عرض مشاركة واحدة
  #138  
قديم 09-15-2018, 06:35 PM
 

الفصل 29 a


عادت اريج مع صالح والاصدقاء قبل حلول الليل الى مخيمهم ليجدو العائلة بحالة مريبة، توسط صالح الساحة وهو يترقب وجوههم ليسال:

- هل حدث امر ما اثناء غيابنا؟

التفت اليه الجميع فاقترب ابو صالح من اريج وربت على رأسها قائلا:

- اقبلي اعتذاري نيابة عن لؤي، لا ادري حتى كيف خطرت له تلك الفكرة الشيطانية

نظرت اريج الى لؤي بعينان متوسعتان ذهولا، هل قام بالاعتراف اخيرا؟ وهل هذه الكدمات في وجهه عقابا من والده لفعلته؟

عاد عمها ليسألها:

- لماذا لم تخبرينا؟... ما كنا لنسمح بحدوث ذلك

لتذكر تلك اللحظات المقيتة ادمعت عينا اريج، وخاصة بعد ان قال عمها انه ما كان ليجبرهما على الزواج، سرعان ما مسحت عيناها لتهرب من ذلك المكان كي لا يفتحوا لها ذلك الموضوع مجددا ويدمى فؤادها من جديد،

توجه صالح لوالده مستفسرا:

- ما الذي حدث؟... ماذا فعل لؤي الان؟ ولما وجهه هكذا؟

نظر اليه والده بحسرة ليقول:

- لقد اتى جواد ولقنه درسا... لا ادري من اين حصل على يوميات اريج، لكنه اكتشف ان لؤي اجبر اريج على الموافقة عليك بطريقة خسيسة

نظر صالح الى اخيه مصدوما ثم قال:

- الم تخبرني انها قررت الموافقة لان حبيبها تزوج من اخرى

ابعد لؤي وجهه عنه ليقول بانزعاج:

- ذلك صحيح، كان سببا اضافيا دفعها للموافقة عليك

- حقا!... ومن كان حبيبها ذاك؟

نظر اليه باستياء ليقول:

- بربك صالح، وهل يحتاج الامر الى سؤال لتعرف؟ ان ذلك اوضح من الشمس

نظر صالح لايمن ليقول:

- كما توقعت

جلس صالح في اول كرسي بلاستيكي وجده ليقول بحزن:

- ذلك يفسر الكثير...

نهضت حسناء لتنطلق باحثة عن اريج في الارجاء، وجدتها جالسة تحت شجرة تسند رأسها على الجذع مغمضة العينين تحاول الارتخاء

ما ان احست باقتراب احدهم حتى قالت دون ان تفتح عينيها:

- مهمن كنت عد من حيث اتيت، لا طاقة لي للتحدث مع احد

توقفت حسناء متفكرة ثم قررت ان تكمل طريقها اليها حتى جلست بالقرب منها، فتحت اريج عينيها لتزأرها نظرة لئيمة فقدمت اليها حسناء دفتر يومياتها وهي تقول:

- اظن ان هذا يخصك

- نظرت اريج بانزعاج الى ما بين يدي حسناء وما لبثت ان فنجرت عينيها، اخذته منها بعجل لتقول برعب:

- اين وجدته؟

- لقد كان بحوزة جواد

فغرت اريج فاهها وهي تفكر:

" لذلك كان مصرا بتلك الطريقة على صوابية كلامه... هل هذا هو المصدر الموثوق الذي تحدث عنه؟... لكن من اين اتى بالكتاب؟..."

قطع تفكيرها كلام حسناء:

- لقد كان لؤي شريرا معك... اتمنى اتدن تقبلي اعتذاري عوضا عنه

تنهدت اريج بانزعاج لتقول:

- وهل ستأت العائلة كلها الان لتعتذر عوضا عنه؟

نظرت اليها حسناء باسى لتقول:

- بين لؤي وجواد ثارات قديمة... كنت سببها، وكنتي انت الضحية

نظرت اليها اريج مستمعة فقالت حسناء:

- يعود الامر الى حوالي عشرة اعوام مضت

*****


قبل 12 سنة:

كان الاولاد مجتمعين يلعبون سوية في ساحة الحي بينما الاكبر سنا جلسوا مجتمعبن في زاوية مظللة يتحدثون ويؤرغلون، بينما كانت حسناء البالغة من لعمر اربعة عشر ربيعا تقف تحت شجرة على مفرق بيت لؤي تحفر عليها بكل تركيز بحجرة مسننة

اقبل اليها لؤي الذي كان يبلغ الخامسة عشرة حينها، نظر اليها مستغربا ثم قال:

- ماذا تفعلين

نظرت بابتسامة راضبة الى ما نحتته لتقول له:

- انظر بنفسك

اقترب ليرى على الشجرة قلبا محفورا يجمع بين اول حرفي اسمهما سهما، لم يكن تلرسم احترافيا لكنه كان كاف ليعبر عما في دواخل حسناء التي كانت منذ مدى تحاول ايصال الفكرة له عسى ان يصبحا حبيبين رسميين

ابتسم لؤي ليقول:

- يبدو رائعا... من يكون هذا صاحب اسم ل

نظرت اليه بانزعاج ففضلت السكوت لانه كان يقابلها في مل حين بردود مشابهة، ابعدت نظرها عنه لتجد حافلة ركنت تحت احدى ابنية حييهم محملة باثاث منزلية، نزل منها عدة عتالين ينزلون منها الاثاث لينقلوهم الى شقة تم شراؤها مؤخرا، توقفت قرب الحافلة سيارة غريبة عنهم ونزل منها اسرة بدى في ملامحها السعادة،

التفتت حسناء للؤي قائلة:

- يبدو ان لدينا جيران جدد، ما رأيك ان نذهب للتعرف عليهم

نظر اليها بابتسامة حانية ليقول:

- لو اقبل العالم باسره ليصبح لنا جيرانا لن يهمني الامر طالما انت جارتي

اخفضت رأسها تبتسم بخجل ثم امسكت يده واسرعت تسحبه تجاه الوافدين الجدد، القيا التحية فالتفت اليهما الجميع وردوا التحية بسعادة، قالت حسناء بحماس:

- ستنقلون للسكن في حيينا؟

نظر اليها جواد يتأملها مبتسما حتى لاحظ يدها المتشابكة بيد لؤي فابعد نظره منزعجا لينشغل بمساعدة والده والبقية بنقل الاثاث، بينما اجابت شيماء مبتسمة

- هذا صحيح

قالت بحماس:

- اذا سنكون جيران... اتمنى ان نصبح اصدقاء... انا حسناء وهذا لؤي صديق لطفولة واعز جار لدي، ستحبونه فعلا

نظر اليها لؤي مبتسما بتقطيبة خجل فقال جواد ساخرا:

- في الواقع تبدوان اكثر من مجرد جار عزيز او صديق طفولة

لكشته شيماء لتقول بعتاب:

- كف عن مزاحك الثقيل يا جواد

- لكن انظري اليهما شيماء... ليست مزحة مني

نظرا اليهما مستغربين فاشار جواد الى كفيهما المشابكة فاحمرت حسناء لتبتسم بخجل بينما قام لؤي بنزع يده بحرج وهو يقول:

- ااا... لا تفهم الامو خاطئة... انها مجرد عادة اعتدناها مذ كنا صغارا

ضحك جواد لمنظرهما لكن لم يفته تجهم حسناء عند سماع نكرانه لكلامه فتوجه الى علبة كرتون متوسطة الحجم قائلا:

- حسنا... كما تشائان... ان لم تمانعا، علي المساعدة في نقل الاغراض الى المنزل، يمكنكما ان تتحدثا الى شيماء فهي تحب الثرثرة كثيرا وابتعدت عن صديقتها المفضلة بسبب تنقلنا

ضربته شيماء بانزعاج فحاول هو الهرب لكن الصندوق الثقيل منعه فابتسم لؤي ليقول:

- ان اردت يمكنني المساعدة

قال جواد نافيا:

- لا ليس بالامر الضروري... اننا نتدبر امرنا

هز لؤي كتفيه وهو يقول:

- حسنا كما تشاء

اقترب منه ليأخذ الصندوق عنه وقال: "اذهب وخذ غيره" وتوجه لبنايتهم، توقف لينظر الى جواد قائلا:

- اي طابق؟

اخبره فصعد السلالم، نظر اليه جواد مبتسما وهو يفكر " اتمنى ان يكون كل الجيران هنا هكذا لطفاء مثلهما"

---


نفض لؤي كفيه ببعضهما قائلا:

- حسنا... ها قد انتهينا من العمل...

نظرا الى كومة الاغراض المتراكمة ليقول لؤي:

- يبدو ان العمل لديكم لم ينتهي، فما زال هناك الكثير من الاشياء للترتيب...

هز جواد كتفه بلا مبالاة ليقول:

- وما شأننا... هذا عمل النساء

ضحك كلاهما بينما زأرته حسناء نظرة غاضبة اما شيماء فعادت لضربه قائلة:

- بل ستساعدنا

نظر جواد للؤي يستنجده فقال لؤي:

- دعنا ننزل لأعرفك على اهل الحي

نزل معهما وهو يسمع تهديدات شيماء لانه هرب من مد يد المساعدة

---



قبل بدء العام الدراسي الجديد دعى جواد لؤي وحسناء ليتسجلا في ثانويته، وصادف ان لؤي كان بنفس صف جواد وذلك زاد من متانة صداقتهما،

لاحظ جواد عدة مرات نظرات خاصة بين حسناء ولؤي، لكن الامر لم يكن يزيد عن ذلك حتى مل ذات يوم وقرر ان يدفع صديقه للتقدم بخطوة للأمام، لكن صديقه بعد ان قبل بالاعتراف اخيرا انه يكن مشاعر لحسناء، قال انهما مازالا صغيرين على ما يسمى بالحب

تركه جواد يومها ولكن لاحظ حزن حسناء كلما اظهر لؤي تقاعسا بذلك الموضوع، لذا قرر ان يتدخل مجددا ولا ينثني عن دفع صديقه للاعتراف لها

توجهوا سويا الى مجموعة فتية الحي ليجدوا فتاتان جديدتان جالستان قرب شيماء، اقترب جواد ملقيا التحية ليقول لسمية الاخت الكبرى:

- الى هنا تبعتنا؟

ضحكت سمية لتقول:

- اينما ذهبت شيماء سأتبعها للابد

ضحك ثم توجه الى اختها الصغرى ليلى ليقول:

-وانت يا ليلى!... ما عذرك؟

هزت كتفاها بدلال قائلة:

- اذهب الى حيث اشاء ولا دخل لك

ضحك الجميع من ردها بينما اكتفى صالح بالابتسام باعجاب حتى لكشه لؤي هامسا:

- ماذا؟... هل اغرم اخي الكبير اخيرا !

ضحك صالح ولكشه قائلا:

- احترم من هم اكبر منك يا فتى

ضحك لؤي هاربا من اخاه ثم اخذ كرسيا ليجلس مع جواد وحسناء، وفي كل حين ينظر لؤي الى اخاه الذي لم يستطع ان يبعد نظره عن ليلى للحظة وهو مبتسم طوال الوقت

قرب لؤي جواد اليه ليسأله بخفوت:

- اتعرف ليلى معرفة وثيقة؟

- سمية اجل، لكن ليلى لا، سمية كانت صديقة اختي في حينا القديم وكانت تلازمها ليلا ونهارا، لكن ليلى قلة ما كانت تزورنا...

- يبدو ان اخي اعجب بها

نظر جواد الى صالح ليراه حقا كما قال ينظر اليها بافتتان بينما كانت هي بالكاد تنظر اليه، لكن يبدو انها بعدما نظرت اليه عدة مرات لاحظت اعجابه فظلت مرتبكة طوال الوقت

عاد الى لؤي ليقول:

- يبدو انك محق، لكن لا يبدو ان ليلى مهتمة به كثيرا

- لذلك لم احبها

نظر اليه جواد رافعا حاجبا ليقول:

- وهل ذلك سبب كاف؟

- بالطبع... اخي ذات حس مرهف، وان احبها فستكون حبه الاول وان لم تبادله الشعور اظنه سيتألم

دفعه جواد قائلا:

- انك تبالغ

تدخلت حسناء قائلة:

- يمكنني ان اتدخل كي اجعلها تقع في حبه

نظر اليها جواد ساخرا ليقول:

- اخشى ان يكون تأثيرك سلبيا وبدلا ان تحبه تكرهه

حدجته بانزعاج بينما ضربه لؤي ليقول:

- ما تظن بها... انها اكثر ذكاءا ودهاءا من ان تفعل ذلك

حك جواد موضع الضربة وهو يضحك ليقول:

- ماذا دهاكما انتما الاثنان... كنت امزح معها فحسب

فجأة فغروا فاههم مصدومين حين لاحظوا غزلا اطلق من فاه صالح الى حيث ليلى وكما يبدو ان الغزل اتى تأثيره ايجابيا حين اخفضت ليلى نظرها بخجل مبتسمة فقال جواد:

- يبدو انه تم الاستغناء عن خدماتك حسناء

نظرت اليه بانزعاج لتقول:

- ورغم ذلك سأتدخل... صالح بمثابة اخي الكبير ولي شرف ان اقدم له المساعدة

ابتسم لسماع كلامها ثم نظر الى لؤي ليراه ينظر اليها ايضا مبتسما باعجاب فأعاد نظره لصالح الذي ازداد بريق عيناه لرؤية ردة فعل ليلى...


---

بعد شهر

القت ليلى نظرة خجولة الى صالح بين المتواجدين ثم امسكت بيد حسناء لتجرها خلفها حتى ابتعدتا عن البقية ثم قالت بحماس:

- غدا سيكون قد مر اسبوع على بوح صالح عن حبه لي، اريد ان اصنع احتفال صغير او مفاجئة له... اخبريي بما انك تعرفينه جيدا... ما يحب من الاطعمة اي لون يحب وهذه الاشياء المهمة

ابتسمت حسناء بحماس لتخبرها بكل ما تعرفه حتى قررت كل ما ارادته ثم القت حسناء نظرة للؤي عن بعد بحزن فقلبت ليلى ملامحها لتماثل صديقتها وقالت:

- تحبينه اليس كذلك؟

نظرت اليها حسناء متفكرة ثم هزت برأسها ايجابا فقالت:

- لطالما شعرت انه يحبني، لكنه في كل مناسبة ينكر ذلك... سيصيبني بالجنون

القت عليها ليلى بعض عبارات الاسف والمواساة ثم قالت:

- سأحاول ان اكلمه لاعرف منه

- لا تفعلي...

نظرت حسناء الى لؤي بأسى لتقول:

- ماذا لو انه لا يحبني؟...

- فاذا سيكون عليك نسيانه

- اتمزحين؟... انه حب الطفولة، احبه من قرابة العشر اعوام...

- اففف... حالتك صعبة جدا

---


نظر جواد للؤي ليسأله:

- الم تعترف لها بعد؟

نظر اليه مستهزءا ثم قال:

- ولما انت مهتم بهذا القدر... ان استمريت بالتدخل هكذا سأظن انك معجب بها

ابتسم جواد ليقول:

- في الواقع انا معجب بها فعلا... عدا عن شعرها الاحمر الاشعث الذي يبدو كسيفة جلي الاواني صدئة

فرط لؤي ضحك ثم قال:

- ان شعرها اكثر ما يعجبني...

عاد لينظر الى حسناء ويتصورها بشعر املس بلون مختلف ثم قال:

- اتعلم شيئا... لاول مرة انتبه لهذا... لو غيرت لون شعرها وملسته لاصبحت تشبه ابنة عمي بشكل لا يوصف

قطب جواد حاحبيه وهو ينظر الى حسناء محاولا رسم صورة ابنة عمه في مخيلته لكن دون جدوى فهز راسه ليقول:

- حسنا... ربما تعرفني عليها ذات يوم

- يمكنك ان تأت لزيارتنا الاحد القادم فعادة ما تجتمع عائلتنا كل احد، وهذا الاسبوع ستجتمع عندنا

عبس جواد ليقول:

- في الواقع عائلتنا ايضا تجتمع كل احد، ولكن ليس في بيتنا بل في بيت جدتي

- على كل حال هذا افضل لك... انها مزعجة ولا تطاق، انا شخصيا اكره ان التقيها ولهذا اكره يوم الاحد

فرط جواد ضحك ليعود وينظر الى حسناء فضربه لؤي قائلا:

- بعد هذا الاعتراف الصريح الذي اعلنت عنه منذ قليلا يمنع عليك النظر الى حسناء

بانزعاج قال جواد:

- تبا... لقد اعلنت ايضا انني اكره شعرها، لما لم تسمع الا المقطع الاول من كلامي

- لانني عاشق غيور

ضحك جواد ليقول:

- اذن كنت عاشقا غيورا ومقداما واعترف لها، والا لا تدري متى اغض النظر عن شعرها واسرقها منك

رفع لؤي حاجباه مستهزئا ليقول:

- انها تحبني ولن تقبل بغيري... نحب بعضنا منذ ايام الطفولة

ضحك جواد ليقول:

- هذا جيد... اتمنى ان يستمر للابد...

- سيفعل

عاد جواد ليضحك ثم قال:

- انت واثق جدا

هز لؤي كتفيه مبتسما ليبعد نظره عنه ويتابع احاديث البقية بينما جواد ينظر لصديقه مبتسما ويتمنى لهما الافضل

---

بعد سنة (قبل الحاضر ب11 سنة)


زلغطت حسناء بفرح لتقول:

- مبارك لك شيماء... ستتزوجين قريبا

اخفضت شيماء رأسها بخجل لتقول:

- اصمتي، الزواج ما زال بعيدا... سأخطب اولا والزواج يأتي بعد انهاء دراستي الجامعية

- ردت حسناء بحماس:

- الديك صورة له؟... ارينا اياه، يكاد الحماس يقتلني...

اخرجت شيماء هاتفها ثم قلبت بين الصور حتى توقفت عند احداهم وعرضت عليهم صورته، فغرن فاههن لتقول حسناء:

- انه رائع... انه فارس الاحلام

نظرت اليها شيماء بانزعاج لتقول:

- ظننتك معجبة بلؤي

سرعان ما اغلقت حسناء فاه شيماء وهي تنظر الى لؤي بارتباك لتتأكد انه لم يسمعها، وجدته يتحدث الى جواد غير مبال بأحاديثهما فعادت لشيماء تهمس لها:

- كدت ان تفضحيني

قالت سمية تستفز شيماء:

- اعذريها فهي كثيرة الغيرة على خطيبها

نطت شيماء معترضة:

- لست اغار... فقط احاول ان اذكرها

فرطت الفتيات ضحكا لتقول ليلى:

- ان حمار خديك يخبرنا بشيء مختلف

نظرت اليهن بتقطيبة وشبه ابتسامة لتقول:

- انتن مزعجات

عادت لتنظر الى صورته في هاتفها مبتسمة متجاهلة احاديث المزعجات حولها، قالت سمية:

- عقبال عندكم صبايا، وعندي ايضا طبعا

ضحك الجميع ثم قالت ليلى:

- لا اظنني سأخطب قبل ان انهي الثانوية

عادت لتنظر الى حسناء وتقول:

- ماذا عنك؟

عقدت حاجبيها وهي تنظر الى لؤي ثم قالت:

لم تتقدم علاقتنا اطلاقا، لازلت حتى لا اعلم ان كان يحبني ام لا

تنهدت الفتيات بأسى فقالت ليلى:


- لما لا تختبرين حبه؟

نظرت اليها حسناء مستغربة فقالت ليلى:

- الغيرة... ان حاولت التقرب من شاب ما، ان كان يحبك حقا سيثور وقد يعترف لك بمشاعره، وان كان يحبك حبا اخويا فقط فسيسعد لك ويتمنى لك التوفيق

نظرت حسناء الى لؤي مليا لتجده هو وجواد ينظران اليها ويتحدثان، تفكرت: " ما ستكون النتيجة لو اخذت النصيحة من صديقتها؟..."


---


قال جواد:

- اذا؟... كيف كان اجتماعكم العائلي هذا الاسبوع؟

نظر اليه لؤي بملل ليقول:

- لما تبدأ السؤال في كل مرة على نفس الوتيرة؟... منذ البداية اسألني عنها... لقد كانت حمقاء غبية كالعادة لا تطاق

- لن اسمح لك ان تتحدث هكذا عن زوجتي المستقبلية

نظر اليه لؤي رافعا حاجبيه ليقول:

- ومتى حدثت هذه التطورات؟

ضحك جواد ليقول:

- احدثتها البارحة عند رحيلك من المنزل، ظننت انه سيكون جميلا اننا كأخوان ونتزوج فتاتان ايضا كالاخوة

- نحن علاقتنا كأخوان، اما هما فمتشابهتان بالمظهر لكن القالب مختلف جدا... اخبرتك انها غبية وحمقاء ومزعجة بشكل لا يطاق، الى الان لا اصدق كيف يمكنه صالح الاتفاق معها... على كل حال بعد اخر المجريات، اختلفت الاوضاع... اصبحت تهمله وتبتعد عنه، لم تعد علاقتهما كما كانت

نظر اليه جواد مستغربا:

- وما الذي حدث مؤخرا؟

فتح لؤي فمته ليتحدث لكنه سكت فجأة ليقول:

- اوه... يبدو ان هناك بعض المشاكل الاضافية امام زواجك من تلك الحمقاء

رفع جواد حاجباه ساخرا فقال لؤي:

- ان العائلة تخطط لتزويجها من اخي صالح لكنها ترفض باستمرار... تبا لها... انا ايضا افضل ان تتزوج من غيره وتذهب بعيدا...

- انت حقا تكرهها بشكل لا يوصف... لكن... الم يكن صالح وليلى؟...

- حسنا مازالت العائلة تتناقش بالامر، رغم ان صالح اعلن قبوله الزواج منها ان كان الامر لمصلحتها

فغر جواد فاهه بصدمة، لقد كان صالح متيما بليلى، كيف يغيير رأيه بتلك السهولة، عاد ليسأل لؤي:

- وهل تعلم ليلى بالامر؟

- لا فالى الان لا شيء محدد فلا تخبر احد بما اخبرتك عنه

هز جواد رأسه شاردا فقال لؤي:

- المقصد من تلك القصة كاملة ان تنزع تلك الحمقاء من رأسك ولا تسألني عنها مجددا

نظر اليه جواد متفكرا ليقول:

- للاسف، لقد كنت قد بدأت اتأمل الكثير

- هه اجل بالطبع

نظر لؤي لجواد ليراه شاردا فقال مستغربا:

- لا تقل انك مغرم بها

فغر جواد فاهه ليقول:

- لا تكن احمقا... كيف لي ان اغرم بمن لم اراه ولو لمرة واحدة بحياتي؟...

- ولما لا؟... اراك مجنونا من حين لاخر...

- حسنا قد امر احيانا بلحظات جنونية لكن لا اقوم بافعال غبية

رفع لؤي حاجبيه فقال جواد باعتراض:

- ماذا؟

- انت تسألني عنها منذ سنة، كل اثنين بعد كل اجتماع للعائلة كما انك اطلقت عليها لقب "زوجتك المستقبلية" في الواقع ارى انك حقا وقعت بحبها

- ما بك... اني افعل ذلك في سبيل التسلية والزناخة لاني اعرف انك تكرهها، ثم كيف يمكنني ان احب شخصا وصفته بكل تلك الاوصاف السيئة

- اخبرتك... انت مجنون بالفطرة، وكل فكرة مجنونة تميل اليها

- هاهاها... انت مجرد احمق... اهتم بحبيبتك واترك العالم لحبهم

- المهم ان تنسى امرها فقد تخطب لاخي

- حسنا كف عن الازعاج... اخبرتك اني لا احبها

ابعد وجهه عن لؤي بانزعاج وما ان ابعده عنه حتى حل اليأس بدلا من الانزعاج، ربما هو فعلا لا يحبها، لكنه اراد حقا التعرف عليها ليس لانه يحبها، لكن ربما بعدها يحبها، لسبب ما تأمل دائما ان تكون مميزة رغم الاوصاف الغبية التي استمر لؤي باطلاقها عليها طوال هذه السنة،

لكن على كل حال، يبدو انها ستخطب لصالح قريبا، صالح... ما اغرب هذه الفكرة... وما اصعب تصديقها... لقد شهدت مع الجميع على حبه المتين لليلى، فلما يتركها لاجل تلك الحمقاء الغبية؟!... لا بد انه يحبها اكثر، ثم لما قال لؤي "ان كان الامر لمصلحتها؟" ما تلك المصلحة يا ترى؟


هز كتفيه غير مباليا ثم عاد ليركز مع البقية
---



اقبلت ليلى لزيارة صالح كالعادة لكن عن غير العادة قابلها صالح بجفاف، نظرت اليه مستغربة فقال لها:

- هناك ما يجب ان نتحدث به

تفكرت بالامر قليلا ثم هزت كتفاها فقال:

- الامر لن يعجبك ابدا

نظرت اليه مقطبة فقالت:

- ماذا هناك؟

تنهد بتوتر ثم قال:

- عائلتي تريد مني ان اتزوج من ابنة عمي...

فغرت ليلى فاهها لتقول:

- وانت بالتأكيد رفضت

عاد صالح ليتنهد ثم قال:

- انا احبك... واكثر مما احب نفسي... لكني ايضا اخاف على ابنة عمي

- تخاف عليها!... مما؟

اخبرها بالقصة كاملة فقالت:

- وانت الابن العم الوحيد لها؟... لما لا تتزوج من لؤي مثلا؟... انه ليس مرتبطا

- يستحيل ان يحدث ذلك... انهما لا يطيقان بعضهما

- حسنا لا بد من وجود ابن عم اخر لها

- اجل هناك اخر لكني كنت الخيار الافضل بما انني كنت واياها نتفق كثيرا و...

- وماذا؟... طالما هناك اخر فلما لم ترفض؟

- ليلى... الى الان لا شيء مؤكد... قد ارفض الفكرة

- قد ترفضها؟... قد ترفضها!... لما "قد" ارفضها فورا

- ليلى ارجوك!... انا فقط محتار بين حبي لك وبين مصلحة ابنة عمي... افهميني انها عزيزة علي

- اتعلم؟... انسى الامر... طالما انك محتار بيني وبينها فانا ساريحك من حيرتك... اذهب وتزوجها وانسى امري...

خرجت من عنده غاضبة بينما هو يناديها ليكلمها لكنها تجاهلت ندائه واكملت طريقها للخارج، خرج كل من لؤي جواد حسناء من غرفة لؤي على صوت صالح ليروه يخرج من المنزل يتبعها

قال لؤي بحقد:

- أكان يجب ان تتواجد تلك الحشرة في عائلتنا؟... في كل يوم يزداد كرهي لها

- حسناء: اهدأ لؤي، لقد قلت ان العائلة مازالت تفكر بالموضوع

اجاب غاضبا:

- اجل انها تفكر بالموضوع في كيفية تطويره، فعمي مصر على الا تتزوج ابنته الغالية من خارج العائلة، يعلم انه لن يحتمل ثقل دمها احدا فلصقها فينا

دخل غرفته منزعجا ليتبعه صديقيه فتابع تذمره:

- وتلك الغبية تتدلل كأنه يحق لها وترفض اخي، وكأنه سيصح لها افضل منه

صمت الجميع ليسود سكون مثقل في الغرفة فاخرج لؤي علبة سجائر من جيبه ليولع احدى سكايرها، نظر الصديقين اليه مستغربين، فقال جواد:

- منذ متى انت تدخن؟

نظر الى لؤي وهو مازال منزعجا ثم تنهد ليقول:

- ليس منذ زمن... اتريد سيجارة؟

بسخرية اجابه جواد:

- تعلم انها ليست فكرة حسنة... اعاني من الربو

- لكنك تأخذ دواءك بانتظام... لذاك لن يضر بك

تفكر جواد بالموضوع فلطالما لفته مظهر الدخان وهو يتراقص في الهواء، ولطالما اراد ان يجرب ذلك الشعور لكن رد حسناء سبقت رده وهي تقول معترضة:

- لا تفكر بذلك حتى، لست مضطرا للمخاطرة... حتى انت لؤي، اتركه من يدك

هز كتفيه لا مباليا واعاد السيجارة الى فمه، نهضت حسناء غاضبة وخرجت من الغرفة ثم من المنزل، توجه اليه جواد غاضبا ليقول:

- ما بك؟... انها خائفة عليك فلا تعاملها هكذا

- لا شأن لك ولا لها

تقدم جواد اليه ليأخذ السيجارة من فمه ويطفئها ثم قال له:

- اذهب اليها واعتذر... تعلم انها خائفة عليك

- خائفة مما؟... كل العالم تدخن وما زالت حية ترزق...

- اسمع... ان كنت غاضبا لما يحدث مع اخوك فلا تدع ذلك يؤثر سلبا على علاقتك باصدقائك...

عقد لؤي ذراعاه صامتا فخرج جواد من غرفته باحثا عن حسناء، نظر لؤي الى علبة السجائر وعاد ليأخذ سيجارة جديدة واشعلها

---


تزيت شيماء بفستان شيفون ارجواني مطرز بالخرز وقد رفعت نصف شعرها الاسود والباقي اسدلته على احدى كتفيها وقد وضع على وجهها كمية لا يستهان بها من المساحيق، نظر اليها جواد وقال مازحا:

- من انت؟...

نظرت اليه بتعال بعد الكعب الذي ارتدته لتقول له:

- بل انت من تكون؟

ارتسمت ابتسامة خجولة على ثغرها لرؤية خطيبها الذي ينتظر وصولها فجلست على المقعد الجلدي الابيض الى جانبه وتقدم الاقارب والجيران يهنئونهما على خطبتها بينما ارسلت اختها رولا ابنها طارق ذات السبعة اعوام ليلعب بعيدا مع ابنة خاله ريم كي تتفرغ لتصوير اختها يوم خطبتها

اما سمية صديقتها المفضلة فقد ظلت الى جانب شيماء طوال الوقت تشاركها افراحها وتحاول تخفيف توترها حتى اقترب صالح ليهنئ الخطيبين فالتقى بسمية

هنئ شيماء محاولا ابعاد نظره قدر الامكان عن سمية خجلا منها ومن تصرفه مع اختها ليلى بينما هي تبادله نظرات تكبر حاقد، انسحب مسرعا ما ان قام بالواجب ليعود الى اهله لكن وسط الطريق التقى بليلى

ابعد نظره عنها ليتجاوزها باقل احراج ممكن لكن ليلى نادته، توقف عند سماع اسمه لينظر اليها فسالته بتوتر:

- ماذا قررت بنسبة لموضوع خطبتك لاينة عمك؟

نظر اليها متفكرا ثم قال ببرود:

- ظننتك انهيت كل شي بيننا

اجابت بحقد:

- وانت استسلمت بتلك السهولة!... هل تلك هي قيمتي عندك!...

غطى صالح جبهته بكفه ثم قال:

- لقد اخذت القرار دون مشاورتي، فما تتوقعين مني؟... ان اتناسى عائلتي واذهب خلفك واترجاكي كي تغيري رأيك؟... لقد كان ذلك الحل الامثل الذي يرض الجميع

زمت شفتاها وادمعت عيناها ثم صاحت:

- يا لك من خائن... ظننتك تحبني.. ظننت ان ابتعادي عنك لفترة ستشعرك بمدى اشتياقك لي، لكن!... ابتلك السهولة نسيتني

تنهد صالح بانزعاج فصرخت:

- اقسم لك اني لن اريك وجهي بعد اليوم، ولو ترجيتني لاعود اليك لن افعل

ذهبت غاضبة وخرجت من القاعة فنظرت اليها اختها سمية بفزع، اعتذرت من شيماء وغادرت مع اختها بينما بقي الحضور يتفرجون على ما يجري

اقترب جواد من لؤي قائلا:

- يبدو ان اخاك قرر اخيرا الارتباط من ابنة عمك الغبية الحمقاء

هز لؤي رأسه بأسى وهو ينظر الى حالة صالح البائسة ثم قال:

- اتمنى فقط انه لم يأخذ قرارا يندم عليه... كانت لتكون ليلى زوجة افضل له... كما انها تحبه وتقدر حبه، بينما الأخرى ناكرة الجميل... بعدما تخلى صالح عن ليلى لاجلها مازالت ترفضه

نظر جواد لصالح باسف ثم قال:

- ولما ترفضه؟

- لانها حمقاء... تظن ان ابن جيرانها افضل منه... انه مجرد احمق مثلها ولا يبادلها الشعور حتى، استغرب ان وجدت من يحبها في هذا الكون

- لقد قلت ان اخاك يحبها

نظر لؤي لجواد متفكرا ثم قال:

- احيانا اشعر ان اخي فضائيا

عاد لؤي ليجلس على طاولته ويخرج سيجارة من علبتها واشعلها، نظرت اليه حسناء بانزعاج لتقول:

- اعدت للتدخين مجددا؟

سحبت السيجارة من فمه ثم اطفئتها بصحن السجائر لتقول:

- هذا يكفي لؤي... انه مؤذ ورائحته نتنة

ضرب لؤي الطاولة صارخة:

- لا تتدخلي بما لا يعنيك، ان ازعجتك رائحتها اذهبي واتبعي خطا صديقتك ليلى

صدمت حسناء لكلامه ونبرة صوته المرتفعة ودون كلام نهضت وابتعدت عن طاولته لتجلس مع عائلتها غاضبة، نظر جواد الى لؤي ثم قال غاضبا:

- ايمكنني ان افهم ما الذي يجري معك؟ لما صرخت عليها هكذا؟

- انها دائما تتدخل في اموري وتحشر انفها كما لو كانت تهتم بي اكثر مما اهتم بنفسي، لو وضعت نفسها مكاني لوجدت نفسها تفعل مثلي، طالما انها لم تمر بما امر به، على الاقل فلتحترم مواقفي

نظر اليه جواد باستهزاء ثم قال:

- انك تهذي

- اهذي!... ان ارى اخي تتركه حبيبته ليتزوج من غبية وتقول اهذي... ان ينضم اكثر شخص اكرهه في بين البشر الى عائلتي وتقول اهذي... ارى خياتي وحياة اخي تتهدم امامنا وتقول اهذي

- وما دخل حسناء بكل هذا!...

- هذا ما احاول معرفته، ما دخلها كي اجدها تتدخل في كل مرة

- انت تعلم انها تحبك لذلك تتدخل بكل صغيرة وكبيرة

- ذلك ليس عذر لتمنعني مما يريح بالي ولو قليلا، وان كانت ستستمر على هذا المنوال فانا انسحب، لم اعد اريد حبها

نظر اليه جواد مصدوما ثم قال:

- لا تكن سخيفا

نهض ليبحث عن حسناء فوجدها جالسة بين اهلها غاضبة لا تشاركهم الحديث ولا تستمع اليهم، توجه اليهم ليناديها فابعدت نظرها عنه بغضب، قال لها:

- اريد التحدث اليك، الامر هام جدا

نظرت اليه متفكرة ثم نهضت لتخرج معه من القاعة، ذهبا الى ركن هادئ حيث يمكنهما الحديث بهدوء، نظر اليه بجدية وقال:

- لقد سمعتكما صدفة انت وليلى، وان اردت انا مستعد لمساعدتك لتتأكدي من حب لؤي لك

ضحكت باستهزاء لتقول:

- انسى... واضح انه غير مهتم، في الماضي ربما... لكن الان...

عضت شفتها السفلى حين نزلت دمعة من عينها فمسحتها لتقول:

- اشركرك على كل حال لكن لا جدوى

ارادت الانسحاب لكنه منعها قائلا:

- اسمعي... سنمثل فقط اننا نحب بعضنا ونرى ردة فعله... فقط هذا لا اكثر

تنهدت حسناء لتنظر اليه متفكرة، ابتسم جواد مشجعا اياها قائلا:

- معرفتك بحقيقة مشاعره سيريحك صدقا

- وماذا ان كان لا يحبني؟

- انه يحبك صدقيني... لقد اخبرني مرارا، لكن ان اردت ان تري ذلك بنفسك يمكننا ان نعمل بخطة ليلى

زفرت بقلة خيلة ثم ابتسمت لتقول:

- اظن انه لا خيار امامي

مسح جواد دمعة تجارت على خدها ليقول مبتسما:

- اذا متى تحبين ان نبدا بالخطة

بقيت تنظر اليه مبتسمة وهي تفكر بتوقيت حيد وقبل ان تجيبه سمعا صوت لؤي:

- حسنا... ماذا يحدث هنا؟

نظر كل منهما الى لؤي فقال جواد مبتسما:

- ما رأيك بالان مباشرة

نظرت الى جواد محتارة فرفعت كتفاها اي" لست ادري" توجه جواد للؤي وقال بابتسامة خبيثة:

- في الواقع... كنا نريد ان نترك موضوعنا الى ان ننتهي من موضوع اختي شيماء، لكن كما يبدو انك كشفتنا فلا مجال للاخفاء بعد

لؤي بانزعاج:

- اخفاء ماذا... عما تتحدث!

امسك جواد يد حسناء ليقبلها ثم يقول:

- اننا نحب بعضنا...

اتسعت عينا لؤي لسماع الخبر وردد عيناه بينهما غير مصدقا ما سمعه فقال لجواد:

- هذه مزحة غير ظريفة فدعك منها

- مزحة!... لما اعتبرتها مزحة

- انت تعلم لما

- لا لا اعلم... اخبرني...

نظر لؤي الى حسناء تأمل ملامحها المترقبة، لا تبدو سعيدة كمن اخبر فرح زوجه لكن ايضا لا تبدو كمن تعرض مقلبا مزعجا، اذا ما الذي يحدث بالضبط، لا يمكنه التحدث بحرية امام حسناء لان ذلك سيفسد ما خطته منذ زمن لمستقبله، لم يرد ان يعترف لها بمشاعره قبل دخول الجامعة، ولا خطبتها قبل ان يجد عملا، ولن يتزوجها قبل ان يؤمن حياة تليق بهما...

امسك لؤي جواد من معصمه ليأخذه بعيدا عن حسناء ويكلمه جانبا لكن جواد سحب يده ليعانق حسناء قائلا:

- يا لك من فظ... اخبرتك توا عن علاقتي بحسناء وبدلا من جمعي بها تفرقني عنها

رد لؤي غاضبا:

- لا تكن سخيفا جواد انت لا يمكنك ان تحبها

هز جواد كتفيه قائلا:

- ولما لا؟... انها رائعة

توجه لؤي الى حسناء ليقول:

- هل انت موافقة على ما يقوله؟ هل انت تحبينه فعلا؟

صمتت حسناء لا تدري بما تجاوبه فقرصها جواد دون انتباه لؤي ليحثها على الكلام فهزت رأسها محاولة الابتسام ثم قالت:

- اجل... هذا صحيح

فقال صارخا:

- لكنه لا يحبك

- حسناء: هذا عكس ما سمعته يقول منذ قليلا

- لؤي: حسناء... انه يسخر منك... لقد هددني يوما انه سيرتبط بك ذات يوم علما انه لا يحبك

- جواد بثقة: هددتك بالارتباط منها!... وهل هي عدوتك حتى اهدد بشيء من هذا القبيل؟

نظر اليه لؤي بحقد ثم قال:

- جواد انت تفهم قصدي

نظر جواد الى حسناء ليقول:

- هل فهمتي قصده؟

هزت رأسها نفيا فقال جواد:

- ولا انا، لو انك تخبرنا ما الشيء الفظيع الذي يمنعنا من ان نحب بعضنا

نظر لؤي الى كلاهما بحقد ثم قال:

- هكذا اذا... تحبان بعضكما... ومنذ متى ذلك؟

نظر اليها جواد بحنان ليقول:

- ومن يهتم؟... طالما اننا متلائمين

تقدم لؤي ليمسك جواد من ياقة قميصه غاضب مهددا لكنه هدأ فجأة، نظر لكلاهما قائلا:

- حسنا... انتما متلائمين... متلائمين جدا... اذا فلتسعدا بحبكما

قالها والشرارة تتطاير من عينيه وذهب غاضبا:


- فرط جواد ضحكا بينما راقبت حسناء لؤي بقلق ثم توجهت لجواد قائلة:

- لقد غضب

- بالطبع... ذلك يدل على انه يحبك، كما اخبرتك ليلى، ان كان يحبك سيغضب ويثور وقد تصل لان يعترف لك بمشاعره، حسنا لم تصل معه لتلك الدرجة

- لكنه تمنى لنا السعادة

- لانه احمق، او ربما لاننا صديقاه، او لانه فضل ان يحتفظ بباقي ما تبقى له من كرامة

نظرت اليه بخوف لتقول:

- علينا اخباره بالحقيقة، اخشى ان يصدق وينزعني من قلبه

- لن يحدث ذلك... انك حب طفولته

- رغم ذلك لست مطمئنة، اريد اخباره بالحقيقة

ابتسم لها جواد ليقرص خدها واعدا:

- لا تقلقي... ساحل الامر بنفسي

ابتسم لها ودخل الى القاعة باحثا عن لؤي

يتبع...


الاسئلة:

- شو رايكم بتمثيل جواد وحسناء
- شو تتوقعو يصير بعدما يعرف لؤي بالحقيقة؟
- اذا كان جواد رح يخبر لؤي عن انو الشغلة كانت كلها تمثيل، فشو الي بيخلي جواد وحسناء يخطبو بالمستقبل؟
- بتظنوا ان جواد حب اريج من وقتها او عنجد متل ما خبر لؤي انو بس حب يتزانخ عليه لانه بيكرهها؟
- شو رايكم بعلاقة حسناء جواد لؤي بالماضي؟ هيك كنتو متخيلينها او كنتو متخيلينها غير هيك؟ اذا غير فصلو الجواب
ما تختارو هلاء الاحتمال الاول بس لان ما الكم خلق تفصلو الجواب



__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية