عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 08-29-2018, 12:40 AM
 


[TABLETEXT="width:70%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_950kmthj1.jpg');"][CELL="filter:;"]




*سوءُ طالع،،،*



تصنَّم جسده هنيئة ، و ثمَّ عقد حاجبيه مقترباً بتثاقل يهزمه العقل ..و الفضول...

جلس قرب ذلك الجسد الهامد و مد يدَّه يتحسس نبض المستلقي بعينٍ متسعة ، واضحٌ موته... لكنما الغرض معرفة دفء جسده..
بعد تمعن لدقائق متنقلا بين تصلب المقتول و دماءه الجافة ، ابتعد عائدا حيث يكون هاتفه النقال..
بدأ بالبحث بالخلف حتى وجده مرتمياً تحت الكرسي الذي يقبع خلف مقعد السائق ، ضغط أزرار الإتصال ليعلن بعد رنين لم يطل فظهر صوت صديقه ...
" أهذا أنت كريستيان؟!..لا تقل أنك أضعت الطريق..!!"
تجاهل تلك النبرة المرحة الإستفزازية قائلاً بصوتٍ أجش بعدما تنهد: أرسل أحد الشرطة القريبين من هنا إلي ، فلقد حالفني سوء الحظ بإكتشاف جثة.
اختفى الصوت حتى كاد ان يظن أن الخط أقفل لولا صوت أنفاس رافييل الخفيفة ، حتى قطعه و بنبرته بعض الإستياء : أنت تتماشى مع المشاكل دوماً كريس، أرسل لي الموقع عبر تحديد المواقع لأخبر المخفر بواشنطن أن يبعثوا لك دورية ، و انتبه من عدم مساسِ الجثة أو الاقتراب منها ...
قاطعه الآخر متمًّا: حسنا فهمت كل ما ترغب بقوله، لكني بالفعل لمسته .. لا تتعب نفسك، الآن سوف أرسل لك الموقع و تصرف ، لا أرغب بالمبيت هنا .
أسمعه راف عتاباً فوري بصوتٍ هائج : ما الذي فعلته أيها المتهور الأهوج ؟!...ألا تعـ ...
توت...توت...توت....
كان هذا صوت إنقطاع هاتف رافييل لسببٍ ما ، و قد كان كريستيان ممتناً لذلك حيث أراحه من سماع تلك الكلمات التي لا قرار لنهايتها...
جلس بسيارته و قد وضع له بعض الموسيقى الكلاسيكية التي قد تفلح بتهدئة أعصابه ، و أغلق جفنيه سارحاً لتلك الذكريات المريرة حيث أنه شهدَ مقتَل شابٍ لم يصل العشرين برميه من سطحِ بنايته ، و المتهم كان هو لعدم وجود الشاهد... لولا فضل الخالق و همة رافييل لكان الآن خلف قضبان السجنِ بلا شك... و ما انتهى شهر حتى يواجه أمراً آخر ..!

مرَّت حوالي خمس و أربعون دقيقة حتى وصلت الدورية المنتظرة له، و أوَّل عمل قد قامت به .. هو أن يوقظ صاحب النظارات ذات الحواف السوداء كريس النائم بإنحاء فوق مقعده...
رمش عدة مراتٍ متوالية حتى استوعب ما هو به ، قرحب بمقابله مرتجلاً و ماداً كفه ليبادله الآخر المصافحة : كريستيان جورج ، الشخص الذي اكتشف المقتول .
" مقتول؟!"
هذا ما نطق به الشرطي بإستغراب حيث كان يجهل أنَّ الجثة مقترنة بجريمة ما ، و بعد برهة استوعب أنه لم يعرف بنفسه فاعتذر بلباقة معربا عن من يكون : سايمون شارل، هل لك أن تدلنا على الجثة التي قلتَ بها ؟
أومأ كريس بصمت و مشى واضعاً كفيه ببنطاله الزيتي حتى وصل وجهته ليوصل الخمسة الذين خلفه معه ...
اقترب المدعوا سايمون منحنياً آمرا أحدهم أن يدون النتيجة الاولية من التدقيق ، و طلب من الآخر أن يبحث حثيثاً عن أي شيئ يساعدهم في كشف أمر يعينهم ، بينما هو تفرَّغ لاستجواب صاحب المعطف الرمادي الداكن عن تفاضيل اكتشافه هذه الجريمة و متى ،،،



**************
**************



ها قد وصلت الأمانة ، حيث كان يجب أن يوصلها .. لكن...
ها هوَ محتجزٌ في غرقة الإستجواب ، بين أربع جدران كاتمة ... و لا يخرق الظلمة إلا ضوء مصباح برتقالي خفيف يعلوه ...
لم تكن لرهبة الموقف أن تربكه لحظة ، بل كل حرفٍ منه كان ينبع ثقةً جوهرية ..
لربما سببها ما مرَّ به ،أو صداقته بضابط شرطة ..
بلغ الوقت ذروة نهاره حين أخرجه رافييل بكفالةٍ خاصةٍ منه ، ليبيت معه في شقةِ فندق قد استأجرها لحين تحل عقدة هذه الجريمة التي طوقتهما...
رمى راف نفسه على أريكة مخملية ذهبية قد توسطت الغرفة التي بينت نقوشها في زوايا المكان عن كونه مختصا بخمس نجوم ، و من ثم شبك أنامل كفيه مصوباً حدة نظراته لكريستيان: كريس ، هل أنت سعيد بالمشاكل ؟!..تذهب بنفسك نحو هذه المعضلة فاتخا ذراعيك لتحتضن المشاكل...
أطلق أفًّا مكتفيا بالصمت الممتزج بإمتعاضٍ واضح على ملامحه المتجهمة ، و الآخر بعكسه ثابت الخطى و ملامحه تعكس سكوناً و بروداً يجعل من ملامحه صافية واضحة ..
ترك الستارة التي كان ينظر خلالها من النافذة المطلة على الشارع المكتظ ليخاطب رافييل: ألم تجد مكاناً أقل تكلقة من هنا؟..أنا لن أدفع دولارا واحدا، قلت لك..
حاول راف أن يتمالك رغبته في لكم مستفز أعصابه، لكنه لم يمنع نفسه في إبداء غضبه بلسانه و هو يضرب فخديه بعنف نسبي: و هذا ما يشغل بالك أيها الفهيم... أخبرني ققط كيف ستخرج نفسك من تهمة هذا الرجل إذاً، لا شاهد ..لا بصمات غير بصمااك... لا آثار أقدام...لا إسم ..و لا حتى ورقة يابسة ...

قاطعه كريس: لكنه سفير روسي ..
"لكنَّه سفير روسي قلت، أي أحمق أنت.. هذا ما يجب أن تخشاه لا أن تستدركه كأنه حبل نجاتك.."
بدأ يأخذ نفساً حثيثاً كأنه جرى أميالاً طويلة متما حروفه: لقد دخلت نطاقا سياسيا ببصمةٍ فقط...
قاطعه كريس ببرودٍ و ثقة : هناك من لهم مصالح و منافع من قتله مادام سياسيا..ستتوفق آفاق النظرة لدول مشتبه و سيكون أمري هينا فترة، أستطيع بها البحث كما أريد...
ثبت عسليتيه القهوائيتين نحو رفيقه المضطرب: مادمت ضابطا سيسهل علي الأمر.. فقط خذني معك بتحقيقاتك و دع الباقي علي ، و أظن..البحث من مكان سكنه الحالي هو أول ما يتوجب علينا البدء به.
"تتحدث بكل هدوء و ثقة و كأن كل شيئ تحت هيمنة سيطرتك كريس.."
نهض متجهاً لباب خشبي ذهبي الطلاء رامياً بآخر ما لديه: سأذهب للنوم..اتركني و شأني و لا تسمعني صوتك.



**************
**************




يتبع،،،،

*تقبلوا مني هذا القليل حاليا*





[/CELL][/TABLETEXT]
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس