عرض مشاركة واحدة
  #89  
قديم 05-19-2019, 02:36 AM
 
‏الحُب الأول هو كالكتاب، تضع فيه كل مجهودك بلا خبرة، فتفشل، فتعجز عن تأليف كتاب آخر#مقتبس


فصل جانبي بعنوان:[مرض كانامي]


[قبل أربع سنوات]

في تلك المدرسة الخاصة ذات المبنى الفسيح كان كل من كانامي و إيانو يسيران في الممر الداخلي الذي تحطيه النوافذ الزجاجية الواسعة من الجهتين ، قصدا التوجه للمكتبة التي لطالما أتخذاها ملجىء لدراستهما من أجل الأستعداد للأختبارات المنتصف و هما الأن يحملان بين ذراعيهما كتب موادهما الدراسية المهمة للغد مع دفاتر ملاحظتهما البيضاء ، أبتسامة كانامي تفيض بالحب الممزوج بفرحة لا تفارقة أثناء نظرة إليها فهي تضع اليوم الأقراط المصنوعة من اللؤلؤ الخزفي التي أهداها إليها دون أي مناسبة تذكر

"أرى بأنكِ تضعين الأقراط التي أهديتها إليكِ اليوم"

"أجل ، لقد قمت بفعل ذلك لأتباهى أمام الأخرين بعلاقتنا"

"أنها تناسبكِ"

بزغت أبتسامة لطيفه من بين شفاهها إليه"شكراً لك ، هنالك متجر حلويات أفتتح حديثاً بالقرب من شارع المدرسة الذي أقصده دائما في طريق العودة ، ما رأيك أن نذهب لتجربتة بعد أنتهاء الدوام؟"

"لكنني لا أستطيع ، فلدي تدريب اليوم كما أن الحلويات تحتوي على سعرات حرارية عالية و أنا لا أرغب بفقدان لياقتي الحالية"

"هكذا إذاً , يالأسف"

"أذهبِ مع صديقاتكِ"

"لا لقد غيرت رائي ، سوف أبقى معك و سأشاهدك أثناء التدريبات"

أردف ببعض الأمتنان"هذا يعني لي الكثير"

وصلا إلى المكتبة الكبيرة التي طليت جدرانها باللون البني الفاتح و التي أحتوت على العديد من الرفوف العالية ذات التصميم الخشبي و المملتة بالكتب المتنوعة بمحتواياتها , و تصاميم أغلفتها , توجها للجلوس جانب بعضهما على تلك المقاعد الخشبية البنية القاتمة أمام منضده كبيرة بنفس اللون , وضعا فوقها كتب موادهما الدراسيه و دفاتر ملاحظتهما ذو الحجم المتوسط ، من أجل الدراسة للأمتحانات المنتصف النهائي ، شرح كانامي لها كل مالهم تفهمة أو تستطع أستيعابة أثناء فترات الحصص الدراسية من قبل معلم صفهما بينما هي تدون بقلم خشبي ما يشرحه لها على دفترها و تستمع إليه بأنصات و تركيز تام ، و ليتأكد من أنها قد فهمت شرحه جيداً فقد حرص على أن يلقي ببعض الأسأله لتجيب عليها أمامه ، أجابت عليها على جميعها بطريقة صحيحة لينهض بعد أصابة جوع مصحوب بشيء من الإرهاق و ألم يشق طريقة نحو صدرة

"أحسنتِ ، لنتوقف إلى هنا و لنذهب لتناول شيء ما فقد بدئت أشعر بالجوع و الوقت يداهمنا على بدء الحصص مجدداً"

لاحظت إيانو بأن وجهه يبدو شاحباً و مصفراً بطريقة مثيره للريبة , و القلق لتمرر يدها إلى وجنته ، أستشعرت حرارته الطبيعية لتتسأل بأهتمام و قلق حوله

"هل أنت بخير؟وجهك يبدو شاحباً"

أيقن بالفعل بأنه ليس على مايرام اليوم و أن هنالك خطب ما قد أصابة ليصارحها بوضوح عما يراوده :

"أنا لا أشعر بإنني بخير اليوم و بأن هنالك خطب ما في صدري ، أنه يؤلمني قليلاً و كأن أحدهم قد قام بالدهس عليه"

"إذاً لما لا تذهب لكي تستريح في غرفة الممرضة؟"

"لا ، أريد أن نذهب لتناول الغداء الأن ، ربما سأصبح أفضل إذا قمت بتناول شيء ما"

"لقد صنعت أمي لي الغداء اليوم ، هل تريد أن نتاوله معاً؟"

"سأكون مسروراً بذلك"

"حسناً إذاً لن أتأخر في أحضارة"

"سوف أنتظركِ"

خرجت إيانو من غرفة المكتبة لتتركه منعزلاً في وحدته و عاد للجلوس على المقعد قبل أن ينال منه إرهاقة الذي لم يدرك سببة بعد ، أرخى رأسه على المنضده بوجه أشتد شحوبه ليتصبصب العرق بغزارة من أعلى جبينة و أخذ الألم يتسع أنتشارة في صدرة بحدة , نفسة بدء يضيق شيئاً فشيئاً ليتسبب له بصعوبة في استجماع الهواء إلى رئتة و نبضات قلبة المضطربة تنبض بسرعة جنونية مريبة ليشبث يده بقوة على قميصة الأبيض المدرسي مكان صدرة

"ما هذا الألم المفاجىء؟! ، أشعر بإنني لا أستطيع التنفس جيداً و هذا ليس الوقت المناسب لحدوث ذلك !"

لم يعلم مالذي يجب عليه فعله في مثل هذا الوقت مع هذا المرض الذي يفترسة و بدا حائراً بينما هو يصارع وقتة بصعوبة بالغه في الغرفة ، أشتد ضيق تنفسة أكثر من سابقة لتقبل الرؤيه ضبابية من حوله ، لوهلة ظن أن بأن الموت زاره ليخطفة في غمضة عين و أغلق عيناه ليهوي طريح اغمائه أرضاً

عادت إيانو إلى غرفة المكتبة لتفتح بابها الفضي داخله و مضت إليه تحمل بين يديها حافظة طعام حمراء صغيرة

"كانامي ، لقد عــ..."

أخترقت دواخلها صدمة هائلة عندما وجدته ملقياً على الأرض ليتجمد جسدها مكانه و أتسعت عيناها على أشد وسعهما ، هذه أول مره يحدث ذلك أمام عيناها مما جعلها تجزع و سرت الرجفة في أطرافها ، أسقطت صندوق الطعام دون شعور من يديها الرجفتين لتهرع بخطوات عجله إليه و تتفقده جالسه على الأرض أمام جسدة الملقى أرضاً ، أخذته من رأسة بيديها إلى حضنها و صاحت بقلق شديد و صوت مرتفع الحدة:

"كانامي ! ، أفق أرجوك ! ، هل تسمعني ؟! قل أي شيء ! ، كانامي !"

تركته على حاله أرضاً لتنهض و خرجت تركض بين الممرات بكل مالديها من سرعه لتهم إلى غرفة المعلمين ، فتحت الباب لتصرخ بينما غصة قوية تخنق حلقها و الدموع ترسم دروبها إلى عينيها مستنجد أي معلم قد يستطيع تقديم العون إليها في موقفها الصعب:

"أرجوكم ساعدوني !! ، لقد أغمي على كانامي في غرفة المكتبة !!"

كانت غرفة المعلمين ممتلئه بالمكاتب الرضاصية المتشابهه ببعضها و المخصصة لهم ، جميعها صففت بطريقة مرتبة و منظمة للغاية بحيث أن كل مكتب ملتصق بالأخر ، أستقام رائد معلهم الشاب و الذي يبدو على مظهره الشبابي بأنه في العشرينيات من عمره ، شعره البني مائل للأحمر و عيناة عسليتان ناعستان ، أصابة قلق عميق ممزوج بالخوف على سامعة لصراخ إيانو التي أتت طالبة المساعدة فكانامي أحداً تلاميذه الممزين قبل كل شيء لأجتهادة في دراستة ، نهض يشق دربة إلى إيانو و شعورة ينعكس محياها ليسألها:

"كيف حدث ذلك؟!"

شعرت إيانو بشيء من الطمئنينة عند مجيئة إليها رغم قلقها على كانامي لتجيبه و قد أنجرفت دمعتها أسفل خدها دون أن تشعر

"لا أعلم أيها المعلم ! ، لقد كنت عائده إلى المكتبة و وجدت على حالة !"

"سأذهب لأرى"

"أجل ! ، أرجوك تعال معي !"

توجهت إيانو برفقة معلم صفها و هي تسير خلفة للعودة إلى المكتبة ، دخلاً إليها حين وصلاً خلال دقائق معدودة ليجدا كانامي على حاله مما جعل القلق يعاود المعلم ليهرع لتفقده بأخفاض طولة على الأرض إلى جانبة و لحقته إيانو ، رفعه من على الأرض على ظهره ليستقيم بجسده واقفاً

"يجب أن نأخذه إلى غرفة الممرضة"

"حسنا"

خرجت برفقتة و هو يحمل كانامي خلف ظهرة لتسير هي خلفة مجدداً ، هنالك بعض الطلاب في الممرات يلقون بنظرهم إليهم بأهتمام ممزوج بالقلق و الفضول ليتسألون بحيرة عما أصاب كانامي ليحمله المعلم هكذا؟

حينما وصلاً ، داخلاً ليجداً الممرضة الشابة و يبدو التي يبدو على مظهرها الشبابي أنها في العشرينات من عمرها ، شعرها أسود قصير يصل طول إلى أذنيها و عيناها الكحيلة بنيتان ، تجلس على مكتبها الرمادي الصغير أمام مقعدها الأسود في غرفة أمتلئت جدرانها باللون الأبيض و أحتوت على رف زجاجي ملتصق على الجدار الجانبي يعكس بداخله العديد من الأدوية المختلفة بأنواعها و أشكالها ، و سريران مرتبان شاغران لم يزرهما مريض منذ زمن يقعان أمام نافذة الجدار الآمامي

إيانو بنبرة قلق واضحة تنعكس على تعابير وجهها:

"أيتها الممرضة ! ، أرجوك ساعدينا ! ، لقد أغمي على كانامي !"

أستقامت من مقعدها بصدمة لتهم إليهما سأله و ألتف القلق حولها لرؤيه كانامي محمولاً فوق ظهر المعلم:

"كيف حدث ذلك؟!"

"لا أعلم ، لقد عدت إلى المكتبة و وجدته على هذه الحال !"

المعلم"سأتركه تحت رعايتكِ ، أعتني به جيداً"

"حسناً"

مضى المعلم بجسده أمام السرير الأبيض و المغطاء بالأغطية و اللحاف الذي يحمل نفس اللون ، تتبعتة إيانو فوراً ، أخفض ظهرها على الظرف ليساعد كانامي على الأستلقاء عليه جيداً ، أقبلت الممرضة نحوه لتفحصة بيدها و من ثم بأدواتها الطبية البسيطة لفتره ضئيلة من الزمن و بعد أن أنتهت أخبرتهما بقلق عاد يلتف حولها

"أنه لا يتنفس لذا فلا بد و أن الأمر خطير ! ، يجب أن ننقلة حالاً إلى المشفى !"

قول الممرضة لذلك أعاد إلى إيانو صدمتها أشد عن سابقها عندما دخلت إلى المكتبة عائده إليه لتتجمد ملامحها ، بقي جسدها متصلباً مكانه و أصبح لسانها ثقيلاً على النطق كأنه قد شل من هول الصدمة ، لم تعد قادره أستيعاب أي شيء مطلقاً بعد ذلك و حديث المعلم الذي يطالبها بالعودة إلى الصف لتلتحق بالدروس لا يصل إلى مسامعها كأنها قد صمت لبرهه من الزمن ، أنجرفت دموعها أسفل خديها دون شعور منها و هي تحدق إلى كانامي لتصبح أسيره همه

[بعد مضي ثلاث ساعات]

في المشفى و تحديداً في غرفة الأنعاش ، كان عدد بسيط من الأطباء في داخل يحاولون أنعاش قلبة بواسطة أجهزة الأنعاش الطبية بين جسده الغائب عن الوعي يتمدد فوق السرير الأبيض و محاط بالآجهزه يصارع بكل قوة ما بين الحياة و الموت ، جهاز المؤشرات الحيوية ينخفض تاره فيوتر بعضهم و يقلقهم و يرتفع تاره فيعطيهم الأمل لتسع الراحة قلوبهم ، لم يتبقى له إلا أن يفيق من سبات أغماءة أو يختطف الموت روحة بعيداً عن جذور الحياة

كانت أطراف جسد إيانو ترتجف بخوف هائل خارج الغرفة جالسة على و القلق لا يكل ممارسة سلطتة القاسية عليها فيما هي تجلس على مقاعد الأنتظار ، شدت على أعصابها المضغوطة بصعوبة فائقة ، تركت كل شيء خلفها لتتبعه و تتطمئن عليه إلى جانب رائد صفها الذي يجلس بجانبها بعد ما تتبعته و ألحت عليه بأصرار شديد في أن يأخذها معه

أشار صوت جهاز خط المؤشرات الحيوية الأحمر في الغرفة إلى نسبة أرتفاع حياة روحة التي كانت خامدة لفترة من الزمن ليفتح عيناه ببطىء و بدا رؤيته ضبابية لكل شيء حولة إلى أن اتضحت ، عمت راحة واسعة على قلوب الأطباء من بعض اللذين قد أقلقهم شأنه و كأنها مرتهم الأولى التي يمرون بها بمثل هذه الحاله مع مرضاهم

خرج الطبيب المسؤول عنه من الغرفه ليبشرهم بقلب يحمل راحة عظيمة في داخلة بينما تعابيرة المرهقة لا تبدي أي علامة من ذلك

أستقامت من المقعد برفقة معلمها ليمضيا نحو الطبيب بخطوات شبة عجلة

سأل المعلم و القلق اللاذع لا يفارق محياه للحظ:"طمئني إيها الطبيب ! ، هل كانامي بخير؟!"

"لقد أفاق لكنه مازال يحتاج لأخذ قسط من الراحة ، تستطيعون الذهاب لرؤيته في الوقت الحالي لكن سيكون مضطراً للخضوع إلى فحص شامل لحالتة بعدها"

شقت إيانو طريقها نحو الغرفة تركض بخطوات مسرعة للمضي إليه و تفقدة لتريح قلبها المنهك من فرط قلقها الغير منقطع منذ لحظة رؤيتها لجسدة ملقياً على أرض المكتبة ، جلست على طرف السرير بجانبة و الدموع الحارقة تغزوعيناها لتناديه بنبرة مخنوقة بالألم:

"كانامي !"

كانامي بوجه شاحب كنبره صوتة:

"مالذي حدث؟"

دفنت رأسها على صدرة العاري المغطى باللحاف الأبيض لتنساب دموعها أسفل وجنتيها و تفرغ ثقل همة الذي كان يثقل كاهلها ، و أخذت تتنحب بمرارة

"الحمدلله أنك أفقت ! ، لقد كنت قلقة جداً عليك !"

مرر يده إلى رأسها ليربت عليه بلطف لعلة بهذه الطريقة يخفف عليها خوفها اللاذع عليه و شعر بشيء من الأسف أتجاهها لبعثة القلق و الخوف بداخلها عليه

"أسف لأنني أقلقتكِ ، ربما لم يكن يجب علي أتي اليوم إلى المدرسة"

"لا تعدها مره أخرى !"

"حسناً ، لن يحدث هذا مجدداً ، لذلك أهدئي فقد أفقت بعد كل شيء"

دخل المعلم إلى الغرفة ليقلي نظرة على كانامي و يطمئن على حاله ، خطى خطواتة إليه حتى بات أمام السرير و سأله:

"كيف تشعر الأن؟هل أنت بخير؟"

"أنا بخير ، لقد كنت أشعر بألم غريب في صدري و لم أستطع أستحمالة"

"و لهذا أغمي عليك ، جميع من في صفك قلق بشأنك عندما علمو بذلك"

"أنا أسف لذلك"

"على أيه حال من الجيد أنك أفقت ، هذا مطمئن جداً"

"لا بد و أنني قد سببت الكثير من المتاعب بسبب ذلك"

"ليس إلى تلك الدرجة ، إيانو دخلت إلى غرفة المعلمين و هي تصرخ طالبة المساعده لذلك لم أستطع البقاء مكتوف الآيدي بصفتي رائد الصف و أخذتك إلى غرفة الممرضة ، كان نفسك منقطعاً مما جعلنا نقلق و نظن بأنك توفيت فجأة لكن حقاً الحمدلله بأن ذلك لم يحدث"

"شكراً لك"

"الفضل كله لها"

كانامي بأبتسامة خفيفة أرتسمت بين شفاهه:

"شكراً لكِ يا إيانو"

لم تستجب له فهي مازالت مستغرقة في بكائها العميق و لم تنتهي من أفراغة بعد ، جسدها يرتجف بشدة رغم أنها تشعر براحه واسعة في قلبها لكنها عاجزة عن الهدوء

نظر المعلم إليها على حالها سألاً كانامي بشيء من الإهتمام و دون شعور منه جرفة للألقاء العديد من الآسألة الفضولية:

"هل تتواعدان؟"

"أجل"
بدا سعيداً من أجلهما و مندهشاً في أن واحد و أحس بالفخر أتجاههما

"هذا مدهش حقاً ! ، طلابي يكبرون بسرعة مذهلة ! ، منذ متى؟!"

"لقد مضت ثلاثة أشهر"

"هذه فترة طويلة حقاً ، يجب أن تكون قد أكتسبت بعض الخبرات خلال تلك الفترات التي خرجتما فيها"

"أجل"

"سأتتركما وحدكما حالياً ، تستطيع الحضور غداً إلى المدرسة إذا خرجت من المشفى اليوم لكن أن شعرت بشيء من هذه الأعراض مجدداً فسأستمحيك عذراً بالغياب"

"شكراً لك أيها المعلم"

أستدار معلم صفهم بجسده إلى الخلف لمضي خارجاً و أغلق الباب خلفة ليتركهما وحدهما و يعود كانامي أسفاً عليها رؤيه إيانو على هذه الحال و أسى عليها ليكسو عبوس طفيف وجهه

"إيانو توقفِ عن البكاء و أرفعي رأسكِ ، لقد قلت لكِ منذ قليل بأنني بخير لذلك لا حاجة لكِ بالبكاء"

رفعت رأسها عن صدرة لتمسح دموعها بواسطة ذراعها و حدقت إليه بهدوء و أسكتنان بعد أن أفرغت شلالتها الفياضة

رفع كانامي رأسه عن الوسادة ببطىء ليمد كلتا ذراعية لاحتضانها إليه بأسف شديد و فخر في أن واحد

"أسف مرة أخرى على أقلاقكٍ علي و شكراً على حسن تصرفكِ ، لو لم تكوني هناك فلا أعلم بالذي سيؤول بحالي الأن ، لقد أنقذتني"

بادلته الأحتضان دون شعور منها لتستشعر بسمعها نبضات قلبة المستقرة و المفعمة بالحياة ليعود صفو بالها و شعرت براحة لا تضاهيها أي راحة أستشعرتها من قبل

بزغت أبتسامة بين شفاهها ترسم حزنها و فرحتها في أن واحد على ما قد مرت به إلى الأن

إيانو بنبره ممتلئة بالحب و الدفىء:"أنا سعيدة و أشعر بالراحة لأنك أفقت ، لو لم يحدث لك لكنت قد أصبت بالجنون"

أبعدها عنه لتتشبث بواسطة يدها بلا شعور بساعد يديه و نبرة مازحة أردف:"من الجيد بإنني حي إذاً"

"أجل"

طبع قبلة عميقة على جبينها لتطغى الحمرة وجنتيها المتورداتان سريعاً ، و غرقت في حيائهاً فيما قلبها الذي تضرب نبضاتة بجنون قد ذاب في عذوبة تلك القبلة ، تبادل معها أحاديث الأحباء بينما هو يلملم أزرار قميصة المدرسي إلى أمكانها طويلة ليعود الطبيب المسؤول عنه بعد مرور مهلة من الزمن مع بعض من الأطباء الذين ساهمو في عملية أنعاش كانامي إلى الغرفة و حان موعد خضوعة للفحص لتضطر راغمة نفسها على الخروج بعدم وجود رغبة للقيام بذلك بتاتاً

"سأعود للأنتظار في الخارج إلى أن تنتهي من الفحص"

"حسناً ، سأحاول أن أنتهي سريعاً لأعود إليكِ"

"أ أمل أن ينتهي الأمر على ما يرام"

"و أنا أيضا"

خرجت من الغرفة لتتركه تحت عناية الأطباء و عادت للجلوس على مقاعد الأنتظار ، أخذوة خارج الغرفة ليسير برفقتهم نحو غرفة الفحص و هم يهدئونه بإلقاء الكلمات المطمئنه عليه على الرغم من أنه لا يدو عليه أنه قلق أو خائف أبداً , بل تعابيرة هادئه للغاية و عقلة مشغول بالتفكير في شأن الألم الذي أصاب صدرة منذ قليل ، في هذه الحين قد أتى والد كانامي بعد أن تلقى بلاغاً من المدرسة حول ما قد أصابة و هو يبحث بخطوات عجلة عن رقم الغرفه التي كان يمكث فيها بين بقية الغرف المتشابه بلون بابها الأبيض بقلق هائل ممزوج بخوف عميق ، أستحضرته ذكرى وفاة زوجته في غرفه المشفى و جسدها متمدد فوق سرير المشفى الأبيض فيما تحيطها الأجهزة الطبيه و من بينها جهاز صوت المؤشر الحيوي المرتفع الذي يشير خطة الأحمر المستقيم إلى وفاتها ، وسوس له عقلة بكثير من الأفكار الموحشة ليصل واقفاً أمام الباب و فتحة لكن كل ما وجده غرفة خاوية منه

أستقامت إيانو من المقعد بفضول يدفعها لتخطو خطواتها نحوه حتى غدت أمامه و سألته بعفوية"عفواً ، هل أنت قريب لكانامي؟"

أستدار بجسده نحوها على سماع صوتها ليهدء من نفسه مزيحاً كل كومة الأفكار و المشاعر الفضيعة التي تعبث بعقلة ، لاحظ زيها المدرسي الأزرق الأشبة بزي البحارة و المكون من قميص بأكمام طويله و تنوره قصيره

سألها بأهتمام والقلق حول كانامي مازال يكتسح دواخلة:

"أجل أنا والده ، هل أنت صديقه له؟"

"أجل ، تستطيع قول شيء من هذا القبيل"

"أين هو؟"

"لقد ذهب منذ قليل إلى غرفة الفحص ، لم يسمح لي الأطباء في مرافقته لذلك بقيت أنتظر هنا"

"هكذا إذاً"

"أجل ، لكنني متأكدة بأن كل شيء على ما يرام لذلك لنتتظر إلى حين أن يأتي"

"منذ متى قد حدث ذلك؟وكيف؟"

أخذت إيانو تسرد له كل ما قد حدث معها أبتداءاً من تواجدها برفقة كانامي في المكتبة إلى لحظة أفاقتة و مغادرتة الغرفة برفقة الأطباء اللذين أتو لأخذه للفحص و مر الزمن سريعاً بينهما و هم على هذه الوتيرة ينتظران عوده كانامي إليهما على مقاعد الأنتظار

[في غرفة مكتب الطبيب مياكي]

في هذا الوقت يجلس على مقعد مكتبة الأسود الكبير و كانامي يستمع إلى ما سيخبرة به بأنصات تام جالساً على الكرسي الرصاصي الواقع أمام مكتبه

"لم نتوصل بعد إلى معرفة نوع ذلك المرض الذي تعاني منه لذلك قد يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى نستطيع تشخيص حالتك , سأعطي لك عذراً طيبَل لذلك تعال في الغد برفقة والدك "

"حسناً ، سأفعل شكراً لك على كل شيء أيها الطبيب"

"تذكر ذلك جيداً"

"حسناً"

خرج كانامي من غرفة مكتب الطبيب مياكي ليسير في الممر متسألاً في نفسة بحيرة و ريبة حول الآلم الذي أكتسح صدر اليوم و عن ما تكون أسبابه حتى وصل إلى إيانو التي تجلس بجانب والده على مقاعد المشفى في الممرات بصمت التف بهما بعد أنقاطع حبل الأحاديث بينهما ، عاد القلق و الخوف إلى الأب حينما أتى كانامي إليه ليقف أمامه بلحمة و جلدة حياً يرزق ، أستقام إليه ماضياً نحوه ليطمئن عليه و لحقته إيانو بالقيام بذلك إيضا ليقفا أمامه

وضع كلتا يديه فوق كتفية و سأله ليطمئن على حاله"كانامي ! ، هل أنت بخير؟!"

بزغت أبتسامة صغيرة بين ثغري كانامي ليطمئن والده"أجل ، أنني بخير ، سأعود في الغد امن أجل تلقي المزيد من الفحوصات و لذلك عليك أن ترافقني يا أبي"

"حسناً لك ذلك ، أعذرني على تأخري و لكن هنالك بعض الأمور التي قد طرت"

"لا عليك"

إيانو بشيء من القلق"إذا لن تأتي في الغد إلى المدرسه؟"

"لا ، سأبقى في المنزل إلى أن تظهر النتائج في الأسبوع المقبل ، هذا ما فضلة الطبيب لي"

"حسناً إذاً ، أخبرني بها حالما تظهر النتائج فأنا أريد أن أتطمئن عليك ا"

"لست متأكداً أن كانت ستظهر بالغد لكن بالتأكيد"

[بعد مضي شهرين]

كانت تلك الشهرين عصيبة على فتَا في عمر الزهور مثل كانامي بين نوبات ألم صدرة في أوقات غير متوقعة و الفحوصات الطبية المتسمرة في أيام متفاوتة بين الأسابيع لذلك في المشفى لذلك كثرت تغيباتة و تندت درجاتة أيضا , لقائتة بإيانو ضئلت و بردت علاقتهما , اليوم عند حلول الساعة العاشرة صباحاُ ، هاهو كانامي برفقة والده قد حضرا إلى المشفى لكن هذه المرة لرؤيه النتائج النهائية للفحص التي كان ينتظرانها أخيراً , قصداً غرفة مكتب الطبيب مياكي ليطرق والده الباب الفضي ثم دخلا ، رحب الطبيب مياكي بهما بلطف ليجلسا على الكراسي التي تقع متقابله فيما بينها أمام مكتبة و بدء بطرح الأسأله بوضوح و أهتمام حول كانامي

"أخبريني يا كانامي ، هل هنالك نشاط ما أو أي رياضة تمارسها؟"

أجاب كانامي بكل وضوح و بساطة"أجل ، لطالما أردت أن تعلم رياضة قتاليه لذا لجئت لرياضه الجودو"

"لقد ظهرت نتائج الفحص مشيرة إلى نتائج غير سارة ، أعتقد بأن عليك التوقف عن ممارستها و إلا تجهد نفسك كثيراً في فعل أي نشاط شاق"

شعر والد كانامي بقلق ممزوج بالأرتياب وسط أستماعه لكلام الطبيب مياكي"أخبرني إيها الطبيب مالذي تعنيه بنتائج غير سارة؟"

أكتسحت تعابير الأحباط وجه كانامي لأستماعة لكلمات الطبيب ليسأل يقلق"لماذا؟ , هل الأمر حقاً خطير إلى تلك الدرجة؟"

"أنه مصاب بمرض أعتلال عضلة القلب ، هذا المرض خطير جداً و لكن لا تقلق العديد من المرضى المصابين به يتعافون إذا أعتنو بأنفسهم جيداً ، سأصف له العقاقير المناسبة إلى جانب الرياضات المناسبة و النظام الغذائي الذي سأصفهما له أيضا ، فليكن حريصاً على أتابع على ما أقوله و سيتعافى سريعاً"

تحولت تعابير وجه كانامي إلى صدمة هائلة أكتسحت دواخلة ، تجمدت محياة كلياً حينما علم بشأن مرضة الذي أقتحمة من بوابة العدم بعد أن كان معافاً من أي مرض يشوبه و عيناه قد أتساعتها على أشد وسعهما بغير أستيعاب ، لم عليه الأمر هيناً مما جعل أطرافة ترتجف بخضوع تام لليأس ليقرر الخضوع للعلاجات التي سيصفها الطبيب مياكي إليه

حدق والده إليه بنفس مقدار هول الصدمة التي تهجمت دواخلة ليغدو وجهه عابساً لعلمة بشأن مرضة و أستحضرته ذكرى وفاة زوجتة مره أخرى لتطابق مرضها تماماً مع كانامي ، أقتنع بالفعل أنه قد ورث هذا المرض منها لقرر أفصاح كل شيء له عن زوجته حالما يعود به إلى المنزل

"هكذا إذاً ، لا بد و أنها حاله وراثيه"

الطبيب مياكي"هذا أحتمال وارد ، هل هنالك شخص أخر في العائله يعاني من مرض كهدا غير كانامي؟"

"أجل ، أنها زوجتي لكنها توفيت قبل أن يراها كانامي"

"هكذا إذاً , سماع ذلك مؤسف"

بدا عبوس صامت يكسو وجه كانامي لعلمه المفاجىء بخصوص مرض والدته التي لم يكن يعلم شيئاً بشأنها قط و لتوراثه لمرضها فيما الطبيب مياكي يسجل أسم العقار و يصف له الرياضات و النظام الغذائي المناسب له على ورقة بيضاء كبيرة بأستخدام قلم حبر أزرق , شعر بأن أفاقة تضيق به و ود أن كل ماقد مر به كان مجرد كابوس تافهة , أراد يشدة أن يسخط باكياً لكنه وجد نفسة ترغمة على كبح مشاعرة في هذه اللخظة

"شكراً لك إيها الطبيب ، سألتزم ما تقوله لي"

"على الرحب و السعة"

مد الطبيب مياكي يده ممسكاً بالورقه البيضاء لعطيها إلى كانامي و أخذها منه ليلقي نظره عليها ، قراء ما قد كتبه فيها من عقار و رياضات خفيفة ، و نظام غذائي بسيط وجب عليه أتبعهما بحرص و دون أي أهمال منه ، خرج من غرفة مكتب الطبيب برفقة والده بعد أن أنتيها من قدومها إلى المشفى

سأل كانامي بأهتمام و أستغراب حول تطرق والده إلى ذكر أمر والدته الذي أتى مفاجئاً له منذ قليل وسط حديثه مع الطبيب مياكي و عقله ممتلىء بالكثير من الأسأله الفضوليه أتجاهها:

"أخبرني يا أبي ، لمَ تطرقت إلى ذكر أمي فجأة؟ لقد كنت أظن بأنك تكره الحديث عن كل ما يخصها منذ أن سألتك عنها منذ أخر مرة"

"ستعلم حالما نعود إلى المنزل"

"إلا تستطيع أخباري هنا الأن؟"

"هنالك الكثير من الأشياء التي أود أن أحكيها لك عنها لكنني أفضل البوح بكل شيء في المنزل"

"حسناً إذاً"

كان منزل عائله ميتشي الأبيض ذو مظهر بهي الطلة و باهراً للغاية لأتساع ضخامتة ، و أشبه بالقصور الأروربية الحديثة ، في جهتة الخلفية حديقة خضراء فسيحة نمت الأعشاب الخضراء على أرض بوابتها ااذهبية المعدنية و بداخل أسوارها الشاهقة زرا حقل من الورود الحمراء و أشجارعتيقة عاليه و الأعشاب الصغيره لتغطي الأرض من جميع الجهات ، عاد كانامي إلى القصر برفقة والده ، ترجلا من المقاعد الأمامية لتلك السيارة السوداء الفارهة التي أوقفها والده قرب جدار البوابة الذهبية المصنوعة بطريقة يدوية فائقة الأتقان ، مضياً للدخول إلى المنزل عبر الباب المزخرف بنقوش هندسية ذهبية متقنة الصنع بعناية فائقة ، أخذا يخطوان خطواتهما سيراً على الأرضيه الرخامية المزينة بزخرفة نباتية دائرية الشكل و ذات لون أسود قاصدان ذاك الدرج الرخامي الطويل الذي يشق طريقاً مستقيماً نحو الطابق العلوي ، أنعطفا بقدميهما فوراً بعد ذلك فوراً نحو الممر الجانبي الواسع للتوجة نحو غرفه المكتبة الواسعة بحجمها و أرتفاع سقفها العالي ، مملتئة بالعديد من الرفوف التي تحمل بداخلها الكثير من الكتب المختلفة بصميفاتهت و محتواياتها إلى جانب أحجامها و ألوانها ، ألتقط والده ملف البوم صورأسود من أحدى الرفوف التي تقبع قريبه من النافذه الزجاجيه الكبيره للغرفه و مد يده ليعطيه إلى كانامي

"هذا الملف يحتوي على صور لي برفقة و الدتك"

أخذه كانامي من بين يد والده بصمت ليفتحه متصفحاً له ، إلقى نظرات إلى الكثير من الصور الفياضة بالحب و الأهتمام بينهما و اللحظات اللطيفه معاً ، كانت والدته ذات بشرة نقية البياض ، لطيفه الوجهه في مظهرها و شعرها طويل بني قاتم مائل للسواد ، عيناها بنيتان كذلك و تحمل شامة صغيره أسفل عظام رقبتها التي تبرز من خلالها زرقة عروقها بوضوح

أكمل والده حديثه إليه أسفاً لأجله قبل نفسه و شعر بالأسى أتجاهه:

"لقد كانت والدتك تعاني من نفس مرضك الذي ورثته منها الأن و حالتها الصحيه سيئة للغاية ، أخبرها الطبيب المسؤول عن أجراء عمليه الولاده بأن نسبه بقائها على قيد الحياة إن أنجبت قد تكون ضئيله و قد تؤدي إلى وفاتها لكنها جازفت بكل بشيء من أجل أنجابك"

عادت الصدمة مجدداً بعيار أثقل عن سابقة تسع عيناه على وسعهما حين علم بكل شيء أخبره والده به و أفترسه حزن جامح لتخنق غصة مؤلمة حلقة ، أسف عليها متعذباً بندمة الفضيع لمنظورة بأنها قد قامت بتضحية عظيمة بواسطة جسدها الضعيف لأنجاب فتاً قد ورث مرضها السقيم و أعتقد بأنه بالفعل هو السبب في وفاتها و سرقة حياتها الثمبنة مما جعله يحتقر نفسة بشدة ، أنسابت دموعه بحرقة أسفل خديه بلا وعي منه ليسأل والده بنبة مبتلة ببكائه:

"لما قد أختارت التضحية بنفسها لأنجاب شخص مثلي؟! ، هذا لا أمر لا معنى له فقد أنجبت شخصاً يحمل نفس مرضها !"

أحتضنه والده إليه بدفئ الأبوة مواسياً لأنكسار قلبة و أسفة اتجاهة قد أشتد أعمق عن سابقة ليعود عابس الوجهه:

"لا تقل كلاماً فارغاً كهذا ، والدتك كانت سعيده جداً عندما علمت بكونها حاملاً بك و كانت متحمسة لرؤيتك رغم أن هذا لم يحدث ، لكنها كانت تحمل أملاً كبيراً بداخلها أنها قد تستطيع إلقاء نظره أخيره إليك قبل أن تتوفى"

أرتفع صوت تنحب بكاء كانامي بضعف ممزوج بالقهر و بغضب أنفعالي هائج كأنه يرفض الأقرار بالحقيقة كلياً و ينكرها بشدة ليدفع بجسده بخطوة واحده نحو الخلف و أبعد نفسة عن حضن والده الدافىء ليخفض بصرة صوب الأرض

صرخ بحدة"أنه أمر ليس عادلاً !! ، أشعر و كأنني قد قمت بسرقة حياة شخص بريئ !!"

مد والده كلتا يديه إلى كتفة بقلق ممزوج بالخوف من أن هيجانه المفرط هذا قد يؤدي إلى أزدياد نتائج مضاعفة جراء مرضة الذي ما زال لم يتعافى منه بعد ليحاول تهدئته"هذا غير صحيح ! ، قد يكون الأمر يكون مؤلماً لكلينا و لكن لا أحد له ذنب في ذلك ! ، و الدتك بالتأكيد لم و لن تكن لتفكر بهذه الطريقه !"

"على أيه حال لمَ تخبرني بذلك الأن؟!! ، هذا لا يزيد من شعوري إلا ألماً !! ، سماع حقيقة أنها جازفت بنفسها من أجل أنجابي يعذبني و يشعرني بذنب فضيع تتجاهها !! ، هذه الحقيقة لن تتغير أبداً مهما قدمت من أجلها !!"

"أهدء يا كانامي ! ، لقد أخبرتك بالحقيقة لأنك قد ورثت هذا المرض من زوجتي ! ، أنا لم أقصد أن أجرح قلبك و لكن كل ما أردته أن تعلم بالحقيقة فقط !"

نال شعور الحزن المقيت منه ليجثية على ركبتية أرضاً و أكمل بعجز كأنه بدا يستسلم للحقيقة المريرة و يوقنها:

"هذا فضيع جداً !"

بدء كانامي يهمل نفسة و كل ما يهتم به و يحب القيام بفعلة بمجرد مرور الأيام ،أصبح ذابلاً كزهرة قطنية تجرذت من قطنها بواسطة عبور عواصف عنيفة و لم يتبع ما أخبره الطبيب به لتعاسة مزاجة العكر ، تغيب عن المدرسة طوال الأيام التالية و لم يتواصل مع أحد حتى إيانو العزيزة عليه و التي يحمل بداخلة لها حباً عظيماً لا تضايقة أي محبه لشخص أخر ، كان يقضي معضم أيامة في الغرفة وحيداً برفقة أواهمة الواهية عن والدته التي لم يلتقيها يوماً بلا رغبة بالقيام بفعل شيء أخر سوى ممارسة عبثة مع الخدم و أفراغ مزاجيتة البشعة بتسلط عليهم فوق مالا يطيقونة مما جعلهم يشكون لوالده حاله في أنزعاج و غضب منه عند عودته إلى المنزل من عملة في الصاله العلوية و القريبة من الممر المؤدي إلى غرفة كانامي الذي هو الأن يتدهور للأسوء بصحته لفرط أهماله لنفسه فوقه سريرة الخشبيي و يلتوي بجسده على جانبة متألماً بحدة منطقة صدرة في غرفتة الواسعة بحجمها التي بدت و كأنها صالة كاملة ، كانت جدرانها ورقية مطليه بلون أخضر تفاحي ممتزج بالبياض و بها شرفة كبيرة مغلقة بباب زجاجي شفاف تطل على المظهر الخارجي من حديقة المنزل الخلفية و الأثاث فاخرأسود يضفي لمستة الأنيقة على أرجاء الغرفة ، حاول أستجماع أنفاسة الضئيلة الذي يتشبث بها بصعوبة بالغة إلى رئتيه بينما نبضات قلبة المضطربة تنبض بسرعة جنونية غير منتظمة ، قدميه بدت متورمه إلى حد ساقية و أخذ يصارع ألم صدرة الذي كان على وشك يضطهد روحه لو لا مجيىء والده إلى الغرفه من أجل تفقدة و هرع إليه مسرعاً فوراً بقلق ممزوج بالخوف مزيحاً موضوع شكوى الخدم لوقت لاحق

أحنى والده ظهرة أمام طرف السرير ليسند كلتا يديه"كانامي ! ، أخبرني مالذي تشعر به؟! ، هل أنت بخير؟!"

كانامي بنبرة مبحوحة مرهقاً"أبـ بي ! ، أ أشـ شــ عـ ر بـ بــ بـأنـ ني سـ سـأمـ موت !"

حمله والده فوراً بين ذراعيه على عجلة من أمرة دون طرح الزيد من الأسأله ليهرع يركض بخطوات عجلة بين أرجاء القصر ، لم يستطع كانامي مقاومه الصمود أمام ألمه الذي ينخر صدرة بحدة ليقع طريحاً للأغماء أثناء خروج والده من المنزل و توجه إلى سيارته المركونة بالقرب من جدار البوابة ، فتح الباب الخلفي بسرعة ليساعدة على الأستلقاء ببطىء في المقعد على جانبه الأيسر و من ثم أغلقة ، هم لصعود المقعد الأمامي ليقود السيارة نحو المشفى و هناك بقي تحت عناية الأطباء بتلقي الأسعافات العاجلة في غرفه الأنعاش ، أكتمل شهر كامل بتغيباته عن المدرسه منذ هذا اليوم لسفرة برفقة والده إلى إلمانيا لتلقي الجلسات العلاجية هناك بأنتظام في مستشفيات معروفة بسمعتها العاليه و الموثوقة ، تحسنت نفسيتة المتدهورة كأنه لم يمر بهذا المحنة من قط و توسع صفو مزاجه للغاية ليتخلص من قيود الحزن و الذنب هناك بينما هو يرخي مرفقية أمام الجسر يتأمل بتمعن عميق بديع جمال غروب الشمس الباهر في أوج حلته و يراقب تحليق الحمامات البيضاء في الأفق بحريه مع والده الذي رافقة أينما ذهب و الذي يبدو مرتاح البال جداً بمجرد النظر إليه و سعيداً لتحسن حالته نحو الأمام

بزغت أبتسامه خفيفة ترسم حزن بسيط بين شفاهه:

"أبي ، أنا أسف لابد و أنني أتعبتك كثيراً معي"

"لا عليك ، المهم بأنك تشعر بالتحسن الأن"

"أجل ، أشعر بأنني مستعداً الأن للعودة للدراسة مجدداً و الخروج في الكثير من المواعيد برفقة إيانو"

سأل والده بأهتمام ممتزج بدهشة بسيطة لعدم توقعة مطلقاً أن يكون واقعاً في حب فتاة ما:

"أتقصد تلك الفتاة التي كانت تنتظر مجيئك في المشفى؟"

أرتسمت أبتسامة بين شفاة كانامي بكل ثقة و فخر ممتزج بشعور الحب الذي برد في قلبة طويلاً و يفتقدة الأن بشدة

"أجل ، أنها الفتاة التي أحب"

"لما لمٓ تخبرني بذلك من قبل؟أنا لا أمانع أبداً بأن تحضى بالمواعدات في مثل هذا العمر الصغير"

"لقد كنت حائراً حول ردة فعلك عندما تعلم بهذا الشأن لذا أتفقت معها على أن يكون ذلك هو السر الذي يربطنا إلى أن يحين الوقت المناسب للأفصاح عنه للأخرين"

"هكذا إذاً ، هذا يزيد من نقاط خبرات حياتك المستقبلية ، على أيه حال منذ متى بدئتما؟"

"منذ ثلاثة أشهر"

"أنها فترة جيدة لتعودا بذلك القرب حينما تعود إليها"

"أ أمل أن يكون لقائي بها يسيراً فقد غبت طويلاً عن المدرسة ، لابد أنها تشعر بالغضب مني الأن لأنني لم أتواصل معها"

"إذا كانت فتاة متفاهمة بالتأكيد ستسامحك"

"أجل ، أنها كذلك مع ذلك مازالت قلقاً حول رده فعلها عندما أعود"

"واجه موقفك جيداً ، أنا أثق بأنها ستعفو عنك حتى لو أبدت أستيائها أمامك بسبب تمسكها بك"

"حسناً ، أرجو أن يسير الأمر كما أتمنى"

"أتمنى لك ذلك إيضا"

[بعد مضي أسبوع]

هطلت أمطار صباحية غزيرة تحتضن الأرض ببرودتها القارصة كحده بروده الجو ، كان جميع الطلاب في الصف يتجمعون حول كانامي على مقعدة الذي يقع في الجهة الأمامية جانب بقية المقاعد في الجهه اليمنى من الجدار ، يتسألون بأهتمام ممزوج بالقلق و الخوف عن سبب تغيباته المتواصلة ليسرد إليهم أكاذيب محكمة بعناية فائقة منه مما أعاق رؤيته لإيانو التي تقف بالقرب من الصبورة في أنتظار لحظة الحضي بفرصة سانحة للتحدث إليه على أنفراد ، حواسها تريد بقوة أن تدفع بها إليه لكنها لا تستطيع حالياً رغم كومة القلق و الأشتياق الجامحة التي تحملها أتجاهه إلى جانب الكثير من الأسأله التي تود أن تهطل بها عليه ، شدت بيدها على معصم يدها الأخرى بشدة فيما تراقب ذلك التجمع اللعين الذي يفصلها عنه بصمت و قلة حيله للقيام بشيء بشأنه

كان صفهما ذو مساحة كبيرة و مقاعده مصففة بطريقة منظمه بحيث أن صفوف مقاعد الطاولات الخشبية قد رتبت إلى أربع صفوف ، النافذ الزجاجية الواسعة و المغلقة تطل على الباحة الخارجية للمدرسة ، و توجد ساعة دائرين معلقة على الجدار الأمامي جانب الصبوره البيضاء

سئمت سريعاً حين لم يتبقى سوى عشر دقائق على بدء الحصص الدراسية لتخلق له فرصة بدفع قدميها للمضي إليه و تشق طريقها بين تجمع جميع طلاب صفها حوله لتقف أمامه بوجه حازم التعابير

"كانامي ، تعال معي للحظة ، نحن بحاجة إلى التحدث"

أستقام كانامي بلهفة أشتياق عميقة إليها:

"إيانو ! ، منذ متى و أنتِ هنا؟!"

"منذ لحظات قليلة ، تعال معي إلى الخارج ، أريد الحدث إليك على أنفراد"

"و أنا أيضا كذلك ، لدي الكثير مما أود قوله لكِ"

الجميع شعر بفضول قوي دفعهما ليتسألو بين أنفسهم حول ما سيبوح هولاء الأثنان به إلى بعضهما لكن لم يأبها باللحاق بهم ، خرجت إيانو برفقتة لتوجه نحو المكتبة واقفين على مقربة من بابها البني المتفحم وحدهما ، أقبلت تعابير الغضب تكتسح وجهها بأستياء شديد لتغيبة الطويل عنها ، لم يحادثها أو يتواصل معها بأي شكل من الأشكال منذ ذلك اليوم و تغيبة عن المدرسه كأنه قد نسي أمرها تماماً لفترة من الزمن بينما هي يحتضنها قلق ممزوج بالخوف لفرط التخيلات القبيحة التي تسلطت على مسرح مخيلاتها اتجاهه و ملئت عقلها بالأنشغال بشأنه

"أين كنت طوال هذه الفترة؟! ، لم تخبرني بأي شيء و لم تتواصل معي أبداً ! ، لقد كنت قلقة طوال الوقت و طرت على عقلي الكثير من التخيلات المشينة بشأنك ! ، أتعلم؟!"

تسللت كلتا يديه نحو كتفيها ليتشبث بها بقوة متجاهلاً غضبها جانباً ليقول لها بنبره جادة للغاية:

"إيانو ! أهدئي أرجوكِ و أستمعي إلي !"

أرتفعت نبرتها الغاصبة بحده و سؤوم سريع منه:

"ماذا هناك؟! ، قل مالديك بسرعة و أرحني !"

دفنها إليه بين ذراعيه بأحكام ليحاول أمتصاص غضبها الثائر ببطىء و يهدئها لتستمع إليه بأنصات بينما هي كارهه لهذه الذراعين التي تحيط بها و تحاول بأنفعال هائج و بقوة أن تدفعة بعيداً عنها بواسطة يديها الممتده إلى صدرة فيما هو يقاوم دفعها عنه بصلابة

"مالذي تظن نفسك فاعلاً ؟!! ، أبتعد عني !!"

"أنا لم أنساكِ أبداً و لكنني كنت غارقاً في حزن فضيع للغاية في وحدتي ! ، لقد أخبرني الطبيب أنني أصبت بمرض خطير قد ورثته من أمي المتوفاة و سافرت للخارج برفقة أبي لتلقي العلاجات هناك و هأنا ذا عدت إليكِ سالماً"

أفلتها كانامي بهدوء لتبتعد بخطوات بسيطة عنه و غرقت عيناها بدموعها التي توسعت على أشد وسعها لهول صدمتها على سماعه حديثه إليها ، لم تعد تشعر بنفسها أو بما يحوط حولها بتاتاً لتصرخ بقسوة عليه في لحظة تهور و طيش منها بتألم دون مراعاة له أو لأشتياقة و حبة الوفي لها بأنفعال

"لا تقترب مني !! ، أنا لا أريد مواعدة شخص مريض لذلك فلننفصل !!"

غضبها إلا متناهي و صراخها المستمر يدمر قلبة المحطم ليخط تعابير عابسة على وجهه و يضطهد عقلة بأحباط حاد ، أردف إليها بنبرة قلق ممزوجة بالخوف ماضياً نحوها ليتظاهر بكونه يستطيع التعامل جيداً مع موقفها الساذج هذا و أنه بخير على الرغم من دواخله قد هدمت تماماً ، و أعتمها الحزن ، أحتضنها إليه مجدداً بضعف يحتوية

"لكنني بخير الأن ! ، سأعوض عنه هذا كله عندما نخرج في المواعيد القادمة !"


أنسابت دموع إيانو أسفل خديها بلا أحساس منها لتعود محاوله دفعة عنها مجدداً بأستعمال قوة يديها التي لم تبىء أن تساعدها لتنجح في محاولتها البأسة أفلاته عنها


أعمي عقلة كلياً عن كل شيء و أصابة يأس مرير ليضغط بحضنه عليها بشدة , تألم جسدها لتشعر بالأختناق لقوة شد ذراعية المحاطة بها ، سددت صفعة عنيفة إلى خده برفع يدها لا شعورياً أوعت عقلة المعمي ليفيق عن يأسة ، أفلتها بنفس مهزومة دون التلفظ بكلمة أخيره إليها ليغادرالمكتبة بهدوء و أحترقت نادمه بألمها في حفرة أحزانها جاثية بأسى على قسوتها الشنيعة أتجاهها و دفعها عنه بعيداً بسبب سذاجتها ، كان سببها الحقيقي أعتقادها الواهي بأنها لن تقوى على البقاء إلى جانبة بعد الأن بسبب حقيقة مرضه المؤسف و خافت عليه منه أن يعود مجدداُ على الرغم من أنه تعالج و عاد إليها بكامل عافيته ، لوهله خدعت نفسها بتفاهه أنها ستريح نفسها بعد ذلك إذا تخلصت من هذه المحنة و تناقضت أفكارها بفوضوية , لم يأبى همها الذي يفترسها نحوة أن يساعد في تهدئتها مما جعلها تدفع ثمن طيشها في دقائق معدودة و نتيجة لهذا عاد هو ذابلاً و معتم الأفق ، يكبح حزنه الأسير بداخله ليفتك به ببطىء مرور الوقت في سطح المدرسة الواسع وحدة و لم تأبى دموعه بالأنسياب رغم أنه يشعر بغصة قوية تنخر قلبة

بقيت داخل صفها تكتب رسالته إليه بواسطة ورقة بيضاء صغيره على طاولتها التي تتطابق جميع الطاولات في الصف و هي تجلس على مقعدها الخشبي بالقرب من النافذة

"أنا أسفة لكتابة هذة الرسالة المؤسفة لكِ , أعلم أن الأمر قد يؤلمك و هو يؤلمني أيضا لكن لا أستطيع المواصلة بالخروج برفقة شخص مثلك ، أتمنى أن تجد سعادتك الخاصة في مكان من هذا العالم برفقة فتاة أفضل مني"

طوت الرسالة بشكل مستقيم بعد أن أنتهت من كتابتها لتغلفها في ظرف أبيض ورقي و صغير صنعتهةبواسطة أناملها لتمضي إليها مقعده الفارغ ثم دستها داخل درج طاولته لتعود إلى مقعدها متجاهله كل شيء حولها بلا أكتراث أبداْ لتحزم حقيبتها من مقعدها مغادرة المدرسة و منذ ذلك اليوم لم تعد أعينهما تتلقي ببعضها و يتجاهلان لقائهما الدائم في الصف الذي يجلب بين طياتة عديداً من الفرص السانحة للتفاهم فيما بينهما ليبدوا كالغرباء عن بعضهما و دفنا كل ما تبقى لهما من مشاعر حب خالص بداخلهما

وقفت إيانو بقدميها على تربة الشاطىء الذهبية أمام المياة الزرقاء التي تزحف بخفة نحو الأمام لتنزع الأقراط التي أهداها كانامي مسبقاً من بين أذنيها ، رفعت يدها التي أوصدت بأصابعها حرصاً على الأقراط برغبة قوية في رميها نحو المياة لكنها لم تقوى القيام بذلك لتتلاشى الفكرة عن رأسها بعجز و حسرة


السانحة للتفاهم فيما بينهما ليبدوا كالغرباء عن بعضهما و دفنا كل ما تبقى لهما من مشاعر حب خالص بداخلهما

وقفت إيانو بقدميها على تربة الشاطىء الذهبية أمام المياة الزرقاء التي تزحف بخفة نحو الأمام لتنزع الأقراط التي أهداها كانامي مسبقاً من بين أذنيها ، رفعت يدها التي أوصدت بأصابعها حرصاً على الأقراط برغبة قوية في رميها نحو المياة لكنها لم تقوى القيام بذلك لتتلاشى الفكرة عن رأسها بعجز و حسرة

حين حان وقت أنتهاء الدوام الدراسي ليغادر الطلاب دواماتهم ، أتت سيارة سوداء فارهة تقف أمام البوابة الرئيسية للمدرسة من أجل أصطحاب كانامي إلى المنزل فيما هو يقراء رسالة إيانو التي التقطها من درج طاولة مقعدة داخل الصف وحده ، أحتفظ بها داخل جيب بنطالة الأسود ليرفع حقيبتة الزرقاء المدرسية فوق كتفة مغادراً فناء المدرسة بصمت يلتف حوله ، ترجل سائقة المعتاد من المقعد الأمامي ليهم بفتح الباب الخلفي للسيارة له محنياً ظهره بأحترام و صعد كانامي إليها ، أغلق السائق الباب ليرفع ظهرة و من هم للعودة نحو المقعد الأمامي ليقود السيارة عائداً إلى المنزل ، لم تكن إلا نصف ساعة لتعود غرفته للأحتضان وحدته و قد بلغ الأكتئاب أشد ذروتة حتى أقبل الحياة متساوية مع الموت بالنسبة له ليعود معتم الأفاق ، لم يطق الأستمرار في فكرة أكمال يومه لبقية الأيام القادمة و لم يعد يجد ما يجذبة للأستمرار في العيش مما جعل فكرة الأنتحار تفرض نفسها على جسده الضئيل ، أتى أحدى الخدم نحو الغرفة يحمل بين ذراعيه ملابس مطوية مكونه من قميص بلون كحلي و بنطال أسود قاصدا، جلبه لكانامي ليستبدل ملابسه المدرسية به و طرق الباب

"سيدي الصغير ، هل أنت في الداخل؟ لقد أتيت لك بملابسك"

لم يجب عليه بأي شيء مما دفعة ليفرض على نفسه الدخول إليه و وجده ملصقاً ظهره بحافه السرير ، يمسك بمشرط أسود حاد الرأس ذو حجم صغير ليجرح منطقة شرايين يده متعمقاً في تمديدة إلى الداخل دون الأحساس بالألم الذي تجرد من شعوره و نزفت الدماء غزيرة إلى مرفقة لتتساقط قطراتها أرضاً قطرة تلوى الأخرى ، أخترقت ذلك الخادم الصدمة جراء فعلة كانامي ليسقط الملابس مبعثرة على الأرض لا شعوريًا, عيناه أتسعت على أقصى أتساعها بغير أستيعاب و خوف مهول , جرة قلقة ليهرع إليه يركض مسرعاً نحوة , أخفض جسده بالقرب منه حتى لامست قدمة الأرض على عجلة و مد يده بسرعة فوراً ليمسك بيد كانامي الممسكة بالمشرط بأحكام , ضغط بقوة بالغة على معصم يده مما جعل شعور الألم يصحو من سباتة بداخلة ليسقط المشرط متألماً بحدة و ترك الخادم يده

"سيدي الصغير! ، مالذي تقوم بفعلة؟! ، هذا خطير جداً ! ، هل تعلم ذلك؟! جرحك يبدو سيئاً للغاية لذلك لنذهب لمدواته"

شعر كانامي بأعياء فضيع جعل تحديقة بعينيه الذابلتان إلى دمائه المتسربة يغدو ضبابياً و تشوشت رؤيته ليشعر بالبرودة تنتشر في أطراف جسده

تحولت تلك البرودة إلى شحنة من الحرارة و أخذ يصارع أعيائه بكل ما يملك ملتقطاً أنفاسة بصعوبة"أخـ -أخبـ -أخبرني ب-شــ شيء و- واحداً فــ -فقط !"

"فيما بعد ! ، الأوليه هي الأن العناية بجرحك !"

"لما لا أستطيع الأنتحار مهماً تعقمت بتمديد الجرح إلى الداخل أكثر؟!"

"مالذي تفكر فيه يا سيدي الصغير؟! هذه ليست بفكرة صائبة مهما كنت تمر بأوقات صعبة !"أمسك بمعصم يده السليم ليستقيم من على الأرض"لنذهب حالاً !"

نال منه الأعياء ليغلق عيناه ساقطاً أرضاً وأغمي عليه ليشتد قلق الخادم فوق قلقة ليهم للخروج يركض بخطوات عجلة دفعتة نحو غرفة المعيشة و التي بدت واسعة المساحة بالنظر إلى جدرانها البيضاء التي أمتزجت بنقوش هندسية ذهبية صممت بعناية فائقة ، بها أثاث ذهبي تناغمت طلته مع لون نقوش الجدار و أراك حمراء كبيرة مخملية الملمس وضعت أمام الجدار الأمامي الذي تطل من خلفة نافذة زجاجية تغطيها ستائر بيضاء شفافة ، أتصل الخادم بالأسعاف عبر الهاتف المنزلي الأسود المركون فوق طاوله صغيره تقع بالقرب من الأريكة ليأتو بعد مرور دقائق معدودة لأخذه إلى المشفى من أجل تلقي الأسعافات العاجلة هناك مما أثار أرتياب و قلق بقية خدم المنزل حول سماعهم لأرتفاع صوت سيارة المشفى حين وصولها إلى القضر

كان الوقت يمرعصيباً عليه في غرفه المشفى و الطبيب يهم منشغلاً في أسعافة أمام السرير لفرط ما خسرة من دماء كأن الزمن يتلذذ في ممارسة تعذيبة ببطىء و لا يابى أن يدعه و شأنه ليغدو عدوة اللدود في لحظة سبات أغمائه ، أقبل والده لحضور المشفى بعد أن تلقى بلاغاً من الخادم الذي أتصل بالمشفى قبل أن يتصل بوالد كانامي ليبلغه بما قد أصابة وسط عملة الأداري في المدرسة ليزور الغرفه التي يقبع كانامي فيها و دخل حاملاً بداخلة قلق و خوفة المعتاد ككل مره يعلم بها أن هنالك مكروهاً ما حصل له مما دفعة لفتح الباب دون أي مقدمات

"إيها الطبيب ! ، هل كانامي بخير؟!"

كان الطبيب في هذه الفترة يجلس على الكرسي الأسود المركون أمام السرير يراقب حاله كانامي بصمت منتظراً لحظة أستفاقتة بعد ما أنتهى من علاجات له ، أستقام إليها متجهاً نحوه سألاً:

"هل أنت هو ولي أمر هذا الفتى؟"

"أجل ! ، أنا هو والده ! ، طمئني عليه !"

"يبدو بأنه كان يقبل على محاوله للأنتحار ، جرح شريانة كان حاداً و أستنزف الكثير من الدماء ، لقد قمت بأعطاء العلاجات اللازمة له و خيطت منطقة أصابتة ، بقي علينا فقط أن نراقبه إلى أن يستفيق"

تسأل والده بحيره داخل نفسة عن الأسباب قد تدفع بأبنة الوحيد للأقدام بتهور على خطوة طائشة كهذه

"هل أستطيع البقاء من أجل الأطمئنان عليه؟"

"أجل بالتأكيد"

مضى والده للجلوس على الكرسي الدائري الأسود الذي كان الطبيب قبل مغادرتة ليحدق إلى تعابير وجه كانامي الشاحبة ، هيىء له لبرهة من الزمن أنه يرى وجه زوجتة المتوفاة منعكساً على وجهه الذي يطابقه في تقاسيمه ليمس داخلة شيء من الأسى على ذكرى يوم وفاتها ، أفاق كانامي على بزوغ مشارف الليل ليفتح عيناه ببطىء وتقبل الرؤيه ضابية أتجاهه ثم اتضحت بوضوح بعدها

نطق والده بنبره قلق عميق ممتزج ببعض الغضب:

"كانامي !"

اتسعت عيناه بخفة تعكس صدمتة من حضور والده المتوقع و المعتاد دائماً منه و أبه لشعور الغضب الذي يجتاحه حوله الأن ليرفع رأسة عن الوسادة بسرعة

"أبي !"

"لما قمت بجرح نفسك؟! هل أصابك الجنون؟!"

عادت تعابير كانامي عابسة للغاية نتيجة الألم المرير الذي دمره ليؤول به الحال معمياً في الأقدام على خطوة جريئة نحو الأنتحار أطلق صراح أحزانة المسجونة بداخله بحرقة لاذعة و انجرفت سيول دموعة من جفنية إلى أسفل وجنتية متمزق الروح ليحجب عيناه المرهقتان عن والده برفع ذراعية إلى وجهه
و قد بدء جسدة يرتجف

"أسف يا أبي ! ، لقد كان الألم يعميني و لم أعلم مالذي يجب علي القيام بفعلة !"

أزاح والده غضبة عنه جانبًا عند رؤيته يبكي بضعف و أنكسار ليدفعه قلقة الغير منقطع لسؤاله بقلق:

"أخبرني ! ، مالذي دفعك على أتخاذ خطوة متهورة كهذه؟!"

"أشعر بإنني فقدت رغبة الأستمرار في العيش ! ، تباً لذلك الخادم الأحمق لما هم إلي و لم يدعني أكمل ما بدئت به؟! أريد قتلة حالاً هو و ذلك الطبيب اللعين الذي قد تسبباً في نجاتي !"

"لا تقلي بالشتائم على الأشخاص الذين قد مدو يد العون بأسعافك ! ، يجب عليك بدلاً من التذمر أن تكون شاكراً لهم و تغدو قوياً مهما أشتدت عليك المواقف الصعبة في حياتك !"

"لست راغباً بالتمسك بها بعد الأن !"

"لماذا؟! ماذا عن شأن إيانو التي أخبرتني بشأن مواعدتك لها؟! ألست قلقلاٌ حول ردة فلعها أن علمت بأنك ترغب بالأقدام على أمر ساذج كهذا؟!"

"لقد قررت الأنفصال عني ! ، صرخت في وجهي قائله بأنها لا تود مواعده شخص مريض مثلي و لم أحسن التصرف إلى النهاية !"

أسف والده عليه حينما صارحه كانامي بذلك وسط أنسياب دموعة الغزيرة الي أبت أن تتوقف ليفرط في بكائة بحدة و بدء يجهش

"هكذا إذاً ، هذا هو السبب ، لكن مالذي قمت بفعلة؟!"

"لقد كنت أحاول أرجعها إلي بيأس من محاولتي ! ، لكن ما تسبب بالقيام بفعلة هو أن أجعلها تكرهني ! ، مالذي كنت أقدم عليه بجدية؟!"

ربت والده بخفة على رأسه لعلة بالقيام بذلك يواسي حزن كانامي المسكين ، دفن كانامي رأسه إلى حضن والده الذي بادرة بأحتضانة إليه بين يديه مواسياً و أستمر في محنة بكائة حتى هدء كلياً و جفت الدموع من بين جفنية لتستقر مشاعره.
"أبي ، أنا لا أشعر بالرغبة في محاولة العودة إليها ، أعتقد بأن الأستمرار بهذه الطريقة هين بعد مرور كل شيء إليس كذلك؟!"

"إذا كنت مقتنعاً بما تختاره فقم بالقيام بفعله ، المهم هو إلا تدمر نفسك هكذا"

"حسناً ، لقد فهمت ، أسف مرة أخرى"

"لا عليك ، فالمهم أنني أطمئنت عليك الأن بعد أن أفقت"

بقي كانامي يستريح في المشفى حتى حلول اليوم الذي يليه ليعطية الطبيب الأذن بمغادرة المشفى ليأتي والده لأخذه ، قرر اليوم أن يصطحبة بسيارتة إلى المقبرة لزيارة والدته التي ترقد هناك بين بقية القبور المنتشرة في كل مكان خلف الأسوار الفضية ، أوقف والده السيارة بالقرب من جدران المقبرة الحجرية ، ترجلا من المقعد الأمامي منها ليشق كل منهما طريقة نحو البوابه التي تتشارك نفس اللون مع الأسوار و كانامي يحمل بيده باقة ورود بيضاء إلى حضنه ليبحثنا عن قبرها لفترة دقائق معدودة إلى أن وجداه أخيراً ، أخفض كانامي جسده إلى أن لامست قدمة الأرض و وضع الباقة أمام قبرها ليحكي لوالدته المتوفاة عن شعورة البشع الذي أحس به عندما علم الكثير بشأنها في ليله واحده و ندمه السقيم عندما أحس بأنه قد سرق حياتها الثمينة إلى جانب محاولته الأنتحار بعد أنفصاله عن إيانو ، قرر أن يمضي قدماً حتى لو أن لو كان النسيان صعباً عليه و العيش حاملاً على كاهله كل تلك الذكريات بحلواتها و مرارتها ، هو موقن الأن بأنه سيستطيع تنفس نقاء الحياة مهما تلطخ عقلة بالأحزان مجدداً


أنتهى الفصل.



__________________
صفحتي على الكيريوس كات هنا
مدونتي في بلوجر هنا

التعديل الأخير تم بواسطة toofy chan ; 05-19-2019 الساعة 03:36 AM
رد مع اقتباس