عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-18-2018, 01:48 AM
 
فضية :تخدير | numbness








لون












آه ، ما بال النفس لا تبلى و إن هلك الجسد.
ألعنت فما صار لي فناء ، و ذنوبي ما تعرف غفرانا.
ندمي أعياني و أتعب المرأى ... فما صرت مطيقة إبصار ذاتي.
أنى لي ذلك ، و أنت ما كنت بجنبي باق ، سرحت دموعي سيلا وَ ما كان ما أشيده مغرورقة محي ساكني القبور
" آنستي ، لا تجهدي نفسك فقلبي لا يطيق "
" صدري يضيق لحزنك ، ماري "
ألم في قلبها ظهر فأمسكته عن حين غفلة منها وهي في الماضي شاردة.
ذكريات كانت أسعد ما تملك ، صارت أمر ما شربته يوما.
○ ○ ○
ابتسامتك ، لطفك ، أمانيك
كلها حفرت في صدرها فما استطاعت محقها و إن أرادت.
" أتساءل ... أكلمات صادقة كانت تلك ، لوكاس ... أم كنت تلهي امرأة واهية "
تهمس لنفسها ، تشغلها لعلها تمنع رؤيتها للسجن الذي هي فيه
تريد البقاء في هلوسات جسدها يأسها
و لو كانت أوهاما ، لغرقت فيها طواعية رجاء لقائك.
○ ○ ○
" اقتلوا الطاغية "
كلمات عديمة الإحساس ... كاذبة ، لا تجسدها شيئا. هي التي لم تمد يدها على عامي أو رفعت صوتها على خادم.
محمية حياتها كانت ، لكنها تعرف أن مقتل العائلة الحاكمة أمر حتمي.
مقتلها مكتوب لا محال !!
سقوط النظام الدكتاتوري ... تهزأ بهذه الكلمات ، فقد أدركت متأخرا أن لا شيء سرمدي.
حتى الأمن الذي انتشله عشيقها
تُخفي ملامحها ... و تبتسم
○ ○ ○
أشعر بشفتاي تشكلان ابتسامة رضى
عن ماذا أنا راضية ؟
لا أظنني أعرف الإجابة ، و ما عنيت بمعرفتها.
أمد ببصري نحوك و أتوجه نحوك قاتلي.
تضيق عيناك
( لا تنظر لي بتلك النظرة ... أنا أترجاك )
أصرخ في قرارة نفسي و لا أجرؤ عن الكلام ، ليس خوفا منك.
و لكن خوفا من حقيقة أنكرتها دوما
وَ يذهب وجهك الباسم
( أتعلم ، حتى تكشيرك في وجهي صار ترفا لا أحظاه ... ما أرى إلا برودك الهنيهة )
انقبض صدري و تحطم أجزاء كما حطمت أحلامي ... كلا .. بل أوهامي ، يا من كنت أعز إلى قلبي و نفسي
انشرح ضيقي فجأة و أنا أستشعر قدوم حتفي
كنت أقاد في الشارع وَ ظهره يقابلني ، مقيدة كنت .
و لأول مرة شعرت بالمسافة التي تفصلني عنك
" فرح أنت لا بد .. بتخلصك من رعناء مثلي "
أتوجه ببصري نحو النيران التي تلتهم قصرا عشت فيه طيلة عمري
لا أشعر بشيء ... و الألم الذي أطاح بجسدي تخدر
لعله ينبغي أن أمقت قاتل والدي
( لا أقدر ، عزيزي ... و لو نكلت بي ما استطعت أن أكرهك ، و لا كره أحد غير نفسي )
و أحقد عليهم ... من تجاهلوا البشر و طغوا و تجبروا في الأرض مفسدين
أم يجدر بي حمل السخيمة على ذاتي الخرقاء البغيضة التي لم ترى بأسهم
يئست من الدنيا و هي اليوم تتبرأ مني
" يوم الحرية "
تدخل الكلمتان على وهلة و أنفجر ضاحكة بهستيرية ، تراني بغرابة
لكنني لم أهتم كما لم يهتم أحد بي قبلا
( أنا متعبة ، منهكة ... و ما أستطيع الشعور كما كنت قبلا وَ كأنني عدت إلى غرفتي التي سُجنت فيها قبل لقائك )
شعور بالعجز ينهكني حين أدركت محبتي لشخص ما أحبني يوما
( مكتوب علي في هذه الحياة أن أكون وحيدة ، أعرف ذلك ... لكن الوحدة ترعبني )
أتهزأ بغبائي خفية كلما أطلعتك على ما يخالجني ...
لكنني لن أعرف ، لأنني لن أسأل ذلك أبدا
( مترددة في قبول واقعي ، جبانة حتى النهاية )
أسخر من نفسي و صوت ضحكي دوى في المكان ... يائس محطم يثير الشفقة
○ ○ ○
أراه ، صديقي يوما كان و لم يعد ..
ما كان لي رفيق و كل من عرفته لزعيم الثورة يمتثل
عيناه ملئتا خيبة و حزنا .. و لا أدري أينا يجدر به ذلك الإحساس
هو الذي خانني وَ سحق ثقتي أم أنا الذي آمنت به
( خرقاء ... ألا تدركين أن ما لك من رفيق و لا معين )
دموعي تسيل حسرة و دمائي تنهمل جراء جرم الناس بي.
أجثو على ركبتي مطأطأة في التراب و تساؤل غريب يتسولني
أدمائي تتشربها الأرض أم تنفر مني كما نفر مني أبوي قبلا وَ أعز الناس لي
○ ○ ○
" هنيئا لوكاس ... هنيئا "
تقول الأخيرة في همس فلم يسمعها و في خلدها تمتم
فخرك عشه .. و .. أنا ... في الخزي أُقبر
يرفع السيف ببرود منفذا عليها الحكم
تجاهل ألما في قلبه لما سلب بيديه حياتها و أسقطها من نعمتها
غادرت المهجة عيناها الزمرديتان ... فهمس و لم تسمع
" نامي بسلام ، ماري . فأنت تستحقين خيرا مني "
و ما يدري أنه في ندمه متخبط ... وفي ذكرياته منتش
__________________

_ وَ إن كانت زيف حقائق لهلكت وَ قلبي قد شغف المجل



التعديل الأخير تم بواسطة ـ قَـمر ; 06-01-2018 الساعة 11:52 AM
رد مع اقتباس