عرض مشاركة واحدة
  #88  
قديم 07-15-2018, 01:08 PM
 

الفصل ال17



وقف الاربعة عند باب الثانوية، تأمل الثلاثة شكل ريم برضا، لا نظارة، العينان كحيلة، الخدود موردة واحمر شفاة بالكاد يلاحظ بسبب قوانين الثانوية، اخذ تامر نفسا ليقول:

- تذكري جيدا، لا مزيد من شرح الدروس اثناء الفصحة، لا تتكلمي باشياء غير مفهومة او غير مهمة، اصمتي فقط وراقبي احاديث من حولك لتتعلمي ولا تتكلمي الا ان وجه اليك سؤال

هزت رأسها موافقة بحماس ليشنكلها تامر ويمشيا جنبا الى جنب، سحبها بلال ليبعدها عنه ناصحا اياها:

- ان اردت ان تحتفظي بسمعتك الحسنة يفضل الا تقتربي كثيرا من تامر لان الاشاعات تنتشر هنا بسرعة، ومن عادة تامر ان يرافق الكثير من الفتيات، وحينها ستصبحين واحدة من عدة

تفكرت ريم بالموضوع لكن قبل ان تفهم مغزى الكلام سحبها تامر قائلا:

- انسى الامر فنحن مجرد اصدقاء

- بلال: هه... كأنك تعرف معنى الصداقة بين شاب وفتاة

- تامر: من يسمعك يظن ان شلتنا خالية من الفتيات

- بلال: هل من واحدة لم تكن حبيبتك يوما

تفكر تامر بالامر قليلا ليقول:

- ربما تالا

- تالا لا تعتبر صديقتك حيث انك لا تراها حتى، لقد كانت الاقبح في الصف بعد ريم

ضحك تامر ضحكة عالية ليقول:

- لطالما تسآئلت عن سبب وجود فتاة مثلها في شلتنا، اظنها ستندب حظها الان حين ترى ريم الجديدة

امسك من يد ريم ليسحبها بعجل قائلا:

- هيا بسرعة فلا اقوى على الصبر لرؤية ذهول الاصدقاء

اسرعا واسرع خلفهما صديقاه حتى وصلا للشلة، قال تامر بمرح:

- مفاجئة، احزرو من هذه

نظر الجميع اليها مستغربا وحين عجزو عن الرد قال تامر:

- انها ريم ايها الحمقى

فغر الجميع فاهه ونهضو ليتفحصوها وبين تهييصات وعبارات الثناء وصل ضوضائهم الى الشلة القريبة منهم لشعبة اخرى من صفهم

راقبتهم عينان خضروان ذات رموش كثيفة لصبية سمراء، لرؤيتها تراقبهم ابتسم تامر وعانق ريم مبعدا اياها عن اصدقائه قائلا:

- ابتعدو عنها فلي الأحقية بما اني تعبت عليها لتصل الى هذا المستوى من الجمال

ضحك الجميع بينما ابتسمت تلك السمراء باستهزاء من بعيد لتهز كتفها بلا مبالاة وتعود لمشاركة شلتها بالاحاديث

---


عند انتهاء دوام المدرسة خرج الاربعة مع بعضهم يخططون، قال شادي:

- حسنا، بما ان ريم ضربت صحبة اريج، كنت افكر لو تمثل عليها وتدعي انها تحب تامر، وتسألها عن السلسلة الذي يرتديها ان كانت من فتاة اخرى او شي من هذا القبيل، ربما هكذا تخبرها بقصة السلسلة الحقيقة

- ريم بصدمة: انا لن ادعي حب هذا المزعج

- تامر بثقة: لن يصعب عليها تصديق ذلك فالفتيات تقتل نفسها علي

- احمرت خداها: لست واحدة منهم

- اعلم، انت فقط مثلي ذلك

- بلال: انا ايضا ضد الفكرة، فقد كنتما البارحة تتشاجران وتتقاتلان، لن تصدق ذلك...

- شادي: لكن ذلك افضل ما استطعت ان اتوصل اليه

- ريم بحياء: لكن الفكرة لم تعجبني

- بلال: ولا انا

نظر تامر نظرة تفحص لبلال ثم قال:

- حسنا... اذا فلننتقل الى الخطة ب

- شادي: وما هي الخطة ب

- تامر: هذه مهمتك ان تخبرنا بها

- شادي: تبدو لي خطة ركيكة، ابحث عن غيرها

---
.
.

بهدوء تام جلس كلا من ريم واريج في الغرفة يدرسان، بالاحرى كلاهما يتظاهران بالدراسة، ريم لا تعرف كيف تفتح الموضوع لاريج، واريج غارقة في مشاكلها الجديدة

تنهدت بملل لترمي كتابها جانبا، نظرت اليها ريم لتراها تنظر الى ورقة في يدها عادت لتتنهد بملل لتنظر الى ساعتها ثم نهضت قائلة:

- اعذريني، ستضطرين ان تنضمي الى تامر، فلدي مشوار مهم

نظرت اليها مستغربة:

- الى اين؟

- صديق قديم

هزت رأسها شاردة كأنها متفهمة لكن اريج ايقظتها من شرودها:

- هلا سمحتي لي، اريد ان اغير ملابسي...

- اوه... بالطبع...

اسرعت لتخرج من الغرفة مع كتبها ثم دخلت غرفة تامر:

طرقت الباب ليفتح بعجل، ادخلها واغلق الباب خلفه وسألها باهتمام وصوت خافض:

- ماذا؟ هل اخبرتك بشيء؟ هل علمت ما سر السلسلة

هزت برأسها بيأس لتقول:

- فجاة اصبح لديها مشوار ضروري

- مشوار ضروري!... الى اين؟

- حسب ما قالت صديق قديم

- صديق قديم!... ومنذ متى لديها اصدقاء!...

- هل هذا شيء غريب؟

- بالطبع، لقد اخبرتك سابقا ان امثالك وامثال اختي لا اصدقاء لهم الا الكتب

---


انزلتها سيارة الاجرة في حي راق، دفعت له الاجار ثم وقفت امام عمارة شاهقة تحفو حولها البساتين، عدلت مظهرها ثم اخذت نفسا وانطلقت...

طرقت الباب عدة مرات حتى اخيرا فتح لها، نظر لها ايمن بازدراء ليقول:

- اذا اخيرا نفذت نوال ما بعقلها ودعتك لتتزوجيني

نظرت اريج لايمن بطرف عينها من الاعلى للاسفل لتتهرب منها ابتسامة استهزائية فتقول:

- يبدو ان حالتك ليست افضل من حالتي

نظر اليها بحقد ثم قال:

- لا تظني ان بسبب اختفاء نوال من حياتي خلت لك الساحة، يفضل ان تعودي من حيث اتيتي

صفع الباب امامها لتصدم من ردة فعله، عادت لترن الجرس عدة مرات فجآئها صوته من خلف الباب:

- لا تعذبي نفسك فلا فرصة امامك

شتمته وسبته ثم اخرجت هاتفها النقال والورقة المسجل بها رقم هاتفه واتصلت به:

- ايها الاحمق، لم ات الى هنا لاجلك بل لاجل نوال، فلدي ما يكفي من المشاكل لاتفرغ لكما

- حقا!... ان اردت ان تساعدي نوال ما عليك الا ان تختفي من حياتنا

- حقا!... لقد كنت مختفية لمدة سبع اعوام فهل افاد ذلك بشيء

- لقد كنتي مختفية لكن ذكراك لم يكن كذلك، لم تستطيعي ان تختفي من حياتنا دون ان تبثي سمومك، الم تستطيعي ان تختفي دون ان تخبريها انك ما زلت مولعة بي وانك قبلت بابن عمك لانك فقدت مني الامل

- ما دخل هذا بالموضوع؟...

- له كل الدخل، لولا ذلك الحوار بينكما لعشنا هذه السنوات هانئي البال

- لا تحاول ان تجعل مني المذنبة فقد اخبرتني نوال انكم انفصلتما بسببك

- بسببي!...

قالها بهدوء حاقد ثم اغلق الخط، ضربت رأسها وزفرت ثم استعدت لتذهب عندما فقدت منه الامل لكنه فجأة فتح الباب

استدارت بفزع حين رأته ينظر اليها بنظرات حاقدة يقول:

- بسببي؟... انفصالنا كان بسببي؟... كنت المشكلة من البداية ثم تطورت عندما علمنا انها غير قادرة على الانجاب، فاخبريني ما ذنبي انا بكل ما يحصل

صمتت اريج مدهوشة عند سماع كلامه فقال بخزي:

- يبدو ان نوال لم تخبرك بالحقيقة كاملة

هزت رأسها نفيا ثم قالت بأسف:

- فقد اخبرتني انها لا يمكنها ان تكمل حياتها معك وان الزمن غيرك وهكذا اشياء

- الزمن غيرني!... الزمن لم يغير شيء، ما زلت احبها كما كنت، وما زالت غبية كما كانت وما زلتي تتدخلين بيننا لتخربي كل شي كما كنت

- هاي... لا تحشرني في مشاكلكما فما بي من المشاكل يكفيني، اتيت الى هنا لاحاول ان اعيد عقلك لرأسك وتعيد زوجتك لانها كانت تبدو مدمرة، فلا تجعل مني الشريرة

- اتريدين ان اصدق انك اتيت الى هنا بكل طيبة خاطر لتصلحي بيني وبينها

- هذا ما اتيت لاجله، لكن كما يبدو انه علي ان اتوجه الى نوال وليس اليك

- لما؟... لتفسدي ما تبقى من عقلها

نظرت بحقد وقالت:

- بل لاعيدها الى رشدها، سأخبرها انني لا احبك وانني وافقت على ابن عمي بكامل ارادتي

- وهي ستصدقك بكل سهولة، حيث كنتي ترفضينه رفضا قاطعا

- هناك ظروف قلبت الموازين

- خطبتي لنوال؟...

- انت مغتر اكثر من اللازم، لما تظن ان الدنيا تدور حولك انت فقط

- هذا ما يجري عادة

- لست اهتم... على كل حال انا احتاج الى رقم نوال لاتواصل معها

- اتملكين رقم هاتفي ولا تملكين رقم هاتفها

- هذا ما اعطتتي اياه

تأملها لوهلة ثم قال:

- انتظري قليلا...

دخل للداخل تاركا الباب شبه مغلق، تأخر قليلا ثم ظهر مجددا لكن متأنقا، قال:

- دعينا نتحدث بالامر بهدوء لنفهم الامور جيدا ثم نبحث عن حل...

- اي امور؟... الامور مفهومة جيدا

- تدينين لي بشرح مفصل على ما جعلتني اعاني منه هذه الاعوام

- اه تبا

- هيا اتبعيني

نزل السلالم وتبعته ليصعدا على السيارة وتوجها الى مقهى قريب

جلست تراقب المكان رغم بساطته كان فخما، ابتسمت باريحية حتى قاطع تأملها سؤاله:

- اتشربين شيئا؟

نظرت اليه متفكرة ثم قالت:

- دعنا نختصر لا وقت لدي

- لقد اتينا وجلسنا، لن يأخذ الشراب مننا الكثير من الوقت

اشار للنادل ليقترب وقال:

- عصير برتقال حجم وسط وواحد فنجان قهوة

ذهب النادل بينما نظرت اليه اريج وقالت:

- عصير الليمون ليس لي اليس كذلك؟

- بلا... اذكر انك كنتي تحبينه

- الكثير من العادات القديمة تغيرت

نظر اليها رافعا حاجبيه فقالت:

- بدلت عصير الليمون بالنسكافيه ثم اني لا اشرب الحجم الوسط

- اتفضلين الحجم الكبير؟

- لا تكن سخيفا!... انظر الى نحالتي، هل ابدو لك اني اشرب الحجم الكبير

- لكن الليمون لا يسمن

- ليس انني لا اريد ان اسمن فلست سعيدة كوني اشبه المومياء

- اذا؟... لما لا تشربين الحجم الكبير

- كثرة الانشغالات

- ماذا؟...

قالها ثم فرط ضحك، نظر اليها محاولا ايقاف ضحكته ثم قال:

- الامر لا يحتاج كل ذلك التعب، يمكنك ان تشربي وانت تعملين

اابت بانزعاج:

- بالطبع استطيع لكن حين تركز على شيء ما تنسى ما حولك

- ربما، لكن الادمان على شيء معين يجعلك تفقدين التركيز الشامل

هزت كتفاها لتقول:

- لم يكن ادماني هذه السنوات الا على الدراسة والعمل

فغر فاهه ليضحك بهستيريا ثم قال محاولا ان يوقف ضحكه:

- انت اريج... لا تهتمين الا بالدراسة والعمل... لا اصدق

عقدت ذراعاها وابعدت عنه وجهها بانزعاج ليأخذ نفسا عميقا ثم يطلقه قائلا:

- حقا ان الزمن يغير الكثير...

سكت كلاهما يفكران بطبيعة الحياة حتى قال ايمن:

- اذا لم تتزوجي بعد؟

- يريد ابي ان اتزوج هذا الصيف... لكني لا اريد ان اتزوج قبل ان انهي دراستي، لقد شارطه منذ البداية على ذلك

- لكن الا يفترض انك انهيتي دروسك منذ زمن؟

- اولا لم انجح في الثانوية، لذا اضطررت ان اعيد السنة

- ثانيا اعدتي كل سنين الجامعة لذلك ما زاتي تدرسين

فغرت فاههة ثم قالت معترضة: بل اني ادرس الدكتوراه

رفع حاجباه بشك ثم قال:

- انت

- ما قصتك انت، تجعلني اشعر اني مخلوق ات من الادغال لا افقه من العلم شيئا

فرط ضحك ثم قال:

- لم اعرفك الا كذلك، لم تهتمي يوما للدراسة

- لم اعد تلك الطفلة

اعاد رفع حاجباه بشك ثم سألها:

- ماذا تدرسين؟

- طب عام

- الا يفترض ان تكون هذه اخر سنة دراسة لك؟

- بلى

- اذا ما الذي يمنع زواجك هذه السنة

- كنت افكر ان ابدأ اختصاص جديد

نظر اليها متفكرا ليقول:

- هل تحاولين الهرب من الزواج؟

قطبت حاجبيها قائلة:

- ولما تظن ذلك؟

- منذ متى وانت تحبين الدراسة

- ليس الامر انني احبها... لكنه الشيء الوحيد الذي اراه مفيدا ولا يذهب به وقتي هباءا

رفع حاحباه بشك ثم قال؛

- اما ان احدهم استبدل اريج القديمة بك اما انك تمثلين مسرحية علينا

- مسرحية!

- انت والدراسة في طريقين مختلفين لا تلتقيان ابدا

- فاذا فلنفترض الاحتمال الاول... تم استبدالي

- واين اريج القديمة؟

نظرت اليه بجفاف لتقول:

- ماتت منذ زمن

- الن تعود للحياة؟

- اشك بذلك

- لماذا؟

- انها مرتاحة حيث هي فاتركها كذلك

صمت قليلا متفكرا فقالت اريج:

- لقد اخذنا الكثير من الوقت في الحديث عني ونحن هنا بالاصل للحديث عنكما

اتى النادل ليضع لهما القهوة وعصير الليمون ثم انصرف، نظرت اليهم مبتسمة لتقول:

- كالايام القديمة... تنقص بقية الشلة

ارتشف من فنجانه رشفة ثم قال:

- كل غارق في همه

- امازلت تتواصل معهم

- من حين لاخر

- ما اخبارهم؟

تفكر قليلا ثم قال:

- سليم تزوج من جلنار ما ان انهيا الثانوية، تشاجر مع اهله لانه لم يرد ان يكمل علمه وكانت حياتهما كئيبة جدا الى ان استطاع ان يفتح مصلحة لنفسه فوافقا على حياته

بقية الشلة لم اكن اتواصل معهم كثيرا لكن حياتهم بشكل عام طبيعية

- صحيح فقد كان سليم يلازمك على الدوام

- كانت ايام جميلة

- ربما بالنسبة اليك، اما بالنسبة الي كانت من اقرف ايام حياتي

نظر اليها مستغربا:

- حقا!... قلة ما نجد من يكبر ولا يحن الى ايام الثانوية

- اخبرتك انها كانت من اقرف ايام حياتي

- اذا حياتك الان افضل؟

تنهدت بثقل لتقول:

- لقد كانت كذلك لمدة سبع سنوات، لكنها الان بدأت تخرب مجددا

- لما؟

- اولا التقيت بحبيبة خطيبي السابقة، تبين انها ام احد تلاميذي، ولاننا تعاركنا وتضاربنا طردوني من المدرسة

ثانيا ظهوركما المزعج المفاجئ في حياتي، ان لم تصلحا امركما وتبتعدا عني من جديد فلا اظن اني سأستطيع ان اواصل حياتي هانئة كما كانت

ثالثا ظهور حضرة الاستاذ جواد مجددا و...

اخذت نفسا عميقا ثم اطلقته لتغطي وجهها قائلة:

- اففف انس الامر

نظر اليها مليا ثم قال:

- اذا كنت تحبينه حقا؟ لم تكن مجرد كذبة كما ادعيتي؟...

- لم احبه

- حقا... يبدو لي انك احببته وما زلت كذلك

- ذلك غير صحيح

- اذا لما تحاولين تأجيل زواجك

- لست احاول ذلك، كل ما في الامر اني اريد ان اكمل علمي، هل من مانع في ذلك

- بالطبع، ليس من الجيد ان ترغمي نفسك على شيء تكرهينه كي تهربي من شيء تكرهينه اكثر

- لست اهرب من شيء

- ان كنت لا تريدين الزواج من ابن عمك عليك ان تخبري والدك بذلك

نهضت اريج غاضبة لتقول بحقد:

- اتعلم لما كذبت على نوال واخبرتها انني احبك؟... بالضبط لانها حاولت ان تفعل ما تفعله انت الان، طالما اني عزمت على ان تكون حياتي هكذا فلن اسمح لاحد ان يتدخل بذلك ولو كانت اقرب صديقاتي

تركته بغضب وانطلقت فاسرع خلفها ليمسكها من معصمها محاولا تهدئتها قائلا:

- حسنا حسنا... ان كان ذلك الموضوع يزعجك بذلك القدر فسانسى امره، لن اتحدث به مجددا، فقد اتينا لنحل مشكلتي مع نوال على كل حال

نظرت اليه مليا ثم ابعدت يده عنها بعنف لتعود الى مقعدها، جلس هو ايضا فقالت باصرار:

- ان فتحت ذلك الموضوع مرة اخرى فلن اعاود الجلوس، سأذهب ولن اساعدك بمشكلتك مع نوال

- فليكن...

اخذت نفسا ليبدأ نقاشهما بينما اخذ لهما صورة احدهم على بعد طاولتين، لينظر الى الصورة على شاشة التلفون قائلا:

- الم تستطع ان تعلم من يكون ذلك المزعج

- من اين لك هذا الهاتف؟

-هذا؟

سألت وهي تؤشر لهاتفها ثم قالت:

- لقد اهداني اياه والدي يوم تخرجي

عقد تامر ذراعيه بانزعاج ليقول:

- طفلة بعمرك تمتلك هاتفا نقالا وانا تامر بشحمي ولحمي لا املك واحدا

- طفلة بعينك، انني من عمرك، ثم اني حصلت عليه بمجهودي، لم يكن الحصول عليه سهلا

اعاد نظره الى ذلك الاثنان بملل ليقول:

- لقد سمعت اسم جواد عدة مرات منهم لكن لا اعلم ما الذي قالوه عنه بالضبط

- لكن من الواضح من ردة فعل اريج انها تكرهه فردة فعلها لم تكن طبيعية عندما فتح موضوعه

- لا استغرب ذلك فهو حقا لا يطاق

- فاذا انت الذي يطاق

- من اتى على ذكري الان؟ لقد كنا بسيرة الدكتاتو

- لن اسمح لك ان توجه كلام شائن لعمي

- ليس ذنبي، فليراقب تصرفاته

- انت من عليه ان يراقب تصرفاته، لو انك لست مزعجا جدا بالصف لكان يعاملك بطريقة الطف

- لا تظني ذلك، فكما ترين اختي مملة مثلكم ومثابرة، ومع ذلك اخبرتني انه لو كان الدكتاتور استاذ دائم فذلك الجحيم بعينه

رمشت عدة مرات وهي تنظر اليه مصدومة:

- هل قالت ذلك فعلا

- اجل، لقد فعلت، يمكنك ان تسأليها ان لم تصدقي

- ومن اين خطر لك انهما كانا يحبان بعضهما

- من السلسلة طبعا، فلما يعطيها سلسلة نصف قلب ان كان لا يحبها، خاصة انها كانت تخص خطيبته، فاذا لا بد انها بمكانة خطيبته والا لما فعل

- لست ادري... ربما كان هناك تفسير اخر

- مثل ماذا؟

- ايضا لست ادري

- حينما تدرين اخبريني

- حسنا

- كنت اسخر منك فليس هناك تفسير اخر

نظرت اليه بغضب بينما ابتسم ليعود وينظر الى اخته تناقش صديقها بكل جدية
---




__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية