04-02-2018, 01:12 AM
|
| |
| ذهبية :حلمي يناضل ليعيش
أهلا بكِ نوتيلا
لون
بين اشجار الصفصاف ارتسمت لوحة جميلة نسجت معها قصة من عبق حروف تلك الطفلة خضراء العيون شقراء الشعر，كانت تحتضن والدتها بنعومة حاضنة معها وريقات الصفصاف الرقيقة，نظرت بوجه والدتها دون ان تبعد نفسها عن حجرها الدافئ ابتسمت ببراءة قائلة"امي احلم بأن ازرع السعادة بقلوب الناس كما تزرعينها بقلبي"ابتسمت تلك الشابة بلطف من حلم طفلتها الغريب راحت تداعب شعر ابنتها الذي تخلل بين اناملها بشقاوة لتقول"تحتاجين لسماد جيد لتزرعي سعادتك دون ان تذبل تزرعينها وعندما ترحلين يجب ان تبقى تلك السعادة مكانك اميرتي"ابتسمت الصغيرة ابتسامة رضا عما قالته والدتها，كان سيذل الستار على قصة حب ام وابنتها ولكن هيهات تحولت تلك اللوحة الجميلة الى حطام زجاج اندثرت صورة والدتها في الف شظية....
استيقظت خضراء العيون مما بدا لها كأنه حلم وحسب，ابتسمت بحزن محاولة كبت صوت بكائها，ولكن تمرد دموعها جعلها تضع يدها في وجهها لتنساب خصلات شعرها الشقراء على وجهها مواسيا حالها قالت بصوت متقطع "اامــ يي امــم ي "تمنت لو تجيبها والدتها ，تمنت لو ٌيٌفتح باب غرفتها الزهري لتبرز منه تلك الحسناء وتبعد كوابيسها，تمنت لو تسمع منها تهويدة ما قبل النوم لتعود لحلمها الوردي بعيدا عن ذلك الجاثوم الذي صار يزورها كثيرا منذ توفيت والدتها，ما زالت غير مصدقة بأن حنانها قد مات ，
ولكنها بالامس قد كانت معهاحادثت نفسها بغير تصديق محاولة ان تكبت ما تشعور به انه غصةة مؤلمة في قلبها "كانت ..كانت بقربي ，اتذكر عندما ﻻمست اناملها باب غرفتي عندما ودعتني لتحضر بعض الاغراض，ولكن بعدها رأيتها مضرجة بالدماء，شعراء الشقراوي ﻻ انكر بأنه بدا اجمل بلون دمائها ولكن...هل حقا لم تعد موجودة؟؟
العالم غير صالح للزراعة امي اتسمعين，قلوبهم كالحجارة ﻻ يستمعون لي，
لم استطيع رسم السعادة بوجه احدهم الا بالمال，جميعهم سعداء بسبب المال وحسب，احقا السعادة بالمال؟ولكني ﻻ اذكر انك اسعدتني بالمال，امي..حلمي يناضل ليعيش احاول ان ازرع السعادة كما تزرعينها بقلبي لكنه عالم ﻻ يستحق.."
ارتديت معطفي الوردي ووشاحي الباهت تاركة شعري بداخله دون حرية，خطوات اقدامي مع ايقاع المطر كنتٌ اسمع سمفونية جميلة，اعترف ربما هذه اخر سمفونية اسمعها ,تنهدت بيأس وانا ارى شجار الباعة ,وانا ارى طفل يبكي وانا ارى فتيان عابثون,وانا ارى ذاك يسرق ，احقا هذا هو العالم الذي حلمت ان ازرع السعادة في قلبه，لهو امر مستحيل امي ...
تعالت سمفونيتي وانا اخطو نحو الجسر，صعدت بهدوء متجاهلة كل الاصوات，حتى صوت الرياح الذي حاول منعي مما سأقدم به ,لم يكن يعلم بأني اتبعها وحسب ,شددت نظري لسراب يضمحل شيئا فشيئا，لم اكن اعلم اهي امي ام انا ولكني رحت اتبعها بهدوء ，
راقبتها وهي تقفز من فوق الجسر الى جوف ذلك البحر الظالم كانت تبتسم，فعلت كما فعلت استسلمت لكل شئ ，شعرت بقطرات البحر تﻻمس وجهي اصبحت داخل جوف البحر,تمرد سعري اخيرا واصبح يسبح بحرية, نظرت ليداي وجسدي فقد بدأ يضمحل هو الاخر, ورأيتها...
عانقتني بشدة قبل ان تتﻻشى وهي تقول لي بابتسامتها الباهتة"ﻻ بأس اميرتي انتي ذاهبة لمكان افضل معي"
تمت ..
التعديل الأخير تم بواسطة لون السحاب ; 04-02-2018 الساعة 05:47 PM |