عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-03-2018, 11:27 PM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/153053201974362.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/153053201974362.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







[1]


الصمت يخيم على الأجواء الباردة هناك
يمكنك أن تسمع صوت الرعد يدوي في المكان
وأن تري كيف يخترق ضوء البرق الخاطف للأجواء

تلك الحديقة الكبيرة يمكنك أن تري كيف تتصاعد ألسنة اللهب لتلتهم الأخضر واليابس
تلك الأصوات التي تنبعث من القصر توحي
بالتعذيب
يمكنك أن تري أشباح من ماتوا تتجول الآن في كل مكان
رائحة النيران والجثث المتفحمة والمتعفنة
أطفت رائحة مميزة
رائحة الموت

تقف وسط كل هذا الخراب شعرها الأسود يتطاير بفعل الرياح
عيناها الزرقاوتان خلت من كل أنواع الحياة
وإبتسامة خبيثة منتصرة شقت طريقها نحو شفتيها
رعشة لذيذة هزت كيانها
نعم إنه طعم الإنتصار
وما ألذه من طعم !!
أعادت سلاحها الناري إلي مكانه

إستدارت نحو الطريق
مع تطاير خصلات شعرها الطويل

تاركتًا خلفها قصرًا مشتعلًا وعددًا لا يحصي من القتلي
مجازر هائلة ارتكبتها بيديها اللتان صارتا متسختين بالدماء
تاركتًا خلفها ماضيٍ لطالما أَرّق نومها




••


(طوكيو) السابعة صباحًا :

فتحت جفنيها بإنزعاج من صوت المنبة
حاولت البقاء في سريرها حتي ينتهي من إزعاجه
لكنه أبي إلي أن يجعلها تنهض من نومها الآن
في نهاية ذلك الصراع الذي لم يقدم سوي بضع ثوان
إستسلمت هي
ونهضت لتطفئ المنبه وتبدأ يومها من جديد

نهضت من سريرها
ثم قامت بترتيبه بسرعة
أخذت إحدي المناشف من الخزانة ثم دلفت إلي الحمام

لم تمض عدة دقائق إلا وقد خرجت من الحمام
نحو غرفتها مرة أخري
إرتدت ملابسها التي كانت عبارة عن
بنطال أسود ليتعاكس مع لون بشرتها البيضاء وقميص
بلون السماء الصافية متناسبًا مع لون عينيها

عقلها في هذه اللحظه وفي كل لحظة
يعمل بلا توقف
يرسم خططًا للمستقبل البعيد
خططًا دموية !!
أخذت حقيبتها الصغيرة وإنطلقت نحو مقر عملها

وقفت أمام أحد معالم المدينة السياحية
أفخم المطاعم في طوكيو
وتقريبًا الوحيد الذي يحمل خمسة نجوم
كان هذا هو مقر عملها المنشود
إستدارت إلي الجزء الخلفي من المطعم
ودخلت من باب العمال

ألقت التحية علي الجميع بحماسة
لكن أكانت حقًا متحمسة أم أنه مجرد قناعٍ تملك الآف منه ؟؟!

لا يسعنا معرفة هذا.

ذهبت إلي غرفة تغيير الفتيات
وقامت بفتح خزانتها الكبيرة
لتنتقي من داخلها فستانًا لترديه
فهي ليست نادلة بل عازفه بيانو في المطعم
أخرجت فستانًا أسود اللون قصير حتي الركب
من الأمام
أما من الخلف فهو يمتلك ذيلًا طويلًا تجره خلفها علي الأرضية بهدوء

إنتهت من تجهيز نفسها للخروج إلي المسرح في القاعة الأكبر من المطعم

و ما إن أغلقت باب غرفتها تغيير الملابس
حتي افزعها ذاك الصوتُ الرخيم وهو يقول
" إختيارٌ موفق في الملابس هذا اليوم
آنسة إينوري "

نظرت خلفها بفزع لتراه واقفًا خلفها
بكل جبروته المعتاد تلك النظرة المتفحصة والحادة
في عينيه دائمًا
لكنها إعتادت عليها يومياً
"شكرًا لثنائك سيد ياماكا"

لم يجب شكرها بل مد إليها ورقة بيده
وهو يقول متجاهلاً الحوار السابق
" قومي بعزف هذه اليوم "
قامت بأخذ الورقة من يده ثم تركها وذهب

فتحت الورقة لتقرأ الألحان المكتوبة
وفورًا فقدت عيناها كل بريقٍ كانت تملكه
حتي بشرتها فجأتًا صارت شاحبة كالأموات

تبقي تمر أمام عينيها في كل مرة
لا يمل عقلها تكرار المشهد نفسه

لكن هذه المرة اتبعه بمشهد وذكري مختلفة

إينوري أريدك أن تتقني عزف معزوفة البيانو هذه
إنها المعزوفة المفضلة لي
ستتعلمينها من أجلي صحيح ؟؟

تكرار المشهد بتلك الطريقة كان أمرًا فظيعًا بالنسبة لها
حتي إنتبهت لنفسها أخيرًا
لتعيد ذلك البريق الذي إفتقدته عيناها
وترسم ذلك الوجه البشوش مرة أخري
بينما تدهس علي تلك المشاعر التي هزت قلبها لثوان معدودة

إعتلت المسرح بكل هدوء
ما إن يلمح طيفها حتي يصمت الجميع

خطوات كتبها العالي فقط يتردد صداها في المكان

جلست علي كرسي
البيانو بكل هدوء
وهي تضع تلك الورقة أمام عينيها
ولكم تمنت حرقها حالًا لعلها تطفئ تلك النيران التي إشتعلت في كيانها
وضعت أصابعها علي البيانو وبدأت بتحريكها بكل إحتراف

نسيت الزوار نسيت المطعم
نسيت كل شئ لوهله بينما شبح الماضي
يتملكها من جديد
أصوات ضحكات تملأ المكان
متناغمتًا مع صوت عزفها
أصوات نواحٍ وأنين
كلمات كثيرة غير مفهومة
تتردد في مسامعها
بينما هي تائهة في بحر ذكرياتها المظلم
تمنت أن يقف الزمن أن تستطيع الهرب من هنا
لم تستطع المقاومه لذلك تركت عقلها يأخذها حيث يريد
بينما يداها تتحرك علي مفاتيح البيانو دون روح
دقائق مرت كأنها سنوات عليها
حتي أنهت تلك المعزوفة
فتوقفت معها كل تلك الأصوات التي هاجمت عقلها ومسامعها
الصمت فرض سطوته علي المكان
لعدة ثوان

ثم ملئ صوت التصفيق المكان

إنتبهت إلي تلك الدموع التي بدأت تسيل بحرارة وكأننا تغسل روحها بعد هذا العذاب
من حسن حظها أن ظهرها هو المواجه للجمهور
وإلا كانت لتقع في مشكلة الآن !!

لم تتوقف وقامت بتحريك أصابعها علي البيانو
مرة أخرى تعزف معزوفة أخري تمامًا

مرت الساعات عليها
وكأنها دهور حتي إنتهي دوام عملها اليوم
كان يومًا جحيميًا بالنسبة لها
وقفت أمام الوافدين إلي المطعم
ثم قامت بالإنحناء بأدب بينما تعالت أصوات التصفيق الهادئ منهم

ذهبت إلي كواليس المسرح
ليقابلها ياماكا
" أري أنك لم تلتزم يا بجدول المعزوفات هذا اليوم يا آنسة "
قال بهدوء
إنه محق فبعد تلك المعزوفة قد نست كل شئ
فباتت تعزف أي معزوفة تتذكرها بعشوائية

لكنه لم يكن غاضبًا أيضًا ففي النهاية هي تعرف كيف
تعزف ما يسعد الوافدين
فكم من زبونٍ دائمٍ يأتي إلي هنا لأجلها فقط !!
"آسفة سيد ياماكا لم أقصد إغضابك "
قالت هي بهدوء فليس لديها الآن الوعي الكافي
للنقاش معه عقلها تائه تمامًا
"من حسن حظك أن عزفك أعجب الزوار
وإلا لكان لنا كلامٌ آخر"
قال كلماته ثم تركها راحلاً من المكان برمته
ذهبت بسرعة لتغيير ملابسها ثم أخذت حقيبتها الصغيرة

خرجت من الغرفة لتصادف زميلتها في العمل
ميراي
التي إفتتحت الكلام قائلة
"إينو - تشان هل أنتِ بخير ؟؟!
أنت لست علي عادتك اليوم !!"
فأجابتها بسرعه :
" أنت متعبة اليوم فقط"
ثم خرجت وكأنما هي تهرب من المكان بينما هي في الحقيقة تهرب من نفسها

قادت سيارتها بسرعة نحو منزلها
متمنيتًا أن تفقد ذاكرتها كليًا الآن
ولكم تمنت الآن شيئًا ينسبها فظاعة ماضيها
علي الأقل شخصًا تشغل معه وقتها قبل أن تصاب بالجنون من فرط التفكير !!
بعكس بنات سنها فهي ليست قادرة أبدًا علي كسب صديقة أو حتي إجتذاب حبيبٍ إليها
رغم ما منحت من جمالٍ

دخلت للمنزل قامت برمي كل أغراضها أرضًا

معدتها تصدر صوتًا جائعًا فهي لم تتناول شيئًا من الصباح حتي إفطارها نسيته

لكنها أيضًا وكما تتجاهل كل مرة
تجاهلت جوعها و ذهبت الإستحمام

فتحت المياه علي أبرد ما يكون
ووقفت تحتها دون حراك
برودة المياه كانت كفيلتً بأن تنسيها كل شئٍ
لفترة قصيرة

جلست في الحوض وغمرت كامل جسدها بمياهه
حتي لم يتبقي سوي رأسها يطفو فوق الماء

توقفت عن التفكير في أي شئ
وكادت تنام من فرط إسترخاء جسدها
لكنها قاومت تلك الرغبة ونهضت
من الحوض لتجفف جسدها جيدًا وترتدي ملابس النوم

ثم قامت لإلقاء نفسها علي السرير الابيض

تذكرت لتوها أنها نسيت تجفيف شعرها الطويل
فنهضت بتكاسلٌ شديدٍ لفعل ذلك
فآخر ما تريده ليختم هذا اليوم
هو إصابتها بالزكام




[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


__________________
توقف عن إنتظار الأشياء لتحدث قم وإنتفض وإجعلها تحدث


رد مع اقتباس