عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 02-23-2019, 10:42 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/uploads/153287116684862.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




- الفصل الرابع -


حرارتها مرتفعة وتنفسها يصبح أصعب فأصعب، الجو قارس البرودة، تكورت بجانب
الحائط لتدفئه نفسها صوت انفاسها يعلوا أكثر فأكثر، قبعت هناك في صمت مخيف لا
يكسره سوى صوت شهقات متقطعة تصدر كل فترة من الطفلة التي تستند على الحائط
بجانبها، بينما يحاوطها اخيها التوأم بذراعيه، محاولا تهدئتها متظاهرا بالشجاعة برغم
ان عينيه قد اغرُقتا بالدموع

-لا تخافي والدينا سيأتيان لإنقاذنا بالتأكيد

همس بصوت مرتجف الا انه كان واثق فوالداه هما بطلاه في هذه الحياة،
كلماته لم تزدها سوى نحيب

- ها آه آه هل.. هل تصدق ذلك نحن سنموت هنا لو كان أحد سياتي لإنقاذنا لفعلوا
ذلك من البداية نحن سنموت هنا كالحيوانات آه آه حتى الحيوانات تحظى بموت لائق أكثر منا

قالت الفتاة برثاء للذات، ثم بدأت بتلمس الأرضية الباردة باحثه عن شيء ما، توقفت
عندما احست بيد ساخنه، انهمرت الدموع أكثر من عينيها

-هي ستموت ستموت إذا لم تتلقى العلاج ماذا يمكننا ان نفعل لإنقاذها

قالت وهي تتحسس طريقها الى وجهها ثم تابعت

-انها تحترق كما الجحيم.... صمتت بغصة ثم تابعت

-لماذا لماذا يعذبوننا هكذا ماذا فعلنا بهم

بيديها النحيلتين حضنت وجه الفتاة وضمتها الى صدرها الصغير بينما استمرت دموعها
بالانهمار على تلك الخدود المخترقة

في نفس الوقت وقف ذلك الفتى يبكي بحرقه على عجزهم وضعفهم، انه مجرد طفل ما
الذي يتوقعونه منه لا يمكنه ان يحمي نفسه فما بالك بطفلتان بجانبه، عض يده بقوة
ليمنع صوت شهقاته من الارتفاع هو الآخر.


ماهي الا لحظات حتى انفتح الباب ليدخل ضوء خافت بالكاد مكنهم من رؤية ظل شخص
يقف امامهم، توقف للحظات قبل ان يجول بعينيه في تلك الغرفة القذرة والمظلمة،
توقف للحظات قبل ان يقترب من الفتاتين، نظر للنائمة ببرود.
ارتعش جسدها وتسمكت بالطفلة الأخرى بأحكام هل سيأخذها مرة اخرى ايمكن ان يقتلها

-اتركيها ..

صوت كالجليد تحدث

غرزت اضافرها في البشرة الشاحبة للطفلة الاخرى بشكل غريزي، لن تدعه يفعل هذا
مجددا لن تتركها اليوم، هذا يكفي لم تعد تحتمل، ان كنا سنموت لا بأس فلنمت هنا لن
نتعذب أكثر ولن نعاني

-انا لا أحب ان اعيد كلماتي، لذت تحركي بينما ما زلت صبوراً

هزت رأسها بحزم ودفنت راسها في عنق الفتاة أكثر.
لمعت عيناه بغضب، ثم قام بسحب شعرها وضرب راسها بالحائط.

صرختها اعادت الفتاة الاخرى لوعيها، نظرت عينيها كانت باهته وهي تمررها على
جسده العريض، بينما مد الرجل يديه ليسحبها هي الاخرى

في ثانيه كان ممدا على الأرض ويد صغيرة تمسك بيده خلف ظهره والاخرى على عنقه
صرت بأسنانها وصرخت:

-هل تريد ان تموت؟

-سيدتي سيدتي ارجوك انا آسفه لم اقصد ازعاجك

-هااه من انت وماذا تفعلين هنا؟

قالت بارتباك وهي تزيح يديها من عنق الفتاه .

دلكت جبينها بتعب مازالت تراودها هذه الاحلام رغم مرور العديد من السنوات

-انا سالي خادمتك الجديدة سيدتي

اجابت الفتاة بينما هي تمسك عنقها بخوف

-ارسلني رئيس الخدم لأعلامك ان لديك مكالمة من المشفى

-اووه حقا في هذا الوقت لابد ان الامر مهم

قالت بشرود وهي تنظر الى الساعة التي تشير لمنتصف الليل

-أمم نعم على ما يبدو

تكلمت الخادمة وهي تنظر بخوف الى الأرض

-حسنا يمكنك الذهاب الان


حنت راسها وغادرت، اوقفتها قبل ان تصل الى الباب

-بشأن ذلك انا اسفه

قالت وهي تنظر لعنقها المحمرة

-يمكنك ان تجدي مرهما لتخفيف الألم في علبه الإسعافات، سأفحصها لك عندما اعود



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Ǎŋg¡ŋąŀ ; 07-02-2019 الساعة 02:15 PM