عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree97Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 11-06-2009, 11:49 AM
 
التكملة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
__________________
سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده


فاضي دقيقتين؟
ادخل هنا
وشاركنا
هنا
مشاركة في دورة عيون العرب لتعليم الفوتوشوب خطوة بخطوة 2


يا كاشفني
ღ. ŚḿĨŁę ğĩŕĻ .ღ.
  #17  
قديم 11-07-2009, 06:23 PM
 
وين التكملة
  #18  
قديم 11-07-2009, 09:32 PM
 
السلام علسكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اهلين فيكم حبايبي
معليش اعذرووووني
هذه حبيبتنا المدرسة وش تسوي
المهم هاذي جزئين اتمنى تستمتعوا بيهم
الجزء الثالث
"معهم"


التفت مازن الى ملاك التي كانت شاردة في أفكارها وقال: تفكرين في والدك.. صحيح؟..
التفتت له ملاك وقالت بحيرة: وكيف عرفت ذلك؟..
ابتسم بثقة ومن ثم قال: لا يحتاج الامر الى الذكاء.. حزنك.. وعزلتك.. ولا تتحدثين مع احد هنا الا نادرا ..كل هذا لا يدل الا على حزنك لفراقه..
أومأت برأسها وقالت بألم: انه الوحيد الذي يفهمني في هذا العالم..
هز مازن كتفيه وقال: بالتأكيد فهو والدك..
وأردف بابتسامة مغيرا دفة الحديث: اذهبي لترتدي ملابس اكثر دفئا.. فالجو بارد بالخارج..
ارتسم شبح ابتسامة على شفتيها وهي تستدير عائدة بمقعدها الى الغرفة.. في حين استند مازن بظهره الى الجدار المجاور للدرج .. سببه الوحيد للاهتمام بملاك.. هو طبيعته بتكوين الصداقات مع الفتيات.. لقد اعتاد ذلك منذ زمن.. واحيانا يأخذ الامر كوسيلة للتسلية.. وان كان الأمر لا يأخذ أي منحنى جدي.. ولكن هذه المرة الأمر يختلف.. فملاك ابنة عمه.. ولا يستطيع ان يتسلى .. على العكس يجب ان يكون خائفا عليها كأخت له تماما.. انها أمانة في أعناقهم جميعا..اجل سيكون اهتمامه محصورا في إطار الاخوة.. تماما كما كان سيهتم بمها..
وفي تلك اللحظة هبطت مها درجات السلم وقالت متسائلة: أين هي ملاك؟..
اجابها مازن قائلا: لقد ذهبت لترتدي ملابس تدفئها لأننا سنخرج بعد قليل..
قالت مها بدهشة: انت وهي؟؟..
قال مازن بحنق: بالطبع لا ايتها الذكية.. ستكونين معنا..
قالت مها مبتسمة بمكر: ظننت انك لن تأخذني معكما..
قال في سرعة: اسرعي بارتداء شيء مناسب.. فسنذهب الى النادي..
قالت بمرح: حسنا في الحال..
وعاودت صعودها الى الطابق العلوي.. في حين تحرك مازن الى حيث الأريكة وألقى بجسده عليها.. وتطلع بشرود الى التحفة الموضوعة على طاولة صغيرة بجواره.. الى ان سمع صوت ملاك وهي تناديه قائلة: مازن..
التفت في سرعة اليها وقال مبتسما: اجل..
قالت ملاك بهدوء وهي تقلب كتابا بين يديها: انا جاهزة..
- فلننتظر مها.. فسوف ترتدي ملابسها وتأتي معنا..
لم تعلق ملاك وهي تقلب الكتاب بين كفيها..وأبعدت خصلات شعرها المتهدلة على جبينها..في حين اعتدل في جلسته وكاد مازن ان يقول شيئا..لولا ان هبطت مها على درجات السلم وقالت بمرح: ها انذا قد جهزت..
قال مازن باستخفاف: ستعاقبين على تأخرك.. ولن نأخذك معنا..
قالت مها وهي تضع يدها عند خصرها:حاول فقط..
قال مازن وهو يلتفت عنها: هيا يا ملاك .. لنذهب نحن..
لم تتحرك ملاك من مكانها قيد انملة فقالت مها مبتسمة: هل رأيت؟.. ان ملاك تقف في صفي..
وتوجهت الى ملاك لتقول بمرح: يالك من فتاة.. لقد حطمت غروره..
قال مازن وهو يشير الى مها: هيي انت يا فتاة.. لا اسمح لك بقول ذلك.. لم تخلق بعد من تستطيع تحطيم غرور مازن امجد..
قالت مها وهي تغمز له بعينها: بل انها موجودة امامك ايها الاعمى وقد حطمت غرورك منذ قليل..
- ما حدث منذ قليل اسميه مجرد جولة وانتهت.. ثم لم تكثرين الكلام.. فلنغادر الآن ايتها المزعجة..
قالت مها وهي تفكر: لحظة واحدة .. ماذا عن السيدة نادين؟.. هل نأخذها معنا؟..
تطلع مازن الى ملاك .. فأجابت هذه الاخيرة قائلة وهي تهز رأسها: لا داعي لذلك..
قال مازن بتردد: ولكن قد تحتاجين الى شيء ما.. وهي من تعرف كل احتياجاتك..
قالت ملاك بضيق: وانا ايضا اعرف احتياجاتي..
قال مازن مهدئا: حسنا.. حسنا لا تتضايقي.. لقد اردتها ان تأتي معنا لتساعدك ليس الا..
قالت ملاك بعصبية: لا احتاج الى مساعدة من احد.. واستطيع التصرف لوحدي.. لست طفلة.. اتفهم..
استغرب مازن غضبها المفاجئ.. فلم يقل ما يستدعي العصبية او الغضب.. انه يفكر في مصلحتها ليس الا.. ولكن طبيعة ملاك الانطوائية والتي لم تكن تختلط الا بوالدها الذي يغمرها بحنانه وعطفه يجعلها لا تتقبل الحديث من احد وخصوصا اذا اشار في حديثه ذاك عن شيء عن حاجتها للمساعدة ..وشاهدها مازن وهي تستدير بمقعدها مغادرة المكان.. فأسرع يقف امامها ويقول: ما الامر؟..هل اغضبك ما قلته؟..
اشاحت بوجهها عنه فقال بابتسامة: حسنا انا آسف وأرجو ان تقبلي اعتذاري.. اعلم انك لست طفلة وتستطيعين تدبر أمورك بمفردك..
استدارت له ملاك في تلك اللحظة.. فاتسعت ابتسامته وهو يردف: والآن هل نخرج؟..
رفعت ملاك رأسها له ولأول مرة رآها تبتسم وتومئ برأسها بهدوء..بادلها الابتسامة وابتعد عنها متوجها الى حيث باب المنزل الرئيسي.. والتفتت مها الى ملاك وقالت وهي تتوجه نحوها: هل أساعدك؟..
قالت ملاك بلهجة تطوي بعض المرح غير التي اعتادتها مها منها: ان شئت..
أمسكت مها المقعد وأخذت تدفعه ببطء..فقالت ملاك مستغربة: لم تدفعينه هكذا؟..
قالت مها بقلق: أخشى ان اكون سببا في مكروه قد يصيبك..
- لا عليك.. اسرعي اكثر..
قالت مها مستسلمة: كما تشائين..
واسرعت في سيرها لتصل الى السيارة ووقفت امام الباب الخلفي لتقول : مازن تعال وساعدنا..
اسرعت ملاك تقول: لا داعي لقد اعتدت ذلك.. فقط افتحي الباب.. واستطيع الجلوس على المقعد الخلفي بمفردي..
كان مازن قد تحرك من مكانه وجاء اليهم بناء على هتاف مها..وشاهد ملاك وهي تحاول بكل جهدها وقوتها رفع نفسها عن المقعد المتحرك والجلوس على مقعد السيارة الخلفي.. وتساءل.. لم تفعل كل هذا وتكلف نفسها كل هذا العناء؟.. كان بامكاني ان اساعدها دون ان تتعب نفسها هكذا.. لم يكن يدرك ان ملاك كانت تحب فعل كل شيء بمفردها.. تريد ان تثبت للناس جميعا انها ليست عاجزة ابدا.. وتستطيع فعل الكثير حتى وان كانت قدماها لا تتحركان..كان اصرارها على عدم حاجتها للمساعدة من احد هو ما يدفعها لأن تبذل كل الجهد لفعل كل شيء بنفسها..
وتحرك مازن الى حيث المقعد الذي تركته ملاك ليطويه ويضعه في صندوق السيارة.. وعاد ادراجه الى مقعد السائق..لينتظر مها لصعد اليها وينطلق بالسيارة الى حيث النادي...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلع كمال بغرابة الى مازن الذي اقترب منه وقال : لماذا تتطلع إلي هكذا؟..
قال كمال بحيرة: ليس من عادتك ان تأتي الى النادي في وقت كهذا..
اشار مازن الى ما خلفه ومن ثم قال: رأيت انا ومها.. ان ملاك ابنة عمي تعزل نفسها كليا عن الجميع.. فقررنا اخراجها من المنزل واحضارها الى هنا لترفه عن نفسها..
هز كمال كتفيه وقال وهو يدير ظهره عنه ويتجه الى قسم الفروسية: لا شأن لي بأحوال ابنة العم تلك..
زفر مازن بحدة ومن ثم تبعه بدوره الى ذلك القسم.. ومن جانب آخر جلست مها مع ملاك حول احدى الطاولات بكافتيريا النادي..وانشغلت الاخيرة بقراءة الكتاب الذي بين يديها..فسألتها مها قائلة: ماذا تقرئين؟..
قالت ملاك وهي تتوقف عن القراءة وتضع الكتاب على الطاولة: كتاب عن الحياة ومشاكلها المختلفة..
قالت مها متسائلة: وهل يوجد حلول لهذه المشاكل في الكتاب؟ ..
قالت ملاك بهدوء: نوعا ما..
ابتسمت مها وقالت: مشكلتي الوحيدة في هذه الحياة هي مازن .. فهل يوجد حل لها في كتابك هذا؟..
ابتسمت ملاك وقالت: لا اظن..
تطلعت لها مها وقالت: لأول مرة أراك تبتسمين.. ان كان ذكر مازن سيجعلك تبتسمين فسأردد اسمه دائما..
ولما وجدتها صامتة ولم تعلق سألتها قائلة: وانت.. ما هي مشكلتك؟..
اجابتها ملاك بكلمة واحدة: الوحدة..
رددت مها مستغربة: الوحدة؟..
التفتت لها ملاك وقالت بحزن: اصعب شعور قد يمر على الانسان او الفتاة بشكل خاص ان تشعر انها وحيدة في هذا العالم بدون اخوة او اصدقاء..او حتى شخص ما في مثل عمرها..انه شعور يخنقك..يقتلك.. وكل مخاوفك تتضاعف وانت تشعرين بوحدتك..
قالت مها متسائلة: وماذا عن والدتك؟..
وضعت ملاك كفها عند وجنتها وقالت وهي تشعر بغصة في حلقها: واين هي والدتي؟.. لم أرها حتى.. لم يعد لي الحق في ذلك بعد ان فقدتها.. لا اذكر شكلها او صوتها.. والشيء الوحيد الذي بات من حقي هو ان أراها في الصور..
قالت مها معتذرة: انا آسفة لم اكن اعلم..
تنهدت ملاك دون ان تعلق على عبارتها.. وطغى الصمت على المكان لعدة دقائق قبل ان تقول ملاك ببعض التردد: وماذا عن والدتك؟.. لم أرها منذ ان جئت الى المنزل..
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي مها وقالت: والدتي؟.. لا اظن انك سترينها في المنزل.. فهي لا تأتي اليه ابدا..
تطلعت اليها ملاك باستغراب وحيرة فأردفت: لقد انفصلت والدتي عن والدي وانا في الخامسة عشرة من عمري.. اذكر يومها اني لحقت بها لتأخذني معها..وترجيتها بعيني الدامعتين ان لا تترك المنزل .. ولكنها قالت ان الحياة في منزل والدي افضل لي ولأخوتي..وهي لن تعيشنا ولو بعد عشرين عاما في مثل هذا المستوى.. لهذا تركتنا جميعا وغادرت المنزل دون أي كلمة أخرى..
تسائلت ملاك باهتمام: وهل ترونها؟..
اومأت مها برأسها وقالت وهي تحرك اصابعها على الطاولة بلا اهتمام: بلى.. نذهب لزيارتها من حين الى آخر.. ولكن هي لا تأتي لزيارتنا في المنزل ابدا.. لان والدي موجود فيه كما تقول..
تطلعت ملاك الى مها وشعرت بقلبها يرق تجاهها.. ليست هي الوحيدة التي تتألم.. وليست هي الوحيدة التي تعاني الحرمان من والدتها.. ولكن مها افضل منها.. على الاقل هي ترى والدتها وتسمعها.. شعرت بحنانها.. وبلمسات اناملها الدافئة.. اما هي فانها حتى لا تذكر أي شيء مما جمعها بوالدتها كيف لا وهي كانت بالثانية من عمرها عندما فقدت امها..
وظل الصمت مخيما على المكان قبل ان يقطعه صوت مرح وهو يقول: مها جالسة بالكافتيريا وليست بأي قسم من النادي.. يا للمعجزة..
التفتت مها بلهفة الى صاحب الصوت وقالت: (حسام)..
حسام هو ابن خال مها..في الثالثة والعشرين من عمره..ذا شعر بني قاتم وعينان من اللون ذاته..يتمتع بوسامة محببة ومظهرا جذابا..وذا جسم رياضي..
ابتسم وقال: اجل حسام.. اخبريني لم تجلسين هنا فقط.. ولا اراك في أي قسم من اقسام النادي..
ابتسمت مها ابتسامة واسعة وقالت وهي تلتفت الى ملاك: لقد كنت اجلس مع ابنــ...
اطبقت شفتيها قبل ان تكمل.. يالغباءها.. هل نسيت كلام والدها بهذه السرعة.. واردفت بسرعة وارتباك: مع صديقتي..
تطلع حسام الى ملاك وقال بابتسامة يغيظ بها مها: انها تبدوا كالملاك..
قالت مها بحنق: انت لم تخطئ ان اسمها ملاك حقا..
قال حسام وهو يجذب له مقعدا ويجلس ليشاركهما الطاولة : حقا؟.. يا للمصادفة..
قالت مها وهي تشير الى حسام : ملاك اعرفك.. ابن خالي حسام..وهو عضو في هذا النادي..
قال حسام وهو يرفع حاجبيه: فقط..
ابتسمت مها وقالت: وصديق الطفولة ايضا..
قال حسام معترضا: لقد نسيت اهم شيء..
اسرعت مها تهرب بنظراتها وقالت بخجل وارتباك: وما الذي نسيته؟..
قال حسام وهو يعقد ساعديه امام صدره: انني صديق مازن وكمال المقرب..
احست مها بالغيظ .. وقالت وهي تمط شفتيها: عذرا لاني نسيت هذه المعلومة المهمة يا صديق كمال ومازن المقرب..
التفت لها حسام وقال متسائلا: واين تعرفت على ملاك؟.. هنا بالنادي؟..
ارتبكت مها وتطلعت الى ملاك التي عاودت قراءة كتابها ومن ثم قالت: اجل..
تطلع حسام بحيرة الى ملاك.. فهو لم يرها في النادي قبل الآن ابدا.. ولكنه لم يأبه بالامر كثيرا والتفت الى مها ليتحدث اليها.. بينما كانت ملاك تجلس في صمت وهي تقرأ الكتاب الذي بين يديها.. ومن ثم لم تلبث ان تنهدت.. وهي ترفع أنظارها الى ما امامها.. وارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيها وهي تتطلع الى حلبة السباق التي يتدرب بها كل اعضاء الفروسية..واستقرت عيناها على مازن الذي كان يمتطي جواده ويقوده بكل مهارة.. كان يقفز الحواجز واحدا تلو الآخر وبمهارة متقطعة النظير..وشعرت ملاك انها ترى امامها فارسا بارعا يقود الجواد ويحلق به في الهواء..كانت عيناها تتابعان مازن في تلك اللحظة..وشاهدته يوقف الجواد بهتاف واحد منه وهو يشد لجامه بكل قوة..ويهبط منه ومن ثم لم يلبث ان ربت على رأسه وداعبه قبل ان يمسك بلجامه ويعيده الى الاسطبل و...
(ملاك..ملاك..)
التفتت ملاك الى مها ناطقة العبارة وقالت وهي تلتفت لها: اجل..
قالت مها مبتسمة: ماذا تريدين ان تشربي؟..
وقال حسام وهو يغمز بعينه: وعلى حسابي بكل تأكيد..
قالت ملاك بهدوء: عصير الفواكة..
قال حسام وهو ينهض من مقعده: سأحضر لكما طلبكما في الحال و...
جاءه صوت مازن وهو يقول: واي عصير لي ايضا..
التفتت ملاك الى مازن الذي اقترب منها ورمى بنفسه على احد المقاعد بطاولة مجاورة لهم بانهاك وهو يقول بتعب: لقد اقترب السباق..و لا اظن اني سأفوز به ابدا..
غادر حسام المكان ليحضر مطالبهم في حين قالت مها بسخرية: جيد انك قد اعترفت بذلك..
قال مازن وهو يلتفت لها ويرسم ابتسامة على شفتيه: لم تسأليني لماذا؟..
- ولماذا؟..
قال باستهزاء: ذلك لانك انت ستكونين موجودة بالنادي وقتها وانا أتشاءم من وجودك..
قالت مها بحنق: لن آتي اذا وقتها ولا تحلم ان افكر بالمجيء حتى.. ابحث عمن يشجعك..
قال مازن وهو يعقد ساعديه امام صدره: من قال اني احتاج لتشجيعك.. لدي من المعجبين اكثر مما تتصورين..
كادت مها ان تجيبه بعبارة غاضبة لولا ان قالت ملاك همسا وهي تهتف بها: مها.. اريد ان اطلب منك طلبا..
قالت مها وهي تلتفت اليها: وما هو؟..
قالت ملاك بتردد وحرج: اريد ان آتي الى النادي يوم السباق ..
قالت مها بحيرة: جميعنا سنحضر .. فكمال ومازن مشتركان بالسباق..
قالت ملاك بدهشة: ولكنك قلت منذ قليل بانك لن تذهبي..
ضحكت مها ومن ثم قالت: هذا حتى اغيظ مازن فقط..
قالت ملاك بدهشة اكبر: تكذبين حتى تغيظيه؟؟..
قالت مها بمرح: لا عليك.. لقد كنت امزح ولم اقصد الكذب..
في تلك اللحظة وضع حسام المشروبات امامهم على الطاولة وهو يقول: لا تصدقيها .. دائما ما تكذب وخصوصا علي..
قالت مها وهي تشير الى نفسها بغرور: ولم اكذب على شخص مثلك..
قال حسام بابتسامة: اسألي نفسك..
ومن ثم لم يلبث ان التقط المشروب الثالث ليأخذه الى حيث طاولة مازن ويجلس عليها برفقته وقال: ها هو ذا ما طلبته..
قال مازن وهو يلتقط الكأس من يده: اشكرك..
وقبل ان يرتشف منه رشفة واحدة سمع صوت انثوي يناديه قائلا: مازن .. مازن..
التفت الى صاحبة الصوت وقال بملل: اجل يا حنان.. ماذا تريدين؟..
قالت حنان وهي تقترب منه: اين انت؟.. اني اتصل بك منذ يومين ولا تجيبني..
قال مازن بضجر: منشغل بأعمال والدي..
قالت مها في تلك اللحظة بصوت خفيض: الم تسأم تلك الفتاة؟..
قالت ملاك متسائلة: من هي هذه الفتاة؟..
قالت مها بلامبالة وهي تلوح بكفها: احدى صديقات مازن.. وهي تلاحقه اينما كان.. يبدوا وانها معجبة به بشدة..
قالت ملاك باهتمام: وماذا عنه هو؟..
قالت مها وهي تبتسم بسخرية: هو؟.. هو لا يهتم بأي فتاة ابدا.. ترينه يعجب بفتاة ما في لحظة.. وينساها بعد يوم واحد فقط..
اتسعت عينا ملاك وقالت : ماذا تعنين بالضبط؟..
قالت مها وهي تهز كتفيها: لا شيء سوى ان أخي لا تهمه أي من الفتيات اللواتي حوله ابدا..
لم تفهم ملاك ما تنطوي عليه هذه العبارة.. فقد كانت مها تعني انه يأخذ من الفتيات وسيلة للتسلية ولا يأبه بهن ابدا.. اما ملاك فقد فهمت ان مازن لا يهتم بالفتيات اشباه حنان والتي يلاحقن الشباب..وعادت لتلتفت الى مازن الذي كان يتحدث الى حنان بسخرية ومن ثم لم تلبث حنان ان سارت عنه غاضبة.. وفي الوقت ذاته قال حسام بعتاب: انت من جلبتها لنفسك وعليك ان تتحمل ما جنته يداك..
قال مازن بحدة: انها بلهاء.. لقد اخبرتها منذ البداية انني صديق لها لا اكثر وسيكون كلامنا كله في حدود الصداقة.. ولكنها تصر على انها تحمل لي ما هو اكثر من الصداقة واني لا اهتم بمشاعرها ابدا..
قال حسام وهو يشير اليه: لو لم تتحدث اليها منذ البداية وتطلب صداقتها لما حدث كل هذا.. والآن تحمل نتيجة فعلتك..
قالت ملاك بغتة جعلت الجميع يلتفت لها: كم الساعة الآن؟..
تطلع حسام الى ساعته وقال: السادسة والنصف.. لم؟..
قالت ملاك بسرعة: اريد ان اعود الى المنزل.. سيأتي استاذ اللغة الانجلينزية بعد نصف ساعة..
قال مازن وهو ينهض من على مقعده: حسنا سنعود.. هيا يا مها..
قال حسام متسائلا بدهشة: هل تعرف ملاك يا مازن؟..
قال مازن بابتسامة: اجل .. فهي صديقة مها وستقضي بعض الوقت في منزلنا ريثما يعود والدها من السفر..
التفت حسام الى مها وقال وهو يعقد حاجبيه: لم تقولي لي هذا يا مها..
قالت مها بارتباك وهي تنهض من على مقعدها وتلتقط حقيبتها: لقد نسيت..
اوقفها حسام وقال بشك:اشعر وكأن في الأمر سرا تخفينه عني..
تهربت مها من نظراته وأسرعت خلف مقعد ملاك وقالت: أبدا .. لا شيء..
وأخذت تدفع المقعد بهدوء.. في حين قال حسام وهو يراقبهم وهم يبتعدون: بل هو كذلك يا مها.. وهو يتعلق بتلك الفتاة المدعوة.. ملاك..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كان الهدوء يعم المكان وذلك المنزل الكبير قبل ان يفتح باب المنزل وصوت مها وهي تقول بحدة: ارجوك اصمت فقط وارحنا من سماع صوتك..
قال مازن بابتسامة: لماذا تغارين من صوتي؟.. ما ذنبي اذا كان اجمل من صوتك..
قالت مها بحنق: اصمت فقط..
اما ملاك فقد اكتفت بالصمت ولم تحاول ان تعلق على عبارتهما ..وجاء صوت نادين بغتة ليقطع على مازن ومها شجاراتهم وهي تقول: آنسة ملاك اين كنت كل هذا الوقت؟..
رفعت ملاك رأسها الى نادين وقالت بهدوء: لقد ذهبت الى النادي ..
قالت السيدة نادين باستنكار: ولماذا لم تخبريني؟..
اشاحت ملاك بوجهها ولم تجبها فقالت نادين بهدوء: آنستي أنت تعلمين انني المسئولة عنك .. ولو حصل لك أي شيء سأكون انا الملامة أولا وأخيرا..
قالت ملاك وهي تلتفت لها: عمري ثمانية عشرة عاما ولست طفلة حتى لا أستطيع ان اهتم بنفسي جيدا..
وضعت نادين كفها على كتف ملاك وقالت: انا افهم ذلك جيدا.. ولكن عملي يحتم علي ان اكون بجوارك دائما.. وان اكون محل الثقة التي منحني اياها السيد خالد..
كادت ملاك ان تهم بقول شيء ما.. لولا ان ارتفع صوت رنين هاتف المنزل.. فتوجه مازن اليه ورفع سماعته قائلا: الو.. من المتحدث؟..
صمت مازن للحظات ومن ثم قال مبتسما: اجل.. لحظة واحدة..
والتفت الى حيث ملاك وقال بابتسامة : ملاك.. لدي خبر سعيد لك.. والدك على الهاتف..
صاحت ملاك بفرح: ابي!!..
ومن ثم اسرعت تحرك مقعدها الى ان وصلت الى مازن وقالت بلهفة وشوق: اعطني سماعة الهاتف.. اريد ان اتحدث اليه..
قال مازن وهو يتطلع اليها: مقابل ماذا؟..
قالت برجاء: ارجوك.. اريد ان اتحدث اليه..
قال مازن مبتسما وهو يناولها السماعة: لو كان خطيبك هو المتصل لما كانت لهفتك اليه الى هذه الدرجة..
لم تستمع ملاك الى حرف واحد مما قاله مازن بل اختطفت السماعة وقالت بلهفة كبيرة: أبي اشتقت إليك كثيرا..
قال خالد بحنان: وأنا كذلك يا ملاك.. اخبريني يا ملاك ما هي اخبارك؟..
قالت ملاك متسائلة:انا بخير يا ابي..كيف حالك انت؟..و منذ متى وصلت ؟.. ومتى ستعود؟..
ضحك خالد وقال: رويدك يا ملاك.. انا بخير.. وانا اتحدث اليك الآن من المطار لأني قد وصلت لتوي اليه.. وسأعود بعد اسبوع ان سارت الأمور كما يجب..
قالت ملاك برجاء: ابي عد سريعا أرجوك..
تساءل والدها وهو يعقد حاجبيه: ما هي أحوالك مع عمك وابناءه؟..
تطلعت ملاك الى مازن ومها ومن ثم قالت: على ما يرام.. لا تشغل نفسك..
قال والدها باهتمام: هل يعاملونك جيدا؟.. وهل حاولوا مضايقتك؟..
- الجميع يعاملني بشكل جيد يا ابي .. لا تقلق.. انت عد فقط .. انا احتاج الى وجودك الى جانبي كثيرا..
قال والدها وهو يتنهد بارتياح: حمدلله.. لقد أرحتني يا صغيرتي .. لو ضايقك احدهم او تضايقت من العيش معهم.. اخبريني حتى أتصرف..
واردف قائلا:والآن يا صغيرتي .. سأنهي المكالمة.. اراك بخير واهتمي بنفسك جيدا.. سأعود ومعي قفص الطائر الذي طلبته..الى اللقاء يا ملاكي الصغير..
قالت ملاك والدموع تترقرق في عينيها: الى اللقاء يا ابي..
قالتها وأغلقت سماعة الهاتف وهي تتنهد بحزن. . فقال مازن وهو يهز رأسه وهو جالس على إحدى المقاعد: لو كنت اعلم ان هذه المحادثة ستجعلك تبكين من جديد.. لما منحتك السماعة منذ البداية..
قالت مها باستنكار: مازن .. ماذا تقول؟..
واردفت وهي تقترب من ملاك وتربت على كتفها: لا عليك انه يمزح..
قالت ملاك بصوت مختنق: اعلم..
واردفت وهي تستدير عنهم: عن اذنكم..
قالت مها لمازن وهي تراها تبتعد عنهم: الم تكن تستطيع تأجيل حديثك هذا قليلا؟..
قال مازن وهو يهز كتفيه: لقد اردت ان اجعلها تنسى حزنها قليلا..
قالت مها بعتاب: ملاك ليست مثلي.. انا يمكنني ان اتقبل مزاحك وسخريتك.. ولكن هي ربما لا.. انت اعلم بظروفها ..
اومأ مازن برأسه ومن ثم قال: بلى اعلم بظروفها اكثر من أي شخص آخر..
ومن ثم نهض من على مقعده وقال: سأذهب الى غرفتي..
ابتسمت مها وقالت: ومن سألك عن مكان وجهتك الآن..
تطلع لها مازن بنظرة طويلة قبل ان يلتفت عنها ويصعد درجات السلم..امام مها فقد التفتت الى باب غرفة ملاك وتوجهت لها .. ولكن اوقفها بغتة صوت رنين هاتفها المحمول.. فالتقطته من حقيبتها وابتسمت ابتسامة واسعة وهي ترى رقم حسام يضيئه وأجابته بلهفة مازحة: اهلا حسام.. الم تصبر على فراقي بهذه السرعة؟..
قال حسام بابتسامة: تحلمين.. لقد اتصلت فقط لاعرف منك بعض الامور..
استغربت مها حديثه وقالت بحيرة: أي امور هذه التي تود معرفتها؟..
قال حسام وهو يضغط على حروف كلماته: عن تلك الفتاة المدعوة ملاك..
قالت مها بتلعثم: صديقتي.. ماذا بها؟..
قال حسام بشك: لقد قلت انك قد تعرفتي عليها في النادي.. ومع اني لم ارها في النادي ابدا.. الا انني ظننت انني لم انتبه لوجودها به قبل الآن..ولكن عندما رأيت انها فتاة مقعدة ازدادت شكوكي حولها.. فمن مثلها لا يمكن ان تشترك بالنادي..
قالت مها بارتباك: حسام ماذا جرى لك؟.. هل تعمل ضابط مباحث او محقق بالشرطة؟.. الامر لا يستدعي كل هذا .. لقد جاءت الى النادي لمرة او مرتين من قبل لمجرد الزيارة وتعرفت بها خلال هذه الاثناء..
قال حسام بارتياب: لا اعلم لم اشعر انك لا تقولين الصدق..
ازدردت مها لعابها وقالت وهي تحاول ان تنهي الموضوع: بل انا كذلك.. استمع الي.. اتصل بي بعد قليل.. فلدي مكالة اخرى.. الى اللقاء..
قالتها دون ان تستمع الى جوابه.. وفي الطرف الآخر قال حسام وهو يبتسم بزاوية فمه: لا تزالين لا تعرفين الكذب علي يا مها.. استطيع ان اكشف كذبك من ارتباك صوتك وتلعثمه .. ومن إنهاءك السريع للمكالمة.. ولكن سأعلم بكل شيء قريبا.. ان اردت ذلك...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
__________________
?Đō ũ bεĪεīνε īή Ļύν
Ļīķε Ĩ bεĪεīνε Ĩή ρaīή
  #19  
قديم 11-07-2009, 09:34 PM
 
الجزء الرابع
" لماذا؟"


(لم يحضر كمال على العشاء أيضا)
قالها امجد وهو يجلس حول مائدة الطعام وتبدوا على ملامحه العصبية.. واردف بحدة: الى متى سيستمر هذا الشاب في تصرفاته؟..
قال مازن بهدوء: لا عليك يا والدي.. سيأتي بعد قليل..
انفعل والده وقال: منذ نصف ساعة وانت تقول لي مثل هذا الكلام.. لو كان سيأتي لجاء مبكرا..
واردف قائلا: اتصل به بسرعة واطلب منه ان ياتي فورا..
- حسنا يا والدي سأفعل.. اهدئ انت فقط..
نهض مازن من مكانه واتجه الى الطاولة الصغيرة القريبة من المائدة ليلتقط هاتفه المحمول ويتصل بكمال.. اما ملاك فقد استمرت في تحريك الملعقة كعادتها في الطبق دون هدف.. فقالت مها بعطف: ملاك .. لماذا لا تأكلين؟..
قالت ملاك بابتسامة باهتة وهي ترفع رأسها الى مها:من قال هذا؟..
قالت مها وهي تشير الى طبقها: طبقك المليء بالطعام..
تركت ملاك الملعقة من يدها وقالت وهي تتنهد: لا اشعر برغبة في ذلك..
قالت مها متسائلة: ولماذا؟.. ان كان والدك هو السبب.. فقد اتصل بك اليوم وتحدث اليك كما وعدك..
قالت ملاك بصوت خفيض وهي تتطلع الى نقطة وهمية: ليس الامر سهلا كما تظنين.. ان فراق ابي يعني لي فراق العالم بأسره.. اني لا اعرف احدا سواه..
قال مازن الذي سمع صوتها على الرغم من انخفاضه: وماذا عنا.. الا تعرفينا ايضا؟..
قالت ملاك وهي تلتفت له: ولكن ليس مثل ابي..
هز مازن كتفه وسار ليكمل طريقه ولكنه اصطدم بالملعقة المجاورة بملاك دون قصد.. فانحنت ملاك لتلتقطها.. ولكن مازن كان الاسرع الذي انحنى وقال بابتسامة وهو يعيد وضع الملعقة على الطاولة وينهض واقفا : لا تتعبي نفسك..انا من أسقطها وانا من عليه ان يحضرها..
وجدت ملاك نفسها تزدرد لعابها وتقول بصوت خافت: شكرا لك..

((خذي دميتك))
((شكرا لك))

دس مازن اصابعه بين خصلات شعره وهو يحاول فهم مادار بذهنه.. أي كلمات تلك التي مرت بباله.. ومن قالها؟.. أيكون هو؟.. ولماذا قالها ومتى؟.. ولماذا جالت بذهنه الآن؟..لم يستطع الاجابة على أي من تساؤلاته وهو يعود الى مقعده.. ويلتقط الملعقة ليتناول طعامه من جديد..ولكن.. لماذا لم تدر هذه الكلمات في ذهنه الا عندما جاءت ملاك الى منزلهم؟.. لماذا؟..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
جلست مها في غرفتها بعد العشاء وهي تشعر بالتعب وهي ترى أكوام الكتب امامها على الطاولة.. وقالت بضجر: لقد تعبت..
واردفت بسأم: لا اعرف حل لهذه المعادلة الحسابية.. لقد سأمت..
نهضت من على المقعد ورمت بنفسها على الفراش بتعب.. واخذت تفكر بأي شيء غير الكتب التي لا تزال مفتوحة .. وفجأة قالت بابتسامة: ربما كان حسام يعلم حل هذه المعادلة..
وكأنها لم تكن تريد الا أي حجة لتتصل به.. فالتقطت هاتفها المحمول واتصلت به قائلة بابتسامة: الو .. اهلا حسام كيف حالك؟..
عقد حسام حاجبيه وقال: انا بخير.. ماذا بك يا مها ولم تتصلين في هذه الاثناء..
قالت مها وهي تتوجه نحو الطاولة وتجلس خلفها: لدي معادلة حسابية ولا اعرف حلها.. ولم اجد سواك ليساعدني على ذلك..
قال حسام بابتسامة: مها.. ماذا جرى لك؟ .. انسيت ان تخصصي مختلف تماما عنك؟..
قالت مها وهي تلتقط قلمها وتقلبه بين اصابعها: لم انسى.. ولكن..لم اجد من يساعدني سواك..
ادرك حسام منذ البداية انها لم تتصل من اجل المعادلة الحسابية وقال بمكر: ومن قال لك اني اعرف حل هذه المسائل؟..
قالت بابتسامة: لقد حللت معي سابقا مسألة مماثلة لها..
قال حسام وهو يجلس على طرف فراشه: مشكلتك انك لا تعرفين التمثيل والكذب..ولكن لا يهم اخبريني الآن بما عندك..
اخبرته مها بالمسألة.. فحاول ان يشرح لها طريقة حلها بهدوء.. اما الاولى فقد كان اعجابها به يزداد.. لقد كانت معجبة به منذ ان كانت طفلة ..لا تنكر هذا.. وتولد شعور بداخلها تجاهه مع الايام كلما يأتي الى منزلهم من اجل مازن او كمال.. كانت تلعب معه احيانا وهي صغيرة..واحيانا اخرى كانت تلعب معه هو واخوتها.. وحتى عندما كان كمال يرفض اشراك فتاة في اللعب.. كان حسام يدافع عنها.. منذ ان كانت طفلة وهي تراه فارس احلامها الذي يذود عنها..ولكن.. مشكلتها هي انها لا تعرف مشاعر حسام تجاهها.. احيانا تشعر به يهتم بها.. واحيانا يعاملها كأخت له تماما.. ولكن لم تعلم ابدا بما يخفيه في قلبه.. واذا كان يحمل لها ذات الشعور الذي تحمله له..
وقال حسام عندما انتهى من شرح الحل لها: والآن هل فهمت الطريقة..
قالت بتأكيد وثقة: بالطبع ما دمت قد شرحتها لي..
قال حسام بهدوء: حسنا اذا ما دام الامر كذلك.. فالى اللفاء..
اسرعت تقول: حسام انتظر..
قال حسام بابتسامة: منذ البداية وانا انتظر الموضوع الاساسي لاتصالك.. اخبريني ما هو؟..
ازدردت لعابها وقالت : الموضوع الاساسي؟.. لا يوجد أي موضوع اساسي.. فقط أردت ان أسألك ان كنت ستأتي غدا لمنزلنا ام لا..
قال حسام متسائلا: وما الداعي لحضوري؟..
مطت مها شفتيها وقالت: لا يوجد أي داع ابدا.. الى اللقاء..
قال حسام بابتسامة واسعة: اراك في النادي اذا.. الى اللقاء..
انهت مها المكالمة لتضع الهاتف على الطاولة ومن ثم تعود لترمي بنفسها مرة اخرى على الفراش.. وقالت وهي تتنهد: احيانا اتخيل او ربما اتوهم انك تحمل لي مشاعر ما في قلبك يا حسام ...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلعت ملاك من نافذة غرفتها الى النجوم المتلألأة في السماء.. والتي بدت كماسات تبرق في ثوب الليل الممتد بلا نهاية ..كانت شاردة الذهن.. تفكر في اشياء كثيرة.. ولكن محور تفكيرها كان ابيها..واطرقت برأسها للحظة لتتطلع الى القلادة التي حول عنقها.. كانت على شكل قلب يتوسطه قلب متأرجح.. كانت القلادة التي اهداها لها والدها ذلك اليوم..
شعرت بملل شديد وهي لا تشعر بأي رغبة في النوم.. خصوصا وان المكان غريب عليها ولم تعتد النوم الا في منزلها وفي غرفتها..القت نظرة سريعة على ساعة يدها التي كانت تشير عقاربها الى الثانية بعد منتصف الليل.. وتنهدت قائلة وهي تتطلع الى السماء من جديد: يا لهذا الليل الطويل.. متى تشرق الشمس؟ ..
حركت عجلات مقعدها الى حيث حقيبتها.. وتطلعت الى مجموعة من الكتب والروايات التي جلبتها معها الى هنا.. ولكنها لم تشعر بأي رغبة في القراءة..لذا وجدت نفسها تحرك عجلات مقعدها من جديد الى الباب ومن ثم تحرك مقبضه وتدفعه بهدوء..وتخرج الى الردهة التي كانت اشبه بصورة ثابتة.. لا يتحرك فيها أي شيء.. ولا يسمع فيها أي صوت سوى صوت انفاسها .. ودارت بعينيها في ارجاء الردهة قبل ان تحرك عجلات مقعدها وهي تشعر بالخوف.. الخوف من الوحدة.. الخوف من الظلام.. الخوف من كل شيء.. ووجدت قبضتاها تنقبضان على عجلتي المقعد.. تمالكت نفسها وحاولت ان تهدئ نفسها .. وهي تردد ان ليس هناك ما يخيف.. فالصمت يعم ارجاء المكان و...
وبغتة سمعت صوت ما..صوت حركة ما.. فانتفضت بقوة .. وسرت في جسدها ارتجافة خوف..وهي منكمشة في مكانها لا تقوى على الحراك.. ودون ان تحاول رفع عينيها .. سمعت الباب الرئيسي للمنزل يفتح.. ازداد خوفها وهي نخشى ان يكون القادم لصا.. حاولت العودة من حيث أتت.. ولكن يداها لم تطيعاها في تحريك عجلتي المقعد.. رفعت عيناها بخوف وهي تزدرد لعابها وشاهدت ذلك الظل الاسود يدخل الى لمنزل بهدوء شديد ..وبينما هو يسير الى حيث الدرج.. التفت بغتة الى اليسار.. الى حيث تجلس ملاك! ..وهنا اخذ قلب ملاك يخفق بقوة وخوف وشعرت بانمالها ترتجف ..ولكن سمعت صوت ذلك الظل فجأة وهو يقول: من هناك؟..
ارتجفت مرة اخرى.. ولكن تذكرت انها سمعت هذا الصوت من قبل وانها تذكره.. رفعت رأسها الى الواقف عند السلم وقالت وهي تزدرد لعابها بتوتر: انا..هل انت كمال حقا؟..
تنهد كمال وقال: لقد ظننت ان هناك متسللا دخل الى المنزل..
وابتسم بسخرية وهو يتحدث الى نفسه: ( مع اني حالك لا يختلف كثيرا)..
في حين قالت ملاك وهي تحاول تمالك اعصابها: لقد ظننت الشيء ذاته عندما رأيتك تدخل الى المنزل..
قال متسائلا وهو يعقد حاجبيه: ما الذي يبقيك مستيقظة حتى هذه الساعة المتأخرة؟..
زفرت ملاك بحدة وقالت: انه الارق.. وانت اين كنت حتى هذه الساعة المتأخرة؟..لقد سأل والدك عنك كثيرا..
التفت كمال عنها وقال بلامبالاته المعهودة: اهتمي بشؤونك ولا تتدخلي في خصوصيات غيرك..
ارتفع حاجبا ملاك بمزيج من الدهشة والالم وتطلعت اليه للحظة قبل ان تقول وهي تطرق برأسها بمرارة وتدير عجلات مقعدها: معك حق.. لم يكن علي التدخل في خصوصيات الغير..
قالتها وتوجهت الى غرفتها.. واغلقت الباب خلفها بقوة.. وقالت بمرارة وهي تشعر بغصة تملأ حلقها: ما الذي فعلته له حتى يعاملني هكذا؟.. ما الذي فعلته؟..
ووجدت نفسها تتوجه نحو السرير وهي تشعر بدموعها تترقرق في عينيها.. وترفع جسدها من المقعد بالم ومرارة.. عضت على شفتيها وهي تجد نفسها تفشل في رفع جسدها فقالت بعصبية: لماذا؟..لماذا؟.. تبا.. تبا..
نجحت أخيرا وارتفع جسدها لتجلس على الفراش وتترك لجسدها الفرصة ليرتاح.. تنهدت بحزن قبل ان تلقي برأسها على الوسادة..وعلى الرغم من حزنها وجدت نفسها تغط في النوم.. نوم عميق وبلا أحلام...
ولكن اسمحوا لي ان اقول لملاك..انها البداية فقط.. وان ما تراه اليوم.. هو ابسط شيء قد يواجهها في حياتها هذه المليئة بالصراعات...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ضوء الشمس القوي سقط على عيني ملاك.. ليجعلها تعقد حاجباها بقوة .. ومن ثم تغطي وجهها بالغطاء وهي تقول وهي تشعر بالنعاس: اريد ان انام يا ابي..
شعرت نادين التي فتحت ستارة الغرفة بالاشفاق تجاهها وهي تسمعها تقول عبارتها تلك.. وقالت بصوت هادئ: آنستي انها الساعة العاشرة.. الن تستيقظي؟..
قالت ملاك وهي تتثاؤب: لا .. انا متعبة لم انم امس الا في ساعة متأخرة..
قالت نادين متسائلة: ولماذا؟..
فتحت ملاك احدى عينيها وقالت وهي تبعد الغطاء عن وجهها: لقد شعرت بالارق ولم استطع النوم و...
بترت ملاك عبارتها وارتسم على ملامحها الحزن وهي تتذكر ما حصل بالامس والكلمات التي قالها لها كمال..ولكن نادين لم تنتبه لذلك وهي تقول بابتسامة: ذلك لانك لم تعتادي النوم هنا بعد.. والآن هيا استيقظي..
قالت ملاك وهي تعتدل في جلستها: اخبريني اولا من يوجد بالمنزل؟..
قالت نادين وهي تقترب منها وتضع الوسادة خلف ظهرها: لا احد يا آنستي سواك انت وانا و الخدم..
قالت ملاك بدهشة: واين ذهب الجميع؟..
قالت نادين بهدوء: السيد امجد والسيد مازن غادرا الى الشركة منذ الساعة الثامنة صباحا.. اما السيد كمال والآنسة مها فقد ذهبا الى الجامعة منذ ساعة..
قالت ملاك بهدوء مماثل: فليكن.. ساستبدل ملابسي واخرج لأتناول الفطور..
قالت نادين وهي تهم بالخروج من الباب: سيكون الفطور جاهزا..
قاليها واغلقت الباب خلفها.. اما ملاك فقد استبدلت ملابس النوم.. بفستان ذا لون وردي.. جعلها تبدو كالزهرة المتفتحة.. ورفعت خصلات شعرها بواسطة ربطة شعر من اللون ذاته..تطلعت الى نفسها في المرآة لتطمأن الى شكلها ومن ثم لم تلبث ان غادرت الغرفة وهي تتوجه الى طاولة الطعام.. رأت الطاولة خالية الا منها وقالت بابتسامة مريرة: الامر لم يختلف كثيرا عن وجودي بالمنزل..
قالت نادين التي كانت تقف قريبة منها: آنستي لقد اتصل استاذ الرياضيات منذ قليل وقال انه سيأتي بعد ساعة..
هزت ملاك كتفيها بعدم اهتمام.. ومن ثم شرعت تتناول افطارها بصمت وهدوء..وان لم تكن تشعر بمذاق أي شيء مما تتناوله..وما لبثت ان قالت بعد انتهاءها من تناول طعام الفطور:أريد ان أذهب للتنزه في الحديقة الخارجية..خذيني الى هناك..
قالت نادين بابتسامة: كما تشائين آنستي ولكن الجو بارد بالخارج .. اذهبي لترتدي ملابس أكثر دفئا..
قالت ملاك وهي تحرك مقعدها: لا اريد..
- ولكن آنستي الجو بارد..
قالت ملاك باعتراض: انا احب الخروج في جو كهذا وبملابسي الاعتيادية..
قالتها وواصلت طريقها فقالت نادين باستسلام: كما تشائين..
غادرت المكان مع نادين الى الحديقة الخارجية للمنزل.. وتطلعت ملاك حولها بابتسامة وقالت وهي تلتفت الى نادين: خذيني الى حيث توجد الزهور..
قالت نادين مداعبة: انها تجلس امامي..
اتسعت ابتسامة ملاك وقالت وهي تشعر بالهواء البارد يداعب شعرها ووجنتيها: هيا خذيني الى حيث الزهور..
قالت نادينة وهي تدفع مقعد ملاك بهدوء: لست اعلم اين توجد الزهور في هذه الحديقة.. ولكن لنبحث عنها..
أخذت نادين تدفع ملاك أمامها في تلك الحديقة الواسعة.. والممتلأة بالحشائش والأشجار.. وقالت ملاك بغتة: إنها هناك ..
قالتها وأشارت بيدها الى الجانب الأيسر لها..فدفعت نادين المقعد وتوقفت بها امام حوض الأزهار تماما..فأغمضت ملاك عينيها وهي تتنهد.. ورسمت على شفتيها ابتسامة حالمة وقالت: كم أتمنى ان ابقى هنا طويلا..طويلا جدا..
شعرت بنسمات الهواء الباردة تعود لتداعب وجنتيها وتحرك خصلات شعرها الاسود..فتحت عينيها وتطلعت الى الطيور المحلقة في ذلك الفضاء.. وارهفت السمع الى صوت الرياح.. ومن قم لم تلبث ان مدت يدها لتداعب زهرة ما و...
(حذار ان يجرحك شوكها)
تراجعت ملاك بيدها اثر الصوت الذي سمعته.. واسرعت تلتفت الى القادم نحوهم وقالت بدهشة: مازن.. الم تذهب الى الشركة مع ابيك؟..
ابتسم مازن الذي كان يرتدي زيا مكونا من بنطال وسترة ذا لون بني قاتم وقميص ذا لون بني هادئ (البيج) .. ولم يكن يرتدي أي ربطة للعنق..فمازن لم يكن يحب ارتداء ما يخنقه كما كما يقول..وقال: بلى.. ولكني عدت.. فقد شعرت بالملل..
وتساءل قائلا: اخبريني .. ما الذي تفعلينه هنا؟..
هزت كتفيها وقالت: كما ترى ..اتطلع الى الطيور .. اداعب الزهور.. واستمع الى صوت الرياح..
قال مازن بسخرية: تستمعين الى صوت ماذا؟..
وقبل ان تجيبه ملاك.. التفت الى نادين وقال: هل لك ان تحضري لي كأس من الماء؟..
قالت نادين مترددة: وماذا عن ملاك؟..
قال مازن بهدوء: سأبقى معها ولن اتحرك من مكاني ريثما تعودين..
اومأت نادين برأسها وقالت : حسنا اذا.. لن اتأخر..لحظات وأعود ..
في حين قالت ملاك وهي تتطلع الى البعيد: قد تظن اني طفلة لو أخبرتك انني أحيانا أتحدث الى الزهور .. لاني لا اجد سواها لأتحدث اليها.. على الاقل .. اشعر اني أستطيع ان أتحدث كما يحلوا لي.. وانها لن تتضايق مما سأقوله ابدا..
تطلع لها مازن بدهشة وحيرة.. تتحدث الى الزهور.. وتستمع الى الرياح.. أمجنونة هذه الفتاة؟..في حين اردفت ملاك وهي تغمض عينيها: الوحدة شعور صعب يجعلك تتحدث الى كل ما حولك.. والى أي شيء كان..
قال مازن بهدوء غير عابئ لما تقوله: الجو بارد.. ادخلي الى المنزل الآن..
هزت ملاك رأسها نفيا وقالت: لا اريد..
قالت السيدة نادين بغتة: دعها انها عنيدة.. لن تفعل الا ما تريده هي..
التفط مازن كأس الماء من نادين وأخذ يشربه في حين عادت ملاك لتفتح عينيها وقالت مبتسمة: وهل أفوت على تفسي مشاهدة مثل هذا المنظر الجميل؟.. على الاقل قبل ان يصل الأستاذ واكون محتجزة في المنزل لأكثر من ساعة..
ما ان انتهت من عبارتها حتى عادت الرياح لتلفح وجهها ولكن هذه المرة بشدة اكثر.. وبنسمات باردة.. جعلت جسد ملاك يقشعر.. فقال مازن وهو يزفر بحدة: هل ستظلين بالخارج حتى تمرضي.. هيا ادخلي الى المنزل وارتدي على الاقل ما يدفئك..
قالت ملاك بعناد طفولي: لا..
ابتسم مازن وقال: معك حق يا سيدة نادين.. انها عنيدة حقا..
مدت ملاك يدها في تلك اللحظة وداعبت زهرة ما ذات لون وردي يشبه لون فستانها.. فقال مازن وهو يخلع سترته ويقترب منها: ولم لا تقطفينها ما دامت تعجبك؟..
قالت ملاك باعتراض: ان قطفتها ستبتعد عن بقية الوردات وستذبل بين يدي.. ولكن ان بقيت في مكانها فستزهر دائما..
ارتسمت ابتسامة على شفتي مازن وقال وهو يضع سترته على كتفيها: معك حق.. ستكون بحال جيدة ان بقيت مكانها ..
التفتت ملاك بدهشة الى مازن .. ورفعت حاجباها باستغراب لتصرفه.. ولكنها لم تلبث ان تذكرت والدها وما يفعله لها كلما احست بالبرد..لقد كان يخلع سترته ويضعها على كتفيها تماما كما فعل مازن!.. ازدردت ملاك لعابها وتطلعت اليه لوهلة قبل ان تقول بابتسامة مرتبكة: شكرا لك..
قال مازن مبتسما: لا عليك..
وظل صامتا وهو يعتدل في وقفته ويتطلع الى أي شيء مما حوله..في حين وجدت ملاك نفسها تقول: ولكن الن يغضب والدك ان غادرت العمل هكذا؟..
قال مازن بسخرية وهو يطوح بحجر صغير بعيدا: بلى.. ولكننها رغبته ..
قالت ملاك متسائلة: رغبته؟.. وكيف؟..
قال مازن وهو يلتفت لها: هو من أرادني ان اعمل معه.. لم أكن اريد ذلك ولكنه أرغمني على هذا العمل الذي اكرهه.. لهذا عليه ان يعلم اني من المستحيل ان اجد نفسي في عمل ابغضه ولا احتمل القيام به..
تطلعت له ملاك لوهلة ومن ثم قالت: ولكن يجب عليك مساعدة أبيك..
قال مازن وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله: وها انذا افعل.. ولكن على طريقتي الخاصة..
ترددت ملاك قليلا قبل ان تقول: ولكن هذا يعتبر خداعا له..
- فليكن ما يكون.. اريد ان اعمل في عمل اجد نفسي فيه لا ان اعمل في عمل أكون مرغما على ادائه.. كل ما يهم والدي ان أكون الى جواره فقط.. وماذا عني ايظن ان ليس لي طموح اتمنى تحقيقه..
صمتت ملاك ولم تجد ما تقول.. فقال مازن بهدوء: الم يحن الوقت للدخول؟.. الجو يزداد برودة..
ابعدت ملاك السترة عن كتفيها وناولتها لمازن وقالت بابتسامة باهتة: اعلم انك تشعر بالبرد .. لهذا خذها..
قال مازن باستنكار: لا.. انت فتاة ويجب علي ان...
قاطعته ملاك لتقول بهدوء: فليكن .. سأدخل الى الداخل.. حتى أريحك من عبئي عليك..
قالتها وحركت عجلات مقعدها بكلتا يديها وقد عادت اليها ذكرى الامس.. وما دار بينها وبين كمال.. وتساءلت للمرة العاشرة.. لماذا؟...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قالت مها بمرح وهي تودع صديقتها عند مواقف الجامعة: الى اللقاء اراك غدا.. ولا تنسي اتصلي بي لتخبريني ما حدث..
قالت صديقتها مبتسمة: بكل تأكيد لن أنسى.. الى اللقاء..
لوحت لها مها بيدها وهي تجري مبتعدة دون ان تنتبه لعيني ذلك الشاب الذي اخذتا تراقبانها وهي لا تزال تلوح بيدها.. وقال ذلك الشاب بغتة وهو يراها تقترب منه: كيف حالك يا ايتها الجميلة؟..
التفتت مها بحدة الى مصدر الصوت.. وارتفع حاجباها بدهشة وهي ترى الواقف امامها .. وزفرت بحدة وهي تقول: أرعبتني يا حسام؟؟
قال حسام مبتسما: احقا؟.. تستحقين ان تصابي بالرعب بكل صراحة..
قالت مها وهي تضع كفها عند خصرها: ولماذا؟..
ولكنها اردفت بحيرة: ولكن اخبرني.. هل انتهت محاضراتك في مثل موعد انتهاء محاضراتي؟..
قال بهدوء: بل قبلها بنصف ساعة.. ولكن أخذني الحديث مع احد الاصدقاء ولم اشعر بالوقت حينها.. وبعد مغادرته.. رأيتك وانت تغادرين الجامعة..
قالت مبتسمة: من الغريب ان تنتظرني.. انها المرة الاولى التي تفعلها..
- اولا انا لم انتظرك بل رأيتك مصادفة.. وثانيا اظن انها ستكون المرة الاخيرة..
ضحكت مها بمرح وقالت: لن تستطيع..
رفع حاجبيه باستخفاف وقال: ولم؟..
قالت مبتسمة وهي تتطلع الى مبنى الجامعة: لاننا في جامعة واحدة.. وسأراك كثيرا رغما عنك..
قال وهو يلوح بكفه مغيرا جفة الحديث: اخبريني هل هناك من سيوصلك.. ام أوصلك انا؟..
ومع انها لمحت سيارة والدها الذي يرسلها لها الى الجامعة مع السائق .. الا انها قالت: لا ادري لقد تأخر السائق كثيرا ولا اريد ان اتأخر على المنزل..
صمت حسام قليلا ومن ثم قال : حقا؟.. هل تأخر السائق يا مها؟ ..
اومأت برأسها وهي تزدرد لعابها.. فقال وهو يشير الى بقعة ما ويبتسم: وماهذه السيارة التي تقف هناك اذا؟.. اليست سيارتكم؟.. والسائق.. اليس السائق الخاص بوالدك؟..
قالت مها بحنق وهي تحرك قدمها بعصبية: بلى هو.. لم اره.. الى اللقاء الآن..
قال في سرعة: انتظري..
التفتت له وقالت بحدة: ماذا؟..
قال بابتسامة جذابة: لا يهون علي ان تذهبي وانتي متضايقة هكذا.. اذهبي الى السائق واطلبي منه ان يغادر.. وسأوصلك انا..
قالت بفرحة لم تستطع ان تكتمها بداخلها: حقا؟؟.. سأذهب اليه في الحال..
ومن ثم تنبهت الى نفسها فقالت بخجل: اعني حتى لا أأخره عن والدي..
ابتسم حسام وهو يراها تبتعد وتبلغ السائق حتى يغادر.. وما ان غادر السائق حتى أسرعت بخطواتها اليه وقالت بابتسامة واسعة: هاقد غادر السائق..
قال وهو يلتفت عنها: اتبعيني اذا الى حيث سيارتي..
قالت وهي تسير الى جواره: لا احب ان اتبع احد..
التفت لها وفي عينيه نظرة استخفاف.. ومن ثم واصل طريقه الى حيث السيارة.. ففتح قفلها عن طريق جهاز التحكم عن بعد.. واشار لهاحتى تركبها.. وابتسمت مها بسرور وهي تدلف اليها.. صحيح انها ليست المرة الأولى التي يوصلها فيها حسام الى مكان ما.. ولكنها مع هذا تشعر بسعادة كبيرة كلما شعرت بنفسها قريبة منه..
في حين استقر حسام خلف مقعد القيادة وأدار المحرك لينطلق بالسيارة .. وران الصمت عليهم بضع دقائق.. فقالت مها لتقطع هذا الصمت: ستأتي الى النادي اليوم.. اليس كذلك؟ ..
اومأ برأسه وقال: بلى.. ثم انت تعلمين ذلك.. فلم تسألين؟ ..
قالت متجاهلة عبارته: ما اخبار الدراسة معك؟..
هز كتفيه بالمبالاة وقال: جيدة..
قالت مها بصيق: ولم تجيبيني باقتضاب هكذا؟..
قال مبتسما:ماذا بك؟.. الست أجيب عن أسألتك؟..
اشاحت بوجهها نحو النافذة وقالت بحنق: اجل..
سالها حسام بغتة: ما هي أخبار ملاك؟..
قالت مها بعصبية: وما شأنك بها؟.. ثم هل طلبت توصيلي الى المنزل حتى تسألني عن ملاك؟..
قال حسام بهدوء شديد أثار أعصاب مها: انه مجرد سؤال عابر ..
قالت مها بحدة: اشك في هذا.. وعلى العموم فهي بخير.. اطمأن ..
ضحك وقال: ومن قال انني اردت ان اطمأن عليها؟..
قالت بعصبية: اذا لم تسأل عن أحوالها اذا لم ترد الاطمئنان عليها ..
أوقف حسام سيارته بجوار منزل مها وقال وهو يغمز بعينه: ربما لسبب آخر..
تطلعت له لوهلة دون ان تستشف من قوله أي شيء يروي فضولها .. ومن ثم لم تلبث ان قالت وهي تفتح باب السيارة: أشكرك على توصيلي ..
قال مبتسما: على الرحب والسعة..
ألقت مها نظرة أخيرة على حسام قبل ان تغادر السيارة وتنطلق الى المنزل.. وما ان ابتعد بسيارته حتى أحست بأنها قد فقدت شيئا هاما.. شيئا عزيزا وغاليا واهم من كل ما لديها...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
جلس امجد في الردهة يحتسي القهوة.. ويتطلع الى الصحيفة بلا اكتراث.. والتفت الى حيث الدرج للحظات ومن ثم قال وهو يلمح مازن وهو يهبط درجاته: كيف حال العمل بالشركة يا مازن؟..
توقف مازن عن النزول .. وقال وهو يشعر بلهجة والده التي تخفي شيئا ما: على ما يرام.. لم تسأل يا والدي؟..
لم يجبه امجد بل ظل صامتا وهو ينتظر من مازن نزول الدرج.. وقال هذا الاخير وهو يهبط درجات السلم ويقترب من حيث يجلس والده: هل هناك امر ما يا والدي؟..
قال امجد وهو يشير له بالجلوس: انت ابني الأكبر يا مازن.. ويجب ان تكون ذراعي اليمنى في العمل.. اليس كذلك؟ ..
جلس مازن فوق المقعد الذي أشار له والده وظل مازن صامتا فقال امجد بحدة: اجبني .. اليس كذلك يا مازن؟.. ام تفضل ان تكون مجرد فأر يتسلل الى خارج الشركة كل يوم في العاشرة واحيانا حتى التاسعة صباحا؟..
اتسعت عينا مازن وقال وهو يزدرد لعابه: من قال لك هذا يا والدي؟..
قل امجد بسخرية: أتظن اني أحمق لا اعلم ما يدور في الشركة .. انني ارصد كل نفس فيها.. ولكن ابني الأكبر الذي يجب ان يكون قدوة للموظفين يتسلل خارجا كل يوم كالفئران..
قال مازن وهو يكور قبضته: أرجوك ابي لا داعي لمثل هذا الكلام..
- هل لك ان تفسر لي تصرفك هذا اذا؟..
دس مازن أصابعه بين خصلات شعره وقال: انت تعلم منذ البداية اني لا اجد نفسي في هذا العمل.. واني لم اكن ارغب في ان اقوم به..
قال والده بانفعال: وكنت تريدني ان أتركك تعمل لدى شركة اخرى منافسة.. لا.. انت ابني ومن حقي عليك ان تكون الى جوار والدك وتساعده..
قال مازن برجاء: ولكن لي طموح في هذه الحياة يا ابي.. ولو عملت في شركتك فلن أحققه...
اشار له والده بالصمت وقال: كفى يا مازن لقد انتهى النقاش .. وحذار ان تغادر الشركة مرة اخرى والا سيكون لي تصرف آخر معك..
زفر مازن بعصبية وقال: هل تريد أي شيء آخر يا والدي؟..
قال والده باقتضاب : لا..
نهض مازن من كرسيه وأسرع يتوجه الى أي مكان المهم ان يهدئ من اعصابه قليلا..ووجد نفسه امام الباب الرئيسي.. فأسرع يفتحه و ...
(الى اين؟..)
تردد ذلك الصوت الهامس الرقيق من خلفه.. فالتفت الى ملاك ناطقة العبارة السابقة وتطلع اليها للحظات .. في حين ظنت ملاك ان صمته يعني انه لم يسمعها جيدا.. فعادت تكرر عبارتها وقالت بصوت مرتفع أكثر: الى اين تذهب يا مازن؟..
مط مازن شفتيه بغضب ومن ثم قال وهو يستدير عنها: الى الجحيم..
لم يكن الوقت المناسب ابدا لملاك ان تتحدث اليه وهو في هذه الحالة من الغضب.. في حين تطلعت اليه ملاك للحظات بألم ومن ثم لم تلبث ان قالت بمرارة : ما بالكم جميعا؟..الكل يكره ان احدثه..ليتني لم آتي الى هنا.. ليتني لم افعل..
التفت مازن اليها بدهشة وسرعة ومن ثم قال: من تعنين بالجميع يا ملاك؟.. هل هناك من ضايقك؟..
اشاحت بوجهها لتخفي الدموع التي ترقرقت في عينيها ومن ثم قالت بألم: وماذا يهم؟.. انت مثله تماما.. تكره التحدث الي..
عاد مازن ادراجه الى حيث تجلس ملاك وافتعل ابتسامة على شفتيه وهو يقول: لم اقصد محادثتك بهذا الاسلوب.. فقد كانت اعصابي مشدودة بعض الشيء.. ولكن لم تخبريني من الآخر الذي ضايقك..
تطلعت اليه بتردد ومن ثم لم تلبث ان قالت بصوت خافت: كمال..
تساءل باهتمام: وما الذي فعله؟..
- لقد سألته عن شيء ما يعنيه.. فطلب مني ان لا اتدخل في شؤونه وان اهتم بشؤوني فقط..
عقد مازن حاجبيه وقال وهو يهبط الى مستواها: سألته؟.. وعن ماذا سألته؟..
ازدردت ملاك لعابها وقالت: لقد أصابني الارق ليلة البارحة.. ورأيته يدخل في ساعة متأخرة.. فسألته عن سبب تأخيره كل هذا الوقت لأن عمي كان قلقا عليه..
قال مازن بابتسامة باهتة: ملاك.. لا تدعي هذا يضايقك.. فهذه هي عادة كمال.. لا يحب ان يتدخل احد في شؤونه وحتى والدي نفسه.. ثم ان تأخره امر طبيعي فهو يتأخر يوميا عن المنزل..
صمتت ملاك دون ان تعلق على عبارته.. فقال وهو يتطلع اليها: أظن اني ادين لك بالاعتذار عما فعلته قبل قليل.. انا آسف.. واعتذر كذلك نيابة عن كمال.. ولكن لا تتضايقي.. فلا احب رؤية ابنة عمي عابسة هكذا..
التفتت اليه وارتسمت ابتسامة حملت كل ما بداخلها من امتنان له فقال مبتسما وهو يربت على كفها وينهض واقفا: والآن مادمت قد رايتك مبتسمة.. فعن اذنك سأزور احد أصدقائي ..
قالها ولوح لها بكفه.. ولكن ملاك لم تكن تطلع اليه في تلك اللحظة.. بل الى كفها التي ربت عليها مازن.. وشعرت بقشعريرة باردة تجري في جسدها.. وهي تتذكر لمسته لها.. ووجدت قلبها يخفق بقوة..
ولهفة...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
و هذي الجزئين كتعويض
اتمنى لكم وقت طيب
و اتمنى اشوف ردود حلوة
دمتم في حفظ الرحمن
marwa_97 and "Naro" like this.
__________________
?Đō ũ bεĪεīνε īή Ļύν
Ļīķε Ĩ bεĪεīνε Ĩή ρaīή
  #20  
قديم 11-08-2009, 05:13 PM
 
واووووووووووووووووووووووووو
تحفة
ومن حظي ان انا اول وحدة كمان وان شاء الله هكون دايما
عشاااااااان القصة حلوة ذي الي ناقلها وكمان انت ارووووووووووووع
__________________
سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده


فاضي دقيقتين؟
ادخل هنا
وشاركنا
هنا
مشاركة في دورة عيون العرب لتعليم الفوتوشوب خطوة بخطوة 2


يا كاشفني
ღ. ŚḿĨŁę ğĩŕĻ .ღ.
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:35 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011