عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-31-2018, 02:53 PM
 
فضي الموسيقى ﻻ تكذب !





أجل ! .. نعم ! .. إنها هي !
سوف تكون أعجوبة الدنيا !
سوف تكون دواء لكل داء !
أوه صَغيرتي مَلاكي .. تبقّى القليل وسوفَ تخرٌجين إلى العالم بإسمي !
بإسم " لٌوكَاس بِيرت " .

أعاد ذٌو الشَعر المٌبعثر جسَده للوراءِ بتعبِ ، وَ عيناه العسلِيتان ﻻ تٌفارقان تلكَ الورقة على مكتبهِ الصغير .
أحنى ظهره لتٌمسك أناملهٌ ذلكَ الكمانْ السوداوِي كشَعره .. تَمتَم بينما يُسنده عَلى الجِدار المَخمَلي القريب من مكتبهِ
" أحْسَنت العملَ لليومِ .. إسترحْ ولتعلمْ بأنكَ ُقمتَ بعَملِ جبارٍ "
عادَ ليحملٌ تلكَ الورقةَ مجددا .. كانت مُوسيقية !
نظرَ لها بحنانْ أبَوي وَ إبتسَامته ﻻ تفارغٌ شفتيه .. ولكنْ قاطعَ صوتُ البابَ صفوه .
إنتفضَ بخوفِ من تلكَ الطاغية الداخلة للتوِ معَ طفلتها .. وِبخطوات سريعة غيرِ موزونة ، بدأ بترتيبِ المكانَ مٌتحاشِيا النظر نَحُوَ تلكَ العينينِ الحَادة
- عَزيزَتي !! لُقًد كنَتْ قادماً ، أظٌن أنّ العشاءَ جاهز ؟

" ويقُولُون تَزوجي مٌوسِيقيا .. وسـَيعزف الحُب لكِ "
كَانت بُرتقالية الشَعر تنظُر بِحَسرة ِاِلى زوجِها بَينَما يُلَْملِم أَوراقِه المُبعثَرة فِي كُل مَكان .
تنَهدت بِضِيق وهِي تنْظُر نَحو ذَات الوجهِ الطُفولِي الغاضِب
جَال فِي خَاطِرها كَم انَها تَشبه والدُها كَثِيرا وَلكِنها لمْ تأخُذ مِنها سِوى عَينِيها الحادَتين .
تمتمت بغَير رِضا "يَالا الظُلم ! "
وبَعد أَن ادرَكت اِنتهاء زَوجِها من تَرتِيب المَكان قالت مُتجاهلة سُؤاله
- لُــوْ .. أظُن عَلينِا الحَدِيث بشَأن بيِلا
تقدم نحو زَوجتَه قَاصِدا شَبِيهتَه مُعانِقاً إياها بحَنان
- وَماذا فَعَلت مُوسِيقَاي هَذه المَرة مَارسِي ؟

وَضَعت المَدعُوة مَارسِي يَدها عَلى رأسِها بتَعب لتقول بإنزعاج
-ثَمانِية .. ثَمانِية عَشْر صَحناً حَطَمته !
تحدثت شَبيِهة وَالدِها مُبَرَرة
-قُلت لكِ أن مَاكس حَطمَها ولسْت انا أٌمي !
رَمقت الُأم إبنَتها بِحدة أخَافت لُوكَاس معها لتقول بغَضب
-كَيف لِقط تَحطِيم ثَمَانِية عَشر صَحنا بإسْتخدام مِضرب بِيـلا ؟!
ثـُم ارْدفَت وهِي تُؤشِر بِسبَابتِها عَلى بِـيلا
-الكَذِب .. إيَاكِ والكَذب ! أَلم يُخبِرك والدُك كـَم أنـني اكْـره الكَذِب !
وَجهَت نَظرَها نَحو لُوكَاس لتَُقول كَمن يضْغط عَلى وَتر حَسَاس
- آوه ! أظُنه لـم يُخبِرك سِوى عن مُوسِيقَاه !

بَلع لُوكاس رِيقهُ .. ثـُم حَوَل نَظرهُ نَحو طِفلتَه ليَجلِس عَلى رُكبَتيهِ بَينَما يُربِت عَلى شَعرِها الاسود بـِحنان
-بِيل ؟ قُولِي الحَقيقة هَل حَطمتِهم ؟
أشَاحت بِيلا بَنظرِها عَنهُما لتَقُول بإنزِعاج
-قُلت لكُم إِنه مَاكـ...

قـَاطَعها وَالدُها بِنفس النبْرة مُمُسكاً كَتفِها بِقَليل مِن القُوة
-بِيل .. أنتِ مُوسِيقَاي ، عَليكِ أن تَعلَمي أنَ المـوسـيقى لا تَكذب .. هي دَائما صَادقة
تَألمت بِيلا قَليلا .. وَلكن خَوفَها كان اكْثر .. تِلكَ الإبتسَامة الحَنُونة خَلفها رِسالة کـ
" أرجوكِ قُولي الحَقيقة فَحسب .. ألستِ مُوسِيقَاي ؟! "
نَظرت نَحو والدتِها القَلقة .. كِلتَاهُما تَعرِفان جيدا أَنه عِندَما يَتعلق الأمر بِالمُوسِيقى. فــ لُوكَاس يَتغَير تَماما .
هُو لَم يُسَمِها مُوسِيقاه عبَثاً .. إنهَمرت دُموعَها على وَجنَتيها لتَُقول بإنْصِياع
-لَقد كَسرتُها .. أَردتُ أن اراكَ .. لَم يَُكن لَدي خيَار اخَر لِرُؤيتك
بَكت أكْثر وهِي تَنظُر اِلى الأرْض .. كِانَ كِلُ شِئ ضبابي بّْعيَنَيَُها ، أَردَفت
- أَنتَ ﻻ تَسمِح لي بِالدُخُول اِلى هُنا .. مُوسِيقَاك ﻻ تَكذِب ابِي .. أُقسِم أَنِي أقُول الحَقيقِة .

أَرخَى لُوكَاس جَسَده عَلى الَأرض بإرتَياح .. مَرت بُِقربِه مَارسِين لتَدنُو نَحو صِغيرتِها بِعناق دَافئ وهِي تَقول
"ﻻ بَأس .. كُنتِي مُوسِيقى جَيدة .. ﻻ بَأس "
رَاقب لُوكَاس عِناقَهما لِتتَسِع حَدقتَاه العَسَليتَان .
شَعر وكَأن هُناكَ مَن يُكمِل لَحنَه .. صّغًى بُّهدِوَء لُُه مٌغًمٌضُا ْعيَنَيَُه.. ثُمٌ فَتْحُُهمٌا مُتمتِما قَبل أَن يَنضَم لأجْمٌلُ َ مٌوَسِيَقًاُه
- مَعزُوفَتي قًدِ إكتَملَت الآن .





__________________





انسدحوا هون
https://sarahah.top/u/NUteen


التعديل الأخير تم بواسطة مَنفىّ ❝ ; 12-31-2018 الساعة 03:43 PM
رد مع اقتباس