عرض مشاركة واحدة
  #169  
قديم 05-12-2018, 01:20 PM
 
ألماسي

" ماذا يمكن ان يكون فيه راحة اكثر من ذلك ؟ "
تنهدت مرتخية على الكرسي الجلدي للحافلة أُناظر الطريق من خلال النافذة قربي
من الطبيعي ان أجد الراحة وانا ابعد سمعي عن تلوث البشر فلا انسى دائماً وضع السماعات
التي أقوم بإيصالها في هاتفي ، أخذت نفساً عميقاً منتشيةً الانتعاش الذي شعرت به في الهواء الذي يصدح يعبث بخصلات شعري المقيد بعقدتان منقسماً إلى جانبين
منسدل كل طرف على كتف ، حالما انتهت السمفونية الهادئة في اذني
حتى انتقلت لموسيقى حماسية اعشقها ، بدأت بهز رأسي لا إرادياً انسجاماً ولن أقص عليكم باقي الحركات اللاوعيية ، لحظة هل يوجد كلمة لاوعيية في قاموس اللغة العربية ؟!
لا علينا ، الاهم ان يكون المعنى قد تم التقاطه
حسناً ببساطة يمكن لأي شخص معرفة اني اعيش حياتي بعفوية وبكل مغامرة ، لا آبه بنظرات الاخرين او أرائهم لفوضويتي او حتى لغبائي المريح
الكلام عني يشعرني بالجوع ! لنرى ماذا حضرت لي امي في حقيبة الغداء
ما إن التقطت الحقيبة الضخمة التي أراهن بأنها محشوةً كاملاً في المأكولات اللذيذة
لحظة لحظة ! همبرغر ! كنتاكي ! بيتزا ! معجنات ! اقراص الجبنة المقلية ! ، ياللهول إن هذا نعيمٌ كامل ، ماذا قد يبعثر هذه السعادة اللا لا لا ابداً متناهية
سارعت لأخرجت ما اشتهيه وانقض بافتراسه بشهية مريحة ، أغمض عيناي استمتع بكل قضمة
مددت يدي التقط قطعة اخرى وما زلت مغمضة عيناي ، لما لا التقط شيء ؟ اين ذهبت الاطباق !!
فتحت عيناي ارمش محاولةً استيعاب الامر المعقد استيعابه العقل تباً كيف لي ان استوعبه !
الاطباق بأكملها منقلبة والطعام مندثراً في الارض ، شهقت لهذا المنظر الفظيع المليء بالوحشية
رفعت رأسي لأجد فوهة غريبة عند انظاري ! تباً ما هذه ؟ قطعة حديدة ، لالاا انبوب ، ايضاً لااااا
ازحت رأسي لأرى رجلاً ملثماً يوجه بندقيته نحوي ، فاهه مستمر التحرك في عملية الفتح والغلق
نظرت للناس اللذي يرتجفون من الخوف وكل منهم مقيد اليدين خلف ظهره
لما ينظرون نحوي هكذا ؟ لما يقفون جميعهم في الزاوية هناك ويتركون مقاعدهم !
أزلت السماعات عن اذني لألتقط ذاك الصوت الخشن الغاضب يصيح بأعلى طبقة يمتلكها
" هل انتِ صماء ؟ "
أجبته بحدة وقد وقفت متجهزة للعراك
" كيف تتجرأ لتخاطبني بهذا الاسلوب ؟ وانا من يجب ان أسألك هل انت أعمى ؟ "
لوحت في سماعاتي امام انظاره المتسعة " ألا ترى بأني منعزلة باستمتاع ؟ "
التفت اشير الى المنظر الذي قطع قلبي إلى ستمئة قطعة وقطعة
" بالله عليك اخبرني كيف لي ان انتقم لتهديمك هذه اللذة ؟ "
صحت ارفع يدااي لسقف الحافلة " من أين تأتون يا بشر !!!! "

صاح بقوة وبمفاذ صبر " اخرسي "
صوته كان كافياً ليوقع جميع الواقفين ارضاً ثم ينهضون رغماً عنهم بسبب احاطتهم بأولئك الرجال الملثمين والمسلحين ، أما انا فقد قفزت عشرة امتار ثم عدت للأرض سليمة ، تباً له لقد بعثر هدوئي
" يا لوقاحتك كيف ترفع صوتك امامي بكل قلة احترام ؟ ومن ثم ما هذا اللذي تلوح به أمام رأسي واللعنة عليك "
انهيت كلامي بانفعال اضرب بندقيته بعشوائية بعيداً فأصدرت طلقة نارية حطمت الزجاج اللذي بجواري جعلني انخفض برعب لا إرادي
" حتى المجانين أعقل منكِ "
التفت لبقية الرجال يصيح " خذوهم بسرعة لسيد الموت قبل ان ينزعج لتأخرنا سأتدبر انا امرها "
نفذوا ما أمرهم به ثم التفت لي ليراني اعبث بفوهة السلاح ثم أسأله بكامل ذكاء املكه
" هل هذا سلاحٌ حقيقي ؟ "

رفعه بغضب يشغل الاصوات الجميلة الرنانة التي به
" تريدين رؤيته وهو يفرغ الرصاصات في رأسك ؟"

هل يسخر مني ! نظرت له بنظرة متعاالية وبكامل السخرية نطفت
" هه ! تظن انك ستخيفني ؟ صحيح تذكرت ، أين اخذتم أولئك المزعجين ! "

اكتفى بقول " إلى المكان الذي سأخذكِ إليه "
مد يده يمسك ذراعي بقسوة ففاجئته بدعسي بقوة بكعب حذائي على قدمه مما جعل النار يخرج من رأسه وقد اسقط سلاحه متهالك على الارض يأن من الألم ، نثرت شعري بانتصار وأكاد اضحك ضحكة فقمة تغرق ، لحظة ! هل الفقمات تغرق ! لقد ظننت ....
تباً من اين لي بالاستناجات العلمية بدلاً من ذلك لما لا أهرب واستغل الفرصة !
هرولت بسرعة نحو باب الحافلة لأصطدم بجسد أسود جلعنا نتعثر ونقع بفوضوية عن أدراج الحافلة كلينا ، نهضت بسرعة امسك يده واسحبه معي
" عليك ان تهرب بسرعة ، المكان خطر "
" انتِ ... "
لم أدعه يكمل ما يريد قوله فركضت بسرعة اخبره " اركض بأسرع ما لديك "
فاجئني بأنه اوقفني عن الركض وقد جذب ذراعي بقوة حسناً واصفق لنفسي على اني لم افهم شيئاً، بلعت ريقي بتوتر وانا ارى ذاك الملثم الابله يتجه نحونا ثم يخفض رأسه باعتذار " اعذرني سيدي على تأخري ومحاولة هربها و لكن عقلها ليس سليماً ابدا "

" ماذا تقصد بأن عقلي ليس سليم ايها .... "
صاح هذا الذي يمسك ذراعي " يكفي لا أريد سماع حرفٍ واحد وإلا قطعت لسانك "

" تباً لي وانا التي اظن بأني كنت انقذك وانت زعيمهم ، تقطع لي لساني ! جرب وسأقطع لك .. "
اسكتني نظرته الحادة المرعبة التي حرقتني وجعلتني فحماً فبلعت ريقي اكمل بصوت منخفض جداً ولا يعلو معي ابداً ولا ادري ما مشكلته
" سأقطع لك طرف الخيط الخارج من قميصك "

لأعترف لقد نجحوا بالإمساك بي وإيصالي إلى مقرهم وما إن أزالوا العصابة عن عيناي ودفعوني لداخل الغرفة لأرى زملائي المزعجين اللذين كانوا في الحافلة
وهنا وصلت الفكرة لرأسي وفهمت كامل ما يجري حولي ، عصابة قاموا بإختطاف من في الحافلة لأغراض اجهلها ربما ابتزاز احد رؤساء او من الممكن طلب فدية او اخذنا رهائن لغرض ما او من الممكن البيع ! رائع لقد عاد عقلي للعمل لعد سنين من إيقاف التشغيل
سألني سيدهم الذي يدعوه الجميع بالموت " من تكونين ايتها المجنونة ؟ "

أجبته بابتسامة قوية " انا الحياة بعينها أيها العاقل "
وقد واسيت نفسي بأني أهينه بقول له - ايها العاقل - حسناً لقد بدأت مغامرتي من هنا
إن اردتم معرفة ما سأفعله فعليكم بالتشجيع ، حسناً ؟
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي
رد مع اقتباس