الموضوع: من أجلك نجمي،،
عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 05-04-2018, 06:09 PM
 
فضي

[center]

اللهم إني أسألك الحياء منك والإقبال عليك

اللهم أدخلني مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق



الفصل '03'

*أحاول فهمك *




ضحك سيلاز وقد رفع عينيه إليهما
_ هذا من طبعك الغريب وكأنكِ تربيتِ على يد الرجال.
حملت ورقة مكورة ورمتها للسلة بجانب الباب
_ هذا لأني الفتاة الوحيدة بين خمسة أخوة ذكور.
حملق فيها كلٌ منهما بصدمة مضحكة
ثم نودِيَ على اسم سيلاز، وقف بحماس وضرب كفه بكف تريفور و خرج و قيتاره البني المخطط في يده و هتاف الجمهور يصله.
انطفأت الأضواء على المسرح ليعمّ الصمت ثم أصوات خطوات تضرب خشب المسرح بترتيب جاذب للسمع...ليسطع فجأة ضوء أعمى عيون الجمع القريب، أما الجمع البعيد فقد رآه....
واقف بثقة وثبات، القيتار في يده والميكروفون الطويل أمامه وشعره يبرق بسواد فاحم،
ليهب الجميع بالهتاف باسمه
" سيلاز...سيلاز...سيلاز...سيلاز "
بعض الأصوات كانت متناسقة والبعض متنافرة ..
ثوانٍ حتى ضرب أوتار القيتار بطرف اصبعه فهدأ الجمع الغفير تدريجياً حتى تقريباً صمت تماماً
رفع رأسه لهم وابتسم فصرخت الفتيات مجددا،
بدأ بالعزف بتسلسل هادئ ثم بالتدريج أصبح سريعاً وبدأت الموسيقى تنبعث من أطراف المسرح وفُتِحت باقي الأضواء على العازفين ثم بعذوبة صوته وجمال عزفه
أنا هنا وحلمي هناك،،
بعيون الغريب إنه قريب،،
وبعيني أنا بعيد المنى...

كانت غرين جالسة أين تركها في الغرفة تستمع لصوته الخلاب يصدح في الأرجاء وينساب بعذوبة لطيفة الى أذنيها، أغمضت بُنِّيَّتيها القريبة من السواد واكملت تصغي


يا حلمي الساطع رأيتك ضائع
يجرفك نهرٌ واسع،،،
أريد إتباعك، أريد لحاقك،،
ليكمل العازفون الغناء معه
سآتي..سأسبح،، لكن هل سأنجح؟؟
تعال يا حلمي هلمَّ إلي،،
فأنت تعرف حالي،،
سأغرق وأصل إلى القاع... ذراعاي مكسوران،،
تعال يا حلمي ، أنت تعرف حالي،،

ابتسمت وتساءلت في خلدها كيف ألّف هذه الكلمات وماذا يقصد ؟؟..

أنا هنا و حلمي في السماء
كنجم في المساء.... يلمع في الفضاء
يا حلمي الواعد رأيتك صاعد، وعلى الغيوم متباعد
فهل سأمضي؟.....وهل سأطير؟


وأكمل معه العازفون مجددا
تعال يا حلمــــي..هلّم إلي
أنت تعرف حالي،،
سأسقط في الهاوية.... جناحاي مقطوعان..
تعال يا حلمي،،هلم إلي ،،


لينخفض صوت الموسيقى ويكمل هو وحده

حلمي القريب...حلمي البعيد
بينما أتقدم وأسير،،حلمي يبتعد ويطير،،
حلمي القريب،،حلمي البعيد
تعال يا حلمي هلمّ إلي،،،


وانتهت الأغنية بصوته و علا الهتاف من الجمهور .
ثم بعد لحظات طويلة كان يلوح فيها لمعجبيه ويبتسم بدأ بعزف لحنٍ غير مألوف أدركت أنها الأغنية التي من أجل شيري،
بلحن لا بطيء ولا سريع متناسق يتوقف من لحظة للحظة.
خرجت مسرعة تريد رؤية وجهه وهو يقول كلماته العميقة والتي قطعا شيري لا تستحقها.
وقفت تلهث بجانب خشبة المسرح حيث يستطيع رؤيتها لو التفت، عكس جمهوره الذي لا يظهر لها،
كان قد أمسك الميكروفون بعد أن نزعه من العصا و ترك القيتار يتدلى أمامه

أمروني عنكِ بالانفصال
لكني عارضتهم...
فمن أجل حبكِ يجب عليّ الانتصار



أمسكت غرين الستار بجانبها بغضب مكبوت داخلها

أخبروني أن بقائي، قربكِ يعني هلاكي
وأن ابتعادي يعني نجاتي......


أحمق " هذا ما همس به تريفور و هو ينظر للجمهور الذي تفاعل بشكل مدهش ولكنه كان غير راضٍ البتة عن موضوعها

لكنِّي أعلم...
بُعدي عنكِ هو نهاية حياتي
معك يعني الموتِ!!؟...لا أكترث...
أنتِ دنياي وأنتِ حياتي..
أجل أنت هي..


تذكرت غرين الجملة حين قرأتها في الغرفة ولكن وقتها لم تظن أن ايقاعها مع الموسيقى الشبه هادئة سيكون بهذا الشكل ، إنها رائعة.. أجل رائعة، لكن شيري خائنة..أنانية لا تستحق هذه الكلمات .. لا تستحق أبدا طيبة سيلاز


التي أريد أن تكون بين أحضانها وفاتي
نعم أنتِ فقط...



وصمت ليعيد الميكروفون لمكانه ويعزف بالقيتار ليتحف الموسيقى بنوتات مُرضية مريحة وأيضا مُغرية ،لاحظته غرين وهو يغمض عينيه بحزن فتسائلت هل يصدق حقا ما يقول؟؟

حبيبتي ابقيْ معي،، لا تتركيني فبدونك لا للحياة

ليعيد خلفه العازفون بنفس لحنه

{ لا للنجاة }


ليكمل هو بعد أن فتح عنيه وأدار رأسه ليراها أخيرا

لا تصغي لهم،،،نستطيع العيش معا
نعم معا...أنا وأنتِ و السماء


ثم سكت وتغير قليلا العزف ثم عاد للرتابة الاولى وعاد هو ينظر لجمهوره بعد أن رآها واقفة بلا حراك و وجوم ولم يفكر كثيرا وأعاد تركيزه

حبيبتي لا ترحلي ..نعم لا تتركيني
فحبك هو الحافز لدقات قلبي...
ان غبتِ يتوقف نبضه
لا ترحلي يا نبضي


عاد لينظر لها فشيء غامض جذبه لوقوفها هناك وكأنها تريده أن يتوقف عن ما يفعل لكن الكلمات لم تتوقف عن التدفق من بين شفتيه

يا شمعتي..
تعاليْ وأضيئي المكان من حولي
ظلامٌ يسحبني وأنت هي ضيائي


لم تظهر شيء على وجهها وتركت نفسها تتخيل أن الكلمات لها

فألقي بحبلك حولي واجذبيني
أو مدي يدك وأنقذيني


سأنقذكَ حتى لو لم تقل لي" هذا ما همسته بعد ان استدار عنها للجمهور

نعم...حتى نكون معا
نعم...أنا وأنتِ و السماء


ولكن الكلمات الأخيرة أعادتها للواقع و هو أنها مُوجَّهة لشيري

{ شعلة قلبي }

صوت العازفون الخافت ابتدأ هذه المرة ثم بعده سيلاز

يا حياتي...الموت أهون علي من بعدك
فاقتربي مني وضميني.......برد الوحدة يخنقني
اهمسي في أذني وطمئنيني


ليتناسق صوته بجمالٍ مع العازفين

بأغنية...

بلحن...

كل شيء ببسمة

كما في الماضي

ليختم هو الأغنية وحده

نعم حبيبتي كما في الماضي

أنا وأنتِ فقط.


مع نقرة أخيرة على القيتار ..
تعالت الأصوات بتصفيق وصفير ، هتافاً لنجمهم اللامع.. ابتسم تريفور فالأغنية لاقت نجاح ولم يكن سفرهم بلا فائدة وهذا سيُهدئ سيلاز من ناحية العقد الذي أمضاه في الأمس.
انسحبت غرين بهدوء عكس ذلك الصخب.
[/center]
__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر

التعديل الأخير تم بواسطة lazary ; 05-04-2018 الساعة 07:05 PM
رد مع اقتباس