عرض مشاركة واحدة
  #76  
قديم 06-07-2018, 04:00 PM
 

الفصل الثالث عشر


ملت من تقليب صفحات كتابها دون ان تفهم شيئا فظهور جواد المفاجئ في حياتها شغل عقلها لنصف يوم

رفعت نظرها عن كتابها حين سمعت صوت المطر، فجأة حنت للايام السابقة، كرهت المطر لسنين عدة لانهم كانو يذكرونها بالايام العصيبة، لكن حين سمعت عن جواد واحست بحقيقة وجوده فعلا حنت لتلك الايام

اغمضت عينيها مبتسمة وهي تشم رائحة التربة الندية وما لبثت ان نهضت لتقف قرب النافذة تتأمل الشوارع كيف اضحت مرقطة اثر المطر

اجتاحتها رغبة عارمة في الخروج من المنزل لتجرب ذلك الشعو القديم، فمذ مرضت ووجدها جواد تحت الشجرة وهددها بانه سيقتلها لو مشت تحت المطر مجددا بلا مظلة

من حينها لم تمش تحت المطر، ابتسمت واسرعت الخطى للخارج، نزلت للشارع ورفعت رأسها للسماء لتستقبل المطر بوجهها

هنيهة وانزلت رأسها لتنظر الى الطريق الذي كانت تسلكه لتذهب للثانوية، اشتاق قلبها له، ربما مرت منه مرات عديدة خلال السنوات الخوالي ولكن كانت تسلكه بالسيارة لا تنظر اليه فقد كان الوقت عندها ثمين جدا وعيونها دائما مزروعة بالكتاب

خطت خطوة تجاهه لتحس بالدماء يندفع الى وجهها، احست بلحظات الماضي تتجدد، تراجعت لتعود الى المنزل متهربة من رهبة الماضي لكنها وقفت وهي تشتم نفسها،

ولما تخاف من الماضي، عليها ان تسير في ذاك الطريق فعدم قدرتها على التركيز فرصة لا تأتي في العمر مرتين، ما يعني انها فرصتها الوحيدة لترفه عن نفسها ولو بالسير تحت المطر لدقائق، وربما بعد ترفيه النفس تستطيع ان تعود الى التركيز مجددا

سارت وهي تراقب المعالم القديمة، الكثير منها تغيير رغم ذلك مازالت تذكرها بالايام الماضية، وصلت اخيرا الى البرية التي التقت فيها بجواد

نظرت اليها بتمعن ثم اقتربت من الشجرة التي كان جواد مستند عليها يوم لطخت بوطها بالوحل وسخر منها، ابتسمت بالم وهي تمرر يدها عليها، استندت على الشجرة ورفعت رأسها كما كانت تفعل في صغرها مغمضة العينان مسترخية تحت المطر حتى قفزت بفزع حين سمعت صوتا مألوفا:

- لا اصدق!... بعد سبع سنوات ولم تتعلمي الدرس... ما زلت تمشين تحت المطر بلا مظلة...

توسعت حدقتاها لرؤية جواد في مدخل بناء اخته على بعد امتار منها مبتسم ابتسامته الساخرة المعتادة، ما ان رأته يتقدم نحوها حتى امرها عقلها بالهرب

لكن، لما تهرب؟ هو ليس فزاعة وهي ليست جبانة ولكن لما تشعر ان عليها ذلك؟ ما ان اصبح اقرب حتى اكتسى وجهها بالاحمر وادركت انها كانت خائفة من ان يتجدد حبه في قلبها فيصعب عليها الاستمرار مع صالح

اخذت نفسا عميقا ثم اطلقته راقبته وقف امامها ثم قال:

- اتصدقين؟... عندما رأيت اخوك وذكرني بك اخذ عقلي يضع لك صورا عن مظهرك بعد هذه السنوات، حتى اني تصورتك عجوزا، لكن هذا المنظر لم يخطر على بالي ابدا

نظرت لنفسها لتجد انها بالبجامة وترتدي شحاطة فغرت فاهها مصدومة فقال ساخرا:

- ولا تنسي تسريحتك العشوائية الغريبة، متى كانت اخر مرة سرحت بها شعرك؟... في الواقع اصبحت الان تشبهين غرفتك بشكل لا يصدق

احمرت عندما تذكرت منظر غرفتها، حينها لم يعلق جواد بشيء لكن يبدو انه انتبه للوضع وترسخت صورتها جيدا في ذهنه، وكما يبدو انه ايضا لن ينسى مظهرها الحالي الى الابد

ابعدت نظرها عنه بانزعاج ليبتسم وهو يتأملها ثم قال:

- رغم انك لا ترتدين كعبا الا ان طولك ازداد عما سبق... طبعا ليس بالقدر الذي كنت يومها بالكعب

- نظرت اليه بريب: وهل تحفظ طولي بالسنتم؟

ضحكة بخفة ليقول:

- ليس بالسنتم طبعا... لكن يمكنني ان اقدر

- حقا !...

قالتها ساخرة فهز رأسه مؤكدا ليقول:

- لقد كنتي تخلعين رقبتي كلما انظر اليك

فغرت فاهها لتقول بغضب:

- ربما كنت قصيرة لكني لم اكن نملة

ضحك ملئ قلبه ثم قال:

- كما انك ايضا نحفت، نحفت وكثيرا... النحافة لا تليق بك، تبدين كمومياء

زمت شفتاها بغضب ثم قالت:

- ألن تمل من القاء اهاناتك علي واحدة تلو الاخرى

رفع حاجباه مستغربا ليقول:

- اهانات؟... اني فقط اقارن بين اريج القديمة والجديدة...

- افعل ذلك بصمت، لسبب ما خلقنا الله نستطيع ان نفكر بصمت، كي لا نجرح من حولنا بتعليقات سخيفة...

ابتسم بعذوبة ليقول:

- اسف... لم اكن اعن جرحك... لكني الى الان لا اصدق اننا التقينا مجددا، كما اني لا اصدق كل هذا التغيير... حسنا، الم تلاحظي اي تغييرا بي؟...

ابتسم ابتسامة عريضة لتظهر اسنانه الناصعة جلية للعيان فأجابت نافية ببرود علما انها استطاعت ان ترى في رأسه بعض الشيب مما جعلها تستغرب اذ انه مازال شابا، لكنها فضلت ان لا تتحدث كي لا تبدو له انها مهتمة فاشار الى اسنانه قائلا:

- الم تلاحظي ان بياضها ازداد؟...

- وهل تقيم دراسة تقيمية للتغيرات الطارئة على كلينا بهذه السبع سنوات

ضحك جواد ضحكة عالية ثم قال:

- كلا، ليس الامر هكذا، لكني اقلعت عن التدخين، الشيء الوحيد الذي كنت اكرهه بالتدخين هو الاصفرار الذي كان يرافق اسناني

- اجابت باندفاع دون تفكير

- وطبعا القحة المزعجة التي رافقت صوتك

قطب مستغربا:

- هل كان هناك قحة في صوتي؟

رمشت عدة مرات حين لاحظت انها تحدثت بما كانت تحاول اخفائه طوال الوقت وهي انها تذكر شيء ما عنه، لكن على كل حال حدث الان لكن عليها ان تكون اكثر حذرا في الحديث، هزت رأسها تؤكد له واكملت ساخرة:

- لكني ظننت ان الامر عائلي بما ان اختك صوت الببغاء...

فغر فاهه مصدوما من تعليقها ثم تابعت:

- وكيف حدث ان اقلعت عن التدخين، ظننت ان ذلك لن يحدث ابدا

نظر اليها وهو يتذكر تلك الليلة المشؤومة حين علم بخطبتها واصابته تلك النوبة وعلم حينها بإصابته بورم خبيث، امضى من بعدها ايام صعبة بسبب العملية التي اجراها لايستئصاله وبعد كل ذلك الالم قرر ان لا يقرب التدخين مجددا كي لا يعاني الامر مرتين، اختصر كل ذلك في قوله:

- انسي الامر... لقد كانت تجربة صعبة

- يمكنني ان اراهن على ذلك

قالتها وهي تنظر الى شيبه وهي تتسآئل هل لهذا الشيب دخل في الموضوع ام انه بسبب تحمل زوجته النكدة، يا ترى ما الذي حل بها، لا بد انها وضعت مولودها، هل يكون فتى ام فتاة؟ يفترض الان ان يكون في السادسة من عمره، صمت كل منهما يفكر في همه حتى عاد ونظر اليها جواد متذكرا اول سبب ابتعدت عنه على الفيسبوك قبل ان تتوالى كل تلك الاحداث فقال مبتسما نصف ابتسامة:

- وانت ايضا جميلة حتى وانت بالبيجامة

نظرت اليه مستغربة من جملته خارج النطاق لكنها فجأة عادت بالزمن سبع سنوات للخلف وتذكرت تعليقها له على الفيسبوك حين صوره سامر بالبيجامة، احمرت خديها حين تذكرت ان الجميع فهمها انها تتغزل به، فهل يقوم الان هو بالتغزل بها؟... ارتبكت لكنها ما لبثت ان تذكرت انه متزوج وهي ايضا مخطوبة فغيرت وجهها للبرود قائلة:

- ان لم تكن تعلم فانا الان مخطوبة، ولا اظن ان خطيبي سيسر لو علم ان شابا يسمعني مثل هذا كلام...

ابعد جواد وجهه عنها يسك على اسنانه ثم قال بعصبية:

- بل اعلم... كيف لي ان لا اعلم ولؤي صديقي نفسه ابن عمك الاحمق

نظرت اليه مستغربة:

- هو اخبرك؟

- ابدا... فقط نشر صور خطبتك على الفيسبوك

- هكذا اذا... (ابتسمت بانزعاج) لقد كان الاكثر سعادة بيننا يوم خطبتي

- بالطبع... فاي شي يزعجني سيجعله سعيدا

قالت ساخرة:

- معذرة؟... وهل خطبتي تزعجك

تأملها لوهلة متفكرا ثم قال:

- سعيد انك خطبت من صالح بدلا من ايمن

- هه... ما كنت لاتزوج من ايمن ابدا

- بالطبع فهو يحب صديقتك

ابعدت نظرها عنه بانزعاج اذ انها نسيت ايمن قبل ان يسافر جواد لكنها لن تخبره يذلك ففضلت ان تظل ساكتة فقال لها:

- لم تصلني السلسلة منك، ايعني ذلك انك ما زلتي تحبينه؟

نظرت اليه بازدراء لتقول:

- بل نسيته منذ زمن...

- واين اصبح اتفاقنا؟... الم نتفق

- لقد رميت السلسلة منذ زمن ايضا، كبرت ولم اعد اهتم لالعاب الاطفال، اصبح لدي مسؤوليات لفوق رأسي فلما اهتم بذلك...

نظر اليها مصدوما لما سمعه منها فاردفت حين راته ينظر اليها هكذا:

- في الواقع استغرب انك ما زلت انت تحتفظ بها

- اولا الفكرة كانت فكرتك، ثانيا، منذ متى يعتبر مساعدة الاخرين على نسيان معاناتهم لعبة اطفال؟...

- الامر لم يكن مساعدة، بل مجرد تحد سخيف

- كانت فكرتك... اذا هل تعترفين ان افكارك سخيفة؟...


فغرت فاهها وفنجرت عيناها عند سماعها كلامه، ثم زمت شفتاها وامسكت نفسها قبل ان تضربه وعلى رؤية ردة فعلها قهقه جواد لينظر اليها قائلا:

- كان تامر اخوك محق، لا يستفزك شيء بقدر ما يستفزك كلمة سخيفة او غبية

عادت لتفغر فاهها مصدومة ثم ضربته قائلة:

- الا يمكنك الابتعاد عن خصوصياتي ابدا، في الماضي دفتر ذكرياتي والان اخي الصغير

هز كتفاه مبتسما ليقول:

- ماذا عساي افعل... مناعتي منعدمة امام فضول خصوصياتك

- فاذا انصحك بان تتبع حمية جيدة لتحسين مناعتك لاني لا أحبذ تدخلك الدائم بما لا يعنيك

- وان لم افعل؟... ماذا ستفعلين؟...

نظرت اليه بحقد وتبادلا نظرات لفترة حتى اخيرا عطست، نظر الى المطر كيف غسلها وابتل شعرها وثيابها فقال بقلق:

- دعينا نصعد لبيت شيماء اختي ونكمل حديثنا هناك كي لا تمرضي مثل تلك المرة

ابعدت نظرها عنه بانزعاج، اذ ان دخول بيت شيماء سيذكرها بالايام الصعبة، وهي رؤية جواد يكفيها ليوم واحد فقالت:

- ومن قال انني اريد ان اكمل حديثي معك

تنهدت وهي تنظر الى ساعتها قائلة:

- على كل حال ضيعت الكثير من وقتي، علي ان اعود لاكمل دراستي ثم اجهز درس لتلاميذي

- هل اصبحتي معلمة؟

لم تجبه بل التفتت لتذهب قبل ان يفتحا موضوعا جديدا طويلا فصاح:

" الا تريدين رؤية ياسمين؟ لقد كبرت واصبحت لطيفة جدا... لا بد انك ستحبينها..."

توقفت مكانها عندما ذكر ياسمين، التفتت اليه بينما عيناها تبرقان لتذكر تلك الطفلة الجميلة، حلمت يوما انها ستنجب ابنة صغيرة مثلها من جواد ولكن...

رفعت يداها بقلة حيلة وقالت:

- اسفة... لا وقت لدي

التفتت لتعود ادراجها وهذه المرة اسرعت الخطى قبل ان يناديها مجددا، سارت تحت المطر وقلبها يكاد بخرج من مكانه حتى وصلت اخيرا للمنزل وفتحت لها امها، نظرت اليها مصدومة:

- اريج!... اين كنت؟ ولما خرجت بالبيجامة؟...

تناست كلام امها لتسرع الى غرفتها، ارادت ان تقفل الباب لكنها وجدت ان المفتاح غير موجود، شتمت تامر ثم ارتمت على سريرها بملابسها المبللة شاردة، تبعتها امها مستفسرة فأخذت الوسادة ووضعتها على رأسها كي لا تسمع شيئا، نظرت الام بريب الى اريج ثم اقتربت منها لتجلس بقربها:

- اريج!... ما الذي حدث؟

ظلت ساكتة فقالت الام:

- هل حدث لك مكروه؟

ابعدت الوسادة عن رأسها لتقول:

- انا بخير امي، فقط متعبة قليلا...

- حسنا ان كان هذا كل ما في الامر، بدلي ملابسك قبل ان تستلقي على السرير لانك بللته

نظرت لسريرها لتتنهد بانزعاج ونهضت لتغير ملابسها فخرجت الام، فتحت الخزانة لتختار بيجامة جديدة مريحة، اعادت علق فالخزانة ليظهر امامها انعكاسها على المرآة، نظرت الى وجهها ثم ملست على خدها وقالت بحزن:

- هل ابدو حقا كالمومياء؟...

سمعت صوت تامر من داخل الغرفة يقول:

- من الجيد انك انتبهت، لم اتوقع ان تستعملي المرآة يوما

نظرت اليه لتجده يبحث عن شيء ما تحت سريرها، قالت باعتراض:

- اني انظر يوميا للمرآة لكني لم اهتم يوما لتلك الاشيا

- لست بحاجة لاخمن كي اعلم ذلك، فلو كنت تهتمن لكنت ظهرت على الاقل بنصف جمال ريم

قطبت مستغربة:

- ومن تكون ريم ؟

رفع رأسه اليها قائلا بشرود:

- انها اقبح فتاة في صفنا، هل رأيتي حذاء لكرة القدم اصفر اللون في غرفتك؟

ارتسم الحقد على وجهها لتقول بلئمنة:

- وما ادراني باغراضك... من الجيد انك ما زلت تعرف اسمك

- في الواقع افكر بتغييره، ما ريك باسم ماكس

نظرت اليه باستخفاف لتقول له:

- انه اشبه باسم كلب

تفكر بالامر مليا ليقول:

- انت محقة، سأفكر باسم جديد

- وما حاجتك لان تغيير اسمك

- الموضة يا عزيزتي، الموضة التي لا تعرفين عنها شيئا...

فغرت فاهها لتلقي عليه البيجامة التي اخرجتها من الخزانة فابتعد ضاحكا ثم قال:

- متى سترتبين غرفتك، ان اغراضي ضاعت مع اغراضك

- لقد قلت لك مرارا، ان لم يعجبك الوضع يمكنك ان تخرج اغراضك

القت نظرة سريعة الى غرفتها وهي تفكر ثم قالت:

- او ربما

ابتسمت ابتسامة شيطانية لتقول:

- يمكنك ان ترتبها انت بنفسك

فغر فاهه ليقول:

- انا تامر بكل غظمتي سأرتب غرفتك!... لا تحلمي بذلك حتى، غرفتي ان دخل احد اصدقائي اليها وخرب شيئا اجبره على اعادة ترتيبها

نظرت اليه مستغربة:

- هل تفعل ذلك حقا؟

- بالطبع، فلست خادما عند احد، لذلك لا تحلمي بان المس شيئا من غرفتك بغية الترتيب

- هففف... لا فائدة منك

- عليك الاعتماد على نفسك فقريبا ستتزوجين وانت لا تجيدين شيئا من الترتيب، لا اريد ان يعيدك صالح لهنا فلا اصدق متى استولي على غرفتك بالكامل

نظر اليها مستغربا ليجدها شاردة بالمرآة، حسنا ما الذي حدث لها الان، من عادتها ان تقفز غاضبة لتتبعه وتضربه وهو يركض هاربا ليختبئ خلف امه ملتمسا الامان، يبدو ان شكل المومياء سيطر على عقلها لكن لما يا ترى؟... اقترب منها يتأملها فنظرت اليه بانزعاج قائلة:

- ما بك الان

قال وهو يتأملها:

- الامر ليس مجرد مومياء، بل ان شعرك مقصف ومتداخل كبيت عنكبوت وملابسك مبتلة كممسحة خرجت توا من دلو ماء قذر و

قبل ان يكمل كلامه هجمت عليه ليركض خارج الغرفة ويذهب الى امه لكنه اكتشف انها لم تعد تتبعه عاد للغرفة ليجد انها عادت لتنظر قي المرآة لكنها تحدق بشعرها بدلا من وجهها، حسنا هناك شيء غريب يحدث مع اخته وعليه ان يكتشف ما هو، لكن اولا عليه ان يجد ذلك الحذاء فبلال ينتظره للعب الكرة، خرج من غرفة اريج ينادي امه:

- امي... هل جهز الغداء فعلي الرحيل بعد قليل

- اجل هيا تعال، اريج هل ستأكلين معنا او احضر طعامك اليك

- قادمة

اعاد تامر نظره لغرفة اخته مستغربا ثم توجه الى امه ليقول لها:

- امي... ما الذي حدث لاريج؟

- لما تسأل؟

- انها ليست على طبيعتها، اولا انها تقف امام المؤآة منذ نصف ساعة ثانية... انها قادمة لتأكل معنا... منذ متى يحدث ذلك؟...

- حسنا... لقد تشاجرت مع صالح صباحا، يبدو ان الامر اثر عليها

- هذا جيد، اتمنى ان تتشاجر معه يوميا كي ترتب نفسها وربما ترتب الغرفة ايضا لاجد اغراضي واغراض اصدقائي فغرفتها اضحت اشبه بمثلث بارمودا كل ما يدخله يختفي، والان بلال يريد استرجاع حذائه ولا يمكنني ايجاده

- وما الذي يفعله حذاء صديقك بغرفة اختك؟

- اضطررت ان اخفيه هناك، لان فوزي الوقح دائما يبحث في كل زوايا غرفتي ويأخذ منها ما يشاء دون ان يطلب او يستأذن

- حسنا ان تخفي اغراضك في غرفة اختك فهمتها لكن لما تخفي اغراض صديقك ايضا؟

- ليس اغراض صديقي بل كل اصدقائي، ففوزي الوقح يدخل غرف كل اصدقائي ويأخذ ما يشاء منهم دون اذنهم، ولأن اخوات اصدقائي لسن لطيفات مثل اختي ولا يسمحن لهم بدخول غرفهن، لذلك استأمنوني على اغراضهم، ولكن ان استمر الوضع هكذا في غرفة اختي فسيصبح سيطي كما سيط فوزي ويتهمونني باني سرقت منهم

- ولما فعلت ذلك منذ البداية، لما استقبلت اغراضهم؟...

- اردت انقاذهم، تعلمين، قد جربت ان اسرق من قبله ولم يعجبني الامر فادركت انهم ايضا لن يعجبهم الامر فاقترحت عليهم الفكرة ووافقو

سمعا صوت اريج تنادي:

- امي هل يمكنك ان تساعديني في تسريح شعري، لا استطيع تسريحه ابدا

نظر تامر لامه مضيقا عيناه ثم قال:

- لقد اخبرتك ان اريج اليوم غير طبيعية

هزت كتفاها ثم نادت:

- تعالي وكلي ثم سرحي شعرك، سيبرد الطعام...

اقبلت اريج وهي تحمل فرشاة شعرها لتضعها على الطاولة وتجلس غاضبة، نظرت الام الى الفرشاة غاضبة ثم صاحت:

- ابعديها عن الطاولة والا دخل شعرك الى الطعام

تنهدت اريج بانزعاج ورمت الفرشاة بعيدا، نظرت اليها امها بحقد لتقول:

" ايصعب عليك ان تنهضي لتعيديها الى مكانها؟..."

- ليس لدي وقت، ماذا على الغداء؟

- مغمور

- حمدلله على الاقل احب هذا الطعام

سكبت لنفسها طبقا وجلست تأكل بشهية لكن هذه الشهية لم تدم اكثر من بضعة لقيمات، سرعان ما وضعت يدها على بطنها تتنفس بصعوبة قائلة:

- بطني... لقد امتلئت ولم آكل الا نصف الصحن

قالت امها:

- هذا طبيعي لانك اعتدتي ان تأكلي اقل من هذه الكمية، مازلت مصدومة انك اكلت كل هذا

- جلست تحرك الملعقة في الصحن منتظرة الى ان تهضم الطعام فنهض كل من تامر والام عن الطاولة، قالت الام وهي تؤشر على طبق اريج:

- هل تريدينه ام اخذه معي للمطبخ؟...

نظرت اريج لامها ثم لطبقها، وضعت يدها على معدتها الممتلئة وهي تنظر بحزن للطبق، تريد ان تنهيه كله لتتخلص من وجه المومياء باقصى سرعة

قالت اخيرا:

- سآخذه معي الى الغرفة

دخلت لتضع الطبق على منضة قريبة من سريرها لتجد قدما تامر يخرجان من تحت السرير ثم انسحب من تحته وهو حاملا الحذاء الاصفر قائلا:

- اخيرا وجدته

- جيد، اصبح بامكانك ان تخرج من غرفتي

نفض الغبار عن ملابسه ليخرج مسرورا لكن لم يغب عنه الطبق فوق المنضة التي اصرت اريج ان تكمله لاخره عن غير عادة لسبب يجهله لكنه سيكتشفه


انتهى الفصل
اليوم الفصل قصير بس احداثه حلوة ما هيك
المهم
- شو رايكم بالفصل اليوم؟
- رايكم باللقاء بين اريج وجواد
- هل يا ترى رح يكتشف تامر قصة جواد واريج؟ اذا اي كيف
- شو رح يكون موفقو من القصة؟ مؤيد او معارض، بالاخص انو بيكره هالاستاذ وفي بينهم ثارات

اوك اظن خلصت الاسئلة
انتظروني مع فصل جديد

__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية