عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 02-05-2019, 12:49 AM
 
سابقا بقلم سنباي وردة المودة
أنهيت ُُ القهوة و وضعتها بفنجانٍ حلبي اللون ، و بعد تجهيزي للذهاب نحو مقصدي ..
سمعتُ صوتَ الهاتف...
كان هذا قابضاً لقلبي دونَ إنذار، فمن يتصل بهيكتور المنعزل ..؟؟؟
توجهتُ حيث وضعت السماعة اللاسلكية الرمادية و رفعتها : منزل السيد هيكتور بلاديمون، هل أخدمك بشيئ ؟؟
لم أشعر بشيئ إلا و قد سقط الفنجان من يدي ... !!
ما الذي يقوله هذا الشقي ؟؟!!..
هل يود قتل عمه بما يقول ..؟؟!!
ألم يكفه ما فعلته أمه...!!
لا ، طفلٌ مثله لن يكون بهذا المكر و الخبث .. بكاؤه صادق أيضا ًً...
لكن....
أنا كيف لي أن أخبر هيكتور بانتكاسة أخيه هذه..؟!


الفصل الجديد



عنوان الفصل " تسائلات واعترافات"

روجينا

استدرت لرالف الذي نهرني بصوتٍ خافت لا يخلوا من عتاب غضب ،،

" ماذا يحدث معك؟!..
لماذا تصدرين الضجيج الآن ؟؟..و كأنك لا تعرفين أن السيد يحب الهدوء، خاصة أن لديه الآن ضيف مهم، كيف تكونين بهذا الإهمال؟."

تجاهلت كلماته الغير منطقية لي ، وكأنني ايتقبل ظيوفه يوميا و هذا الأول منذ قدومي ،،

ما يشغل بالي حاليا هو كيف أخبرهم بالذي سمعته من الفتى؟ كيف سأخبر هيكتور... لحظتها ظهر هيكتور خلف رالف بعينيه الساخطة لتأخري على تقديم الضيافة ، تقدم و وكزني من كتفي لأتألم وأتراجع للخلف وزمجر علي كالأسد قاتلاً ذلك الهدوء الذي أراده رالف ،،:لماذا دوما تكونين بهذا الغباء؟ ما الشيء التافه الذي جعلتِ الضيف ينتظر قهوته بسببه حتى الآن؟؟

حاولت لملمة كلماتي متشجعة لإخباره : سيدي لقد اتصل ابن أخيك يقول....

رأيت ظلاماً اكتسح ملامحه وجموداً بوجهه زاد ترددي و سألني ببطء حذراً مما سيسمع : ماذا قال؟

أكملت بتردد وشفقة عليه لعلمي بكذبه على نفسه بعدم أهمية أخيه و ما يجري له :قال أن أخيك في المستشفى..و حالـ..


فاجأني عودة ملامحه لطبيعتها مديراً رأسه غير مكترث لما قلت و قاطعني مستنكراً و هو يشير لما سقط من يدي منكسراً ببرود جليدي : و ماذا لو كان في المشفى ؟.. لا تقولي أنك حطمتِ الأواني لهذا السبب فقط..؟

استدار عني وأنا مصدومة من رده :حضري القهوة مرة أخرى غضون خمس دقائق ولا أريد سماع هذا الكذب مجددا.

مددت يدي نحوه و هو يرحل أحاول ردعه ، كيف له أن يظن أننا نكذب عليه بشأن أمر كهذا ...!! :هيكتور انتظر، لقد كان الفتى يبكي، لابد أنه مريض حقا ، بجدية كيف لك أن تكون بهذا البرود؟!


توقف ملتفتا لي بحدة ، و قال كلماته الثابتة و الواثقة التي انتهت بتهديد واضحٍ لي : انها تلك الأفعى زوجته تريد المال، ولا أستغرب ان تستخدم الطفل في هذا.. عودي للعمل ولا أريد تدخلا و لا فوضى .

كان مخيفاً بحيث لا كلمات بقيت تذالب الخروج، لم أستطيع مقاطعة ذهابه بالطبع وعدت لأعد القهوة لضيفه المجهول ،،

عندما خرجت من المطبخ لأذهب بالقهوة اعترضني رالف قائلا أنه سيأخذها متعللا أني ربما سوف أسقطها ثانيَةً، ولكن لسبب ما شعرت أنه لا يريدني ان أقابل الضيف...
لم أطل التفكير بهذا و توجهت لتنظيف المطبخ حيث أعددت القهوة وذهبت لغرفتي ، تلك التي لم يقم بتغييرها ذلك المتعجرف حتى الآن ، الكثير من الغرف متواجدة في هذا القصر ولكنه بخيل، دخلت السرير أطلب الراحة وصوت الفتى الباكي لم يغادرني كيف لهيكتور أن يكون بهذه القسوة؟ ولكن عذره هي تلك الساندي...تلك المرأة العفريتة ..ما زلت أشعر بغضب جامح عند تذكري ما فعلته بنا ...



*هيكتور*



في اليوم التالي

استيقظت على رنين هاتفي، لم أعرف الرقم حيث لم يكن مسجلاً بإسم أحد و لكني رفعته على أي حال: من معي؟


فكان ابن أخي جون الذي يعاتبني بكلمات استفهامية :عمي لقد اتصلت بك البارحة لماذا لم تأتي؟ ..

انتظري أمي أريد...

علمت أن صياغة الحديث تحثني على الصبر فهي من سأتناقل معها الكلمات،،


ابتعد صوت الصغير ليأتي صوت تلك الأفعى : هيكتور هل تعتبر نفسك أخا حقا؟... لقد أخبرناك بسوء حالةِ أخيك ولكن لا فائدة، لا عجب.. أنا أخبرته دوما أنك لا تحب غير نفسك ولكنه يدافع عنك كلما أردته أن..."


تتجرأ دوماً بالحديث بما تريد و تهدف ، لاحد لوقاحتها حقاً ..لم أستطع تمالك نفسي عن الرد عليها بينما ترمي حروفاً كاذبة لأجل مطامعها الشخصية : ألا تظنين انك تواقحتي في ما فيه الكفاية؟ هل حقا صدقت أنه ستنطلي علي كذبة كهذه؟


سمعتها تضحك بانطلاقة وقحة ثم قالت: عندما يأتيك خبره في التابوت لا تعظ أصابعك ندما.

أغلقتُ الهاتف في وجهها ، تضع أخي و حياته مزحة كواجهة مصرف... عكرت لي مزاجي حتى صرخت و أنا أرمي الهاتف عله يمحوا ما سمعت

" أيُّ صباح هذا؟."



نظرت للساعة، لقد تجاوزت الثامنة!!

لقد تأخرت في الاستيقاظ أيضا لأنني سهرت كثيرا مع ضيفي ، ما بال رالف لم يوقظني ؟
أو روجينا ؟


بدت كمشعوذة ما بحضورها الفوري فور ذكرها بذهني !!

حيث فُتِح الباب لتطل هي من خلفه بعد طرقه بالطبع ، و بملامح هادئة تقدمت لتقول
" صباح الخير سيدي"


رفعت رأسي لها ،و ما زلت مقتنعا بشؤم يومي ..فأي خير يأتي من صوت تلك الأفعى ..؟!


تجاهلتها و دخلت الحمام و عندما اغتسلت وخرجت لم أجدها!

لِمَ أتت إن كانت ستغادر؟؟

نزلت لأجدها تضع أطباق إفطاري ، يبدو أنها كانت ستوقظني عند مجيئها و قد تحقق ما أرادت ، نظرت للطعام الذي من الواضح كونه حسن الطعم ، ولكن لا رغبة لي و لا شهية تعينني فاكتفيت بالقهوة ...


وقفت للمغادرة إلى عملي لأسمع صوتها ينادي من خلفي
" انتظر سيدي."

أجبتها بحدة و تقطيب يبدي انوعاجي لمقاطعتها حركتي:ماذا تريدين؟؟

بدت متلبكة و هي تحرك أصابعها المتشابكة و لسانها يرتعش غير واثق من صحة ما ينطق لي

: ألن تذهب لأخيك ماتيوس؟؟

مرَّةً أخرى هذه السيرة ،، لم أخف اعتقادي أو اخفيه ، بل صارحتها بما يجب أن يسكتها : لن أذهب إنها تلك الأفعى لن أسمح لها بالاقتراب مني مجددا.

تركتها مغادراً بما أن رالف كان قد جهز السيارة،، هارباً من تدخلها الذي قد يؤثر بي واقعاً بفخ تلك الماكرة ،،









روجينا

أنظر إلى هذا البائس الميئوس من قلبه الجامد،تبا له و لأخلاقه المتدنية ،،،


تنهدت بقلة حيلة ثم عدت للمطبخ لأكمل أعمالي و بعد مدة عاد رالف لأتوجه اليه مسرعة ، هوو الوحيد الذي قد يفيد تدخله في هذا الوضع .. لن أقف مكتوفة الأيدي بينما يحتاج ماتيوس أخاه ،،

بدأت محاورتي معه بأملٍ يخالط أفكاري من اصلاح الأمر: اسمع رالف.. أنا متيقنة بأن ابن ماتيوس كان صادق في بكاءه ...ماذا لو كان في حالة خطرة، حاول إقناع هيكتور للذهاب لماتيوس أرجوك.

تنهد هو الآخر وجلس على طاولة الطعام الصغيرة التي تتوسط المطبخ طالباً بهدوء. :هلاَّ سكبت لي فنجان قهوة؟


لبيت طلبه وجلست مقابله أنتظر رده و هو بدأ يتكلَّم كما انتظرت :إن سيدي عنيد، و سبق أن وقع في فخ كهذا، بذلك الوقت اتصلت السيدة ساندي وقالت أن ابنها مريض جداً..وظهر لاحقاً أنَّ السيدة ساندي كانت تريد المال من أجل رحلة استجمام..



" ماذا؟؟! "

هذا ما خرج من فمي بشكل عفوي لشدَّة ذهولي من مكر المرأة و جرأتها على الكذب،، على الأقل ليس على صحة الآخرين!!!


علامات التعجب ملأت رأسي بجنون ،فقلت مستغربة ومنزعجة: كيف تفكر هذه المرأة؟؟

ركز بصره على الفنجان وقال بنبرة حيادية: إن السيدة ساندي روحها متعلقة المال.

يزيد حنقي هذا الأصلع عندما يتحدث بوقار عن مثل هذه الأشخاص ، أخرجني من صوابي لأقول: لماذا تناديها بالسيدة وكأنها شخص محترم؟!..إنها المقياس الأمثل للنذالة و الخداع .

رد بجفاف ساخطاً من انفعالي ، و أجاب بلحنٍ ثابت لجوابٍ ثابتٍ لديه

" إنها من أقرباء السيد هيكتور "

أجل أجل ، نسيت هذا الشخص يحترم سيده كثيرا... أكثر من اللازم ،،

قلت بعد تنهيدة يأس : حسنا وماذا بعد؟.

حرك كتفاه بلا مبالاة: تعرفين؟..دعي السيد يفعل ما يراه مناسباً، قد يكون ذلك أفضل.

صرخت بوجهه ما أن سمعت التفاهة التي يهذي بها :وماذا لو كان مخطئ ؟ هل ستدعه يلوم نفسه لاحقا؟؟... لقد خسر هيكتور ما يكفي ، الآن فرصته ليستعيد أخوته على الأقل.

رأيت انتباهه اشتد نحوي فاستغليت ذلك ، رغم عجرفة و صلافة هيكتور لا أستطيع ترك ماتيوس وحيد في المستشفى مع تلك الساندي و إن كانت زوجته، فمن يعلم ما قد تفعله للحصول على دولارات تملأ جشعها..

" اذا كان هيكتور لا يصدق ، دعنا نحن نكتشف إن كان جون صادقاً أم أن والدته تكيد شيء للأخوين...من أجل رحلة استجمام أخرى."
ابتسم رالف على سخريتي، وتركته يفكر وبدأت أعد طعام الغداء...






هيكتور


عدت عند الظهيرة للمنزل، استحممت وغيرت ملابس العمل بعد أن قررت عدم العودة للشركة اليوم،،

نزلت لأجد روجينا أعدت الطاولة و حيتني بأدب ثمَّ خرجت للحديقة، لم تفتح موضوع ماتيوس مجدداً و هذا مريح، رغم أن مكالمة الأفعى صباحا جعلت كل يومي سيء...

أكملت غدائي وذهبت للمكتب ، لا أدري كم من الوقت مر فنظرت لساعة الحائط ،،

إنها الرابعة، لماذا لم أرى رالف في الأرجاء إذا؟؟..
ركَّزت على كاميرات المراقبة فلم أجد أحدا ًً،،
سحقاً..

" روجيناااا "

صرخت بإسمها و اندفعت خارجاً من المكتب ،،

لم أجدها أيضاً، أنا على ثقة تامة أنَّ لها يداً في اختفاء رالف بلا إذنٍ مني، هذه الفتاة تتمرد على قوانيني دوماً وقد حصلت على تأييد ماتيوس والآن حتى رالف؟!...غيابه الذي لم يحصل مسبقاً يبيِّن هذا ،، وكأنها حشرة تحمل عدوى عدم الانصياع للأوامر...


وقفت على باب الخروج لأنقل نظري بين أرجاء للحديقة ..

رصصتُ على شفتي و قلتُ بإمتعاض
" لا أثر..لهما !! لأذهب وأنظر في المرآب لعل رالف هناك."


وعند اقترابي سمعت أصوات خافتة فاقتربت بهدوء ليتضح لي صوت رالف القلق :روجينا أنت تعلمين أنه سوف يكون غاضبا.

ابتسمتُ بسخرية من هذه الطفلة طويلة القامة ، لا تتسم بالنضج و لو قليلاً.. يبدوا أن علي وضع كاميرا للمراقبة هنا أيضا فقد أصبحت النقطة العمياء هنا،،

كنتُ أعلم أن لها يد في شيء ما و لم يخب ظني...

سمعتُ صوتها هيَ الأخرى و بدى أنها تسعى لإقناعه بشيئ ما في حينَ وصلُ وتوقفتُ عند باب المرآب : ولكن رالف، عند معرفته بالحقيقة سوف يسامحنا.


" نحنُ نعلمُ حقاًّ أن حالة السيد ماتيوس سيئة...لكن من يستطيع جعل السيد هيكتور يصدق يا فتاة .."

هل رالف قال أن ماتيوس بحالة سيئة بالفعل؟!!
إنها ليست خدعة من ساندي!!

أسرعت داخلاً عليهما ليجفل كليهما ناظران لي بتعجب ،،،


قلتُ بلسانٍ سريع متوتر :كيف عرفت أن ماتيوس مريض حقا؟؟


أشاح رالف عيناه عني و هو يجيبني : لقد أوكلت أحد رجالنا هناك من فرع الشركة بإستطلاع الأمر و قد قال أن السيد الكبير مريضٌ حقاًّ ،وهو في المستشفى من صباح أمس."






روجينا


كنت خائفة ومتوترة من ردة فعله وكذلك خائفة عليه ، لمعت خضراوتاه بحدة خطرة لكنها لم تكن موجّهة لنا ،
استدار و غادر عائداً لمكتبه فلحقته بدون تفكير...

عندما دخلت خلفه وجدته يبحث في الدرج، أخرج أوراقاً ما بهدوءٍ ساكنٍ ومريب ، عندما وضع الأوراق على سريره رأيت بينها جواز سفره.. حينها اقتربتُ واقفةً بجانبه والتوتر لم يغادرني ثم تمالكت نفسي وقلت له: هيكتور دعني أذهب معك.
...




هيكتور



استدرتُ ناحيتها حيث كانت يميني ، و هي تصدر أصوات الإعجاب و الإندهاش بعدما نظرت إلي بأعين تلمع تريد الجلوس قرب النافذة

أشحتُ بصري عنها عندما أتت مضيفة الطيران قائلة برزانة: سيدي هل ترغب بشيء؟.


" لا "
أجبتها ببرود وأنا أراها تحدق بي بجرأة وقحة... أعرف هذا النوع البذيئ جيِّداً ، ما يعجبها هي محفظتي وليس شخصي ...


" سيدي لدينا كل ما تريد أخبرني حتى أحضره"


أردت طردها ولكن ما فاجأتني روجينا إذ كشرت في وجهها !!


ثمَّ قالت لها بلحنٍ غاضب :لقد أخبرك أنه لا يريد فلماذا ما زلت هنا؟


أدرت رأسي للمضيفة التي قالت بحقد :ما دخلك، أنا أكلم السيد هنا؟؟

أدرت رأسي مجددا لروجينا التي اقترب وجهها لجهتي أكثر و احمر غضبا : والسيد أخبرك بكل صراحة..لا !!!


مجدداً نظرت للمضيفة التي ازدادت حدة في لكنتها نحو روجينا: اسمعيني يا آنسة، هذا عملي .. أن أخدم الركاب وأعمل على راحتهم .


زفرت بضجر و كأن صدرها بدأ ينفذ من المضيفة: لكنه أخبرك لا يريد فلماذا ما زلت تزعجينه؟؟

تجاهلتها المضيفة بفظاظة و ابتسمت لي بزيف وعيناها تبرقان بخبث لي: سيدي سوف أعمل على راحتك ماذا تطلب؟"


التفتت روجينا ناحيتي مقتربةً أكثر، فأصبحت أقرب دون أن تشعر و تدرك لشدة غضبها و هذا مؤكد... اقتربت أكثر تخاطبني: هيكتور أنت لا تريد شيء أليس كذلك؟؟


قريبة...قريبة جداً...!!

ابتسمت بخبث و اقتربت أكثر لجانب وجهها فهمستُ لها مشيراً : روجينا أنت قريبة للغاية.


"هاه؟"

خرجت منها لترتد بعدها لمقعدها بسرعة و تدير رأسها للنافذة ووجهها يشتعل احمراراً أكثر من غضبها قبل قليل، ابتسمت أرمقها وقد تجاهلت تلك العلكة التي بجانبي...

" سيدي؟"
أخرجتني صاحبة الصوت من حالة الخدر والمشاعر التي تنتابني عندما تكون روجينا بجانبي فنظرت لها بغضب عارم يأتي بسبب أمثالها
فابتسمتْ بتلاعب وهي مغادرة :أنت تزمجر كالأسد.


عدت ببصري للتي انكمشت كالكرة ملتفتة عني ولكن أذناها كانتا حمراء ظاهرةٌ لي بوضوح ، ضحكتُ متسائلاً في داخلي عن كيف هو شكر وجهها إذا؟







روجينا



ماذا دهاني لأتصرف هكذا ؟...

آه، هذا محرج كيف سأنظر لوجهه ؟... تبا ماذا سيفكر الآن عني؟!!

سوف يوبخني لأنني أتدخل في شؤونه ؟
أم هل معقول سوف يسخر مني ويقول أني أغار!!!


بعد وقت أخذته في تأمل الغيوم المنتشرة والتي تشبه الضباب الكثيف عن قرب، أردت الإستدارة ورؤية ماذا يفعل؟
لكن...

وبعد دقائق من التردد أدرت رأسي ببطئ أخيراً لأصاب بالإحباط نوعا ما،،،


كان نائم و وجهه ملتفت ناحيتي متكئ للخلف ...

مهلاً مهلاً مهلاً،،،،
لكن لم أشعر بالإحباط..!!

أليس أفضل لي أنه نائم؟!


شعرت بهدوءٍ و سكون لهدوءه و سكونه ، بدى مستقراً بهذه الغفوة ...

تذكرت أنه قال بأنه لا يريد أن تقترب ساندي منه و أعلم كم إنه يكرهها ، و لكن لماذا لا يريد اقترابها بهذا الشكل الإنفعالي ؟ هل فعلت له شيء؟!!
ربما أبالغ بالتفكير حقاً ،، فيكفي أن أبسط شيء فعلته عندما رمت تحفة والدته الغالية أمامه، لابد أنه يفتقدها ، فمع أنه يظهر قوياًّ و صلباً ولكن من المؤكد أن جزءاً منه لا يزال ذلك الصغير الذي افتقد الحنان مبكراً..

أردت مواساته بما أستطيع ، شعرت بعينيّ تحترقان ثم وجنتيّ تبتلاّن بعد دقائق من التفكير بمعاناته التي لا أقارن مصائب أيامي بها،،،



" هيكتور"


همستُ باسمه ..
لم يجب...
مددت يدي و أمسكتُ بكمِّ سترته لأهمس مجدداً...


" أعلم بأني لست بنفوذك ، و لكني سوف أحميك من ساندي بأيِّ ثمن"


انفلتت مني شهقة وأنا أرى عينيه التي فُتحت تحدق بي ..!!

اللون العشبيْ فيهما لمع ببريق خدَّرني لأرمقه بهدوء أستطلع الغموض فيهما،،

كلينا لم نبرح بحركة
وجهه يقابل وجهي ، وعيناه تأسران عيناي..



هيكتور








نومي خفيف جداً لذا عندما نطقت روجينا باسمي استيقظت فوراً ، لكن فضلت الصمت عن مواجهتها فتفاجأت بإمساكها بي ثم سمعت ما جعلني أفتح عيني منذهلاً ...


اختلجت صدري أموراً كثيرة، أكثر من استيعابي حتى ..!

راحة شملتني، فاسترخيتْ من عذاب أعصابي المشدودة، ثم ظهرت لي زرقة عيناها التي لمعت الدموع فيهما!!
أهي تبكي لأجلي؟؟؟؟!!!
.
.
.
انتهى الفصل

قراءة ممتعة،،


السلام عليكم ورحمة الله

صلوا على النبي يا جماعة ولا تغضبوا على تأخرنا

لأننا نعتذر على ذلك. ضروفنا

+
الكتابة أنا

والتحرير وردة المودة


__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر
رد مع اقتباس