عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-24-2009, 04:42 PM
 
Thumbs up الكهان-النشرة-التطير-التنجيم-الاستسقاء

- باب ما جاء في الكهان ونحوهم
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن الكهانة لا تخلو من الشرك المنافي للتوحيد.
س: كيف دخلت الكهانة في الشرك؟
جـ: دخلت فيه من جهتين:
1-من جهة دعوى مشاركة الله في علم الغيب الذي اختص به.
2-ومن جهة التقرب إلى غير الله كاستخدام الشياطين والاستعانة بهم.
روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي rعن النبي rقال: «من أتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يومًا».
وعن أبي هريرة أن النبي rقال: «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد»rرواه أبو داود.
وللأربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما عن أبي هريرة «من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد»r.
س: ما المراد بالمنزل على محمد r؟
جـ: الكتاب والسنة.
س: ما هو الجمع بين قوله rمن أتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يومًا وبين قوله فقد كفر بما أنزل على محمد rثم اذكر ما يستفاد من الأحاديث السابقة؟
جـ: الجمع بينهما أن الوعيد على عدم قبول الصلاة محمول على مجرد مجيء العراف وسؤاله لأن في بعض روايات الصحيح لم يذكر فيها لفظ «فصدقه»#
والوعيد بالكفر محمول على مجيئه وتصديقه.

ما يستفاد من الأحاديث:
1-كفر الكاهن والعراف ونحوهما لأنهم يدعون علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه.
2-تحريم إتيان الكهان ونحوهم وسؤالهم وتصديقهم والوعيد الشديد على ذلك.
3-كفر من يأتيهم ويصدقهم.
4-أنه لا يجتمع تصديق الكاهن مع الإيمان بالقرآن.
وعن عمران بن حصين مرفوعًا «ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول كفر بما أنزل على محمد»rرواه البزار بسند جيد.
س: وضح معاني الكلمات المذكورة في الحديث؟
جـ: قوله rليس منا وعيد شديد يدل على أن هذه الأمور من الكبائر. «من تطير»فعل الطيرة «أو تطير له»أمر من يتطير وقبل قول المتطير وتابعه، «أو تكهن»فعل الكهانة، «أو تكهن له»أتى الكاهن وسأله فصدقه، «سحر»عمل السحر، «سحر له»قبل قول الساحر وصدقه وتابعه فكل من تلقى هذه الأمور عمن فعلها فقد برئ منه رسول الله r.
س: اذكر الفرق بين العراف والكاهن والمنجم والرمال؟
جـ: هذه الأسماء لمن ادعى معرفة شيء من علم الغيب لكن طرقهم مختلفة.
فالعراف: هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك وقيل هو الكاهن.#
والكاهن: هو الذي يأخذ عن مسترق السمع ويخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل هو الذي يخبر عما في الضمير.
والمنجم: هو الذي يستدل بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية.
والرمال: هو الذي يدعي معرفة المغيبات بطريق الضرب بالحصى والخط في الرمل.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق.
قال ابن عباس في قوم يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق. رواه الطبراني وإسناده ضعيف.
س: ما المقصود بتعلم أبا جاد وما حكم تعليمه وما هو الخلاق، وما معنى قول ابن عباس هذا؟
جـ: المقصود به معرفة حساب الجمل فيقطعون حروف أبجد هوز، حطي، كلمن... إلخ فيجعلون الألف عن واحد والباء عن اثنين، والجيم عن ثلاثة والدال عن أربعة إلى نهاية الحرف العاشر ثم يبدؤن بالكاف من «كلمن»فيجعلونها عن عشرين واللام عن ثلاثين وهكذا إلى أن تتم حروف هذه الكلمات.
وتعلمها على نوعين حرام وجائز، فالحرام لمن يدعي بتعلمها معرفة علم الغيب. والجائز لمن يتعلمها للهجاء وحساب الجمل. والخلاق: النصيب.
ويقول ابن عباس ما أعلم أو ما أظن أن من يكتب هذه الحروف ويتعلمها وينظر في النجوم ويعتقد أن لها تأثيرًا في الكون ما أظن أن له عند الله نصيبًا في الآخرة.
والله سبحانه وتعالى أعلم.#

27- باب ما جاء في النشرة
س: اذكر مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن بعض أنواع النشرة من السحر وهو لا يحصل غالبًا إلا بالشرك المنافي للتوحيد.
س: عرف النشرة لغة وشرعًا، ولماذا سميت بهذا الاسم؟
جـ: النشرة لغة: الكشف والإزالة. وشرعًا: حل السحر عن المسحور بنوع من العلاج والرقية، سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي يكشف ويزال.
س: اذكر ما قيل في النشرة وكيف تجمع بين هذه الأقوال وبين أنواع النشرة وحكم كل نوع؟
جـ:
1-عن جابر رضي الله عنه «أن رسول الله rسئل عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان»رواه أحمد بسند جيد وأبو داود.
وقال سئل أحمد عنها فقال ابن مسعود يكره هذا كله. أي يكره النشرة التي هي من عمل الشيطان.
2-سعيد بن المسيب يقول لا بأس بها إنما يريدون بها الإصلاح. رواه البخاري عن قتادة.
3-وروي عن الحسن البصري أنه قال لا يحل السحر إلا ساحر([1]).
والجمع بين هذه الأقوال أن النشرة «حل السحر عن المسحور»نوعان:
1-حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن#
وهذا النوع محرم.

2-النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة فمثل هذا جائز وعليه يحمل قول سعيد بن المسيب.
وفي البخاري عن قتادة قلت لابن المسيب رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر قال لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينه عنه. أهـ.
س: ما المقصود بالطب هنا وما معنى يؤخذ عن امرأته وما المراد بقوله «أيحل عنه أو ينشر»فقال لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح؟
جـ: المقصود بالطب هنا السحر. ومعنى يؤخذ عن امرأته يحبس عنها فلا يصل إلى جماعها. والمراد بقوله أيحل عنه أي ينقض عنه السحر. أو ينشر أي يكشف ويزال عنه.
فقال: لا باس به يعني النشرة أن لا بأس بها لأنهم يريدون بها الإصلاح وهو إزالة السحر ولم ينه عما يراد به الإصلاح وهذا محمول على النشرة الخالية من السحر كما تقدم والله أعلم.
***#


28- «باب ما جاء في التطير»
أي من النهي عنه والوعيد فيه
س: اذكر مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن الطيرة من الشرك المنافي للتوحيد أو لكماله الواجب لما فيها من تعلق القلب بغير الله.
س: عرف التطير واذكر حكمه؟
جـ: التطير هو التشاؤم بمرئي أو مسموع من الطيور ونحوها وحكمه التحريم لأنه من الشرك.
قال تعالى: }أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ{([2]).
وقال تعالى: }قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ{([3]).
س: اشرح هاتين الآيتين وبين مناسبتها للباب؟
جـ: أخبر الله تعالى في الآية الأولى أن آل فرعون كانوا إذا أصابتهم الحسنة وهي الخصب والسعة والرخاء }قَالُوا لَنَا هَذِهِ{ أي نحن الحقيقيون والجديرون ونحن أهلها }وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ{ أي بلاء وقحط تطيروا بموسى ومن معه فيقولون هذا بسبب موسى وأصحابه فقال تعالى }أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ{ أي ما قضى عليهم وقدر لهم }عِنْدَ اللَّهِ{ أي بحكمه وقضائه بسبب كفرهم وتكذيبهم لآيات الله ورسله }وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ{ لا يفهمون ولو فهموا وعقلوا لعلموا أنه ليس فيما جاء به موسى عليه السلام إلا الخير والبركة والسعادة والفلاح لمن آمن به واتبعه.#
قوله تعالى: }قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ{ المعنى والله أعلم حظكم وما نالكم من شر معكم بسبب أفعالكم وكفركم ليس من أجلنا ولا بسببنا.
ومناسبة الآيتين للباب: أنهما دلتا على أن التطير من أعمال الكفار وقد ذمهم الله به ومقتهم عليه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله rقال: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر»أخرجاه زاد مسلم «ولا نوء ولا غول».
س: بين معاني الكلمات المذكورة في الحديث؟ وبين الشاهد منه للباب؟
جـ: ينفي الرسول rما كان عليه أهل الجاهلية وما كانوا يعتقدونه من أن هذه الأشياء تؤثر بنفسها من غير إرادة الله.
العدوى: انتقال المرض من المريض إلى الصحيح وكانت العرب في الجاهلية تعتقد أن المرض يعدي بطبعه من غير تقدير الله تعالى.
الطيرة: سبق تعريفها وهي الشاهد من الحديث للباب.
الهامة: طير من طيور الليل تسمى البومة كانوا يعتقدون أنها إذا وقعت على بيت أحدهم تخبره بموته أو موت أحد من أهل داره فجاء الحديث بنفي ذلك وإبطاله.
صفر: قيل هو شهر صفر كان أهل الجاهلية يتشاءمون به وقيل «صفر»دواب تخرج في البطن تهيج عند الجوع وربما قتلت يعتقدون أنها أعدى من الجرب فأبطل النبي rذلك.
النوء: موضع سقوط الكوكب وقيل هو الكوكب «النجم»كانوا ينسبون إليه نزول المطر.#

الغول: واحد الغيلان وهو جنس من الشياطين كانوا يعتقدون أنها تتعرض لهم في الطريق فتضلهم عنه وتهلكهم فنفى النبي rذلك بمعنى أنها لا تستطيع أن تضل أحدًا مع ذكر الله تعالى والتوكل عليه.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله r«لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل. قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة»متفق عليه.
ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال ذكرت الطيرة عند رسول الله rفقال أحسنها الفأل ولا ترد مسلمًا فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك.
س: كم أنواع الطيرة وما هي؟ وما الفأل وما الفرق بينه وبين الطيرة؟
جـ: الطيرة نوعان:
أحدهما: الفأل وهو الكلمة الطيبة أي الكلام الحسن يسمعه الإنسان فيسره ويقوى رجاؤه وثقته بالله تعالى وهو محمود لأنه حسن ظن بالله.
ومثاله: أن يكون الإنسان مريضًا فيسمع رجلاً يقول يا سالم أو يكون فاقدًا ضالة فيسمع آخر يقول يا واجد فيقع في قلبه أنه يبرأ من مرضه ويجد ضالته.
النوع الثاني: الطيرة المحرمة وهي ما يحمل الإنسان على المضي فيما أراده أو يمنعه من المضي فيه وهي مذمومة لأن فيها اعتمادًا على غير الله وسوء ظن به.
والفرق بين الفأل والطيرة: أن الفأل يستعمل فيما يسر ويسوء والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء.#

س: ما معنى قوله r: «اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك»وما المراد بالحسنات والسيئات هنا؟ وما الذي يستفاد من هذا الدعاء؟
جـ: المعنى لا تأتي الطيرة بالحسنات ولا تدفع المكروهات بل أنت وحدك لا شريك لك الذي تأتي بالحسنات وتدفع السيئات. والمراد بالحسنات هنا النعم والسيئات المصائب.
ومعنى لا حول ولا قوة إلا بك: الحول التحول والانتقال أي لا تحول من حال إلى حال ولا قوة على ذلك إلا بالله وحده لا شريك له.
ويستفاد من هذا الدعاء:
1-التبري من الحول والقوة والمشيئة بدون حول الله وقوته ومشيئته.
2-نفي تعلق القلب بغير الله في جلب نفع أو دفع ضر.
عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا «الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل»رواه أبو داود والترمذي وصححه وجعل آخره من قول ابن مسعود.
س: ما الذي يؤخذ من هذا الحديث ولماذا صارت الطيرة من الشرك وما نوع هذا الشرك وما معنى قول ابن مسعود وما منا إلا ولكن الله يذهبه
بالتوكل؟

جـ: يؤخذ منه تحريم الطيرة وأنها من الشرك، لما فيها من التعلق على غير الله. والمراد بالشرك هنا الشرك الخفي.
ومعنى قول ابن مسعود: وما منا إلا؛ أي إلا وقد وقع في قلبه شيء من الطيرة، ولكن لما توكلنا على الله واعتمدنا عليه أذهبه الله عنا بتوكلنا واعتمادنا#
عليه وحده.

ولأحمد من حديث ابن عمر «من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قالوا فما كفارة ذلك قال أن تقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك»وله من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه إنما الطيرة ما أمضاك أوردك.
س: ما معنى هذا الحديث وما الذي يتضمن؟
جـ: معناه لا يجلب الخير ولا يدفع الشر غيرك ولا معبود سواك ويتضمن الاعتماد على الله وحده والإعراض عما سواه وأن الطيرة لا تضر من كرهها ومضى في طريقه.
وقوله: «إنما الطيرة ما أمضاك أوردك»هذا بيان الطيرة المنهي عنها أنها ما يحمل الإنسان على المضي فيما أراد أو يمنعه من المضي فيه كما تقدم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
***#


29- باب ما جاء في التنجيم
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن بعض أنواع التنجيم من الشرك المنافي للتوحيد.
س: اذكر أنواع التنجيم مع التعريف لكل نوع وبيان حكمه؟
جـ: التنجيم نوعان:
الأول: يسمى علم التأثير وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية وهذا النوع محرم لأنه من الشرك المنافي للتوحيد لما فيه من ادعاء علم الغيب وتعلق القلب بغير الله تعالى.
والنوع الثاني: علم التسيير وهو الاستدلال بالشمس والقمر والنجوم على القبلة والأوقات والجهات وهذا النوع جائز كما تقدم.
س: ما الحكمة في خلق النجوم مع ذكر الدليل وما حكم من زعم فيها غير ما خلقت له؟
جـ: خلق الله النجوم لثلاث خصال:
1-زينة للسماء كما قال تعالى: }وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ{([4]).
2-ورجومًا للشياطين قال تعالى: }وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ{([5]).
3-وعلامات يهتدى بها: أي دلالات على الجهات يهتدي بها الناس في ذلك كما قال تعالى: }وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ{([6]).
ومن زعم فيها غير ذلك فقد أخطأ طريق الحق وأضاع نصيبه من كل خير#
وتكلف ما لا علم له به.

س: ما حكم تعلم منازل القمر؟
جـ: فيه خلاف بين العلماء فرخص فيه الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، ولم يرخص فيه الإمام أبو قتادة وابن عيينة. وهذا الخلاف راجع إلى ما تقدم في أقسام التنجيم فمن رخص فيه قصد علم التسيير الجائز ومن لم يرخص فيه قصد علم التأثير المحرم.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر ومصدق بالسحر وقاطع رحم»رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.
س: اشرح هذا الحديث وبين مناسبته لهذا الباب؟
جـ: هذا الحديث من نصوص الوعيد التي كره العلماء تأويلها وقالوا أمروها كما جاءت وهذا الوعيد يرجع إلى مشيئة الله تعالى فإن عذبهم فباستحقاقهم ذلك وإن غفر لهم فبفضله وعفوه ورحمته، فقد توعد الرسول rهؤلاء الثلاثة بعدم دخول الجنة:
1- مدمن خمر وهم المداوم على شربها ومات ولم يتب.
2- وقاطع الرحم وهو الذي لا يصل أقاربه أو يسيء إليهم بالأقوال والأفعال.
ومصدق بالسحر وهو الذي يعتقد أن للسحر مفعولاً وتأثيرًا من دون الله ومنه التنجيم لحديث «من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر»وهذا وجه مناسبة الحديث للباب.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
***#
30- باب ما جاء في الاستسقاء
بالأنواء أي من الوعيد
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن نسبة مجيء المطر إلى الأنواء واعتقاد أن لها تاثيرًا في إنزال المطر شرك ينافي التوحيد.
س: ما هو الاستسقاء وما المراد به هنا وما هي الأنواء ولم سميت بهذا الاسم؟
جـ: الاستسقاء طلب السقيا. والمراد هنا نسبة السقيا ومجيء المطر إلى الأنواء. والأنواء جمع نوء وهو موضع سقوط الكوكب، وقيل أنه الكوكب وهو النجم وكانت العرب في الجاهلية تزعم أنه مع طلوع نجم وغروب آخر يكون مطر ينسبونه إليها وهي منازل القمر.
وإنما سمي نوءًا لأنه إذا سقط الغارب منها في المغرب ناء الطالع بالمشرق بمعنى نهض وطلع.
قال تعالى: }وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ{([7]).
س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها لهذا الباب؟
جـ: يقول الله تعالى إنكم يا معشر المشركين حينما ينشر الله عليكم رحمته فينزل المطر الذي بسببه ينبت الزرع ويدر الضرع فتحيا العباد والبلاد المجدبة إنكم تنسبون هذه النعم إلى الأنواء وإنكم حقًا لكاذبون.
ومناسبة الآية للباب: أن من نسب نعمة من النعم إلى غير الله وهو المطر#
في هذا الموضع إنه مشرك كافر.

عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله rقال: «أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة»وقال «النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب»رواه مسلم.
س: اشرح هذا الحديث مع بيان معاني الكلمات المذكورة فيه؟ وما المراد بالجاهلية هنا ولم سميت بهذا الاسم واذكر الشاهد من الحديث للباب؟
جـ: أخبر النبي rفي هذا الحديث أن بعض أمر الجاهلية لا يتركه الناس كلهم ذمًا لمن لم يتركه وهذا يقتضي أن كل ما كان من أمر الجاهلية وفعلهم فهو مذموم في دين الإسلام. والمراد بالجاهلية هنا ما قبل مبعث النبي r
سموا بذلك لكثرة جهلهم. وكل ما يخالف ما جاء به الرسول
rفهو
جاهلية.

معاني الكلمات:
1-الفخر بالأحساب: والمراد به التعاظم والتطاول والتكبر على الناس بالمال والشرف والجاه.
2-الطعن في الأنساب: وهو الوقوع فيها بالعيب والتنقص والقدح.
3-الاستسقاء بالنجوم: وهو نسبة مجيء المطر إلى النوء وهو سقوط النجم، وهذا هو الشاهد من الحديث للباب.
4-النياحة على الميت: وهي رفع الصوت بالندب جزعًا على الميت وهي من الكبائر لشدة الوعيد والعقوبة عليها.
س: اشرح قوله r: «النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم#
القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب
»مع بيان معاني الكلمات الآتية: تقام، سربال، قطران، درع، واذكر ما يستفاد منه؟

جـ: معاني الكلمات: تقام: توقف، سربال: واحد السرابيل، وهي الثياب والقمص، القطران: هو النحاس المذاب، والدرع: هو القميص.
معنى الحديث: يخبر الرسول rبشدة عذاب النائحة وأنها إذا ماتت من غير توبة توقف يوم القيامة وقد ألبست ثوبًا من نحاس يعني أنهن يلطخن بالنحاس المذاب فيكون لهن كالقمص حتى يكون اشتعال النار في أجسادهن أعظم ورائحتهن أنتن وألمهن بسبب الجرب أشد فيسلط على أعضائها الجرب والحكة بحيث يغطى بدنها تغطية الدرع له لأنها كانت تجرح بكلماتها المحرقة قلوب ذوي المصيبات.
ويستفاد من هذا الحديث: تحريم النياحة والحث على التوبة وأنَّها تكفر الذنوب وإن عظمت.
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: «صلى لنا رسول الله rصلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل علي الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال: قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب»متفق عليه.
س: بين معاني الكلمات الآتية: صلى لنا، الحديبية، إثر سماء، انصرف، وما معنى الاستفهام في قوله هل تدرون، وما المقصود بالإضافة في قوله من عبادي؟ وما الذي يؤخذ من قولهم الله ورسوله أعلم، وما هو الكوكب، اذكر ما يستفاد من هذا الحديث وبين مناسبته للباب؟ #

جـ: صلى لنا: أي بنا، الحديبية: موقع قريب من مكة، إثر سماء: عقب مطر، انصرف: التفت من صلاته إلى المأمومين، والاستفهام للتنبيه، والإضافة لعموم المسلم والكافر، ويؤخذ من قولهم الله ورسوله أعلم: حسن الأدب وأنه ينبغي لمن سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم، والكوكب: النجم.
ويستفاد من هذا الحديث:
1-أنه لا يجوز لأحد أن يضيف أفعال الله إلى غيره.
2-أن نعم الله لا يجوز أن تضاف إلا إليه وحده.
3-إثبات صفة الفضل والرحمة لله تعالى.
ومناسبة الحديث للباب: أنه دل على نسبة مجيء المطر إلى الأنواء كفر بالله.
س: اذكر سبب نزول قوله تعالى: }فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ{ الآيات «75-82»الواقعة، ثم اشرح الآية وبين المناسبة بين المقسم به والمقسم عليه، ولماذا خصصت مواقع النجوم بالقسم بها؟
جـ: سبب نزول الآيات ما روى البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: مطر الناس على عهد النبي rفقال النبي r: أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر قالوا هذه رحمة الله وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا فأنزل الله هذه الآيات }فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ{ إلى قوله }وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ{«75-82»من سورة الواقعة.
شرح الآية: أقسم الله تعالى بمواقع النجوم وهي مساقط كواكب السماء ومغاربها وله أن يقسم بما شاء من خلقه على ما يشاء والمقسم عليه القرآن الكريم. #
والمناسبة بين المقسم به والمقسم عليه أن النجوم جعلها الله يهتدى بها في ظلمات البر والبحر وآيات القرآن يهتدى بها في ظلمات الغي والجهل.
وخصت مواقع النجوم بالقسم بها لما في غروبها من زوال أثرها والدلالة على مؤثر دائم لا يتغير وهو الله تعالى.
س: اذكر حكم نسبة السقيا ومجيء المطر إلى الأنواء؟
جـ: هو على نوعين أحدهما أن يعتقد أن للنوء تأثيرًا في إنزال المطر فهذا كفر لأنه أشرك في الربوبية والمشرك كافر.
الثاني: أن ينسب إنزال المطر إلى النجم مع اعتقاد أن الله هو الفاعل لذلك لكن أجرى الله العادة بنزول المطر عند سقوط ذلك النجم فهو من الشرك الأصغر لأنه نسب نعمة الله إلى غيره. والله سبحانه وتعالى أعلم.

([1]) ذكره ابن الجوزي في جامع المسانيد.

([2]) سورة الأعراف آية (131).

([3]) سورة يس آية (19).

([4]) سورة الملك آية (5).

([5]) سورة الملك آية (5).

([6]) سورة النحل آية (16).

([7]) سورة الواقعة آية (82).
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:59 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011