عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 06-26-2018, 04:29 AM
 
ذهبي






[2]#
THE CAVITY

\
EVERY THING IN THIS WORLD,
NO MATTER WHAT IT IS . . IS A KAY
TO LEAD FOR SOMETHING
. . IT COULD BE AN
ANSWER
OR IT COULD BE . . ANOTHER PAZZLE




-
( في عمق مَسَارات الأحلَام، يُصبِح عَويلكَ صَآمِتاً . . . )
هزّة العقرب على الـحادية عشر ، رنَّ منبه !
أنقشعت الغيوم السودآء عن أفق عيناي لأستلم صورة ضبابية لورق الحائط ،
قبيلة من الأحذية تتقدم وتتحرك بعجلة ، إنفتاح الباب !
فشَهِدتْ الإبتسامة الوديّة المرهِبة تنجلي من مواراتها،
في ظهرية يوم لا أعلم ما هو تاريخه !
كانو ثلاثة رجآل متفاوتي القامة أوسطهم يوحي بمظهر الرئاسة على الاثنين
اللذان وقفا خلفه .. يحملان ملفات رمآدية امتلئت بالأوراق .

(" مرحباً مجدداً سيروليتْ ! .. كيف أصبحتِ اليوم ؟ ")
عبارة مفعمة الحيوية ! حتى تكثّفت أشباح التنبؤ المشؤومة حول رأسي ،
ورأيته يترجل ناحيتي وهو يخرج من جيب قميصه قلماً ما بلونِ قرمزي .. !
حتى وصل لحافة السرير وسحب إحدى جفناي للإسفل وهو يوجه ضوء ساطع
من رأس القلم فأصبت بالعمى!
كان يدقق النظر الى تفاصيل أحداقي التي كادت أن لا تبصر سوى إشعاع ذلك الضوء المقيت ،
إلى أن أعادة إلى جيبه ، استئنف مندهشاً
(" مذهل ! ... أنتِ تأخذين طور الشفاء بسرعة ! " )
وسرعان ما خبئ كفيه داخل معطفه،
(" إذاً سنبدأ اليوم أول المهام التجريبية ، ستخوضين أول مهمة كتجربة لكِ يا سيروليت ،
انا والاطباء المرافقين سنساعدك للنهوض ونصطحبك هناك ! ")


وما إن استصخت عبارة المهام التجريبية مرة أخرى ، أحاطني شيء من الوجل واعتنق قلبي ،
إنني يوماً بعد يوم ، بهذه العبارات المبهمة والتي لا استطيع تفسيرها
أتناسى السطح عن ما حولي وأجرّ للقاع ، حيث مثوى الحيرة والإرتياب ..!!

أحاول لملمة أحرفي بصوت ثقيل جداً
( "عذراً ، ولكن أين أنا ؟" )
أخذ موجة نظرات متبادلة مع مرافقيه حتى ألتفت لي .. ،
ودقق في كلماته ،
( "أخبرتك يا سيروليت ، أنتِ في المشفى !
بعد حادث مأساوي حل بكِ دخلتِ في غيبوبة طويلة ،
ولكن بنجاح غير متوقع أستطعنا أن ننقذك")

أقترب مُعلِناً .. ،
(" ها أنتِ حيّة الآن مجدداً و بجسد أفضل من السابق !!" )

أنزلت رأسي إلى الأسفل وتفحصت تفاصيل جسدي ، كل شبر مضمد بضماد ..! ،
ورفعت يداي وانا أقلبها يميناً وشمالاً ، أحاول التفكير ولكن عقلي مصاب بعطل مجهول
فيأبى خلق أي فكرة دخيلة عليه أو مناقضة لكل ما أسمعه من هذه الأفواه !
وكأن هنالك مشابك تُجِر عقلي من المجهول وتُسَيّره بشاكلة معينة !!
ولم ألبث أتحادث مع كياني حتى رأيته يخطو ناحيتي ويتكئ على قدميه
ليصل إلى مستوى جلوسي على السرير ،
فكانت هناك إبتسامة كتلك التي في لحظة أفاقتي الأولى وكانت ممزوجة بذات الريبة

( "على كلٍ لم أعرّفك بنفسي جيداً ، إسمي أنطوآن كالِرْ ، جرّاح ثاني ،
وأنا من أشرفت على عمليتك ومن الآن وصاعداً سترينني كثيراً لأني
سأقوم بإصطحابك في المرحلة الأولى من مهامك ومتابعة تغييرات حالتك
فيها حتى تعبرينها بنجاح !" )

ونظر للمكان ..،
(" أعلم بأن الأسئلة تملأ عقلك ، تريدين الإجابات ... تشعرين بالغرابة ،
لا تفقهين أحد من حولك ... اطمئنك هذه عوارض طبيعية ،
ستزول ريثما تستعدين للنهوض والخروج من نطاق
هذه الغرفة ، ستتعرفين على أشخاص أكثر هنا ستقضين وقت
ممتع معهم وسآخذك لجولة حول المكان" )


قطّبت حاجباي بأسى ، نفضت رأسي أحاول أن اروّي صحرآء عقلي الخاوية
بشيء من الكلمات التي أسمعها ، ولكنّي بت قريبة أكثر للفضول
الذي حثني على سؤاله لكأنّ كل شخص هنا أرهب من الحديث معه ..!!
وكان أسلوبه الهادئ في الحديث حافزاً لأتبادل بالكلام

( " الجميع يردد كلمة مهام ... ، والجميع ينظر لي .. بأعين أعجز عن تفسيرها ! ")

رددتها مخنوقة الحس ! حتى تأملت في سطح الرخام الأزرق
(" عندما نظرت الى وجهي في تلك المرآة ... شعرت بالضياع يلتفني ...
لم استطيع تمييز أتلك أنا من شخص آخر ! ...
وايضاً منظر المرأة تلك التي ماتت ... كيف ارتطمت ؟!! ...
أنا لا أتذكر أي شيء عن نفسي !!" )

وآخر الأحرف من سؤالي ألقيته مترنّحاً عندما رفعت عيناي لتتلاقى بطليعته ،
والتي كانت لا تعبّر سوى عن الجمود والإستصاخة الغير متبوعة بأدنى رد فعل !
ولكن لوهلة باغتني بفعله الذي لم يطابق إرتعابي ، فقد أهال بكفه على رأسي
كما فعل في المرة السابقة ، حتى أحسست بأن تلك الكف سرّبت مادة لامرئية
بين أعصاب دماغي لتجعلّه في حالة من الإنصياع والرضا لحديثه !

( "سيروليت ... أنصتِ ... ثقي بي فقط ، أعدك بأن كل شيء على ما يرام
... وايضاً ... لا تبالغي في القلق
فأنتِ هنا بمأمن ، كل ما عليك فعله إطاعة الأوامر والتعليمات ..
أنتٍ فتاة جيدة ، وستكونين قويّة")


كان للجراح أنطون خصل شعيرات بنية لامعة تتدرج في إنسداليتها للوراء ،
منّمقة بطريقة جلعتني أطيل التأمل في كيفية ترتيبها وانعكاس الاضوية عليها ،
ومستوى نبراته البعيدة عن مستوى الحدّة جعلت عقلي مسلّماً لها ،
تأسره القناعة بكل أمر ينطقه هذا الرجل !
إلى ان كانت يده سبباً في سحبي لخارج قوقعتي الخاوية إلّا من فكرة
تتوسد داخلها ليسندني للنهوض ، ما كنت غير لحظات حتى دبّ وجع
أدمى طاقتي على تحمّل إتساعه في مفاصلي والتي خيّل لي أنها
على وشك التفكك من أربطتها ، وكأنها مدعومة بأعمدة حديدية إن
أشتدت في إنثناءاتها حطّمت عظام أطرافي !











كان المشي على السطح كالخطو فوق طريق ممغنط ،
يدفعني للسحيق الصلب حتى أأبى التحرك ..!!
وكأني مثلّت القطب المتجاذب لأقطاب الأرض ، في كل خطوة يعتريني
الثقل الأشد في أصابع قدمي حتى خلت أنها ليست سوى قطعتان حديديتان تتصل بي ..!!
الطبيبان المساعدان يمسكاني من كلتا ذراعي ويسنداني على الإرتجال ،
أسير في صناديق زجاجية أرتفعت أسقفها إلى الأعالي ..!،
والأصوات في داخلها محكمة من كل جهة .
كانت الحيطان عبارة عن نوافذ بلوريّة تسمح للأشعة بأن تتخللها بطريقة ما فريدة ،
بحيث تسطع على بلورات الزجاج وكأنها تضيئها ، والسقف زجاجي
دون بلورات الزجاج المتداخلة كالقطع ، وكأن السقف أرتدى السماء !
شديد النقاوة لدرجة عدم تميزك في وجوده ، فشعرت بأن كل شيء يضاء بنور الشمس ،
وتسائلت في سري كيف يكو ن منظر هذه الأروقة ليلاً تحت أنوار النجوم ؟
وصادفت أناساً يتميزون بألوان شعر مختلفة ! وأزياء طبية إلى حدٍ ما ولكنها غريبة ،
فالجميع يرتدي هندام موحد اللون بخطوط مغايرة في نهاياته ، وهناك أصناف ترتدي لوناً آخر
ولكن لا يختلف لون البنطال عن القميص .
راودتني النظرات المتفاوتة في مستوى الجمود ، كلُّ من يسير يمتلك تحديقة باردة
ممنهجة على اتباع مستوى السير فقط ! والبعض يلقي التحية على الجراح أنطون
كلما تلاقو في الطريق .
وتوجد على الجانبين كل مسافة أقطعها ماكينات طعام تحتوي علب عصائر معدنية
برموز وأحرف غريبة ، وماكنيات أخرى لأكياس طعام رُسمت عليها صور فاكهة .

لم أدقق في مستوى البرودة العالية أكثر من انبعاثات المعقمات الغريبة على طول المكان ،
ورأيت غرف المرضى كخاصتي تصطف في ذلك الجناح القريب مني ،
وما مر القليل من الوقت حتى انعطفنا لممر أشد طولاً وكانت الحجر فيه على
هيئات مختبريّة وبحجم أكبر ،
ومن خلال الزجاج المرافق لتلك الابواب استطعت رؤية مخبريين يرتدون كمامات بيضاوية منتفخة .

( "آه طاب يومك أنطوآن !! ... ماذا قيادة مستجدة جديدة !؟ )
("آه آدرسون .... أنتبه لألّأ تسقط أسلاك عنقك !" )


سمعت الهتاف من خلفنا ، حاولت الإستدارة لكن المساعدان شددا على كتفاي
منبهانني بعدم تحريك رأسي ، وعندما مرّ بمحاذاتنا رأيت رجلاً بطول قزم ،
شعره يتخلل الشيب ، تمتد أسلاك معدنية من خلف رقبته وحتى
وصولاً إلى تحت أذنية فجرّبت الإنتباه أكثر حتى خلت ان هذه الأسلاك موّصلة
إلى داخل جمجمته !







أدخلوني حجرة مكونة من صفائح ، مربعية خالية إلّا من كرسي توسطها ،
وكنت واقفة هناك مشدوهة النظر حين تركني الطبيب فيها وغادر خارجها ،
حجرة تشبه بهيكلتها حجر التحقيق الخاصة بتوجيه الإتهامات إلى المجرمين !
عدا بأنها تختلف بشيء ما ..،
فبقيت وحيدة ...
أسبح في الخواء كما كان خواء ذلك المكان يتسلل إلى أعماقي..!!
الغرفة تطل على مساحة زجاجية كبيرة محكمة الإغلاق ،
راقبت ما خلف ذلك الزجاج المتصلة أطرافه بالحائط ،
فشاهدت مجموعة من بينهم الجراح أنطون ،
وأمرأة ذات شعر أحمر تمسك جهاز لاسلكياً بيدها ، ورجل آخر مفتول البنية ،
يرتدي زيّاً أسود رسمي فوقه معطف الاطباء الأبيض ، كان يضم كفيه وراء ظهره ويحدق في
ملامحي الحائرة بنظرات صارمة تكاد تنقلب إلى حقدٍ غير مفسّر !
وما لبث ذلك الرجل أن مالت شفتاه بسخرية عندما أنفتح باب الحجرة الحديدي
وصوت أنينه جرّني ، وتراجعت أقدامي إلى قريب الحائط في حالة من الذعر !

كيف أمكنني توصيف ذلك الشكل الذي صدّقت أنه لمخلوق بشري !
و الصياح الأشبه بترددات يخترق رأسي ويسعى إلى تهشيمه .. .!!
ظننت أنه بمقتبل العمر ، ذو وجه محني الملامح وكأنها مصابة بشلل عصي !
ومروراً بجسده الذي لسبب لم أفقهه كانت مناطق فيه ممزقة الجلد
حتى بانت الطبقة الأولى من لحمه ،
و رأسه المائل يزداد ميلاً كل حين حتى أنعكس على عيناي المتسعتين
جزءٌ حديدي أبيض منغرس بجانب من رأسه ،ويمتلك ساقاً اصطناعية ملتوية عن الأخرى .
وحاولت سحب تنهيدة مختنقة ،.. سقطُّ للخلف ..!!
كنت أشاهد الطبيبان المساعدان اللذان أعاناني على المشي ،
ممسكان بكتلة الجسد تلك التي يتحرك كل طرف فيها بإتجاهات معاكسة
مخلوق ما ذكرّني بكائنات الـ(زومبي ) التي تظهر في الأفلام الأمريكية ،
ولكن الإختلاف في هذا الكائن بأنه زومبي مصاحب لطرف إصطناعي !

( "سيروليت آلبيرتونْ ... أقتلي هذا الشخص الخارج عن قانون المشفى ! ")

وبين حالة الذعر التي تسرطنت جسدي حتى أبيت عن تحريكه ،
سمعت النداء لإسمي بصوت غليظ كموجة صوتية أنتقلت عبر سماعة هاتف ،

باغتتني من مكبرات صوتية
تعلّقت في كل زاوية من الحجرة المحكمة وخلّفت صدى في الحيطان المدعمة بصفائح .
نظرت للعازل الزجاجي وشاهدت الرجل المفتول البنية ينحني لمكبّر صوتي أسود
ويحادثني من خلاله .
وبطريقة آمرة متشددة أخذ يردد إسمي تحت صياح ذلك المخلوق الذي لولا أنه مكبّل من قبل
الطبيبان لخلت بأنه سينقض علي ممزقاً كل قطعة مني !
وابتلعت غصة فيني ، أجبته برعب :
( "ماذا يعني ؟ ... أنا لا أعلم أي شيء ! ... ماهذا الشخص هناك ... ؟!!")
وأجابني بحدّة و بانت طبقات صوته أشد غلظة !

( "أنصتي جيداً يا سيروليت .. أنتِ الآن في أول مهمة لكِ ،
وهذه مهمة تجريبية من داخل القلعة ، ما ترينه أمامك شخص كان مريضاً
وأجريت له عمليات جراحيّة كما حدث معك ، ولكن لأنه لم ينتظم بتعليمات
أسياده وأطباءه ولم ينجح بتنفيذ المهام تحوّل إلى هذه الحالة التي تشاهدينها الآن ،
... مرضه يزداد سوءً ولا يجب أن يبقى على قيد الحياة .. ،
أنه متمرد عن القانون هنا وعليك قتله .. أنه أمر ولصالح المنظمة وعليك تنفيذه !" )


ضممت كفاي ببعضهما على نفسي مبدية إشارة الإستنفار والهلع
(" لا يمكن ! ... لا استطيع قتل إنسان حي !! ... أنا لا استطيع القتل !! ")
قطّب حاجبيه ممسكاً المكبر ،
( "هذا أمر يا سيروليت ..." )
وابتسم بطريقة إستهزائية :
( "إن لم تقتليه ستموتين على يده ! ...
انه مصاب بأعطاب كثيرة ولا يستطيع التمييز بين أي أحد ! ")

وتمايلت الأرض بجسدي كصلصال بين كفيّ لاهٍ !
تخبّطت في التصورات المخيفة ، ما الذي قد يحصل لي إن أصبحت
بين مخالب هذه الأطراف المشلّة عن التحرك بطريقة صائبة !
وأدرت رأسي بإرتجاف فأبصرت الجراح أنطون يقف على يمين
ذلك الشخص ذو الطليعة المتعصبّة ، شعاع خافت من الأمل يلوح أمامي !!
يجدر بي الشكوى الى طبيبي هو لم يخبرني بكل هذه الأمور التي تقع الآن !
وزحفت الى الزجاج حتى وصلت اليه و ألصقت كفاي عليه صارخةً :

( "دكتور أنطون ! ... ما الذي يجري ؟ ... أرجوك ساعدني أنت لم تخبرني مسبقاً
بأن هذه ستكون مهمة ؟! .... دكتور !!")

ولم يتحرك ببنت شفه ، كانت أحداقه تحدجني بلا تعابير مثل الآلة !
ظننت بأني سأسمع إجابة على الفور ، لقد خاب ظني في صدمة لم أتوقعها ..!!

( "دكتور أنطوآن ...!!" )
تمتمت بيأس .

أشار مفتول البنية على الطبيبان الواقفان مع ذلك الكائن بهزة
من رأسه وكأنها تعني ( أفلتوه ! ) ،
فارتخت أغلال أذرعهم حتى خرجو من الغرفة وأوصدو الباب علي
والصيحات المتذبذبة تخترق رأسي .
بدأت أضرب دون وعي على الزجاج لعلّه يسهم في لفت إنتباه منهم ،
صامدين في الوقوف كأجساد آلية ، ينظرون للأمام فقط ولا يعيرون أدنى
التفافة لنداءاتي المتوسّلة ..!! كان كل شبر يبتلع الصمت في أسر تلك الزنزانة
عدا الصيحات الهستيرية من ذلك الكائن ، حركة واحدة مني فقط لا تقاوم إرتعاشات عظامي .
وسمعت خطوة واحدة سريعة الإنطلاق مع زحف ساقه الإصطناعية
حتى تفرّعت اذرعه تريد إقتلاع قطعة مني !
فهويت أصرخ وأنا احشر نفسي في أبعد زاوية عن مسافته !
وبطبيعة الموقف من البديهي أن لا تفلح محاولات الإختباء في شيء يذكر ،
فما كانت ردات فعلي تصل لمرحلة الإختباء من أمام أنظاره التي تنبعث منها
سهام التعطّش ..كانت أفعال مجردة من القوة تدل على ضعفي وقلّة حيلتي ،
وهل هذه الاحاسيس تسّمى ساعة الموت كما يطلقون عليها ؟

ألتفت يده حول ساقي و بدأ في جريّ ناحيته ،
عندما انحنى وتساقط سائل من بين أسنانه ، هذه رغبة الإلتهام ..!!
وأظن في دواخلي ..، سيكمل المشهد على آخر اللقطات التي تمثّل
الذروة في أحداث فيلم الأحياء الأموات ، حيث وقت تناول الطعام البشري بشراهة !
وسوف أمثّل دور الوجبة اللذيذة له ، لقد وثب من مكانه وسقط فوق جثتي
المسجونة تحت رحمة أطرافه المقززة ، حتى بانت قطع جلده المتمزقه
عن كثب بوضوح ، والجزء الصلب الملتصق في يمين رأسه !
كان التدقيق في تفاصيل جسده كالإرغام على مشاهدة أرعب مقطع من فيلم مخيف ،
حتى هيّأ لي بأنه نصفٌ محترق والنصف الآخر يطلق شرارات كهربائية !
حيٌّ ميّت إصطناعي !

( "سيروليت ... أقتليه !! ")

سمعت المنادي وانا أحمي وجهي بيداي العاريتين .. ،
أيقنت بان الجراح أنطوآنْ تحدث معي ولكن في موقف محسوم النتيجة .
حررت الانين من داخلي وانا بخضم المقاومة وعلى دراية بأنّي على
شفى آخر الثواني المميتة ،
وتردد صوت الطبيب أنطون يعبر مسامعي على لحظات متقطعة ..!!

( "أقتليه ... أنتِ قادرة على ذلك !" )

لم أكن أملك الذكريات حتى تمر كشريط أمام إستعداد روحي للإرتفاع ،
تسائلت في نفسي أي ذكريات هي التي ترقد في غياهب عقلي
وأعجز عن إسترجاعها ..!! ، كل ما تذكرته ذلك المشهد الدموي
لإرتطام الممرضة التي وقفت أمامي في ذلك اليوم ،
والسبب المجهول حول موتها بتلك الطريقة المفزعة ..!!
حتى زاغت عيناي وتعلّقت لأعلى السقف !!
صورة المصباح المتدلى التي لم تفارقني ،
شعرت بأن أحداقي بدأت بالإحتراق ! وكأن ابراً جارحة تريد الخروج منها !!
أهتزت الحجرة بصراخ أحتكر زواياها عن الولوج إلى الرواق في الخارج ،
تساقطت على اثره شظايا المصباح الذي كان معلقاً عندما أنفجر دون سابق إنذار ..
ورأيت الوحش البشري حال منتفخاً في جسده ورأسه ،
وكأن هناك فجوة تكوّنت في بطن أحشائه ..!! وأزداد نموها حتى أنفجرت اشلائه وتناثرت علي ..!!
تصبّغت بالدماء ورفعت يدي ولم أستطع التمييز ، كانت قطعة حمراء توارى فيها لون أصابعي !!
تحديقة الجراح أنطون على جسدي المنهار على السطح آخر صورة ألتقطتها
قبل أن يغشيني ذلك الدجن الذي
حال بيني وبين الرؤية !




،،




كانو فقط يشاهدون ،وكأنّهم معتادون على ذلك .. !


،،


... TO BE CONTINUED












__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#


التعديل الأخير تم بواسطة ميـآر ; 06-26-2018 الساعة 07:54 AM
رد مع اقتباس