عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 07-06-2018, 07:38 PM
 
ذهبي






[3]#
-SELF-ISOLATION , TURNING OUT OF EXPECTATION

\
EVERY THING IN THIS WORLD,
NO MATTER WHAT IT IS . . IS A KAY
TO LEAD FOR SOMETHING
. . IT COULD BE AN
ANSWER
OR IT COULD BE . . ANOTHER PAZZLE




-
( أصبح تجسيد البشر ممكناً ! . . )
كادت الغرفة الطبيّة تغوص بالعتمة لولا إنحسار أضوية شاشة الحاسوب الذي كان يحوي
سجل تعريف أصغر مقيم في القلعة إلى أكبرهم ، وسجلات الموتى منهم على أعوام مختلفة ،
مهما أختلفت أسباب الوفاة ..غامضة أو متعمّدة .
أراح أنطوآن خدّه على قبضته وهو يقلّب صفحات سجل طبّي في إحدى المكاتب ، ليلاً .. ،
كان مرور الصمت كوهمِ مٌقتطفات همسٍ تثير الشبهة ! عدا نقلات أصابعه على الفأرة ، يدقق النظر
في بطاقة هويّةٍ ما وتفاصيل مكتوبة لأحد المقيمين ، إن الإشعاع الضوئي للحاسوب على نظاراته ، ينعكس ،
تلك النظارة الرفيعة ذات الإيطار الفضّي ،التي لا يرتديها إلّا أمام شاشة ألكترونيّة أو عند إستخدامه لهاتفه الذكي !
حدث ذلك بعد ظهيرة يوم الإثنين من أبريل الفائت ، عندما صدر أمر بتحسين دفعة أخرى من الناس !
وبالطبع ضمن الشروط الثابتة في إنتقاء ذوي المواصفات المطلوبة ، وواحدة من هذه المواصفات ،
أنّه كلّما كان عمر الشخص غير متخطٍ عقوده الحديثة ، أرتفعت نسبة عبوره سلسلة العمليات بنجاح أكبر ،
وساعد ذلك على سرعة شفاءه وتكيّف جسده مع الأعضاء الدخيلة أضعاف ما لو تم التعامل مع فئة عمرية من فوق الـ25 عام .
سِيرُولِيتْ أَلْبِيِرْتُونْ ، لم تكن الشخص الأول الذي لقى حتفه على ذاكرة الفقد ورحلة عدم تيّقن هويّة حياتها بعد
الإستيقاظ من السبات في القلعة تحت خبر حادثٍ مجهول ! وأيُّ حادث هو الذي وقع حتّى أدّى إلى إنحراف مضيّ سنينها في الهباء ،
و دفعها في التعلّق على حواف جرفٍ مميت ! والسبيل للصمود من السقوط في ذلك الجرف
هو تمضية الوقت الممنهج لصالح خطط ونوايا أشخاص يظهرون كالظِلال السَّودآْء مهما بلغت إستغلاليتهم ،
بل بيع عمرك بمعنى أدق ! عِندما تَحين سَآعة اليَقظَة الأوُلى للبشريّ المحسّن داخل غياهب ذلك المعمار الضخم ،
فهو دلالة على تسليم حاضره ومستقبله مقابل حصوله على جسد ذو مهارات تفوق جسد البشريّ الطبيعيّ بخمسة أضعاف ،
ومقابل نجاته من أخطار حَوادِث مُهلِكة ، أو موتٍ مُحتَّم ...!
(" هذه الفتاة .. ، بها إختلاف عن المجموعة التي حسَّنتُها !")
ما الذي جعل فتاة شابّة تحمل مصير إمتلاك شيء مختلف عن الفئات السابقة .. !
لم يكن تحويل المستحيل إلى محتمل ، بذلك التفاني في الخوض في دماغ إستطاع
الجرّاح أنطوآن وصفه بـتوصيف مغايِر للأدمغة الأخرى ، كتلة أعصاب مميزة !
بقدر ما أذهله تملّك مشاعر لم يحضى بها عندما كان يجري الجراحة على مدى
عمره في تاريخ القلعة . فَتْحْ دماغ سِيرُولِيتْ أَلْبِيِرْتُونْ كاد أن يصبح واحد من عجائب العمليات التي مرّت على أنطون ،
لسبب ما .. وبتكهّنات غير جليّة ، كان إدخال المشرط في تلك الجمجمة ، كالعبور عبر ناقلة الزمن ،
تفسيرات ناقصة ، أمر لم يسبق له أن شهده .
آلة الزمن تدق العقارب إلى رحلةٍ رِجوع ...، عكس الزمن ، شريط عودة !












[الثالث والعشرون من يونيو ،2017 ، سانتْ لويسْ ، قلبْ باريس]
العصافير تستيقظ من الأعشاش قبل إفاقة الناس ،يلحقها إنفجار سمفونية الصخب في الأحياء
والشوارع التجاريّة ! وفقط الوقت المستقطع من ساعة ما قبل منتصف الصباح هي الفضلى ،
حيث خيوط الضوء لم تزل باردة تزهو في الأفق الأزرق المتوّهج .
أضوية باردة تتسلل بين الشراشف ... ، لكأنّها تحدث ثقوباً مصنوعة من غزل النور البارد !
كنت أسبح في الماء الزهريّ ،، ثم بدأت بالولج إلى الأعماق الزرقاء . أشكال هندسية تتحرك مع الموج ،،
وكل شكل يعبّر عن فكرة ما ، حتى تراءى لنفسي بأني أتموج في بحر أفكاري.. .،
غمرتني المياة وتناسيت السطح ولم أشعر بجسدي الأثيري ألا وهو ملقى على رمال باردة كالثلوج.
سوداء اللون ، .. وصدى يهزّ أركان الفضاء حولي .. ، حتى تبعه صراخ ودقات كادت تهوي سقف الغرفة !!
يد سينيوليتآ غابريِيلْ إبنة جارتنا الفوضوية تخترق خشب الباب .رويداً أيتها الخرساء ، أنتشلتني من النعيم في كوكبة أحلامي!،
ألقاني النداء لأعود إلى دنيا الأموات مجدداً.
سقطت الوسادة على الرخام وأجواء الصباح الباردة تشل أطرافي ،
(" تراجعي للخلف وأبعدي ناظريك عن الباب ، سأهشم أصابعك أقسم !")
(" دقت السابعة وأنتي غارقة في أحلامك السكيوباثية ! لكِ دقيقتان وإلا سنطرد من حصة الإستاذة لوفييتَ!")
(" ذات الرأس المجعد !!؟ ، سحقاً لازالت على قيد الحياة .. !! ")

شَهَقت بِحِدّة .. !
مددت ذراعاي للهواء لأحرر ساقي من الفراش ، وصراع مع سريري ،
لولا معرفتي لوجهها في الصباح لهويت في ساحة هزيمته . هرولت للمرآة .. لا ليس وجهي !
أنا أبحث عن الشريطة الرمادية ! الشريطة الرمادية التي ألفها حول عنقي ! ، الشريطة الملعونة أين هي ؟!
أفتح الأدراج وأكاد أكسر كل مقبض فيها .. ،

(" سيروليتو يا معتوهة أفتحي الباب المهترئ !! ")
(" أخرسي صوتك عن النطق !! .. ")


آخر صرخة مني وأنا أضم شريطتي الحبيبة بين أصابعي وأرتديها . مرحباً يا صغيرتي ! ، قبل كل شيء ،
قبل أن ارتدي ملابسي ،و قبل أن أروِّي ملامحي الناعسة .. أرتدي هذه القطعة ، إستفهام يطرق .. ؟، لا أعلم!
ولكن ما أعلم بأنها عادتي اليومية ، إن لم أخرج وأواجه ذلك السطح الفائض بأحذية الكثير من الناس،
وذلك الهواء العاج بفوضى الأحاديث والاصوات ، وهي محتضنة عنقي الشاحب ، لبقيت سجينة ضاحكة لهذه الغرفة .
فتحت قفل الباب ليتحرك المقبض من تلقائه وأستقبل وجه سينيوليتآ وهي تهل إنزعاجاتها .







[التاسعة إلّا ربع ، صباحاً !]
صدى حركة أنامله تتداخل مع هزّات الوقت المرعبة ، و رأس المقص ، وصيحات اللون الأحمر !
هكذا أختلطت الكلمات في تأملاتي .. !
رغبتي في إنتهاء صلاحية هذا الزمن العالق ترفع من إصراره على تبطيء عقارب ساعة الحائط ،
كسر الجمود يحتاج تدّخلاً فعّال ..!!
،
.... "كل ما اضعه أمامك ليس سوى جسد مادي ، البقية مني تجوب أبعاداً غير حقيقية .. !! "
... ضربة خاطفة !!
وأنسابت أنغام ضحكتها لتعبرني من الخلف .. ! و أذني تترجم آخر همسة من صوتها الرنّان .
(" خيال حائر وهراء ، وأشباح ليلية معتوهة ، عودي للواقع يا مريضتي الجميلة . " )
كالطفلة هي ، بالغة في العمر ، مشاكسة ومستفزة في بعض الأحيان عند إنتقائها لعباراتها .. !!
سينو ، أدللها بهذا الأسم .. !، كلما أطالت عيناي وتاهت في تلك اللوحة ،
لا تعبّر لنفسي سوى عن طفلة ومجموعة حلويات !! وملابس ذات ألوان زهيّة . عكس خاصتي .. ،
أحبذ الداكن أينما كنت ، وأتجنب الأسود فقط ..
لأتجنب الشجار معها حين تنهرني بأن أكف عن تمثيل دور العجوز البائسة ،و المحتضرة على مشارف نهايات عمرها !!
يتردد لسمعي تحرّكاتها الناعمة على المقعد ، ثم تتمتم فجأة وأنا أشعر برغبتها الشديدة
في القبض على رأسي وإفراغ همسها الصارخ.. !
(" أعيني نفسكِ على الإنتباه يقظة فقط لنصف الزمن المتبقي ! ، إنها ساعة يا سيروليت.. ساعة يا مجنونة !!
أرجوكِ حققي هذا المطلب وإنصاعي لكلمات لوفييت القبيحة ... فقط للننجح !! أتفهمين ما أقول ؟ ")
(" لا أفهم ما تقولين .. ")
(" بلهاء ! !")

إبتسَمتُّ بخفّة ، وعَاودتُّ السرحان ،
(" شكراً ")
ضربت بمقدمة رأسها الطاولة وغرق وجهها مع أنسابية شعرها المموج ،
تحارب في الغيض بكتمه ،
(" مجنونة .. ! ")












[ أشار العقرَب للعَاشِرة والنِّصف ..]
سحبتني سيِنوْ من ذراعي بعادتها الطفولية ، خلفّنا طريقاً طويلاً منذ
أن تحررنا من حرب الكافتيريا الشنعاء ، حتى وصولنا إلى الباحة الخلفية للمبنى الدراسيّ !
الساحة هنا جيّدة للتأمل والإسترخاء ..، وصراخ الفتية يبعد عنّا مسافات .. !
(" لا أحبذ حتى تجمّعات فتيات حي كودِيه دْ أُورليآنْ الفاحشات بالغنى بطريقة متعاليّة !")
قالتها ونحن نتمشى جنباً إلى جنب بينما نقترب من موقع مخبئنا الخاص خلف المبنى .
كنا نمشي برتابة كزوجين عاشقين يتسامرآن على رمال الشاطئ ، وسينو تحيط ذراعها حول ذراعي لتشبكها ،
إعتادت على فعل ذلك كل جولة نقوم بها وقت الإستراحة ، وأحياناً بعد نهاية اليوم في طريق العودة للمنزل ..،
وبالرغم من تفضيلي لبعض تصرفاتها الطفوليّة ، إلّا أنني لا اطلب منها ذلك بخشية إن نسَتْ أو غَفِلَتْ ،
لأنها لن تواجه مشكلة في ذلك النسيان .
قرمشت قطعة البطاطا بين أسنانها ، وهي تمسك الكيس بيدها المحيطة ،
( " أود فقط أن أبتر رأس واحدة ما ، أظن بأنكِ تعرفينها جيداً .... ")
نظرت إليها ،
(" لا مزيد من المشاجرات الغبيّة سيِنو ! .. تعلمين بأنّي أحبذ الهدوء بعيداً عن كل الضجيج ! " )

وقفت بغيض حتى أستوقفتني معها ، تذمَرت ،
( " ماذا إذاً عن توصيفك بتلك الشتائم كلّما صادفنا رؤيتها ، مع تلك الحفنة التي تجترّها معها كالقطيع إينما حلّت !! ")
وزمجرَتْ بغضب ،
( " إنها تثير حفيظتي بتلك الأقراط المستديرة ، بقرة ضاحكة ! " )
ونشرت لسانها بآخر عبارة في سخرية لاذعة ،
انطلقت ضحكة قصيرة مني عبرت فضاء الباحة الخاوية إلّا منا ، وبضعة طلّاب كادت لا تًسمَع أحاديثُهُمْ ،
( " بالفعل الأقراط مستديرة جداً ، كلّما زاد حيّز منها ناحية أكتافها ترّفعت بالتباهي وأزدادت لكنة حديثها غرآبة ")
(" ظانّةًبأنها علامة عصريّة ، مرحباً في إحدى عروض أزياء جان بول غوتييه العالميّة ! ")
حلّقت كفيّ سينو بطريقة إستعراضية للأعلى ! ترددت ضحكاتنا وتراكَبت كسُلم مقطوعة موسيقيّة ،
ما لّبثت أن وثبت ناحيتي ، فتفاجئت بِمُباغَتَتِها !
كانت قد أطبقت كفيها حول وجنتاي ، لم أشهد تفاصيل طليعتها الملفّة باللطافة والنقاء
منذ وقت طويل .. ، سينو لا تكفين عن هذا ! قريبة مني لدرجة أوضحت تدرّجات رمشيها الفاتنين اللذان أنسدلا .. !
(" أخيراً شهدتها .. الضحكات الآسرة ... ، سيروليت ! ") ..،
بادلتها بتناغم ، وأحتويت أصابعها الصغيرة ، كان هتاف الفتية كالصدى الضائع في المكان ، بعيد المسافة لدرجة نعجز عن إلتقاطه ما لو دققّنا السمع !
فكانت نقطة وقوفنا منطقة إنعزالٍ سرَقت منّا الشعور بالمكان.
( "بالمناسبة تملكين شكل عيون جميلة ، ينتابني الفضول لرؤيتها بعدسات لاصقة ذات مرة ! ")
( " لمَ تقولين هذا ؟ ")

تلألأت أحداقها بلون النهر الأزرق العذب !
(" فقط .. ! .. أشعر بأنها ستكون قطعة من البهاء ! .. تملكين لون عسليّ ! .. هل جرّبتي إرتداء لون مغايرْ من قبل ؟ ")
هززت كتفي بإستنكار ،
(" إطلاقاً .. ، لا أحب هذا النوع من المكياج ! ")
لم تمنع نفسها من أن تضحك فجأة ،
(" بلهاء ! هذه مستلزمات تجميلية ، ماَ دخل المكياج ! ")
ضحكت بلا مبالاة ،
(" أياً يكن ، ليست من نوعي .. ، ")
صمتنا قليلاً،فأردفت ..،
(" أنتِ سعادتي الوحيدة سيِنو ، ... سيكون المكوث في يوم بــ...)
لم أملك قدراً على إستكمال ما بجوفي المترع ، لقد وثبت أصوات النشاز وأخترقت الهدوء الذي كان يحيطنا !
صرخت لافينيّآ بتعجرف إلى مرافقتيها المنصاعتين بطواعيّة إليها، اللّتان تكررّآن كل شبرٍ تتخطّآه بذلك الخيلآء المتفاني !
( " أوه أنظرو أنظرو ماذا وجدت ! ... عاشقتا سانت لويس في مشهد غراميّ ، بث حصري يا فتيات لا تفوّتوه !")
وبالطبع تفشّت ضحكات قطيعها كأصوات حادّة تكسب إيحاءً بالتسلّط والسخط نسخة الأصل من قائدتهم !
صرخت سينيوليتآ بضجر و إنزعاج ، وهي تقف مقتطعة مسار لوحة الغرور الرنّانة،
(" إلزمي ألفاظ حديثك لافينيآ ، لن تصيبي ككل مرة ، لن أسمحلك أن تتخطي هذه الحدود" ! )
أحاطت لافينيا يدها بخصرها الذي كاد أن يشكّل عود قصب في منتهى النحآلة !
( " ماذا لدينا على الوجبة يا فتيات ، إبنة النجّآر المتسوّل غابرييل ! هه !
أمازال والدكِ يلتقط الدراهم من المارّة في الشوارع !")

تجهّم وجه سينو ،
(" أتجرؤين على شتم عائلتي يا ابنة تاجر المخدرّآت ! أتظنين بأن الثراء الذي تملكينه غير مشتبه به !؟ ")
("مشتبه به ؟! .. لم أظن بأن طمعك بالحصول على بضعة درآهم
من تحت بساطي سيجعلكِ تقذفين هذه الأوصاف الرديئة من سوء الخلق
لأبناء الأحياء الفقيرة .. أمثالك ! ")
("ماذا !!" )

كادت على وشك الوثوب في وجه لافينيا ، التي لم تحرّك ساكناً
سوى بالتحديق المطوّل في موجة من التعالي ، وكأننا دمى خشبيّة مهترئة لا نساوي شيء !
قبضتُّ على معصمها في محاولة لدعمها إلى شيء من الهدوء بعيداً عن الطيش ..،
(" لا تثيري حنقك على رؤس خاوية لا تهتم سوى بالظاهر ، والباطن منهم مليء بالخبث !")
مالت شفتا لافينيا بهزو وسخط ،
(" قبل أن تهمّي بالدفاع عن غيرك ، دافعي عن نفسكِ المريضة أيتها المختلّة سيروليت !! ")
قضبتُّ حاجباي بصمت ، وسينو في مجاهدات لسحب معصمها من قبضتي بين صرخات تحثّني
على الهجوم على قطيعهم لإخماد الشتائم التي تُرما علينا، وتذيقنا المرارة !
شددت على سينو وخبئتها خلف كتفي ، كانت ملامحي خاوية ..،
( " عذراً لافينيآ ! لن أتكبّد عناء تلويث لساني بنفايات أفواهكم ! ")
تغيّرت طليعة الفتاتين المرافقتين لها حتى همّا يتبادلا الهمس إليها مثل إشارات كـ.. لا تصمتِ لقد تمادو عليكِ !
ولكن قطعة الغرور تلك لم تبد رد فعل مهاجم بعبارات شتيمة أشد قبحاً ! وغطّت فاهها بحركة من يدها
وهي تقترب منّي ، وسينو متهيئة لشن أي ضربة !
وما كان منها سوى أن كادت تلتصق بمحاذاتي ، وتتقدم جانباً هامسة في أذني بلكنة مبهمة .. ،
كانت بضع حروف .. لربما !، لم يتراءى لي بعد إنتهائها بعضٌ من الرؤيا السليمة .. ، لقد أثارت
كلمات ما إحساس مشؤوم يقبع في أعماقي ! ، تمرّدٌ ما من النفس بهيئة وحشيّة لم أستطع
إمساك إتزاني لدحضه.. !! كانت الصرخات مدويّة ، تساءلت في سرّي وأنا غائبة عن إدراكي ، أهي تتقصد بذلك إثارة
غضب عامر فيني ؟ .. لم أكن أشعر بيداي ، أو هجماتي الهستيريّة ، .. شعرت بيدٍ طفولية تحاول إيقافي
لكنني لم أفقه التمييز بين الصديق و العدو !

.. ، نداء الوقت حولي يريد إعادتي للحاضر !
لقد أضحيت بجسدٍ غرقت روحه في السبات ، تخليت عن الادراك بحولي ..
في أي يوم نحن ؟ أين أنا ؟ .. من أكون ؟!
لقد فقدت الذاكرة في وقتٍ عصيبٍ مجدداً ! في ساعة مبهمة .. !!
( " سيروليت !! .. يا صمّاء !! .. أجيبي عن أسئلتي ، سأجن من طول النظر إليك .. !! ، )
("هل أنتِ عمياء !؟ .. لمَ تحدقين في السقف بشكل المريب ؟! ")

تستند السيّدة بطرفٍ من الكرسي ،وتحني ظهرها المتآكل ثم تصارع نفسها بعدم التصديق لما رأته ،
الفتاة التي لا أفقه شيء عنها سوى أن هناك فكرة ما تخصها أجاهد لإستذكارها ،
ذات العين المتورمة ! بعد مرور كل دقيقتان تكتم صوتها ذو الصيحات الجنونيّة .
هناك يوجد قميص المدرسة الداكن الذي تلطّخ بالدم في عنفٍ شديد .. !
الشاهدون يقفون في أماكن متفرقة ، ولكن أشعر بكل وقفة هي حول بقعة تصلبي أنا !
... الجميع في موجة صمت وخوف .. الجميع يتذكر بريبٍ ما حصل ،
إلا أنا ... شبح الذاكرة يطير حول رأسي الملتهب ويقذف ابتسامات السخرية على عقلي المعطّل عن العمل .
أجل ، كلما ايقنت أني موشكة على العبور لحظةً ، أعود بالخطوات حتى البداية .. !!
لمحة شرود .. !
دوت الصرخة وأعانتني على العودة لصورة مكتب الإدارة ،
( إنها مجنونة ! )
كانت سينو تجهش بالصياح خارجاً قرب باب الإدارة ،
(" غلطتي !! ليتني أرغمتك على الإبتعاد منذ البداية ! ")








[2022 ، الساعّة الثانية بعد منتصف الليل ]
خلع أنطوآن نظاراته الطبيّة وألقاها على المكتب .
يعيد في ذاكرته المشاهد الختاميّة من مريضته عندما تم إحتجازها في غرفة المهمة الأولى ،
إبادة بشري محسّن من الرتبة F !،وهم بطبيعة الحال البشر اللذين لم ينجحوا بتخطي مرحلة العمليات التحسينية ،
أو أصابهم عطل في عضو إصطناعي دون الإستجابة للشفاء منذ الوهلة الأولى . هؤلاء يفقدون الجزء المتبقي المخصص
للمشاعر والحسّ بالوعي ! معنى أدق ، يفقدون الجانب الواعي من أدمغتهم ، فيصبحون أقرب إلى الطبيعة الحيوانية الوحشية
مهما بلغ ماضيهم إنسانيّة . لن يستطيعو التعرّف على نطاق الوجوه وهم غير قادرين على تحليل الأحاديث
إلى معانٍ لفهمها ، كل ما يجول في باطنهم رغبة ملحّة ترهش الأعضاء
الحيوية لتمزيق أي لحم طري وتناوله ، أمام نشوة مفرطة من الجوع الضاري !
سيروليت بعد تخطّيها سلسلة العمليات التحسينية ، كان من عجائب المنظمة خلق ميزة في عضو
لم يسبق أن خضعو لتجارب في العمل عليه ، تركيبة عيناها ! ..
كان أعضاء الفريق الطبيّ المساعد جازماً على نسبة فشل كبرى لهذا الصنف الدخيل من العمليات الغير شائعة
ولكن براعة أنطوآن بمهاراته الجراحيّة كفلت إكسابه حيّز هائل من الثقة بنفسه ،
أمام أعين مشدوهة بالذهول والإندهاش حين أشرفوا على مشاهدة تفاصيل العمليّة
من منصّة زجاجيّة تقع أعلى سرير العمليات .كان تردد الأجهزة الخاصّة بقياس ضغط الدم والقلب طاغي في القاعة ،
كان أدريِيآنْ يربض المقعد من منصة المشاهدة ، الجرّاح المرشّح لأداء عملية تحويل سيروليت،
و لكنه رُفِض بعدما تم تصفيّة المرشحين وفوز أنطوآن بأغلبية أصوات المنظمة !
وذلك ما جعله يغوص في حقده الدفين وغيرته ، حيث أمال شفتيه بتغطرس
مشيرة إلى بقية الطاقم وهم في بداية حضورهم ،
(" ستصاب بالعمى بلا شك ! ... خسارة فادحة لنا أن يضيع جسد شابّة في بداية عقدها العشرين
هباءً منثورا نتيجة تجاربه الفاشلة ! " )

لكنه لم يلبث حتى ردّ عليه طبيب مساعد وهو يحكم النظر الى تحرّكات أصابع أنطون التي أمسكت المشرط الطبي
وبدأ بشق دائري في الجهة الخلفية لجمجمة سيروليت ، مخلّفاً تدّفقاً أفقي للدم الأحمر تحت كشافات المصابيح .. ،
كان النصف الآخر من رأسها مثبت بأعمدة معدنية مستديرة لفصله عن منطقة الجرآحة .
(" لا يمكننا الحكم مبدئياً على النتيجة ، .. ولنني فقط أتعطش لرؤية نتاج أنطون هذه المرة ! ...
هل سيصيب حدسي ؟ .. ولو أصاب ؟.. ستكون لحظة تاريخيّة منذ إستلامي عقد العمل هنا ! ")

لطالما عرف بين بقية الجراحين بأنه الاكفء في خوض غمار التحويلات بمعدلات فشل أدنى من الطبيعي !
صاحب الأكف الذهبية ! أو هكذا ما يعرف به في الطاقم الطبي .
مسح أنطون على عيناه المغمضتين ، مرورا بحاجبه ومقدمة رأسه ،
ثم عاود إرتداء النظارات ذات الايطار المعدني النحيل
فتح إحدى الملفات المشفرة برمز سري للدخول ، أستذكر على غفلة ! ...
ضغطة على ملف صوتي معنون بتاريخ الأمس ،و بتوقيت ما قبل الثانية عشر ظهراً !
حيث ما إن انفتحت شاشة الفيديو المسجل حتى كشفت تسجيل متذبذ وأصوات عالية غير مفهومة،
تبيّن أنه تسجيل صُوِّرَ من زاوية خلف الحاجز الزجاجي العازل للغرفة ،
وكشفت الصورة عن الصراع الفائت بين سيروليت وذلك المصاب بالعطب ،
تلاه صوت إنفجار المصباح المعلق في سقف الغرفة ، عندما تمزق فأر التجارب البشري الى أشلاء ،
أوقف أنطون تشغيل الفيديو ، سطع إشعاع الشاشة كطبقة ضوئية فوق عدساته!
كان يتامل مشهد صيحة سيروليت عندما لاح انقلاب فيزيائي لتشكيلة عيناها الارجوانيتين ..!





،،





ماهي الإجابات لِكُلِّ أحدٍ مِنّأ ..؟ أهي الحَقيقَة ..؟ أم مَا نَرغَب بِتَصدِيقه ..؟



،،


... TO BE CONTINUED












__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#

رد مع اقتباس