عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-29-2009, 02:25 PM
 
Post الرواية كاملة (حنان وجلباب الزوجية)

اعجبتني فحبيت انقلها لكم كم هي ممتعه.....
بسم الله الرحمن الرحيم

كلمات مبعثرة .. خطتها أناملي بعيداً عن مقص الرقيب وبعيداً عن فلسفلة النقاد

مذكرة لزوجة عاشت ردحاً من الزمان مع زوج سعودي




خرجتُ من بطن أمي ابكي والناس من حولي يضحكون... لا أعرف مدى حبهم لي وفرحهم بقدومي... تلك الطفلة التي سرعان ما كبرت.. عاشت في رغد من العيش بين أحضان والديها.. نعم كم هما جميلان ذلكما الأبوان.. أحس بلهفة لهما عندما أبتعد بعيداً في ميدان الحياة الصعبة... أشعر بدفئ وحنان كبيرين عندما أسمع صوت أحدهما أو كلاهما... ما أروعهما وأروع الحياة معهما ...
لن أدخلكم في تفاصيل حياتي قبل الزواج لأنها قطعة حلوى ممزوجة بطفولة بريئة ثم حيوية عذبة مضيئة حتى كتب لي أن أتزوج ذلك الشخص الذي يدعى انه زوج !!
ولا أدري هل يعرف معنى الزواج أم أنه يسير في هذه الحياة حسب ما يمليه عليه المجتمع الذي يعيش فيه من أنه لابد أن يتزوج حتى وإن كانت تلك الزوجة شمعة تحترق في ظلام الزواج الفاشل لكن للأسف بدون أدنى تقدير .
كنت أحلم كما تحلم غيري من الفتيات بفارس الأحلام الذي يمتطي بها هذه الحياة بحلوها ومرها ولو كان هذا الفارس يعيش في شقة أو خيمة أو حتى تحت ظل شجرة .... أذكر عندما كنت أجلس أنا وزميلاتي نتحدث عن فرسان احلامنا... كم كنا بسيطات وأحياناً ساذجات.
تخرجت من الثانوية العامة بتقدير لا بأس به كانت فرحة أمي غير المتعلمة بي كما لو أني تخرجت من كلية الطب ... أما والدي الغالي فكان ينظر إلي ويبتسم مردداً (( عقبال الدكتواره يا بنتي)) كان طموحاً .. لكني لم أكن كذلك في تلك الفترة .
تقدم لي شاب من عائلة نعرفها منذ زمن ولا نعرف عنه سوى انه ابن للعائلة التي كنا نعرفها
عندما أخبرتني امي بالخبر بدأ قلبي يخفق بسرعة وبدأت أحلام تمر أمام ناظري كشريط أفلام مليء بالمغامرات الغرامية والغزل والرومانسية .. كنت مترددة لا أدري لماذا ... لكن الشوق إلى نقلة نوعية في حياتي جعلني أوافق ...رغم النصائح والتوجيهات التي كانت توجه لى من قبل أمي بالتروي والاستخارة .
طلب رؤئتي و بعد أخذ ورد وافقت...
كان والدي يجلس في صدر مجلسنا الأزرق وذلك الشاب على يمين المجلس بكل أدب وخجل قد حشا غترته من النشا حتى كاد أن يتكسر ... رائحة عطره تطاردني منذ دخولي المجلس... كان مرتبكاً دخلت وسلمت ثم جلست كما تجلس كل فتاة عندما يريد الخاطب رؤيتها وكما تلبس كل فتاة نجدية في العادة تنورة جينز وبلوزة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ... أذكر أني لم أرفع عيني وهو كذلك ... كان أبي ينتظر منه جملة لطيفة أو كلمة على الأقل تكسر حاجز الخجل الذي بدا مرتفعا بيني وبينه لكن لا حياة لمن تنادي أمرني والدي بالخروج بعد دقيقة من المكوث على أعصابي ... فأنا لم أعتد الجلوس بحضرة شخص غريب كان شكله مقبولاً مع مافيه من الطول المفرط... قلت في بالي (( يسمن بعد الزواج إن شاء لله ))
بعد خروجه بنصف ساعة اتصلت أمه كي تحدد موعد الزواج .. وأنا أسمع أمي أخذت أحلق في سماء ليلة الزفاف كأني ريحانة أٌقتطفت من بستان عائلتي الجميل ... ينحني زوجي و يقطفني ... يشمني ثم يضمني يسمعني كلمات ليست كالكلمات.
قٌطعت سلسة أحلامي عندما قالت لي أمي ( ألف ألف مبروك يا بنيتي )
رسمت ابتسامة خجولة ... غير مكترثة لما يحدث لي ( أمامها فقط ).
أخبرت زميلاتي وأقاربي برسالة جماعيه... تتطور الأمر حتى رأيتها في شريط إحدى القنوات ....
كانت فرحة كبيرة ... ولدي شعور بأن حياتي الزوجية ستكون سعيدة ... كجدول صغيرة يسير في واحة الحياة ... كلوحة رسام على حائط كبير ((يا إلهي كم كنت رومانسية ))
يوم الثلاثاء موعد زواجي ، كانت ليلة عادية بالنسبة للآخرين بينما أنا و زوجي كنا نعيش حالة من الارتباك والخجل لا يمكن تصورها .
خرجنا من القصر ... فتح لي باب السيارة بكل لباقة ... تفضلي سيدتي .. بلطف قالها.. أحسست أني أميرة .. لا بل ملكة .. تذكرت رواية عنوانها عندما فتح لي الباب .
جلست على المقعد وكأن على رأسي طيور لا طير ...قبضت بيدي اليمنى على اليسرى وأحكمت القبضة ... دوى في المكان فرقعة أصابع بسبب تلك الضغطة .. وكأني يدي تصرخ في وجهي .. ما شأني أنا بخجلك الزائد .. لا أدري أكان خجلا أم خوفاً .
وصلنا إلى الفندق بعد عشر دقائق من المسير بين شوارع الرياض .. حاول التلطف معي بعبارات جميلة .. بادلته الحديث بكلمتين فقط ((نعم لا ))(( لانعم)) بدأ حاجز الخوف يقل... الرهبة بدت في انخفاض ملحوظ عندما أمسك يدي في السيارة .
\كان كل شئ على ما يرام حتى وصلنا إلى الغرفة رقم 446 في الدور الرابع وهي الغرفة التي نزلنا بها وكانت بها الليلة الليلاء.
مرت تلك الليلة العصيبة بسلام دون أن يحصل ما حدثني به تلك النساء السمينات أحياناً من ضعف وخدور وخوف واغماء …وطلاق من اول ليلة. هكذا نحن سلبيون لم يكن الامر كما صوروه لي حلبة مصارعة بل كان مهذبا لبقاً متفهماً لكل أمور تلك الليلة أحسست بالدفء والحنان والأهم من هذا كله بالأمان لكن لم يحصل لنا :ما كنت أقرأ في قصص الحب والغرام لقلة الخبرة .. الحمد لله أني تربيت على ذلك ..
كان موعدنا في اليوم التالي في مطار الملك خالد على رحلة الخطوط الجوية السعودية الرياض- القاهرة كنت ممانعة وغير راغبة لكن إصراره على الذهاب جعلني أوافق ....
في الساعة السادسة مساء وصلنا إلى المطار ... كان مزدحماً نوعاً ما... كان من الواجب واللازم الحضور قبل موعد الإقلاع بساعة على الأقل (جداً نظاميين )... اتفحنا صوت شاب سعودي دوى في صالة الإنتظار أن الرحلة سوف تتأخر (كالعادة ) بعد انتظار طال فتحت البوابة لننتقل إلى الطائرة ... كانت أصوات المحركات مخيفة بالنسبة لي أما زوجي فلا ادري لأنه كان صامتاً أثناء صعودنا للطائرة... جلست بجانب النافذة حتى استمتع برؤية المناظر ( نسيت تلك اللحظة أننا في الليل) ... جلس زوجي بجانبي ... اغلق باب الطائرة واغلقت معه اولى حلقات حياتي الزوجية.

الحلقة الثانية
بعد إغلاق الباب و الإستعداد للإقلاع ، بدا على وجه زوجي الإرتباك والخوف ،عرفتُ فيما بعد أنه يعاني من حالة خوف عند الإقلاع والهبوط ،عند الاستقرار في الجو كان كل شئ على ما يرام .
بعد فترة من الإقلاع بدأت المضيفات في توزيع الوجبات وتلبية طلبات بعض الركاب ، حتى جاءنا الدور .. كانت المضيفة ذات قوام لا بأس به مما جعل زوجي لا يرفع عينيه عنها دون أن يشعر لأنه اعتاد إطلاق بصره ، حاولت جاهدةً بتلميحاتٍ عديدة أن أثنيه عن النظر اليها ،لكنني لم أستطع، فآثرتُ السكوت وكظم الغيظ لأننا في بداية الطريق .
استُقبِلنَا بحفاوة من قبل حاملي الأمتعة ، ثم توجهنا إلى الفندق وكان الحجز معداً بشكل مسبق..
عندما دخلنا الفندق ، استقبلنا رجل قصير القامة وسمين، كان رأسه خالياً من الشعر عدا الجوانب، تفاجأتُ بترحيبه الحار بزوجي ، قال له زوجي ( أبشرك تزوجت وهذه زوجتي )، شعرتُ كأنه (كش) بعد سماع هذه الكلمة (زوجتي)،ولكنه تدارك الأمر وقال ( اهلا وسهلا منورين ).
ونحن نسير إلى الغرفة سألت زوجي من هذا الرجل أجابني غير مكترث للسؤال: ( صديق قديم ،يعمل بالفندق ) سكت عند هذا الحد ، لكنني لم أقتنع بالإجابة ..
في اليوم التالي خرجنا لنتنزه على نهر النيل كم هو جميل ..!! لكنني كنت أشاهد بين الفينة والأخرى شباباً من السعودية بشكل مزري لا يجدر ذكر شيء منه هنا ، كنت أتألم وأتحسر على كل شاب سعودي أراه بوضع سيء غير مهذب ، وأردد على زوجي ( والله فشلونا )، كان يضحك ولا يزيد شيء على ذلك ...
بعد العشاء في إحدى المطاعم عدنا إلى الفندق ، جلستُ وزوجي في الغرفة نتسامر ويجس كل منا(نبض) الآخر دون أن نشعر ...
أثناء حديثنا رن جرس الهاتف ، رفع خالد السماعة (هذا اسمه.. خالد ")، كان يستمع دون أن يتحدث بأي كلمة وينظر إليّ ثم الى النافذة ،أنهى المكالمة ب(خمس دقائق وأكون عندك ) ،أغلق السماعة وقال ( عمري بعد أذنك أبغى أوصل مشوار نصف ساعة وأجي )
سألته السؤال المعتاد عندنا نحن النساء ( إلى أين ستذهب ؟؟؟؟)،قال: ( صديقي توفيق االي استقبلنا عند الفندق وده يكلمني في موضوع ).
قلت( أيه عرفته بس لاتتأخر علي ترا اخاف لحالي )،
قال (أبشري)،وطبع قبلة على جبيني ثم خرج .
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرمساء ....
خطر لي أن اتصل بوالدتي ،رفعتُ السماعة وطلبتُ الرقم ردت أمي ،سلمت عليها وسألتها عن والدي، قالت( نائم) ،سألتني عن حالي،قلت لها كل شئ على ما يرام ،وبدأت تنهال علي بالنصائح الزوجية، سألتني عن خالد كانت تريد أن تكلمه قلت لها أنه خرج وسيعود بعد قليل ، طلبت مني أن اسلم عليه اغلقت سماعة الهاتف ..
بدأتُ انتظر زوجي الذي بدا وكأنه تأخر خفت لوحدي ، وكنت خائفة عليه ( لم أكن أعرف أنه يعرف شوارع القاهرة شارع شارع )
أخذتني إغفاءة قطعها صوت الباب وهو يُفتَح، فتحت عيني فإذا بي أرى زوجي شاحبَ اللون... يظهر عليه آثار ارهاق ، نظرت إلى الساعة كانت الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ..
سألته(خالد ليه تأخرت عسى المانع خير ؟؟؟؟)،
رد علي (( حنان أنا تعبان وأبي أنام )) كان لسانه ثقيل لا يكاد يخرج الحروف، وكانت تفوح منه رائحة غريبه تشبه المسحات الطبية .
خفت كثيرا من كلامه بهذه الطريقة تذكرت أمي وأبي ،كانت هناك أفكار كثيرة تجول في خاطري ، وبينما أنا على هذا الحال تفاجأت بسقوط زوجي على الأرض وهو لا يقوى على الحراك، ذُعِرتُ من الموقف، وأخذتُ أبكي دون أن أشعر ،حاولتُ رفعه لكنه كان ثقيلا عليّ ،أسرعت إلى الهاتف وطلبت من خدمة الغرف إرسال أحد الموظفين على الفور ، أغلقت السماعة ..
تلففت بعباءتي ريثما يحضر الموظف ... طُِرقَ الباب ،فتحتهُ وانا ابكي قال لي(أي خدمة يا هانم ؟؟) ،
فتحت الباب أكثر مما هو عليه وأشرت إلى زوجي ،تلعثمتُ وخنقني بكائيَ المستمر ،هدَّأ من روعي وطلب مني كأساً من الماء ، أحضرته على الفور ،رشه على وجه زوجي، انتفض ،لكنه كان يهذي بكلماتٍِ لم افهم معانيها ،حاول إسناد زوجي على كتفه واتجه به نحو المغسلة ،وقام بغسل رأسه بالماء ثم وضعه على السرير ، وطلب مني أن أكون هادئه ..
قال لي وكان يظهر عليه الفضول( يظهر شربان كثير)،
قلت له بتعجب(شربان ايش؟؟!!)
قال (شربان ويسكي او خمرة |).
صعقتُ عندما سمعت منه هذا الكلام وتذكرت آيات تحريم الخمر، وقصصاً كانت ترويها لنا المعلمة عن المدمنين والمدمنات ،،كنت حائرة لا أعلم ماذا افعل هل اتصل بأهلي واخبرهم بالخبر أم اسكت ، هل هل هل ؟؟؟
كانت أسئلة كثيرة تدور في رأسي ،توضأتُ وفتحت المصحف، بدأت أبحث عن الآيات التي تحرم شرب الخمر .
بكيت كثيرا في تلك الليلة وأنا أتحسر و أتألم ،أيفعل خالد هذا الشيء من ثاني أيام زواجنا ؟؟!!...
من شدة الإعياء والتعب نمت على الأرض دون أن أشعر ..



الحلقة الثالثة
________________________________________
أيقظتني أشعة الشمس التي كانت تخترق نافذة الغرفة، قمتُ فزعة رميت ببصري نحو السرير فلم أر سوى المخدة بينما كنت مغطاة بالبطانية .
توجهت نحو الحمام ، طرقت الباب منادية بلهفة (خالد ... خالد) لم أسمع أية إجابة .
حركت المقبض إلى أسفل .. فتحت الباب ....كان الحمام خاليا .
توضأت وصليت الفجر ثم استغفرت ربي على تأخير الصلاة ..
بعد برهة دخل زوجي المصون يدفع عربة الإفطار يدندن كأن شيء لم يكن (( يحسبني راح أعديها له )) ..
أنزويت في إحدى زوايا السرير معلنة أني أعلم ما حصل بالأمس وأني رافضه لذلك الفعل .
اذكر أنه حاول إبعادي عن الموضوع لكنني كنت مصرة على التحقيق في القضية .(( هكذا نحن مشعر النساء
فبدأ يحلف لي أيماناً مغلظة أنها غلطة العمر ولم يكن يقصد لكن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء .. وشياطين الأنس كما يقول هم السبب ،ووعدني أن لا يعود إلى هذا الأمر أبداً خاصة أنني لمحت له بإخبار الأهل .
وافقت شريطة أن نعود للمملكة في أقرب وقت ممكن ، فلم أعد أطيق المكوث في ذلك المكان .
وافق دون أي تردد ((عندما يشعر الإنسان بالخطأ يحدث الكثير )) بعد الوصول إلى الرياض كان في استقبالنا والدي، كان مستغربا عودتنا بهذه السرعة ، لكنني اتفقت معه أن نخبره أن المكان غير مناسب .
بعد العودة إلى المملكة بفترة استقرت الأوضاع وبدأت العلاقة بيني وبينه تنحو منحى آخر ، استطيع أن أصفه بالرسمي ، خاصة أن شخصيتي كانت تفرض ذلك الحال. كما أن زوجي أيضا ساهم في ذلك.
بعد شهر من زواجنا عاد زوجي إلى عمله
كان يخرج من البيت الساعة الثامنة إلا ربع ويعود في الثانية وربع تقريبا .
بدأ زوجي العبقري مرحلة جديدة من المراحل الزوجية والتي لا تكاد تسلم منها أي زوجة عربية في أي قطر عربي ..
طبعاً بعد مرور ثلاثة أسابيع بدأت الرومانسية التي كانت تنهال علي من قِبَل زوجي تتلاشى وتختفي شيئا فشيئا، لا لشيء إلا لأنه اعتاد أن أكون بجواره دائماً وأني ملك له .
أتذكر عندما كان يحادثني على الهاتف ، كان يسمعني كلماتٍ أكاد أطير فرحاً عند سماعها، أشعر أني ليلى وهو قيس أني جولييت وهو روميو، لكن هذه الخيالات بدأت تنزاح يوماً بعد آخر ..
في هذه المرحلة تكون لدى زوجي برود في كل شيء تجاهي حتى السهرات الحمراء التي كان يعدني بها انقرضت، فلم تعد تتعدى سوى ممارسات أشبه ماتكون حيوانية ..
قد يظن البعض أني امرأة ((تكفرن العشير وتكثرن اللعن ...... )) أقسم بمن خلقني أني عشت تلك المرحلة كما لو كنت في زنزانة زوجية .
بعض الأشياء لاأستطيع كتابتها من اجل الرقابه وكذلك لخصوصيتها .
لا تسأموا من كلامي وثرثرتي فنحن النساء هكذا ولا أنكر .
حتى لا تسأموا من كلامي سأحدثكم عن تلك المرحلة والتي دامت قرابة الشهرين باختصار ..
آه كيف أصف تلك المرحلة القبيحه ؟
بدأ زوجي شيئاً فشيئا في متابعة بعض الأخبار وكنت اجامله في أول الأمر ،
ثمّ تحول الى قراءة الجرائد المحلية ، ينتهي من قراءة الرياض في عمله ثم يردف في البيت جريدتي الجزيرة والوطن ، طبعاً هذا غير الملحقات والمجلات الدورية.
لن تتصوروا طريقة زوجي في قراءة الجرائد ،كان ينبطح على بطنه بطريقة غبية رافعا قدميه متلاعباً بها كراقصات الباليه.
ولا تحلو له القراءة إلا وقت الجلسة العائلية ويبدأ يسبح في صفحات الجرائد فاسأله هل من جديد فكان جوابه دائما لا جديد .
كان مغفل لدرجة أنه لا يفهم المقالات التي يقرؤها .
اكتشفت فيما بعد أنه يحاول مجاراة زملاءه في العمل، فقد كانوا يتناقشون في بعض المقالات وهو(( مع الخيل يا شقراء )).
حاولت اقناعه بطريقة أو بأخرى بالعدول عن قراءة الجرائد بهذا الأسلوب ،وأن غالب ما فيها هُرَاء وكذب .
أجمل مافي زوجي أن (( كلمة توديه وكلمه تجيبه )).
الحمد لله بعد فترة بدأت الجرائد تقل و الإنبطاحات تكاد تنعدم ، حتى تعرف زوجي على إنسان جني نعم أستطيع نعته بهذا الشكل .
بعد أول زياره من قبل زوجي الساذج لهذا الشخص قام باقتناء جهاز كمبيوتر محمول ((لاب توب ))، استبشرتُ في أول الأمر لهذا الحدث ،لكن زوجي خصص هذا الجهاز للمواقع الإخبارية ، بعد أن أقنعه جارنا أنها ذات مصداقية اكثر من الجرائد ..
اما انا فبدأت اندب حظي ،ولم اكن استطيع إدخال اهلي في هذا الامر ،لأن المسالة بالنسبه لهم عادية جداً لا تستدعي التدخل، ومن يكتوي بالنار ليس كمن يراها .
كنتُ عندما ادخل غرفة المكتب اتخيل نفسي في احدى غرف الموساد أو السي آي أيه .
منشورات من الانترنت وصور لشخصيات وافلام وثائقية عن هتلر و غيره، و كنت اتمنى ان يجاوبني في أي يوم عن سؤال ثقافي واحد .
وصل زوجي لمرحلة لا تحتمل اصبح يناقشني في اخبار الصين وجنوب افريقيا ، طبعاً من الفراغ .
كنت انصت واصمت واقتل الحزن داخلي اشكو لنفسي ابكي على حالي
ولكن كبريائي كان أكبر من أن أشكو لأحد ، كنت أدعو الله أحيانا أن يصبرني، وان يميتني أحيانا .
في يوم من الأيام وفي لحظة صمت في البيت الإخباري ، طُرِق الباب بقوة ولأول مرة يُطَرَق بهذا الشكل ، خرج زوجي من الغرفة الإخبارية وهو يدندن بلحن أغنية شعبية ، فتح الباب ، كنت أحضر العشاء ،
فوجئت بزوجي يقول لي تلففي بعباءتك بسرعة .
هرولت إلى غرفة النوم ،ألتقطت العباءة وتلففت بها .
دخل أربعة من رجال المباحث ....قام أحدهم بدفع زوجي إلى الجدار وبطريقة هادئة قدموا أنفسهم لي .
قاموا بتفتيش المنزل وأخذوا كل ما فيه من أوراق حتى أوراق الطبخات الخاصة بي .
ثمّ أخذوا زوجي وخرجوا ..
قال وهو خائف ((كلمي أبوك يجي يآخذك ))
بقيت واقفة ربع ساعة كاملة لا استطيع الحراك من مكاني .
بعد أن كفكفت دموعي ،اتصلت بوالدي ،وطلبت منه الحضور بأسرع وقت .... كانت دموعي تسبق كلماتي .
طرح أبي عدة أسئلة سريعة ((عسى ما شر ، صاير بينكم شيء ، عسى ما مد يده عليك ؟؟؟؟ ))
أجيبه بكلمات متقطعة ((لالالالا بس تعال يبه تكفى ))
لما حضر والدي قلت له ما حصل بالتفاصيل.
هز رأسه وقال (( خير إن شاء الله ))،
أمرني بجمع ما أحتاج من الملابس حتى يرى ما الموضوع بالضبط ..
اتصل والدي بصاحب قديم له (( ضابط في الأمن العام )) وله معارف في المباحث .
أخبره والدي بالقصة فوعده خيراً وأنه سيهتم بالموضوع ..
طبعاً أم زوجي لم تدري بالخبر لأنه وحيد أمه، ونخشى عليها من سكته أو غيرها .
حاول ذلك الضابط معرفة شيء عن القضية لكن محاولته باءت بالفشل لأن القضية كما يقول سياسية .
عندما قال لي أبي أن القضية سياسيه ، ضحكت وكدت أبكي من الضحك ..
زوجي لا يعرف معنى كلمة السياسة .

بعد أسبوع من الخوف والقلق لدى العائلتين ولا أحد يستطيع حتى السؤال ،طُرِقَ بابُ منزلنا بهدوء ،فتح والدي الباب وفوجئ بزوجي .
(هلا خالد الحمدلله على السلامة ).
(الله يسلمك يا خالي )
(تفضل حياك الله)
(( حنان رجلك وصل ))
قفزت من مكاني مسرعة نحو الباب .
(هلا حبيبي الحمد لله على سلامتك ).
سلمت عليه دون قبلات لوجود والدي ،
نظرت إليه نظرة تفقد فلم أجد آثار كدمات على وجهه ولا أورام في يدية وكذلك أصابع قدميه (( كما صُوَّر لي )).
جلسنا أنا وابي وامي وزوجي..
سأله والدي :
((وش السالفة يا خالد ؟؟))
(ابد يا خالي تحقيق بسيط )
((طيب ليه ؟؟))
((مو أنا كنت أدخل منتديات ومواقع إخبارية والإتصال اللي أستخدمه اتصال فضائي))
والدي بلهفة (( إيه ))
((إيه كنت أدخل مواقع محجوبة ومشبوهة في نفس الوقت فكان هذا هو السبب ))
طيب أنت وش اللي يدخلك .......................؟
وبدأ والدي ينهال عليه بالمعاتبات والنصائح وأنا أسمع وأترنم على كلمات والدي فقد جاءت على اقدامها .
بعد العشاء أوصلنا والدي إلى منزلنا ولا أكتمكم سراً تلك الليلة كأن زوجي تجرع جرعة رومنسيه ... كانت سبباً في العدول عن كثير من المعاتبات وتصفية الحسابات وكذلك السؤال عن احوال الأسبوع الماضي. نمت على السرير لكي أبدأ أنا وزوجي مرحلة جديدة ليست كسابقتها . .....
يت بع
استيقظت على نغمة هاتفي المحمول ... كانت أمي هي المتصله ... اطمأنت على صحتي وعلى صحة زوجي،
اخبرتها أن كل شيء على ما يرام اغلقت الهاتف وتوجهت للحمام ثم للمطبخ لإعداد وجبة الإفطار ... حاولت أن أوقظَ زوجي بكل ما أوتيت من رومانسيه :
- خاااااااااااااااااااالد ، خلووودي، حبيبي .............)
لكني اضررت آسفه الى استخدام اسلوب سحب الغطاء وهز الكتف ،ومن ثم المناداة بأعلى صوت كعادتي في ايقاظ زوجي.
هل تصدقون أحياناً ارحم زوجي... وأحياناً أخرى اتمنى أن تكون العصمة بيدي ولو لساعة ... وأحياناً لا ادري ما به بالضبط ، لكني احاول دائماً ربط ما يحدث حولي بمشيئة الله.
بعد الإفطار جلسنا نحتسي قليلاً من الشاي ... التقطتُ جهاز تحكم التلفاز وبتعمد وضعتُ على قناة إخباريه.
قال لي زوجي بخوف واضح(فكينا من الأخبار الله يقطعها)
اطمئن قلبي وبرأ جرحي بعد هذه الكلمات ، فالمرّ الذي ذقته اثناء تلك الفتره لا يُتصوَّر، خاصه انني كنت في بداية زواجي ... و بحاجه لعاطفه تملأ قلبي وجسدي.
قال لي زوجي ( حنان وش رأيك اليوم نطلع نتمشى)،
أجبتهُ بلهفة الطفلِ ِالمشتاقِ للعبته ( والله فكره)،
(طيب وش رأيك وين نروح)
كأيّ أنثى أول فكرة خطرت في بالي السوق ،لذلك لم اتوانى لحظة عن اقتراحي المتوقع قائلة (وش رأيك نروح لسوق صحارى)،
نظر إليّ واشار بإصبعهِ( بس بدون ما نتقضى)..
حنيت رأسي عدة مرات( إن شاء الله إن شاء الله... انت تآمر أمر)
بعد صلاة العشاء كنتُ قد تهيأتُ للخروج بعباءة على الرأس ، وحذاء منخفض غير مصدر للأصوات النشازيه عند ملامسته لبلاط السوق ،
ارسل إليّ زوجي عدة إشارات من منبه السياره ... هرولت على إثرها للباب .
ركبتُ السياره وتذكرتُ أول مره أركب فيها مع زوجي ... ونحن في الطريق إلى السوق ... بدأ مزاج زوجي يتعكر نظراً لإزدحام شوارع الرياض ... وبدا الإنفعال ظاهراً على قسماتِ وجهه دون أن يعبر عن ذلك الإنفعال بلسانه ... حاولت تلطيف الجو... بعباراتٍ رومانسيه غير مناسبه لذلك الوقت.
قلت: (الله يا زين الزواج ) ( تصدق خالد احس إني الحين فرحانه كثير ولا وش رأيك انت)
رد زوجي كأنه رجل آلي (اكيييييييييييييد)
( طيب وانت تبادلني نفس الشعور حبيبي)
(ايه ايه ابادلك)
(خالد وش فيك كن ما لك خلق تتكلم معي )
التفت إليّ وبكل توسل ( والله يا عمري لي خلق بس هالرياض الزف......)
قاطعتهُ (خالد انتبه انتبه السياره قدامك.....)
تشبثت بمقعدي وحاولت أن اغمض عيني لكني لم أستيقظ إلا في المستشفى.
فتحت عينيّ فلم أجد سوى ممرضتين تضمدان بعض الجروح في رأسي ... صرخت بقوه ( وين انا)؟
ردت إحدى الممرضات وكانت سعوديه ( الحمد لله على السلامه) ( حادث بسيط والحمد لله ما فيك حاجه إلا شوية جروح ارتاحي واحنا عندك )
( طيب وين خالد )؟
(مين خالد) ردت الممرضه بإستغراب..
(زوجي عسى ما جاه شيء)
( بصراحه الإسعاف ما جابك إلا انتي )
( يعني خالد مات)؟
وأخذتُ أصرخُ بلا شعور وأنتحبُ وطال الصوت حتى استقر في اذن والدي الذي كان مع طبيب الإسعاف في الخارج... دخل أبي مسرعاً نحوي قائلاً( وش فيك يبه) ..سألته وكل موضع في جسدي يبكي( يبه خالد وينه تكفى قلي الصدق)..
( خالد ما فيه شي والحمدلله طيب)..
( طيب وينه تكفون خلوني اشوفه)..
كانت نظرات من حولي توحي بالشفقه، حتى أن إحدى الممرضات لم تتمالك نفسها أمام هذا الموقف ... فخرجت وهي تحاول كتمان دموعها من السقوط امامي.
برر والدي غيابه (هو الحين في الحجز لأنه صادم والخطا عليه ولا معه تأمين) ثم اردف ( يا بنيتي ريحي نفسك وخليهم يكملون شغلهم)..
لم اطمأن ولأول مرة في حياتي لم اثق بكلام أبي
( طيب خلني اكلمه )
( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) قالها من كل قلبه
اخرج هاتفه واتصل بزوجي( هلا خالد خذ حنان تبي تكلمك)
اخذت الهاتف بلهفه( هلا حبيبي طميني عليك)
( لا تخافين عمري انا طيب وانت شلونك الحين)
( كويسه بس مشتاقتلك) نظر إليّ والدي بذهول وكأنه يقول في خاطره (هذه وين وحنا وين)
انهيت المكالمه اكملت الممرضه الوحيده في غرفة الإفاقه عملها ...
قال لي والدي بنبره اقرب إلى الضجر ( الحين انتي بتترقدين وابغى اروح اشوف مشكلة زوجك)
احسست أن والدي متورط في هذا الزواج من أول شهر .
قدرت موقفه وقلت له( الله لا يحرمنا منك يبه)
اكملت الممرضه الوحيده في غرفة الإفاقه عملها ...كانت هي نفسها من سألتها عن زوجي أول الأمر.
ونظراً لرغبتي الجامحه في حب الإستطلاع
قلت لها( انتي من الحجاز صح)
قالت لي( ايوه كيف عرفتي ما شاء الله عليك)
قلت بكل ثقه ( واضح من لهجتك)
( ايوه صدقتي واحياناً هذا الشي يسبب لي إحراج)
( شلون )
( أحياناً تجينا هنا بعض البنات ما تربت ، لما اجي اركب لها المحلول اضطر إلى إني ادخلهاالإبره في الوريد فبتجلس تتطنز علي بلهجتي وتسبني)
( والله ما تربوا ... وش ذنبك انتي)
(الشكوى لله )
انتهت من عملها و قامت مشكورة بنقلي إلى قسم جراحة النساء ... كانت مهذبه ومحتشمة و كذلك حساسه .
سلمتني إلى ممرضة القسم ... كانت من الجنسية الفليبينيه
تحدثت معها بلغة انجليزية ... كنت بينهم على سرير الإسعاف المتنقل كالخادمة الجديدة في بيت قروي ،لا افهمُ ما يقال سوى بعض الكلمات البدائية التي تعلمتها في المدرسه.
توجهت بي الممرضة الجديدة إلى غرفتي الخالية من النساء كنت أنا الوحيدة في تلك الغرفة مع سريرين .
اخترتُ السرير الكهربائي لتحريكِهِ كيفما شئت ولأستمتع بأزراره عند الملل.
وضعتُ رأسي على الوسادة ... كنت جائعه ... كانت معدتي تتحرش بي مطالبة ببعض الطعام ... طلبتُ من ممرضة القسم طعام .
قالت لي بكل اسف( ماما اسى كلاس ما في) وذيلت ب( ايم سوري)
طلبت منها أن تتصل بممرضة الإسعاف الحجازيه ... طلبتها وحضرت على الفور ... دخلت علي وبكل احترام قالت:
( نعم آمري اختي)
( معليش اتعبتك معي إذا ممكن جوالك ابغى اكلم الوالد يجيب لي عشى )
( لا ما فيه مشكله أنا راح اطلبلك عشى من المطعم )
( لا لا تكلفين على نفسك)
( لا كلافه ولا شيء اصلاً انا راح اتعشى معاك برضوا)
شكرتها وانا محرجه منها وممتنه لها في نفس الوقت... تعشيت معها، وانبنت بيننا علاقه اخويه جميله اثناء مكوثي في المستشفى ... تبعها بعد خروجي رسائل واتصالات عديده.
بعد العشاء استأذنتني في الخروج طلبت منها إطفاء المصابيح ...
اغلقتُ المصابيح ثم دلفت للخارج.
الحلقة الخامسة
بعد خروج الممرضة بقليل رنَّ الهاتف... فزعتُ إليه بيديّ، التقطتُ السماعة ... اخترقَ أذني صوتٌ حنون كنت محتاجة إليه ، إنه صوت أمي الحنون
((بنيتي حنان الحمد لله على سلامتك....)) سرعان ما انخرطتُ في البكاء فقلب الأم رحيم... لا ادري ما الذي جعلني أتبادل معها قطرات البكاء.. أحسستُ أني طفلة لأول مرة بعد زواجي ..بدأت أستعيد ذكرياتِ طفولتي عندما كنت ألعبُ في فناءِ منزلِنَا ،وعندما كانت أمي تسرِّح لي شعري، وأنا أرفض ما يأسرُ حريتي (ولو لفترة محدودة )،ويمنعني عن اللعب والمرح .
حاولتُ أن أكفكفَ دموعي .. كانت تفعل مثلي، ولكن دموعها اللؤلؤية كانت اكثر بؤساُ وصدقاً وحناناً ... بعد هدوء عاصفة البكاء طمأنت أمي وأقنعتها بعد جهد أن كل شيء على ما يرام
أغلقت السماعة... توسدتُ فراشي جيداً كأني قطعةٌ منه... أسدلتُ ستارَ جفوني، وبدأتُ أسبحُ في تاريخِ زواجي من خالد.. ذلك الشخص الذي قدَّر الله لي أن أكون زوجة له .
أهو سعيد بهذا الزواج ؟ أم أنه لا يعرف أين تكمن السعادة الزوجية بالضبط؟
تذكرت عندما ذهبنا لمصر وقصته في المواقع
الإخبارية والآن هو في الحجزلا أدري
ربما اطلب من زوجي المستحيل أحياناً حين أرغب أن أملك قلبه وإحساسه وكل شيء يا ترى هل أنا أنانية ؟
عندما أرغب في هذه الأمور أم هو حق مشروع لي فأنا وهبته قلبي وجسدي كزوج لا غير فلماذا لا يبادلني الشعور نفسه ؟
أم أننا نعيش في مجتمع فحولي يستحيي من رش الكلمات الساحرة على مسامع الزوجات مهما كن سمينات أو نحيلات ألم يقل الله عز وجل (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم))
عدت أدراجي إلى فراشي مسرعة نحو نومة تنقذني من هذا التفكير الشاق فالمسألة بالنسبة للكثيرين سهلة لكن لدي ولدى الكثير من النساء معضلة نحن نعاني من قحط شاعري في مجتمع أشبه ما يكون مسلوب المشاعر بالنسبة للزوجات مدعوم بكل ثقة بالنسبة للعلاقات المحرمة !! ها أنا أحاول العودة إلى سريري الأبيض وأنام على أفراحي وأتراحي على بعد روحي على هم أمي على معاناة أبي .
استيقظت في الساعة الخامسة تماماً لا أدري لماذا؟ مع أن آذان الفجر لم يحن وقته تلا استيقاظي دخول الممرضة المناوبة حقنتني بإبرة مضاد حيوي .
في الصباح حضرت الطبيبة ومعها والدي لإنهاء أوراقي حتى أتمكن من الخروج من ذلك المكان ... الذي أقرب ما يكون سجن لكن بشكل آخر ... نعم فالمرضى كالسجناء
كشفت علي الطبيبة وأمرت لي بالخروج
عندما ركبت مع أبي في السيارة تذكرت الحادث فبدأت أتوسل إلى أبي أن يكون حذراً وكأني عجوز قد بلغت التسعين ابتسم في وجهي ابتسامة شبة ساخرة
وصلنا إلى البيت .. كانت أمي في استقبالي دموعها تسبق عباراتها ...
كان أبي مشغولاً بقضية زوجي القابع في الحجز وبعد أخذ ورد واتصالات خرج زوجي بكفالة من أبي
كنت أناوأمي قد أعددنا الأفطار وصل أبي وزوجي في الساعة العاشرة صباحاً كان وجه زوجي خالياً من الكدمات
سألته مستغربه ((حبيبي خالد ما أشوف فيك كدمات ))
نظر إلى بتعجب وقال (( يعني ودك يصير فيّ كذا))
قطع أبي هذه المحاورة التي كادت تشتعل بتبرير الموقف أن الكيس الهوائي خرج من المقود عند حصول الحادث
فهمت وحمدت ربي أن والدي تدخل في الوقت المناسب ... كان سؤالي له أمام أهلي ساذج و (( ماله داعي ))
عدت أناوزوجي إلى منزلنا وبدأنا من جديد حياة زوجية روتينه لا تخلو من ملل بالنسبة لي .. كان زوجي يحاول إقناعي بأنه حريص على الحياة الزوجية الهادئة لكن تصرفاته مخالفة لكلامه في كثير من الأحيان
أنا هنا اكتب مذكرات قد أغفل فيها جوانب عديدة أنتم بحاجة إليها لكني مقتنعة أن الأمر ليس بيدي فأنا بشر و أنثى أميل إلى العاطفة أكثر من غيرها
ها أنا أخطو نحو الشهر السادس وبوادر الحمل لم تظهر علي بعد كنت متلهفة على مولود أو مولودة
سألت زوجي ذات مره عن مدى حبه للأطفال تفاجئت ببروده المعتاد (( يعني مو مره )) قالها لي يا له من أب هكذا هو شعوره نحو أولاده وهم لم يخرجوا لهذه الدنيا بعد
الخامسه
بعد يومين فقط من سؤالي لزوجي ... طلب مني تناول حبوب منع الحمل
سألته لماذا ؟
حاول البحث عن إجابة لكنه لم يجد سوى القول بأنه لا يريد أبناء الآن
رضخت لأمره وقطعت حلمي لفترة رغبة في رضاها ... لكن الرضا الذي كان يريد زوجي يسبب لي آلاماً نفسيه لا يدري بها ولا يحس بها ...
زوجي أرجوك اجعلني قطعة من جسدك ولو لمرة واحده ... أقنعني ولو لمرة بحبك لي واهتمامك بي كما تهتم بهندامك عند الخروج من المنزل.
بدأ زوجي يمارس معي سياسة معاملة الزملاء لبعضهم البعض فلا أعدو كوني زميلة له كان صنماً عند المكوث أمام التلفاز ... هذا لا يهمني لأني أعلم أنه يمر بحالة لا أدري ما هي؟!.
لكن المريب في الأمر أنه كانت تأتيه اتصالات لا يرد عليها ثم سرعان ما يخرج أو يذهب لغرفة مجاوره... لم ألقي للأمر بالاً أول الأمر بيد أن هذه الحركة بالذات تتكرر في الأسبوع مرة أو مرتين.
جال وسواس في خاطري لم يحدد سوى هدف واحد أن زوجي له عشيقه
يا ويلي ويا سواد ليلي أنا السبب !!!
هل آذيته؟ هل عكرت صفو مزاجه؟ هل حرمته العطف والحنان؟ هل...؟
حاولت جاهدة أن أراقب تعامله معي هل تغير أم لا لكن لا جديد يبدوا أن زوجي كان ممثلاً بارعاً لقد زاد مستوى الحنان لديه بقدر ما يضيف مريض السكر السكر على كوب الشاي.
أرقني هذا الزوج بحركاته المريبة خروج مفاجئ وكلام شبه معسول ومسح لكل الأرقام بعد كل مكالمة ... طفح الكيل و أزبد تفكيري لا بد من معرفة السر لكن خوفي مما هو قادم أخر أقدامي على ما كنت أنويه
تركت العمل للأيام (ويا خبر اليوم بفلوس بكره ببلاش).
السا دسة
ذات يوم سهى زوجي ونسي هاتفه امام ناظري دون مسح الأرقام
متوجهاً نحو الحمام إثر فول (لعب ببطنه) صنعته له على العشاء
... لا تظلموني لم اقصد ما حصل... قفزت والتقطت الهاتف وبحركة تذكرني بأفلام الأكشن وجدت ضالتي اخذت الرقم واعدت الهاتف إلى مكانه.
في صباح اليوم الثاني قمت بالاتصال على الرقم المريب وأنا ارتجف مما هو قادم ... ونبضات قلبي تكاد أن تخترق صدري ... لم يرد أحد
انزعجت... في نفس الوقت حمدت الله أني لم اعرف الحقيقة بعد.
كبر هذا اللغز اللعين ... لم اعرف الحقيقة بعد
كنت أعاود الكرة بالاتصال كل ثلاثة أيام في الصباح... خطرت لي فكرة وهي أن اتصل في المساء ... طبقتها فوراً .

قمت بالاتصال... انتظرت قليلاً... جاء الرد من قبل طفل لا يتجاوز العاشرة من عمره!!!!
حاولت استدراجه ومعرفة أي شيء عنه لكنه لم يعطني أي شيء مفيد سوى أن والده مسافر .
سألته عما إذا كان يعرف خالد ...
قال لي ( عمي خالد إيه اعرفه هو اللي يجيب العلاج حقي على حسابه)!!!
قلت له ( ليش سلامات حبيبي وش فيك ؟)
قال بكل براءة(أنا مريض بالقلب وما عندنا فلوس نشتري العلاج وكل ما احتجنا شيء كلمنا عمي خالد الله يخليه لنا).
أغلقت السماعة وارتميت على الأرض ابكي وابكي و أتقطع حسرة وندامة على سوء ظني بزوجي... أحسست أني ظالمة جبارة وربما طاغية... أيعقل أن أفسر أي تصرف غريب بما أريد أنا فقط؟ ...
قررت أن أفاتح زوجي بالموضوع فور وصوله.
دخل زوجي معلناً وصوله بالسلام علي ارتميت بين أحضانه و أخذت اقبل يديه ورأسه (( خالد سامحني تكفا سامحني))
كان ينظر إلي بذهول بينما كانت دموعي تنهمل على وجنتي...
قال لي (وش فيك وش مسويه علشان أسامحك)
أخبرته بالقصة كاملة ... ثم طلبت منه أن يخبرني الخبر كاملاً ...
جلس على الأريكة ونحى غترة وعقاله جانباً ... ثم اخذ يحدثني عن قصة ذلك الطفل وابوه المسجون بسبب تأخر السداد لصاحب المنزل وأمه المشلوله... انحدرت دمعة من عين زوجي ولأول مرة أرى فيها دمعة تسيل على خديه ... توقف عن الحديث وتوجه لغرفة النوم معلناً رجولته أمامي ... خيم في المكان جو هادئ واسدل السكون علينا ...
لم أتمالك نفسي أجهشت بالبكاء... دعوني الآن أغلق قلمي وانثر بكائي........
.
الحلقة السابعة
حاولت أن أستجمع قواي المضمحلة من أثر الصدمة .. نهضت متوجهة نحو الغرفة طرقت الباب... انتظرت قليلاً فلم اسمع ردا ً..طرقته أخرى ... كان الصمت القاتل يرد علي ... يقول لي أنت إنسانة تحملين سوء ظن لا يطاق ... ابتعدي من هنا فزوجك مكلوم منك ... لم أعد أطيق الصبر ضميري يؤنبني على ما فعلت ..
كان هذا الحديث يدور في خلجي جاءني صوت من جوفي ينادي (( من حقك أن تغاري على زوجك وأن تراقبي أي تصرف غريب يصدر عنه ألست زوجته ؟))
قطع ذلك كله صوت زوجي ... حنان! تفضلي
دخلت ... مشيت إلى السرير... كان جالساً على طرفه ... وقفت أمامه لا أدري ماذا أفعل؟ ماذا أقول ؟
طلب مني الجلوس بجانبه ... جلست على استحياء مصطنع ..
أخذ يعبث بيدي قليلا وهو صامت صمتاً كاد يقتلني ... يقتلعني من مكاني ويرمي بي في واد سحيق ...
ثم نثر كلامه قائلاً (( حبيبتي أنا واثق فيك و لامرة فكرت أن أعبث بجوالك )) !!!! (( في هذه كذب ))
لكن لصعوبة الموقف سكت لا أدري ماذا أغلق فمي ؟))
زوجي(بعدين مو من حقك إنك تعبثين بجوالي))
قاطعته (( والله مو علشان شيء بس لأني أحبك ))
أكمل .. ((هذا شك مو حب ... بعدين رجاء لا تقاطعيني ))
هززت رأسي وهو يكمل حديثه وأخذ يتكلم كلاماً طويلاً معناه (( لا تتلقفين واجد!!!! ))
حاولت أن أرضى زوجي (بمرقوق ) علمتني إياه أمي وأنا في المرحلة الثانوية .
أكل بشراهة حتى كاد أن يلعق ما بقي من الصحن ثم أردفت خلف هذه الأكلة (( حلى يحبه قلبه ))
طبقت قاعدة (( أملأي بطنه يرضى ))!!!!
رضي ولله الحمد وأنشرح صدره وبان ذلك على أسارير وجه .
طبعاً قمت باستغلال الموقف وطلبت منه أن أتوقف عن أخذ حبوب منع الحمل... عللت ذلك برغبتي الجامحة بمولود يملأ علينا المنزل بهجة و سروراً ... الغريب أنه وافق دون أي تردد....
احترت في أمره ..!!
لا أخفيكم بعد هذا الموقف النبيل الذي عرفته مصادفة أن أكون شريكة له...
اقترحت عليه أن أذهب إلى أم الطفل المشلولة... لكنه رفض وعلل بأن الموقف محرج لها .. وأنه نفسه لا يتصل إلا بالطفل...
فصل
قد يتساءل البعض لماذا لا تكتبين عن ما يحصل مع أهل زوجك أو أهلك أقول لهم أنا أكتب هنا مذكراتي مع زوجي بمعنى أي شيء يخصني أنا و زوجي... و إذا دخل طرف ثالث كتبت عنه ثم و لله الحمد علاقتي بأهل زوجي جيدة وكذلك هو مع أمي و أبي....
دعوني أكمل
بعد أسبوعين تقريبا من هذه الحادثة جاءني اتصال من رقم غريب وغير مخزن في هاتفي ... كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف مساءً ...أخذت الهاتف من على الطاولة وقمت بقبول المكالمة وأنا على وجل من هذا الاتصال:
جاءني صوت أنثى متغنج
المتصلة ( هلا حبيبتي حنون ))
أنا :مين معي ؟؟
المتصلة:أخبار خالد ؟؟
أنا : احترمي نفسك وبعدين من أين تعرفين خالد ؟؟
المتصلة: وأخبار أم الولد المشلولة...؟
أخذتُ أهذي معها هذيان ليس فيه بيان و كلما زاد كلامها زاد هذياني..
أجمل لكم ما قالت تلك العاهرة:
هي نفسها المشلولة التي أدعى خالد كذلك والطفل مدرب مسبقاً وكانت على علاقة مع زوجي وهو من لفق أكذوبة السجن والطفل المريض ياله من مخادع خائن!
لكنه خانها الخائن مع زميلتها العاهرة الصغرى فأرادت أن تأخذ بثأرها ..
قلت لها : أنت تكذبين ..
قالت ..أنا مستعدة أن أرسل لك رسائل عن طريق الوسائط تثبت لك ذلك ... لكن أهم شيء أنتقم من الحيوان ..
أغلقت الهاتف في وجهي ..و سقطت أنا على وجهي أندب حظي وأبكي وأردد (( يا ربي آجرني في مصيبتي و أخلفني خيراً منها ))..
تمالكت نفسي وحاولت أن أكون حكيمة..قلت إن هي أرسلت الصور تأكدت .. لا أريد أن أظلم زوجي من جديد ويحدث مالا تحمد عقباه..
وبقيت انتظر تلك الرسائل الملعونة إن كانت حقيقة.

الحلقة الثامنة :
هل تعرفين معنى الخيانة يا حنان ، وهل تعتقدين أن خالد يخونك ؟
وماذا ستفعلين لو كان ما تقول تلك المرأة صحيحاً؟
تساؤلاتٍ كثيرة أخذت تحاصرني ولا أجد منها مناصاً أو مخرجاً .
دخلَ زوجي مترنِّحاً وفي وجهه آثار كدمات .
هرولتُ إليه ..
((سلامات خالد وش فيك )).
رد عليّ بألم وحزن عميقين :
((شلة شباب يغازلون بنت الجيران وتهاوشت معهم بس مثلك عارفة الكثرة تغلب الشجاعة ))
ارتفع حاجبيّ إلى الأعلى !!!
((علِّم نفسك يا خروف الحريم )) قلتها في نفسي .
جلبتُ بعضَ القطنِ و قليلاً من المطهر، ثمَّ قمتُ بتضميدِ جراحهِ ...
لكنَّ جرحاً عميقاً بدأ ينزفُ داخلي ،(لا أعتقد أن زوجي يضمده إن كان ما تقول تلك العاهرة صحيحاً) .
إستلقى زوجي على ظهره بعد تطبيبي له وكانت علاماتُ التعجبِ واضحةً عليه ، (لماذا لم أحقق معه في قضية بنت الجيران!!!!) .
آثرت الصمت والانتظار حتى أتأكد من مصيبتي العظمى .
طالَ انتظاري يوم ويومين إلي أن جاء اليوم الثالث ...
الساعة الحادية عشر صباحاً ، طرقت رسالة صندوق رسائل جوالي، أعلنَت على إثرها وصولها بنغمة كان لها وقعاً شديداً على قلبي ... يا ترى وصلت رسالة وسائط زوجي وبجانبه امرأة شبه عارية ... اقتربت من الجوال ... كانت يدي ترتعش فالخطب جلل والأمر غير هين ولو أنَّ أحداً حلّ مكاني لفعلَ أكثر مما أفعل.
( لا تحسبوا أن الأمر سهل)...
ألتقطتُ الهاتف وأنا أشعرُ بخدرٍ في جسدي، فتحتُ الرسالة ،كانت رسالةً نصية من نفس الرقم كُتِبَ فيها بلهجة عامية :
(( إذا تبغين تشوفين صور خيانة زوجك تحولين على هذا الحساب 2000 ريال )) وذَيَّلت في آخر الرسالة رقم حسابها ...يا لها من عاهرة تريد أن تستَفِزَّني .
جلستُ على طاولة المطبخ أتأمل البخار الصاعد من قدر الطعام ،ثم أخذت أفكر كيف لي أن أثق بها ... أخشى أن أحوِّل المبلغ فلا ترسل لي وتعاود ذلك مرة أخرى ... خطرت ببالي فكرة وهي أن أرسل لها و أطلب مقابلتها ، آخذ الصور وتسلِّم النقود يداً بيد ...
حُلَّت العقدة الأولى ،وبقيت العقدة الثانية من أين أوفر المبلغ ؟
تذكرتُ أمي وأنها لا ترد لي طلباً ،التقطتُ الهاتف واتصلتُ بها.
ردَّت أمي بلهفة مرحِّبة ومهللة ... فاتحتها بموضوع المال فقالت (( أمهليني يومين ويصير خير إن شاء الله )) .
أغلقتُ السماعة ونصفي خوف ونصفي الآخر سعادة ،لأنني سأصل للحقيقة .
هل تكذب هذه المرأة ؟؟ هل زوجي مظلوم ؟؟
نسيت أن أقول لكم أن الغداء تم إحضاره من المطعم لأن غدائي الذي كنت أطهوه احترق بسبب أزمة الرسائل والتفكير ....
طالَ انتظاري والرد لم يصلني بعد ، قررتُ أن اتصلَ بها ... ردَّت عليّ بكل برود ... تتكلم معي وكأنَّ في لسانها شوك نبتَ بسبب العهر الذي يفيضُ منها ... اتفقنا أن نلتقي غداً صباحاً في مكتبة جرير التي تقبع شمال الرياض ، أنا من اخترتُ المكان ... أغلقت الهاتف ولم أنم قريرة العين ذلك اليوم. كنت أفكر كيف لي أن أذهب إلى المكتبة بدون علم زوجي ،ومن سيوصلني، فأنا أخاف من مجرد الخروج من الباب ،فكيف لي أن أركب مع شخصٍ غريب وفي الصباحِ أيضاً .
تدكدكت أفكاري وكاد رأسي أن ينقلعَ من جسدي تلك الليلة ... بينما صاحب العشق والهيام المُحَّرمين يشخرُ شخيراً يذُكِّرني بخوار الثور..
آسفه يا زوجي لكنك أنت السبب وها أنذا أشفي غليلي بكلماتٍ قليلة!!
استيقظتُ على الجوَّال عند الفجر ، تحفزتُ ثمَّ وثبت جالسةً محاولةً طردَ الشيطان... أيقظتُ زوجي وأجبرتهُ على الصلاة في المسجد فهو يتكاسل أحياناً .
هذا اليوم سيكون عصيباً وثقيلاً في نفس الوقت والمفاجآت موجعة ،هكذا كانت نفسي تحدثني وأنا أودِّع زوجي بكل تثاقل ...
والآن بعد أن أصبح المبلغُ جاهزاً، ما عليَّ سوى المرور على أمي ... تذكرت أمي قالت لي (( أمهيلني يومين )) لكني أعرف أمي جيداً المبلغ جاهز ولكنها تريد أن تجعلني مهتمة أكثر ...
خطرت ببالي فكرة :
ألا وهي البوح لأبي بالموضوع ولكنني خفتُ أن يوبِّخني على ظنوني وحتماً سيدافع عن زوجي ... لذا (( شلت الفكرة من رأسي ))، لكن أمي لا تصبر وستخبر والدي بأني خرجت صباحاً لوحدي .
(( ذيك الساعة الله يستر )) قررت أخيراً أن أطلبَ مساعدة أبي دون أن يعلم ... اتصلت به وطلبت منهُ أن يأخذني إلى تلك المكتبة ... قال لي (( وزوجك وينه ولا زوج على الفاضي )). قلت له إن زوجي مشغول اليوم وأني مضطرة لشراءِ بعضِ الحاجيات ... وافق والدي بعد جهدٍ جهيد.
حضرَ في الساعةِ العاشرة صباحاً .
خرجتُ وأنا خائفة أن يعلم زوجي أو أن يدري أبي عن الموضوع ....
ركبت السيارة القديمة التي اشتراها أبي عند ولادتي ... كان يقول لأمي إذا طلبت منه استبدالها بجديدة ((( هذه مسجلة في بطاقة العائلة ))) .
تذكرتُ النقود : ((يبه ممكن تمر بيتنا))) ...
والدي : ((بالله لا أكون سواق عند حضرتك وأنا ما أدري)).
كان وجههُ متجهماً.
(( لا والله مو قصدي يبه بس بغيت آخذ غرض من أمي )).
والدي: (( الدراهم؟ ))
رددت ببلاهه : ((وش دراك؟ ))
والدي ( أمك ما تخبي عني شي ، قالت لي والفلوس عندي ارتحتي و أنا أبوك ))
أنا : ((الله لا يحرمني منك يا أحلى أب في هالدنيا كلها )).
ابتسم و أكمل طريقه ...
بعد قليل سألني والدي عن سببِ هذه الزيارة الغربية للمكتبة وأردف خلف السؤال مسألة الألفي ريال ...
تلعثمتُ وعجزتُ أن ألفِّقَ كذبة ، فلذتُ بالصمت ... أبي يعرفني عندما أصمت يعني (( الموضوع فيه إنَّ )).
باغتني بقوله (( حنين والله إذا ما علمتيني وش السالفة ترى مو أطيب لك )).
((كبيت العشاء كله )) أخبرته بالقصة من أولها إلى أخرها ... وكل ما تعمقت في القصة كان والدي يقاطعني بكلمة (( أفا )) و أنا مسترسلة ولا أُخفيكم زدت من عندي قليلاً حتى أجعله في صفي ...
عندما انتهيت هزَّ رأسه قليلاً وحَّرك شفتيه يميناً وشمالاً ... علمتُ من خلالها أنه في صفي ..
عند وصولنا أردت النزول ... أمسك بي أبي ... نظرتُ اليه مستغربةً ... أخرجَ محفظتهُ وناولني النقود وقال لي ً(( لا تعطينها شيء إلين تتأكدين من الصور)) ... حنيت رأسي ونزلت ... أخذت أتجول بين الرفرف قليلاً... لمحتُ امرأةً منهمكةً في البحثِ عن كتابٍ معين لا أظنها هيَ ...
تلفتُّ يميناً وشمالاً فلم أجد أحداً ... أخرجتُ هاتفي و اتصلتُ بها ... لم ترد.
حاولت ثانيةً فلم ترد. حاولت رابعة فردت ... كانت نائمة (( تنام عليها حيطة )) .
قالت: (( معليش حبيبتي راحت عليّ نومة)).
قلت لها (( أنتي حيوانة سافلة وحقيرة بعد وعرفت أنك تكذبين)) .
ثم أغلقت الخط في وجهها...عدت إلى السيارة كان أبي مشغولاً بتعديل ((الأنتل )) .
ركبتُ وأنا أشعر بغضبٍ يشتعلُ داخلي... على فعلة تلك الحقيرة..
سألني والدي ما الخطب قلت :لا شيء، لم تحضر.. قال (( الحمد لله لعلها خيرة)).
نسيت أن أقول لكم أنها أعطتني أوصاف زوجي كاملة، وكذلك أوصاف شقتنا وغرفة النوم، وهذا ما زاد شكوكي لكني لم أقع على دليلٍ واحد يثبتُ ذلكَ كلَه ..
ونحن قافلين إلى الشقة اتصلت بي عدةَ مراتٍ لكني كنت أضغط على زر الإغلاق (( يعني أعطيها مشغول )).
وصلنا إلى الشقة نزلت وودعت أبي، صعدتُ وفتحتُ الباب بسرعة دخلت وإذا بزوجي جالس على الكنبة القريبة من الباب واضعاً قدماً على قدم ... مسنداً خده على يده والشرر يتطاير من عينيه .
جحظت عيني إلى الخارج ،وارتخت شفتي السفلى ، وسقطت حقيبتي الصغيرة
الحلقة التاسعة \
أخذ يحملق بي من أسفل حذائي حتى نهاية ناصيتي .... عيناه الناعستين كانت تطاردني ... هدوء وصمت قاتلين عما المكان .... رسالة اقتحمت هاتفي فجرت شرارة غضبه ..
قال بكل خبث )) افتحي الرسالة حبيب القلب يطمئن عليك ))
رددت عليه بكل جدية (( أهلي عرفوا كيف يربوني ))
هو : ((واضحة التربية طلعات الصباح بدون علمي ومراد ببجاحة ))!!
أثناء هذا الضجيج طرق الباب بهدوء
ابتسم زوجي ابتسامة الانتصار (( أفتح أو تفتحين؟ ))
قلت له ))أفتح أنت ))
فتح الباب و ظهرت ملامح أبي سلم ودخل
بدأ زوجي ينعق ويرفع عقيرته (( جابك الله يا خالي بنتك هذه .............)) وأخذ يقص عليه أمري هذا اليوم ...
كان أبي حكيماً أردت أن أتكلم فأسكتني حتى انتهى زوجي ..
أخذت أعبث بهاتفي أريد إطفاء غضبي فتحت الرسالة تمثلت لي رسالة أشعلت غضبي وكسرت أخر حاجز لحواجز التحمل لدي ...
صرخت بقوة كالمجنونة (( طلقني ... طلقني )))
نظر إلي أبي و زوجي بذهول وأنا أصرخ (( يا خاين .. ياقليل الأدب ......)) نهرني أبي فقلت له ((شف يبه هذا منظر لزوج )))
ألتقط مني الهاتف وأنا أتقطع ألماً وحسرة ... نظر أبي إلى الرسالة ثم أردف قائلاً (( ياللي ما تستحي على وجهك الشرهة مو عليك الشرهة على يزوجك بنته ))
زوجي ينظر أبي بذهول يحرك رموشه بسرعة لسانه مضطرب ((وش فيه ))
والدي (( أبد ما فيه شيء بس صورتك شبه عريان مع وحدة قذرة مثلك ))
أمرني والدي دون أي تفاوض جمع ما أحتاجه مما خف حمله... تسللت إلى غرفة النوم بخطوات ثقيلة مبتعدة عن تمسكن زوجي (( والله يا عمي
غلطة و أوعدك ما تتكرر .....)) كان موقف أبي صارماً...
خرجنا أنا وأبي بينما بقي زوجي يندب حظه ويضرب أخماساً بأسداس
كيف حصل هذا ولماذا أسئلة كثير تدور في ذهنه هكذا كان تصوري ولا أجزم به ...
الطريق مزدحم والحرارة مرتفعة وأبي في مزاج سيء لم أعهده من قبل كان يحوقل ويسترجع .. كنت أبكي ودموع تجري على خدي بكل سهولة ... يهدأ أبي من روعي قليلاً ثم أعاود البكاء ... توقفت برهة ثم سألت والدي (( يبه ليه لحقتني ))
أجابني ((شفت سيارة زوجك واقفة وخفت تصير مشكلة عليك ))
لم يتكلم أبي في الموضوع أبداً حتى وصلنا إلى المنزل .. دخلت ودخل أبي خلفي يحمل حقيبة بعثرت فيها ما أحتاج ولو لفترة وجيزة... أدخل على أمي في مطبخها الواسع أرتمي بين أحضانها وأبكي... ألصق جسدي بجسدها الطاهر ... تصرخ أمي بهلع (( وش فيك يا بنيتي ))
أكرر: (( خالد خالد ))
قالت أمي: ((وش فيه خالد ))
أنا: (( خالد خان العشرة ))
هدأت أمي من روعي وألبستني بكلماتها الحنونة كساء الراحة المؤقتة
صعدت إلي غرفتي لا أنوي على شيء سوى الإستراخاء والراحة ...
الغرفة صامتة لكن جدرانها ودميتي الصغيرة ينظرون إلي ... يبدو أنهم فرحوا بعودتي من جديد ... لكنهم لا يعلمون بمصابي ... حالهم كحال الآخرين لا يدرون ما حل بي ... لا أطلب من أحد لطم الخدود أو شق الجيوب ... أنما هي كلمات أنثرها بعد أن جف دمعي ولم تعد تلك الجداول تجري على خدي ....
هو السبب لست مذنبة ... أهديته قلبي وجسدي ... أتعبت نفسي لراحته .... لكن قدر الله وما شاء فعل ...
أعلم أن موقفي يهون عند غيري ممن تغلق الأبواب عليها وتحرم من زيارة أهلها و أخرى جعلها زوجها أتانه يركبها و يضربها كيفما شاء ...
نمت نومه تمنيت أن لا أقوم منها (( أستغفر الله ))
في اليوم التالي بدأ زوجي يتصل بي ولا أتردد في الضغط على زر الإغلاق... ونشوة الانتقام تغلي داخلي ... عطف بدأ يقتحمني ... سرعان ما أتذكر المصيبة يعود الانتقام ... توقف الاتصال واستبدله بالرسائل ...
فأقفلت الهاتف بأكمله ....
بعد المغرب جلسنا أبي وأمي وأنا نتناول القهوة في حديقة المنزل الصغيرة .... الحزن يعتلي كل جزء فيني ... أفكار تسرح بي وتمرح أبتعد بعيداً ثم أعود أدراجي ... أعبث بخصل شعري كأنني مجنونة ...
أبي ينتظر فرصة سانحة يقتحمني بها لكي نصل إلي حل ... نعم فهو يراقب فلذة كبده وزهرة فؤاده ... تنصب في الجنون شيئا فشيئا ... لكن يعلم مدى إصراري على مقاومة الحياة مهما كانت ظروفها ...
أمي المسكينة لا تسمن ولا تغني من جوع في حال وجود أبي ...
أتجاوز خصلي لأعبث بشعري من الأعلى ... صوت أبي أخترق الصمت القاتل الذي أنتشر في الحديقة (( حنان ... حنان ))
أنا : (( سم يبة ))
والدي (( وين سارحة و أنا أبوك تر الدنيا ما تسوى والحمد لله أنتِ في بيت ابوك معززة مكرمة و لأحد يقدر يوطالك على طرف ))
أنا: (( الله يخليك لنا ولا يحرمنا منك))
أشار علي أبي أن أتريث في موضوعي لأن زوجي أتصل به وأخذ يطلب الصفح .
قلت (( قل له لا يتصل بي!!))
صعدت لغرفتي .. أفكر في حالي ... وبعد تفكير طويل شاق عقدت العزم على عدم العودة وصرت أفكر جدياً بالطلاق ...
أخبرت والدي بما أريد وهو قام بدوره بإيصال الخبر لزوجي ...
لكن زوجي طلب مقابلتي ولو لمرة واحدة أو على الأقل مهاتفتي ... لكني رفضت ...
بعد يومين من الجمود العاطفي تجاه زوجي المحتال ...
وفي الساعة العاشرة ليلاً بالتحديد ... جاءني اتصال هاتفي و إذا به رقم هاتف عشيقة زوجي التي خانها مع صديقتها... قلت في نفسي (( أكيد متصلة تتأكد إني متهاوشه مع زوجي ))
رددت عليها بكل عنف (( خير يالسوسة ))... وأخذت أسب وأشتم وهي صامتة ولم تقل كلمة واحدة حتى انتهيت ...
طلبت مني بكل أدب أن أسمع كلامها (استغربت من أسلوبها!!) ثم بدأت تقص علي خبر توبتها بعد وفاة إحدى صديقاتها حين كانت في إحدى الإستراحات شمال الرياض ترقص وكانت في سكر أثر شربها للويسكي بالإضافة إلى سيجارة حشيش تناولتها فلم يتحمل دماغها فماتت (إنا لله وإنا إليه راجعون ) قلتها أنا
وطلبت مني أن أمسح الرسالة التي وصلتني منها!
لكنني في ذلك الوقت كنت شريرة أو ربما أردت الإنتقام
قلت لها (الصورة راح أنشرها بالإنترنت و ضفي وجهك) !!
واغلقت الهاتف ... ثم استلقيت على سريري .
الحلقة العاشرة
زوجي يريدني أن أعود له وعشيقته السابقة تابت وصديقتها ماتت بقي الآن عشيقة زوجي التي في الصورة أين هي الآن يالها من معادلة ...
لماذا أغلقت الهاتف ولماذا كنت شريرة؟ ... بدأت أراجع حساباتي ... مجتمع لا يرحم وطلاق من أول سنة ومكوث عند أهلي ثم عنوسة لا طائل منها ...
يا إلهي ارحمني وارحم ضعفي.. .
قررت أن أحسم الأمر فأبي ينتظرني وزوجي يكاد يموت على أن أعود إليه ( خله يذوق طعم الذل )
نحيت أمر زوجي جانباً وبدأت أفكر بتلك التائبة وهل هي صادقة في توبتها
اتصلت بها فردت بسرعة و أدب غير مصتنع ...
طلبت منها أن تحضر لمنزلنا وبرفقتها صديقتها التي في الصورة لكي امسح الصورة.. وافقت وكانت صادقة في عباراتها لكنني أريد أن أتأكد.
اتصلت بي واعتذرت بأن صديقتها لا تستطيع الحضور فهي خجلة مني كما تقول ...
قلت لها لا بأس تعالي أنتي ... كنت أريد التحقق من صدقها فقط وإلا فالرسالة قد مسحت و صارت في عداد الموتى لا أريد أن افضح أحد
و( كما تدين تدان) وديننا أمرنا بالستر على من اخطأ وتاب .
في اليوم التالي حضرت لمنزلنا ... فتحت لها فرأيت امرأة متلففة بعبائتها التي على الرأس والقفازات في يديها والجوارب السوداء قد غطت قدميها.
ضيفتها ثم جلست تحكي لي عن قصة توبتها بالتفصيل كنت أسمع حديثها وأنا فرحة... كان ينتابني شعور بالانتقام أثناء كلامها فأتذكر صدقها فأعود إلى شفقتي عليها وفرحي بتوبتها....
ثم قالت لي في آخر اللقاء أنها مستعدة لفعل أي شيء لكي أعود لزوجي وأبلغتني أن زوجي قطع علاقته بصاحبتها نهائياً لأجلي وأقسمت بالله على ذلك وأردفت خلف القسم أدعية لا أحب سماعها.. منها( يا علي افقد عيالي).
طمأنتها بأن الرسالة قد مسحت وأني فرحةُ بتوبتها وأما بالنسبة لزوجي فلا أفكر بالعودة له .. خرجت من عندي وقبل ذلك طلبت مني أن نتواصل
جاملتها ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها.
اتصل بي والدي وقال أنه سيحضر هو و زوجي إلى المنزل كي نتفاهم حاولت ثنيه عما يريد فنهرني وقال لي ( ما راح تخسرين شي لو جلستي معه شوي)... وافقت على مضض.
بعد صلاة المغرب كنت قد أعددت القهوة والشاي لا لأجله إنما من أجل والدي...
حضرا إلى المنزل ... وشياطين تقفز فوق رأسي وتحيط بي لا تكلميه ولا تعودي إليه ..أين الكرامة أين سيذهب كبريائك يا ( بنت أبوك)!!
حنان .. جاء صوت أبي وكأنه يخرج من فهوة بركان ..كان مهموماً ...
(سم يبه) قلتها و أخذت أجر خطاي نحو المجلس الذي يجلس فيه زوجي وأبي .
دخلت وشرر يقدح في عيني ... وجهي لا يوحي إلا بالحقد والألم ... يالي من عنيده.
جلست بجانب أبي بحيث لا يستطيع زوجي رؤيتي ...
قال أبي سأترككم الآن وسأعود بعد قليل تفاهما بعقلانية وأنتم أحرار فيما تقررون.
خرج أبي وعيناي تلاحقه ... ما إن تجاوز الباب.. حتى قال زوجي
((حنان أنا آسف))
قلت ((وأين يصرف أسفك هذا؟))
قال ))حنان أنا اخطأت بحقك ولا أجد مبرراً لخطأي ... وأنا مستعد لأي شيء تريدين .))
كان يتكلم وأنا صامته .. لا أخفيكم أنه استطاع أن يثنيني عن كثير من الأشياء كنت أريد أن أقولها له بغضب.
أكثر الكلام وأطال و وعدني بأشياء ... لا أدري هل هو صادق أم سيعود لما كان عليه.
قلت له في نهاية الجلسة ...(( دعني أفكر على الأقل ثلاثة أسابيع...))
قال ((ثلاثة أسابيع كثيرة.))
قلت ))هذا ما لدي..))
وافق وكله رجاء أن أعود إليه .. كان وجهه شاحباً والإرهاق واضح على جسمه وتعابير وجهه.
دخل أبي وخرجت أنا .. وأخبره زوجي بما اتفقنا عليه...
بعد العشاء سألت أمي بشأن رجوعي له فنصحتني بالعودة وأنه إنسان يخطأ
قلت لها لو أني أنا من فعل هذا الفعل فهل سيغفر لي خطأي؟ .. قالت ( لا أدري)
حاولت إقناعي .. لكن محاولتها لم تفلح وإن قللت من عزيمتي على طلب الطلاق الشيء الكثير.
أسبوعين مضيا وأنا أفكر والوقت يمضي وخالد وأبي وأمي ينتظرون ...
في بداية الأسبوع الثالث بعد صلاة العصر بنصف ساعة طرق الباب ..كان أبيً خارج المنزل فأظطررتُ لفتح الباب .
إنها أم زوجي أقبلت علي تقبلني وتبكي ... عجوز مسكينة لطيفة أحببتها كثيراً... أدخلتها واستقبلتها استقبالاً يليق بها ولا يليق بولدها... حضرت أمي على صوتها وبكاءها ... هدأنا من روعها... خفت عليها من الانهيار العصبي....
قالت لنا أنها لم تعلم بأي شيء حتى يوم أمس حين أخبرها خالد عما حدث... ثم طلبت مني العفو عنه والعودة له ورجتني ... كان صوتها الحزين الصادق يكاد يحطم كل الحواجز التي وضعتها أمام العودة لزوجي
ومع ذلك أصررت على موقفي بعدم الرغبة بالعودة وألنت لها الجانب وحاولت أن أكون أكثر تأدباً معها مما أنا عليه ... ودعتنا وخيبة أمل تعتريها ...
وقفت عند الباب وقالت لي ( يا حنان الولد منسل ويبيك ترجعين ) .
قلت لها( ما يصير إلا الخير يا خالتي وأنتي على عيني وراسي).
خرجت و قد كسرت كثيراً من الآلام القابعة في قلبي.
في صباح اليوم الثاني ... أمي تقطع الخضار في المطبخ ... كنت جالسة في الصالة ... كان مزاجي جيداً نوعاً ما فمنذ فترة لم استيقظ مبكرة .. طلبت أمي بعض المناديل مني هرعت إليها بمرح لا أدري ما سببه كنت أقفز أثناء ذهابي للمطبخ قابضة على علبة المناديل .. دخلت المطبخ مسرعة...
كانت أرضية المطبخ مبللة انزلقت قدمي اليمنى فتعثرت وفقدت توازني فسقطت على ظهري وارتطم رأسي بالبلاط فأغمي علي إثر الضربة.

الحلقة الحادية عشره
صورة خالد تظهر أمامي باهتة... تختفي وتعود ... تأتي كلماته متقطعة أثناء وضوح الصورة ... حنان أرجوكِ عودي إلي إني أحبك ولن أخونكِ بعد الآن ... يبكي يحاول الوصول إلي لكني أهرب ... أدخل في سرداب مظلم فيلحق بي ... أتعثر ثم انهض... ارتطم بعامود حجري فأسقط ... ثم انهض مسرعة و أجري بسرعة ... اسقط في حفرة عميقة أصرخ خالد..خالد .. خالد.
حنان حنان افتح عيني أرى أمي أمامي وفي يدها ركوة ماء ترشها علي برفق..
أصرخ (ويني فيه .. يمه وش فيه)
تبتسم أمي ودموعها تخطو نحو الجفاف من على خدها( الحمد الله على سلامتك ارتاحي وأنا أمك)
(تحسين بوجع في راسك؟) سألتني أمي
أجبتها: قليلاً...
حاولت الاتصال بأبي لكني رفضت وقلت لها أن حالتي تحسنت وسألجأ إلى غرفتي كي ارتاح قليلاً.
في نفس اليوم أحسست بدوار في رأسي وثقل في جسمي مع محاولة إخراج ما في معدتي... قرر أبي الذهاب بي إلى المستشفى بعدما حدثته أمي بما حدث.
كان في استقبالنا في قسم الإسعاف نفس الممرضة التي استقبلت حالتي يوم الحادث... ابتسمت في وجهي بعد أن أغلقت الستار وكشفت عن وجهها ..
حضرت الطبيبة المناوبة وكشفت علي كشف مبدئي .. أخبرت والدي بأنها ستقوم بتنويمي في المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة لأنه لم يظهر لها شيء ... طلبت أمي من أبي مرافقتي فوافق .
في الصباح وبعد أخذ الفحوصات ... دخلت علي الأخصائية تخبرني بخبري وفرحة تعلو محياها (ألف مبروك أنتي حامل ).. سقطت الكلمات علي ثقيلة ... أمي مضطربة بين الحزن والسرور... الحزن بسبب مشكلتي مع زوجي والسرور للخبر.
ثم أردفت الأخصائية أنه بإمكاني الخروج من المستشفى لأن حالتي لا تستدعي المكوث فيها ثم خرجت من عندنا.
انظر نحو أمامي تبادلني النظرات ثم تبارك لي وتحاول أن تقنعني بما يحدث... أنا فاغرة فمي ... لم يدر لساني بكلمة واحدة... سلمت أمري لله
شيء يربطني بخالد كان قلبي يهفو إليه في الماضي لا أريده الآن لا لشيء سوى أني لا أريد الرجوع لزوجي.
هموم تحوم حولي تأسرني بسبب هذا الخبر...اتصلت أمي بوالدي تخبره بالخبر وتطلب منه الحضور لإكمال إجراءات الخروج.
بعد ربع ساعة من دخول الأخصائية طًرق الباب بهدوء دخلت ممرضة فلبينية أخبرتنا أن رئيس الأطباء عند الباب ويطلب منا أن نضع شيء على رؤوسنا... تخمرت أمي بعباءتها بسرعة ووضعت شيء ساتراً على رأسي .
دخل و سلم ثم قدم نفسه وبدون حشو أو مقدمات اعتذر منا وقال لنا أن ما أخبرتنا به الأخصائية لم يكن صحيحاً بسبب خطأ في الاسم وأن الاسم كان مشابهاً لاسمي وأن نتائج التحليل التي تخصني لم تظهر بعد.. كان حيائي يمنعني من التلفظ عليهم وعلى سوء تنظيمهم لذلك آثرت السكوت وهز الرأس فقط ثم طلب منا رقم هاتف أبي ..خرج وهو يحاول الاتصال به .
بعد مدة دخل أبي وفي وجهه كدر.. سألته أمي عن الخبر
سكت برهة ثم أخذ ينثر كلامه بضعف (حنان راح تجلس هنا وأنتي راح ترجعين معي)
حاولت أمي عدل أبي عن رأيه في رجوعها للمنزل لكنه برر موقفه بأن الطبيب المسؤول عن الحالة أمر بذلك.. دار لساني بخوف ( طبيب ! ما فيه طبيبه؟)
قال لي أنه لا يوجد إلا هو إستشاري مخ وأعصاب
ذهلت لما سمعت ( وليه مخ وأعصاب؟) كان أبي متعباً فقال لي سيشرح لك الطبيب إذا أتى غداً.
مكثا حتى نهاية الزيارة ثم ذهبا للمنزل وبقيت وحيدة كسيرة لا ألوي على شيء سوى الخوف والقلق مما حدث اليوم.
في اليوم التالي قاموا بنقلي إلى قسم المخ والأعصاب .. ثم أدخلت في جهاز الأشعة المقطعية مكثت فيها مدة ليست بالقصيرة.. ثم أعادوني إلى غرفتي .. كان بجواري مريضة لا تتكلم ولا تتحرك ولا تأكل إلا عن طريق أنبوب أدخل عن طريق انفها إلى معدتها ... كان منظرها مخيفاً .. حمدت ربي على ما أنا عليه وشكرته ورددت دعاء علمتني إياه أمي أن أقوله عندما أرى أحداً أصيب بمصيبة ( الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاها وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً كثيرا).
في الساعة الواحدة تقريباً دخل أبي وبرفقته الدكتور المسئول عن حالتي ..
كان أبي متوتراً والقلق يملأ عينيه .. أما الدكتور فقد كان واثقاً مبتسماً مما أدخل علي راحة مؤقتة .
بدأ الدكتور بالكلام وكلانا ننصت أبي وأنا قال لي كلاماً كثيراً نصفه علمي والآخر نفسي فحواه( أنهم وجدوا ورم في الرأس وهو في تزايد ولا بد من استئصاله وإلا ستحصل مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة كان صادقاً معنا حين نصحنا بأن نقوم باستئصال الورم في الخارج !!)
أبي يسمع كلامه ودموعه تنهمر أمامي لأول مرة في حياتي قلت له لاتخف إن الله سيحفظني يا أبي والله إني أخشاه بالغيب ولا أعصيها ما استطعت
وسأدعو ربي أن يشفيني لم يتمالك الدكتور نفسه فانسل من بيننا بينما كنت أنا وأبي نعيش موقفاً درامياً حقيقياً .
خرج أبي من عندي يحاول جمع شتاته والقيام باتصالات مع المسئولين في وزارة الصحة بالنظام فلم تجدي محاولاته لتوفير تكلفة العملية والعلاج على حساب الدولة لأن واسطته كانت ضعيفة ... المئات يتأوهون ولا أسرة توجد والمستشفيات مليئة فإن كان لديك واسطة إذن يوجد أسرة والمستشفيات فارغة ودمعة حزن على نظام مستشفياتنا تسكب مع كل مريض يموت بسبب رده عند أبواب المستشفيات الحكومية ولا واسطة ولا أسرة ولا هم يحزنون. ( أسرة :برفع الألف وتشديد السين ورفع التاء المربوطة)
يدخل علي أبي هو وأمي كل يوم وجوه بائسة و أجساد أجهدها التفكير
كنت أتوسل إلى الله في ظلمة الليل في السحر أناجيه ( يا ربي أنا أمتك الفقيرة إليك أنا العاجزة أنا المقصرة من لي سواك يا رب يا قادر يا عزيز يا جبار يا ربي إنك ترى مكاني وتسمع دعائي وأنت اعلم بحالي فاللهم فرج همي وهم أبوي ونفس كربي وكربهما إنك أنت العزيز القدير)
داومت على هذا الحال حتى جاء اليوم الرابع من مكوثي في المستشفى والورم يكبر يوماً بعد يوم.. دخل أبي لوحده سألته أين أمي كان وجهه متلألئ.. قال لي أمك في الخارج لكنها ليست وحدها ..
ثم أردف قائلاً ( أبشرك يا بنتي فرجت وإن شاء الله رحلتك بعد بكرة بس ما راح اقدر أروح معك لأن ظروفي ما تسمح لي الخروج خارج المملكة .. )
قلت له ( وعلى حساب من العلاج؟)
أجابني بأنه على حساب الدولة
ثم بدأ يمهد لما يريد قال لي والدي أن زوجي لما علم بحالي وما أنا به حاول جاهداً يساعدني فحاول الدخول على الأمير (.......) ولم يستطع ولكنه أرسل له خطابات متكررة وجاءه الرد بأن العلاج سيكون على حساب الأمير وسيتكفل بكل شيء!.
ذهلت مما سمعت زوجي مازال يحبني ما كان مني من إعراض ويحاول أن يساعدني .. ثم قال لي أبي أن زوجي هو من سيرافقني إلى ألمانيا !!
لأن ظروفه لا تسمح... وأخبرني بأن زوجي واقف مع أمي في الخارج ينتظرونني أن أدعوهم إلى الدخول.
انعقد لساني ولم يتحرك ... خرج أبي ليدخلهم ... وبقيت شاخصةً البصر نحوه.

الحلقة الثانية عشر
دخلوا فرحين سوا زوجي كان خجلاً وفي نفس الوقت يحمل في جسده عزيمة لا تقهر في مساعدتي مهما كانت الظروف ... جلسوا قليلاً
حاول أبي وأمي أن ينسلا من عندنا لتكون هناك مساحة للبوح بيني أنا وزوجي...
جسم زوجي النحيل زاد نحاله ووجهه منقبض يشكو تعاسة صاحبه في الأيام القليلة التي تركته فيها وحيداً... زوجي يحبني كنت مقتنعة بذلك وأنا كذلك .
صمت يخيم على المكان حاول التحدث لكنه لا يدري ما يقول أما أنا فساكنة سكون الليل أرى زوجي مضطربا أمامي .
خرجت كلمات من فمه قليلات يعبر فيها عن أسفه ومدى ندمه على ما فعل وأنه الآن سيحاول فعل المستحيل لإرضائي.
قلت له يا خالد كيف تريد مني أن أثق بك وقد كسرت ثقتي بك وهل رأيت في عمرك زجاج يكسر ثم يعود كما كان.
قاطعني وكان ذكياً تلك اللحظة لا يا عزيزتي وهل تشبهين علاقتي وإياك بزجاج هش... ألجمت بعدها.
قلت على كل أنت الآن تقدم لي خدمة إنسانية وأنا مضطرة لقبولها لظروف أبي ... لكن يجب أن تعرف شيء واحداً أنني لم أعد أثق بك ولا اعلم ماذا ستفعل عندما ترى الألمانيات !!!
كلمات نزلت على زوجي كالنصال الجارحة ... كنت وقحة وغير مهذبة لكنه قدر ظرفي وابتسم ابتسامة المجروح .
.........................
ميونخ تلك المدينة الباردة لا تحب أحداً ولا تكره أحداً سوا النازيين الذين دمروها أيام الحرب العالمية الثانية... من المطار نقلت إلى المستشفى المتخصص في علاج الأورام ... قالوا أنهم سيعيدون التحاليل من جديد ...
وستستغرق قرابة العشرة أيام... خلال تلك الأيام كان زوجي لا يفارقني
بدأ قلبي يحن إليه ... وحنقي عليه يخف يوماً بعد يوم لما كان يبديه لي من اهتمام .
في يوم من الأيام غاب زوجي عني فتأخر قليلاً ... فلما حضر قلت له بلا شعور حبيبي خالد وينك خفت عليك... عندها أطلق ضحكة دوت في المكان
( حنان تقولي حبيبي يا سلام)!!!
ابتسمت ولم أزد على ذلك.
بعد الفحوصات قرروا إجراء العملية وقالوا أنها ستستغرق قرابة الست ساعات... كنت خائفة ... أدعوا ربي وأتضرع إليه ... زوجي بجانبي يدعوا لي ... أمي وأبي يدعوان الله لي وهم في الحرم المكي عند الكعبة... هكذا كانا يقولان لي .
أجريت العملية ونجحت بحمد الله عندما استيقظت من سباتي رأيت زوجي أمامي وبجانبه ممرضة بارعة في الجمال... أعاد ذلك الموقف ماضي زوجي الأسود ... تفاجئت أن عيناها كانت حمراوان فهمت فيما بعد أن زوجي زجرها لأنها تركتني وحيدة لدقائق أثناء متابعتها لي عند الإفاقة...
فعادت محبتي له وثقتي به من جديد...
أمي تبكي فرحة وأبي يرمقني بحنان وعطف عند وصولنا إلى السعودية ...
وصلنا إلى المنزل كانت المفاجئة في اليوم الثاني حفلة عشاء عائلية على شرفي ... كنت مسرورة رأيت أقارب لي لم أشاهدهم منذ زمن... لبست أحلى ما لدي... كنت ريحانة بينهم هكذا يقولون لا أدعي ذلك... زوجي يغازلني برسائل الجوال ... أرد عليه ( مو وقته) يجاوبني برسالة أخرى ( كيفي أحبك وما أحد يقدر يمنعني)...
عشت بعدها أيام سعيدة ... ونسيت الماضي وبدأت حياتي من جديد وبات حلم المولود يراودني ... وزوجي لطيف.
في الحلقة القادمة سينتقل زوجي نقلة نوعيه.
الحلقة الثالثة عشر
قلت في الحلقة السابقة أن زوجي سينتقل نقلة نوعية أليس كذلك؟!
دعوني قبل هذا أروي لكم قصتي مع جارتي أمل .
بعد عودتي لبيت زوجي ... سكن بجوارنا رجل وزوجته ليس لديهم أطفال ... ذات يوم طرق بابي في الصباح ولم اعتد على ذلك ... كان زوجي في عمله ... وقفت خلف الباب اسأل من ؟
قالت لي افتحي أنا جارتك أمل توني ساكنة
( قلت في بالي طيب وش يضمني إنها جارتي صدق)
قلت لحظة ... جلست أفكر (افتح ولا ما افتح؟)... وقررت أن افتح الباب خاصة أنني تأكدت أنها امرأة من ثقب الباب ( نظرت إلى يديها فلم اجد شعراً) ( مسويه ذكيه!!!!)
دخلت فضيفتها وجلسنا نتسامر كانت ظريفة خفيفة الظل ( صحيح أنها سمينه لكن دمها شربات).
وأخذنا ندردش وكأننا نعرف بعض منذ فترة بصراحة ارتحت لها ...
أثناء حديثنا نظرت أمل إلى الساعة فضربت جبينها بيدها وقالت (يووووه أبروح أزين الغداء رجلي لو جا وما لقى الغدا بيجلدني)
أنا: بكل ذهول يجلدك؟!!!
أمل : أيه يجلدني ويمكن يدخلني المستشفى بعد
خفت وتذكرت رقة زوجي ... فقلت لها (على أي أساس يجلدك)؟
قالت( بعدين اقولك على أساس ابروح تأخرت)... خرجت تجر عباءتها خلفها وأغلقت الباب ثم عادت وقالت لي ( عطيني رقم جوالك) اعطيتها إياه وذهبت .
قلت في نفسي أريد أن أجرب اليوم حركة ... لن اصنع الغداء ...( أبشوف ردة فعل زوجي ).
حضر زوجي منهكاً... رحبت به وتمسكنت ...
قال لي وكان مرهقاً: حنان ما اشم ريحة غدا اليوم....
ابتسمت ابتسامة صفراء وقلت له بكل غباء( والله ما ادري وش جاني اليوم ما لي خلق اصلح غدا )(يا شين التميلح اللي ما له سنع).. ثم اردفت لما رأيت وجهه قد تجهم(بعدين جت جارتنا اليوم عندي ولا طلعت من عندي إلا متأخرة)( يا فضحيتك يا حنان)
استشاط غضباً و أزبد و أرعد وما بقي إلا أن يزأر (ما شاء الله ومن قالك تفتحين الباب في غيابي ؟ (وحده)
وبعدين جارتك تقهوينها وترحبين فيها وزوجك(وما ادري وش جاني) يقلدني وهو يتغنج .(الثانية )

لذت بالصمت وطأطأت رأسي ثم نطقت وقلت (آسفة آخر مره أسويها وبالنسبة للغداء دق على المطعم يجيب لنا ألحين)
حوقل ثم استرجع وتعوذ ثم زفر زفيراً شديداً ... أشار نحو أحد الأدراج وقال... ( جيبي الكرت حق المطعم) ذهبت أعدوا عدوا.
تناولنا الغداء... وقد حرمت بعدها أن أفعلها ثانيه وقلت (أشوا ما فيها جلد).
ثم تذكرت جارتي.
الغريب أن زوجي اعتذر مني على ما بدر منه مع أني أنا المخطئة في حقه.
قلت لزوجي ما دار بيني أنا وجارتي أمل وقلت له عن زوجها أنه يضربها
فقال وأنا وش دخلني)
قلت لا بس أقولك)
استأذنت زوجي في أن تزورني جارتي في الصباح وعللت ذلك بالملل الذي ينتابني وهو في العمل فوافق شريطة أن أعد الغداء .
زادت علاقتي مع أمل وبدأت هذه المرأة التي تكبرني بأربع سنوات تفضفض لي ما في قلبها وكثيراً ما كانت تحدثني عن ظلم زوجها... كانت آنذاك حامل في الشهر الثامن أو التاسع.
تقول لي أنا أهلي من القويعية وأنها لا تزورهم إلا مرة كل سنة وأن زوجها يكره أهلها ودائماً ما يسبهم أمامها.
من ضمن ما كانت تعانيه أن زوجها يأتي من العمل فينام حتى صلاة المغرب ( ولا صلاة ولا عبادة) كما تقول يقوم فيجمع العصر مع المغرب( على كيفه الصلاة) أقول لها
فترد : حاولت معه بس دائماً كان يقولي ( انثبري بس)
ثم أكملت لي برنامجه اليومي يخرج من البيت المغرب ولا يعود إلا الساعة الثانية صباحاً..
قلت لها وأنا متفاخرة وليتني ما قلتها ( لو زوجي يسوي كذا معي ما اقعدت له في البيت ولا ثانية)
دمعت عينها وأخذت تبكي وتقول( يا حنان أنتي اهلك عندك ويستقبلونك في أي وقت بس اللي أهلها بعيدين ولا لها أحد غير الله وش
تسوي...)
لم أتمالك نفسي فبكيت ...
حاولت أمل تلطيف الجو ببعض النكت على زوجها ( مسكينة ما لها إلا كذا)
كانت تزورني كل يوم ففقدتها لمدة يومين فجأة لا تتصل ولا ترد على هاتفها ... خفت عليها وقلت لزوجي عن الموضوع ... فقال حتى زوجها لم أره منذ ثلاثة أيام يبدوا أنهم في سفر.
قلت : لو كانت ستسافر لقالت لي
خالد: (يمكن سافروا فجأة)
قلت يمكن.
أثناء حديثنا.. سمعنا طلقاً نارياً ...عدة طلقات تنبعث من مصدر واحد هرع زوجي إلى الباب لينظر من العدسة المكبرة رأى رجلاً يركض خارجاً من بيت جارنا لم يعرفه لأنه كان ملقياً ظهره له ... صرخ بقوة ( عطيني الجوال)
جلبته له ... اتصل بالشرطة وأخبرهم بما يحدث ... اغلق الهاتف وأراد الخروج ... أبيت عليه الخروج خوفاً عليه من صاحب المسدس.
الحلقة الرابعة عشر
لم يهدأ بال زوجي ونزعة ( اللقافة السعودية ) متغلغلة فيه والدليل أنه كان يحدثني أنه أيام حرب الخليج عندما كان صدام يطلق صواريخه نحو الرياض كان زوجي وأصحابه يصعدون للسطح كي يرون الصورايخ!
فأستغفلني وخرج مسرعاً نحو شقة جارنا كنت أتابعه من خلف الباب وأصرخ خالد تعااااااااال... كانت شقتهم مقابلة لشقتنا ولا يوجد في الطابق سوى شقتين .
لم يلقي لي بالاً فبدأت أراقبه من العدسة المكبرة كذلك الحال معي في فن اللقافة إضافة إلى الخوف على أمل فزوجها شرير
وقف خالد أمام الباب... كان مفتوحاً أخذ ينظر داخل الشقة وهو واقف ثم أخرج جواله بسرعة وقام بإجراء مكالمة فضولي جعلني أفتح الباب وأسأله ( من تدق عليه؟)
لم يجبني لكني سمعته يتحدث مع مركز الهلال الأحمر يطلب المساعدة...
وصلت سيارة الإسعاف وسيارة الشرطة معاً ... دخلوا الشقة وأنا اتابع لكني لا ادري ما يحدث وكنت خائفة جداً.
استغرق وصول الإسعاف بعد أول طلقة سمعناها قرابة النصف ساعة ...
رأيتهم يخرجون ويحملون أمل في نقالة الطوارئ ... شهقت من هول المنظر كانت تثعب بالدماء .
أما الشرطة فقد أخذوا زوجي معهم لكي يدلي بأقواله كشاهد ... ثم اتصل بي خالد بعد ساعتين وأنا خائفة كنت ارتجف .
قال لي استعدي سوف أحضر ونأخذك يريدونك ....
قلت له (ماني بجايه أخاف )
قال سوف يتهمونك إذا لم تحضرين بأنك مدبرة للجريمة !
قلت له على الفور أنا جاهزة
جاء وبرفقته رجل أمن ركبت في الخلف في سيارة خالد طبعاً
توجهنا نحو القسم ...
دخلت على المحقق أنا وزجي...قلبي ينبض في الدقيقة فوق المعدل الطبيعي بأضعاف... العرق يتصبب مني.. يداي ترتجفان كأني أنا من أطلق النار...
قال لي المحقق:
أمل تطلبك الحل يا أخت حنان
شهقت( أمل ماتت ؟!) ثم انطلقت ابكي وابكي بلا شعور بدأت اتذكرها واتذكر خفة دمها وكيف يعقل أن تموت بهذه السهولة حاول زوجي تهدءتي يبنما خرج المحقق لفترة أعود فيها للاستقرار
ثم عاد من جديد
سألني ما علاقتي بأمل فقلت له بالتفصيل ما حدث بيني وبينها من أول يوم سكنت فيه... ولاحظت عليه الملل من ثرثرتي وتأتأتي... ثم أسكتني بطريقة مهذبة... وقال هل لديك شيء مهم تقولينه ... قلت نعم إن زوجها كان شرير ويضربها دائماً.
هز رأسه ثم أخذ ظرفاً من على مكتبه ... وقال هذا الظرف فيه عدة أوراق ومكتوب عليه ( من أمل إلى حنان)! وجدناه في مسرح الجريمة.
ثم تابع حتى نتابع التحقيق يجب أن نطلع على ما في الظرف ثم نسلمه لك
قلت له ( خذوا راحتكم) واكملت في نفسي( بس فكونا من هالغثا).
عدنا زوجي وأنا لمنزلنا وكل منا واضع يده على قلبه ... نمنا ولم نتحدث مع بعض بخصوص الجريمة.
في اليوم التالي اتصل المحقق بزوجي وطلب منه الحضور للقسم ...
زوجي يندب حظه ويقول (الله يقطع الساعة اللي سكنوا فيها جنبنا)
ذهب وعاد خلال ساعة ومعه الظرف ... كان مرتاح البال ... وقال لي ( ابشرك (مسكوا القاتل)...طلع زوجها وكان متعاطي يوم اقتلها وأنه أطلق عليها خمس طلقات اثنتين في الرأس وثلاث استقرت في الرحم) حيث جنينها التي كانت تحلم به ...
دمعت عيني دمعة حزن على حياة تلك البريئة... ثم انهارت قواي وهويت على الأرض ابكي ولا استطيع الحراك لا أقوى سوى على البكاء تركني زوجي وخرج من المنزل واضعاً الظرف الذي اوصت أمل لي به .
هيأت نفسي لجلسة خاصة مع تلك الورقات التي في الظرف وكأني سأجلس مع أمل التي رحلت من هذه الدنيا نعم رحلت بسبب الظلم والعدوان الاجتماعي .
جلست على أريكة وسط الصالة ... استرخيت تماماً ... تمثل لي وجه أمل وأنا افتح الظرف... تقول لي حنان احذري أن تكوني ضحية للظلم الاجتماعي كوني شجاعة لا تكوني مثلي !!
اخرجت عدة ورقات بدأت اقرأ:
كانت تتكلم كلاماً كثيراً عن حياتها وعن زواجها سأختصر وأجمل ما أرادت مني ايصاله للجميع :
أنا أمل القويعي عمري 25 سنة في عداد المتزوجات ولست كذلك منذ نعومة اظفاري وأنا ضحية للظلم الاجتماعي القائم على العادات والتقاليد الهالكة التي لا تتصل بالدين الإسلامي الحنيف بصلة .
حنان أرجوك ساعديني اكتب هذه الورقات و أنا مسجونة في غرفة النوم لا استطيع الخروج منها زوجي قد قطع اتصالي بكل شيء لكنه لم يستطع قطع اتصالي بالله فها أنا ادعوا ربي واكتب وآمل أن يتحقق طلبي اريد منك نشر ما كتبته لك في كل مكان في الصحافة في الأوساط النسائية في الإنترنت في كل مكان تستطيع أن تصلي إليه.
بدأت قصتي عندما تقدم لي شاب في مقتبل العمر ذو خلق رفيع ومحافظ على الصلوات الخمس وكل يثني عليه خيرا بيد أن أبي رفضه رفضاً قاطعاً وبرر ذلك بأنه (غير قبلي!) ولا أصل له ، كيف يكون ذلك؟ أله أصل غير آدم أم أنه نبت من باطن الأرض أم ماذا؟ قولولي بربكم... حاولت إقناع أبي وأهلي بأنني موافقة عليه وأنا اتحمل ما سيحصل بسبب عدم توافق النسب الجاهلي.
لكنهم رفضوا وضربوني بل وألزموني على الزواج من هذا المدمن المجرم وهم يعلمون بإدمانه لا لشيء فقط لكي لا يزوجوا ذلك الشخص وقالوا له أنها محجوزة منذ صغرها لأبن عمها (كذبوا).
رضخت للأمر الواقع وتزوجته رغم أنفي ... تغربت عن أهلي وصبرت عوملت معاملة الحيوانات فصبرت ضربت حتى أدميت ولا حول لي ولا قوة ... كل هذا يهون عندما اكتشفت أن زوجي مدمن للمخدرات .
حنان اعلمي أن ما اكتبه يحدث للكثير من الزوجات ولست مبالغة
هل تعلمين يا حنان أن زوجي ذات يوم عرضني على صاحبه مروج المخدرات.. عندما نفذ ماله وذهبي قد باعه مسبقاً بسبب هذا السم الزعاف
وعندما رفضت وأبيت ربطني في سارية البيت وأخذ يضربني بعقاله عقله الله في نار جهنم كما كان يعقلني .
لا يهمني الآن إن قرأ ما كتبت فالأمر لدي وسيان ولم أعد أفرق فأنا اتمنى الموت كل لحظة ولا أخفيك أنني بت أحس أن موتتي ستكون بشعة وقريبة بسبب هذا الفاجر فجر الله شرايينه .
حنان سامحيني ... حنان لا تتركيني وحيدة ادعي لي الله أن يغفر ذنوبي سأدعوا الله أن نلتقي في الجنة ... أقسم لك بالله يا حنان أنه كان بوسعي إقامة علاقات محرمة وبناء علاقات رومانسية تفي بما اريده من عطف وحنان فقدته عند اهلي وزجي لكني كنت محتسبة مراقبة لله في السر والعلن
(يارب تعلم أني لم أهتك عرضي في يوم من الأيام وتعلم ما حل بي من عذاب في الدنيا فاللهم آجرني واخلف لي خيراً وارزقني أنا وحنان وكل عفيفة جنتك يا رب العالمين).
أبي أمي والله لن أسامحكم لا دنيا ولا آخرة لأن كل ما أنا فيه الآن هو بسببكما أنتما فقط ولا أحد يتحمل المسؤولية غيركما.
سحقاً للصحافة سحقاً للإعلام لا نسمع منهم سوى تحرير المرأة وعمل المرأة أين هو الظلم الاجتماعي للمرأة أين هو الحديث عن البائسات أمثالي أين هو الحديث عن الأرامل أين هو الحديث عن اليتيمات وأين........؟).
رأسي يؤلمني صداع ينخر رأسي نخرا ... سقطت مني باقي الورقات لم اعد احتمل قراءة ما كتبت أمل..
لعلي نفذت ما أوصت به أمل ... لذلك دعوني أكمل قصة تحول زوجي في الحلقة القادمة والأخيرة.
الحلقة الخامسة عشر
أخبرت زوجي بخبر أمل وما كتبت فطلب مني الأوراق .. قام بقراءتها وأنا أرقبه كان قلبه يتقطع ألماً وحسرة على ما كتب ... فاض دمع زوجي ..صنعت دموعه جدولاً ألماسياً يحكي رجولته ورقة قلبه على تلك المسكينة وكل مسكينة تعيش معنا لكن في عالم الظلم الغادر.. لم استطع أن اكلمه .. كان يكبر في عيني لا لهذا السبب فقط بل لأسباب عدة..
بعد أسبوع تقريباً من التفكير والحزن العميق الذي كان ينتاب زوجي عندما يتذكر قصة أمل وأوراقها.. طلب مني زوجي أن أجهز أمتعتي للمكوث عند أهلي لأنه يريد السفر في عمل خاص.. لم أناقشه في الموضوع وحاولت أن أكون بجانبه ..لكنه رفض وأصر على السفر وحده.
كانت مدة سفره طويلة قرابة شهر كامل .. كان يرسل لي رسائل عبر البريد ولا يهاتفني إلا قليلاً لكن رسائله غريبة جداً لم أعتد عليها منه .
كان عنوان الرسالة الأولى(وجدت الكنز)
كتب فيها كلاماً جميلاً دعوني اذكر لكم نص ما كتب..
غاليتي حنان أكتب لك هذه الرسالة وأنا مشتاق إليك لكنني قطعت وعداً ألا أعود إلا وأنا صادق في كل كلمة حب أقولها لك ..
حنان نحن في حاجة للحب لأنه يمنح حياتنا الحيوية ويضفي عليها النضارة فكلما خبت في حياتنا زهرة احتجنا لزرع لمسة حب مكانها.
كنت دائماً أقدم ما احتاجه أنا فقط لا ما تحتاجينه أنتي ولهذا كنت فاشلاً في بداية زواجنا .
لقد تعلمت في رحلتي هذه أن الرجل الذي تحتاجه المرأة حقاً، هو من يستطيع أن يشعر بما تشعر به ومن يأخذ مشاعرها على نحو من الجدية والاهتمام والتعاطف.
حنان لقد فهمت الآن أن فيك طاقة عالية للعطاء، كنت تحتاجين فقط إلى من يكتشفك ويحفزك على التفجر، وهذا ما كنت أجهله.
لقد خنتك سابقاً لأنني لم أفهم عمق العلاقة الزوجية ومدى أهميتها وما معنى رابطة العاطفة الأسرية كنت مغفلاً عندما بحثت في الطريق الخطأ عن الكنز.
محبك خالد
اعدت قراءة الرسالة عدة مرات.. الكلام كان جميلاً وصادقاً .. لكنني بت تائهة بحق هل تغير زوجي أم هذه لعبة جديدة يريد القيام بها ؟
في الأسبوع الثاني ارسل رسالة أخرى .. أبي يسألني في كل مرة ما قصة هذه الرسائل لا أجيبه فقط بل أعطيه إياها بعد قراءتها بكل زهو.
كان عنوان الرسالة الثانية (ما أجمل الصراحة وملامسة المشاعر)
((الحنونة حنان أرسل إليك رسالتي الثانية من أصل أربع رسائل
اكتبها لك بحروف الحب ومداد الإخلاص، زوجتي الغالية يجب أن نعرف أن الحالة الشعورية السائدة بين الزوجين لا تكون على الدوام ربيعاً مهما كان!، إذ تغشاها بعض الضبابيات التي تجعل الرؤية غائمة بعض الشيء .
إن بعض ما اختمر في الدواخل لفترة طويلة وبعض الإشكاليات التافهة التي تدور غالباً حول الحالة الصحية للعلاقة تجد لها في حالات الغضب طريقاً إلى الخارج.
( توقفت قليلاً وأنا اقرأ هذه الفقرة التي لم افهمها جيداً وحاولت فهمها قبل مواصلة القراءة لكنني لم استطع فهمها جيداً ثم اكملت)
دعيني أشرح لك ، عندما يكون أحد الزوجين في طقس ومزاج نفسي غير مناسب فإنه بالطبع يصدر عنه في تصرفاته وأحكامه وحتى في توقعاته من الطرف الآخر ، ففي هذه الحالة تطفو المشاعر السلبية ، وتجعل ما عداها جانباً فينعدم التقبل والتفاهم وقبل كل ذلك الود فتصبح المشاجرات أدنى من كل شيء.
وحتى إن توافرت المقاصد الحسنة ونية الحفاظ على شعرة الود بين الزوجين فإن اللحظة تفرض نفسها ويصبح التواصل بين الشريكين من باب المستحيلات .
ومع الأخذ في الاعتبار أن المرأة هي الطرف الأكثر رهافة فإنها تمتثل للحالة الشعورية السائدة تمام الامتثال فتقل عندها العبارات التي تشعر شريكها أنه مقدر ومحل ثقة وهذا من أحدٌ ما يجرح مشاعر الرجل وما يجعل الجو متوتراً ، فهي بالأساس متضايقة وبتصرفها هذا فإنها تنقل الرجل بسرعة إلى حالة متشابهة.
اعتقد أنك استوعبت الرسالة أليس كذلك؟
محبك خالد
كنت أحاول الاتصال به بعد كل رسالة لأشكره فلا يجيب على اتصالي ولكنه يعتذر لي برسالة عن طريق الهاتف .. كان أبي فرحاً بما يحدث وكذلك أمي .. كنت أسأله عن مكانه عندما كان يهاتفني أحياناً فيقول ( لا تخافي أنا في السعودية وفي مكان جميل).
أخبرني خالد في الأسبوع الثالث أنه سيتوقف عن إرسال الرسائل وذلك لانشغاله في عدة دورات لا أدري ما هي.
بعد شهر كامل يتصل بي خالد ويطلب مني التأهب للسفر معه إلى المنطقة الشرقية .. أعددت ما استطعت إعداده من أمتعة وقمت بانتظاره .. وصل إلى منزلنا.. سلم على والدي وأظهر لهم من الود ما أبهرنا جميعاً ثم زاد على ذلك أن قدم لكل منهما هدية ثمينة ... جلسنا قليلاً ثم خرجنا نريد الترحل .. سلكنا طريق الملك فهد شمالاً ثم انعطفنا نحو طريق خريص شرقاً ..
قلت خالد ( لو سيدت كان أحسلك)... ابتسم وقال لي (شكلك نسيتي إني من زمان ما شفت أمي وأنتي بعد ولا أنا غلطان؟)
ابتسمت بخجل وقلت صح..
وصلنا إلى بيت والدة زوجي .. رحبت واحتضنتني ثم اجلستني بجانبها ... ألم أقل لكم سابقاً أنها رائعة..أخرج خالد من جيبه ساعة ثمينة وقدمها لأمه ثم قال لها ( هذه مني أنا وحنان ياليت تقبلينها يمه)
صعقت بهذا الموقف وكأني في حلم هل يعقل أن هذا هو خالد الذي أعرفه هل أكل الخلطة السحرية حتى أصبح هكذا أم ما ذا فعل .. أسئلة كثيرة تدور في خلجي .
خرجنا من عندها كنت فرحة جداً بما يحدث .. أخذنا نشق الطريق الدائري الشرقي ثم انعطفنا يميناً نحو الطريق السريع المؤدي إلى المنطقة الشرقية.
توقفنا عند محطة وقود على الطريق السريع .. نزل خالد إلى (السوبر ماركت) أحضر بعض المشروبات والحلويات ثم عاد .
لا أخفيكم أنني كنت أتساءل تساءلاً شيطانياً .. لماذا لم يحضر لي هدية كما فعل مع الجميع..
بينما كنت أفكر في هذا التساؤل طلب مني خالد أن افتح درج السيارة الذي أمامي .. ثم طلب مني أخذ علبة موجودة داخل كيس أحمر.. طلب مني فتحها.. فتحتها فإذا بداخلها عقد ثمين .. طبع قبلة على ظاهر يدي وقال (هذه علشان عيون الحلوين).
مدينة الخبر يا لها من رائعة .. الجو معتدل ولا يوجد ازدحام مزعج.. كان الحجز معد مسبقاً في إحدى الشقق المفروشة.. لم نخرج في اليوم الأول لأننا كنا بحاجة للراحة وللمكوث معاً في مكان واحد فقط.
سألت زوجي وقد صارحته بما أرى من تغير في المعاملة والأسلوب .. قال لي إنه بعدما قرأ ما كتبت أمل تأثر كثيراً وأن كثيراً من الحالات الأخرى تبحث لها عن ملجأ للعواطف تأوي إليه لضعف إيمانها وأنه أحس بمعاناتي في الأيام السابقة فقرر أن يلتحق بعدة دورات وأن يقرأ في كتب نجاح الحياة الزوجية المفيدة وأن يطبق ذلك على الواقع.. ثم طلب مني أن ابدأ بعد عودتنا بقراءة ما يخصني كزوجة.. كانت فكرته رائعة جداً.
في صباح اليوم الثاني خرجنا إلى شاطئ نصف القمر .. كان الجو غائما بعض الشيء مما زاد جمال الشاطئ..
كنا نتحدث في موضوع معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته .. قال خالد:
هل تصدقين يا حنان أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصاني بك خيراً!!!!!
حنان: كيف؟!!!
خالد وهو يضحك من تعجبي: قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( استوصوا بالنساء خيراً ))
سألت زوجي عن قوله تعالى ({الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }النساء34
ما المقصود بهذه الآية؟
قال سأشرحها لك شرحاً مختصراً:
(الرجال قوامون)أي مسلطون (على النساء) يؤدبونهن ويأخذون على أيديهن (بما فضل الله بعضهم على بعض) أي بتفضيله لهم عليهن بالعلم والعقل والولاية وغير ذلك (وبما أنفقوا) عليهن (من أموالهم فالصالحات) منهن (قانتات) مطيعات لأزواجهن (حافظات للغيب) أي لفروجهن وغيرها في غيبة أزواجهن (بما حفظ) لهن (الله) حيث أوصى عليهن الأزواج (واللاتي تخافون نشوزهن) عصيانهن لكم بأن ظهرت أمارته (فعظوهن) فخوفوهن الله (واهجروهن في المضاجع) اعتزلوا إلى فراش آخر إن أظهرن النشوز (واضربوهن) ضربا غير مبرح إن لم يرجعن بالهجران (فإن أطعنكم) فيما يراد منهن (فلا تبغوا) تطلبوا (عليهن سبيلا) طريقا إلى ضربهن ظلما (إن الله كان عليا كبيرا) فاحذروه أن يعاقبكم إن ظلمتوهن.
حنان: من أين عرفت تفسيرها؟
خالد: من شيخ باكستاني في المدينة المنورة..
حنان: يعني تلك الفترة كنت في المدينة ولم تخبرني
خالد: والآن عرفتي ،الحمدلله على كل حال.
سأنسى الأسى
واكتب تاريخنا من جديد
بكل الحب أسطر مسيرة زواجنا
فوق الأرض تحت السماء
سأنفض غبار الحزن
سأعيش في جلباب زوجي
هناك في ذلك المكان بعيداً بعيداً.

وشكرا لكم,,,,,,,,,,,,,








  #2  
قديم 04-30-2009, 04:47 AM
 
رد: الرواية كاملة (حنان وجلباب الزوجية)

يسلموووووووووووووو ع الرويه بس طلعت روحي ع مخلصت^4444^ الرويه التانيه او الموضيع يجب ان تكون قصيره:00: ههههههههههههههههههههههههههههه احترامااااااااااااااااتي
__________________
مجنونه وادري تالي العمر تابوت لكن شسوي دايم الحظ ضدي لاتحسب انك يوم صديت باموت صدك يزودني عنا وتحدي
  #3  
قديم 04-30-2009, 10:08 AM
 
رد: الرواية كاملة (حنان وجلباب الزوجية)

جنون الحربي يسلمو خيتو ع المرور
  #4  
قديم 05-02-2009, 01:53 AM
 
رد: الرواية كاملة (حنان وجلباب الزوجية)

بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
  #5  
قديم 05-24-2009, 01:18 AM
 
رد: الرواية كاملة (حنان وجلباب الزوجية)

[FRAME="3 70"]
الروايه جداا رائعه
بالرغم من انها قصيره بالنسبه للروايات الأخرى
ولكن الفائده من المحتوى
تقبلوا مروري
ودمتم بود
[/FRAME]
__________________
.jpghttp://www.qana6r-des.com/vb/uploaded/563_01243105991
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نبدة عن الرواية الأسطورية شفرة دافنشي للكاتب الأمريكي دان براون نبيل المجهول أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 01-29-2015 07:54 PM
أزياء للمحجبات موسوعة كاملة هيمو_العسل حواء ~ 12 10-18-2008 08:50 PM
الوصايا العشر للسعادة الزوجية ZAGANE1 الحياة الأسرية 2 09-08-2007 11:55 AM
اكتشفي سعادتك الزوجية..30 فكرة للنساء أمة الله أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 04-25-2007 02:30 PM
أسهل الطرق إلى السعادة الزوجية salamarab نور الإسلام - 2 10-24-2006 03:21 PM


الساعة الآن 08:45 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011