عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-05-2019, 05:09 AM
 
ذهبي R2

[align=center][tabletext="width:900px;background-image:url('https://6.top4top.net/p_1280fwav91.png');"][cell="filter:;"][align=center]








كيف تجرأت على اعتبار نفسي محظوظة؟ أنا مجرد بقرة حمقاء تلاحق الشهوات.

بدأ الأمر عندما تركت الشاطئ وذهبت للتسكع في المدينة، لا أعتبري نفسي كهيبي أبدا لكن تبا إن لم يعش الإنسان من أجل شهواته لم عساه أن يعيش؟ لا أتبع أية ديانة، لا أتبع أي قوانين وأفضل أن أعيش كمتشرد على أن أخضع لأحد.
التدخين والمخدرات، لم أكن أعلم أنها ستأثر فيّ هكذا، ياللأسف لا يمكن لأحد يتمسك في معضلاته الأخلاقية أن يجرب هذا الشعور.. أشفق عليهم جميعًا. تعرفت على أشخاص رائعين ومنفلتين جدا، أنا سعيدة هنا. التجمع حول النار والغناء على الشاطئ والرقص في الشوارع مع هذه الخردوات الحديدية. أقوم بتدمير مراكب السيارات الغريبة هذه والسرقة أحيانا، في الواقع لا أعتبرها سرقة بتاتا لأني أظن بأن كل التجار لصوص، لهذا سرقتهم لا تعتبر سرقة.
كل هذا التطور ولم يستطع البشر تطوير مكافحة الجرائم، استغربت هذا في البداية لكن مع الوقت أصبحت لا أبالي. لم عساني أن أبالي؟
هذا المكان لا يبدو مثل تصورات البشر في الزمن الذي جئت منه، يبدو أكثر انفتاحًا. ربما علي البقاء هنا.
بشر ونصف آليون، يبدو أن الطب قد تطور كثيرًا! ولكن ما حاجة البشر لأطراف صناعية؟ رأيت الكثير بأطراف أخرى. هل حقا ازدادت الجريمة؟ أم أن هناك حرب ما قد وقعت.. لا أرى أي ضرر في المبان أو ما شابه. ربما كانوا لاجئين، أو جنود؟ لا أكاد أجد تفسيرًا للفساد الذي هنا، رغم أن الأمر يعجبني لكن يوما بعد يوم أصبح الأمر مخيفا ومريبا.
لقد عرفت الكثير من الأصدقاء هنا لكنني لا أفضل التمسك بهم، لهذا أترحل كثيرا ولا أبقى في نفس المكان في المدينة. يالها من مدينة كبيرة ومريبة. لم أهتم برؤية خريطة العالم، أردت أن أعلم أين أنا. لكنني لا أهتم! كل ما أهتم به هو أن أستمتع بوقتي طالما أستطيع.
بعد مرور ليال من المخدرات والانتشاء شعرت بأني انتهك إنسانيتي رغم أني لم أعامل كإنسان في حياتي السابقة. لقد ولدت كي أفعل ما أريد، لكنني لم أعد أعلم ماذا أفعل.
شعرت بالاكتئاب والضيق، شعرت بأن العالم لم يعد يتسع لي.
ذات ليلة استيقظت ووجدت نفسي في إحدى أزقة هذه المدينة، لابد أنني شربت الكثير ووقعت هنا. أمسكت رأسي بقوة وشعرت بأن الصداع سيشق وجهي لأجزاء عديدة، بالكاد وقفت على قدمي ونظرت للسماء وأخذت نفسا عميقا. كنت واقفة مكاني للحظات أفكر في خطوتي القادمة، أتأمل حالي وأين وصلت. لا أشعر بالندم، ولا أشعر بأني على قيد الحياة أيضا. نفس الضجيج كل يوم ونفس الممارسات العنيفة في الشوارع. بدأت أشعر بالملل. لم تكن السيارات بذلك التطور، لكنها كانت أسرع وبلا عجلات. قد تبتعد بضعة سنتمترات عن الأرض لكنها لا تطير، وهي حارة جدًا ولا تستخدم البنزين كوقود. توقفت إحدى هذه السيارات في شارع مقابل للرصيف الذي كنت أجلس فيه وأحدق في المارّة، خرج منها جهاز صغير يشبه العنكوب ولكنه يبلغ من الطول عشرين إنشًا. رآه المارة لكن لم يهتم أحد وظننت أنه شيء معروف هنا، لكني لم أعرف ما غايته. لاحظت وقوف بعض المارّة بدهشة ينظرون إليه، ذلك الجهاز كان يمشي ببطء شديد على أطرافه ثم توقف فجأة وبدأ يومض بالأحمر. توقف مارّون آخرون وكأنهم ينتظرون منه أن يفعل شيئَا. كان يتلفتون يمينا وشمالا كأنهم يتوقعون رؤية أحد ما. راودتني فكرة مخيفة في كاميرة ما تبحث عن شخص. وقفت على رجلاي وظللت أحدق فيه بحذر وكانت غرائزي تحثّني على الركض والهرب. ذلك الشيء أطلق شيئا يشبه الليزر تجاه شخص ما كان يبعد عني القليل في يميني. ذلك الشخص كان رجلًا يبدو وكأنه متسول من ثيابه، كان مثلي تمامًا، شخص بيته الشارع. عندما أصابه ذلك الإشعاع تحولت عيناه للون الأبيض وخرج الدمّ من أنفه. ظلّ واقفا في مكانه بلا حركة لثوان ثم سقط أرضا. لم يبد أحد اهتماما بالأمر ومشى كل شخص في طريقه بهدوء وهذا ما أرعبني. خرج رجلان من تلك السيارة التي خرجت منها الآلة، كانا يرتديان ملابس تشبه زيّ الوقاية من الإشعاع النووي، لونها أبيض وبأقنعة. قاما بجرّ ذلك المتسول حتى السيّارة ثمّ رحلوا. لكن الآلة بقيت. بقيت تبحث عن شيء ما، أو شخص آخر. قررت الرحيل ولكن قبل أن أرحل سمعت تهامس مجموعة أمامي حول ما يريدونه من ذلك المتسول. اقتربت منهم وسألت "ما ذلك الشيء؟" كانوا أربعة رجال، وفتاتين. نظروا إلي بنظرات الازدراء نظرا لما كنت أرتدي من ملابسة رثّة، وقالت إحدى الفتاتين "كيف لقمامة منك ألا تعلم؟ يجب أن يكون أكثر شيء تحذرين منه في حياتك. الحكومة هنا تستفيد من المتسولين أمثالك في تطوير الطبّ والأسلحة." توسعت عيناي وفتحت فمي محاولة في قول شيء ما لكنني لم أجد الكلمات، فقد توترت أكثر بعدما رأيتهم يضحكون في وجهي. "هل تقصدين بأن أولئك الناس بأطراف صناعية هم في الواقع فئران تجارب؟"
"بالطبع، تقوم الحكومة بأخذ ما تحتاجه منهم من أطراف وأعضاء ثم تعود لترميهم هنا، فهي لا تستطيع الاهتمام بكل هؤلاء."
شعرت بالغضب، لا أصدق أن بشاعة كهذه تحدث ولا أحد يهتم، اعتلت ملامح الغضب والاستنكار وجهي وقبل أن أعترض على هذه الأفعال سمعت صرخات ورائي ورأيت أشخاص بتلك البدلات البيضاء يحاولون جرّ فتاة تبدو مدمنة أيضا ورجل يحاول إيقافهم لكنهم أخذوها بالقوة. ثم بدأ أشخاص يسقطون أمامي وشعرت بأني التالي. عدت للنظر أمامي ورأيت أشخاصا يبتسمون ابتسامة شيطانية كأنهم يودعوني على مصارع الجحيم.
ركضت وخفت أن ينتهي بي الأمر كجرذ بلا أطراف. ركضت وحاولت أن أبتعد رغم أن الساقطين والصرخات يزدادون حولي لكنني لم أنظر ورائي. وجدت مكانا اختبئ فيه وراء براميل النفايات في زقاق بعيد عن الشارع. لم أدري ماذا أفعل وشعرت بأني أختنق بين أنفاسي. كل شيء يهوي، ولن أموت اليوم بل سأكون كخردة مرمية هنا إن أمسك بي. رحت أبحث بين النفايات عن شيء حاد ووجدت قارورة زجاجية، رميتها في الأرض كي تنكسر وأخذت أكبر قطعة حادة. "الآن... لقد كان ممتعًا البقاء هنا.. الآن فهمت لم وجدت جثّة الشاطئ تلك.. الآن سأرحل أنا أيضًا.. الآن.... الآن!!!"
لقد كان مؤلمًا، لقد تألمت لبعض الوقت قبل أن أغمض عيني. ومنظر الدماء في يدي وبطني.. لقد كان مؤلمًا.
آه، صوت المطر... ما هذا المكان؟ ما كل هذه الرطوبة.. تبًا. لم أسمع صوت بكاء في الخارج؟ أم أنها ضحكات؟ هل هناك احتفال ما؟ لا يهم.. أظنني في أمان بعدما رحلت.



[/align][/cell][/tabletext][/align]
__________________



التعديل الأخير تم بواسطة Aŋg¡ŋąŀ ; 07-09-2019 الساعة 01:47 PM
رد مع اقتباس