عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-19-2019, 05:11 AM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:888px;background-image:url('https://b.top4top.net/p_916axzk03.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN]
[ALIGN=center]











{ اللّمحة الثانية }


مر حفيدها من جوارها وجدها تحاول أن تعلق لوحة "لبُرتريه" لها وهي صغيرة في أوائل العشرينيات ولم تستطع فأخذها منها يعلقها والتفت لها وجدها دامعة فعقد حاجبيه وقال يداعبها:
- تتحسرين على جمالك! لم تفقدي منه كثيرًا على فكرة.
أمسكها من وجنتها قائلاً:
- تلك التجاعيد لم تزده إلا حُسنًا.
ابتسمت قائلة:
- هذه اللوحة كنت لا أريد أن أعلقها أبدًا حتى لا تهترئ وتظل كما هي.. ولكني قلت ما فائدة الأشياء الثمينة إن خبأناها ولم نستمتع بها.
عقد ذراعيه أمام صدره ورفع أحد حاجبيه قائلًا:
- ولماذا هذه اللوحة ثمينة؟!
- تذكرني بمشاعر جميلة تجمعني بجدك رحمه الله.
أجلسها على مقعد وثير وجلس جوارها وهو يقول:
- حسنًا هكذا نجلس وتقصي لي قصة تلك اللوحة.
التمعت عينيها قائلة:
- كنت في الفرقة الثالثة في كلية الفنون الجميلة وكنت جالسة وحيدة على مقعد في فناء الكلية فوجدت أحد الأساتذة جاء أشار لي على طالب جواره وقال كما أنتِ هذا الطالب لم يجد ما يرسمه فسيرسمك هل تمانعين، كان هذا يحدث كثيرًا في الكلية فقلت:
- لا أمانع.
قال الأستاذ حسنًا وغادر وتركنا فجلس جدك على مقعد خشبي أمامي وشرع في ترتيب أدوات الرسم، وهو يقول دون أن ينظر لي:
- استعدي.
مررت يديّ على شعري وساويت حاجبيّ ورطبت شفتيّ برُضابي وجلست بأريحية وقلت:
- مستعدة.
مسك قلم في يمينه ووضع أخر فوق أذنه وبدأ يرسمني وهو يقول:
- لا تتحركي ولا تتكلمي حتى لا يتغير المنظور.
أومأت برأسي صامتة فقال:
- هذه ليست صدفة، أن يختار "الدكتور" طالبة بطريقة عشوائية من فرقة أخرى لكي أرسمها فتكوني أنتِ.. لم يكن الإختيار عشوائي، إنها حيلة دبرتها مع "دكتور المادة" لكي يجعلني أرسمك لإنني أحبك منذ عام.
بدت عليّ علامات الدهشة والإستغراب أنا أيضًا كنت معجبة به كنت أراه أحيانًا في فناء الكلية ولم أعلم أنه يعرفني فأكمل:
- فلنقل معجبًا بك، أو مبهورًا بكِ، أي شيء دون أحبك لو لستِ مقتنعة، كنت أراكِ دائمًا علمت كل شيء عنك تقريبًا، أهم ما علمته إنك لستِ مخطوبة أو مرتبطة ولكن لم يكن عندي الجرأة لأتحدث معك، كما أنني أخشى شعور الرفض كثيرًا وأخشى التعلق أيضًا ولكني وجدتني قد تعلقت بك، علمت إنني أحبك عندما وجدتني فجأة أحب هذه الحياة المقيتة التي لم أكن أحبها أبدًا، فقلت لا بد أن أخبرك وليذهب شعور الرفض إلى الجحيم.. تابع مبتسمًا وهو ما زال يرسمني:
- هذا القرار أخذته في شهر.
ضحك وهو يقول:
- كل هذا وأنتِ ربما لا تعرفين اسمي من الأساس.. ولكني فكرت في حيلة تجنبني الرفض بنسبة كبيرة.
شعرت بسعادة بالغة ولكني تظاهرت بأنني كنت لا أعرفه حقًا فنطقت أخيرًا رغم أنه نهاني عن هذا فقلت:
- وكيف تتجنب الرفض بنسبة كبيرة؟
قال وهو يرسمني:
- أن أجعلك تحبيني.
- وكيف يحدث هذا!
نظر في عينيّ ليرسمها قائلاً:
- يقولون من تواصل العيون يحدث الحب.
ظل ناظرًا في عيني وأنا أيضًا حتى قال:
- ربما هكذا حدث الحب.
ضحكت وهي تقول:
شعر بخجلي رأيت ذلك في عينيه فقال ينجدني:
- قلت لكِ لا تتحركي ولا تتكلمي حتى أنتهي.. أوشكت على الإنتهاء على أي حال.
ظل يرسمني صامتًا حتى انتهى ونظر في لوحته مبتسمًا ثم جعلني أراها قائلا:
- انظري.. هذه اللوحة لا بد أن تكون عالمية فملامحك تجمع شعوارت كثيرة، الخجل والإرتباك
أشار لي بسبابته وهو يقول:
- والسعادة.. لا تنكري.
فقلت:
- لن أنكر.
فقال حفيدها مبتسمًا:
- قصة لقاءكم جميلة جدًا سأحكيها لرفاقي.
ثم نظر للأعلى يقول مازحًا:
- أتعلمين يا جدتي خطر لي أن أستخدم اسلوب جدي مع الفتاة التي أعجب بها.. سأذهب لها وأخبرها إنني أحبها وسأجعلها تحبني إن قالت كيف سأنظر في عينها طويلا وأقول هكذا.. ولكن ربما ستصفعني على وجهي.



#أميرة_علام
#لمحات_عابرة


# [ لنرتقي]
seiz


[/COLOR][/SIZE][/FONT][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
رد مع اقتباس