عرض مشاركة واحدة
  #311  
قديم 11-17-2018, 04:57 AM
 
[img3]https://d.top4top.net/p_961hp67y2.png[/img3][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_961n32x88.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

‏[img3] https://e.top4top.net/p_751jj2ws2.gif[/img3]

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_961n32x88.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]











السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم؟ إن شاء الله تكونوا بخير

ااااااااه وأخيراً رجعت بعد كل هالمدّة الطّويلة

ما بعرف شو بدي قول، لأني كنت كتير محتارة، كمّل الرّواية والا لا؟ كمّل والا لا؟ ما بعرف

خفت بعد كل هالمدّة انو يخف التّفاعل ويكون الكل مل من الانتظار، بس قررت كمّل الرّواية بسبب متابعة سألتني عنها وشجعتني على إكمالها، وعنجد بشكرها من كل قلبي♡♡

وبشكر كل المتابعين على كل رد♡♡




>>>> تذكير صغير بأحداث الرّواية <<<<


☆ الشّخصيات ☆

- ريوسكي القائد الوسيم المغرور المتعجرف، عسليُّ العينين، رمليّ الشّعر، يملك قلادة تساعد في إيجاد الكرات و عشرين كرّة من كرات الأماني، استخدم واحدة منها لسببٍ لم نكتشفه بعد.

- بيس رجل العصابات الأحمق، أخضر العينين، دمويّ الشّعر، يملك القفاز القوي، الّذي أصبح قادراً على استخدامه بعد تلقّيه طاقةً غريبة من قدرة لورا.

- موهيت الشهم اللّطيف، أزرق العينين، ذهبيّ الشعر، يملك سيفاً قويّاً متعدد القدرات ولكنّه لم يستخدمه بعد.

- لورا صاحبة المشاكل الجميلة، عيناها زرقاوتين، شعرها فاحم، تملك نفس قلادة ريوسكي، وتتدرب لتسطيع استخدام قدرتها بمساعدة ريوسكي، وصلت للمرحلة الثانية حاليّاً.

- ألينا الطّبيبة الجميلة اللّطيفة، عيناها خضراوتين، شعرها أشقر، تملك بلوبلياس ، لم نكتشف ماهيتها بعد.


☆ الأحداث الرّئيسية ☆

- أبطالنا يجمعون الكرات لينقذوا شخصاً يحبونه كثيراً "سيسار".

- حصلوا على كرتين للآن، كرة الأرض وكرة الرّعد، وهم في طريقهم الآن للحصول على كرة النبات من فتاة تدعى بيا في الصّين.

- فور وصولهم إلى الصّين تمّ اختطاف بيس من قِبل فتاة مجهولة، وكان ريوسكي الوحيد الّذي رأى ما حصل.


☆☆☆


بعرف طولت كتير بالحكي، آسفة ><



البارت الثالث والعشرون: {عاد القلبُ لينبض}








بعد مُضي ساعة كاملة شعر ريوسكي بالقلق فنزل هو أيضاً...وما أن بدأ بالبحث حتّى جاءت لورا وهي تلهث والدّموع في عينيها وقالت: ريوسكي.....بيس....لم....أجده..لا أعلم...أين هو.

كان صوت أنفاسها المتقطّعة يزداد كلما اقترب منها أكثر بخطوات مرتبكة...تُرى هل فعل الصّواب عندما ترك تلك الفتاة تختطف بيس؟، وضع يده على كتفها وقال بتوتّر واضح: لا تبكي...أنا متأكد بأنّه في مكان ما هنا.

إنّ الأمر لا يستحق كل هذا الحزن والبكاء ولكنّ لورا كانت تبكي بشدة كالأطفال وعندما تكلّم ريوسكي معها لم تسمعه جيداً ولكنها على الرغم من ذلك قالت: بيس ليس هنا...لقد بحثت عنه كثيراً.
تنهي جملتها ثم تنزل على الأرض بتعب وتدفن وجهها بين كفيّها وتستمر بالبكاء، لا يعلم ريوسكي ما الذي سيفعله الآن..هل يخبرها بما رآه؟.
جلس القرفصاء بجانبها وقال: لماذا أنتِ خائفة عليه هكذا؟ إنّه قويٌّ جداً وأنا متأكد بأنه سيكون بخير.
تنظر إليه وتتنهد بقوة ثم تبدأ بالبكاء مرة أخرى بصوت عالٍ ومزعج وهي تقول: أريد بيس.....أااااااااه أين هو؟...لماذا رحل وتركنا؟.


غضب ريوسكي من تصرفاتها الطّفولية ولكنه لم ينطق ولا بحرف واحد كي لا تزعجه أكثر ببكائها، إنها لورا في النهاية ولا يمكنك توقع ما الذي يمكنها فعله، وقف وأخذ يفكر بما سيفعله ليجد بيس ولكنّه لم يستطع أن يفكر ولا بأي شيء بفضل لورا التي لم تتوقف عن البكاء ولا لثانية واحدة، يقطع حبل أفكاره قدوم ألينا وموهيت اللّذان كان يبدو عليهما الإرهاق بشكلٍ واضح، رمى موهيت نفسه أسفل جذع شجرة كبيرة بينما ذهبت ألينا نحو لورا بسرعة لتهدّئ من روعها فقال موهيت بقلق: أخي....لم نجده في أي مكان، حتى أننا سألنا بعض أهالي المدينة ولكن لم يره أحد، ما الذي سنفعله؟.
أشار ريوسكي إلى لورا التي كانت تعانق ألينا وهي تبكي بشدة وقال: موهيت أنا أظن بأن بيس ذهب إلى سوق المدينة لكي يشتري هدية للورا، أليس كذلك؟.
هز موهيت رأسه وقال بسرعة: نعم نعم...أنا واثق من هذا.
لورا بغضب: أيها الأحمقان هل تظنان بأنني غبية لهذه الدرجة لأصدق ما تقولانه.
يمسك ريوسكي من يدها ويقول وهو يسحبها خلفه: هيا تعالي لنذهب إلى السوق ونفاجئه هناك.
لورا وهي ما زالت تبكي: ريوسكي...توقف عن معاملتي كالأطفال.
يتوقف ريوسكي ويلتفت إليها ويقول بغضب: وأنت توقفي عن التصرف كالأطفال، بيس ليس صغيرا لكي تقلقي عليه لهذا الحد.

تترك لورا يده بغضب وتمشي بسرعة في المقدمة وهي تشد ألينا معها فلحق بهما كل من ريوسكي وموهيتوأخذا يمشيان ورائهما، وبعد فترة من الصمت الذي خيم على المكان همس موهيت قائلا: أخي...ماذا إن لم يكن هناك؟ ما الذي سنفعله؟.
يبتسم ريوسكي ويقول: لا تقلق موهيت...سنجده، ( أحاول أن أقنع الجميع بأن بيس هناك وأنا قلق كثيرا على ذلك الأحمق...إلى أين ذهب يا ترى؟ إلى أين؟، أهم شيء الآن أن شونا توقفت عن البكاء فصوت بكائها مزعج حقا).

~~~~~~~~
~~~~
~~


استيقظ بيس على صوت صراخ بعض الأولاد الّذين يلعبون في الخارج، حاول فتح عينيه ولكنه لم يرى أي شيء...أحدهم أغلق عينيه بخرقة ما، تذكّر فجأةً عندما تمّ خطفه..فشعر بالغضب الشّديد والإهانة لأنه تم اختطافه وبدأ الدّم يغلي في شرايينه...هو الذي كان يختطف الناس...ما الذي حصل؟ كيف انقلبت الأمور هكذا؟، لم يتوقع في حياته بأن يكون في هذه الحالة، إنه حقاً مَدعاةٌ للسخرية.
حاول التحرك ولكنه اكتشف بأنّه مُقيد على كرسي كبير بسلاسل حديدية..يبدو بأنّهم عصابة خطيرة جداً، وبعد عدّة محاولات فاشلة استسلم وتنهد بقوّة، لم يجد أي شيء يفعله سوى الصراخ..فصرخ قائلاً: أيُّها الأوغاد...تعالوا وواجهوني إن كنتم تملكون الجرأة، هيييييي هل يوجد أي أحد هنا؟ هل هناك أحدٌ يسمعني؟.
ضرب بقدمه على الأرض بقوّة وقال: تباً لا يوجد أحد هنا.
أخذ يسترجع كل ما حصل معه منذ أن وصلوا إلى الصين...شعر فجأةً بألمٍ في رأسه يبدو بأنها من آثار تلك الضربة، تذكّر فجأة لورا...إنها جميلته...بالتأكيد هي الآن قلقة عليه كثيراً، كيف سيخبرها بأنّه بخير؟، ثم تذكر موهيت وألينا و ريوسكي...ريوسكي، بدأ بالضّحك بشدّة...لا يعلم لماذا هذا الاسم يضحكه كثيراً، توقّف عن الضّحك عندما سمع صوت الباب وهو يُفتح فقال بسرعة بغضب ممزوج بسخرية وهو يحاول التّخلص من قيوده بيأس: هل عدتم وأخيراً أيُّها الأوغاد؟ ما الذي تريدونه مني؟ لماذا أنا هنا؟.
لم يتلقى أي جواب...شعر بالقلق، إنه متأكد بأنه شعر بأحد يدخل إلى ذلك المكان الذي هو فيه، ولكن من هو؟ ولماذا لا يرد عليه؟، صرخ مرّة أخرى بغضب: هيييييييي أنت يا هذا...لماذا لا ترد علي، انتظر فقط حتّى أتحرر من هذه القيود..سأقتلك.

وفجأة اخترق أذنه صوتٌ أنثوي وألقى بكلماته عليه كالصّاعقة: لم تتغير أبداً أيّها العصابي بيس بوي الأحمق.

~~~~~~~~
~~~~
~~


إنّها السّاعة الحادية عشر صباحاً حيثُ كان الجميع منشغلاً بعمله في جميع أرجاء ساكورادا تلك المملكة الكبيرة الّتي يعيش فيها الكثيرين بأمان لا يعلمون ما الذي يجري في ذلك القصر العملاق الذي يتوسط العاصمة.

كان كمال يتناول إفطاره في غرفته ويبدو عليه بأنه لم ينم منذ أيام عندما جاء بيللو ومعه طبقٌ آخر من الطّعام وقال: لماذا طلبتَ من الخادم أن يحضر لك طبقاً آخر؟.
يرفع كمال رأسه نحو بيللو بتثاقل ويقول: أنا جائع...كثيراً.
يهز بيللو كتفيه ويضع الطّبق فوق الطاولة ويخرج وهو يقول: أنا وفادي سنذهب إلى الإجتماع...انتبه جيداً.
يهز كمال برأسه دون أن ينطق بأي حرف، يغلق بيللو الباب خلفه، يجلس كمال بلا حراك لدقيقة ليتأكد من أن بيللو رحل ثم يقف ويقفل الباب بإحكام ويتنهد ويقول: يمكنكِ الخروج.

تصدر ضجة من أسفل السّرير ثم تخرج رينا من هناك وهي تقول مبتسمة وتضع يدها على رأسها في المكان الذي ضربته بالسرير: أحببت هذا العجوز كثيراً.
ينظر إليها كمال بلا مبالاة ويقول وهو يشير إلى ذلك الطبق الذي أحضره بيللو: لا يهمني...هذا هو الطعام.
تجلس رينا على كرسي على الطّاولة وتبدأ بالأكل بينما يجلس كمال مكانه ويكمل طعامه، وبعد دقيقة أو أقل قالت رينا: لم تخبرني بعد...لماذا تمثّل بأنكَ أخرس؟ ولماذا يقول جميع النّاس بأن وجهكَ محروق؟.
كمال باقتضاب: أمورٌ شخصية...لا تتدخلي.
رينا والطّعام في فمها: سأخبر الجميع بأنكَ...يقاطعها: كلا لن تخبري أي أحد.
رينا بغضب: لماذا؟ ما الذي يجعلني أصمت؟.
كمال بجدية: إنها مسألةُ حياةٍ أو موت...إنها مسألةٌ متعلقة بأختي، لا يمكنني إخبارك ولكن عليكِ أن تصدّقي بأنني مضطرٌّ لفعل كل هذا.
تبتلع رينا الطّعام الذي في فمها وهي مصدومة وتنظر إلى كمال مندهشة من سرعته في الاعتراف والكلام، ثم تهز رأسها بقوّة وتبتسم وتقول بلطف: لقد صدقتك...لن أخبر أي أحد، هذا وعد.
تفاجأ كمال من ردّةِ فعلها وقال بدهشة: هل حقا اقتنعتِ بكلامي بهذه السهولة؟.
رينا وهي تكمل طعامها: نعم...أنت تبدو رجلاً جيداً كما أنني شعرت بأن كلامكَ صادق، وأنتَ الملك لذلك علينا أن نطيع أوامرك.
يبتسم كمال بتعجب من تصرفها الغير متوقع، فينظر إليها ويقول: شكرا لكِ.
ثم يقف ويقول وهو يتّجه نحو النّافذة وينظر نحو الحديقة: لقد رحل بيللو وفادي الآن، يمكنكِ المغادرة بعد أن تنهي طعامك.
تضرب رينا بيدها على الطاولة بقوّة وتقول: لا يمكنني المغادرة الآن، فأنا لم أنهي بعد ما جئت لأجله.
يلتفت كمال نحوها بانزعاج ثم يضع يديه في جيوبه ويقول: وما هو الشيء الذي جئتِ لأجله؟.
تقف وتذهب نحو النافذة لتقف بالقرب منه ثمّ تقول بصوتٍ منخفض: لقد سمعت بأنّكَ تريد جمع تلكَ الكرات.
يرد عليها كمال بصوتٍ منخفض وبسخرية: أيّة كرات؟.
ردت عليه أيضاً بصوتٍ منخفض وهي تنظر حولها خوفاً من أن يسمعها أحدٌ ما: أنتَ تعلم عن ماذا أتحدث، لا تتصنّع الغباء.

يبتسم كمال ويقول وهو يغلق النافذة: لماذا تتحدثين بصوتٍ منخفض؟.
رينا بصوتٍ منخفض: أخفض صوتكَ مولاي، لأنني أعلم بأن هذا الأمر شديد الخطورة وبأنكَ تريد أن تجمع كل الكرات بسرّيةٍ تامّة، وأيضاً لماذا أغلقتَ النافذة؟ فالهواء لطيفٌ هنا كثيراً.

يتنهد كمال ويقول بضيق وملل: أنا حقاً لا أفهم أي شيء...عن ماذا تتحدثين؟.
تلتفت رينا حولها بحذر ثم تُخرج كرة حمراء من حقيبتها..إنها كرة النار..وتقول بهمس: انظر هذه هي كرة النار...و لأنكَ أصبحتَ صديقي سأبيعها لك بعشرة ملايين قطعة نقدية فقط.
يضحك كمال ويقول: ماذا؟ هل جننتِ؟ لماذا سأشتري كرة بعشرة ملايين قطعة نقدية؟ وأيضا توقفي عن الهمس لأن هذا مزعج.
تنفخ رينا وجنتيها وتقول بغضب بصوتٍ عال: لماذا تضحك؟ بالطّبع أنتَ ستشتريها منّي...على الرّغم من أن سعرها يقارب العشرين مليون قطعة ولكنّني أبيعها بعشرة، يجب عليكَ أن تشكرني.
ينظر إليها كمال بنظرة جامدة ويقول: رينا..هل تتكلمين بجديّة؟.
تهز رينا رأسها وتقول ببساطة: بالطّبع...أتعلم أنّ ملكة الهند تريد هذه الكرة أيضاً وتدفع أيّ شيء للحصول عليها، ولكنّني قررتُ أن أعطيكَ إيّاها لأنكَ رجلٌ صالح وشعركَ ليس أحمر.
يضرب كمال جبهته بيده ويقول بنفاذ صبر: رينا...ارحلي حالاً، من المستحيل أن أشتري منكِ كرة أطفال.
تتكتّف رينا بغضب وتقول: كلا لن أرحل حتّى تشتري مني الكرة وهي ليست كرة أطفال.
يشدّها كمال من ذراعها نحو النّافذة ويقول: لا تكوني مجنونة...هيّا ارحلي قبل أن يعودا.
رينا وهي تقاومه: ماذا؟ هل تريد منّي أن أخرج من النافذة؟.

كمال بسخرية: نعم ستخرجين من النافذة كما دخلتي منها.
رينا بعد أفلتت منه وجرت لتقف خلف الطاولة: كلا مولاي..انتظر قليلاً، أنا لن أرحل وهذا نهائي.
وقبل أن يقوم كمال بأيّة حركة يدق الباب ويسمعان صوت بيللو وهو يقول: مولاي...مولاي افتح الباب بسرعة، لقد علمنا بأن أحداً تسلل إلى القصر البارحة...مولاي هل أنت بخير؟.

~~~~~~~~
~~~~
~~


عندما تكون غارقاً في الحبّ لدرجةِ أنكَ لم تعد تستطيع العيش خارج هذا البحر من العواطف والمشاعر...عندما ينبضُ قلبكَ بسرعةٍ كبيرةٍ في كلِّ مرّةٍ تراها..عندما تهربُ الكلمات منكَ كلّما أردتَ محادثتها...عندما تشعر بأنكَ ملكتَ العالم كلّما رأيتَ ابتسامتها...فاعلمْ بأنكَ قد وقعتَ في الفخّ بكلِّ بساطة أيُّها العاشق!!.
ولكن حين تُضطر إلى تركها والذّهاب بعيداً، تشعرُ بأنكَ تموت كلَّ يوم....ويوماً عن يوم يزدادُ شوقكَ لها...تبحثُ عنها في كلِّ مكان، ودائماً ما تفكّر بها.


ثمّ فجأةً تراها أمامَ عينيك....ماذا سيكون شعوركَ حينها؟ هل تتخيل مدى سعادتك؟ أو مدى دهشتك؟!!...هل ستستطيع تحمّل ضربات قلبكَ المتسارعة أكثر من هذا؟ ما الذي ستفعله؟........إنه الحبّ في النّهاية يبقى غامضاً...لن يشعر به إلاّ من عاشه.


~~~~~~~~
~~~~
~~

حينما تخلّل صوتها إلى أذن بيس بدأ قلبه ينبضُ بسرعة...إنّه يعرف هذا الصّوت...إنّه صوتٌ مألوف...صوتها هي..لقد عرفها..إنّها هي..نعم هي، قال بسعادة كبيرة: بيا!!!!!؟؟؟؟!!.

شعرت الفتاة بالتّوتر والغضب فضربت جبهتها بيدها وقالت: من بيا هذه؟ أنا لا أعلم عن من تتحدث (ما هذا؟ كيف عرفني؟ هل ما زال يتذكّر صوتي؟ لم يكن عليّ التّحدث).
يتجاهل بيس كلامها ويتابع بسعادةٍ لا توصف: حبيبتي...كيف وجدتني؟ حقّاً هذه طريقةٌ رومنسيةٌ جدّاً كي نلتقي مرّةً أُخرى...أنتِ رائعة.
تُرجع الفتاة الّتي تُدعى بيا شعرها المُبعثر إلى الخلف بغضب وتقول: اصمتْ أيُّها العصابي...لا تجعلني أقتلك.

لم يعد هناكَ شيءٌ في العالم يستطيعُ إيقافَ بيس عن الكلام الآن...بعد أن وجد ما كان يبحث عنه أخيراً، لم يعد خائفاً من شيء، قال بسخرية ممزوجة بالحب: من دواعي سروري أن أموتَ على يد حبيبتي، كيف حالكِ؟ أنتِ بخير على ما يبدو، هذا لأنّكِ استطعتِ خطفي...ما رأيكِ أن تنضمي إلى عصابتي؟ سنشكّل فريقاً رائعاً.
وقفتْ بيا على قدميها وضربت الطّاولة الّتي بجانبها بقوّة وقالت: كم مرّة عليّ أن أقول لكَ بألاّ تناديني حبيبتي؟ أنا أكرهك...ألا تفهم؟.
بيس بمرح متجاهلاً كلامها: حبيبتي...لم أكن أتوقّع بأنّي سأجدكِ هنا، أترين؟ حتّى القدر يريد أن يجمعنا.

تنهدتْ بقوّة وجلست مرّةً أخرى وهي تهز رأسها بخيبة أمل بسببِ هذا الميؤوس منه الّذي يجلس أمامها، وقالت ردّاً على كلامه الذي تعتبره غباء: أيُّها العصابي..إنّه ليس القدر فأنا من اختطفتك.
يهز بيس كتفيه ويقول: وإن يكن..المهم أنكِ معي الآن، ولكن أريد أن أسألكِ سؤالاً...لماذا أنا مقيد؟.

تضحك بيا بسخرية واضحة وتقول: لماذا أنتَ مقيد؟! ما هذا السّؤال السّخيف؟ ألا تذكر عندما قيدتني قبل عامين؟.
يفتح بيس فمه ببلاهة كأنّه تذكّر ذلكَ الأمر الّذي تتحدث عنه وقال: حبيبتي..هل ما زلتِ منزعجة من الأمر؟.
تتكتّف بيا بغضب وتقول: نعم...وأنا اختطفتكَ الآن لأنتقم منك، مساكين رجال عصابتك الحمقى...إنّهم يبحثون عنكَ الآن في كلّ مكان.
يبتسم بيس ويقول: ولكن حبيبتي...إنّهم ليسوا هنا، لقد جئتُ وحدي.
بيا بنفاذ صبر: لا تنادني حبيبتي...واصمتْ.
بيس: ولكن حبيبتي....تقاطعه بيا بغضب وهي تصرخ: لقد قلتُ اصمتْ أيُّها العصابي...لا أريد سماع ولا كلمة واحدة منك، يكفي ما فعلته بي المرّة السابقة.
يصمت بيس ويقول في نفسه: (ما هذا؟ لماذا ما زالت غاضبة منّي لهذا الحد؟ ولماذا تغطي عيني؟ أريد رؤيتها...لقد اشتقت إليها كثيراً).
تأخذ بيا معطفها بغضب من خلف الباب وتخرج وهي تقول: أنا ذاهبة لن أتأخر...لا تفتعل المشاكل.
تخرج وتغلق الباب خلفها فيقول بيس بسخرية: كيف سأفتعل المشاكل وأنا بهذه الحالة؟ اااااااه عودي بسرعة.

~~~~~~~~
~~~~
~~

المكان يعجُّ بالنّاس...إنّه مزدحمٌ لدرجةٍ غيرِ معقولة، كيف يمكن أن نبحث عن شخص في وسط هذا الكمّ الهائل من الناس، مشاعر لورا مضطربة حالياً..فهي لا تعلم ما الذي ستفعله وكيف ستجد بيس؟ وأين؟، كانت تبحث عنه في كلِّ مكان في السّوق دون توقف أو تعب وكان موهيت يتبعها من مكانٍ لآخر، بينما كان ريوسكي يتمشّى مع ألينا وهما ينظران إلى المحلاّت والمتاجر.

ريوسكي يشعرُ ببعض الذنب وتأنيب الضّمير لأنه لم يساعد بيس وأيضاً لأنه لم يخبرهم بما رآه، كان ينوي إخبارهم بالأمر...فهو لم يعد يستطيع التّحمل أكثر من هذا، وفجأةً لمح تلكَ الفتاة صاحبةَ الشّعر البرتقالي الّتي خطفت بيس...إنّه متأكد بأنّها هي، لا إرادياً تحرّكت قدماه فذهب ولحق بها فتبعته ألينا...وصل إليها ووضع يده على كتفها، التفتت نحوه وقالت: نعم؟ ماذا هناك؟.
ريوسكي بجديّة تامّة على الرّغم من أنّه يمكن أن يكون مخطئاً: أين هو بيس؟.
تنظر إليه بيا باستغراب وتقول: عفواً...من هو بيس هذا؟ ( لا أريد أن أكذب ولكنّني مجبرة، اااه أكره الكذب أكره الكذب).
يتنهّد ريوسكي وينظر إليها نظرةً حادة ويقول: لا تتصنّعي الغباء...لقد رأيتكِ وأنتِ تخطفينه.
شعر ريوسكي بأنّها توتّرت عندما ذكر أمر اختطافها لبيس فتأكّد بأنّها هي الّتي فعلت هذا ولكن كان يريدها أن تعترف بنفسها لذلكَ حاول أن يوتّرها أكثر وأكثر ولكن كالعادة تأتي لورا وتدمر جميع مخططاته، جاءت ووقفت بينه وبين بيا وقالت بغضب: أيها الحمار الأخرس ما الذي تفعله هنا؟ هيا تعال وابحث معي عنه.
ينظر إليها ريوسكي ويقول وهو يشير نحو بيا مبتسماً: هذه تعلمُ مكان بيس.

عندما أشار ريوسكي إلى بيا كان يعتقد بأنّ لورا ستغضب وستصرخ على بيا...ولكن تجري الرّياح بما لا تشتهي السفن، حيث أنّ لورا بدلاً من الغضب والصّراخ عليها ذهبت نحوها وعانقتها بقوّة وقالت: ااااااااه...أنتِ رااائعة، هيا بسرعة خذيني إليه....شكراً لكِ على مساعدتكِ لنا في إيجاده.
تبتعد بيا عن لورا مندهشة وتقول: هل أعرفكِ؟.
تمد لورا يدها وتقول بابتسامة: مرحباً أنا لورا.
بيا وهي تهز رأسها بابتسامةٍ كاذبة: مرحباً....
تمشي قليلاً للأمام ولكنّها تتفاجئ بيد ريوسكي تمسكُ من ذراعها..فتنهدت بقوّة و قالت بغضب: ما الّذي تريده مني يا هذا؟.
يعيد ريوسكي سؤاله بإصرار: بيس...أين هو؟.
تلتفت إليه وتنظر له بنظرة استفزازية ثم تسحب بيا يدها بغضب وتقول: لا أعلم عن من تتكلم...ابتعد عني.
و ترحل بسرعة، تصل إلى محل الفواكه فتقول للبائع: صباح الخير عمي...كيف حالك؟.
يرفع البائع رأسه عن تلك الأوراق المبعثرة فوق الطّاولة الخشبية الّتي يجلس خلفها فيقع بصره عليها، يبتسم بلطف ويقول: أهلاً أهلاً ابنتي...أنا بخير، أين كنتِ؟ لم أركِ منذ فترة.
تبتسم وتقول: كنتُ مشغولة قليلاً..هههه، بكم التفاح؟.
البائع بعد أن وقف ووضع يديه خلف ظهره: إنه بالمجان لكِ ابنتي.
بيا بغضب: كلا...أريد أن أدفع.
يضحك البائع وينظر إليها وهي تضع حبات التفاح في حقيبتها، بعد أن وضعت ما يقارب العشر حبات أخرجت بعض النقود ووضعتها فوق الطّاولة وقالت بلطف: تفضّل عمي...علي الذهاب، وداعاً.
البائع و هو يلوّح لها بيده: وداعاً...انتبهي لنفسكِ جيداً.
تبتسم وتذهب بسرعة وهي تلّوح بيدها له، وصلت إلى المنزل بأعجوبة وهي متيقنة بأنّه لا أحد يتبعها، منزلها الّذي يقع في مكانٍ بعيد بعض الشّيء عن المدينة في منطقةٍ صغيرة لا تحوي إلّا عدّة منازل.
قالت في نفسها وهي تفتح الباب: (أرجو أن يكون كل شيء بخير..أتمنى بأنّ ذلكَ العصابي لم يفتعل المشاكل).

تفتح الباب وتدخل بسرعة فترى بيس نائم على الكرسي الذي هو في منتصف الغرفة...تنظر إليه بغضب ثم تتنهد بقوّة وتغلق الباب خلفها وهي ذاهبة إلى المطبخ، تُفرغ حقيبتها من التّفاح وتبدأ بغسلهم وهي تدندن بلحنٍ جميل، وفجأة تسمع صوتَ بيس يقول: حبيبتي...هل عدتِ؟ ما الّذي أحضرته؟ ماذا تفعلين؟.
تقول بيا وهي تحدّث نفسها: الأحمق...ألم يكن نائماً قبل قليل؟.
بيس بسعادة واضحة في نبرته: حبيبتي...ذلك العرض الّذي أخبرتكِ به قبل سنتين ما زال قائماً، هل غيرت رأيكِ وقررت الموافقة؟.
تصرخ بيا من المطبخ: اخرس أيُّها العصابي قبل أن أقضي عليك.
~~~~


في الخارج وخلف شجرةٍ كبيرة بجانب منزل بيا كان أبطالنا الأربعة هناك، جالسين على الأرض أسفل جذع الشّجرة بعد أن تبعوا بيا إلى هنا، قال ريوسكي بملل: لورا هيّا لنرحل..لا أظن بأنّ بيس هنا.
لورا بقليلٍ من الغضب: ما الّذي تقوله أيها الحمار الأخرس؟ كيف سنرحل وبيس هنا؟.
يجيب ريوسكي بسخرية: هل تعتقدين بأنّ بيس سيبقى هادئاً إن كان هنا؟.
لورا وهي تهزّ كتفيها بعناد: وإن يكن..فأنا رأيتُ الفتاة تدخل إلى هنا وأنتَ قلت بأنّها تعلم مكان بيس...وأنا من شدّة ذكائي استنتجت بأنّ بيس هنا.
يتنهد ريوسكي ويقول: لورا الحمقاء...لقد قلت بأنّ هذه الفتاة اختطفت بيس ولكنّني لم أقل بأنّها تحتفظ به في منزلها، أنا متأكد بأنّها أخذته لمكانٍ آخر.
لورا بلا مبالاة وهي تُخرج رأسها من وراء الشّجرة وتنظر إلى المنزل: كلا...أنا سأبقى هنا إلى أن أتأكد بأنّ بيس ليس موجود.

يمسك ريوسكي من ذراعها بغضب ويجعلها تلتفت نحوه لينظر في عينيها ويقول: لا تُغضبيني.
لورا بغضب: أنا لا أُغضبك...أنتَ الّذي تغضب.
ريوسكي بغضبٍ أكبر: لقد قلت بأنّنا سنرحل وهذا يعني بأنّنا سنرحل...الآن.
لورا بعناد: كلا لن أرحل..أنتَ يمكنكَ الذهاب.
ريوسكي: لورا هذا يكفي...تقاطعه لورا: ما الّذي ستفعله؟ ااااااه أيُّها الحمار الأخرس ألا يمكنكَ أن تثق بي ولو لمرّةٍ واحدة؟.
يضحك ريوسكي بسخرية ويقول: هههه أثقِ بكِ؟ وهل أنتِ شخصٌ يمكن الوثوق به؟ صدقيني أنتِ أبعد ما يمكن عن الثقة.
تتكتّف لورا بغضب وتقول: أنتَ لا تعرفني أبداً.
ريوسكي: هذا لا يهم...لنرحل.

لورا: لا يهم...لا يهم..لا يهم، كلُّ شيءٍ بالنّسبة إليكَ لا يهم...وتقول كلاّ على كلِّ شيء...يقاطعها ريوسكي: نعم نعم لقد فهمت...ليس هناكَ داعٍ بأن تخبريني في كلِّ مرّة بأنني أقول كلا على كل شيء، لقد أصبحت مملة.
لورا بغضب أكبر: سأقول هذا في كل مرّة إلى أن تتوقف عن قول كلا.
ريوسكي باستفزاز: انسي الموضوعَ إذاً...فأنا لن ولم أتغير من أجل أي أحد وخاصةً إن كان هذا الأحد أنتِ.

تقطّب لورا حاجبيها وتنظر إليه بغضب لعدّة ثواني شعرتْ بأنّها ساعات...كانت تُريد أن تصفعه على وجهه صفعةً لن ينساها في حياته ولكن شيءٌ ما بداخلها كان يمنعها وهذا كان يغضبها أكثر، تلكَ الابتسامة المستفزّة الّتي ارتسمت على وجهه...كم تريد الآن أن تخفيها عن وجه الأرض هي وصاحبها الأحمقْ!!

قالت وهي تضربه على يده ضربات ضعيفة على الرّغم من أنّها تستخدم كل قوتها الّتي تبخرت بسبب غضبها: ولما هذه الابتسامة الغبية الآن؟.
يمسك ريوسكي ذراعها بقوّة وينظر إليها ويقول: لا دخل لكِ في الأمر...والآن تعالي لنعود ونبحث عن شقيقة مارك ولا تغضبيني.

يلتفت للجهة الأخرى ويبحث بعينيه عن موهيت، بينما كانت لورا تقلّده بسخرية من الخلف التفتَ ريوسكي نحو ألينا الّتي كانت تفحص بعض الأعشاب الموجودة هناك وقال: ألينا...أين هو موهيت؟.
تشير ألينا نحو منزل بيا وتقول بلا مبالاة: ذهب ليتأكد إن كان بيس هناك أم لا.
تظهر ملامح السّعادة والشماتة على وجه لورا بوضوح وهي تنظر إلى ريوسكي الذي لم يهتم لها بل أخذ ينظر بغضب نحو المنزل حيث كان موهيت قد طرق الباب بالفعل، انتظر موهيت عدّة ثواني ثم عاد وطرق الباب مرّة أخرى ولكن أيضاً لم يفتح أحد، التفت نحوهم وأشار بيده بمعنى أنّه لا يوجد أحد في المنزل، مشى عدّة خطوات ليعود إليهم ولكنّه توقّف عندما سمع صوت شيء يُكسر من الداخل ثم فجأةً فتح أحدهم الباب، التفت موهيت نحو الباب وعاد ليقف بمقابلة تلكَ الفتاة الجميلة صاحبة الشّعر البرتقالي الطّويل والعينين البنيتين، ابتسمت برفق وقالت: آسفة لأنني لم أفتح الباب...فقد كنتُ نائمة.
ابتسم موهيت أيضاً وقال وهو يضع يده خلف رأسه: لا بأس...فقد كنتُ أريد أن أسألكِ سؤالاً.
بيا: تفضّل.
موهيت: هل رأيتِ شابّاً في هذه الأنحاء؟شعره أحمر وعينيه خضراوتان...طويل وتبدو عليه القوة؟، اااااه وأيضا اسمه بيس.

الفتاة بتوتر: لحظة...دعني أفكر قليلا ( اااااااه..لا أريد أن أكذب عليه، أكره الكذب أكره الكذب أكره الكذب أكره الكذب أكره الكذب، ولكن من هو يا ترى؟ ولماذا يبحث عن ذلكَ العصابي؟).
بينما كانت بيا تتحدّث مع موهيت وتحاول أن تختلق أي شيء كي لا تكذب عليه فهو يبدو لطيفاً، كان بيس يتمنى بأن يدخل موهيت ويراه...فقد سمع صوته....و بالتّأكيد لورا ستكون معه.

بيس: ( أرجوك ادخل موهيت...لا أستطيع الصّراخ لأن حبيبتي ستغضب حينها، حتّى إن صرخت لن أستفيد أي شيء فأنا لا أريد من ذلك الحمار الأخرس أن يجدني لأنه حينها لن يسمح لي بالبقاء هنا مع حبيبتي، ولكنّني أيضاً لا أريد ترك جميلتي لوحدها معه...ااااااه ما الذي سأفعله؟).
موهيت بإلحاحٍ شديد: أرجوكِ تذكري جيداً إن رأيتهِ في مكانٍ ما، فنحن في عجلةٍ من أمرنا ولا نستطيع التّحرك من دونه.
بيا باستغراب: لماذا؟.
موهيت: لأنّه...تقاطعه لورا التي جاءت للتّو: لأنّه صديقنا...أرجوكِ أخبرينا بكلّ ما تعرفينه، أنا قلقة عليه كثيراً...لا أعلم أين هو وما الّذي يفعله، سأفقد عقلي.
بيا: أهذه أنتِ؟ هل لحقتِ بي إلى هنا؟.
لورا وهي تنظر إليها برجاء: أرجوكِ...إن كنتِ تعلمين أين هو أخبرينا، إنّه ضائع منذ الصّباح..لا أعلم كيف اختفى ولا أستطيع إيجاده في أي مكان، ماذا لو حصل له أي مكروه؟ ما الّذي سأفعله حينها؟.
ثم تبدأ بالبكاء كالأطفال، يعانقها موهيت ويقول بلطف وهو يربّت على رأسها: شونا...توقّفي عن البكاء فنحن سنجده بالتّأكيد، وأنا متأكد بأنّه لن يرحل ويتركنا هنا..لن يتركَ أصدقائه أبداً.
تتنهد بيا بقوّة وتفتح الباب على مصراعيه وتقول: إنّه هنا...ادخلا.
لم يستوعب موهيت ما قالته بيا للوهلةِ الأولى ولكنه فهم كلّ شيء عندما رأى لورا تدخل بسرعة وتعانق ذلك الجالس على الكرسي في منتصف الغرفة، تنهّد موهيت بارتياح عندما سمِع صوت بيس يقول: جميلتي...هل هذه أنتِ؟.
تتركه لورا وتقول وهي تُزيل العصابة عن عينيه: بيس هل أنتَ بخير؟.
ينظر إليها بيس مبتسماً ويقول: لا تقلقي جميلتي أنا بخير.
تمسح لورا دموعها وتبدأ بضربه وهي تقول: أيُّها الأحمق كيف تفعل هذا بي؟ كيف ترحل وتتركني هكذا؟ كيف تتركني وحدي مع الحمار الأخرس؟ هل تريد أن تموت على يدي؟.
بيس متصنّعاً الألم: أوه ااااه جميلتي...أنتِ تؤلمينني كثيراً.

كان موهيت واقفاً عند الباب ينظر إليهما مبتسماً بعد أن نادى على ريوسكي وألينا، بينما كانت بيا تنظر إلى الجميع باستغراب...كانت تحاول معرفة سبب قلق هؤلاء على بيس، هل هناك أحدٌ يحب هذا العصابي لهذا الحد غير أفراد عصابته؟ من هؤلاء؟ هل هم أفرادٌ جدد؟ ولكن لا يبدو عليهم أنهم مجرمين..ما الذي يحدث؟ متى أصبح الناس يحبون المجرمين وأصحاب العصابات؟.

تصرخ بيا فجأةً: توقّفي.
قالت هذا ثم اتّجهت نحو بيس ولورا الّتي كانت تحاول فكّ قيد بيس، أبعدت لورا عن بيس ووقفت هي بينهما ثمّ قالت: إياكِ أن تفكّري حتّى بأن تفكي قيد هذا العصابي.
كانت لورا ستُجيب عليها وتتشاجر معها لولا تلكَ النّظرة الّتي اعتلت وجه بيس عندما رأى بيا..لقد أحسّت بأنّه شخصٌ آخر تماماً، كانت بيا مستغربة بسبب ملامح لورا ولكن عندما التفتت نحو بيس ورأت تلكَ الابتسامة المرتسمة على وجهه علِمت بأنّها ارتكبت أكبر خطأ في حياتها عندما سمحت للورا بالدّخول.

قال بيس بلطفٍ لم تعهده لورا من قبل: لم تتغيري نهائياً حبيبتي...ما زلتِ جميلة ولطيفة جداً.
تمسكه بيا من ياقته وتقول بغضب وهي تنظر في عينيه: لا تغضبني أيُّها العصابي...ولا تقل عنّي لطيفة مرّة أخرى فأنا تغيّرت كثيراً ولم أعد تلكَ الفتاة الضّعيفة الّتي....تُقاطعها لورا وهي تسحبها بعيداً عن بيس: مهلاً مهلاً مهلاً...ما الّذي تقولينه أيّتها الفتاة؟ بيس...ما هذا الّذي سمعته؟ لم أفهم أي شيء!!.


بيس بسعادة وهو ينقل بصره بين الفتاتين: أوه أنا آسف...لم أعرفكما على بعضكما، جميلتي هذه حبيبتي...حبيبتي هذه جميلتي، أرجو أن تحبا بعضكما كثيراً.
لورا بصدمة: حبيبتك؟.
بيا بنفاذ صبر: لا تبدأي أنتِ أيضاً...أنا لستُ حبيبته، إنّه يخدعكِ ويخدع نفسه.
لورا وما زالت مصدومة: حبيبتك؟.
بيس بقلق: نعم حبيبتي....لماذا أنتِ مندهشة لهذا الحد؟ هل هناك خطب ما؟.
شعر بيس بأن لورا سيُغمى عليها في أيّةِ لحظة، ولكنه تفاجأ عندما رآها تبتسم ثم تعانق بيا بشدّة لدرجة أنّها كادت تخنفها لولا ابتعاد بيا عنها قائلةً: ماذا بكِ أيّتها المجنونة؟.
لورا بسعادة: ااااااوه أنتِ إذاً هي الفتاة التي يحبّها بيس...أنتِ جميلة حقاً، أنتَ رااائع بيس..ولكن لماذا لم تخبرني بأمرها منذ البداية؟ لا بأس...هيا أخبرني كلَّ شيءٍ عن قصتكما.

بيا بغضب: اسمعي جيدا أيّتها الجميلة...لا تجعليني أقيدكِ معه، إن سمعتكِ مرة أخرى وأنتِ تقولين بأنّني حبيبته سأقتلك.
لورا بتساؤل: ولكن...أنتِ هي حبيبته أليس كذلك؟.
تصرخ بيا بغضب وهي تلّوح بيدها: لقد قلت لكِ اصمتي ولا تقولي بأنّني حبيبته، ألا تفهمين!؟.

يتدخل ريوسكي الذي وصل للتّو ويقول بسخرية: كلا...للأسف هي لا تفهم ولن تفهم.
كان يبتسم بشدّة عندما رأى لورا وهي تختبئ خلف بيس بخوف وتهمس بأذنه بشيءٍ غير مسموع، تضرب بيا جبهتها بيدها وتقول: من أنتم حقّاً؟ وما الذي تريدونه مني؟ ارحلوا.
تُخرج لورا رأسها من خلف الكرسي وتقول: لن نرحل من دون بيس.
تنظر إليها بيا بغضب وتقول: وأنا من المستحيل أن أترك هذا العصابي يذهب هكذا دون أن أنتقم.

عمّ الصّمت في المكان لعدّة ثواني إلى أن دخلت ألينا ووقفت بجانب موهيت وهمست بصوتٍ منخفض: ما الّذي يحدث هنا؟.
تجيبها بيا بغضب: لا يحدث أي شيء...ولكنني حقاً سأفتعل مشكلة كبيرة إن لم ترحلوا حالاً.
يدخل ريوسكي ويتّجه نحو كرسي بيس ليمسك لورا من ياقة القميص الّذي ترتديه والّذي يبدو واسعاً للغاية عليها، ثمّ يسحبها لتقف أمامه ويقول مخاطباً بيا: اهدأي قليلاً لِم أنتِ غاضبة؟ فأنتِ بالطّبع ستحصلين على إنتقامكِ من هذا الأحمق و يمكنكِ اختيار طريقة تعذيبه.
ينظر إليه بيس بغضب ويقول: هيييي أيّها الحمار الأخرس،أهذا ما تفعله بعدما وجدتني بعد بحث طويل ومتعب في كل مكان؟.
يجيبه ريوسكي بلا مبالاة: أنا لم أكن أبحث عنك.
تبتسم بيا وتقول بسخرية وهي تستند على الباب المفتوح: يبدو أنكَ تكره ذلك العصابي مثلي..ولكن هذا لا يعني بأنّه يمكنكَ البقاء هنا.
كان ريوسكي يودّ أن يجيب عليها لولا صوت ذلك البكاء المزعج...فتحت بيا الباب على مصراعيه بعد أن دخل الجميع وأصبحو خلف بيس، لقد كان طفلاً في الثامنة من عمره قال بسرعة وبأنفاسٍ متقطعة: أبي...أبي، إنه مريض جدّاً..سيموت..أرجوكِ أسرعي.
بدا الخوف والفزع على وجه بيا ولم تمضي سوى عدّة ثواني حتّى أخذت تجري بسرعة خلف ذلكَ الطّفل تاركةً كل شيء ورائها، فلحقت بها ألينا لا إرادياً وبدأت تجري بجانبها وهي تقول: أنا طبيبة..يمكنني مساعدتك.
تنظر إليها بيا بملامح غريبة...ولكنها سرعان ما تقول: هيا أسرعي.
~~~~


عندما بدأت ألينا بالجري خلف بيا كان موهيت سيجري خلفها ويوقفها ولكنّه توقّف في مكانه دون حراك عندما قال بيس: انتظر...لا تذهب.

التفتَ الجميع نحو بيس ونظروا إليه منتظرين منه أن يكمل كلامه ولكن عندما بقي بيس ساكناً ولم يفتح فمه قال ريوسكي بغضب: أنتَ اصمت أيّها القبيح أخ زوجي الوسيم...يجب على موهيت أن يذهب ليُعيد ألينا، فلدينا الكثير من العمل.
بيس بنبرة حاول أن يجعلها جدية: كلا لن يذهب، لأنّه لدي أمر أهم أودّ مناقشتكم به.
تنظر لورا إليه وتقف أمامه وتقول وهي ترفع حاجباها: وما هو هذا الأمر؟.
بيس بتوتّر: هل يمكننا التّحدث بعد أن تفكوا قيدي؟.
ريوسكي بسخرية بعد أن أغلق الباب: كلا أنا أُفضّل بأن تبقى هكذا..لأنكَ أقل إزعاجاً وأنتَ مقيد.
لورا وهي تفكّ قيد بيس: ومن يهتم لكلامكَ أيها الحمار الأخرس.
يبتسم ريوسكي بسخرية ويقول وهو يهز كتفيه : حسنا فكّي قيده.....إن استطعتِ.
لم تفهم لورا في البداية لماذا كان ريوسكي يتحدث بسخرية ولكنها عندما رأت ذلك القفل في نهاية سلاسل الحديد اكتشفت بأنها لن تستطيع فك قيده حتى لو أرادت..لأنها ببساطة لا تملك المفتاح، تنهدت بقوّة وقالت بعد أن جلست على الأرض بجانب كرسي بيس: بيس يبدو بأنكَ ستبقى هكذا إلى أن تعود ألينا مع تلكَ الفتاة.
بيس: لا بأس جميلتي... وأيضاً تلكَ الفتاة اسمها بيا.
تقول لورا فجأةً بحماس بعدما وقفت: آه لقد تذكرت...هيّا بسرعة أخبرني ماهو ذلك الأمر المهم.
يبتسم بيس ويقول: ليس هناك أي شيء مهم جميلتي...فقط أردت أن أبقي موهيت هنا كي لا يتبع ألينا و أستطيع البقاء هنا مع حبيبتي.
يضرب ريوسكي على الطّاولة بقوّة فجأة ويقول بغضب: كنتُ أعلم هذا...كم كنتُ أحمقاً عندما صدقتك.
تضع لورا يديها على خصرها وتقول: لماذا أنتَ غاضب أيّها الحمار الأخرس؟ فبيس معه حق...لأنكَ لن تسمح لنا بالبقاء هنا إن علمت بأنّه يريد البقاء مع بيا.

ريوسكي: ومن عينكِ محامي دفاع عن ذلكَ الأحمق؟ ألم تقولي اليوم في الصّباح بأنكِ لن تهتمي بأحد سوى موهيت؟ ما الذي حصل الآن؟.
لورا بغضب: أنا عينت نفسي...وأيضاً أنا أهتم بالجميع لذلكَ لا تتدخل.
ريوسكي بعناد: كلا سأتدخل..أنتِ لا تتدخلي فيما لا يعنيك.
لورا: كل ما يخصّ أصدقائي هو يخصّني أيضاً ويعنيني كثيراً.
ريوسكي: وخالك...ألا يعنيكِ؟.
لورا بغضب وقليلٍ من الحزن: بلى إنّه يعنيني، لماذا دائماً تأتي على ذكره عندما نتشاجر؟.
يجيب ريوسكي: لكي تتوقّفي عن تصرفاتكِ الحمقاء وتتذكري لما أنتِ هنا الآن.
لورا: أنا أعلم جيداً لما أنا هنا...ولكن ألا تفهم بأنّ بيس يحبها؟ هل تعلم ما معنى كلمة حب؟.
ريوسكي بنبرة غاضبة: لا تغيري الموضوع.
لورا بعد أن التفتت إلى الناحية الأخرى: أنا لا أغيره...أنا فقط أريدكَ أن تفهم بأنّنا لن نرحل من هنا إلى أن يشاء بيس.
يصرخ ريوسكي فجأةً: كلا هذا لن يحصل.
تلتفت نحوه و تصرخ: لا تصرخ....أستطيعُ سماعك.
يصرخ ريوسكي: أنتِ الّتي تصرخين..وإن كنتِ لا تريدين القدوم معي ابقي هنا مع بيس، أنا راحل.

ثم يذهب بسرعة نحو الباب ليخرج ولكنّه يتفاجئ بموهيت يمسكه من ذراعه ويشدّه للخلف نحوه، فيقول ريوسكي: موهيت اتركني أرحل..إن كنتَ تريد البقاء أنتَ أيضاً فلتبقى...لا يهمني.
موهيت بهدوء: أخي اهدأ قليلاً...لنبقى هنا فقط لحين عودة ألينا.
هدأ ريوسكي فجأةً: (ما الذي حصل له؟ لما كل هذا الحزن في صوته؟ هل هو بخير حقاً؟).
فقال باستسلام وهو يرمق لورا بغضب: حسناً.
يبتسم موهيت ابتسامة باهتة ويقول: شكراً لك..هيّا تعال لنجلس.
يذهبان و يجلسان على الأريكة الموجودة خلف بيس بينما تُحضر لورا كرسياً وتجلس أمام بيس وتقول بلهفة: هيا أخبرني كيف تقابلتما؟.
ينظر بيس إلى ريوسكي نظرة غاضبة ثم يعود ويلتفت نحو لورا ويقول بلطف: من؟.
لورا بنفاذ صبر: اووووه..أنتَ وبيا.
يتنهد بيس ويقول: إنها قصّة طويلة حدثت قبل سنتين.




{ في مملكة ساكورادا في ذلكَ الهعد الّذي كان فيه بيس مسيطراً على كل المملكة...وكانت عصابة النّار تنشر الرّعب والخوف في قلوب الجميع، وفي مقر العصابة الموجود في مكان سري داخل الغابة كان بيس جالساً مع بعض أفراد عصابته على تلكَ الطّاولة الكبيرة يتناولون الطعام.

قال بيس بانزعاج بعد أن أنهى طعامه: ما الأخبار عن أخي؟ هل أعجبته إحدى الفتيات اللّواتي أحضرتهم البارحة؟.
أجاب أحد الجالسين هناك والذي يُدعى جافا: كالعادة سيدي...لم تُعجبه أيّة واحدة، والمشكلة أنّه لم يبقى هناك فتاة واحدة في مملكة ساكورادا لم نخطتفها.
بيس بغضب: ذلكَ الأحمق..سيصيبني بالجنون، هل أطلقتم سراح الفتيات واعتذرتم لهنّ؟.
جافا: نعم سيدي...وقد أوصلنا كل واحدة إلى منزلها.
بيس بعد أن وقف: حسناً حسناً...هيا أكملوا طعامكم أنا سأذهب.
قال أحدهم بسرعة: سيدي..هناكَ قافلة قادمة غداً صباحاً من الهند لزيارة الملك سيسار، وسمعت بأنّه فيها العديد من الفتيات، هل نذهب لإخطتافهن؟.
يبتسم بيس ويقول: بالطّبع..سيكون الأمر ممتعاً وخاصّة لأن القافلة ملكية، جهزوا أنفسكم سننطلق غداً قبل الفجر.

~~~


دعوني أوضّح لكم الأمر، قبل موت رئيس العصابة السّابق "ماديونغ" أي قبل ستّة أشهر، أجبر بيس على أن يعده بأنّه سيجد عروساً مناسبة لابنه "أرول" من أجل وريث العصابة بعد بيس، ومنذ ذلك الحين وبيس يختطف الفتيات ليجد الفتاة التي ستُعجب أخيه، ولكن أرول منذ ستة أشهر وإلى الآن كان يرفض جميع الفتيات اللّواتي كان بيس يُحضرهنّ.

~~~

في صباح اليوم التّالي وقبل شروق الشّمس انطلق بيس مع مجموعة صغيرة لاختطاف الفتيات، كان الجميع مختبئاً خلف الأشجار والشجيرات على أطراف الطّريق الرئيسي، منتظرين وصول القافلة، ولم تمضي سوى عدّة دقائق حتّى سمع الجميع صوت حوافر الأحصنة وهي قادمة نحوهم، فاستلّ الجميع سيوفهم وتأهبوا لاستقبال الوفد.

وعندما وصلت القافلة إلى المكان المتّفق عليه من قِبل أفراد العصابة هجم الجميع في آن واحد...وتعالت الصّرخات من حناجر الفتيات من هول ما رأوه، لأنه بغضون خمسة دقائق وبسرعة ومهارة فائقتين...كان جميع الرجال العشرة الموجودون في القافلة قد تم تقييدهم، وبدأوا بالفعل بتقييد الفتيات.

ذهب جافا نحو شجرة البلّوط العملاقة وقال بكل احترام محدثاً بيس الذي كان مستلقياً هناك: سيدي لقد انتهينا.
ذُهل بيس من كلامه، فجلس بسرعة وقال: ماذا؟ هل انتهيتم بهذه السرعة؟ هل أنتم متأكدين بأنّ هذه هي القافلة الصحيحة؟.
أجاب جافا بكل بساطة: نعم سيدي...هذه هي القافلة الصحيحة، وحتى نحن أيضا كنا مصدومين، ولكن الرجال الموجودون في القافلة لا يتجاوز عددهم العشرة، بينما الفتيات فوق الخمسة والعشرين فتاة.
عبس بيس وتنهد وقال بحزن وهو يلعب بشعره الأحمر: يااااه ما هذا؟ كنت أريد الحصول على القليل من المرح وأنا أقضي على رجال القافلة الملكية.
ابتسم جافا وقال وهو يمدّ يده ليساعد بيس على النهوض: ولكن سيدي....الفتيات جميلات حقاً، أنا متأكد بأن أرول سيُغرم بواحدة منهن.
أردف بيس وهو ينفض الغبار عن تلكَ الملابس الملوكية (الّتي سرقها): هذا جيد..هيا لنعد.

~~~~~~~~~

اهتزّ البناء بأكمله على ضربات وصرخات بيس الغاضبة، وشعر الجميع بالخوف والارتباك، بينما الشّخص الّذي كان سبباً لهذه المشكلة كان جالساً على طاولة الطّعام بلا مبالاة يستمع إلى كلام بيس وهو مستمتعٌ بطعامه.

ضرب بيس بيده على الطّاولة وقال: أيّها الوغد....ألن تتوقف عن إغضابي؟.
نظر إليه أرول نظرة حانية بابتسامة رقيقة وقال: وما الّذي عليّ فعله كي لا أغضبك؟.
قطّب بيس حاجبيه ونظر إليه نظرات شك...يا تُرى ما سرُّ هذه الابتسامة؟ ما الّذي يحاول فعله؟.

قال بيس باقتضاب بعد أن جلس: اختر واحدة من الفتيات.
أرول و الطّعام يملأ فمه: لا أريد أخي.
بيس بغضب وهو ينظر إلى أرول كأنّه سينقض عليه بأيّة لحظة: لماذا؟ لماذا لا؟ إنهنّ روعة في الجمال...ما الّذي لا يعجبك فيهن؟.
وقف أرول فجأةً وقال: إنهن لسن من نوعي المفضّل.
ثم أخذ طبقه من فوق الطّاولة ورحل وهو يرقص ويغني، تنهد بيس بقوّة وحاول أن يهدأ..إنّه حقاً لا يفهم أرول، ثم تذكّر فتيات القافلة وشعر بضيقٍ شديد...ما الّذي سيقوله لهنّ الآن؟ هل هنّ غاضبات الآن يا ترى؟.

نادى بصوتٍ عال: هانغ هانغ..تعال حالاً.

جاء هانغ رئيس السّجن بسرعة ووقف بعيداً عن بيس بعدّة أمتار وقال: نعم سيدي.
نظر إليه بيس وقال باستغراب: لماذا تقف هناك؟ اقترب.
اقترب هانغ عدّة خطوات ثم توقّف، لم يعره بيس الكثير من الاهتمام لأنّه كان مشوشاً بما يكفي بسبب أرول، فقال وهو يصبّ لنفسه القليل من العصير: هل اعتذرتم لفتيات القافلة الملكية؟.

سعل هانغ بقوّة لعدّة ثواني..ثم قال بصوتّ منخفض: كلا.
لم يسمعه بيس جيداً فقال بنفاذ صبر: هانغ أرفع صوتكَ قبل أن....قاطعه هانغ بسرعة: كلا سيدي.

قطّب بيس حاجبيه وقال: لماذا؟.
أجاب هانغ بقليلٍ من التردد: لقد...لقد...لقد هربوا جميعاً.

ما أن سمع بيس تلكَ الكلمات تخرج من هانغ حتّى بدأ بالسعال بشدّة بسبب اختناقه بالعصير الّذي كان يشربه، فهبّ جميع الجالسين هناك لمساعدته، وبعد عدّة دقائق حين هدأ بيس وجلس باعتدال مرّة أخرى وقال: كيف...كيف هربوا؟.

أخفض هانغ رأسه للأسفل وكأنّه يشعر بالخجل والذل...ولم يستطع أن يفتح فمه بكلمة واحدة، تنهد بيس بقوّة ثم ضرب بيده على الطاولة وذهب بسرعة إلى السجن ليرى وليتأكد من الذي سمعه، ولكن لم يجرؤ أحد من الذين كانوا هناك على اللّحاق به.

لقد كان في صدمة عميقة وهو يسير بين السّجون...إنها فارغة تماماً، لم يصدق الّذي يراه، هذا غير معقول..قبل عدّة ساعات كانت هذه السجون مليئة بالناس...كيف؟ كيف حصل هذا؟.

وصل إلى تلكَ الغرفة التي كان أفراد القافلة محتجزين فيها، دفع الباب بقوّة ودخل بغضب ولكنّه تفاجأ بذلك الجدار المحطّم وكانت الغرفة فارغة أيضاً كباقي الغرف إلا من فتاةٍ واحدة بشعرٍ برتقالي وعينين تشتعلان من شدّة الغضب، وكان أحد رجاله "ميتسو" ممسكاً بها وهي تحاول الإفلات منه بكل ما لها من قوة، نظرت إليه بغضب وقالت: ما الّذي تنظر إليه يا هذا؟ هيا ساعدني.
تجاهلها بيس تماماً على الرّغم من ذلكَ الأثر الذي تركته عيناها في عقله وقال: ميتسو..ما الّذي يجري هنا؟ وأين هم الأسرى؟ أريد توضيحاً الآن.

أجاب ميتسو بسرعة وهو يشير إلى تلكَ الفتاة: سيدي..هذه الفتاة سيدي، لقد ساعدت الفتيات على الهروب من هنا، وأيضا ساعدت جميع الأسرى وكانت ستهرب هي أيضا لولا أنني أمسكتُ بها في اللّحظة الأخيرة.
ابتسمت الفتاة بسخرية وقالت بغضب: سيدي؟ إذا أنتَ هو رئيسهم أيّها الوغد..دعني أرحل قبل أن أقضي عليك.
لا يعلم بيس لماذا شعر حينها برغبةٍ شديدةٍ بالابتسام، فابتسم بلطف وتجاهلها مرة أخرى ليقول: كيف استطاعو الهروب؟.

أجاب ميتسو بخجل: لا أعلم كيف ولكن الذي فهمته أن هذه الفتاة ضربت الحارسان اللذان على الباب الخلفي إلى أن أغمي عليهما ثم سرقت المفاتيح من أحدهما بعد أن قيدتهما وأغلقت فمهما ورمت بهما في السّجن، ثم لا أعلم ما الّذي فعلته حقاً لتُوجد هذه الفتحة الكبيرة في الجدار، وأخرجت باقي السّجناء بهذه الطريقة، وقد وجدنا جميع الحراس مقيدين ومرمين في السجن في آخر الممر.

صُدم بيس من كلامه...كيف يمكن لفتاة أن تفعل كل هذا لوحدها؟، استيقظ من دهشته على صوت الفتاة وهي تقول: ما الّذي حدث أيّها الزّعيم؟ هل شعرت بالخوف؟.
ابتسم بيس ونظر إليها نظرة استفزازية ثم قال لميتسو: أقفل الباب جيدا واخرج.
تركها ميتسو لتقع على الأرض وتتأوه بألم، ثم رحل وهو يقول: لقد أقفلتُ الباب سيدي.
ما أن سمعت الفتاة صوت الباب وهو يقفل حتى وقفت بسرعة وجرت نحو الجدار المحطّم محاولةً الهرب ولكنّها تفاجئت بيد تمسكها من ذراعها بقوة، التفتت نحو بيس بغضب فقال: يبدو بأن الأمر لن ينفع هنا، لنذهب إلى غرفةٍ أخرى.

في غرفة أخرى بعد أن خرج ميتسو وأقفل الباب خلفه، صرخت الفتاة بغضب: لماذا قلت له بأن يرحل؟ ما الّذي تريده مني؟.
جلس بيس على الأرض وقال: لا تقلقي..لن أفعل لكِ أي شيء، فقط أريد أن أسألكِ بعض الأسئلة.

نظرت إليه بعينان مشتعلتان ثم ذهبت نحو الباب بسرعة وبدأت تضربه بجسدها الصّغير وهي تقول بغضب: ومن قال بأنني سأجيب على أسئلتكَ الغبية؟.
ثم صرخت فجأة: دعني أخرج من هنا أّيها الوغد..افتح هذا الباب.
ابتسم بيس وقال لها بلطف: ما هو اسمكِ؟.
تنهدت بغضب وقالت: اصمتْ وافتح هذا الباب اللّعين.
نظر إليها بيس نظرات غريبة ثم سند على الأرض بيديه وقال بهدوء: أجيبي على أسئلتي أولا ثم سأدعكِ ترحلين.
قالت بغضب بعد أن تكتّفت وسندت على الحائط: وما هي هذه الأسئلة الغبية؟.
ضحك وقال: اهدأي قليلاً، ما هو اسمكِ؟.
أجابت بنبرة كلها شك: ولماذا تريد معرفة اسمي؟.
تنهد ونظر إليها ثم قال: ألا تريدين الخروج من هنا؟.
أجابت بسرعة وبغضب: اسمي بيا..هيا افتح الباب ودعني أرحل.
قال بيس: ما هذه السرعة؟ تمهلي...سأسألكِ فقط سؤالاً واحداً بعد.
نفخت وجنتيها المحمرّتين بغضب ومشت بضع خطوات للأمام لا شعورياً وقالت: وما هو؟.
وقف وبدأ بالمشي نحوها ببطئ، وكلّما اقترب منها أكثر كانت هي تعود للخلف أكثر، إلى أن ضربت بالجدار فاقترب منها أكثر عندما كانت تقول بغضب: إن اقتربت خطوةً أخرى سأقتلك أيّها العصابي...ابتعد عني.
وقف أمامها وقال مبتسماً: هل تقبلين الزّواج بي؟.

لأول مرّة منذ أن رآها اختفت تلكَ النّظرة الغاضبة المشتعلة من عينيها البنيتين و نظرت اليه بدهشة وقالت: م....ماذا؟!!.
تابع بيس قائلاً على الرّغم من أنّه هو لا يدري ما الّذي يقوله: لقد أعجبتِني كثيراً...هل تقبلين الزواج بي؟.

حقاً لقد كانت هذه صدمة للاثنين ولكن بيا كانت صدمتها مضاعفة بسبب هذا الكلام المفاجئ فابتسمت وقالت: أنا؟ أتزوج؟ اتزوجك أنت؟ هل تمزح معي أيّها العصابي؟اااه بالتأكيد أنتَ تمزح.
أجابها بيس ببساطة: كلا أنا لا أمزح.
نظرت إلى عينيه بلا مبالاة وقالت: تعلم بأنّكَ الآن أكثرُ شخصٍ أكرهه في هذا العالم...والآن تأتي إليّ وتقول بأنكَ تحبني بعد أن اخطتفتني وتريد الزّواج مني أيضا!!!!؟؟؟.
أجاب أيضاً بهدوء غيرِ معتاد: نعم...يمكنكِ القول أنّه الحب من النّظرةِ الأولى.
لقد فاجئها كثيراً بكلامه حتّى أنّ لسانها انعقد ولم تعلم ما الّذي ستقوله...فهي خائفة إن قالت ما في قلبها ورفضت عرضه بتلكَ القسوة أن يحتجزها هنا للأبد وألاّ يسمح لها بالخروج، لذلكَ عليها التفكير جيداً بكل حرف يخرج من فمها.

عندما صمتت بيا فجأة علِم بيس بأنّها تفكّر بالّذي قاله فتركها في تلك الحالة واتّجه نحو الباب وهو يقول: خذي وقتكِ في التفكير..سأنتظركِ.

مهلاً مهلاً...لم عليّ التّفكير بالأمر؟ فأنا من المستحيل أن أقبل به مهما حصل...ثم ما الّذي سيفعله لي إن قلت كلا؟ لا شيء، فقط سيُبقيني محتجزة هنا كما يفعل الآن، هذا ما كانت تفكّر به بيا عندما كاد بيس أن يخرج.
تمالكت نفسها وصرخت: ليس هناك داعٍ للإنتظار..فأنتَ تعلم بأن جوابي هو كلا وكلا وكلا.
التفت إليها وقال وهو يُغلق الباب: حبيبتي، فكّري جيداً الآن...سنتكلم غداً.

ثم أغلق الباب خلفه واتّجه إلى غرفته وهو يحاول معرفة سبب تفوهه بذلك الكلام الأحمق...لقد صدمها حقّاً، كان يجب عليه الانتظار قليلاً بعد ولكن لا مشكلة، فالأمر قد حصل بالفعل والآن لم يبقى شيء سِوى إقناعها بالأمر.
.
.
.
.
.
.

~ نهاية الفصل الثّالث والعشرون ~


لقد انتهى هذا الفصل أيضاً بفضل الله، شكراً لكم على المتابعة..أرجو بأنّكم حصلتم على أوقات جميلة وأنتم تقرأون، وأتمنى بأنني قد اسطتعت أن أرسم البسمة على وجوهكم عن طريق كلماتي.

نلتقي في فصل آخر بإذن الله ><

دمتم بود أحبابي.


الأسئلة:
1- كالمعتاد والسؤال المفضل لدي، أفضل جزء؟.
2- كيف تجدون الشخصية الجديدة؟.
3- بيا...هل تناسب صديقنا العصابي؟.
4- ما الذي تتوقعون حدوثه بين بيا وبيس بعد؟ أروني إبداعاتكم.

☆ أية انتقادات؟ نصائح؟ تساؤلات؟ سأكون سعيدة بالإجابة عليها.


بانتظار ردودوكم ^^


☆☆☆☆☆☆

ولم تنتهي المفاجئات بعد

هديّة لكم بمناسبة العودة

♡ مقابلة من الحمار الأخرس ♡

عزيزنا ريوسكي ><

ليسَ هناك عددٌ محدد من الأسئلة هذه المرّة، هيّا أطلقوا العنان لأنفسكم.

وأرجووووووكم انتبهوا من الأسئلة المكرّرة لأنّه من المتعب حقّاً التعامل مع السّؤال نفسه أكثر من مرّة، لذلك إن وجد أسئلة مكرّرة اعذروني إن لم يتم الإجابة عنها.


دمتم سالمين





[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][img3]https://e.top4top.net/p_961dc80q3.png[/img3]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 11-20-2018 الساعة 06:00 PM
رد مع اقتباس