عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 11-16-2018, 10:05 PM
 
ذهبي






[6]#
-THE PROMISE!

\
EVERY THING IN THIS WORLD,
NO MATTER WHAT IT IS . . IS A KAY
TO LEAD FOR SOMETHING
. . IT COULD BE AN
ANSWER
OR IT COULD BE . . ANOTHER PAZZLE




-
( هُنَاكَ ذَلك العَوم . . ، الذي نَتَخَلّى فِيه عَن النُّور المُنبثق مِن الأعلى . . ،)

هَتَف من بدى أنه يترأسهم : (" أمسكها !!! ")
كانت اللحظة موشكة على حرب الخروج ناحية الشطر المنفصل عن ذلك العالم الآليّ!
تلك الخطى الوئيدة والعيون المرهقة التي أطلّت فوق وجهي ،تلك المحاولات التي تحتضر اليأس.. كانت تستنجد !
لَقَد إرتديت غطاءً هشاً يدعى النجاة ، فهل كنت أغوي نفسي بعقلي في تلك الساعة؟!!
كانو قومْ يشبهون الآلات بسبب أن النصف الأكبر منهم هو قطع معدنية ،تناثرو حول رقعتي حيثما توقفت
الحركة عن مضيّها وتوقف الزمن بدائرتها .. ،
وكان جسدي يلتصق بالبوابة الفولاذية المدعومة بالأقفال ، ولكن ، تلك الذراع ... ،
وتلك اليد ... ، الأصابع الشاحبة الثلجية التي قبضت على منكبي الذي تجمّد إثر برودتها .. !!
ذلك المشهد الوحيد الذي لم يتّصل بمشهد الحراس المتأهبين بأسلحة
إطلاق مزوّدة بذخيرة ، هي في الأصل مادة كيميائية سائلة .. !!

صرخ حارس منهم بينما يوجّه سلاحه ناحيتي :
(" أربَعَة عَشَرْْ لا تدعها تفلت .. إنها العميلة المستجدّة في عملية هروبْ ... !!! " )


كانت يدي اليسرى لاتزال تمسك في خيبة بعجلة القفل ، حدّقت في وجهه ..،
انشطرت زرقة كوكب الّليلك .. !! لكأنّ طيّة من سماءٍ ليليّة أقامَتْ في دفين عيونه !!
ذات جفنين ناعسين ، لكنها متجهّمة !! ، ومقتولة الحياة .. !! ،
بل زادت بالتجهّم والتصلّب بعد أن استصاخ صاحبها إنذار النداء بإمساكي !!

إنكشفت وتيرة صوته
(" أتحاولين الخروج من هنا ؟ " )

تَسائَلتْ أيمكن لهذا الشخص أن يكون ذا عونٍ على معركة الخروج من هنا و في الحال ؟! حتى رمقته بإستنجاد .. ،
ما سكنت بغمضة فور أن عاينت ذاتي وعقلي اللذان أخذا يستنجدان بغير مشيئة !فأكملت التفافتي ناحيته مقتربة قليلاً
وناظري يكدّ صيد الفرصة بيأس ،
رددت وأنا ألهث :
(".. ساعدني على فعل ذلك ،رجاءً ! لا أريدهم أن يمسكوني!!")

كان تأمّلي دامع ومرهق مع شطر من القوة التي ألفيتها ، وفي انتظار ردة فعل منه فيه حين أنه لم يزحزح ساكناً ،
قَال متسائلاً : (" وما الذي يدفعك الى التفكير بالهرب ، بينما أنتِ مُحسّنة للتو ؟ ")
نظرت إليه بإرتياب ،
(" ما الذي تعنيه ؟!!")
فأكمل لا مبالياً لوجهي المحتضر:
(" لا يمكنك الهرب لأنك لا تستطيعين التفكير في هذه الفكرة ..من المفترض ذلك ،بل إنه أمر بديهيّ ،لستِ تملكين
القدرة على اتخاذ جميع الافكار الدخيلة ، أنتِ مبرمجة على الاوامر الموجودة في هذا المكان فقط ")

أمعنت فيه بشيء من الشكّ !
(" هل تحاول مساعدتي ، أم إيقافي .. !؟ " )

لم يُجِب، بينما تابع النظر إليّ وكأنّه يعوم بفكرة غريبة و يجرّب فك أحجيّة في غيهب مِن دماغه ،
حينها إقترب من البوابة متسائلاً بحذر :
(" كيف استطعتِ ذلك ؟ .. كيف استطعتِ إختراق التأثير البرمجي لعقلك
..أنتِ من المفترض أن يكون جلّ ما تفكرين به هو التدريبات ! ")

صرخت بإنفعال وظِل الهروب يتجرّعني .. ،
(" و ماذا يعني ؟ .. أعليّ الإنصياع لأوامر قتل أشخاص لا أعرفهم ثم حمل الاسلحة وتعلم إتقان استخدامها ..
حتى أعيش مثل البقية هنا .. أنا لا أفهم أيّ من هذا !!)
(" ما الذي تقصدينه بأنكِ ... لا تفهمين ؟ " )

أفلتُّ معصمي بتكهّم ،
(" لا أفهم لمَ علي أن أكون قاتلة ! ")
ولوهلة أحتدّت نظراته كأنه يفكر في عبارتي الحانقة ويحاول تفسير معناها الذي بدى غريباً بالنسبة إليه !
قال بغموض : (" لذلك السبب ... أنطوان كان متمسك بتحسينك ! ")
انكشفت مني تعابير عدم الإستدلال بما يعنيه، بل أني لم أكن أملك الوقت لذلك ،فكل ما كان يشغلني ويجعل جسدي يصارع
بين المكان و الزمان ، هو فتح البوابة وإطلاق قدماي في الهواء الطّلق بأقصى ما يمكن .. !!
ولكنه بدى لسبب مبهم يمقتني حدّ الموت عندما سمع آخر الكلمات مني ، وكأنه أدرك
مغزى مخبوء وبإدراكه أستنفر وجودي !!
(" أشعر بالفضول عن القدرة التي وضعها فيكِ ... ")
وفيه لحظة لم أشعرها أمسى جسدي مكبّلاً وموجهاً ناحية فوهات أسلحة الحرّاس !!
جزعت صارخة : (" ما الذي تفعله ؟!! ")
(" أجرّب " )
نظرت لوجوه الحراس الخاوية من الرحمة ، كانو متأهبين لأدنى حركة بسحب الزناد .
تمتم بترقّب غير مألوف : (" هيا أقتليهم .. أتسائل كيف ستقومين بفعلها ... ")
لم أفهم لم الأمور تفيض تعقيداً وإستحالة ! فٌهنا ظهر شاب مجهول لم ألتقي به في حياتي ،
بدى أنه يريد أن يتحداني فجأة بلا أسباب واضحة ،في حين كنت أعاني من إنقاذي ثم إخفاقي ،
، هكذا العالم لا ينفك يعيد تعجيزي في كل مرة أظن فيها بأنّي سأملك القدرة على فعل شيءٍ للنجاة!!
قال بصوتٍ مبهم ،
( " إن استطعتِ قتلهم جميعاً ، سأساعدك في الهروب من هنا ! ")
إنتفضت ،
(" تساعدني ؟ أتسخر مني ؟! ")
(" لا أفضّل السخرية بقدر الإستمتاع بما أقوم به .. ")

حاولت إدارة عنقي للكشف عن ملامحه بغضب ،
("صحيح فأنت واحد منهم ! كيف أمكنني تصديقك !")
فأجاب ببرود وهو يحدّق في الحراس : (" الخيار لك .. ، أما تقتليهم وتحصلين على ما تريدين ، أو إلقائك إليهم ..)
ثم أشار برأسه ،
( إنظري إليهم كيف يبدون متأهبين للقبض عليكِ ،
إنهم آلات ، لن يكون لديهم أدنى إهتمام بما تفكرين به ، بل بتنفيذ واجبهم فحسب " )

كان لتلك الفكرة تأثير غريب جداً ، شخص يعمل لصالح هذا المكان ، يعرض علي خيارات
بشكل مريب ومخيف ، لم أكن مقتنعة بأي فكرة تخص القتل ، بل أني لا أتصوّر كيفية القيام بها ، ولم أكن أعلم
لمَ كانت تلك الفكرة ، مقنعة وغير مقنعة في اللحظة ذاتها !

نطقت السؤال بتوجّس ،
(" من أنت ؟ وما الذي تبتغيه مني ؟ ")
لم يعلمني الإجابة بكلمات واضحة غير أنه أجابَ بمكر ،
("ما يهمّك من أنا في حين أعرض عليكِ المساعدة بكل هذا الكرم ؟")
أحمرّ وجهي غيظاً ،
(" وهل تسمّي تكبيلي أمام الأسلحة و حثّي على القتل كرماً ؟!")
لم يكن هناك أدنى هاجس للثقة، لَم تحمل عباراته سوى تشكيكاً مضاعفاً ناحيته ،
وماهي إلّا لحظات حتّى قال حارس منهم بنفاذ صبر :
(" 14 ! ليس من صالحك التعاون مع عملية هروب ! أفلت العميلة وتراجع للخلف أو سلِّمنا إياها طواعية !")
نقر الرعب بعظامي ! وسرعان ما توجهت طلقات برؤوس حادّة ناحية جسدي،كانت أربعة طلقات في وقتٍ قياسيّ .
تحاشيت الرؤية و أعتصرت جفناي اللذان إحتبسا الصراخ ، ولكن سرعة يده الفائقة تدخّلت خارج التوقع ! ،
لقد أزاح الطلقات المحلّقة ضارباً أياها بالجهة الخلفيّة ليده ، لترتد وتسقط جانباً مرتطمة على السطح بقوّة !
صرخ الحارس بعدم تصديق،
(" أتحاول التعاون ضد قانون القلعة !؟")
حدجه بنظرة خاوية ،
(" تعلمون بأنّي لا أخالف القانون ، ولا يحق لكم الوقوف في وجه عميل مهم !")
التعقيد يتفاقم ! أهذا الشخص الذي يقوم بتكبيلي هو تابع لهم ؟ أم متمرّد بطريقته الخاصة وموالٍ إليهم في ذات الوقت !
إنهم سريعو الحركة ، لكنّهم غامضون وفارغون من الشعور ! ..، هكذا فكّرت بعد رؤيتي لبعضهم ،وهو بدى يملك مستوى قدرة يفوق قدرتهم .. !
ثم أردف (" أهذا كفيل أن يجعلكِ تصدّقي ؟")
فنظرت للطلقات المرمية على الرخام الأسود بشيءٍ مِن اليأس،
(" ولكني لا أملك القدرة التي تملكونها ..")
(" إنها لديكِ في مكان ما .. أجعليها تخرج فحسب !" )

الحارس يصرخ للمرة الثانية : ("هذا آخر إنذار، تراجع وإلّا ستتلقى عقوبة المخالفة معها !")

رفعت رأسي للحراس اللذين بدو على إستعداد للمهاجمة ، وفي وسط صراعي الفكري ،
هاج بنفسي الخوض في غمار تلك الفكرة !
ما الذي يعني إنهاء حياة حفنة من الحرّاس إن كان الأمر سينقذني من براثن المكان ؟ لَن أصنّف نفسي على أني سأتحوّل إلى
قاتلة ، هم في أصلهم مجرمين ، لابد أنهم أبادو العشرات هنا ، لذلك لن يكون قتلهم جريمة إن كان فيها حماية لحياتي !!
لقد آلّ الصراع بلا تمهيدات إلى تلك النتيجة ..!
ومرّت دقيقة ... ،
حدّقت في نقاطٍ مِن أجسادهم ..، أرسلت لحظة من التأمّل وسعيت لتلميم تركيزعاثر ، لقد حدث ذلك دون أن أكتشفه .

خطّان متناقضان على حواف أجسادهم ، ينجليّان أمام بصري ! ، خطآن يتداخلان وينفصلان حيناً ، و
بحركة متبذبذة .. !
العميل ينظر بترقّب ! في اللحظة التي بدأت لا أشعر بها بأطرافي،ولكن ألم مميت غاص في وجهي ، وتحديداً أحداقي !
يقف حارس في الجهة اليساريّة مصوباً ، يبدو أنه يعاني من خطبٍ ما ! إنه يهز رأسه فجأة وينزل بندقيته !
يترنّح مرتان ويحوي يده بجسده وكأنّه يتألّم ، ثم يأخذ بالتمتمة وكأنه يسأل عمّا يحصل معه .
ألتفت إليه زميله الذي يقف على يمينه ،وماهي إلّا دقّة عقرب .. ، تناثرت أشلائه ودماءه على الحائط الذي كان قريباً منه وعلى زميله الذي خطى مبتعداً عنه برعب ، وعلى وجهي .
لقد تمزّق وكأنَّ قنبلة مزروعة قد تفجّرت بين أحشاءه دون صوت ، عدا صوت تقطّع أوردته وشرايينه .. !!
وصلت صيحة الجزع إلى حنجرتي وأبت أن تخرج ! هوّت ضحكات العميل على مسامعي بمرح كمن يشاهد سيرك فكاهيّ !
لقد تحوّل ذلك اللّيلك البارد وإنقلب ، وبدى أنه يستهوي ما نظر إليه ، كما لو أنها متعة !
هتف بمرح مُرهِب : ("هكذا إذن تقومين بفعلها ! ")
سقطُّ على الأرض وأخذ الوعي يتسرّب ويغادرعقلي ، لقد ظننت أنَّ ما بعد الدخول إلى الظلام هو إنبلاج النور ..،
حتى أدركت أنه تم استغلالي لتقديم عرضٍ من العروض الإستعراضية فقط !
جاءت أحرفي مذعورة خائفة ،
(" هل إزهاق الأرواح بهذه المتعة بالنسبة لكم ؟!")
كان الرواق ملطخاً ، لم تمر عدة ثوانٍ ليرفع أحدهم سبابته وينقر بها على سماعة مثبّتة في إذنه
متحدثاً خلالها ، بدى أنه يقوم بالإبلاغ عن ما جرى ، ثم تقدّم إثنان منهم ليمسكاني ويمنعاني من الحركة ،
و رفع الآخر سلاحه .و العميل 14 لا يتحرّك مكتفيّاً بالمشاهدة .
ودون سابق إنذار ، يتدخل هيكله كجزء مسرحي في ذروه تحوّله! .. ومن المجهول ينجلي في اللحظة التي
خلت فيها ما بين ثانية ، أن الطلقة قادمة للإنغراس في بقعة من جسدي
الذي أصبح كلوحة للرماية..،













(" يكفي ذلك ! أنا الطبيب المسؤول عنها.. ")

لهجة آمرة نطقها ذو الظهور المباغت ، أنطوان ! .. أيمكن أن أنشده بظهور منقذ .. ؟!! أم توقيتٍ خاطئ تماماً !؟
التفت إليه العميل 14 فلم أيقن تلك النظرة ، لم أكن قادرة على رؤية طليعته
التي شعرت أنها أُحيلت لشيء آخر ، أكثر تثلج مع بداهة لظهوره !
لقد انطمست تلك القسمات التي لم أصدّق أنها برزّت فوق ذلك الجليد ..!!

أفلتُّ ذراعاي بقوّة لأفكّها من براثن الحارس ، كانت كالفولاذ الصلب .

صرّح أنطوآن : (" أنزلو الأسلحة وتراجعو إلى الخلف ")
أمرهم بلا نقاش، ليتناوبو رمقَ بعضهم بنوعٍ من عدم التقبّل ، لكنهم أنصاعو بالتراجع تنفيذاً
للأوامر الخارجة من فردٍ أعلى منهم جميعاً ،ذو مكانة مهمة وبارزة .
إستدار العميل 14 بإمتعاض،
("تباً لك يا أنطوان ،قطعت متعة كانت في أوجها !")
رمق عميله الذي وقف على مقربة منه ،
(" ما كل هذه الفوضى هنا ؟ ")
أشار 14 داساً يده في جيبه بإمارات ضجَر ..،
(" أسأل عميلتك الشجاعة وعن الأفكار التي بداخل دماغها ")
إستنكر بلا تعابير ،
(" سيروليت لن تقوم بقتل أحد دون تحريض لدفعها بذلك ! ")
تأمّله قليلاً ما أن سمع كلماته .. ، ثم تقدّم خطوتين ناحيته ببرود ،
(" إذاً كيف تفسّر تفكيرها بالهرب في هذا الوقت ؟ أليس ذلك يعني أنك .. لم تقم بوضع دماغها كليّاً تحت نظام القلعة ؟")
(" هل نسيت بأنك لم تخضع له بتاتاً ؟ .. ")

قطّب حاجبيه ،
(" أنا لم أكن تحت تأثيره إطلاقاً ، لكنها خضعت له ، وأخترقته ! ولم يتمكن أحد منّا هنا بالقيام بهذا ")
أجاب بهدوء ،
(" أنا لست آذربيان آرث..، أنت تعلم ذلك جيداً ، كيف أختار ..، وكيف أقوم بعملي بطريقتي الخاصة ..،
أترغب في مواجهتي بأي إعتراض ؟")

أتمّ كلامه بلمحة إبتسامة غامضة.
إكتفى المستمع إليه بالصمت ، ثم نطق بعد أن إرتخت طليعته وعاد إليه هدوءه ،
(" لا .. أنا لا أقوم بالإعتراض لأي شيء تقوم به .")
وتبادل الإثنان نظرات غير مفسّرة دون أحاديث ، حتى تراجع آرثبييتو وأبتعد مخلّفاً الرواق على مشهده الدمويّ الصامت .

بدأ قلبي يضرب صدري بعنف أشد ! أقترب أنطوان من موقعي..،
(" ما الأمر يا سيروليت ؟ هل من خطبٍ ما ؟ ما الذي يجعلك مستيقظة في هذا الوقت من الليل؟ ولِمَ كل هذه الدماء ؟")
هكذا صوته يتوازن مع نطقه وأقواله ..، في كل موقف أعبره داخل المتاهة
ينبلج من على البعد القريب .. ! ليست رنانة أو مملؤوة بالغلظة ، وإنما أحتكرت أوسطها.


أجبت بجفاء : (" لا يوجد خطب ... ليس بي أنا ، بل بكم أنتم !! ... لست أريد البقاء هنا بعد الآن .. لا أستطيع ..!! ")
(" أتعتقدين أنكِ تستطيعين ترك كل شيء والمغادرة بهذه السهولة ؟ ")

(" ولكنني لا أنتمى الى هنا! ")
(" ما الذي سيجعلكِ تصدقين .. ، لو أخبرتك أن العالم الخارجي الذي تريدين الدخول فيه ليس آمناً لكِ ! ")
(" كيف يمكنك الحكم ؟! .. ")

ابتسم ضاحكاً .
(" أستطيع تحمّل كل الافكار الصلبة التي يحويها دماغك المتمرد هذا ،
لكن فكرة هروبك المكشوفة ستعرضّك إلى نتائج لن تتوقعيها ")



شدّدت على أحرفي ،
("اذاً هل تسمّي تحويلي إلى قاتلة نتيجة صائبة !؟")
فتبدّلت نظراته ،
( " انا لم أحوّلك بعد .. ، لم تكتملي ، ولكني أهديتك القوة .. التي تحتاجينها .. ، ألم تعلمي بذلك ؟")
صرخت بإرتياب
("لا أريدها ..! . . ")
ونظرت جانباً ،
(" أجعلني أخرج من هنا ")
(" لستِ مؤهلة للخروج ، لا يمكنك ")
أخذت الحمم تفور منتفضة داخلي ، تود الإنفجار ! في كل حين أسمع الإعتراضات أزداد سؤم وتمرد.. !!
لم يكن هناك حراس متأهبون للانقضاض علي و قذفي بالأسلحة، 14 ،ذلك المجهول الشبحي،
يبدو أنه يفضّل الانزواءات والإختفاء ، ولم أكن عليمة بمن كان يستمع إلى الموقف وإلى حواري الحاد مع أنطوان
لكنني لم أبالي ، كنت بحاجة الى القوة التي تعينني على تشديد تمرّدي وهروبي .
كيف سأكفل الخروج بهذا الضعف الذي يحيطني ..، لابد أن أجرب استغلال شيء إعتقدو أنه لصالحهم
إن كان سيحقق مبتغاي بالرغم من وجلي في تجربته ، سأقتل تلك المخاوف .. !!
أنتفضت ،
( " لكني لا أعلم ما الذي يمكنني فعله إن لم أخرج من هنا حالاً !! ")
أبدى إشارة صامتة .
فتابعت : (" قد أؤذيك أنت!")
وانبلجت على شفتاي صورة مصغرة من بسمة صفراء .
(" ألم تقل أني أملك القوة .. ؟ ... إن لم اتمكن من الخروج الليلة ، سأمزّقك الى أشلاء ،
كما حدث مع ذلك الحارس !! ")


وهبط الصمت .
لم تمضي لحظة ، لأتفاجئ بتبدّل نظرات الاستماع والجمود فيه ،
وأنطلقت ضحكة دامت لعدة دقائق ، نظرت له بريب ،
كان كمن إستمع الى طرفة لأول مرة جعلته ينخرط في موجة من الضحك .. !
(" ماذا ؟ .. أقلتِ أنكِ ستمزقيني ؟")
إكتفيت بالنظر اليه في تحدي شوّبه الارتباك فتبسّم بسخرية هاماً بالاقتراب ،
(" سيروليت ........ ،
مهما أعطيتك من القوة لن تتمكني من إستخدامها ضدي ، يمكنك تدمير الجميع بها ، عداي أنا .. ")

استنكرت ،
("لما لا ؟ ")
(" لأنني من أعاد إحيائكِ ! .. أعرف جلّ وهنك ... يمكنني سلبك من القوة التي تملكينها في أي وقت أريده
أعلم بجميع مراكز القوة والضعف فيكِ، أنتِ لا يمكنك رفع أصبع علي ! ")

لم أيقن نظرته حين نطق بكلماته..،
أيعني ذلك .. لا يمكنني إذائه مطلقاً ؟ ،
الشخص الذي قام بعمليات جسدي بأكمله ،
وهو ذات الشخص الذي أكسبني قدرة غريبة وحوّلني الى صورة لا أكاد أتعرّف عليها
لن يقوم بفعل كل ذلك دون أن يضمن أن تمرّدي لن يكون له ناتج ضرر عليه .. !!
أين غاب عقلي عن كل ذلك ؟ .. لم أظن بنسبة جزء من واحد أن يكون أمامي الآن ،
وأن يشهد هروبي المكشوف الذي أطلقته دون تخطيطٍ صائب .
سد الصلابة المزعومة الذي بنيته ، إنهار في غمضة ! ، تخللني العجز المقيت ، بالخوف
من محاولة حماية نفسي ، لم أكن مستعدة أن أضاعف الضرر في وضعي، بدأت روحي التائهة تتآكل في دجن ..،

(" ولكني سأعطيك الفرصة .. ")
هلّت عليّ عبارته المفاجأة ! فألتمعت عيوني و رفعت رأسي إليه حيث كان واقف أمام فجوة اليأس التي كانت تبتلعتني .. !!
قال : (" جربي ذلك .. ، أخرجي من هنا ... ")
حينها أتكئ الى مستوى سقوطي وأنبسطت نهايات معطفه الأبيض على الرخام .
أكمل حديثه: (" ولكن في مقابل خروجك ، هناك شروط ")
سألت بريبة : (" شروط ؟!")
ثم وقف و دار في المكان ناظراً فيما حوله ،
(" هذه القلعة التي أنتِ فيها ، غير مرئية ! .. بل كل شيء بداخلها هو مخفيّ ..
فإن جال بذهنك أن تشي عن أي أمر يتعلق بهذا المكان أو عن ما تملكيه .. ")

ونظر إليّ ،
("هناك جهاز تدمير متصل بداخل أحشائك ،
في حال تجرأتِ على النطق بما يجعل هذا المكان عرضة للكشف ، لأي آدمي يقبع خارجها ،
سينفجر الجهاز ويقوم بتفجير كل قطعة حيّة فيكِ !")


إنزلقت قطرات الخوف من جبيني ، ولكني نطقت محاولة إخفاء توتريّ ،
("و كيف ستتمكنون من معرفة بماذا أتحدث ؟ .. ماذا ! هل ستقوم بإلصاق أجهزة تنصت داخلي ؟!")
أبتسم بسخرية ،
(" نحن أكبر من أن تدركي جميع قدراتنا .. لستُ بحاجة لجهاز تنصت حتى أعلم ")
أبتلعت الماء العكر في حنجرتي كما لو أن فكي متلاحم من الضغط ! شعرت بالغرابة في كل ما قاله ،
أن هذا الاتفاق يزيد من تشكيكي ورعبي ، كان تيّار تخيلاتي يجرّني .. ،
إن كانت الموافقة منه بهذا اليسر ودون أن يبدي أي علامات للتردد ،
فهل هناك خطة مخفية يكديها لي خلف كل هذا التجاوب ... !؟!
أسيتم الامساك بي بعد ساعة من إبتعادي عن هذه الحيطان ؟!
لم أكسب عقلي مزيداً من التساؤلات والتفكير ، لقد كانت الشارة كفيلة أن تنسيني كل أمر عدا تصورات
خروجي وابتعادي أكبر مسافة ممكنة .. !!
لكنه في لحظة مباغتة ، ردد بوعيد :
(" لا تظني أن موافقتي على خروجك من هنا تعني إقتناعي بهروبك وإعطائك الخيار .. ،
أنتِ لا تهربين مني ، بل ستهربين إليّ في النهاية .. ! ")

أحالتني تلك العبارة إلى جمادٍ ، أحاطتني بهيئته وأنا أوشك على الغرق في مكنونها .. ، وسرعان ما أبتعد وغادر
الممر الفسيح الخاوي من أطيافهم عدا صراعاتي الفكرية ، وخوفي المبهم بعد أن أرتكزت كلماته في سحيق نفسي.










إنها المرة الأولى ، التي أبصرت فيها صورة القلعة من خارج عوالمها .
أسترقيت نظرة إلى أقصاها ، بدت ناطحة سحاب لهول إرتفاعات أسطحها!!
لم أتمكن من رؤية كل المباني التي كانت متصلة ببعضها ، لقد توقفت عند الساحة الأمامية للبوابة التي أغلقت مجدداً ،
بعدما فٌتِحَت على مصراعيها لدقائق خطفت مني الإحساسْ بهويّة محيطي!
كنت متأكدة ، أن الجدران الداخلية مصنوعة من بلورات الزجاج الغير مشوّب ، حوائط زجاجية ،
خلت أنها الجزء الوحيد النقيّ في ما يملكوه ! ولكني صُدمت عندما أبصرتها من الخارج ،
في ذلك الهواء الطلق الذي حلّق الى رئتاي و عبرني بلا تباطئ ،
حيث كانت الحيطان مصبوغة بالرمادية فبدى شكلها مغايراً ! وكانت غير نفّاذة للضوء أو الرؤية !!
لقد كانت معتمة ، لكن طبقاتها الزجاجية ترقص تحت النجوم وتلتمع .
بالرغم من أن الزجاج فيها لا يمكّنك من رؤية سوى جدران بدت طبيعيّة رغم حجرها الساحر !
وكأن القلعة أكتست بردائين ، بحيث كلّ من يقبع داخلها
يتمكن من رؤية ما يقبع خارجها ، لكن باطنها يصبح محجوباً عند إبصاره تحت سقف السماء .. !!
وصلت سيارة تدثرّت بالأسود ،من طراز ليموزين ، و توقفت حيث كنت مشدوهة التأمّل في مكان بعيد عنها.. ،
وسرعان ما نزل سائق يرتدي بزة رسمية لم أميّز قتامتها من لون السيارة ، وفتح الباب الخلفي !!
صعدت بداخلها .. ، ثم أغلق الباب و أرتفع القفل بطريقة آليّة !
أبتعدت السيارة وشقت طريقها نحو شارع طويل محاط بالأشجار المترامية التي أنزلت الظلال المهيبة ،
شعرت بأني أنسحب وأُنتَشَل من المكان .. ، أبتعد .... ، أستدرت برأسي للخلف ،
رأيت الحجم الفاره للقلعة يتضاءل بصورة تدريجية ويغدو مجسّماً بلا ملامح !
أسندت رأسي وأطلقت التنهدات ، هبط جناح الحرية يحاول الإلتحام بي ،
لكني كنت بغير وعيي ، يرتفع صدى صوت آخر كلمات من أنطوان في غياهبي ،
فهل حصلت على الشارة بالفعل ؟ أم وقعّت تعهد بفنائي .. !





،،






إتدحض إن ذلك العوم ، .. ليس إلّا غرقاً .. !




،،


... TO BE CONTINUED












__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#


التعديل الأخير تم بواسطة مَنفىّ ❝ ; 12-15-2018 الساعة 03:51 PM
رد مع اقتباس