لون أبيض صغير يتسع لها و كلتا والديها اللذان ليسا متواجدين فية اليوم و توجد جانبة حديقة صغيرة مخضرة على جانبة و يتخلخل بين عشبها الصغير زهور الأوركيد البنفسجية ، مدت يدها لتفتح باب المنزل الأسود لتسير على أرضية الرواق الخشبية التي تؤدي إلى غرفه المعيشة ذات المساحة الصغيرة و الممتلئة بأثاث أسود بسيط ، و جدران ورقية بلون الخوخ ، مضى برفقتها نحو ذلك السلم المؤدي نحو الأعلى حيث غرفتها هناك ، دخلا إليها لتغلق يوريكو بابها البني و من ثم جلس الأثنان على سجاد الأرضية ذو اللون البيج أمام تلك الطاولة الدائرية البيضاء المنخفضة الآرتفاع ، غرفتها ذات مساحة صغيرة و جدرانها مطلية بورق زهري بنقوش الدانتيل ، أثاثها أبيض يضفي رونقاً لطيفاً لمساحتها و سقفها مرتفع ، أخذ تاكومي يبحر بنظراتة حول الغرفه بتمعن و كأنه يقصد ألتقاط شيء ما

"إذن هذه هي غرفه يوريكو؟"

سألت يوريكو بأهتمام ممتزج بشيء من الفضول"أجل ، هل هنالك خطب ما حول ذلك؟"

"لا أبداً ، لنبدء بالدراسة"

"حسناً"

فتح الأثنان حقابئهما المدرسية ليخرجا الكتب الدراسية منها و دفاتر ملاحظتهما ، ليضعها فوق الطاولة و قضياً زمنناً طويلاً مكثفاً من دراسة بعض المواد ، ساعد تاكومي يوريكو في بعض مسأل مادة الرياضيات التي لم تفقة شيئاً في طريقة حلها و بادرتة هي بالمثل في مادة الفيزياء ، كانت عيناة غارقتان بالكامل بها فيما هي مستغرقة بالشرح له من خلالها أمساكها للكتاب مفتوحاً إلى جانبة و تشير بأصبع يدها على بعض المسأل التي لم يفهما لتشرح طريقة حلها له و عقلة داهمة الشرود في لحظة تعمق طويل في ظرافة تفاصيل ملامحها حتى فقد تركيزة و تبعثر فهمة

"هل فهمت الأن؟"

أفاق تاكومي عن شرودة الذي داهمه لبرهه لجيبها بتفاجىء من سؤالها الذي باغتها و بعينان متسعتان بخفة"مالذي كنتِ تقولينة؟!"

أعادت يوريكو الكتاب على الطاولة بطريقة فضة و الغضب قد أتضح في عينيها على سؤاله "أين كان عقلك شارداً فيما أنا أبذل جهدي لكي تحصل على علامات كاملة؟!"

أسف ، لقد كنت شارداً في تأملكِ"

مررت يوريكو أصابع يدها لتشد أذنية بقوة طفيفة و أشاحت بعيناها عنة"توقف عن القيام بذلك و ركز معي !"

تألم تاكومي بعض الشيء من أزدياد قوة شدها"حسناً ! ، حسناً ! , أنا حقاً أسف !"

أفلتت يدها عن أذنة لتستقيم واقفة بجسدها و نطقت قائلة"سأخذ قسطاًمن راحة الدراسة إلى هنا، سوف أذهب لأعداد بعض القهوة لذلك أدرس بدوني حتى أعود"

"حسناً ، حسناً"

شقت خطواتها للخروج من الغرفه و أغلقت الباب خلفها ، لم يهم تاكومي لآكمال دراستة بل أستقام هو الاخر من على الأرض ليأخذ جولة تأملية أخرى ببصرة نحو غرفتها بعقل فارغ ، جرتة قدمية لا شعورياً نحو مكتبها الدراسي الأبيض الذي تأخذ مساحتة الكبيرة حيزاً من الغرفه ، فوقة مجموعة من الأدوات المكتبية و درج صغير زهري بأربعة رفوف ، مصطفة فوقة ثلاث روايات تاريخية بتصاميم غلاف غير مكلف و مقسمة إلى أجزاء و بجانبها مفكرة يوميات كبير أخضر ذات أوراق بيضاء

حادث نفسة بنبرة عفوية"إذن هذا هو النوع الذي تفضلة يوريكو من الروايات؟لم أتوقع ذلك أبداً"

جرة الفضول نحو ما قد يكون قد تركتة مكتوباً في مفكرتها و بدء في فتح الصفحة البيضاء الأولى منه

قراء تلك الجملة الي قد أثارت عواطفة الجياشة في السطر العلوي من الصفحة"حياتي اليوم قد أزهرت عندما وقعت بالحب تاكومي"

أكمل بقية قراءة السطور إلى نهايتها الصفحة لتتفاقم عواطفة تضخماً مع كل سطر يقراءة:

"اليوم تلقيت أعترافي الأول من الشاب الذي تمنيت دائما أن أصارحة بمشاعري لولا أفتقاري للجرائة من أجل القيام بذلك ، عرفت كيف يمكن أن يكون شعور دقات القلب الأولى حلواً بمجرد أحتضانة لي بدفئة ، و عدت لأول مرة إلى طريق منزلي معة و هو يمسك بيدي بكل حرص على إلا نفترق ، تبادلت معة عنوانين بريدي الألمكتروني في منتصف سيرنا و تناولنا شاي الموتشا اللذيذ معاً"

[المفكرة الثانية]

"اليوم خرجت برفقة تاكومي إلى مشاهدة فلم درامي في السينما ، جاهدت في حبس دموعي بكل ما أملك وسط لقطة حزن طويلة لكن الأمر أنتهى بي في نهاية المطاف بالبكاء كالأطفال فأخرجت من القاعة معة ليأخذني إلى البحر ، صوت المحيط كان يبعث سكينة عجيبة في قلبي و أحضان تاكومي جعلت أعصابي مسترخية تماماً ، قبلته على جبيني زادت شعوري بحبة لي و أهتمامة فوق ذلك الدفئ الذي قد أحاطني به بواسطة ذراعية ، أنا حقاً أزداد غرقاً في حبة يوماً بعد يوم ، لا أتخيل يوماً واحد يمر لي بدونة لذلك أتمنى كثيراً إلى أن أبقى معة إلى الأبد ، لعبنا بعدها على مياة الرمال و قضينا وقتاً مليئاً بالمرح و المتعة و عدت إلى المنزل متعبة ذلك اليوم"

عادت يوريكو إلى الغرفه لتسند مرفقها على مقبض الباب فيما يديها مشغولتان بحمل أكواب بيضاء ممتلئة بالقهوة السوداء الساخنة و فتحتة لتدخل قائلة بعفوية"تاكومي ، لقد عدت ، هل مازلت تدرس إلى الأن؟"

تفاجئت بشدة عند رؤيتة مهوماً بقراءة مفكراتها اليومية واقفاً و أكتسحت الدهشة محياها لتتسع عيناها بخفة و نطقت بشيء من الغضب فيما هي تمضي نحوة"أنتظر لحظة ! ،من سمح لك بألقاء نظرة على مفكرتي؟!"

أستدار تاكومي ناحيتها فوراً على سماع صوتها الغاضب و هم بخطوات عجلة نحوها بمشاعر حبة التي بلغت أقصى بلوغ ذروتها فياضانناً ليدفنها إلى أحضانة بواسطة ذراعية بشدة"أنا أحبكِ جداً ! ، أنتِ الأولى و الأخيرة بالنسبة لي ! ، بدايتي و نهايتي ! ، مأواي و موطني ! ، سأبقى إلى جانبكِ إلى النهاية و لن يفرقنا أحد !"
__________________
صفحتي على الكيريوس كات هنا
مدونتي في بلوجر هنا
رد مع اقتباس