عرض مشاركة واحدة
  #107  
قديم 08-04-2018, 10:31 PM
 

الفصل 23

دخل شاب ذات ثمانية عشر ربيعا، اسود الشعر حنطي البشرة، حاجباه الكثيفة معقودة فوق عيناه السوداوين لانزعاجه من صوت التلفاز العال وهو يتوجه اليه ليطفئه ليحل في الغرفة سكون تام قطعه اعتراض ريم

ما ان رأت الواقف امامها حتى ابعدت وجهها بحرج وانزعاج فقال:

- لما ترفعين صوت التلفاز هكذا، اني اناديكي منذ مدة

تجاهلت كلامه وعادت لستند ظهرها الى الاريكة وتعود لاكل ركاكات الشيبس باستياء

جلس بالقرب منها قائلا:

- لاحظت غيابك من المدرسة منذ ايام، اتيت لاطمئن عليك...

اخرجت من الكيس حبة بطاطا راقبتها باستياء قبل ان تتناولها لتقول بلا مبالاة دون ان تنظر اليه :

- كما ترى، انا بخير

- لقد كنت متحمسة جدا لدخول المدرسة

- لم اعد كذلك

- ما الذي حدث؟

- لا شيء

- هل تشاجرت مع اصدقائك الجدد

ابعدت وجهها اكثر لتقول:

- لا شأن لك

سكت قليلا ثم قال بابتسامة ساخرة:

- لا يمكن لمديرة المستقبل ان تتهرب بسبب مشكلة بسيطة، على المدير ان يحل المشاكل وليس الهرب منها والا

- انت محق، لست كفؤة للإدارة، خذها لنفسك... لم اعد اريدها...

قاطعته بجفاف فارتسم البرود على وجهه وهو يستمع اليها، ليقول لها:

- حسنا... الان حقا اريد ان اعرف ما الذي حدث... لقد كانت الادارة حياتك

- كانت

- لماذا؟

نظرت اليه بانزعاج لتقول:

- قلتها بنفسك... انا فاشلة في هذا المجال

- كنت اقولها لك سابقا في كل مناسبة... لما تأثرت اليوم عن غير العادة

هز كتفاها لتقول:

- ليس انني تأثرت لكنني اقتنعت

صمت يفكر مليا ثم ابتسم لينظر اليها ليقول:

- حسنا ربما لدي الحل

- احتفظ به لنفسك

نظر اليها بانزعاج:

- انا لم اتحدث بعد

- لن تقول شيئا جديدا

- بلا سأفعل

مد يده الى كيس البطاطا ليأخذ عدة ركاكات، رمقته بنظرة مميتة فضحك هو ثم بدأ يتناولهم الى ان انتهوا، مسح يده بملابسها، فنظر ت اليه بصدمة لتضربه ضربة محترمة وتصرخ في وجهه ففرط ضحكا

اخذت تنفض ملابسها باستياء وهي تشتمه بينما شرد هو استعدادا للكلام:

- حسنا اسمعي... يمكننا ان نتولى الادارة سوية

نظرت اليه بسخرية لتقول:

- وكيف ذلك؟ ستنقسم المدرسة

- لا لن يحدث... يمكننا الزواج وهكذا تبقى موحدة

نظرت اليه مصدومة وما لبث ان احمر وجهها، عادت لتضربه لتقول:

- لا تمزح بهذه المواضيع، لا احب هذا المزاح

نظر اليها نظرة غامضة ثم نهض قائلا:

- حسنا... كما رأيت انت اقوى من الثور، لا داعي لاقلق عليك، اذا سأذهب لاكمل دراستي

- هذا افضل، لا تنسى ان تشغل التلفاز قبل ذهابك

نظر اليها بانزعاج ليقول:

- بل اذهبي انت ايضا للدراسة

هزت كتفاها:

- اخبرتك، ساترك لك الادارة

- وماذا ستفعلين في لمستقبل؟

- لدي شهادة، سأكتفي بها

- وتعملين معلمة تحت امرتي

نظرت اليه بانزعاج فقالت:

- ساكتفي بكوني ربة منزل عادية، الا يجوز ذلك؟

تأملها لبرهة ثم قال مضيقا عيناه:

- وهل من فتى معين؟ ام انه مجرد تخطيط بعيد المدى؟

حدجته نظرة قاتلة ثم قالت:

- لا شأن لك

- هل هو السبب في تركك للمدرسة؟

نظرت اليه بحقد لظنها انه يحاول ان يخبرها انها لن تحصل على فتى يحبها مهما حاولت ففكرت ان تستفزه، رفعت رأسها بتحد وقالت:

- اجل، هو السبب

نظر اليها بحقد لثوان ثم انصرف مسرعا صافقا الباب خلفه

ظلت تنظر الى الفراغ غاضبة حتى اخيرا هزت كتفاها بلا مبالاة ونهضت لتشغل التلفاز مجددا وعادت لتجلس وتأكل رقائق البطاطس

---



خرجت اريج مع راوية من المدرسة لتلتفتا على بوق سيارة، اتجهوا الى سيارة حديثة الطراز ليطل ايمن من النافذة ملقيا التحية

ابتسمت اريج مستغربة:

- ما الذي تفعله هنا؟

- قررت مع الاصدقاء ان نجتمع، فظننت انك قد تودين الانضمام الينا

- الا واجبات لديكم؟

- حسنا... تعلمين طبيعة سليم، لا يحب ان يتقيد بالواجبات، وزوجته عاطل اما انا فرجل مطلق لذا لن احتاج الى الكثير من المصاريف

فغرت اريج فاهها بصدمة:

- هل طلقت نوال!

تجهم ايمن ثم قال بنفاذ صبر:

- لقد اصرت و... تبا... تعلمين حين تصبح عنيدة... ادخلي نتحدث في الطريق

اشرت الى راوية قائلة:

- لكن

- راوية: لا بأس ان كنت تريدين الذهاب معه... يمكننا ان نجامع في يوم اخر...

توجهت راوية الى سيارتها وحين وجدت اريج ان الاعذار نفذت منها رفعت يداها بقلة حيلة وقال:

- حسنا... سأنضم اليك

ركبت السيارة فنظر اليها ايمن بخبث، قطبت وهي تراه فقال:

- ما بالك؟

ابتسم ساخرا ليقول:

- لقد التقيت بالاستاذ جواد حين خروجه من المدرسة

اتسعت عينا اريج لتغطي فمها بفزع:

- لا تقل انه رآك

- بلى، ولوهلة ظننته رأى ملك الموت

نظرت اليه مستغربة فقال:

- يفترض ان التلميذ يخاف من الاستاذ وليس العكس

- في هذا العصر الاية انقلبت، اسألني انا الخبيرة، بالاخص عندما يكون التلميذ كأخي تامر

- اهذا ما تظنينه؟ ظننت ان هناك سبب اخر

- مثل ماذا؟

- انه يغار عليك مني مثلا؟

- لا تحلق بخيالك بعيدا

- اتراهنين؟

- لا شكرا

- اذا انت تصدقينني؟

- لا لكني لا احب الرهانات

- وجهة نظر... لكني ما زلت اظن ان ردة فعله كانت بسبب الغيرة

- لك حرية الظن، والان غير الموضوع، اتيت لاتحدث عنك وعن نوال

- للاسف موضوعنا ميؤوس منه

- لا اظن

- ملثما انا لا اظن ان لعودة اريج القديمة امل

- هففف تبا... موضوعك اذا حتما ميؤوس منه

نظر اليها بطرف عين فقالت:

- الى اين الان؟

- الى بيت سليم، الا تريدين التعرف على ولديهما؟

نظرت اليه بابتسامة لتقول:

- بلا، سأحب ذلك

- كما يمكنك التبرع لتعليم ولدهما الاكبر لانه ذكي ولكن عنيد مثل والده لا يحب الدراسة، لكن ان درسه باسلوب معين قد يحب الدراسة ويصبح ذات شأن حين يكبر، والدته تصر على ان يدرس ووالده يدعوها لتتركه وشأنه

- حسنا... انا سأجرب ولكن لا اظن اني سأفلح ان كان هو لا يريد

- لذلك اطلب منك ان تبتكري طريقة مسلية لجعل الدراسة شيء جميل ومحبب لديه

- انا معلمة تقليدية، انت الذكي هنا، ربما انت تبتكر الطريقة وانا استعملها

نظر اليها مبتسما ليقول:

- حسنا... سأحاول ان اجد شيئا، لاجل جلنار وسليم

ابتسمت بدورها الى ان سمعت:

- لكني متأكد ان جواد يحبك

ضربت رأسها لتقول له:

- جواد متزوج

نظر اليها مصدوما فقالت:

- لقد اخبرتك سابقا

- لا لم تفعلي

- بلا فعلت

- لا، لا اذكر انني سمعت ذلك مسبقا

- ربما انت نسيت

- ربما انت ظننتي ذلك

نظرت اليه هكذا -_- فصمت اوكمل سيره

---


في الصباح الباكر دخلت اريج للمدرسة وبينما هي تدخل غرفة المعلمين صادف خروج جواد فكادا ان يتصادمان، تنحت ناحية وصادف ان جواد تنحى معها، بان الحرج على وجهيهما ليتنحيا الى الجهة الاخرى معا مجددا، احمر وجه اريج فتراجعا خطوة للخلف ليتفقا على خطوة مدروسة

لكن جواد عقد ذراعاه قائلا:

- لقد التقيت البارحة بايمن في الخارج، يبدو انك اخذت حريتك اكثر بعد انفصالك عن صالح

نظرت اليه بانزعاج لتقول:

- انا وايمن مجرد اصدقاء... ثم حتى وان لم نكن كذلك فذلك ليس شأنك

نظر اليها نظرة ساخرة كأنه لم يصدق كلامها ومضي للخارج، تأففت بانزغاج لتدخل قائلة:

- يا لها من لقاء جميل ابدأ به يومي


---



جلس طارق في الملعب بين اصدقائه ليلكشه احدهم ويأشر بعينيه تجاه مدخل المدرسة قائلا:

- حضرت حبيبتك اخيرا

- مزحة جيدة، لكني كلمتها البارحة واخبرتني انها لا تريد ان تعود للمدرسة

- فاذا هي التي كانت تمزح معك ولست انا، انظر خلفك

نظر طارق اليه بشك ثم نظر خلفه فاتسعت عيناه لرؤيتها تدخل المدرسة، سرعان ما تحوكم حولها اصدقائها يسالونها عن سبب غيابها

ابتسمت لهم محاولة طمئنتهم ان لا شيء مهم، نظرت لتامر نظرة جانبية حاقدة وقررت نسيان ما جرى لتمضي قدما، الا ان تامر لم يعجبه فكرة نسيان ما جرى فتقدم اليها عاقدا ذراعيه وقال بلؤم:

- ايمكنك ان تشرحي ما قصدته عندما قلت انها نهاية صداقتنا؟

بما انه ذكر الامر فلا جدوى من النسيان، نظرت اليه باحتقار لتقول

- اظن ان قصدي كان واضحا

- تامر بغضب هادئ: ولما؟

نظرت اليه بحقد وهي تتذكر حديثه مع ليليان، بالطبع لن تذكر بالتأكيد انها كانت تختلس السمع، كما انها لن تخبره انها غبية ونسيت ان صداقتهما مجرد اتفاق وصدقت تمثيله

ادارت له ظهرها مبتعدة عنهم فامسكها من ذراعها صارخا:

- تعالي الى هنا... لن تذهبي قبل ان تشرحي لي بماذا اخطأت

حاولت سحب يدها عنه لكنها لم تستطع، صرخت بوجهه:

- اترك يدي ايها المعتوه

- لن اتركك قبل ان تخبريني

- قلت لك اتركني

- الا يحق لي ان اعرف

ابعد يده تدخل احدهم ليمسكه من زيه المدرسي ويسحبه اليه مهددا:

- ان مددت يدك اليها مجددا سوف اقطعها لك، اتسمع!

نجح اصدقاء طارق في ابعاده عن تامر، لكن تامر افرغ غضبه من ريم فوق طارق واشتبكت معركة بينهما

اسرع احد الطلاب ليخبر جواد واخبره بما حصل فاسرع هو وشيماء واريج ليحلا المسألة

استطاع جواد التفريق بينهما بمساعدة اصدقاء المتعاركين لكن ظلوا يتبادلان الشتائم والاهانات حتى عادوا ليهجموا على بعضهما فحال جواد بينهما ليوقفهما ثم قال:

- هل يمكنني ان افهم ما يحدث هنا؟

صرخ تامر:

- اسأله هو فجأة اتى وضربني دون ان افعل له شي

قال طارق مهاجما:

- لقد مد يده على ريم

- تامر: لم افعل ذلك...

- بلى فعلت، كما انك قمت بخداعها واستغليت بساطتها باسم الصداقة لمصالحك الشخصية

- انت اغبى منها والحديث معكما مجهود ضائع

اسرع طارق ليعود الى ضرب تامر لكن جواد اوقفه مهددا، نظر اليه طارق بحقد ليقول:

- ليس عليك منعي من ضربه بل انت من عليه ان يعاقبه، عليك ان تطرده من الثانوية لما فعل مع ريم

نظر جواد لريم وقال:

- هل حقا مد يده عليك؟

- حسنا... لقد فعل لكن ليس كما وصفه طارق، فقط امسكني ليحاول منعي من الذهاب لنكمل حديثنا

حدج جواد تامر بنظرة لؤم ثم توجه الى طارق قائلا:

- لم يفعل ما ذكرت

- طارق بغيظ: لكنه آذى ريم، لقد سخر منها

- جواد غاضبا: ريم ليست طفلة، كما انها حدثتني بكل ما حصل بينها وبينه ولا شيء يدعو للطرد

ابعد طارق نظره عن جواد محاولا البحث عن طريقة لاقناعه عن وجهة نظره، جالت نظراته الحاقدة على المتواجدين ليقع نظره على اريج التي كانت تقف قرب تامر ولاحظ الشبه بينهما، ارتسمت الصدمة على ملامحه لينقل نظره الى جواد وسرعان ما تحولت الصدمة الى حقد ليقول:

- الان فهمت ما يحدث... ذلك المعتوه الذي تحاول حمايته يكون اخ حبيبتك

نظر كل من اريج وجواد لبعضهما مصدومين مما قاله وبدأت همسات الموجودين، احمر وجه اريج وابعدت وجهها حائرة بالموقف الصعب، ما لبثت ان اسرعت الخطى تتهرب من مواجهته بذلك الموضوع

بينما شيماء راقبتها تهرب وقبل ان تختف عن نظرها عادت لتنظر الى اخيها محاولة استيعاب ما يحدث، اعاد جواد نظره الى طارق وقال غاضبا:

- ما هذا الذي تهذي به انت؟

- لا يمكنك النكران، الثانوية كلها تتحدث عن حبكما القديم، لكن عيب عليك، تتغاضى عما فعله كي لا تغضب اخته خوفا من ان تتركك

امسكه جواد من زيه المدرسي غاضبا وقربه منه وهو يسك على اسنانه، حاول ضبط اعصابه كي لا يقتله حتى اخيرا استطاع ان يهدأ، دفعه بعيدا ورمقه بسخط ثم وجه نظره لتامر وقال:

- كلاكما مطرودان لاسبوع، لا بل لشهر... لمدة شهر لا اريد رؤية وجهيكما، خذا حقيبتكما والى البيت

انصرف جواد بغضب، راقبت شيماء الاوضاع حتى وجدتها اضحت مسالمة فتبعت جواد، نهض طارق عن الارض ينفض ملابسه وريم تنظر الى كلاهما عابسة، نظر تامر بازدراء الى كل من طارق وريم ثم قال:

- فليكن كما تريدين، صداقتك اصلا لم تأتني الا بالمشاكل...

اندفع اليه طارق ليضربه مجددا فامسكته ريم لتمنعه، انسحب تامر مع اصدقائه فاستدار طارق ليبتعد عنه فاخذت ريم تصرخ معاتبة:

- ايمكنني ان افهم ما الذي حدث معك؟... ثم لما قلت ذلك عن عمي؟

اكمل طارق سيره صامتا فقالت:

- ولما هاجمت تامر هكذا؟

تجاهلها واكمل طريقه فامسكت بكمه لتعيده للخلف كي يواجهها فقال غاضبا:

- كل ما فعلته لاجلك ولكنك لا تقدرين

- لا اذكر انني طلبت مساعدتك

- وهل يجب ان تطلبي مساعدتي كي اساعدك

- كنت اتدبر امري... لست طفلة تحتاج للحماية

- لست طفلة!...

قالها غاضبا ثم قال مهددا:

- لا يهمني ان كنت طفلة ام شابة، ان فعل فعلته مجددا سوف اقتله

- الا يمكنك الكف عن التدخل باموري

- لا.... لن افعل

- لماذا؟

توقف عن سيره ثم استدار لينظر اليها بجدية، نظر اليها لبرهة محتارا حتى اخيرا قرر:

- لانني احبك

رأى ملامح الصدمة التي كسحت وجهها فخمن ان الامر لم يعجبها فانسحب ببرود ليجلس مع اصدقائه تاركا اياها غارقة في صدمتها


---


دخلت شيماء غرفة المعلمين لتجد جواد جالسا بعصبية، نظرت الى اريج لتجدها تبعد وجهها عن جواد مرتبكة، والمعلمين حولهما يحاولون التخفيف عنهما بعبارات مواسية،

قالت شيماء وهي تردد نظرها بين جواد واريج:

- من اين سمع طارق بذلك؟

جواد بعضب:

- الم تسمعيه؟... المدرسة كلها تتحدث بالامر

زفرت شيماء بثقل فقال جواد محتجا وهو يشير الى اريج:

- وتلك الغبية تحمر خجلا وتهرب لتؤكد شكوكهم... كان بإمكانك ان تنكري الامر بدلا من ذلك التصرف الغبي

نظرت اليه بحقد لكنها لم تجد ما تجاوبه به، انه محق، لما تصرفت هكذا !... لكن ما ان ذكر ذلك المزعج كلمة حب في جملة تجمعها مع جواد حتى فقدت صوابها ولم تعد تعلم كيف تتصرف، خشيت ان

يفضحها ارتباكها فرات ان الهرب هو الحل الانسب، لكن بالتفكير بالامر الان بروية، ان فعلتها تبرر عكس ما ارادت، ما اروع ان يشاع في الارجاء انها مغرمة بزميلها المتزوج ومن يدري كم ولد لديه ايضا

رن الجرس فسرعان ما نهض مقطبة الحاجبين لتنصرف من مكانها فقال جواد:

- هيا اهربي مجددا... هذا كل ما تستطيعينه، من يراك يظنك حقا مغرمة بي...

جمدت مكانها، اغمضت عينيها وابتلعت غصتها، عادت لتنظر اليه بحقد لتقول:

- لقد مملت من كثرة الاشاعات التي يصدرونها عنا، اني اكافحها منذ سبع سنوات... لكن بكل مرة اكافحها تزداد وتنتشر اكثر بدلا من العكس، فلما اعذب نفسي

نهض جواد غاضبا:

- ولما تعذبين نفسك حين سمعتي التي تنتهك... اضحيت امام المدرسة كلها على انني استاذ ظالم يقدم مصالحه الشخصية على مصلحة التلاميذ... ولاجل ماذا؟... فكرة خرقاء تداولها احد الحمقى ولم تنكريها لانك مللت من مكافحة الاشاعات التي تصدر بحقنا

نظرت اليه بانزعاج ثم قالت:

- لطالما طلبت منك ان تتوقف عن عمل ما يصدر اشاعات بحقنا منذ سبع سنوات لكنك لم تكن مهمتا فلما اضحيت الان تهتم

الجم جواد شتيمة كادت تخرج من فمه ثم جلس محاولا ان يكبت اعصابه، ربما كان عليه ان يقبل بعرض تامر ويأخذ يوميات اريج مقابل السبعة عشر علامة بما ان بشهامة او بدونها سمعته مسحت بها الاقدام

ولكن ما حاجته هو الى مذكراتها التي لن تتحدث الا عن عذابها لفراق فمر الليل المشؤوم، وخيانتها لصديقتها المقربة، وبعد زمن طويل كشف صالح عن السبب الذي جعلها تقبل اهيرا بالزواج منه، الا ان الامر الغريب، منذ متى اريج تثق بلؤي اكثر مما تثق بصالح لتخبرها باسرارها بدلا عنه، ومنذ متى تثق اريج ولو بواحد بالمئة، لقد مان دائما سبب تعاستها

في الموضوع حلقات ضائعة وربما لو حصل على يومياتها لاستطاع ان يحلها، لكن على كل حال ما الفائدة، فهي تحب ايمن وها قد تحررت من صالح لتصبح حرة في الارتباط منه... حسنا... هنيئا لهما... فليعيشا بسعادة وعليه هو ايضا ان يبحث عن سعادته...

---

رايكم بالفصل عامة
- رايكم بشخصية طارق
- شو رايكم بالمشكلة والاتهامات الي صارت
- من وين بتظنو عرفت المدرسة بقصة جواد واريج
- بشو رح تأثر الاتهامات على مجريات القصة
- شو رح تعمل ريم باعتراف طارق لمشاعره
- اذا عندكم نقاط اضافية للاضافة خبرو




__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية



التعديل الأخير تم بواسطة كواندا ; 08-06-2018 الساعة 02:12 PM