عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية

خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية القسم يهتم بالخطب بالاناشيد الإسلامية والمحاضرات المسجلة بالصوت والصورة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 12-04-2006, 07:47 PM
 
رد: عيد المولد

الدليل القويم

فى الإحتفال بمولد النبي الكريم



مقدمة
أن بعض المسلمين الأفاضل لا يقرون بمشروعية الاحتفال بالمولد النبوي لانهم في الغالب يرون انه لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه اقام احتفالا لمولده ولم يثبت عن الصحابة ايضا انهم عملوا مولدا ويعتبرون الأحتفال بالمولد من البدع في الدين وانه من المحدثات التى لا تقبل فى الشرع وهم معذورون لانهم يغارون على دين الله غيره محموده وكثير منهم نيته صافيه ابتغاء مرضاه الله تعالى ولكن لم يصلهم ما جاء في كتب أهل العلم من أدلة مشروعية هذا الاحتفال وان ذلك مما يتقرب به الى الله تعالى وليس من البدع والمحرمات. ولذلك أحببت أن أضع بين الايادي الكريمه هذه الادلة مساهمة القاصر في ايصال بعض ادلة مشروعية هذا الاحتفال ... ويعلم الله أنني لا أقصد من ذلك الاثارة او الجدل كما سيعتقد البعض ، ولكن حبي للانصاف واظهار الحق دفعنى الى ذلك والله من وراء القصد وهو ارحم الراحمين. وقبل أن أذكر الأقوال أود أن اورد الاتى :

1- الاجتماع لاجل المولد النبوى الشريف ماهو الا امر عادى وليس من العبادة في شىء وهذا مانعتقده وندين لله تعالى به مما ينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم منه الشكر لله تعالى على مولده صلى الله عليه من ذكر و من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاء شيء من المدائح النبوية والزهدية؛ واما ما كان حراماً أو مكروهاً فيمنع.

2- ان هذا الحكم في مسألة المولد انما نقصد به الذي خلا من المنكرات كالاختلاط والغناء وغيرهما وهنا يكون التحريم بسبب العوارض لا الذاتيات وكلامنا في اباحه الاحتفاء بالمولد المجرد وليس اباحه لما احدثه الغوغاء والدراويش (وهم خلاف سنيه الصوفيه او الصوفيه السنيه) من بدع ومنكرات ومعاصى والعياذ بالله تعالى.

3- ان القول بوجوب المولد لم يقل به أحد فيما نعلم فيبقى الحكم دائراً بين الأحكام الأربعة (الحرمه والاباحه والندب والكراهه)

4-إ ن القائلين بحرمه احتفاليه المولد هو في تحقيق البدعة إذ غالب استدلالهم هو انه محدثه وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله فى النار وفى ذكر الاحاديث التى يستدل منها لذلك ليس الا. ويمكن أن يرجع في ذلك إلى الكتب المؤلفة في هذا الخصوص وما أكثرها

5- ان صفات العالم العارف هو البحث فى كل اوجه الخلاف وعدم التمسك بالراى الذى هو شيمه الجهال حتى قال بعضهم لا تجادل صاحب بدعه ولا صوفى . فسبحان الله فهل نتركهم فى الضلال ان كانوا فيه ام نبين لهم وامرهم الى الله


وفيما ما يتعلق بضرورة معرفة الخلاف نورد الاتى :

- قال قتادة رحمه الله ت 117هـ: ( من لا يعرف الاختلاف لم يشم رائحه العلم أنفه )

- وقال الحافظ سعيد بن أبي عروبة رحمه الله 156 هـ: ( من لم يسمع الاختلاف فلا تعدوه عالما ).

- وعن عثمان بن عطاء عن أبيه رحمه الله ت سنة 155 وقال: ( لا ينبغي لأحد أن يفتى الناس حتى يكون عالما باختلاف الناس، فإن لم يكن كذلك رد من العلم ما هو أوثق من الذي في يديه).

- وقال سيد العلماء- كما وصفه الذهبي- التابعي الجليل الحافظ أيوب السختيانى ت 231 هـ: (أجسر الناس على الفتية أقلهم علما باختلاف العلماء وأمسك الناس عن الفتيا أعلمهم باختلاف العلماء. ).


و إذ انتقلنا في هذا إلى العصر الهجري الوسيط نجد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ت 727 هـ يقرر قائلا: ( من زاد فقهه زاد رفقه بالمخالفين) وفي رواية له : (من زاد فقهه قل إنكاره عن المخالفين). وقال إن التشنيع عن المخالفين أو تكفيرهم هو من سمه أهل الأهواء ).

فقد كان أبو حنيفة رحمه الله يعتبر أعلم الناس عنده من هو أعلمهم باختلاف الناس. وأوجب الإمام الشافعي رحمه الله على الفقيه المجتهد أو الفقيه المتصدر للفتوى أن يعرف الرأي المخالف ليبعد الغفلة عن نفسه من جهة و ليتثبت في إدراك الحق الذي ارتضاه و اعتقده من جهة ثانية.

يشهد لذلك ايضا : ما يقوله ابن قدامة و نصه "ويشترط في إنكار المنكر أن يكون معلوما كونه منكرا بغير اجتهاد فكل ما هو في محل الاجتهاد فلا حسبة فيه" و ما رواه أبو نعيم بسنده عن الإمام سفيان الثوري قال: إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي اختلف فيه و أنت ترى غيره فلا تنهه. وما رواه الخطيب البغدادي بسنده عن سفيان الثوري أيضا قال: ما اختلف فيه الفقهاء فلا أنهى أحدا من إخواني أن يأخذ به و ما ذكره النووي في الروضة فقال: "ثم إن العلماء إنما ينكرون ما أجمع على إنكاره أما المختلف فيه فلا إنكار فيه"

وفيما يلى نورد بعض الادله على مشروعيه الاحتفاء بيوم مولده عليه الصلاه والسلام فارجو ان نصطبر لقراءتها جميعا ثم نتدارسها قبل ابداء الراى وهى ليست امور جازمه القطع لم اختلقها من تلقاء نفسى ولكنها اشارات من القران الكريم والسنه المطهرة يستأنس بها واجتهادا من السلف الصالح ارى انه فى جانب الصواب ويجب النظر إليه بعين الاعتبار


أدلة من الكتاب والسنه :

1- ان الله تعالى يامر في كتابة الكريم بقولة((وذكرهم بايام الله))ابراهيم 5 وخير ايام الله هي ميلادة صلى الله علية وسلم لان بعثته وهجرته وانتصا راته ثمرات ليوم الميلاد اذا فيوم الميلاد المبارك هو الاصل الذي من دونه ما كانت كل امجاد الرسالات في الارض واذا كان المسلمون يحتفلون بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنرجو عند الله ثوابهم على هذة الحفاوة ان تكون كما يحب الله وكما يرضي رسوله صلى الله عليه وسلم

2- الله سبحانه وتعالى ينوه في القرآن بيوم مولد بعض الرسل كما ورد على لسان عيسى بن مريم عليه السلام (السلام على يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا) وكذلك قوله عن يحى عليه السلام ( وسلام عليه يوم ولد وبوم يموت ويوم يبعث حيا) فانظر رحمك الله الى تخصيص يوم المولد واغفال يوم بعثتهم بالرساله

3- في قوله تعالى : { ورفعنا لك ذكرك } [الشرح/4] فان احتفال الملايين من المسلمين بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم لم يدانيه احتفال على وجه الارض وهو رفع لذكر النبى امام غير المسلمين وفى ذلك تصديقا للايه الكريمه نرجو ان يثاب عنه المسلمين.

4- قوله جل وعلا ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) ان اجتماع الخلق فى المولد فانها اجتماعات خير بشرط ان تكون الخالية من المنكرات والمفاسد بالطبع.

5- ان سيدنا عيسى عليه السلام طلب من ربه ان ينزل له مائدة من السماء تكون له عيدا (سوره المائده) وهذا دليل على جوازاتخاذ الاعياد هبه من رب العباد

6- ما استنبطه الألوسى من تفسير قول الله تعالى"قل بفضل الله و رحمته فبذلك فليفرحوا" فالرسول صلى الله عليه وسلم رحمة كما قال عز و جل : "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" و كما جاء في الحديث: "إنما أنا رحمة مهداة" فوجب من هنا الاحتفال و الفرح بهذه الرحمة حيث ان الاحتفال هو اقصى درجات الفرح.

7- قال السيوطي وظهر لي تخريجه (يقصد أباحه الاحتفاء بالمولد) على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس رضي الله " أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة " مع أنه قد ورد أن جده عبدالمطلب عقَّ عنه في سابع ولادته والعقيقة لا تعاد مرة ثانية فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهاراً للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين وتشريفاً لأمته كما كان يصلي على نفسه لذلك فيستحب لنا أيضاً إظهار الفرح بالشكر بمولده باجتماع الإخوان وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات.

8- قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب [ النار ] في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سروراً بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم

إذا كان هذا كافر جاء ذمه=وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الاثنين دائما=يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره=بأحمد محتفيا ومات موحدا
doPoetry()
1
2
3إذا كـان هــذا كـافـر جــاء iiذمــه وتبـت يـداه فـي الجحيـم iiمخـلـدا
أتى أنـه فـي يـوم الاثنيـن iiدائمـا يخفـف عـنـه للـسـرور iiبأحـمـدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره بأحـمـد محتفـيـا ومــات iiمـوحـدا

9- قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم((من سن في الإسلام سنة حسنة )) الحديث، وفيه أكبر دليل على الترغيب في إحداث كل ما له أصل من الشرع وإن لم يفعله المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم. قال الشافعي رضي الله عنه: كل ما له مستند من الشرع فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف, لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في الوقت, أو لما هو أفضل منه، أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به. أه وفى ذلك تفصيل سنورده لاحقا ان شاء الله تعالى.

10- فوله صلى اله عليه وسلم (لاتجتمع أمتي على الضلال) ألا يجمع المسلمون فى العالم الإسلامي برمته (الا قليل منهم) على اباحه الاحتفال بهذه المناسبة ؟؟ فهل هذا الإجماع على باطل؟

11-احتفل رسول الله صلى الله علية وسلم نفسة بميلاده حين سئل عن صيام يوم الاثنين فقال..((ذاك يوم ولدت فية))اذا فرسول الله احتفل بميلادة فعلينا ان نبحث في كيفية الاحتفال بالميلاد لا في شرعيتة.....؟

منة الله علينا ابدا=يوم ميلاد النبي احمدا
خصنا المولى بفضل دائم=اذ هدانا بالحبيب المقتدى
شرف النعمه شكرا للذي=هيا الاسباب ختما وابتدى
doPoetry()
1
2
3مـنــة الله عـلـيـنـا ابــــدا يـوم ميـلاد النبـي iiاحـمـدا
خصنا المولى بفضل دائـم اذ هدانا بالحبيب iiالمقتدى
شرف النعمه شكرا iiللـذي هيا الاسباب ختما وابتدى

13- و ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون, ونجى فيه موسى، فنحن نصومه شكرا لله فشرع النبى صيامه وقال نحن اولى بموسى منهم ) ، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي صلى الله عليه وسلم.. نبي الرحمة في ذلك اليوم


دلائل نقليه وعقليه

1- ان غير المسلمين وكثير من العامه نراهم يتهافتون مثلا علي احياء (يوم القسيس فلنتاين )او غيره من المناسبات الساقطه وأن لم يكن هم فعائلاتهم ا وأسرهم او من يقرب لهم ولا نراهم ينكرون ذلك, كما وانهم لم يرقوا الى مستوى العالم الاسلامى ومعرفة الصحابة والسابقون واللاحقون من امة محمد الاخيار ممن دائبوا على احياء هذه الذكرى العطره. يكفى لمن لايريد الاستشهاد باللاولين والاخيرين ان يستشهد بالشعراء الاولين والاخرين الذين لم يكفوا عن مدح الرسول على مدى السنين

2- احتفال السماوات والارض به يوم مولده
قالت السيدة آمنة: لما مر بى من حمله ستة أشهر مات أبوه عبد الله وآتانى آت فى المنام فوكزنى برجله وقال: يا آمنة أبشرى فقد حملت بخير العالمين طرا فإذا ولدتيه فسميه محمدا واكتمى شأنك. فقالت آمنة: ماشكوت وجعا ولا ألما ولقد حملت به تسعة أشهر، فلما حان وقت ولادتى أخذنى ما يأخذ النساء ولم يعلم بى أحد من قومى وكنت وحيدة فى الدار وعبد المطلب فى طوافه فاشتد بى الطلق ثم اعاننى فوضعته معتمدا على يديه شاخصا إلى السماء بعينيه ثم أخذته لتكحله فوجدته مكحولا وأرادت قطع سرته فوجدته مقطوع السرة. واهتز العرش والكرسى كما روى ومُنعت الجن من السماء وضجت الملائكة بالتسبيح ونشرت الرياح وصفت السماء ونودى فى الكائنات من جميع الجهات وسقط ايوان كسرى وغاص ماء بحيره ساوة وانطفئت نيران المجوس. فإذا كان هذا احتفال الملأ الأعلى به فكيف يكون احتفالنا؟ !!!

3- ان الاحتفال فى حد ذاته من الامور الجائزه شرعا وجواز الاحتفالات فى عهد الرسول عليه الصلاه والسلام معروف مثل :

أ- احتفال اهل المدينه لمقدمه صلى الله عليه وسلم وقد قال الامام القسطلانى فى شرحه على متن البخارى : قدم النبى وأبوبكر وعمر بن فهيرة ونزلوا على كلثوم بن الهرم فقال بن شهاب وماحكاه الحاكم ورجحه: فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشىء كفرحهم برسول الله حتى جاء الإماء يقبلن قدم رسول الله. وقال أنس بن مالك: خرجت جوارى من بنى النجار يضربن بالدف وهن يقلن نحن جوارى من بنى النجار ياحبذا بمحمد من جــار ثم أرسل النبى إلى ملأ من بنى النجار فجاؤا متقلدين سيوفهم ويمشون حول النبى وأبوبكر. وعن أنس بن مالك قال: لما كان اليوم الذى دخل فيه رسول الله المدينة أضاء منها كل شىء وصعدت ذوات الخدور على الأجاجين يقلن: طلع البدر علينا من ثنيـات الوداع وجب الشـكر علينا ما دعى لله داع أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع جئت شرفت المدينة مرحبا ياخير ساع . فقال (أتحبوننى؟ قلن نعم يارسول الله. فقال: إن قلبى يحبكن) وفى رواية أخرى قال: (الله أعلم أن قلبى يحبكم) رواه بن ماجة.

ب- الاحتفال بيوم الزفاف بضرب الدف فى إعلان النكاح وجعله فى المساجد، حيث قال: (اعلنوا هذا النكاح واجعلوه فى المساجد واضربوا عليه بالدفوف) رواه الترمذى من حديث السيدة عائشة وفى رواية ابن ماجة (اعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالغربال).

4- ان الترك ليس دليل المنع
سيدنا ورسولنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم شفيق رحيم بأمته حريص على التخفيف عنها في التكاليف . وقد يترك فعل العمل خوفا ان يفرض على أمته ... واليك بعض الادلة :

= عن عائشة رضي الله عنها قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم )) ... رواه البخاري وغيره

= وعن عائشة ايضا في ذكر صلاته صلى الله عليه وآله وسلم بعد العصر ، قالت وكان لا يصليها في المسجد مخافة أن تثقل على أمته وكان يحب ما خف عليهم وهذا ايضا في البخارى.

= جاء هذا المعنى في كثير من المواضع كالسواك وتأخير صلاة العشاء الى ثلث الليل ."لولا أن أشق على أمتي .....الخ).

= وفي البخاري ايضا ( يسروا ولا تعسروا )


ففي هذه الادلة رد على من يمنع الناس على فعل الخير بحجة ان الرسول لم يفعله .. فقد ترك عليه الصلاة والسلام التحية والصلاة قبل الجمعة مع حثه عليها وعلى الصلاة بين يدي كل فريضه لانشغاله بما هو أهم ... وقد قال العلماء : ان عدم الفعل لا يدل على المنع اطلاقا ... فاذا كانت ادلة الطلب العامة تدعو اليه والى مثله او أي وسيلة نفع عام صار ذلك المحدث داخلا في اطار السنة الحسنه.

وفى الترك تفصيلاً عند الأصولين و قد ذكره شيخ الاسلام (ابن تيميه) في مواضع من كتابه اقتضاء الصراط المستقيم وكذلك ابن القيم في اعلام الموقعين

وفى المسألة اقوال عدة راجعها ( غير مأمور ) فى الكتب الاتيه:-
افعال الرسول للعمروسي والبدعة للغامدي - أفعال الرسول للأشقر-
بعنوان حسن التفهم والدرك لمسألة الترك وللغماري رسالة

وبعبارة أخرى أن الترك لا يدل على الاستحباب كما ان الترك لا يدل على التحريم

5- من المحدثات فى زمننا
أ- تخصيص ليلة 27 رمضان لختم القرآن الكريم في المسجد الحرام وهى بدعة في أصل( العبادة ) لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها صحابته الكرام !! فهي بدعة في العبادات!!فلماذا الإنكار الشديد على تخصيص ليلة ( المولد ) والتغاضى عن تخصيص ليلة27 رمضان لختم القرآن الكريم في المسجد الحرام ؟؟علماً بأن ذلك إبتداع في العبادات . وكما هو معلوم بأن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس ( عبادة ) وانما ( عادة ) ومن زعم بأن الإحتفال بالمولد عبادة فعليه أن يأت بالدليل!!

ب- كما ان قراءة دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح وكذلك في صلاة التهجّد في
المسجد الحرام يعتبر بدعة في أصل الدين !! في الصلاة !! لم يفعلها رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يفعلها صحابته الكرام . لماذا الإنكار الشديد أيضاً على الإحتفال بالمولد النبوي وتجاهل هذه البدع التي تفعل في أصل العبادات

6- ولقد أجاز المولد أو استحبه كثير من العلماء بل صنفوا فيه المصنفات ومن أشهر من صنف فيه :

= ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابين أحدهما اسمه المورد الصاوي في مولد الهادي وجامع الآثار في مولد المختار وانظر مقدمة كتاب توضيح المشتبه لابن ناصر الدين .

=العراقي صاحب ألفية الحديث واسم كتابه : المورد الهني في المولد السني

=-نسب محمد بخيت المطيعي في كتابه أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام 3

=أبي الحافظ ابن حجر كتاباً اسمه حسن المقصد في عمل المولد

= الإمام السخاوي له كتاب اسمه الفخر العلوي في المولد النبوي ذكر ذلك مشهور أل سلمان في كتابه مؤلفات السخاوي 86

= الملا علي قاري في كتابه المورد الروي في المولد النبوي وهو مطبوع وقد ذكره محقق كتابه شرح النزهة 9

=-ابن كثير له كتاب في المولد طبع بتحقيق د 0 صلاح المنجد

= السيوطي في كتابه حسن المقصد في عمل المولد بتحقيق مصطفى عطا.


7- قد ذكر أهل السير والتاريخ أن أول من أحدث الاحتفال بالمولد هو [صاحب اربل] الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين على بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد وكان له آثار حسنة وهو الذي عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون

قال ابن كثير في تاريخه كان يعمل المولد النبوي في ربيع الأول، ويحتفل به احتفالاً هائلاً وكان [ شهماً ] شجاعاً بطلاً عالماً رحمه الله وأكرم مثواه وذكر ذلك الذهبي في السير ،وابن خلكان في الوفيات والفاسي في العقد الثمين

8- أقوال العلماء في عمل المولد :
اولا: قول الإمام السخاوي : ولو لم يكن في ذلك إلا إرغام الشيطان وسرور أهل الإيمان من المسلمين لكفى وإذا كان أهل الصليب اتخذوا مولد نبيهم عيداً أكبر فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر فرحم الله امرءاً اتخذ ليالي هذا الشهر المبارك وأيامه أعياداً لتكون أشد علة على من في قلبه أدنى مرض وأعيا داء "

ثانيا: قول العلامة فتح الله البناني : إن أحسن ما ابتدع في زماننا هذا – كما قال الإمام أبو شامة وغيره – ما يفعل كل عام في اليوم الذي يوافق مولده صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف وإظهارالزينة والسرور فإن ذلك – مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء – مشعر بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكر الله تعالى على ما من به إيجاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله رحمه للعالمين.

ثالثا: قول العلامة القسطلاني : ولا زال أهل الإسلام بعد القرون الثلاثة يحتفلون بشهر مولده عليه الصلاة والسلام ويعملون الولائم ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويظهرون السرور ، ويزيدون في المبرات ، ويعتنون بقراءة قصة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.

رابعا: قول الإمام بن عياد : وأما المولد فالذي يظهر لي أنه من أعياد المسلمين ، وموسم من مواسمهم وكل ما يفعل فيه مما يقتضيه وجود الفرح والسرور بذلك المولد المبارك من إيقاد الشمع ، وإمتاع البصر والسمع ، والتزين بلبس فاخر الثياب ، وركوب فاره الدواب ، أمر مباح لا ينكر على أحد قياساً على غيره من أوقات الفرح

خامسا: كلام الحافظ أبى الفضل ابن حجر في عمل المولد : وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه : أصل عمل المولد بدعة لم ينقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ، ولكنها مع ذلك فقد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا " وقال : وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسألهم فقالوا : هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكراً لله تعالى " فيستفاد منه فعل الشكر لله [ تعالى ] على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة والشكر لله تعالى يحصل بأنواع العبادات كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو نبي الرحمة في ذلك اليوم . وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسىعليه السلام في يوم عاشوراء ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم في الشهر بل توسع قوم فنقلوه إلي يوم من السنة وفيه ما فيه فهذا ما يتعلق بأصل عمله

سادسا: الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي في كتابه المسمى بـ " مورد الصادي في مولد الهادي "

سابعا: القول الوسط في هذه المسألة ما اختاره شيخ الإسلام (ابن تيميه) في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم 66 وهو انه يفرق بين المؤمن المسدد وبين عوام الناس فلا يحسن من الأول ويقبل من الثاني حيث قال في كتابه المذكور : إنما العيد شريعة فما شرعه الله اتبع وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام ، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع : من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً مع اختلاف الناس في مولده فإن هذا لم يفعله السلف ، مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه ، ولو كان هذا خيراً محضاً ، أو راجحاً : لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا. ثم قال : فتعظيم المولد واتخاذه موسماً : قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس : ما يستقبح من المؤمن المسدد ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء : إنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك فقال : دعه ، فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب أو كما قال مع أن مذهبه : أن زخرفة المصاحف مكروهة وقد تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجديد الورق والخط وليس مقصود أحمد هذا وإنما قصده : أن هذا العمل فيه مصلحة وفيه أيضاً مفسدة كره لأجلها فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا وإلا اعتاضوا الفساد الذي لا صلاح فيه مثل أن ينفقها في كتاب من كتب الفجور ككتب الأسمار أو الأشعار أو حكمه فارس والروم ا0هـ

ثامنا: جواب الدكتور أحمد الشرباصي مفتي الأزهر في عصره إذ قال: "ورغم أن هذا العمل بدعة فهو عادة حسنة إذا خلا من المناكر ولم يصاحبه أمر غير مشروع لأن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها من العبر و العظات ما يحيي موات النفوس و يأخذ بها إلى طريق الخير و البر...ثم قال: و لو أننا أخذنا بالنظرية التي تقول لا نحتفل بالمولد لأن ذلك ليس من الدين لقضينا على ذكريات كثيرة نجنى من تذكرها و الاحتفال بها خيرا كثيرا و توعية إسلامية كبرى

واليك التفاصيل فى أقوال أئمة الهدى في الاحتفال بالمولد:

1-الإمام الحجة الحافظ السيوطي: عقد الإمام الحافظ السيوطي في كتابه ((الحاوي للفتاوى)) بابا أسماه (حسن المقصد في عمل المولد) 89، قال في أوله: وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول، ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أم مذموم؟ وهل يثاب فاعله أم لا؟ والجواب عندي ((أن أصل عمل المولد_ الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن، والأخبار الواردة في بداية أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما وقع له من الآيات، ثم يمد لهم سماط يأكلونه، وينصرفون من غير زيادة على ذلك_هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي صلى الله علنه وآله وسلم وإظهار الفرح بمولده الشريف.

2- قال ابن تيميه: قال في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم) طبعة دار الحديث-ص 266السطر الخامس من الأسفل) ما نصه: ((وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما له, و الله قد يثيبهم على هذا الاجتهاد.ثم.قال: فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له، وعدم المانع منه)) اه. فهذا قول من ترك التعصب جانبا وتكلم بما يرضي الله و رسوله صلى الله غليه وسلم. أما نحن فلا نفعل المولد إلا كما قال شيخ الإسلام: ((محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما له)) والله قد يثيبنا على هذه المحبة و الاجتهاد ولله در القائل:

دع ما ادعته النصارى في نبيهم=واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف=وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له=حد فيعرب عنه ناطق بفم
doPoetry()
1
2
3دع مـا ادعتـه النصـارى فـي نبيهـم واحكم بما شئـت مدحـا فيـه واحتكـم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ما شئت من iiعظـم
فــإن فـضـل رســول الله لـيـس لــه حـــد فـيـعـرب عـنــه نـاطــق بـفــم

إذا كنت ترى أن كلام شيخ الاسلام (ابن تيميه) يدل على التحريم فأرجو أن تفسر لي مراده في الاقتضاء عندما قال فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما قدمته لك أن يحسن من بعض الناس :ما يستقبح من المؤمن المسدد ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء :إنه انفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك فقال دعه فهذا أفضل ما انفق فيه الذهب أو كما قال مع أنه مذهبه :أن زخرفة المصاحف مكروهة وقد تأول بعض الاصحاب أنه أنفقها في تجديد الورق والخط وليس مقصود أحمد هذا وإنما قصده :أن هذا العمل فيه مصلحة وفيه أيضاً مفسدة كره لأجلها فهولاء أن لم يفعلوا هذا وإلا اعتاضوا الفساد الذي لا صلاح فيه مثل أن ينفقها في كتاب من كتب الفجور ككتب الاسمار أو الاشعار أو حكمة فارس والروم. انتهى كلامه رحمه الله.

3- شيخ الإسلام وإمام الشراح الحافظ ابن حجر العسقلاني: قال الحافظ السيوطي ما نصه: ((وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعة حسنة، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون, ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة..إلى أن قال : وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي صلى الله عليه وسلم.. نبي الرحمة في ذلك اليوم، فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شئ من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة)) انتهى كلامه رحمه الله.

فهذه الاستنباطات هي التي قال عنها المعارضون إنها استدلال باطل وقياس فاسد، وأنكروها، فليت شعري من الناكر ومن المنكور عليه!!

4-الإمام الحافظ محمد بن أبي بكر عبد الله القيسي الدمشقي: حيث ألف كتبا في المولد الشريف وأسماها: (جامع الآثار في مولد النبي المختار) و (اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق صلوات الله وسلامه عليه.

5-الإمام الحافظ العراقي: وقد سمى كتابه في المولد النبوي (المورد الهني في المولد السني).

6-الحافظ ملا علي قاري: فقد ألف كتابا في المولد النبوي العطر أسماه: (( المورد الروي في المولد النبوي)).

7-الإمام العالم ابن دحية: وسمى كتابه: (التنوير في مولد البشير والنذير) صلى الله عليه وسلم.

8-الإمام شمس الدين بن ناصر الدمشقي: وهو صاحب كتاب (مورد الصادي في مولد الهادي) صلى الله عليه وسلم وهو القائل في أبي لهب :

إذا كان هذا كافر جاء ذمه=وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الاثنين دائما=يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي ظل عمره=بأحمد محتفيا ومات موحدا
doPoetry()
1
2
3إذا كـان هـذا كافـر جــاء iiذمــه وتبت يـداه فـي الجحيـم iiمخلـدا
أتى أنه في يـوم الاثنيـن iiدائمـا يخفـف عنـه للسـرور iiبأحـمـدا
فما الظن بالعبد الذي ظل عمره بأحمـد محتفيـا ومــات iiمـوحـدا

9-الإمام الحافظ شمس الدين ابن الجزري: إمام القراء وصاحب التصانيف التي منها: (النشر في القراءات العشر)، وسمى كتابه: (عرف التعريف بالمولد الشريف)

10-الإمام الحافظ ابن الجوزي: حيث قال في المولد الشريف: إنه أمان في ذلك العام، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام.

11-الإمام أبو شامة شيخ الحافظ النووي: قال في كتابه (الباعث على إنكار البدع والحوادث_3) ما نصه: (( ومن احسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور, فإن ذلك مشعر بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكرا لله تعالى على ما من به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين)) أه.

12-الأمام الشهاب أحمد القسطلاني (شارح البخاري): حيث قال في كتابه: (المواهب اللدنية- 1-148-طبعة المكتب الإسلامي) ما نصه: (0فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعيادا، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء)) أه.

وكذلك ممن ألف وتكلم في المولد: الإمام الحافظ السخاوي، والإمام الحافظ وجيه الدين بن علي بن الديبع الشيباني الزبيدي.. وغيرهم الكثير ممن لا يتسع المجال لاستقصائهم.

فبالله عليك أخي المسلم :

ما حكمك على هذا الكم من علماء الأمة وفضلائها والذين يقولون بعمل المولد، وألفوا الكتب والمؤلفات في هذا الباب اهم على باطل ؟ والكثير منهم نذكرهم على منابرنا فى الجمعه ونسترشد بهم فى المواعظ والخطب كابن تيميه وابن كثير وابن حجر وغيرهم.

8- أن ترك الصحابة للمولد هو من باب ترك مالاحاجة لهم به، فالنبى الكريم بينهم واما التابعين فى القرون الاولى فقد شغلوا بما هو اعظم من ذلك من الجهاد والفتوحات أما اليوم فإننا نبحث عن اليوم الذي نستطيع تجميع الناس فيه -بحجة مناسبته أو فضله- لتذكيرهم بدينهم أو تعليمهم شيئاً من سيرة نبيهم،فهل نستطيع ذلك الا في مناسبة كالمولد أو ذكرى الإسراء والمعراج أو معركة بدر ،كل ذلك على سبيل المثال -وأقول ذللك خاصه للذين يعيشون في بلد غربي حيث ابتعاد المسلمين عن دينهم وجهلهم الشديد به والحاجة الماسة لجمعهم ببعضهم- واخبرنى احدهم بانه لانستطيع الإجتماع وإلقاء الخطب والدروس وتوزيع الكتب والأشرطة - إلا في العيدين -الفطر والأضحى وفى هذه المواسم. وفى ذلك الكثير من الفوائد الدعوية مع انه ليس من العبادات في ديننا ولكن كما قلت أسلوب دعوي نعترف أنا ابتدعناه (انتهى كلامه)اه.

9- قسم العلماء البدعه الى نوعين منها الحسن ومنها غير ذلك أما الادعاء بأنه لا يوجد هناك في الدين شيئا يسمى بدعة حسنة

فإليكم أقوال جهابذة علماء الأمة والذين يعول على كلامهم

اولا: قال العلامة وحيد عصره وحجة وقته، وشارح صحيح مسلم الإمام الحافظ النووي رضي الله عنه: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح مسلم(6-21) ما نصه: (( كل بدعة )) هذا عام مخصوص والمراد غالب البدع، وفال أهل اللغة: هي كل شئ عمل على غير مثال سابق، وهي منقسمة إلى خمسة أقسام. وقال كذلك في (تهذيب الأسماء واللغات) : البدعة بكسر الباء في الشرع هي إحداث ما لم نكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة. وقال أيضا: والمحدثات، بفتح الدال جمع محدثة، والمراد بها : ما أحدث وليس له أصل في الشرع.. ويسمى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة، فالبدعة في عرف الشرع مذمومة بخلاف اللغة، فإن كل شئ أحدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محمودا أو مذموما. أه

ثانيا: قال عالم الاسلام في الحديث الحافظ شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني شارح البخاري المجمع على جلالة قدره ما نصه: (( وكل ما لم يكن في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم يسمى بدعة، لكن منها ما يكون حسن ومنها ما يكنون خلاف ذلك)) أه

ثالثا: وروى الإمام البيهقي في مناقب الشافعي رضي الله عنه، انه قال : المحدثات ضربان: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه بدعة الضلال، وما أحدث من الخير ولا خلاف فيه لواحد من هذا فهو بدعه حسنه. أه. وروى أبو نعيم عن إبراهيم الجنيد قال: سمعت الشافعي يقول: البدعة بدعتان: بدعة محمودة وبدعة مذمومة، فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنة فهو مذموم

رابعا: وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام رضي الله عنه: في آخر كتابه (القواعد (ما نصه: ((البدعة منقسمة إلى واجبة، ومحرمة، ومندوبة ،ومكروهة ومباحة))، قال: (( و الطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإن دخلت في قواعد الإيجاب فواجبة، وأن دخلت في قواعد التحريم فمحرمة، أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة، أو المباح فمباحة)) أه فهؤلاء ممن ذكرنا قد قسموا البدعة إلى أقسامها المذكورة.

فانظر بالله عليك أخي المسلم:

أين قول القائلون أن لفظة (كل) من ألفاظ العموم تشمل كل أنواع البدع دون استثناء من قول هؤلاء الأئمة وعلى رأسهم الإمام الحافظ النووي حيث قال: إن لفظ (كل) هو عام مخصوص وقول أئمة المسلمين كما رأيت وعلى رأسهم الإمام الجليل صاحب المذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه؟ بل وقد تقرر عند العوام فضلا عن العلماء. من قوله صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح مسلم: (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ..)) الحديث.. فعلم أنه يسن للمسلم أن يأتي بسنة حسنة وإن لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أجل زيادة الخير والأجر. ومعنى سن سنة: أي أنشأها باجتهاد واستنباط من قواعد الشرع أو عموم نصوصه. وما نذكره فى الاتى من أفعال الصحابة و التابعين هو أكبر دليل على ذلك.

1- جمع القرآن: حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (( قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن القرآن جمع في شئ)). وكان الفاروق عمر هو الذي أشار على أبي بكر رضي الله عنهما بجمع القرآن في مصحف حيث كثر القتل بين الصحابة في واقعة اليمامة، فتوقف أبو بكر وقال : كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال عمر: هو والله خير( أنظر إلى قوله: هو والله خير)، فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدره له، وبعث إلى زيد بن ثابت فكلفه بتتبع القرآن وجمعه، فال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل علي مما كلفني به من جمع القرآن ثم قال: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال (اى ابو بكر هذه المره) : هو خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري. والقصة مبسوطة في صحيح البخاري.

2- تدوين وكتابة الحديث وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم كتابة الأحاديث بصفة عامة في عهده صلى الله عليه وسلم خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم دوّن المسلمون السنة بعد ذلك حفظاً لها من الضياع ، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيراً ، حيث حفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم من الضياع وعبث العابثين .فنعمه البدعه الحسنه اذن هى. ولما لا يقال أيضاً : لماذا تأخر القيام بهذا الفعل الطيب فلم يقم به أفضل القرون من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ، وهم أشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر، وانما قام به المتأخرون كالبخاري ومسلم وغيرهم فهل كان من أحدث هذه البدعه أهدى من الصحابه وأعظم شكراُ لله عز وجل ؟ حاشا وكلا انما شغل الصحابه رضوان الله عليهم عن جمع السنه وكتابتها هو نفس ما شغلهم عن الامور الاقل من ذلك مثل الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم.

3- إقصاء مقام إبراهيم عن البيت: أخرج البيهقي بسند قوي عن عائشة قالت: إن المقام كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي زمن أبي بكر ملتصقا بالبيت، ثم أخره عمر (رضى الله عن عمر الفاروق). قال الحافظ ابن حجر في الفتح: ولم تنكر الصحابة فعل عمر، ولا من جاء بعدهم فصار إجماعا، وكذاك هو أول من عمل عليه المقصورة الموجودة الآن.

4- زيادة الأذان الأول يوم الجمعة: ففي صحيح البخاري عن السائب بن زيد قال: كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم . فلما كان عثمان.. زاد الأذان الثالث. باعتبار إضافته إلى الأذان الأول و الإقامة، ويقال له أول باعتبار سبقه في الزمان على أذان الجمعة، ويقال له ثاني بإسقاط اعتبار الإقامة.

5- الصلاة على النبي: صلى الله عليه وآله وسلم التي أنشأها سيدنا علي رضي الله عنه وكان يعلمها للناس. ذكرها سعيد بن منصور وابن جرير في تهذيب الآثار وابن أبي عاصم ويعقوب بي شيبة في أخبار علي، والطبراني و غيرهم عن سلامة الكندي.

6- تعطيل عمر رضى الله عنه حد السرقه فى عام الرماده

7- ما زاده ابن مسعود في التشهد: بعد(ورحمة الله وبركاته) كان يقول: السلام علينا من ربنا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد.

8- زيادة عبد الله بن عمر البسملة في أول التشهد: وكذلك ما زاده في التلبية بقوله: (لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل..)) وهو مبسوط في صحيح البخاري، ومسلم، الخ من زيادة الصحابة وعلماء وفضلاء الأمة.

9- قول الرجل خلف النبى حين سمع قوله فى الصلاه سمع الله لمن حمده فقال ربنا لك الحمد حمدا كما ينبغى لجمال وجهك و يوافى نعمك ويكافىء مزيده فاجازه النبى على ذلك وثنى عليه

10- مخالفه بعض الصحابه لامره عليه الصلاه والسلام فى قوله (من كان يومن بالله فلا يصلين العصر الا فى بنى قريظه فصلوا فى موضع اخر اجتهادا وابتداعا منهم رغم المخالفه وقد اجازهم النبى على ذلك.

11- اجتماع المسلمين فى صلاه التراويح على امام واحد وزياده جمله صلاتهم عما فعله النبى المعصوم فقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تُفرض عليهم ، واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها أوزاعاً متفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته ، إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلف إمام واحد. أليس فى هذا حجة على أن هناك بدعة حسنة وايد دلك قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح : ( نعمت البدعة هذه ) [صحيح البخاري 2. تامل اصلحك الله قوله نعمت البدعه.

12- قوله عليه الصلاه والسلام (عليكم بسنتى وسنه الخلفاء المهدين من بعدى ...الحديث) دليل على اباحته عليه الصلاه والسلام للخلفاء لاحداث السنن الحسنه من بعده والا فما معنى زياده قوله وسنه الخلفاء المهديين من بعدى وكان يكفى قوله عليكم بسنتى وكفى والاعجب ان نفس هذا الحديث هو المذكور فيه قوله ( كل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله) فتامل.
نص الحديث قال صلى الله عليه وسلم : ( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ) [أخرجه أحمد 4/126 ، والترمذي رقم 2676].

13 - ذكر ابن تيميه عن محمد بن سيرين قال : " ثبت أن الأنصار قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قالوا : لو نظرنا يوماً فاجتمعنا فيه فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم الله به علينا .. فقالوا : يوم السبت ، ثم قالوا : لا نجامع اليهود في يومهم ، قالوا : فيوم الأحد ، قالوا : لا نجامع النصارى في يومهم ، قالوا : فيوم العروبة وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة ، فاجتمعوا في بيت أبي أمامة بن زرارة رضي الله عنه فذبحت لهم شاة فكفتهم اه. فانظر عافاك الله الى بدعيه اجتماعهم قبل ان يامروا بذلك وحسن استنباطهم وذبحهم الشاه احتفالا بذلك والله اعلم.
فكل هؤلاء ابتدعوا أشياء رأوها حسنة لم تكن بعضها في عهد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهي في العبادات، فما قولنا فيهم؟ وهل هم من أهل الضلال والبدع المنكرة أم ماذا؟ (( نبئوني بعلم إن كنتم صادقين)

10-مهد المعارضون فى انكارهم الاحتفال بالمولد إن الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية قال إن الدولة الفاطمية. العبيدية المنتسبة إلى عبيد الله بن ميمون القداح اليهودي والتي حكمت مصر من سنة (357-567هج) أحدثوا احتفالات بأيام كثيرة، ومنها الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. أه هذا ما نقلوه عن الحافظ ابن كثير. وحسب المرجع الذي أشاروا إليه نقول إليك أخي المسلم لم يرد ذلك البته والرأي الحقيقي للحافظ ابن كثير في عمل المولد ونشأته, قال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) 13-136 طبعة دار المعارف, ما نصه:

الملك المظفر أبو سعيد كوكبري, أحد الأجواد و السادات الكبراء والملوك الأمجاد, له لآثار حسنة (أنظر إلى قوله آثار حسنة) وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالا هائلا, وكان مع ذلك شهما شجاعا فاتكا عاقلا عالما عادلا, رحمه الله وأحسن مثواه )) إلى أن قال: (( وكان يصرف في المولد ثلاثمائة ألف دينار...الخ أه.)) فانظر رحمك الله إلى هذا المدح والثناء عليه من ابن كثير إذ أنه وصفه بأنه عالم، عادل، شهم, شجاع, إلى قوله: رحمه الله وأحسن مثواه وأحيل القارئ إلى نفس المرجع فهناك كلام أعظم مما ذكرت قاله الإمام الجليل لم أنقله خوف الإطالة.

وانظر إلى قول الإمام الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (22-336) عند ترجمة الملك المظفر ما نصه: ((كان متواضعا، خيرا سنيا، يحب الفقهاء والمحدثين)).

11- الاعتراض بان يوم ولادته صلى الله عليه وآله وسلم هو نفس يوم وفاته فالفرح فيه ليس بأولى من الحزن، ولو كان الدين بالرأي لكان اتخاذ هذا اليوم مأتما ويوم حزن أنتهى وجه الاعتراض. ونقول: نردكم ما شاء الله على ما قاله جلال الدين السيوطي كما في (الحاوي للفتاوى ص 193) طبعة دار الكتب العلمية؛ حيث قال ما نصه: إن ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أعظم النعم، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح عقيقة ولا بغيره، بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وآله وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته، وقد قال ابن رجب في كتابه (اللطائف) في ذم الرافضة حيث اتخذوا يوم عاشوراء مأتما لأجل مقتل الحسين، ولم يأمر الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف ممن هو دونهم.
__________________



مجموعة من الخطب والدروس ومقاطع الصوت الرائعة مع الإضافة باستمرار

http://www.arabseyes.com/vb/showthread.php?t=13295
  #12  
قديم 12-05-2006, 03:16 AM
 
رد: عيد المولد

لقد كان بعث نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم خير ما أنعم الله به علينا...
وبهذا يكون يوم بعثه يوم فرحة .....
ويوم مولده يوم فرحة لأنه خطوة نحو بعثه....
ثم...
ويوم زواج ابويه يوم فرحة لأنه خطوة نحو مولده فبعثه....
ويوم ميلاد أبيه ........
ويوم .....
ولو ماشينا هذا النسق في التفكير فلن نقف حتى خروج آدم من الجنة فقد كان خطوة لمعصية البشر فبدء الرسالات فبعث محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد كان يوم مولده يوما عظيما على البشرية جمعاء... ولكننا نحتفل بالأعياد التي شرعت لنا ولا نحتفل بكل فرحة وكل خير

شكرا سامر لجهدك الواضح في اتحاف المنتدى بكل جديد
وشكرا أيضا للمصرية وعثمان متابعتهما المتميزة
جزاكم الله جميعا خير الجزاء
__________________

  #13  
قديم 12-05-2006, 01:46 PM
 
رد: عيد المولد

الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه وسلم ...أما بعد.

أخي الفاضل / سامر

أن الحجة والبرهان والدليل القاطع هو غاية المؤمن الذي يبحث عن الحق المبين

فكيف تدعي وصلاً بليلي !!!!!!!؟
وأنت بعيداً كل البعد عن قال الله وقال رسوله الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم
إن البدع عمة والمحن طمة فهل لنا من سبيل إلى الرجوع إلى هدي الحبيب عليه وعلى آله
أفضل الصلاة وأتم التسليم وهل انت من أهل العلم وإذا كنت كذلك فأدل بدلوك وأتحفنا بما تقول الصوفية
وهل لهم من دليل والدليل بعيداً كل البعد عن علماً خالط أفكارهم وعن علم مازج أفئدتهم التي ملئت بكدر
الطرق التي لو أردت سلوك أحدها لمهت على وجهك ولا تخطفتك أيدي البدع وسوف أهدي لك بعض الكتب المقاطع الصوتية التي أرجو الله أن تستفيد منها وتفيد غيرك من وافقك على ما تقول من أهل الطرق البدعية

وأشكر أخوتي على تذكيري بأهمية هذا الموضوع الحساس وأخص بالشكر
الأخوة الكرام :

1- عثمان أبو الوليد /
2- مصرية /
3- وربيحة الرفاعي /




وإليك تلك الروابط المفيد أرجو الاطلاع عليها وفهم كلام العلم فهم صحيح .


حكم الاحتفال بالمولد ( الشيخ العلامة ابن باز) رحمه الله

http://www.alsoufia.com/mawled/index_1/baz.rar


القول الفصل
في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل/ لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري


http://www.alsoufia.com/mawled/index_1/alkol.rar


دعني أحتفل بالمولد / لشيخ
http://www.alsoufia.com/mawled/matweat_ma/danee_aa.rar


مولد جديد / لشيخ حسن بن علي البار
http://www.alsoufia.com/mawled/matweat_ma/mauleed_new.rar



حكم الاحتفال بالمولد / للعلامة الألباني
http://www.alalbany.net/misc/misc009.php

رداً على من سأل عن أقسام البدعة /ما هي البدعة وهل لها أقسام وكيف أعرف أن هذا العمل مبتدع جزاكم الله خيرا .... لشيخ ابن عثيمين رحمه الله
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1287.shtml


حكم الاحتفال بالمولد / للعلامة ابن عثيمين رحمه الله
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8711.shtml


إنشاد الشعر في المساجد / لشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي
http://www.sh-rajhi.org/rajhi/?action=DisplayLec&docid=22&page=EBAN-00501.Htm&from=doc&Search=1&SearchText=%C7%E1%D5%E6%DD%ED%C9+&SearchType=exact&Scope=all&Offset=0&Se archLevel=Allwords&CollectionName=Rajhi_User&region
__________________

قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان

إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان

فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان
  #14  
قديم 12-05-2006, 03:52 PM
 
رد: عيد المولد

وإليكم كشف الأباطيل وذكر الكذب بتأويل /

تفسير الطبري
والخطاب لقوم موسي عليه السلام
وقوله وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ) يقول عز وجلّ: وعِظْهُم بما سلف من نُعْمَى عليهم في الأيام التي خلت= فاجتُزِئ بذكر "الأيام" من ذكر النعم التي عناها ، لأنها أيام كانت معلومة عندهم ، أنعم الله عليهم فيها نعمًا جليلةً ، أنقذهم فيها من آل فرعون بعدَ ما كانوا فيما كانوا [فيه] من العذاب المُهِين ، وغرَّق عدوَّهم فرعونَ وقومَه ، وأوْرَثهم أرضهم وديارَهم وأموالَهم.
* * *
وكان بعض أهل العربية يقول: معناه: خوَّفهم بما نزل بعادٍ وثمودَ وأشباههم من العذاب ، وبالعفو عن الآخرين: قال: وهو في المعنى كقولك: "خُذْهم بالشدة واللين".
* * *
وقال آخرون منهم: قد وجدنا لتسمية النّعم بالأيام شاهدًا في كلامهم. ثم استشهد لذلك بقول عمرو بن كلثوم:
وَأَيَّامِ لَنَا غُرٍّ طِوَالٍ... عَصَيْنَا الْمَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا (1)
وقال: فقد يكون إنما جَعَلها غُرًّا طِوالا لإنعامهم على الناس فيها. وقال: فهذا شاهدٌ لمن قال وذكرهم بأيام الله ) بنعم الله. ثم قال: وقد يكون تَسْميتُها غُرًّا ، لعلوّهم على المَلِكِ وامتناعهم منه ، فأيامهم غرّ لهم ، وطِوالٌ على أعدائهم.

تفسير أبن كثير
والخطاب لقوم موسي عليه السلام

{ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ } أي: بأياديه ونعَمه عليهم، في إخراجه إياهم من أسر فرعون.
وقهره وظلمه وغشمه، وإنجائه إياهم من عدوهم، وفلقه لهم البحر، وتظليله إياهم بالغمام، وإنزاله عليهم المن والسلوى، إلى غير ذلك من النعم. قال ذلك مجاهد، وقتادة، وغير واحد.
وقد ورد فيه الحديث المرفوع الذي رواه عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل في مسند أبيه حيث (1) قال: حدثني يحيى بن عبد الله مولى بني هاشم، حدثنا محمد بن أبان الجعفي، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير [عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تبارك وتعالى: { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ } قال: "بنعم الله تبارك وتعالى]" (2) .
[ورواه ابن جرير] (3) وابن أبي حاتم، من حديث محمد بن أبان، به (4) ورواه عبد الله ابنه (5) أيضا موقوفا (6) وهو أشبه.
وقوله: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } أي: إن فيما صنعنا بأوليائنا بني إسرائيل حين أنقذناهم من يد فرعون، وأنجيناهم مما كانوا فيه من العذاب المهين، لعبرة لكل صَبَّار، أي: في الضراء، شكور، أي: في السراء، كما قال قتادة: نعم العبد، عبد إذا ابتُلِي صَبَر، وإذا أعطي شكر.
وكذا جاء في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن أمر المؤمن كُلَّه عَجَب، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرًا له، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شَكر فكان خيرا له" (7) .
تفسير القرطبي
والخطاب لقوم موسي عليه السلام

قوله تعالى: (وذكرهم بأيام الله) أي قل لهم قولا يتذكرون به أيام الله تعالى.
قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: بنعم الله عليهم، وقاله أبي بن كعب ورواه مرفوعا، أي بما أنعم الله عليهم من النجاة من فرعون ومن التيه إلى سائر النعم، وقد تسمى النعم الأيام، ومنه قول عمرو بن كلثوم (4): وأيام لنا غر طوال
تفسير ابن السعدي
والخطاب لقوم موسي عليه السلام
{ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ } أي: بنعمه عليهم وإحسانه إليهم، وبأيامه في الأمم المكذبين، ووقائعه بالكافرين، ليشكروا نعمه وليحذروا عقابه، { إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي: في أيام الله على العباد { لآيات لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } أي: صبار في الضراء والعسر والضيق، شكور على السراء والنعمة.

تفسير الطبري
وتفسير قوله تعالي (وقوله وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ )
يقول: ورفعنا لك ذكرك، فلا أُذْكَرُ إلا ذُكِرْتَ معي، وذلك قول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب وعمرو بن مالك، قالا ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) قال: لا أُذْكَرُ إلا ذُكْرِتَ معي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "ابْدَءُوا بالعُبُودَةِ، وَثَنُّوا بالرسالة" فقلت لمعمر، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده، فهو العبودة، ورسوله أن تقول: عبده ورسوله.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب، ولا متشهد، ولا صاحب صلاة، إلا ينادي بها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.

تفسير ابن كثير
وقوله: { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } قال مجاهد: لا أُذْكرُ إلا ذُكِرتَ معي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله.
وقال قتادة: رفع اللهُ ذكرَه في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا مُتشهد ولا صاحبُ صلاة إلا ينادي بها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.
قال ابن جرير: حدثني يونس، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن دَراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتاني جبريل فقال: إنّ ربي وربك يقول: كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم. قال: إذا ذُكِرتُ ذُكِرتَ معي" ، وكذا رواه ابن أبي حاتم عن يونس بن عبد الأعلى، به ورواه أبو يعلى من طريق ابن لَهِيعة، عن دَرَّاج (2) .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زُرْعَة، حدثنا أبو عُمر الحَوضي، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سألت ربي مسألة وَدَدْتُ أني لم أكن سألته، قلت: قد كانت قبلي أنبياء، منهم من سخرت له الريح (3) ومنهم من يحيي الموتى. قال: يا محمد، ألم أجدك يتيما فآويتك؟ قلت: بلى يا رب. قال: ألم أجدك ضالا فهديتك؟ قلت: بلى يا رب. قال: ألم أجدك عائلا فاغنيتك؟ قال: قلت: بلى يا رب. قال: ألم أشرح (4) لك صدرك؟ ألم أرفع لك ذكرك؟ قلت: بلى يا رب" (5) .
وقال أبو نعيم في "دلائل النبوة" : حدثنا أبو أحمد الغطريفي، حدثنا موسى بن سهل الجَوْني، حدثنا أحمد بن القاسم بن بَهْرام الهيتي، حدثنا نصر بن حماد، عن عثمان بن عطاء، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما فرغت مما أمرني الله به من أمر السموات والأرض قلت: يا رب، إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد كرمته، جعلت إبراهيم خليلا وموسى كليما، وسخرت لداود الجبال، ولسليمان الريح والشياطين، وأحييت لعيسى الموتى، فما جعلت لي؟ قال: أو ليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله، أني لا أذكر إلا ذُكِرْتَ معي، وجعلت صدور أمتك أناجيل يقرءون القرآن ظاهرا، ولم أعطها أمة، وأعطيتك كنزا من كنوز عرشي: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" (6) .
__________
(1) زوائد المسند (5/139) وقال الهيثمي في المجمع (8/222): "رجاله ثقات وثقهم ابن حبان".
(2) تفسير الطبري (30/151).
(3) في أ: "البحر".
(4) في أ: "ألم نشرح".
(5) ورواه الحاكم في المستدرك (2/526) من طريق أحمد بن سلمة، عن عبد الله بن الجراح، عن حماد بن زيد به، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" .
(6) وذكره المؤلف في البداية والنهاية (6/288) ثم قال: "وهذا إسناد فيه غرابة، ولكن أورد له شاهدا من طريق أبي القاسم بن منيع البغوي،عن سليمان بن داود المهراني، عن حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعا بنحوه" .

تفسير القرطبي
قوله تعالى: ورفعنا لك ذكرك (4) قال مجاهد: يعني بالتأذين.
وفيه يقول حسان بن ثابت: أغر عليه للنبوة خاتم * من الله مشهود يلوح ويشهد وضم الاله اسم النبي إلى اسمه * إذا قال في الخمس المؤذن أشهد وروي عن الضحاك عن ابن عباس، قال: يقول له لا ذكرت إلا ذكرت معي في الاذان، والاقامة والتشهد، ويوم الجمعة على المنابر، ويوم الفطر، ويوم الاضحى: وأيام التشريق،

ويوم عرفة، وعند الجمار، وعلى الصفا والمروة، وفي خطبة النكاح، وفي مشارق الارض ومغاربها.
ولو أن رجلا عبد الله جل ثناؤه، وصدق بالجنة والنار وكل شئ، ولم يشهد أن محمدا رسول الله، لم ينتفع بشئ وكان كافرا.
وقيل: أي أعلينا ذكرك، فذكرناك في الكتب
المنزلة على الانبياء قبلك، وأمرناهم بالبشارة بك، ولا دين إلا ودينك يظهر عليه.
وقيل: رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء، وفي الارض عند المؤمنين، ونرفع في الآخرة ذكرك بما نعطيك من المقام المحمود، وكرائم الدرجات.


تفسير الطبري
في قوله( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) يقول: والأمنة من الله عليّ من الشيطان وجنده يوم ولدت أن ينالوا مني ما ينالون ممن يولد عند الولادة، من الطعن فيه، ويوم أموت، من هول المطلع، ويوم أبعث حيا يوم القيامة أن ينالني الفزع الذي ينال الناس بمعاينتهم أهوال ذلك اليوم.
كما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) قال: يخبرهم في قصة خبره عن نفسه، أنه لا أب له وأنه سيموت ثم يُبْعث حيا،

تفسير ابن كثير
وقوله: { وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } : إثبات منه لعبوديته لله عز وجل، وأنه مخلوق من خلق الله يحيا ويموت ويبعث كسائر الخلائق، ولكن له السلامة في هذه الأحوال التي هي أشق ما يكون على العباد، [صلوات الله وسلامه عليه]

تفسير السعدي
{ وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } [ ص 493 ] أي: من فضل ربي وكرمه، حصلت لي السلامة يوم ولادتي، ويوم موتي، ويوم بعثي، من الشر والشيطان والعقوبة، وذلك يقتضي سلامته من الأهوال، ودار الفجار، وأنه من أهل دار السلام، فهذه معجزة عظيمة، وبرهان باهر، على أنه رسول الله، وعبد الله حقا.
تفسير القرطبي

قوله تعالى: يأيها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون (77) قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا) تقدم في أول السورة أنها فضلت بسجدتين، وهذه السجدة الثانية لم يرها مالك وأبو حنيفة من العزائم، لانه قرن الركوع
بالسجود، وأن المراد بها الصلاة المفروضة، وخص الركوع والسجود تشريفا للصلاة.
وقد مضى القول في الركوع والسجود مبينا في " البقرة (3) " والحمد لله وحده.
قوله تعالى: (واعبدوا ربكم) أي امتثلوا أمره.
(وافعلوا الخير) ندب فيما عدا الواجبات التى صح وجوبها من غير هذا الموضع.

تفسير ابن السعدي
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} يأمر تعالى، عباده المؤمنين بالصلاة، وخص منها الركوع [ ص 547 ] والسجود، لفضلهما وركنيتهما، وعبادته التي هي قرة العيون، وسلوة القلب المحزون، وأن ربوبيته وإحسانه على العباد، يقتضي منهم أن يخلصوا له العبادة، ويأمرهم بفعل الخير عموما.
وعلق تعالى الفلاح على هذه الأمور فقال: { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي: تفوزون بالمطلوب المرغوب، وتنجون من المكروه المرهوب، فلا طريق للفلاح سوى الإخلاص في عبادة الخالق، والسعي في نفع عبيده، فمن وفق لذلك، فله القدح المعلى، من السعادة والنجاح والفلاح.

تفسير الطبري
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)
قول: فإن الإسلام الذي دعاهم إليه ، والقرآن الذي أنزله عليهم، خيرٌ مما يجمعون من حُطَام الدنيا وأموالها وكنوزها.

وبنحو ما قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
17668- حدثني علي بن الحسن الأزدي قال ، حدثنا أبو معاوية، عن الحجاج، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري في قوله قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) ، قال: بفضل الله القرآن(وبرحمته) أن جعَلَكم من أهله. (1)
17669- حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي قال ، حدثنا فضيل، عن منصور، عن هلال بن يسافل فبفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) ، قال: بالإسلام الذي هداكم، وبالقرآن الذي علّمكم.
17670- حدثنا أبو هشام الرفاعي قال ، حدثنا ابن يمان قال ، حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف قل بفضل الله وبرحمته)، قال: بالإسلام والقرآن=(فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)، من الذهب والفضَّة.
17671- حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، في قوله فل بفضل الله وبرحمته) ، قال: "فضل الله" ، الإسلام، و"رحمته"، القرآن.
17672- حدثني علي بن سهل قال ، حدثنا زيد قال ، حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، في قوله قل بفضل الله وبرحمته)، قال: الإسلام والقرآن.

تفسير ابن كثير
وقوله تعالى: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } (1) أي: بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق (2) فليفرحوا، فإنه أولى ما يفرحون به، { هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } أي: من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة، كما قال ابن أبي حاتم، في تفسير هذه الآية: "وذُكِر عن بَقيَّة (3) -يعني ابن الوليد -عن صفوان بن عمرو، سمعت أيفع بن عبد الكلاعي يقول: لما قُدم خراجُ العراق إلى عمر، رضي الله عنه، خرج عُمَرُ ومولى له فجعل عمر يعد الإبل، فإذا هي (4) أكثر من ذلك، فجعل عمر يقول: الحمد لله تعالى، ويقول مولاه: هذا والله من فضل الله ورحمته. فقال عمر: كذبت. ليس هذا، هو الذي يقول الله تعالى: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } وهذا مما يجمعون.
وقد (5) أسنده (6) الحافظ أبو القاسم الطبراني، فرواه عن أبي زُرْعَة الدمشقي، عن حَيوة بن شُرَيح، عن بقية، فذكره.

تفسير السعدي
فقال: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ } الذي هو القرآن، الذي هو أعظم نعمة ومنة، وفضل تفضل الله به على عباده { وَبِرَحْمَتِهِ } الدين والإيمان، وعبادة الله ومحبته ومعرفته. { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } من متاع الدنيا ولذاتها.
فنعمة الدين المتصلة بسعادة الدارين، لا نسبة بينها، وبين جميع ما في الدنيا، مما هو مضمحل زائل عن قريب.
وإنما أمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته، لأن ذلك مما يوجب انبساط النفس ونشاطها، وشكرها لله تعالى، وقوتها، وشدة الرغبة في العلم والإيمان الداعي للازدياد منهما، وهذا فرح محمود، بخلاف الفرح بشهوات الدنيا ولذاتها، أو الفرح بالباطل، فإن هذا مذموم كما قال [تعالى عن] قوم قارون له: { لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } .
وكما قال تعالى في الذين فرحوا بما عندهم من الباطل المناقض لما جاءت به الرسل: { فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ }.

(فالرسول صلى الله عليه وسلم رحمة كما قال عزو جل : "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" و كما جاء في الحديث: "إنما أنا رحمةمهداة" فوجب من هنا الاحتفال و الفرح بهذه الرحمة حيث ان الاحتفال هو اقصى درجاتالفرح. )
() وإذا كان قالها الألوسي فذكر رقم الصفحة وفي أي موضع لأنني لم أجد ما تقول عن الشيخ
وإذا كان ما أقول أنا صحيح أتعرف ماذا يطلق عليك (؟؟؟)

أما القول 7_ الذي ذكرته عن السيوطي ليس بصحيح لأنه صاحب علم وكيف يستشهد
على العقيقة بالمولد (لا حولا ولا قوة إلا بالله ) هذا كله هراء

() وأين اسماء التفسير التي أخذت عنها سوى الألوسي
تفسير الطبري
{ رَبَّنَا أَنزلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ } [سورة المائدة: 114] أي علامةً منك لإجابتك دُعاءنا وإعطائك إيَّانا سُؤلَنا.
والآخر منهما: القصةُ، كما قال كعب بن زهير بن أبي سُلمى:
ألا أبْلغا هذا المُعَرِّض آيَةً: ... أَيْقَظانَ قالَ القولَ إذْ قَالَ، أمْ حَلَم (4)
يعني بقوله "آية": رسالةً منّي وخبرًا عني.
فيكون معنى الآيات: القصص، قصةٌ تتلو قصةً، بفُصُول ووُصُول.

تفسير ابن كثير
هذه قصة المائدة، وإليها تنسب السورة فيقال: "سورة المائدة". وهي مما امتن الله به على عبده ورسوله عيسى، عليه السلام، لما أجاب دعاءه بنزولها، فأنزلها الله آية ودلالة معجزة باهرة وحجة قاطعة.
وقد ذكر بعض الأئمة أن قصة المائدة (1) ليست مذكورة في الإنجيل، ولا يعرفها النصارى إلا من المسلمين، فالله أعلم.

() اين صح هذا الحديث( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا )أن أبا لهب يخفف عنه العذاب أتق الله يا رجل وقد جاء ذم الرسول له في غير موضع
وهو ملعون من الله ورسوله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قَوْله ( بَاب إِثْم مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَة ، أَوْ سَنَّ سُنَّة سَيِّئَة ) فتح الباري لأبن حجر
لِقَوْلِهِ تَعَالَى
( وَمِنْ أَوْزَار الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْم )
وَرَدَ فِيمَا تَرْجَمَ بِهِ حَدِيثَانِ بِلَفْظِ : وَلَيْسَا عَلَى شَرْطه ، وَاكْتَفَى بِمَا يُؤَدِّي مَعْنَاهُمَا وَهُمَا مَا ذَكَرَهُمَا مِنْ الْآيَة وَالْحَدِيث ، فَأَمَّا حَدِيث " مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَة " فَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيق الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : " قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ دَعَا إِلَى هُدَى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْر مِثْل أُجُور مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُص ذَلِكَ مِنْ أُجُورهمْ شَيْئًا ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَة كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْم مِثْل آثَام مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُص ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا " وَأَمَّا حَدِيث " مَنْ سَنَّ سُنَّة سَيِّئَة " فَأَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ رِوَايَة عَبْد الرَّحْمَن بْنِ هِلَال عَنْ جَرِير بْن عَبْد اللَّه الْبَجْلِيِّ فِي حَدِيث طَوِيل قَالَ فِيهِ " فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة حَسَنَة فَلَهُ أَجْرهَا وَأَجْر مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْده مِنْ غَيْر أَنْ يَنْقُص مِنْ أُجُورهمْ شَيْئًا ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة سَيِّئَة كَانَ عَلَيْهِ وِزْرهَا وَوِزْر مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْده مِنْ غَيْر أَنْ يَنْقُص مِنْ أَوْزَارهمْ شَيْئًا " وَأَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق الْمُنْذِر بْن جَرِير عَنْ أَبِيهِ مِثْله لَكِنْ قَالَ " شَيْء " فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِالرَّفْعِ ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ جَرِير بِلَفْظِ " مَنْ سَنَّ سُنَّة خَيْر ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّة شَرّ " وَأَمَّا الْآيَة فَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَة يَوْم الْقِيَامَة ، وَمِنْ أَوْزَار الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ ) قَالَ : حَمَّلَهُمْ ذُنُوبَ أَنْفُسِهِمْ وَذُنُوبَ مَنْ أَطَاعَهُمْ ، وَلَا يُخَفِّف ذَلِكَ عَمَّنْ أَطَاعَهُمْ شَيْئًا ، وَأَخْرَجَ عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس أَنَّهُ فَسَّرَ الْآيَة الْمَذْكُورَة بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة الْمَذْكُور ، ذَكَرَهُ مُرْسَلًا بِغَيْرِ سَنَد ، وَأَمَّا حَدِيث الْبَاب عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود فَقَدْ مَضَى شَرْحه فِي أَوَّل " كِتَاب الْقِصَاص " وَتَقَدَّمَ الْبَحْث فِي الْمُرَاد بِالْمُفَارِقِ لِلْجَمَاعَةِ الْمَذْكُور فِيهِ ، قَالَ الْمُهَلَّب : هَذَا الْبَاب وَاَلَّذِي قَبْله فِي مَعْنَى التَّحْذِير مِنْ الضَّلَال ، وَاجْتِنَاب الْبِدَع وَمُحْدَثَات الْأُمُور فِي الدِّين ، وَالنَّهْي عَنْ مُخَالَفَة سَبِيل الْمُؤْمِنِينَ اِنْتَهَى . وَوَجْه التَّحْذِير أَنَّ الَّذِي يُحْدِث الْبِدْعَة قَدْ يَتَهَاوَن بِهَا لِخِفَّةِ أَمْرهَا فِي أَوَّل الْأَمْر ، وَلَا يَشْعُر بِمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا مِنْ الْمَفْسَدَة ، وَهُوَ أَنْ يَلْحَقهُ إِثْم مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْده ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ هُوَ عَمِلَ بِهَا بَلْ لِكَوْنِهِ كَانَ الْأَصْل فِي إِحْدَاثهَا .
فكيف تفسر كلام الرسول صلى الله عليه وسلم على هواك وما يتبع مبتغاك ( الله المستعان )

وسوف أتم إخراج بعض الأحاديث الواردة فيما بعد خوفاً من الإطالة

__________________

قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان

إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان

فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان

التعديل الأخير تم بواسطة الداعية ; 12-05-2006 الساعة 10:15 PM
  #15  
قديم 12-05-2006, 04:40 PM
 
رد: عيد المولد

أول شيء أنا أقصد هؤلاء الصوفية أرجو الإستماع
http://www.megaupload.com/?d=8ZXEPKJW
من هم الصوفية

تَصحيح الأفكار عنالتصوف


بين الحقيقةوالشريعة


تمهيدوتعريف:


لقد ورد في حديث جبريل المشهور الذي يرويه عمر بنالخطاب رضي الله عنه تقسيمُ الدين إِلى ثلاثة أركان، بدليل قول الرسول صلى اللهعليه وسلم لعمر: "فإِنه جبريل أتاكم يعلمُكُمْ دينَكمْ" [أخرجه مسلم في صحيحه فيكتاب الإِيمان. والإِمام أحمد في مسنده في باب الإِيمان والإِسلام والإِحسان ج1. 4].

1
ـ فركن الإِسلام: هو الجانب العملي ؛ من عبادات ومعاملات وأُمورتعبدية، ومحله الأعضاء الظاهرة الجسمانية. وقد اصطلح العلماء على تسميته بالشريعة،واختص بدراسته السادة الفقهاء.

2
ـ وركن الإِيمان: وهو الجانب الاعتقاديالقلبي ؛ من إِيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر.. وقد اختص بدراسته السادة علماء التوحيد.

3
ـ وركن الإِحسان: وهو الجانبالروحي القلبي ؛ وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإِن لم تكن تراه فإِنه يراك، وماينتج عن ذلك من أحوال وأذواق وجدانية، ومقامات عرفانية، وعلوم وهبية، وقد اصطلحالعلماء على تسميته بالحقيقة، واختص ببحثه السادة الصوفية.
ولتوضيح الصلة بينالشريعة والحقيقة نضرب لذلك مثلاً الصلاة، فالإِتيان بحركاتها وأعمالها الظاهرة،والتزام أركانها وشروطها، وغير ذلك مما ذكره علماء الفقه، يمثل جانب الشريعة، وهوجسد الصلاة. وحضور القلب مع الله تعالى في الصلاة يمثل جانب الحقيقة، وهو روحالصلاة.

فأعمال الصلاة البدنية هي جسدها، والخشوع روحها. وما فائدة الجسدبلا روح ؟! وكما أن الروح تحتاج إِلى جسد تقوم فيه، فكذلك الجسد يحتاج إِلى روحيقوم بها، ولهذا قال الله تعالى: {أقيمُوا الصلاةَ وآتوا الزكاةَ} [البقرة: 110]. ولا تكون الإِقامة إِلا بجسد وروح، ولذا لم يقل: أوجدوا الصلاة.

ومن هذاندرك التلازم الوثيق بين الشريعة والحقيقة كتلازم الروح والجسد. والمؤمن الكامل هوالذي يجمع بين الشريعة والحقيقة، وهذا هو توجيه الصوفية للناس، مقتفين بذلك أثرالرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام.

وللوصول إِلى هذا المقامالرفيع، والإِيمان الكامل، لابد من سلوك الطريقة، وهي مجاهدة النفس، وتصعيد صفاتهاالناقصة إِلى صفات كاملة، والترقي في مقامات الكمال بصحبة المرشدين، فهي الجسرالموصل من الشريعة إِلى الحقيقة.

قال السيد رحمه الله تعالى في تعريفاته: (الطريقة هي السيرة المختصة بالسالكين إِلى الله تعالى،من قطع المنازل والترقي في المقامات) [تعريفات السيد 4].

فالشريعة هي الأساس، والطريقة هي الوسيلة،والحقيقة هي الثمرة وهذه الأشياء الثلاثة متكاملة منسجمة،فَمَنْ تمسَّكبالأولى منها سلك الثانية فوصل إِلى الثالثة، وليس بينها تعارض ولا تناقض. ولذلكيقول الصوفية في قواعدهم المشهورة: (كل حقيقة خالفت الشريعة فهي زندقة). وكيف تخالفالحقيقةُ الشريعةَ وهي إِنما نتجت من تطبيقها.

يقول إِمام الصوفية أحمدزروق رحمه الله تعالى: (لا تصوف إِلا بفقه، إِذ لا تعرفأحكام الله الظاهرة إِلا منه. ولا فقه إِلا بتصوف، إِذ لا عمل إِلا بصدق وتوجه للهتعالى. ولا هما [التصوف والفقه] إِلا بإِيمان، إِذ لا يصح واحد منهما دونه. فلزمالجميع لتلازمها في الحكم، كتلازم الأجسام للأرواح، ولا وجود لها إِلا فيها، كما لاحياة لها إِلا بها، فافهم) ["قواعد التصوف" للشيخ أحمد زروق قاعدة 3. ].

ويقول الإِمام مالك رحمه الله تعالى: (مَنْ تصوفولم يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن جمع بينهما فقدتحقق) ["شرح عين العلم وزين الحلم" للإِمام مُلا علي القاري ج1. 3].

تزندق الأول لأنه نظر إِلى الحقيقة مجردة عن الشريعة، فقال بالجبر وأنالإِنسان لا خيار له في أمر من الأمور، فهو يتمثل قول القائل:

ألقاهُ فياليمِّ مكتوفاً وقال له إِياك إِياك أنْ تبتلَّ بالماءِ فعطَّل بذلك أحكام الشريعةوالعمل بها، وأبطل حكمتها والنظر إِليها. وتفسَّق الثاني لأنه لم يدخل قلبه نورُالتقوى، وسرُ الإِخلاص وواعظ المراقبة، وطريقة المحاسبة، حتى يحجب عن المعصية،ويتمسك بأهداب السنة. وتحقق الثالث لأنه جمع كل أركان الدين: الإِيمان، والإِسلام،والإِحسان، التي اجتمعت في حديث جبريل عليه السلام.

وكما حفظ علماء الظاهرحدود الشريعة، كذلك حفظ علماء التصوف آدابها وروحها، وكما أبيح لعلماء الظاهرالاجتهاد في استنباط الأدلة واستخراج الحدود والفروع، والحكم بالتحليل والتحريم علىما لم يَرِدْ فيه نص، فكذلك للعارفين أن يستنبطوا آداباً ومناهج لتربية المريدينوتهذيب السالكين.

ولقد تحقق السلف الصالح والصوفية الصادقون بالعبوديةالحقة والإِسلام الصحيح، إِذ جمعوا بين الشريعة والطريقة والحقيقة، فكانوامتشرِّعين متحققين، يهدون الناس إِلى الصراط المستقيم.

فالدين إِن خلا منحقيقته جفَّت أصولُه، وذوت أغصانه، وفسدت ثمرته." اهـ.

أما هؤلاء المعترضون على السادة الصوفية:

ـ إِنكانوا ينكرون هذا التقسيم إِلى [شريعة، وطريقة، وحقيقة] على النحو الذي بيَّناهآنفاً،فهم لاشك يريدون بذلك أن يفصلوا روحالإِسلام عن جسده، وأن يهدموا ركناً هاماً من أركان الدين الثلاثة الموضحة في حديثجبريل عليه السلام، ويخالفوا علماء الإِسلام وكبار فقهائه.

يقول ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيته المشهورة (بِرَدِّالمحتار): (الطريقة: هي السيرة المختصة بالسالكين من قطع المنازل، والترقيفي المقامات). ويقول في الصفحة التي تليها: (فالحقيقة: هي مشاهدة الربوبية بالقلب،ويقال: هي سر معنوي لا حدَّ له ولا جهة. وهي والطريقة والشريعة متلازمة، لأن الطريقإِلى الله تعالى لها ظاهر وباطن، فظاهرها الشريعة والطريقة، وباطنها الحقيقة. فبطونالحقيقة في الشريعة والطريقة، كبطون الزبْد في لبنه، لا يُظفر من اللبن بزبده بدونمخضّه، والمراد من الثلاثة [الشريعة، والطريقة، والحقيقة] إِقامة العبودية علىالوجه المراد من العبد) [حاشية ابن عابدين ج3. 03].

ويقول الشيخ عبد الله اليافعي رحمه الله تعالى: (إِنالحقيقة هي مشاهدة أسرار الربوبية. ولها طريقة هي عزائم الشريعة، فمن سلك الطريقةوصل إِلى الحقيقة. فالحقيقة نهاية عزائم الشريعة. ونهاية الشيء غير مخالفة له،فالحقيقة غير مخالفة لعزائم الشريعة) [نشر المحاسن الغالية ج1. 54].

وقال صاحب كشف الظنون في حديثه عن علمالتصوف: (ويقال: علم التصوف علم الحقيقة أيضاً، وهو علم الطريقة، أي تزكيةالنفس عن الأخلاق الردية، وتصفية القلب عن الأغراض الدَّنية. وعلم الشريعة بلا علمالحقيقة عاطل، وعلم الحقيقة بلا علم الشريعة باطل. علم الشريعة وما يتعلق بإِصلاحالظاهر بمنزلة العلم بلوازم الحج. وعلم الطريقة وما يتعلق بإِصلاح الباطن بمنزلةالعلم بالمنازل، وعقبات الطريق. فكما أن مجرد علم اللوازم، ومجرد علم المنازل لايكفيان في الحج الصوري بدون إِعداد اللوازم وسلوك المنازل، كذلك مجرد العلم بأحكامالشريعة وآداب الطريقة لا يكفيان في الحج المعنوي، بدون العمل بموجبيهما) [كشفالظنون عن أسامي الكتب والفنون، لحاجي خليفة ج1. 13].

ـ وإِن كان المعترضون يقرّون فكرة التقسيم السالفة الذكر،ولكنهم ينكرون هذه التسمية: [الشريعة، والطريقة، والحقيقة].

نقول لهم: هذا تعبير درج عليه العلماء، وجرى عليه الفقهاء كمابيَّنا وهو اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاحات.

ـ وإِن كانوا يقرون التقسيم والتسمية، ولكنهم ينكرون علىالصوفية أحوالهم القلبية، وأذواقهم الوجدانية، وعلومهم الوهبية.

نقول لهم: إِن هذه أمور يكرم الله تعالى بهاعباده المخلصين، وأحبابه الصادقين، ولا حجر على القدرة الإِلهية. " اهـ.

إِنما هي أذواق ومفاهيم، وكشوفات وفتوحات، منحهم الله إِياها، فقد ثبت عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أنه قال: "العلم علمان: علم فيالقلب، وفي رواية: علم ثابت في القلب، فذلك العلم النافع. وعلم على اللسان، فذلكحجة الله على خلقه" [رواه الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخه بإِسناد حسن،ورواه ابن عبد البر النمري في كتاب العلم عن الحسن مرسلاً بإِسناد صحيح كما فيالترغيب والترهيب ج1. 7].

ويدل على ذلك حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه،فقد أخرج أبو نعيم في الحلية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن معاذ بن جبل دخل علىرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كيف أصبحتَ يامعاذ ؟".قال: أصبحتُ مؤمناً بالله تعالى. قال: "إِن لكل قول مصداقاً، ولكل حقحقيقة، فما مصداق ما تقول ؟". قال: يا نبي الله! ما أصبحت صباحاً قط إِلا ظننت أنيلا أمسي، وما أمسيت مساء قط إِلا ظننت أني لا أصبح، ولا خطوت خطوة إِلا ظننت أني لاأتبعها أخرى، وكأني أنظر إِلى كل أمة جاثية تدعى إِلى كتابها، معها نبيها وأوثانهاالتي كانت تعبد من دون الله وكأني أنظر إِلى عقوبة أهل النار، وثواب أهل الجنة. قال: "عرفت فالزم" [أخرجه أبو نعيم في الحلية ج1. 42].

فلم يصل الصالحون إِلى هذه الكشوفات والمعارفإِلا بتمسكهم بالكتاب والسنة، واقتفائهم أثر الرسول الأعظم وأصحابه الكرام،ومجاهدتهم لأنفسهم، من صيام وقيام، وزهدهم في هذه الدنيا الفانية، كما أكرم اللهمعاذاً رضي الله عنه بهذا الكشف الذي أقره عليه رسول الله صلى الله عليه وسلمبقوله: "عرفتَ فالزم".

وهذا الإِمام الشعراني رحمه الله تعالى يتحدثعن إِكرام الله تعالى للصوفية الذين ساروا على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلموأصحابه من أمثال معاذ رضي الله عنه فيقول:

(
اعلم يا أخي أن علم التصوف عبارة عن علم انقدح في قلوبالأولياء حين استنارت بالعمل بالكتاب والسنة، فكل من عمل بهما انقدح له من ذلك علوموآداب وأسرار وحقائق، تعجز الألسنة عنها، نظير ما انقدح لعلماء الشريعة من أحكام،حين عملوا بما علموه من أحكامها) ["التصوف الإِسلامي والإِمام الشعراني لطهعبد الباقي سرور 0].

وقد كانعلماء السلف الصالح رضي الله عنهم يعملون بكل ما يعلمون على وجه الإِخلاص للهتعالى، فاستنارت قلوبهم، وخلصت من العلل القادحة أعمالهم، فلما ذهبوا وخلف من بعدهمأقوام لا يعتنون بالإِخلاص في علمهم ولا في عملهم أظلمت قلوبهم، وحُجبت عن أحوالالقوم فأنكروها. " اهـ.



"وهناك مغرضون يتحاملون على الصوفية مستشهدين بكلام ابن تيمية وغيره، ويتهمونهمزوراً وبهتاناً، بأنهم يهتمون بالحقيقة فقط، ويهملون جانب الشريعة، وأنهم يعتمدونعلى كشفهم ومفاهيمهم ولو خالفت الشريعة، فهذا كله افتراء باطل، يشهد على بطلانهكلام ابن تيمية نفسه. فقد تحدث ابن تيمية رحمه الله تعالىعن تمسك السادة الصوفية بالكتاب والسنة في قسم علم السلوك من فتاواه فقال:

(
والشيخ عبدالقادر [الجيلاني رحمه الله تعالى] ونحوه من أعظم مشائخ زمانهم أمراً بالتزام الشرعوالأمر والنهي وتقديمه على الذوق والقدر، ومن أعظم المشائخ أمراً بترك الهوىوالإِرادة النفسية، فإِن الخطأ في الإِرادة من حيث هي إِرادة إِنما تقع من هذهالجهة، فهو يأمر السالك أن لا تكون له إِرادة من جهته هو أصلاً ؛ بل يريد ما يريدالربُّ عز وجل ؛ إِما إِرادة شرعية إِن تبين له ذلك، وإِلا جرى مع الإِرادةالقدرية، فهو إِما مع أمر الرب وإِما مع خلقه. وهو سبحانه له الخلق والأمر. وهذهطريقة شرعية صحيحة)[مجموع فتاوى أحمد بن تيمية ج10. 88ـ489].

وقال أيضاً: (فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشائخ السلف مثلالفضيل بن عياض، وإِبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسريالسقطي، والجنيد بن محمد، وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبد القادر [الجيلاني]،والشيخ حماد، والشيخ أبي البيان، وغيرهم من المتأخرين، فهم لا يسوِّغون للسالك ولوطار في الهواء، أو مشى على الماء، أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين، بل عليه أنيفعل المأمور، ويدع المحظور إِلى أن يموت. وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنةوإِجماع السلف وهذا كثير في كلامهم) ["مجموع فتاوى أحمد بن تيمية" ج10. 16ـ517].

وهذه نبذة يسيرةمن أقوال أئمة السادة الصوفية وتوجيهاتهم تشهد على: تمسكهم بالكتاب والسنة:


قال الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمهالله تعالى: (كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة فهيزندقة. طِرْ إِلى الحق عز وجل بجناحي الكتاب والسنة، ادخل عليه ويدك في يد الرسولصلى الله عليه وسلم) ["الفتح الرباني" للشيخ عبد القادري الجيلاني 9].

وقال منكراً على من يعتقد أن التكاليف الشرعية تسقط عن السالك في حال منالأحوال: (ترك العبادات المفروضة زندقة. وارتكابالمحظورات معصية، لا تسقط الفرائض عن أحد في حال من الأحوال) ["الفتحالرباني" للشيخ عبد القادري الجيلاني 9]." اهـ.



"ويقول سهل التستري رحمه الله تعالى: (أصولناسبعة أشياء: التمسك بكتاب الله تعالى، والاقتداء بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،وأكل الحلال، وكفِ الأذى، واجتناب الآثام، والتوبة، وأداء الحقوق) ["طبقات الصوفية" للسلمي 10].

وكان الشيخ أبو الحسن الشاذليرحمه الله تعالى يقول: (إِذا عارض كشفُك الصحيح الكتابَ والسنة فاعملبالكتاب والسنة ودع الكشف، وقل لنفسك: إِن الله تعالى ضمن لي العصمة في الكتابوالسنة، ولم يضمنها لي في جانب الكشف والإِلهام) ["إِيقاظ الهمم" ج2. 02ـ303].

وقال أبو سعيد الخراز رحمه الله تعالى: (كلُّ باطنٍ يخالفه ظاهرٌ فهو باطلٌ) ["الرسالة القشيرية" 7].

وقال أبو الحسين الوراق رحمه الله تعالى: (لا يصلالعبد إِلى الله إِلا بالله، وبموافقة حبيبه صلى الله عليه وسلم في شرائعه، ومَنْجعل الطريق إِلى الوصول في غير الاقتداء يضل من حيث يظن أنه مهتد) ["طبقات الصوفية" للسلمي 00].

وقال الشيخ عبد الوهاب الشعرانيرحمه الله تعالى: (إِن طريق القوم محررة على الكتاب والسنة كتحرير الذهبوالجوهر، فيحتاج سالكها إِلى ميزان شرعي في كل حركة وسكون) ["لطائف المنن والأخلاق" للشعراني ج1. ].

وقال أيضاً: (إِنحقيقة طريق القوم علم وعمل، سداها ولحمتها شريعة، وحقيقة، لا أحدهما فقط) ["لطائفالمنن والأخلاق" للشعراني ج1 5].

وقالالشعراني أيضاً: (فَمَنْ دقَّق النظر عَلِمَ أنه لا يخرج شيء من علوم أهلالله تعالى عن الشريعة. وكيف يخرج والشريعة صلتهم إِلى الله عز وجل في كل لحظة) ["التصوف الإِسلامي والإِمام الشعراني" لطه عبد الباقي سرور 1].

وسئل أبو يزيد البسطامي رحمه الله تعالى عن الصوفيفقال: (هو الذي يأخذ كتاب الله بيمينه وسنة رسوله بشماله، وينظر بإِحدىعينيه إِلى الجنة، وبالأخرى إِلى النار، ويأتزر بالدنيا، ويرتدي بالآخرة، ويلبي منبينهما للمولى: لبيك اللهم لبيك) ["شطحات الصوفية" لعبد الرحمن البدوي 6].

ومن جملة توجيه أبي يزيد رحمه اللهتعالى: (عشرة أشياء فريضة على البدن: أداء الفرائض، واجتناب المحارم،والتواضع لله، وكف الأذى عن الإِخوان، والنصيحة للبَرِّ والفاجر، وطلب مرضاة اللهفي جميع أموره، وطلب المغفرة، وترك الغضب، والكبرُ والبغيُ والمجادلةُ من ظهورالجفا، وأن يكون وصي نفسه يتهيأُ للموت) ["شطحات الصوفية" 03].

ومع كل هذا نجد الحاقدين على التصوف إِذا سمعوابشيء من أخلاق القوم قالوا: [هذا منزع صوفي، لا شرعي] فيتوهم السامع أن التصوف أمرخارج عن أصل الشريعة، والحال أنه لب الشريعة كما رأيت. وإِنَّ مَنْ يطالع كتب القومالسليمة من الدس ؛ مثل: كتاب الحلية لأبي نعيم، والرسالة القشيرية، وكتاب التعرفلمذهب أهل التصوف للكلاباذي، واللمع للطوسي، والإِحياء للغزالي، وطبقات الصوفيةللسلمي، والرعاية لحقوق الله للمحاسبي، والوصايا للشيخ محي الدين بن عربي، وغير ذلكمن كتب الصوفية، لا يكاد يجد خُلُقاً مما فيها يخالف الشريعة أبداً، لكثرة محاسبةالصوفية لأنفسهم وأخذهم بالعزائم، فإِن حقيقة طريق القوم علم وعمل، سداها ولحمتهاشريعة وحقيقة." اهـ.



التحذير من الفصل بين الحقيقةوالشريعة:



"
هناك أُناس ادَّعَوْا التصوف كذباًونفاقاً، انحرفوا عن الإِسلام، وقالوا: إِن المقصود من الدين هو الحقيقة فقط،وعطلوا أحكام الشريعة، فأسقطوا عن أنفسهم التكاليف، وأباحوا المخالفات، وقالوا: إِنالمُعَوَّل عليه صلاح القلب، ويقولون: [نحن أهل الباطن، وهم أهل الظاهر]. فهؤلاءضالون منحرفون زنادقة، لا يجوز أن نأخذ أعمالهم وأحوالهم حجة على السادة الصوفيةالصادقين المخلصين.

وإِن السادةأئمة الصوفية قد نبهوا إِلى خطرهم، وحذروا من صحبتهم ومجالستهم، وتبرؤوا من سيرهموانحرافهم.

قال أبو يزيد البسطامي رحمهالله تعالى لبعض أصحابه: (قم بنا حتى ننظر إِلى هذا الرجل الذي قد شهر نفسهبالولاية، وكان رجلاً مقصوداً مشهوراً بالزهد، فمضينا إِليه، فلما خرج من بيته ودخلالمسجد رمى ببصاقه تجاه القبلة، فانصرف أبو يزيد ولم يسلّم عليه، وقال: هذا غيرمأمون على أدب من آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون مأموناً على مايدعيه) ["الرسالة القشيرية" 6]. وقال أيضاً: (لو نظرتم إِلى رجل أعطي من الكراماتحتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظالحدود وأداء الشريعة) ["الرسالة القشيرية" 6].

وقال الشيخ أحمد زروق رحمه الله تعالى في قواعده: (وكلشيخ لم يظهر بالسنة فلا يصح اتباعه لعدم تحقق حاله، وإِن صح في نفسه وظهر عليه ألفألف كرامة من أمره) ["قواعد التصوف" للشيخ أحمد رزوق 6].

وقال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله تعالى: (احذرصحبة ثلاث من أصناف الناس: الجبابرة الغافلين، والقُرَّاء المداهنين، والمتصوفةالجاهلين) ["شرح الحكم" لابن عجيبة ج1. 6].

وقال السيد أحمد الرفاعي رحمه الله تعالى: (لا تقولواكما يقول بعض المتصوفة: [نحن أهل الباطن، وهم أهل الظاهر]. هذا الدين الجامع باطنهلب ظاهره، وظاهره ظرف باطنه، لولا الظاهر لما بطن، لولا الظاهر لما كان الباطن ولماصح. القلب لا يقوم بلا جسد، بل لولا الجسد لفسد، والقلب نور الجسد. هذا العلم الذيسماه بعضهم بعلم الباطن، هو إِصلاح القلب، فالأول عمل بالأركان وتصديق بالجَنان. إِذا انفرد قلبك بحسن نيته وطهارة طويته، وقتلْتَ وسرقْتَ وزنيتَ، وأكلتَ الربا،وشربتَ الخمر، وكذبت وتكبرت وأغلظت القول، فما الفائدة من نيتك وطهارة قلبك ؟ وإِذاعبدت الله وتعففت، وصمت وتصدقت وتواضعت، وأبطن قلبُكَ الرياء والفساد، فما الفائدةمن عملك ؟) ["البرهان المؤيد" للسيد أحمد الرفاعي رحمه الله تعالى. توفي سنة 578هـبأم عبيدة بالعراق 8].

وينكر الشيخ عبد القادرالجيلاني رحمه الله تعالىعلى من يعتقد أن التكاليف الشرعية تسقط عن السالكفي حال من الأحوال، كما مَرَّ بك قوله: (ترك العبادات المفروضة زندقة، وارتكابالمحظورات معصية. لا تسقط الفرائض عن أحد في حال من الأحوال) ["الفتح الرباني" للشيخ عبد القادر الجيلاني 9].

وقال شيخالصوفية الإِمام الجنيد رحمه الله تعالى: (مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتابوالسنة) ["طبقات الصوفية" للسلمي 59].

وقالأيضاً: (الطرق كلها مسدودة على الخلق إِلا على من اقتفى أثر الرسول عليهالصلاة والسلام، واتبع سنته ولزم طريقته، فإِنَّ طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه) ["طبقات الصوفية" للسلمي 59].

وذكر رجل عندهالمعرفة فقال:أهل المعرفة بالله يصلون إِلى ترك الحركات [الأعمال] من بابالبر والتقرب إِلى الله عز وجل. فقال الجنيد رحمه الله تعالى: (إِن هذا قول قومتكلموا بإِسقاط الأعمال [الصالحة التكليفية] وهو عندي عظيمة، والذي يسرق ويزني أحسنحالاً من الذي يقول هذا، فإِن العارفين بالله تعالى أخذوا الأعمال عن الله تعالى،وإِليه رجعوا فيها، ولو بقيتُ ألف عام لم أنقص من أعمال البر ذرة إِلا أن يحال بيدونها) ["الرسالة القشيرية" 2]. وقال أيضاً: (ما أخذنا التصوف عن القيل والقاللكن عن الجوع [الصوم] وترك الدنيا وقطع المألوفات والمستحسنات) ["الرسالة القشيرية" 2].

وقال إِبراهيم بن محمد النصر أباذي رحمهالله تعالى: (أصل التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتعظيمحرمات المشايخ، ورؤية أعذار الخلق، وحسن صحبة الرفقاء، والقيام بخدمتهم، واستعمالالأخلاق الجميلة، والمداومة على الأوراد وترك ارتكاب الرخص والتأويلات، وما ضل أحدفي هذا الطريق إِلا بفساد الابتداء، فإِن فساد الابتداء يؤثر في الانتهاء) [طبقاتالصوفية للسلمي 88]." اهـ.




الفقهاء الصوفية:



"
لقد كان علماء الشريعة الإِسلامية من الفقهاءوالمحدِّثين، يسيرون على أثر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، فيجمعون بينالشريعة والطريقة والحقيقة، ويؤدون العبادات العملية متحققين بسر الإِخلاص فيها،متذوقين حلاوتها، مدركين أسرارها، وقد كانت لهم مجاهدات لتهذيب نفوسهم وإِصلاحقلوبهم. ولِمَا تحلَّوْا به من صلاح وتقوى ومعرفة نالوا هذه المراتب العلمية،ومنحهم الله تعالى هذا الفهم لكتابه والتعمق في شرعه، ونفع الله الأمة بعلومهم علىمرِّ السنين والأيام، فكأنهم أحياء بآثارهم الخالدة وجهودهم العلميةالمباركة.

نقل الفقيه الحنفي الحصكفيصاحب الدر:أن أبا علي الدقاق رحمه الله تعالى قال: (أنا أخذتُ هذه الطريقةمن أبي القاسم النصر أباذي، وقال أبو القاسم: أنا أخذتها من الشبلي، وهو من السريالسقطي، وهو من معروف الكرخي، وهو من داود الطائي،وهوأخذ العلم والطريقة من أبي حنيفة رضي الله عنه،وكلٌ منهم أثنى عليه وأقرّبفضله..)

ثم قال صاحب الدر معلقاً: (فياعجباً لك يا أخي! ألم يكن لك أسوة حسنة في هؤلاء السادات الكبار ؟ أكانوا مُتَّهمينفي هذا الإِقرار والافتخار، وهم أئمة هذه الطريقة وأرباب الشريعة والحقيقة ؟ ومَنبعدهم في هذا الأمر فلهم تبع، وكل ما خالف ما اعتمدوه مردود مبتدع) [الدر المختارج1. 3. وعليه حاشية ابن عابدين وهو محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدينالدمشقي فقيه الديار الشامية وإِمام الحنفية في عصره، له من التآليف [رد المحتارعلى الدر المختار] في خمسة مجلدات يعرف بحاشية ابن عابدين، وله رفع الأنظار عماأورده الحلبي على الدر المختار، والعقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية جزءان،ونسمات الأسحار شرح المنار، ومجموعة الرسائل.. مولده ووفاته في دمشق سنة 1198ـ1252هـ].

ولعلك تستغرب عندما تسمع أنالإِمام الكبير، أبا حنيفة النعمان رحمه الله تعالى، يعطي الطريقة لأمثال هؤلاءالأكابر من الأولياء والصالحين من الصوفية!.

فهلاَّ تأسى الفقهاء بهذا الإِمام، فساروا علىنهجه، وجمعوا بين الشريعة والحقيقة، لينفع الله بعلمهم، كما نفع بإِمامهم الأعظم،الإِمام الكبير، معدن التقوى والورع أبي حنيفة رحمه الله تعالى
!

يقول ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيتهمتحدثاً عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى، تعليقاً على كلام صاحب الدر الآنفالذكر: (هو فارس هذا الميدان، فإِن مبنى علم الحقيقة على العلم والعملوتصفية النفس، وقد وصفه بذلك عامة السلف، فقال أحمد بن حنبل [رحمه الله تعالى] فيحقه: إِنه كان من العلم والورع والزهد وإِيثار الآخرة بمحل لا يدركه أحد، ولقدضُرِب بالسياط لِيَلِيَ القضاء، فلم يفعل. وقال عبد الله بن المبارك [رحمه اللهتعالى]: ليس أحد أحق من أن يُقْتَدى به من أبي حنيفة، لأنه كان إِماماً تقياً نقياًورعاً عالماً فقيهاً، كشف العلم كشفاً لم يكشفه أحد ببصر وفهم وفطنة وتقى. وقالالثوري لمن قال له: جئتُ من عند أبي حنيفة: لقد جئتَ من عند أعبد أهل الأرض) ["حاشية ابن عابدين" ج1. 3].

ومن هذا نعلم أنالأئمة المجتهدين والعلماء العاملين، هم الصوفية حقيقة.

فإِن قال قائل: لو أن طريق التصوف أمر مشروع، لوضع فيه الأئمةالمجتهدون كتباً، ولا نرى لهم قط كتاباً في ذلك ؟


يجيب الشعراني رحمه الله تعالى على هذا فيقول: (إِنمالم يضع المجتهدون في ذلك كتاباً لقلة الأمراض في أهل عصرهم، وكثرة سلامتهم منالرياء والنفاق. ثم بتقدير عدم سلامة أهل عصرهم من ذلك، فكان ذلك في بعض أناسقليلين، لا يكاد يظهر لهم عيب. وكان معظم همة المجتهدين إِذ ذاك إِنما هو في جمعالأدلة المنتشرة في المدائن والثغور مع أئمة التابعين وتابعيهم، التي هي مادة كلعلم، وبها يُعرف موازين جميع الأحكام، فكان ذلك أهم من الاشتغال بمناقشة بعض أناسفي أعمالهم القلبية التي لا يظهر بها شعار الدين، وقد لا يقعون بها في حكم الأصل.

ولا يقول عاقل قط: إِن مثل الإِمامأبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد رضي الله عنهم، يعلم أحدهم من نفسه رياءً أوعُجباًأو كبراً أو حسداً أو نفاقاً ثم لا يجاهد نفسه ولا يناقشها أبداً. ولولاأنهم يعلمون سلامتهم من تلك الآفات والأمراض لقدموا الاشتغال بعلاجها على كلعلم) ["لطائف المنن والأخلاق" للشعراني ج1 5ـ26]. " اهـ.

(
حقائقعن التصوف لعبد القادر عيسى - الباب الخامس - تصحيح الأفكار عن التصوف - 73- 486)


__________________



مجموعة من الخطب والدروس ومقاطع الصوت الرائعة مع الإضافة باستمرار

http://www.arabseyes.com/vb/showthread.php?t=13295
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:25 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011