عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-06-2019, 07:06 AM
 
ذهبي نُوتات ذهبية ||واحد في مليون||One in a million


[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/155445233585073.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







وشَمتُك في عيني رسماً لا يُفنى
بوضوحٍ أراك لو كنت في السماءِ العُلا
حتى يبلغ العدد منتهاه ...ستبقى أنت واحداً فقط




وسطَ حديقةٍ مزدانةٍ بأبهى وأجمل الزهورِ وأعذبها ألواناً ورونقاً ، تبسّمَ ثغرها الورديّ حالَ رؤيتها لتلك الفراشاتِ التي تداعب شعرها حيناً و الأزهار حيناً آخر.
ظلّت تحدّق بها طويلاً حتى قطعَ صوتٌ سائلٍ تأمُّلها " ماري ماذا تفعلين وحدكِ هنا؟ "
استحالت تعابيرها اللطيفة والبريئة إلى همٍّ وحزنٍ كسا عينيها الزرقاوتين وأفقدهما بريقهما المعتاد
التفتت إلى الواقف خلفها والذي يزيدها طولاً وعمراً ، حدّقت بنرجسيتيه منتظرةً منه الإجابة على السؤال المطروح في عينيها .
أطلقَ تنهيدة طويلة وعميقة أعلمتها بالإجابة فابتسمت بسخرية غير معهودة بمن في عمرها قائلة " إذاً العم والعمة سيتخلصون من ماري أليس كذلك مارك؟ "
اتسعت عيناه على أقصاها ،فقد صُدمَ أشقرُ الشعر من كلامها فصدَحَ بسرعة " ماري عزيزتي مالذي تقولينه؟ " وأكمل بعد أن بدأ بالاقتراب منها " هذا ليس صحيحاً "
احتضنها ثم بدأ بتمسيد شعرها الذهبي وهو يقول بلطف " والداي لم يقصدوا ذلك .. هم يفعلون ذلك لأجلك "
ترقرقت عيناها بدموعها المكبوتة وقالت بصوتٍ مخنوق " إذاً لما على ماري الذهاب وحدها؟ .. لما لا تستطيع الذهاب معي مارك؟! "
شعر بالعجز واليأس أمام هذه التي تصغره بست سنوات ، لقد حاول بكل قوّته أن يحيد والديه عن رأيهما ، لكنهُ السبب في المقام الأوّل
قالَ ممازحاً يحاول مواساتها " أنا لستُ بارعاً في الرسم مثل ماري "
قالت بسرعةٍ محتجّةً " لكني لا أريد الذهاب لوحدي "
انتصب قائماً من مكانه ثم ابتسمَ قائلاً " إذاً سأعطيكِ وعداً "
كفكفت دموعها بسرعة و تحرّت عن كلماته سائلة " أيُّ وعد؟ "
أكمل بنفس الابتسامة " عندما أصبحُ أكبر سآتي لرؤيتك والبقاء بجانبك "
شعرت بالإحباط فعقدت حاجبيها وقالت " إنّها مدة طويلة كيف ستتعرفُ عليّ وقتها "
أجاب سؤالها بثقة " لأنكِ واحد في مليون بالنسبة لي "
انزعجت من كلام هذا الأخير وكادت تقرّ أنّه يقوم بخداعها إلا أنها قررت سؤاله " ما معنى ما قُلت؟ "
" ستفهمين عندما يحين الوقت "
بقت صامتة لمدة طويلة أدركت خلالها أنّها لن تستطيع فعل شيءٍ سوى الاستماع لقرارات عمّتها القاسية .. من طفح منها الكيل للاستمرار بالاعتناء بها أو ربما هذا ما تحسَبُه
حتى ابنها المحبوب ، ذو الستةَ عشر ربيعاً لم يستطع إقناعها فمن ذا الذي يستطيع؟
تنهدت بحزن ثم وجّهت عيونها نحو عينيه القلقتين من صمتها الطويل وقالت مترجّيةً الصدق منه " أَأثقُ بك؟ "
أجابها بابتسامة استعرضت وجهه " بالتأكيد! "
بادلتهُ الابتسامة نفسها ثم عادت للعب حيث كانت ، غافلة عن تعابير الحزن التي أظهرها مارك خلفها .
***************

بعد مضي ستٍّ من السنين على ذهاب ماري إلى لندن للعيش عند أقاربها الآخرين ، أصبحت ماري رازيل أشهر رسامة عرفها الناس يوماً .
كل ما ترسمه من أشجارٍ وزهورٍ وفراشات تبدو وكأنّها على وشك الخروج من لوحتها .
في قصر آل رازيل في غرفتها الخاصة بالرسم وأثناء رسمها لباقة من زهور البنفسج ، كانت ذاكرتها تتهجّأ القليل من الصور التي تحملها مع هذه الزهرة
طُرق الباب بأدبٍ فأذنت لصاحبهِ بالدخول ، ثم استدارت لترى الطارق فابتسمت حالَ رؤيتها شابّاً في السابعة عشر من عمره وأردفت مُرحّبة " أهلاً مايك "
خرجت الكلمات من فمه بصعوبة وبدا عليه الارتباك إلا أنّه قال " أهلاً ماري .. ماذا ترسمين؟ "
" أرسمُ زهور البنفسج " وأكملت بابتسامة كبيرة " إنّها المفضلة لديّ سأُريها لمارك عندما يأتي اليوم "
وافقها الرأي بتعبيرٍ وصوتٍ حزينين " هذا .. صحيح "
استدركت مسامعها نبرتهُ الحزينة فسألت مستفسرة " ماذا هناك؟ "
ارتكب مايك خطأً عندما أسمعها تلك النبرة وندم على ذلك بشدة ، لكن الأوان قد فات وحان وقتُ قول الحقيقة
قال بصوتٍ يكاد يُسمع " ماري لقد .. " لم يستطع أن يكمل ما بدأه ، هو يشعر بالاختناق
شعرت بالخوف فصرخت " ماذا هناك أنت تخيفني؟! "
بعد صمتٍ طويل خرجت كلماتٌ من بين أسنانه " لقد مات مارك "
" كيف حدث هذا؟ " صرخت والصدمة تعلو وجهها
قال بصعوبة أكبر من سابقتها " أُصيب بحادث ثم مات "
هذا غيرُ صحيح ، لا يمكن أن يكون ما سَمِعَتهُ صحيحاً، لقد وعدها أليس كذلك؟ ، مارك لا يخلفُ وعدهُ أبداً ، ظهر أمامها شبحُ مارك المبتسم وهو يعطيها وعده بالقدوم .
نظرت عميقاً في خضراوتيه تستنجده أن يكون خبرهُ خاطئاً ، إلا أنّ عينيه لم تكن تكذب ، لم تكن كلماتهُ هذه سوى الحقيقة المرة .
أنكست رأسها ليتدلى شعرها الذهبي على كتفها وهمست لنفسها " غيرُ ممكن "
رمت فرشاتها و خرجت راكضة والدموع الساخنة تنهمر على خديها المحمرين ، فحاول برونزي الشعر إيقافها لكنها تجاوزته متجاهلة نداءاته المتتالية لاسمها .
***************
حبست نفسها في غرفتها لثلاثة أيامٍ متتالية قضتها دموعها بعصيان أوامرها بعدم النزول و الكفاف ، لم تكن هي الوحيدة الحزينة من هذا الخبر بل جميع أفراد عائلة رازيل .
بينما تحتضن قدميها الناعمتين بقوة وشريط ذكرياتها مع مارك يستمر بالمرور أمامها ، عيونها متعبة من البكاء ورأسها يكاد ينفجر مما يحصل معها .
طُرق الباب طرقاً خفيفاً عرفت بسرعة صاحبه ، هو الوحيد الذي يهتم لأمرها ، مايك .. هو ابن عمتها الأخرى وشبيهُ مارك بالهيئة والتصرفات .
لابدّ من ذلك فهما أعزّ الأصدقاء رغم فرق السّن بينهما ، و منذ أن أتت ماري إلى بيت العائلة في لندن كان مايك بجانبها دائماً فقد كان وحيداً مثلها وهما بنفس العمر تقريباً .
" ماري هل يمكنني الدخول؟ "
ظلّت صامتة دون أن تنبس بأيّ كلمة ، وكما يقال السكوت علامة الرضا فدخل مايك ليفاجئ بظلام المكان المشابه لظلام الليل .
فتح ستائر غرفتها لتمرّ خيوط الشمس الساطعة خلال نافذتها فغضّت ماري بصرها وشعرت أنّها على وشك أن تفقده ، ولعلّ سبب هذا اعتيادها على الظلام لمدّة طويلة .
جلسَ بجانبها على الأرض غير آبهٍ لملابسه إن تلطّخت بشيء ، ولم ينطق أي كلمة ، بل اكتفى بالصمت لتكسره ماري بكلماتها الهادئة " هو لم يهتم لأمري أبداً "
أرخى رأسه على الحائط مما جعل خصلات شعره تغطي شيئاً من عينه وقال سائلاً بنفس هدوءها " وبعد؟ "
أكملت هي " لقد وعدني أنّه سيأتي بأسرع ما يمكن .. لو أتى مسبقاً لم يكن ليحدث هذا "
ظهرت على وجهه ابتسامة جانبية ليعقب عل كلامها " أتعلمين؟ .. كان من المفترض أن يموت قبل هذا الوقت بكثير "
" ماذا تعني؟ "
" مارك يملك قلباً ضعيفاً ، لهذا فلم يكن مكتوباً له أن يعيش طويلاً وغادر المدينة للريف "
تركت ماري شرودها بصمتها وبدأت بالاستماع جيّداً
أعاد خصلات شعره البرونزية للوراء وأكمل " هو أيضاً لم يرغب بابتعادك عنه ، لكن كان يجب عليه ذلك "
أطلق تنهيدة خفيفة وأكمل بابتسامة حزينة " كانت هذه السنة هي الوحيدة المتبقية له ، ولهذا أراد القدوم هنا ليمضي ما تبقى له معنا وحدث ما حدث "
وافقتهُ ماري بإيماء رأسها بصمت
علَت وجهه ابتسامة حزينة ثم أكمل " رغم هذا فقد كان كثير الابتسام ، عندما تعرّف إليك شعر بسعادة بالغة " وأكمل ضاحكاً يحاول التخفيف من ثقل هذا الجو" فقد كان يشعر بالوحدة من دوني "
ابتسمت ماري قليلاً مما جعله يشعر بالارتياح فأكمل " كان يقول أنّك واحد في مليون بالنسبة له "
قالت متسائلة " كيف تعرف كلّ هذا؟ "
" عندما أتصل به يخبرني بكل شيء "
شعرت ماري أنها ستجد جواباً لسؤالها عنده فسألت " ما معنى واحد في مليون؟ ، لقد قالها لي ذات مرّة لكني لم أفهمها حتى الآن "
حالما سمع تلك الجملة ضحك قليلاً ثم أجابها " سأخبرك لكن أولاً " وثبَ من مجلسه وسحبها لتقوم معهُ وأكمل " أريدُ مساعدتكِ في أمرٍ ما "
*************
كانت تُعد نفسها للخروج كما طلب منها مايك فارتدت فستاناً ورديّ اللون يصل لركبتها وأحاطت رقبتها البيضاء قلادة مماثلة باللون .
رنّ هاتفها فحملته من على منضدتها وفتحته ليقول المتصل المعهود " هل انتهيتِ؟ "
" أجل سوف آتي حالاً "
وضعت هاتفها في حقيبتها الوردية واتجهت للخارج لترى من الباب مايك يرتدي بنطالاً سُكّريّ اللون مع قميصٍ أبيض أحاطته سترة برونزية مماثلة للون شعره .
لمحها من بعيدٍ فلوّح لها بيده وأشار لها بالقدوم
حين اقتربت منه قال بلطف " الآن هذه هي ماري التي أعرفها " ثم أشار بيده نحو سيارةٍ سوداء وأكمل " الآن هل نذهب؟ "
أطلقت ضحكة رقيقة وأجابته " بالطبع "
ابتسمَ هو الآخر ثم انطلق معها حيثُ أراد .
بعد ساعة واحدة وصلا إلى حديقة كبيرة مملوءة بشتى أنواع الزهور وألوانها ، فأُعجبت بها ماري كثيراً ولم تطق صبراً لتدخل إليها .
التفتت لمايك الواقف خلفها وسألت " إذاً .. مالذي أردتَ مساعدتي فيه "
ظهرت عليه ابتسامة عريضة شعرت ماري بالقلق منها فهذه الابتسامة دائماً لا تبشّر بالخير
" في الحقيقة .. أنا أحتاج لزهرة البنفسج " ثم أشار للحديقة وأكمل " وهذه الحديقة تملك أجملها و... عليكِ إحضارها "
بقي فمها وعيناها مفتوحين للحظات من صدمتها بما يقول وصرخت " أتمزحُ معي؟! ، كيف سأجدها وسط كلّ هذه الزهور؟ "
تحاشى مايك النظر في عينيها وأجاب بصوتٍ طفوليّ ممازحاً " لقد قلتِ أنّك ستساعدينني ثم أنا لا أفقهُ بالزهور "
نظرت إليهِ بطرف عينها ثم استسلمت مُطلقةً تنهيدة صغيرة وقالت " حسناً "
دخلت ماري تلك المساحة الشاسعة المملوءة بالزهور وهي تشعر أنها لن تنتهي حتّى يحلّ القمر محلّ الشمس .
لم تمضِ سوى عشر دقائق على بدء عملية بحثها ولكنها وجدتها سريعاً ... هذا سيصيبها بالجنون! ، كيف استطاعت فعلها بهذه السرعة؟ .
خرجت وهي تحمل بيدها زهرة البنفسج كما طلب منها وهي لا تزال تجهل هدفه من هذا الأمر .. السخيف ، لكن بالطبع هي لم تقل ذلك له فقد يحزنه هذا وهي من وافقت .
قال بإعجابٍ وهو يصفق بيديه " هذا رائع لقد انتهيتِ بسرعة "
نظرت لهُ بحنق وسألت " أتسخرُ منّي الآن؟ "
أجابها بابتسامة متكلفة متجنّباً غضبها " بالطبع لا " ثم أصبح صوته جادًّ وسألها بابتسامة هادئة " إذاً ... كيف وجدتها بهذه السرعة وسط كل تلك الزهور؟ "
استغربت من سؤاله لكنها أجابت " أنا نفسي لم أعرف ذلك "
سألها وهي ينتظر منها أن تجيب بما يريد " والآن؟ "
صمتت قليلاً حتى أدركت جوابها بسرعة فقالت بثقة " لابدّ أنّ هذا لأنني أحب هذه الزهرة كثيراً بل أعشقها "
صمت قليلاً ثم سألها وملامح السعادة ترتسم على وجهه " أهذا يجيبُ سؤالك؟ "
" أي سؤال؟ "
تردد هذا في ذهنها كثيراً ورجعت بذكرياتها للوراء قبل ساعاتٍ قليلة فوجدت ما تحتاجه أخيراً
قالت بسعادة تبعتها ضحكة خفيفة " إذاً .. هذا ما يعنيه واحد في مليون "
ثم أكملت بعد أن أطلقت تنهيدة تُشعرها بالراحة " أخيراً بتُّ أعلمُ كل ما أريد " ثمّ توجهت صوبَ الطريق الذي يوصلهما للمنزل لكنها انتبهت أنّ مايك لم يلحق بها .
التفتت للخلف ثم نادته بصوتٍ شبه عالٍ " مايك! هيا لنعد قبل أن يحلّ الظلام قريباً "
أشار لها بيده قائلاً أنّه سيلحق بها حالاً ثم تمتم في سرّه " بقي أمرٌ واحدٌ لم تعلميه " صمت للحظاتٍ ثم أكمل " أنت واحد في مليون بالنسبة لي أيضاً "
ابتسم بحزنٍ لما يفكر فيه الآن ثم قال بعد أن استنشق هواءً ثم أطلقه بتنهيدة
" لكن .. لا أظنّك تريدين معرفة ذلك "

# تمت



أخفيتُ حُبي لك في دُجى قلبي الصغير
بعيداً عن مرأى البشر
لكنك لا تُخفى عليّ
حتى وإن أضعتك بن زُمَر النّاس
لا يطق الوقت صبراً حتى أجدك سريعاً
لأنّك مميزٌ لي .. أنت واحد في مليون




السلام عليكم
كيف حالكم أعزّائي
أسعد الله أيامكم
كح كح ون شوت خطرت ببالي فكتبتها على وجه السرعة
بصراحة ما كان عندي وقت بس كانت عندي رغبة كبيرة بكتابتها فأنا مب متأكدة إذا مضبوطة أو لا
مارك ماري مايك
غومين عذبتكم بهالقصة ياريت تسامحوني بس مزاجي كان متقلب
قُرّائي الجميلين أتمنى منكم رأيكم البنّاء ولو سطر واحد
دمتم بخير


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT]
__________________
Always put yourself in front of every thing..cause if you forgot yourself..then who will remember you
=============================
سبحان الله الحمدلله لا إله إلا الله الله أكبر
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

=============================
بلغ العلا بكمالهِ
كشف الدجى بجمالهِ
حسُنت جميع خصالهِ
صلّوا عليه وآلهِ

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد

مدونة

التعديل الأخير تم بواسطة Larisa ; 04-06-2019 الساعة 10:16 AM
رد مع اقتباس