عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 11-09-2018, 11:11 PM
 
ذهبي





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعلم بأنّي تأخرت كثيراً هذه المرّة، ولكن حاسوبي العزيز كان معطّلاً ولم أستطع الكتابة لفترة، ولكنّه عاد الآن وسأستمر معكم من جديد، أرجو دعمكم وتشجيعكم، وشكراً لانتظاركم.




×

أعتذر على التأخير ><





[5]


{ أشعلْ قلبك }






إنّه نائمٌ على الكرسي مرّةً أُخرى، فتحَ عينيه الحمراوتين ليتثاءب وينظر نحو السّاعة، إنّها العاشرة مساءً...إنّه نائمٌ منذ السّاعة الخامسة،هذه هي غفوته الطّويلة، وقف على قدميه وتمدّد لعدّة دقائق ثمّ اتّجه نحو هاتفه وتفقّده، لديه رسالة من " شنايا " قرأها ليبتسم ويقفز في مكانه كالأطفال ثمّ أعادَ قرائتها مرّاتٍ ومرات لمدّة ربع ساعة.

( مرحبا توم، اممممم أينَ أنت؟ ماذا تفعل؟ هل أنتَ متفرغ في السّاعة السّابعة؟).
صعدَ فوق الطّاولة ووقفَ فوقها ليمدّ ذراعه نحو الأمام ويقول بسعادة: النّصر لي...إنّها المرّة الأولى الّتي تدعوني بها بنفسها، يبدو أنّ الخمس والسّبعون مرّة الّتي دعوتها فيهنّ عادوا بالنّفع أخيراً، لا أصدق....إنّها تودّ الخروج معي.

تحوّلت ملامحه فجأةً عندما تذكّر بأنّها الساعة العاشرة الآن، سقط من على الطّاولة ليستلقي على الأرض عابساً وأخذ يُحدّث نفسه: يا لكَ من أحمقٍ توم...أنتَ أكبر أحمق في التّاريخ.
ثمّ صرخَ وهو يضرب قدميه على الأرض: هل كان عليّ النّوم اليوم...هل كان من الضّروري أن أحصل على غفوتي الطّويلة اليوم بالذات، ااااااااااه هذا غيرُ عادلٌ نهائياً.

سمِع صوت والدته وهي تنادي بقلق: توم...هل أنتَ بخير بُني؟ ماذا يحصل؟.
صرخ ليُجيبها: أنا بخير أمّي، لا تقلقي.
وضعَ إحدى يديه أسفل رأسه ليقول بصوت خافت: هل أذهب إلى منزلِها؟.
لحظة واحدة...لمَ لا!؟، لمَ لا يذهب إليها ويُفاجئها، انتعشَ فجأة وجلسَ مبتسماً وعادت الحيوية لتسري في جسمه، وأخذ يُحدّث نفسه: بالتأكيد ستكون منزعجة لأنّني تجاهلتُ رسالتها، ولن تستطيع النّوم بسبب كبريائها المجروح وستظلّ طوال اللّيل تشتمني وهي تقول " تباً لكَ يا صاحب العينين الدمويتين"، هههههههههه سيكون الأمر ممتعاً، ولكن إن لم أذهب إليها اليوم والآن لن تتحدّث معي لأيام.

وقف على قدميه وقال بحماس وهو يضع قبضة يده أمام وجهه: يوش...سأذهب إليها الآن.
جرى نحو خزانة ملابسه بسرعة وفتحها ليأخذ ما طالته يداه دون أن يهتّم إليه، ارتداه بسرعة البرق ثمّ سرّح شعره وخرج من غرفته في السّاعة العاشرة والنّصف.

لمح والدته في المطبخ وهي تغسل الأطباق، اتّجه نحوها ثمّ قبّلها على وجنتها ليقول: أحبّكِ شنايا.
ورحل مسرعاً ليرتدي حذائه بينما قالت أمّه باستغراب: من هي شنايا.
انتبه توم لما قاله فصرخ وهو يرتدي الفردة الأولى: أقصد أحبّكِ أمي.
وانتقل ليرتدي فردته الثّانية عندما سمع أمّه تقول: إلى أين أنتَ ذاهبٌ في هذا الوقت؟.
قال دون وعي: إلى منزل أمّي.
قالت أمّه بتعجّب وهي تجفف يديها: عزيزي هذا هو منزلي.
ابتسم بغباء ليقول وهو يخرج: أقصد منزل شنايا، وداعاً أبي.
تنهدت والدته وهي تغلق الباب خلفه: ولكن والدكَ لم يعد من العمل بعد، لمَ هو سعيد ومتوتّر لهذا الحد؟ أرجو أن يكون كلّ شيء بخير.

وصلَ إلى موقف السّيارات ليبحثَ عن سيّارته، وبعد خمس دقائق من البحث تذكّر بأنّه تركها في مقرّ العصابة، ضربَ قدمه على الأرض ليقول " تباً " ويبدأ بالرّكض.

شاهد محلّ الزّهور في طريقه وتوقف عنده ليقول: هل أحضر لها باقة؟.
ابتسم واتّجه نحو المحلّ وهو يتمتم: إنّها لا تحبّ اللّون الأحمر، ولا أعلم ما هو لونها المفضّل، لون شعرها أسود..لا أظنّ بأنّ الورود السّوداء جميلة، في الواقع هل يوجد وردة سوداء!!؟، اااه....سأحضر باقة من جميع الألوان فلتختر اللّون الّذي تحبه.

اشترى الباقة الملّونة ليكملَ طريقه، ثمّ توقف فجأةً ليقول: هل يجب أن أحضر لها علبة شوكولا؟!...ولكنها لا تحبّ الحلويات والأطعمة السّكّرية، إن أحضرت لها الدّجاج ستقول بأنّها تريد تناول السّمك، وإن أحضرت لها السّمك ستقول بأنّها تريد تناول الدجاج، لذلك سأشتري لها كلاهما...السّمك والدّجاج.

دخل إلى أوّل مطعمٍ رآه واشترى ما يريد ثمّ تابع طريقه تاركاً لقلبه قيادة الطّريق. على الرّغم من أنّه كان يجري بأسرع ما لديه إلّا أنّه لم يستطع الوصول قبل السّاعة الحادية عشر، وقبل أن يصلَ إلى منزلها الّذي يقع في الطّابق الأرضي من بناية كبيرة بعدّة أمتار لاحظ وجود آثار إطلاق نار على الباب.

لا يعلم لماذا شعر بشعورٍ سيءٍ حينها...تجاهل التّعب الّذي كان يشعر به وتجاهل أنفاسه المتقطّعة ليزيد من سرعته ويطرق الباب الرّمادي الّذي كان مفتوحاً بالفعل، الظّلام حالكٌ في الدّاخل والهدوء يسيطر على المكان، اتّسعت عيناه بشدّة لتبدوان أكثر رعباً من قبل وهو ينظر إلى المنزل المحطّم، كان كلّ شيء داخل فوضى عارمة.

رمى الأزهار والطّعام من يديه وبدأ يبحث داخل المنزل بجنون وهو يصرخ باسمها، إنّه يتصبب عرقاً وقلبه يخفقُ بقوّة كبيرة لدرجة شعوره بأنّه سينفجر بأيّة لحظة، سمِع صوت بكاء قادم من المطبخ فذهبَ نحوه مسرعاً ليدفع بابه بقوّة. لقد كانت الخادمة...كان حالها مؤلماً، جسمها ووجهها مليئان بالكدمات ويبدو بأنّ قدمها اليُسرى مكسورة، اتّجه نحوها بعد أن أشعل الضوء وقال: ماذا...ماذا حصل؟ أين الجميع؟.

أجابته بخوف ورعب: العصابة...العصابة..العصابة...عصابة كيلرز اقتحمت المنزل وأخذوا الجميع.
توقف على قدميه مقطّباً حاجبيه و هو يحاول استيعاب ما يحصل، هزّ رأسه بقوّة لينفض الأفكار السّيئة الّتي راودته وقرر الذّهاب إلى المقر ليستكشف الوضع.

استدار نحو الباب ليخرج عندما رنّ هاتفه، أجاب على المتّصل ليقول: رين...هل أنتَ في المقر؟.
أجابه رين بسرعة: انسى أمري الآن...هناكَ أمرٌ خطير يحدث، جميع أفراد الأوتشيها داخل المقر الآن، وشنايا أيضاً معهم.

قال توم وما زال يحاول البقاء هادئاً: ما الّذي يفعلونه هناك؟.
رين: لا أعلم أي شيء...قبل قليل كنتُ في صدمة عندما أشار حاسوبي بأنّهم جميعاً في المقر، عليكَ الذّهاب إلى هناك بسرعة أشعر بأنّ شيئاً سيئاً سيحدث.
بدأ توم يتنفس بصعوبة وهو يقول: ح..حسناً سأذهب حالاً، شكراً لكَ رين.
قال رين بنبرة مخيفة: توم.
ابتلع توم ريقه ليجيب: ماذا؟.
رين: سيهون هناكَ أيضاً.
ازداد غضب توم ليقول: ما الّذي يفعله سيهون هناك؟.
أجابه رين بسرعة: توقّف عن طرح الأسئلة واذهب بسرعة لتنقذهم، أنا متأكد بأنّ والد سيهون سيجبره على فعل شيءٍ ما هذه المرّة أيضاً، أرجوك أنقذ سيهون...وأنقذ شنايا.
أغلق توم الخط وهو يعتصر قبضته بقوّة وانطلقَ كالرّيح نحو المقر وهو يردد داخله (انتظرني صديقي...انتظريني شنايا، أنا قادم) وخرج بسرعة متجاهلاً ذلكَ الصوت الضعيف الّذي أتى من الداخل " شارا..هل أنتِ بخير عزيزتي؟ هيّا اهربي..اهربي بسرعة ".



>>> عاد توم إلى الواقع بانتفاضة جعلته يلتفتُ نحو شارا الّتي كانت تقول وهي تُشير إليه بسبّابتها: أنت...أنتَ هو صاحب العينين الدّمويتين الّذي كانت أختي دائماً ما تتحدّث عنه.

أجابها توم ومازال لم يستطع الخروج من صدمته: كلا...كلا هذا مستحيل، شنايا لم يكن لديها أخت.
تنهدت شارا بيأس وقالت بعدها بحزنٍ وهي تحدّق في سقف السّجن: وهذا هو سببُ بقائي على قيد الحياة.

نظر كلاهما إليها باستغراب وتساؤل بينما أكملت هي: "شنايا لم يكن لديها أخت" نعم هذا صحيح....هذا صحيح ولكن بالنّسبة إليكم وإلى العالم الأجمع، أمّا بالنّسبة للأوتشيها كان الأمر بأنّه " لا يجبُ أن يعلم أحد بأنّ شنايا لديها أخت ".

عدّل توم من وضعية جلوسه ليُبدي المزيد من الاهتمام لكلامها وقال وهو يحكّ ذقنه: أفضّل سماع القصّة من البداية.
ابتسمت شارا بسخرية من دون أن تحرّكَ عينيها: لا أظنّ بأنّني أعلمُ القصّة وبدايتها، كلّ ما أعرفه بأنّه كان يجبُ عليّ أن أبقى سرّاً عن العالم، لماذا؟!!! لم يخبرني أحدٌ بالسّبب قط.

ثمّ نظرت نحو توم لتقول وهي تضع كفّها على خدّها المُحمر: لقد عشتُ حياتي حتّى اليوم كابنةٍ لصديق أبي ياما تول، واسمي مسجّل في السّجلات شارا تول بدلاً من شارا أوتشيها، لهذا لم يبحث عنّي الخاطفون قبل عشرة سنوات...لأنّهم لم يعلموا بوجودي حتّى.

قال توم باستنكار وهو يحاول استيعاب الأمر: تعلمين بأنّ الّذي تقولينه ضربٌ من الجنون، وإن كان حقيقياً....
توقّف عن الكلام فجأةً عندما شعر باحمرار وجهها الشّديد فقال مستغرباً: شارا !! هل أنتِ بخير؟.

قالت شارا بوهن وهي تشعر بدوارٍ شديد: أظنّ بأنّني أُصبت بالحُمّى.
أنهت جملتها ليميل جسدها عدّة ثوانٍ ثم سقطت فاقدةً وعيها بين ذراعيّ رصاصة الجحيم الّذي كان حائراً بشدّة بسبب ما سمعه من شارا قبل قليل، ظلّ يُحدّق بها لعدّة لحظات بخوف ثم رفع رأسه نحو توم الّذي كان أمامه ليقول: توم...هل تعلم ما معنى هذا؟!! أنا لم...أنا لم أكن أعلم بأنّ أمر بقائها على قيد الحياة أو حتّى وجودها بحدّ ذاته هو سريّ، عندما رأيتها أوّل مرّة اعتقدتُ بأنّ أبي قد تركها على قيد الحياة حينها بإرادته...هذا سيء، سيءٌ جداً.

أمسكَ توم رصاصة الجحيم من كتفيه ليقول بحزم: أستنتج من ردّة فعلك أنّها حقّاً من الأوتشيها....هذه حقّاً مشكلة كبيرة.

بدأت عينا رصاصة الجحيم بالرجفان وقال: لا أستطيع تخيّل ما قد تفعله جيا للحصول عليها...ستقيم الحرب من أجلها.

ضغط توم بيديه على كتفي رصاصة الجحيم وقال له وهو ينظر إلى عينيه: هي هي هي...تمالك نفسك رصاصة الجحيم، لن يحدث أيّ شيء، لن أسمح بحدوث أي شيء، سنتحدث بعد أن أخرج من هنا، انتبه جيداً على شارا واعتني بها إلى حين لقائنا، اتفقنا؟.

هزّ رصاصة الجحيم رأسه وهو يبتلع ريقه، إنّه يشعر الآن بنفس ذلكَ الشعور، نفس مشاعر الخوف والألم قبل عشر سنوات، إنّه بالتأكيد لا يريد أن يعيش تلكَ التجربة القاسية مرّةً أخرى، لا يريد أن يدخل ذلكَ العالم المظلم مرّة أخرى فهو لن يستطيع الخروج هذه المرّة.




" أريد رؤيتها حالاً...أحضروها إلى هنا الآن"
سمِع كلّاً من توم ورصاصة الجحيم صراخ ياتو الّذي ملأ أرجاء المركز، تقدّم ذلكَ المدعو ياتو صاحب الشّعر الأسود والعينين البنيتين نحو مكتب المفتّش نيكولا و ضرب الطّاولة بقوّة وغضب قائلاً: بأي حقٍّ تضعون أختي في السجن بهذه الطّريقة وبدون أيّة دلائل؟.

تنهد المفتّش وهو يشير له بالجلوس قائلاً: اهدأ من فضلك فنحن لا نعلم عن ماذا تتكلم.
استمرّ ياتو برمقه بنظراته الغاضبة وهتف وهو ما زال واقفاً: أنا أتكلم عن شارا...أختي شارا، لماذا هي داخل السّجن مع أنّها لم تفعل أي شيء؟.

ابتسم المفتّش بسخرية وأجابه: اه أنتَ تقصد شارا تول، ماذا تقصد بأنّها لم تفعل أي شيء!! لقد رأيت شخصاً يخرج من حقيبتها في المطار اليوم.
ثمّ تقدّم المفتّش برأسه نحو ياتو ونظر إلى عينيه بقوّة ليكمل: رأيته بعينيّ هاتين.

عاد ياتو للخلف مقطّباً حاجبيه وتكتّف ليقول: هل تحاول أن تقول بأنّ أختي مجرمة؟!.
ضحك المفتّش بخفّة ليجيبه بعد أن تكتّف: أنا لا أحاول...أنا أقول بأنّ المدعوة شارا تول مجرمة، كما أنّها ليست أختك..لقد قالت لي بأنّها لا تملك عائلة.

لم تتغير ملامح ياتو الغاضبة عندما قال: وأنتَ صدقتها؟ ههه يا لكَ من أحمق....لقد كذبت عليك.
ثمّ أكمل كلامه بعد أن أخرج هويّته ووضعها فوق الطّاولة: ها هي ذي هويتي، اسمي ياتو تول، أخ شارا الكبير.

ومن دون أن ينتظر ردّ المفتّش على كلامه حتّى أخذ يصرخ مرّة أخرى: والآن دع أختي تخرج من هذا المكان حالاً...شارا ليست مجرمة.

اتّجه نحوه شرطيان بسرعة بينما قال المفتّش ببعض الغضب: إن لم تبقى هادئاً سأضعكَ معها.
ابتسم ياتو بسخرية ليقول: هل تهددني؟!! أنا لا أخاف منك ولا من أحدٍ آخر...إن لم تطلق سراح أختي الآن فحينها س.....

توقّف عن الكلام عندما رأى شرطياً يأتي من الدّاخل ويهمس في أذن المفتّش نيكولا ببعض الكلمات الّتي جعلت المفتّش مضطرباً فجأة، استدار للخلف نحو السّجون ليصرخ: انقلوها للمشفى حالاً.
عدّل ياتو ياقة قميصه الأزرق ونظر إلى المفتّش باستغراب وقال: ماذا حصل؟ هل شارا بخير؟.
أجابه المفتّش بهدوء: تعرف الطّريق لأقرب مشفى من هنا صحيح؟.
ياتو بغرابة مقطّباً حاجبيه: كلا لا أعلم...لقد وصلتُ اليوم إلى لازورد.
تنهّد المفتّش وقال: لقد أُغمي على شارا...يبدو أنّها مصابةٌ بالحُمّى أو ما شابه، إنّهم ينقلونها الآن إلى المشفى من الباب الخلفي، يمكنكَ الذّهاب معهم إن أردت.

بدا السّخط واضحاً على ملامح ياتو عندما بدأ بالجري وهو يصرخ بغضب: كيف تفعلون هذا بأختي أيّها الأوغاد، سأنتقم منكم جميعاً...سأرفع دعوة على المركز هذا كلّه.

اجتازَ النّفق الطّويل ليرى الباب الخلفي أمامه، رأى سيهون يدخل من الباب مصدوماً، لم يلقِ له ياتو بالاً ولكنّ سيهون استوقفه فجأةً ليقول: ما الّذي حصل لشارا؟.

اندهش ياتو من سؤاله ولكنّه على الرّغم من ذلكَ أجابه بسرعة: هذا ما أحاول معرفته، لماذا تسأل؟ من أنت؟.
أجاب سيهون سؤاله بسؤال آخر قائلاً: ورصاصة الجحيم...أين هو؟ هل هو بخير؟.
قطّب ياتو حاجبيه ليقول: رصاصة ماذا؟؟؟ ما الّذي تتفوه به يا رجل الثّلج؟ ابتعد عن طريقي.

دفعه ياتو بعيداً عن طريقه وأكمل مسرعاً نحو أخته العزيزة، بينما اتّجه سيهون للدّاخل نحو المفتّش نيكولا وصافحه بابتسامة لم تفارق محياه ليقول: كيف حالك؟ لم أركَ منذ مدّة.
بادله نيكولا الإبتسامة بملامح جامدة وأجابه وهو يُخرج المفاتيح من درج مكتبه: بخير، هل انتهى رصاصة الجحيم من عمله من توم؟ أُفضّل أن ينتهي بسرعة فقد جاء شقيق الفتاة وكان غاضباً جدّاً، بالكاد استطعت أن أُكمل الخدعة.

أشار سيهون بإبهامه نحو الخلف ليقول: لقد رأيت شارا في الخارج وحالتها كانت سيئة، ماذا حصل؟ هل رصاصة الجحيم فعل هذا؟.
ابتسم المفتّش وذهب نحو السّجن رقم ٤ وأجاب سيهون الّذي كان يتبعه: لا أظنّ بأنّ رصاصة الجحيم شخصٌ قد يفعل هذا بفتاة، يبدو أنّها مصابة بالحمّى، لا تقلق ليسَ شيئاً خطيراً.

ابتسم سيهون بسخرية ليتمتم في نفسه: ( إنّه لن يفعل هذا بفتاة ولكنّه سيفعل هذا بفتاةٍ خالدة لا تموت، ويبقى السّؤال ما الّذي حصل حقّاً؟).
فتح المفتّش باب السّجن ليخرج رصاصة الجحيم من تلقاء نفسه دون أن ينبت ببنت شفّة ويقف خلف سيهون الّذي كان يلوّح لتوم الّذي يقف خلف القضبان، ابتسم توم عندما رأى سيهون ورفع يده ليلوّح له بدوره، أدار رصاصة الجحيم رأسه نحو المفتّش نيكولا وقال: شكراً لك على المساعدة، سأتكفّل أنا بأمرِ شارا الّتي في المشفى، أراكَ لاحقاً.

ثمّ أدار جسده نحو المخرج ليقول ببرود مخاطباً سيهون: هيّا بنا.
بدأ رصاصة الجحيم بالسّير للأمام بينما صرخ سيهون بابتسامة: أراكَ قريباً توم.
هزّ توم له رأسه بهدوء وبقي يراقبهما حتّى اختفيا عن الأنظار ثمّ جلس في مكانه عند باب السّجن وأخذ يفكّر في الخطّة الّتي سيعمل عليها مع سيهون ورصاصة الجحيم بعد خروجه من هنا.





وفي الخارج كان سيهون يدلفُ إلى مقعد القيادة في سيّارته الحمراء عندما سأله رصاصة الجحيم الّذي كان داخل السّيارة بالفعل: كيف تكون واثقاً هكذا بأنّ توم وافقَ على مساعدتنا وتقول له بكلّ بساطة أراكَ قريباً؟.
ابتسم سيهون وهو يشغّل المحرّك ليقول: كان هذا واضحاً من الإبتسامة الّتي كانت تعلو وجهه، كما أنّه صديقي منذ سنوات فمن الطّبيعي أن أعلم كيف يفكّر وأستنتج ما الّذي سيقوم به.


عمّ الصّمت بينهما لعدّة دقائق إلى أن قال سيهون بمرح: كنتُ قد نسيت شعور الملل الّذي أشعر به عندما أكون معك، هههه لم نبقى لوحدنا هكذا منذ مدّة.
قرر سيهون أن يغيّر الموضوع بما أنّه لم يتلقَّ أي رد من رصاصة الجحيم، سعل عدّة مرات ثمّ قال وهو ينظر إليه بطرف عينيه: امممم ما الّذي حصل لشارا؟ هل هذا بسببك؟.

نظر إليه رصاصة الجحيم لوهلة ثمّ عاد ليتأمّل السّماء وقال: كلا ليسَ بسببي، لقد أُغمي عليها فجأةً بينما كنّا نتحدّث.
هتف سيهون بعفوية: عن ماذا كنتم تتحدّثون؟.
رصاصة الجحيم باقتضاب: شنايا.
سيطر الحزن على ملامح سيهون وبدا ذبول عينيه واضحاً عندما قال بتلعثم: إذاً..ما..كيف..هل....

قاطعه رصاصة الجحيم ليقول بكلّ برود: إنّها شقيقة شارا.
ضغط سيهون على الفرامل فجأة لتقف السيّارة ثمّ التفت نحو رصاصة الجحيم بصدمة ليقول: ماذا؟!!!! شقيقتها؟!!! أنتَ تمزح صحيح؟! هذا...هذا مستحيل، شنايا لم يكن لديها أخت.
تنهّد رصاصة الجحيم بقوّة ليقول: وأنا أيضاً لم أفهم أي شيء، وصدمتي ليست أخف من صدمتك، لذلك نحن الآن ذاهبان للمشفى لنفهم كل شيء، والآن تابع القيادة بصمت.

تابع سيهون القيادة وهو يقول: لا...لا تبدو عليكَ الصّدمة نهائياً.
رنّ هاتف رصاصة الجحيم، فقال وهو يخرج الهاتف من جيب بنطاله الأسود: هل يجب أن تبدو عليّ الصّدمة لكي أكون مصدوماً؟.
أجابه سيهون ببساطة وغباء: نعم.
تجاهله رصاصة الجحيم ليجيب: رين.
رين: لديّ العديد من المفاجئات لك، لقد علمتُ كلّ شيءٍ عن فتاة الأوتشيها، علينا أن نلتقي.
رصاصة الجحيم ببرود: لا أستطيع لقائكَ الآن، أنا مشغولٌ جدّاً، أخبرني بكلّ شيءٍ على الهاتف.
رين: احم احم احم، شارا أوتشيها، عمرها خمسٌ وعشرون عاماً، شعرها أسود ولون عينيها أخضر و....
قاطعه رصاصة الجحيم دون وعي ليقول: أخضرٌ عشبيّ.
رفع رين حاجبيه باستغراب ليقول: ماذا؟!!!.
قال رصاصة الجحيم بتوتّرٍ شديد: لا...لا شيء، يمكنكَ أن تُكمل.

لم يستطع سيهون منع نفسه من الضّحك عندما رأى وسمع ما حدث وعلِم بأنّهما يتكلمان عن شارا، فأطلقَ ضحكة صغيرة ليأكل ضربة خفيفة من رصاصة الجحيم على رأسه بالإضافة إلى تلكَ النّظرة المرعبة من عينيه الرماديتين ليصمتَ ويُكمل الطّريق بهدوء.
بينما أكمل رين حديثه مع رصاصة الجحيم: المهم، طولها 170 سم، تخرّجت من كلية الفنون قبل ثلاث سنوات في جامعة دونالور الّتي تقع في مكانٍ ما خارج حدود لازورد يُدعى قرية الضّباب، إنّه نفس المكان الّتي كانت ذاهبة إليه اليوم، إنّها لا تعمل حاليّاً ولم تستخدم شهادتها لتحصل على أي عمل من قبل، الغريبُ في أمرها أنّها لم تكن تعيش مع عائلتها في السّنوات الخمس عشر الأولى من عمرها، أي أنّها لم تكن مع عائلة تول وكان مكان إقامتها مجهولاً وأنا أشكّ بأنّها تعيش مع عائلتها الحقيقية "الأوتشيها".

لم يُبدي رصاصة الجحيم أي اهتمام بكلّ ما قاله رين فقد كان يعلم بكلّ شيءٍ بالفعل، فقط اكتفى بقوله: كانتْ تعيش مع شنايا، إنّها شقيقتها.
أجابه رين: نعم هذا ممكن وأيضاً......
توقّق فجأةً عن الكلام وهو يحاول استيعاب كلامه، هزّ رأسه بقوّة ليقول: ماذا؟!!؟ شقيقة من؟؟؟؟!.
رصاصة الجحيم ببرود: شنايا...الّتي كان يحبّها توم.
رين بصدمة: أعلم من هي شنايا ولكن....أن تكون شارا شقيقتها هذا غريبٌ حقّاً، لحظة واحدة....كيف علمتَ أنت بأنّ شارا أخت شنايا؟.
أجابه رصاصة الجحيم ببساطةٍ شديدة: لقد أخبرتني بنفسها قبل قليل.
قال رين مفكّراً: امممم نعم هذا يبدو منطقياً، لحظة....لماذا أنتَ مع شارا وتتحدّث معها؟ كيف عملتَ مكانها؟ منذ متى وأنتَ تقابلها؟ ما الّذي تفعله بدون أن تخبرني؟ ما الّذي يجري؟.

رصاصة الجحيم: لا أفعل أي شيء، مقابلتي لها كانت مجرد صدفة قبل عدّة أيام.
رين بدهشة: قبل عدّة أيام!!؟ أنت تقابلها منذ مدّة طويلة ولم تخبرني، أنا حزينٌ جدّاً.
رصاصة الجحيم ببرود: عليّ أن أغلق الآن، أراك لاحقاً.
رين بسرعة: مهلاً مهلاً....هل أستطيع مقابلتها؟ أرجووووووك.
رصاصة الجحيم باقتضاب: كلا.

ثمّ أغلق الخط لينزل من السّيّارة ويتّجه نحو مكتب الاستقبال في المشفى، خاطب الممرضة هناك ليقول: أين غرفة شارا تول؟ يجب أن تكون قد وصلت إلى هنا قبل وقتٍ قصير.
بحثت الممرضة في حاسوبها قليلاً ثمّ رفعت رأسها لتقول: أنا أعتذر ولكن ليس لدينا مريضٌ بهذا الاسم.

شكرها وخرج ليعود إلى السّيارة ويقول مخاطباً سيهون: لم تأتي إلى هنا.
أخرج سيهون هاتفه ليتصل بها، جاء صوت ياتو غاضباً: من تكون يا هذا؟ كيف تعرف أختي؟ ولماذا تتصل بها؟.
ابتسم سيهون بغباء ليجيبه: هههه مرحباً...أنا سيهون، صديقُ شارا، أين أنتم؟.
قال ياتو بشكّ وحذر: لماذا؟ ما الّذي تريده منّا؟.
سيهون بتوتّرٍ واضح في نبرته: اممممم حسناً...كما تعلم...نحن...

زفر رصاصة الجحيم بملل وأخذ الهاتف من يد سيهون ليُحدّث ياتو: نحن نعلم أنّها من الأوتشيها، إن لم تخبرنا بمكانكم حالاً سأخبر الجميع بالأمر.
ياتو بتوتّر ودهشة: ما...ما الّذي تقوله أيّها الوغد؟!! وكأنّني سأستسلم بسهولة بسبب تهديدك الأحمق هذا، أنا من المس....

قاطعه رصاصة الجحيم: نحن لسنا أعداء...ولن نؤذي شارا، علينا رؤيتها حقّاً، إنّها مسألة حياة أو موت.
سعل ياتو ثلاث مرّات ليقول: كيف لي أن أثق بكم؟.
رصاصة الجحيم: لا أعلم كيف ولكن أظنّ أنّ عدم إخبارنا لأحد بأنّ شارا من الأوتشيها حتّى الآن هو سببٌ كافٍ لكي تدعنا نقابلها.
ياتو برباطة جأش: حسناً حسناً لقد فهمت، نحن في فندق فانجانس الغرفة رقم ١٤٤.
رصاصة الجحيم: فندق فانجانس إذاً، حسناً نحن قادمان.
أغلق الخط ومدّ الهاتف لسيهون، ابتسم سيهون وهو يأخذ الهاتف منه وقال: دائماً ما تلجأ إلى الوسائل العنيفة في تعاملك من الآخرين.
ثمّ أكمل وهو يشغّل محرّك السّيارة وقد اتّسعت ابتسامته تلك: والغريب أنّ وسائلكَ هذه دائماً ما تنفع.



_________________________
_____________________
_______________
__________



فندق فانجانس، السّاعة التّاسعة مساءً.


شعرها الأشقر المرفوع على شكل ذيل حصان يلمع بقوّة على الرّغم من إضاءة الغرفة الخافتة، نظرت بحنانٍ إلى شارا النّائمة على السّرير أمامها، وضعت راحة يدها على جبهة شارا ومسحت عليها بلطف لتقول بصوتٍ خافت: شارا..أنا هنا الآن، ليس هناكَ داعٍ للخوف بعد الآن، ستكونين بخير...أعدكِ.

أنهت جملتها لتمسح دموعها الّتي خرجت رغماً عنها عندما رأت صديقتها بهذه الحالة، تمالكت نفسها وأخذت قدر الماء وقطعة القماش من فوق الطاولة لتخرج من الغرفة وتغلق الباب خلفها بلطف.

وضعت الأغراض على الطّاولة في الغرفة الأخرى لتجلس بعدها على الأريكة البنية حيث كان ياتو جالساً.
ابتسم لها ياتو بلطف ليقول: كيف هو حال شارا؟.
بادلته الابتسام وأجابته: إنّها بخير الآن لا تقلق، لقد أعطيتها الدّواء وصنعت لها كمادات الماء الباردة لخفض حرارتها، بحلول الغد ستكون بأحسن أحوالها.

نظر إليها ممتناً وقال: شكراً لكِ يونا.
غمزت له يونا بعينها اليُمنى البنيّة اللّون وقالت بمرح: كلا، ليسَ هناك داعٍ لشكري، فهذا أقل ما أستطيع فعله لأجلها.

تنهّد ياتو بلطف ثم بدا عليه وكأنّه تذكّر شيئاً ما فجأةً، فقال بانزعاج: هل...هل ما زالت شارا تهلوس وتتحدث عن شخصٍ يُدعى رصاصة الجحيم أو ما شابه؟.
أجابته يونا دون أن تفكّر: من؟ رصاصة الجحيم؟ من هذا؟ أو بالأحرى ما هذا؟.
ياتو وهو يلوّح بيده بغضب: لا أعلم شيئاً ولكن....
يونا بتساؤل: ولكن؟!؟.
أكمل ياتو: منذ خروجنا من مركز الشّرطة وهي لا تقول شيئاً سِوى رصاصة الجحيم وكيف أنّه حاول قتلها وخدعها وكان السّبب في دخولها للسّجن، ولكنّها بعد هذا كله بدأت تقول بأنّه يبدو شخصاً جيداً ولطيفاً وأنّها تريد مساعدته والبقاء بجانبه.

صمتَ قليلاً ثمّ أكمل بحنق وهو يفرك شعره الأسود: هذا أغضبني نوعاً ما، لماذا تريد مساعدته على الرّغم من أنّه حاول قتلها!!؟.
أجابته يونا بنبرةٍ غريبة: لا أعلم ما الّذي حدث بالضّبط ولكن...من الواضح بأنّ رصاصة الجحيم هذا تركَ أثراً كبيراً في شارا، ما المميز به يا تُرى؟!؟.
قطّب ياتو حاجبيه وقال: ما الّذي تقصدينه ب "أثراً كبيراً"؟.
ابتسمت يونا وقالت بمرح: لا شيء...لا أعلم، هذا مجرد حدس.

على الرّغم من أن ياتو لم يشعر بالارتياح لكلامها إلا أنّه تجاهل الأمر في الوقت الحالي.

سمع كلاهما صوت طرق الباب فتحرّك ياتو ليفتحه بينما قالت يونا باستغراب: من هذا؟ هل ننتظر أحد ما؟.
أجابها ياتو وهو يفتح الباب: نعم، إنهما صديقا شارا.

أمالت يونا رأسها نحو الباب لترى كلّاً من رصاصة الجحيم وسيهون يدخلان، نظر ياتو إلى رصاصة الجحيم دون أيّة تعابير على وجهه ثمّ التفت إلى سيهون ليقول: ااوووووه هذا أنت؟!! رجل الثلج الّذي كان في مركز الشّرطة.
ابتسم سيهون وأجابه وهو يمدّ يده لمصافحته: نعم أنا هو، اسمي هو سيهون.
صافحه ياتو بدوره ليقول: ياتو.
ثمّ نظر ياتو نحو رصاصة الجحيم وقال: ومن هذا؟.
لم يأبه رصاصة الجحيم لحديثهم فتحرّك من تلقاء نفسه ليجلس على الأريكة ويسأل يونا ببرود: أين هي شارا؟.

بينما قال سيهون الّذي ما زال واقفاً أمام الباب: هذا هو الّذي تحدّث معك قبل قليل، رصاصة الجحيم.
اتّسعت عينا ياتو وقال بصدمة محدّثاً رصاصة الجحيم: هل..هل أنتَ هو رصاصة الجحيم؟.
أجابه رصاصة الجحيم ببرود وهو ينظر إلى عينيه مباشرة: نعم وماذا في ذلك؟.
شعر سيهون باضطراب ياتو فحاول تهدئة الوضع بقوله: نعم نعم أعلم بأنّ الجميع يتحدّث عنه وكيف أنّه مجرم وشرير ولكن صدقني......

قاطعه ياتو بغضب بحركة من يده: أنتَ اصمت.
ثم سار بضع خطوات نحو رصاصة الجحيم وقال وهو يشير عليه بسبابته: هل حاولت بأي شكلٍ من الأشكال قتل أختي الصغيرة شارا؟.
أجابه رصاصة الجحيم باقتضاب: نعم.
بدأ الدّم يغلي داخل عروق ياتو وكانت ردّة فعله غير متوقعة عندما ضرب يده على الحائط خلف رصاصة الجحيم وأخفض رأسه لينظر إلى عينيه بغضبٍ ويقول: وهل لكَ الجرأة للوقوف أمامي بعد ما فعلته أيّها الوغد؟ من تظنّ نفسكَ يا هذا؟!!؟؟.

وضع رصاصة الجحيم يده على صدر ياتو وأبعده من أمامه ليقف ويقول ببرود: لقد حاولت قتلها ولكنّها لم تمت، ولن تموت حتّى لو فعلت هذا مرّةً أخرى.....والآن، لذا ليسَ هناكَ داعٍ لكلّ هذا الغضب.
عقد ياتو حاجبيه بشدّة وأمسكَ رصاصة الجحيم من ياقة قميصه ثمّ دفعه للوراء ليقول: هل تحاول أن تختبر صبري أم ماذا؟ إن فقدتُ أعصابي الآن لن يستطيع أحدٌ أن ينقذك.

أمسك رصاصة الجحيم يد ياتو بقوّة وقال له بنبرة مخيفة: أنا لا أحتاج لأحد أن ينقذني...أستطيع إنقاذ نفسي بسهولة وخاصّة إن كان المعنيّ بالأمر هو أنت.
دفعه ياتو بعيداً بكلّ قوّته ليقع رصاصة الجحيم على الأريكة، صرخ ياتو غاضباً: تباً لك...من أنت يا هذا؟ وما الّذي تريده من أختي؟ أعلم أنّ هناك شيءٌ خطير يحدث، وإلّا لما كنتَ مصرّاً على رؤيتها لهذا الحد، هل الأمر له علاقة بكونها من الأوتشيها؟.

جلس رصاصة الجحيم بهدوء على الأريكة ليقول: سيهون، أنتَ تعلم بأنني بدأتُ أغضب الآن أليسَ كذلك؟ فلننهي هذا الأمر بسرعة.
تحرّك سيهون نحو ياتو وقال بتوتّر: ياتو ما رأيكَ أن تهدأ لكي نتحدث معاً بهدوء.
أجابه ياتو بغضب: لن أتحدّث مع أحد قبل أن يغيّر رصاصة الجحيم هذا طريقة كلامه المستفزّة المغرورة الباردة.
كان سيهون سيقول شيئاً ولكنّ رصاصة الجحيم سبقه ليقول ببرود وهو يحدّق بياتو: وما هي مشكلتكَ مع طريقة كلامي؟ هل تريد أن أريك طريقة اسكاتي للحمقى أمثالك أيضاً؟ أنا متأكدٌ بأنّها ستعجبك.
أجابه ياتو بتحدًّ: سيكون هذا آخر أعمالك.
استقام رصاصة الجحيم على قدميه واضعاً يديه في جيوبه بلا مبالاة وقال: حقاً!!؟ ثقتكَ تعجبني يا هذا ولكنّ هذه الثقة ستكون سبب نهايتك.
اشتعلت شرارة الغضب بينهما وهما يحدّقان ببعضهما دون أن يرمش أحدهما ولو رمشة واحدة، تدّخل سيهون المسكين ليقول بلهجة حاول جعلها مرحة بعض الشيء: هههه صديقاي ما رأيكما أن تهدئا قليلاً!!؟ فنحن كما تعلمان لم نأتي إلى هنا للشجار بل لحلّ مشكلة شارا.

التفت كلاهما نحوه وقالا بنفس الوقت: أنا لستُ صديقك وشارا ليست مشكلة.
ثمّ عاد كل واحدٍ منهما لينظر إلى الآخر بنظرة " لمَ تقلّد كلامي أيّها الوغد؟ "
خرجت يونا من المطبخ واتّجهت نحوهم وهي تقول بابتسامة: لقد أحضرت العصير.
ابتسم سيهون وقال: شكراً لكِ.
بينما لم يتحرك ولا واحد من أولئك الواقفان بغباء في جوٍ من مشاعر الغضب والكره، بل اكتفا بقول "لا أريد" بلهجة جافّة خالية من المشاعر.
سمِع الجميع صوتَ صرير الباب صادرٌ من غرفة شارا، التفت الجميع نحو الغرفة وإذا بشارا تخرج منها بملامح مبعثرة وشعرٍ كالمكنسة وأنفٍ أحمر مرتدية ملابس نوم زهرية مضحكة، نظرت حولها وقالت بملامح جامدةوهي تمعن النظر بهم: من أنتم؟.
انتفض جسد رصاصة الجحيم وقطّب حاجبيه وهو يفكّر (ما الّذي يحصل؟ هل فقدت ذاكرتها؟!!!).

ولم يكن حال سيهون أفضل فقد كان ينظر إليها بصدمة وعجز عن قول كلمة واحدة، بينما غرقت يونا بالضحك، أمّا ياتو فاتّجه نحو شارا مبتسماً وقال: لا تقلقوا..هذا يحدث دائماً، فهي لم تستيقظ بعد.
وصل إليها ووضع يديه على كتفيها وبدأ بهزّها ذهاباً وإياباً بلطف وهو يقول: شارا استيقظي هذا أنا ياتو، شارا.
فتحت شارا عينيها على آخرهما فجأة لتقول: ياتو...هل هذا أنت حقّاً؟.
تنهّد ياتو وتوقف عن هزها لينظر إلى سيهون ويقول بابتسامة: لقد استيقظت الآن.
وفجأة شعر ياتو بشارا وهي تعانقه بقوّة وقبل أن يقول أي شيء قالت هي بصوتٍ مرتفع والدّموع تملأ عينيها: أخيييي لقد اشتقت إليكَ كثيراً، لو تعلم كم عانيت في هذه المدينة، لقد...لقد كنت خائفة جداً وكنت لوحدي، كنت أتمنى دائماً لو أنكَ كنتَ معي...كان كل شي ليكون أفضل، أرجوك لا تتركني هكذا مرّة أخرى.
ثم تابعت وهي تجهش في البكاء: أرجوووووووك.

أخذ ياتو يربّت على رأسها بلطف وقال: أنا آسف عزيزتي لأنني تركتكِ لوحدك، أعدكِ بأنّ هذا لن يحدث مرّة أخرى.
ثمّ جعلها تجلس على الأريكة ومسح دموعها وهو يقول بابتسامة: لا تقلقي بعد الآن فأنا معكِ، ولكن لدينا مشكلة صغيرة يجب علينا حلّها ثمّ سيكون كل شيءٍ بخير.

توقّفت شارا عن البكاء وقالت باستغراب: مشكلة؟.
تنهّد ياتو وقال بحنق وهو ينظر إلى رصاصة الجحيم: نعم مشكلة...مشكلةٌ قادمة من الجحيم.

نظرت شارا إلى رصاصة الجحيم الواقف بلا مبالاة أمامها وقالت بهدوء: اوه لقد تعرّفت على أر.جي؟ إنّه شابٌ متعجرف وأناني ومستفز وعديم أخلاق لكنّه طيب القلب لذا لا تقلق.
ابتسم ياتو بسخرية وقال وهو يرمق رصاصة الجحيم بنظراته الثّاقبة: نعم إنّه عديمُ أخلاقٍ متعجرف.
ثمّ ابتسم وقال وهو ينظر إلى شارا: وتعرّفتُ إلى رجل الثّلجِ أيضاً، إنّه لطيفٌ نوعاً ما.
تدخل سيهون ليقول: نوعاً ما؟ ما الّذي تقصده؟.
أجابه ياتو بعد أن جلس بجانب شارا: حسناً....إنّكَ لطيف وطيّب القلب ولكن بما أنكَ تعمل مع رصاصة الجحيم هذا فأنتَ موضعٌ كبيرٌ للشكّ لذلك لا أستطيع اعتبارك لطيفاً بل لطيف نوعاً ما إلى أن تثبتَ العكس.
هزّ سيهون رأسه بغباء وقال: لم أفهم شيئاً ولكنّني أظنّ بأن للأمر علاقة برصاصة الجحيم.
ضحكت شارا بلطف وقالت: لا أظنّ بأنكَ متفقٌ مع أر.جي أخي.

ياتو&رصاصة الجحيم: نهائياً...أبداً...من المستحيل أن أتفقَ مع هذا الأحمق.
عمّ الصمت على المكان إلى أن أخذت يونا كأس عصير واتّجهت نحو شارا وقالت: صديقتي حبيبتي، كيف حالكِ؟.
وقفت شارا على قدميها وعانقت يونا بسعادة وهي تقول: سعيدة بأنّكِ هنا معي.
هتفت يونا بسعادة: وأنا أيضاً.


قال رصاصة الجحيم ببرود وجدّية: حسناً..لقد انتهى وقت اللّعب الآن، سنبدأ بالعمل الحقيقيّ.
تغيّرت ملامح الجميع فجأة، تحلقوا على الأرض وهم ينتظرون بفارغ الصبر الكلام الّذي سيقوله رصاصة الجحيم، سعل رصاصة الجحيم عدّة مرات ليقول بعدها وهو ينظر إلى شارا: شارا، سأقول بعض الأمور المؤلمة لذلك أريد منكِ أن تبقي هادئة وألا تفقدي أعصابكِ، اتّفقنا؟.
ابتلعت شارا ريقها وهزّت رأسها موافقة، أخرج رصاصة الجحيم هاتفه واتّصل بالمدعو نيكولا وانتظر ليسمع نيكولا يقول: مرحباً.
قال رصاصة الجحيم ببرود: أريد إجراء مكالمة مع توم الآن، قد تطول المكالمة لساعة أو ساعتان لا أعلم ولكن هناك أمورٌ ضرورية علينا الحديث عنها.
أجابه نيكولا بحنق: هل تأمرني أم تطلب مني؟ لم أفهم، ولكن دعني أخبركَ بشيء...هذا مستحيل.
تنهّد رصاصة الجحيم وقال: نيكولا أنا أقول بأنّها مسألة مهمّة وأنتَ لا يهمّكَ سِوى طريقة كلامي.
تابع بلهجة حاول جعلها لطيفة: حسناً أنا آسف، هل يمكنني الحديث مع توم؟ أرجوك.
أسقطَ نيكولا الهاتف من يده وفتح عينيه على آخرهما مصدوماً وهو يفكّر (هل...هل هذا رصاصة الجحيم حقّاً ؟؟؟!!! هل اعتذر حقّاً ؟!!!! هل قال أرجوك حقّاً ؟!!! يبدو بأنّني في الجحيم، ولكن هذا يعني بأن الأمر خطير ومهم حقّاً).
انخفضَ والتقطَ الهاتف من الأرض وقال بتوتّر: ح...حسناً، سأتّصل بكَ بعد عشر دقائق حين أؤمن مكاناً مناسباً لتوم.
أجابه رصاصة الجحيم بهدوء: شكراً لك.

سقطَ الهاتف من يد نيكولا مرّة أخرى وقال بصوتٍ عالٍ مدهوشاً: هل شكرني حقّاً للتو ؟!!!! هل أنا أحلم؟؟!!!.
ضرب نفسه عدّة مرات على وجهه فقال مساعده بقلق: سيدي هل أنتَ بخير؟.
أجابه نيكولا وهو يهزّ رأسه بصدمة: كلّا، لستُ بخير....لستُ بخير.

################
############
########


أخذت ابتسامة ذلكَ الصّغير تتّسع أكثر فأكثر وهو يشاهد سورا باهتمام، كان سورا جالساً على طاولة الطّعام وهو يلعب بالتّفاح عن طريق رميه في الهواء والتقاطه مرّة أخرى بحركات سلسلة وجميلة، قال غارا الجالس أمامه: أنا أيضاً أريد أن أفعل هذا...هيّا علّمني كيف أفعلها، أرجوووووووك.
أعاد سورا التّفاحات الثلاث إلى الطّبق وقال بابتسامةٍ ماكرة: سأعلمكَ ولكن لديّ شرطٌ واحدٌ فقط.
هتفَ غارا بلهفة وعيناه الرّماديتان تلمعان: ما هو؟.
سورا باهتمامٍ شديد: حدّثني عن رصاصة الجحيم.
عاد غارا إلى الوراء قليلا بعد أن كان فوق الطاولة تقريباً وأخذ يفكّر قليلا ليقول بعدها: اممممممم لا أظنّ بأنّني أستطيع أن أحدّثكَ عن العم رصاصة الجحيم فأنا لا أعرف الكثير عنه ولا أعلم ماذا أقول.
ولكنّه ابتسم فجأةً وأكمل: أستطيع أن أحدّثكَ عن سيهون الرّائع المدهش حتّى الأسبوع القادم، سأخبركَ كلّ شيءٍ عنه.

قطّب سورا حاجبيه وقال: كلا أنا أريد أن أسمع عن رصاصة الجحيم.
تنهّد غارا بحزن وقال: ماذا سأقول؟ لا أعلم.
قال سورا: لا أعلم...يمكنكَ أن تخبرني بأيّ شيء، الأشياء الّتي يحبها والأشياء الّتي يكرها.
ابتسم غارا فجأة وكأنّه تذكّر شيئاً ما وقال: نعم نعم لقد تذكّرت، تذكّرت أكثر شيءٍ يحبّه العم رصاصة الجحيم في العالم.
تحمّس سورا وهتف بعد أن وقف على قدميه فوق الكرسيّ: ما هو؟.
أجابه غارا بسعادة غامرة وهو يصرخ ويرفع يداه للأعلى: الطّعام.
علَت علامات الاستفهام والتّعجب وجه سورا فقال باستغراب وهو يفرك شعره النيليّ: الطّعام؟!!.
هزّ غارا رأسه بالإيجابِ مبتسماً وقال: نعم نعم إنّه يفعل أي شيء للحصول على وجبةٍ لذيذة، حتّى أنّه يوافق على أن يخرجَ سلاحه الذّهبي ويريه لمينا مقابل أن تطبخ له وجبته المفضلة.
قال سورا باستغراب: سلاحه الذّهبي؟ مينا؟.
قال غارا: مينا خطيبة سيهون الرّائع، كانت غالباً ما تأتي لزيارتنا، أمّا بالنّسبة للسّلاح الذّهبي، فهو مسدّسٌ مصنوعٌ من فضّة ومحاط بطبقة من الذّهب، منقوشٌ عليه r.j ويحوي ثمانية رصاصات ذهبية، أنا لم أره يستعمل هذا السّلاح قط ولكنّني سمعت بأنّه إن أخرجه فالشّخص الّذي أخرجه بسببه سيموت حتماً بالتّأكيد لا محالة، أي بالمختصر إنّه مدهش وراااائع، في الواقع إنّه الشّيء الوحيد الّذي أحبّه في العم رصاصة الجحيم.

عاد البريق في عينيّ سورا وقال وهو يرفع قبضة يده: هذا مذهل...سلاحٌ ذهبيٌّ إذاً، يجب أن أراه مهما كلّفني الأمر، هل يجب أن أتعلم الطبخ؟ اه لا يهم...سأفعل أي شيء لكي أراه.
هتف غارا بسعادة وهو يقفز على كرسيه: والآن هل ستعلمني كيف ألعب بالتّفاحات في الهواء؟ هيّا هيّا بسرعة.
نزل سورا من على الكرسيّ وقال بحزم: ليس الآن غارا، سأعلّمكَ فيما بعد، أمّا الآن فعليّ أن أجد سلاحي الذّهبي الخاص بي لكي أُبهر رصاصة الجحيم عندما أراه.

أنهى جملته وخرج من المطبخ مسرعاً بينما جلس غارا بخيبة أمل وقال في مللٍ شديد: ااااه هذا ليس عدلاً، متى سيأتي سيهون؟ لقد اشتقت إليه.

==============
===========
========


لمحَت مسحة الحزن على وجهه وعينيه عندما كان يعتذر من نيكولا، بدأت ضربات قلبها بالتّسارع أكثر فأكثر عندما سمعته يقول أرجوك بلطف، شعرَتْ بكلماته تلامس قلبها لأوّل مرّة، شعرت بروحه الحزينة الضائعة تخاطب روحها وتطلب النّجدة منها، هل هذا هو جانب رصاصة الجحيم اللّطيف؟.
والصّدمة الّتي غزت كيانها بأكمله كانت عندما شكره باحترامٍ شديدٍ مع ابتسامة صغيرة...ابتسامة حقيقية!!!.


كانت ابتسامة سيهون لا تتّسع في وجهه، فهو في النّهاية نادراً ما يرى هذا الجانب اللّطيف من رصاصة الجحيم، بينما كانت الصّدمة تعلو وجه كل من يونا وياتو بوضوح حيث قال الثّاني بذهول: هل تحوّل رصاصة الجحيم إلى رصاصة النّعيم فجأةً!!؟ ما الّذي حصل للتّو؟ ها ها شارا هل سمعتِ هذا؟.

عادت ملامح رصاصة الجحيم الباردة ليقول: ألستمْ تبالغون قليلاً؟، سأبدأ بالأوتشيها.

عدّلت شارا من جلستها وصبّت جلّ اهتمامها على رصاصة الجحيم الّذي أكمل بهدوء: قبل عشر سنوات عندما كنتُ عضواً في عصابة كيلرز وسيهون أيضاً كان معي، تمّ إبادة عشيرة الأوتشيها بالكامل في مقرّ عصابتنا...طبعاً هذا الأمر كان خارجاً عن إرادتنا حينها.
قالت شارا بصوتٍ متحشرج وهي تعتصرُ قبضتها: هل...هل تعلم لماذا فعلوا هذا؟.
أخفضَ رصاصة الجحيم رأسه وقال: لستُ متأكداً ولكنّي أعتقد بأنّعم فعلوا هذا للقضاء على صاحب الدّم الخالد وللتّأكد من عدم ظهوره مرّةً أخرى.
ثمّ رفع رأسه ونظر نحو شارا ليستطرد: ويبدو أنّهم فشلوا في هذا بما أنّكِ على قيد الحياة.
بدأت يد شارا بالرّجفان وهي تقول بتوتّر: ولماذا...لماذا يريدون القضاء على صاحب الدّم الخالد؟.
أجابها: لا يبدو أنّكِ بخير...سأتوقف عند هذا الحد.
قطّبت حاجبيها وقالت في حزم: أكمل أرجوك...أنا بخير حقّاً، لقد اعتدت على هذا ولكنّي شعرت بالغضب فجأةً لأنّني اكتشفتُ للتّو من هو قاتل عائلتي، لا تقلق.
تنهّد رصاصة الجحيم وأكمل: حسناً، لا أعلم لماذا يريدون فعل هذا ولكن يبدو بأنّ عائلتكِ كانت تعلم لذلك قامت بإخفائكِ عن الجميع، إن كنتِ تعرفين أي شيء عن ماضي وتاريخ عشيرتكِ أخبرينا..فهذا يمكن أن يساعدنا كثيراً.
تدخل ياتو ليقول: يساعدكم في ماذا؟.

رصاصة الجحيم بجدّيةٍ تامّة: وهذا هو السّبب وراء رغبتي في لقاء شارا، أنا أخطط لإبادة عصابة سنكسناك...أنا وسيهون.
قطّب ياتو حاجبيه وقال: وما دخل شارا بهذا؟.
أجابه رصاصة الجحيم دون تردّد: كنتُ في البداية أريدها فقط لكي أقنع توم لمساعدتي، ولكنّي فكّرت في أنّها ربما تريد الإنتقام لعشيرتها ومساعدتي في الأمر.
قال ياتو بغضب وبنبرةٍ جافّة: تفكيركَ كان خاطئاً...لن أسمح لشارا بأن تقحم نفسها في عملية خطيرة كهذه.
أجابه رصاصة الجحيم بنفس النبرة: لستَ أنتَ من تقرر هذا، إنّ القرار الأول والأخير يعود إلى شارا.
كانَت شارا هادئة بشكلٍ غير طبيعي، تدخل سيهون حينها وقال: شارا أعلمُ بأنّ مشاعركٍ الآن مضطربة كثيراً، ولكنّي أودّ أن أقول بأنّني سأكون سعيداً بانضمامكِ إلينا، وهكذا تستطيعين الإنتقام لقاتل عائلتك...فهو ما زال حيّاً في العصابة، وأيضاً نستطيع أن نعلم أكثر عن عائلتكِ وعن سبب إخفائهم لكِ، صديقيني ستشعرين بالرّاحة بعد فهم كل شيء، ولكن إن لم تفعلي هذا وبقي كلّ شيء مبهماً بالنّسبة إليكِ ستعيشين بقية حياتكِ في حيرة وشك.

ابتلعت شارا ريقها وقالت: أنتَ لماذا تريد القضاء على العصابة؟.
أجابها بغصّةٍ في قلبه: أحد أسبابي هو أيضاً من أجل انتقامي لعشيرتكِ لكي أستطيع مسامحة نفسي على ما فعلته سابقاً، ولكن سببي الرّئيسي هو رصاصة الجحيم، لا أستطيع أن أتركه يفعل هذا كلّه وحده، أخاف عليه من أن يفعل شيئاً غبياً يودي بحياته لذلك عليّ البقاء معه ومساعدته.
التفتت شارا نحو رصاصة الجحيم وقالت: وأنت...لماذا تريد القضاء على العصابة؟.
أجاب رصاصة الجحيم ببرود: لا دخلَ لكِ.

عمّ الصّمت على المكان لفترة إلى أن رنّ هاتف رصاصة الجحيم أجاب عليه ليقول: توم، شارا وسيهون هنا سأفتح مكبّر الصوت، يوجد أيضاً مزعجان...لا تهتم لهما.
فتح مكبّر الصوت ووضع الهاتف في المنتصف ليقول: أخبرت شارا بكل شيء وهي على وشك أن تقرر إن كانت تودّ مساعدتنا أم لا.
قال توم: حسناً، إلى حين أن تقرر أخبرني من أيضاً سيكون معنا؟.
قال رصاصة الجحيم: عددنا ليس كبيراً كما أنّكَ تعرف الجميع، سيهون ورين ومينا وكريشناونيكولا ، وشارا إن وافقت وأنا وأنت، بهذا نصبح ثمانية أشخاص.
هتف توم باستغراب: أليست مينا من قسم المهمّات الخاصّة؟ كيف هذا؟.
أجابه سيهون بمرح: إنّها خطيبتي...أخبرتها بكلّ شيء وهي الآن معنا وتحاول أن تضم جميع أعضاء المهمّات الخاصّة إلينا ولكنّني أشكّ في نجاحها.
ضحك توم بمرح وقال: مباركٌ لكَ صديقي.
سيهون: شكراً لك.
جاء صوت شارا قويّاً حازماً وهي تقول: حسناً أنا معكم.
لم تتغير ملامح رصاصة الجحيم نهائياً وكأنّه كان يتوقّع هذا الجواب منها، بينما اتّسعت ابتسامة سيهون وقال: مرحباً بكِ بيننا، والآن اكتمل فريقنا ونستطيع البدء بالخطّة.
قاطع ياتو ابتسامة سيهون ليقول: شارا أنا أحترم قراركِ في أنّكِ تريدين الإنتقام لعائلتكِ ولكنّني من المستحيل أن أترككِ وحدكِ، لذلك أنا أيضاً سأنضم إليكم.
قالت يونا بسرعة: وأنا أيضاً أريد الإنضمام.

وقف رصاصة الجحيم على قدميه وقال: هذا مستحيل، لا أستطيع أن أضمّ أيّاً كان.
وقف ياتو أيضاً وقال بتحدٍّ: لن أتركَ شارا وحيدة وهذا نهائي، كما أنّني لستُ أيّاً كان...أنا شقيقها.
عاد رصاصة الجحيم ليكرر: هذا مستحيل...هل تعرف حتّى كيفية حمل السّلاح؟.
أجابه ياتو بسرعة: نعم أعرف، لقد قدّمتُ خدمتي العسكرية وكنتُ رائعاً حينها.
رصاصة الجحيم بغضب: ولكن ذلكَ لا يكفي لكي تستطيع القتال معنا، نحن لا نواجه عصابة عادية، إنّها العصابة المسيطرة على لازورد كلّها، حتّى الحاكم لا يستطيع كبحها، إن حصل أيُّ خطأ صغير أثناء قيامنا بالخطّة سينتهي أمر هذه المدينة، لا أستطيع المغامرة.
بقي ياتو على عناده وقال بإصرار: افعل ما تشاء ولكنّني لن أتركَ شارا أبداً، كما أنّني أستطيع التّعلم، يمكن لرجل الثّلج أن يعلّمني استخدام السّلاح، ويونا طبيبة...ستقدّم مساعدة كبيرة في الأوقات الحرجة.
قالت شارا بسرعة كالأطفال: نعم نعم أر.جي..سيكونان عوناً كبيراً لنا، هيّا وافق.
تدخل سيهون أيضاً ليقول: هيّا لا تكن عنيداً، ستكون الأمور بخير لا تقلق، أشعل قلبكَ ووافق.
قال رصاصة الجحيم بهدوء: توم ما رأيك؟.
قال توم ببساطة: لا مانع لديّ فكلّما زاد عددنا كلّما زادت فرصتنا في النّجاح.
هزّ رصاصة الجحيم رأسه ببطء ثم قال: لا أصدّق أنّني أفعل شيئاً كهذا ولكن....أنتم معنا أيضاً.

ملأ الصّراخ أرجاء المكان عندما عانق أولئك الأربعة بعضهم بسعادة، بينما تجاهل رصاصة الجحيم احتفالهم وأخذ يكلّم توم قائلاً: لقد تكلّمتُ مع الحاكم، سيُطلق سراحكَ خلال أيام.
توم: نعم شكراً لك.
اتّجه الأربعة السعيدين نحو رصاصة الجحيم بعد أن أنهوا احتفالهم لتقول شارا بابتسامة: لقد اكتمل فريقنا الآن، سنقضي على تلكَ العصابة ونهزمهم شرّ هزيمة ثمّ سنصبح أبطال المدينة وسنقابل الحاكم وهو سيقوم بتكريمنا وسيكون كل شيءٍ رائعاً.
قال سيهون بمرح: حقّاً سيكون مذهلاً أن يحصل هذا من دون مشاكل.
قاطع رصاصة الجحيم أحلامهم السّعيدة في قوله: لا تتكلّما كثيراً، فالأفعال هي الّتي ستقودنا للنّجاح وليس الأقوال.
تنهّد ياتو وقال: كيف يمكنكَ أن تكون قاتلاً للسّعادة بهذه البساطة؟!.
تجاهله رصاصة الجحيم تجاهلاً تامّاً وقال: بما أنّ عددنا قد زاد عليّ أن أجري بعض التعديلات على الخطّة، سأخبركم بها بعد أن أنتهي.
أومأ الجميع برأسه موافقاً، ثمّ قال سيهون: ولكن قبل القيام بأي شيءٍ لدينا عملٌ علينا إنجازه.
التفتَ الجميع إليه بتساؤل فأكمل قائلاً: غارا...إنّه في أيدي العصابة وهو سلاحٌ خطير إن استعملوه ضدنا سيكون الفشل حليفنا حتماً، لذلك علينا إخراجه من هناك قبل فعل أي شيء، وبما أنّه في قسم المهمّات الخاصة سيكون هذا أسهل علينا.

جاء صوت نيكولا حماسيّاً وهو يقول: نعم ولا تنسوا إحضار ابن أخي سورا معكم أيضاً، فهو أيضاً خطير ويمكن أن يشكّل تهديداً.
هتف سيهون: سنحضره معاً نيكولا لا تقلق...سنحضره معاً.
ثمّ التفت نحو رصاصة الجحيم قائلاً: إذاً أيّها القائد..ما رأيك؟.
أجابه رصاصة الجحيم ببرود: حسناً ولكن يلزمنا خطّة مناسبة أولاً، مهمتنا الأولى هي إنقاذ غارا وسورا...سنقوم بتنفيذها غداً.
صرخ الجميع بقوّةٍ وحماس: نعم.




~~ انتهى الفصل الخامس~~



أرجو بأنّكم استمتعم بالقراءة ♡♡


دمتم بودّ



وإلى اللّقاء في الفصل القادم




-
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 11-16-2018 الساعة 04:16 PM
رد مع اقتباس