عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-28-2009, 06:04 AM
 
Question أمة اقرأ متى تقرأ ؟


أمة اقرأ متى تقرأ ؟
د. بدر عبد الحميد هميسه
القراءة مفتاح العلم , بل مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة ,


وأمة لا تقرأ أمة لا تحرف حاضرها من مستقبلها ,

أمة لا تأخذ عبرة من ماضيها , ولا تمتد جذورها إلى أصولها ,
أمة لا تقرأ أمة قد ماتت وكبر الناس عليها أربعا ,
ويكفي الأمة الإسلامية شرفا أن أول ما ابتدأ به نزول القرآن الكريم قوله تعالى:
" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)"
سورة العلق.
فقد جمع الله تعالى في هذه الآيات المباركات بين عنصري التعلم : القراءة والكتابة,بل وجعل سورة كاملة من سور القرآن الكريم باسم ( القلم ) .
ومع أننا أمة ( اقرأ) لكن للأسف لا نقرأ، وإذا قرأنا لا نقرأ المفيد من الكتب إلا من رحم الله من هذه الأمة،
والأغرب من ذلك تقرير إحدى الجامعات في عالمنا العربي الذي أكد أن 72% من خريجي الجامعات يتخرجون دون أن يقوموا باستعارة كتاب واحد من مكتبة الجامعة!
بل حتى من يقرأ من شبابنا وبناتنا لا يهتم – إلا من وفقه الله – إلا بكتب القصص والمغامرات والروايات الغرامية وفن الطهي , وكتب السحر والجن .

اذكر أنني ذات مرة ذهبت إلى بعض دور النشر ببعض الرسائل والأبحاث العلمية , فاعتذر لي صاحب الدار , وقال لو عندك أبحاث عن السحر والجن والطالع فسوف ننشرها لك فورا .





ومن أسباب عزوف الناس عن القراءة :
1. أسباب تربوية: حيث تغيب ثقافة الكتاب عن بعض البيوت والمحاضن التربوية .
2. أسباب شخصية : كالجهل والغرور والنظرة القاصرة للنفس ويدخل ضمنها ضعف المستوى التعليمي.
3. أسباب اقتصادية: بسب غلاء أسعار الكتب أو فقر الإنسان أو قصور دخله عما هو أهم أو ما يظنه أهم إضافة إلى استغراق بعض الأعمال جل اليوم .
4. أسباب إدارية : وتبرز عند من لا يحسن تنظيم وقته ولا يعرف أولوياته ولا يرتب أدواره الحياتية .
5. أسباب ترفيهية : فبعض الناس رفاهيته هي الأصل ولا مكان للجدية إلا في ركن قصي يضيق ولا يتسع . ولعل انتشار وسائل الإعلام والانترنت مما يدعم هذا الجانب .
6. أسباب منفعية : والقراءة هي طريق العلم , ولولا القراءة لم يتعلم الإنسان ولم يحقق الحكمة من وجوده على هذه الأرض وهي عبادة الله وطاعته وعمارة هذه الأرض.
كما أنها من أقوى الأسباب لمعرفة الله سبحانه وتعالى وعبادته وطاعته وطاعة رسوله , وسبب لاكتساب الأخلاق الحميدة والصفات العالية والسلوك المستقيم وسبب لمعرفة الإنسان لما ينفعه ولما يضره في هذه الحياة من العلوم,
وسبب لرفعة الإنسان في هذه الحياة وفي الآخرة قال تعالى :
" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "
(11) سورة المجادلة .
والقراءة تنقلنا من عالم ضيق محدود الأفق إلى عالم آخر أوسع أفقًا وأبعد غاية.

إن القدرة على القراءة نعمة من أهم نعم الله علينا ، كغيرها من الوسائل التي آتاها الله ابن آدم،
وإذا أردت أن تعرف هذه النعمة العظيمة فما عليك أيها القارئ، إلا أن تقارن بين نفسك وبين من لا يقرأ من أقاربك أو أصدقائك، لترى الفرق الهائل بينك وبينهم.
إن القراءة تفيد الإنسان فـي حياته، فهي توسع دائرة خبراته، وتفتح أمامه أبواب الثقافة، وتحقق التسلية والمتعة،
وتكسب الطفل حساً لغوياً أفضل، ويتحدث ويكتب بشكل أفضل،
كما أن القراءة تعطي الطفل قدرة على التخيل وبعد النظر، وتنمي لدى الطفل ملكة التفكير السليم، وترفع مستوى الفهم، وقراءة الطفل تساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه.
لذا فقد اهتم العلماء بالقراءة , ووضعوا الكتاب في أرفع وأعلى الغايات ,
فقد جعلوه أنيسا وصديقا ورفيقا .

قال الجاحظ : الكتاب نعم الأنيس في ساعة الوحدة ونعم القرين ببلاد الغربة،
وهو وعاء مليء علمًا وليس هناك قرين أحسن من الكتاب، ولا شجرة أطول عمرًا ولا أطيب ثمرة ولا أقرب مجتنى من كتاب مفيد،
والكتاب هو الجليس الذي لا يمدحك والصديق الذي لا يذمك والرفيق الذي لا يملك ولا يخدعك إذا نظرت فيه أمتعك وشحذ ذهنك وبسط لسانك وجود بيانك وغذى روحك ونمى معلوماتك،
وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة.
ولو لم يكن من فضله عليك إلا حفظه لأوقاتك فيما ينفعك وصونها عما يضرك من فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة ومجالسة من لا خير فيهم،
لكان في ذلك على صاحبه أسبغ نعمة وأعظم منة فالكتاب صديق يقطع أوقات فراغك في مؤانسة تنجيك من الوحدة المملة، كما ينقل إليك أخبار البلاد النائية فتعرف أنباءها كما تعرف أنباء بلدتك.
قال أحدهم :
لمحـبـرة تجالسـنـي نـهــاري ... أحب إلي مـن أنـس الصديـق
ورزمة كاغد في البيت عندي ... أحـب إلـي مـن عطـر الدقيـق
ولطمـة عالـم فـي الخـد منـي ... ألذ لـدي مـن شـرب الرحيـق
وقال آخر:

نعم المؤانس والجليس كتاب ... تخلو به إن خانك الأصحـاب
لا مفشيـاً سـراً ولا متـكـدراً ... وتفـاد منـه حكمـة وصـواب

ويقول أحدهم في وصف أسده على كتب العلم:
أجـلّ مصائـب الرجـل العليـم ... مصـائـبـه بـأسـفـار الـعـلـوم
إذا فقُـد الكتـاب فـذاك خطـب ... عظيـم قـد يجـل عـن العميـم
وكم قد مات من أسف عليها ... أناس في الحديث وفي القديم
وقال عمرو بن العلاء:
ما دخلت قط على رجل ولا مررت بداره، فرأيته في بابه فرأيته ينظر في دفتر وجليسه فارغ إلا حكمت عليه أنه أفضل منه عقلاً،
وقيل لرجل ما يؤنسك؟ فضرب على كتبه وقال: هذه، قيل فمن الناس، قال: الذين فيها.
وقيل لبعضهم أما تستوحش؟ قال: يستوحش من معه الأنس كله؟ قيل وما الأنس؟ قال: الكتب.
وقيل لأبي الوليد إنك ربما حملت الكتاب وأنت رجل تجد في نفسك، قال: إن حمل الدفاتر من المروءة.
وعُذِلَ بعضُ العلماء في كثرة شراء الكتب، فقال:

وقائلةٍ أنفقتَ في الكُتْبِ ما حَوَت ... يمينُـك مـن مـالٍ فقلـتُ: دعينـي
لعـلِّـي أرى فيـهـا كتـابًـا يَدُلُّـنـي ... لأخْـــذِ كـتـابـي آمِـنًــا بيمـيـنـي
وللعلماء أخبار عجيبة في حب القراءة وملازمة الكتاب أكثر من أن تحصى أو تستقصى منها :


قال ابن أبي حاتم رحمه الله :
كنت اقرأ على أبي وهو يقرأ وهو يكتب وهو يمشي وهو يركب وهو في بيت الخلاء ،


ابن أبي حاتم شيخ الإسلام ولد شيخ الإسلام ،

ابن أبي حاتم من كبار حفاظ الإسلام وأبوه أيضاً من كبار حفاظ الإسلام .
وابن تيمية كان إذا دخل الحمام يعطي لولده كتاباً يقول اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك ،



اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك وهو في بيت الخلاء .
والخطيب البغدادي كان ما يمشي في طريق إلا وفي يده جزء يطالعه ، والنووي أيضاً ،




والإمام ثعلب احد أئمة النحو والأدب كان إذا دعاه رجل إلي وليمة يشترط على صاحب الوليمة أن يجعل له فراغا لوضع كتاب ليقرا فيه ،
أنا سأحضر لكن أعطني مجالاً ، لعل بيوتهم كانت ضيقة فيحصل فيها ازدحام ،
يقول أنا اشترط أن أضع كتاب بين يدي اقرأ فيه ،
وكان سبب موته انه خرج يوم الجمعة بعد العصر من المسجد وكان في يده كتاب يقرا فيه فجاءت فرس فصدمته فسقط في هوة ،
فاُخرج وهو يتأوه ويصيح فمات اليوم الثاني ، ما كانوا يضيعون أوقاتهم ، جد واجتهاد في الصباح والمساء.
وقال الحافظ ابن عبدالهادي في وصف شيخه ابن تيمية :
(لا تكاد نفسُه تشبع من العلم، ولا تروى من المطالعة، ولا تملُّ من الاشتغال، ولا تكلُّ من البحث،
وقَلَّ أن يدخل في علمٍ من العلوم في بابٍ من أبوابه إلا ويُفتح له من ذلك الباب أبواب،
ويستدرك أشياء في ذلك العلم على حُذَّاق أهله).
مختصر طبقات علماء الحديث
وقال الإمام ابن القيم في (روضة المحبِّين) وحدَّثني شيخنا -يعني ابنَ تيمية- قال:
(ابتدأني مرضٌ، فقال لي الطبيب: إن مُطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض،
فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك، أليست النفس إذا فرحت وسُرَّت وقَوِيت الطبيعةُ فدفعت المرضَ؟


فقال: بلى، فقلت له: فإن نفسي تُسرُّ بالعلم فتقوى به الطبيعةُ فأجدُ راحةً، فقال: هذا خارجٌ عن علاجنا...))

وساق ابن عبدالبر بسنده في (جامع بيان العلم وفضله) :


( أن أحمد بن محمد بن شجاع بعثَ غلامًا من غِلْمانه إلى أبي عبدالله بن الأعرابي -صاحب الغريب- يسأله المجيءَ إليه، فعاد إليه الغلام،
فقال: قد سألته ذلك، فقال لي: عندي قوم من الأعراب، فإذا قضَيتُ أَرَبي منهم أتيتُ،


قال الغلام: وما رأيتُ عنده أحدًا، إلا أن بين يديه كتبًا ينظر فيها، فينظر في هذا مرَّة وفي هذا مرة، ثم ما شعرنا حتى جاء،

فقال له أبو أيوب: يا أبا عبدالله ! سبحان الله العظيم، تخلَّفت عنَّا وحَرَمْتنا الأُنسَ بك،
ولقد قال لي الغلامُ: إنه ما رأى عندك أحدًا، وقلتَ: أنا مع قومٍ من الأعراب، فإذا قضيتُ أَرَبي معهم أتيتُ، فقال ابنُ الأعرابي:
لـنـا جُلَـسـاءٌ مــا نَـمَـلُّ حديـثَـهـم ... ألِبَّـاءُ مأمونـون غَيْـبًـا ومَشْـهـدا
يُفيدوننا من علمهم علمَ ما مضى ... وعـقـلاً وتأديـبًـا ورأيًــا مُـسَـدَّدا



بِلا فتنةٍ تُخشى ولا سوء عِشْـرةٍ ... ولا يُتَّقَـى منـهـم لسـانًـا ولا يــدا
فإن قلتَ: أمواتٌ فـلا أنـتَ كـاذِبٌ ... وإن قلـتَ: أحيـاءٌ فلـسـتَ مُفـنَّـدا




وفي أبيات لأبي الحسن الفالي :
أنِسْتُ بها عِشرينَ حولاً وَبِعْتُها ... لقد طالَ وَجْـدي بعدَهـا وحنينـي



ومـا كـان ظَنِّـي أَنَّنـي سأَبيعـهـا ... ولو خلَّدتني في السجون ديوني
ولكن لضعـفٍ وافتقـارٍ وصِبْيَـةٍ ... صِغـارٍ عليهـم تَسْتَهِـلُّ شُؤونـي
فقلتُ ولـم أَمْلـك سوابـق عَبْـرةٍ ... مقالـة مـكـويِّ الـفـؤادِ حَـزِيـنِ:
وقد تُخرجُ الحاجاتُ يـا أمَّ مالـكٍ ... كـرائـمَ مــن ربٍّ بـهـنَّ ضنـيـنِ
ولحب القراءة مات الجاحظ تحت كتبه، وتوفي مسلم صاحب الصحيح وهو يطالع كتاباً،
وكان أبو الوفاء ابن عقيل يقرأ وهو يمشي.
وقال ابن الجوزي: قرأت في شبابي عشرين ألف مجلده،أحمد بن حنبل يطوف
الدنيا ليجمع أربعين ألف حديث في المسند، وابن حجر يؤلّف فتح الباري ثلاثين مجلداً، وابن عقيل
الحنبلي يؤلف كتاب الفنون سبعمائة مجلد، وابن خلدون يسجّل اسمه في عواصم الدنيا، وابن رشد يجمع المعارف الإنسانية ،
وقال المتنبي: وخير جليس في الزمان كتاب،
وقال الطنطاوي: أنا من ستين سنة أقرأ كل يوم خمسين صفحة ألزمت نفسي بها .
جمالَ ذي الدارِ كانوا في الحياةِ وهمْ ... بعـدَ الممـاتِ جمـالُ الكتـبِ والسـيَـرِ





يقول ابن صمادح :
وزهدني فـي النـاس معرفتـي بهـم ... وطول اختباري صاحباً بعد صاحبِ
فـلـم تـرنـي الأيــام خــلاًّ تسـرنـي ... مباديـه إلاّ سـاءنـي فــي العـواقـبِ
ولا قـلـت أرجــوه لكـشـف مـلـمـةٍ ... من الدهر إلاّ كان إحدى المصائبِ!
فلـيـس مـعـي إلاّ كـتـاب صحـبـتـه ... يؤانسنـي فـي شرقـهـا والمـغـاربِ
وقال آخر:
نعم المحدث والرفيق كتـاب ... تلهو به إن خانك الأصحاب
لا مفشياً للسـر إن أودعتـه ... وينال منـه حكمـة وصـواب

وقال شوقي:
أَنـا مَـن بَــدَّلَ بِالكُـتـبِ الصِحـابـا ... لَــم أَجِــد لــي وافِـيًـا إِلا الكِتـابـا

صـاحِـبٌ إِنْ عِبـتَـهُ أَو لَــم تَـعِـبْ ... لَـيـسَ بِالـواجِـدِ لِلصـاحِـبِ عـابـا
كُــلَّــمــا أَخـلَــقــتُــهُ جَـــدَّدَنــــي ... وَكَساني مِـن حِلـى الفَضـلِ ثِيابـا
صُحـبَـةٌ لَــم أَشــكُ مِنـهـا ريـبَـةً ... وَوِدادٌ لَـــــم يُـكَـلِّـفـنـي عِـتــابــا
رُبَّ لَـيـلٍ لَــم نُقَـصِّـر فـيـهِ عَــن ... سَمَـرٍ طـالَ عَلـى الصَمـتِ وَطابـا
كـانَ مِــن هَــمِّ نَـهـاري راحَـتـي ... وَنَـدامــايَ وَنَـقـلِــيَ وَالـشَـرابــا
إِن يَـجِـدنـي يَـتَـحَــدَّث أَو يَــجِــد ... مَلَـلاً يَطـوي الأَحاديـثَ اقتِضـابـا
تَـجِـدُ الكُـتـبَ عَـلـى النَـقـدِ كَـمــا ... تَـجِـدُ الإِخــوانَ صِـدقًــا وَكِـذابــا
فَـتَـخَـيَّـرهــا كَـــمـــا تَــخــتــارُهُ ... وَادَّخِر في الصَحبِ وَالكُتبِ اللُبابا
صالِـحُ الإِخــوانِ يَبغـيـكَ التُـقـى ... وَرَشيـدُ الكُتـبِ يَبغـيـكَ الصَـوابـا
هذا عن القراءة الجناح الأول من أجنحة العلم والتعلم , أما عن الكتابة التي هي الجناح الثاني , فقد اهتم بها العلماء اهتماما بالغا , وجعلوا من أسس العلم تقييده بالكتابة .


وقال الحسن بن علي لبنيه وبني أخيه:
"تعلموا العلم، فإنكم إن تكونوا صغار قوم تكونوا كبارهم غداً، فمن لم يحفظ فليكتب"


السنن الكبرى
أنشد مالك رحمه الله :



العلـمُ صـيـدٌ والكتـابـةُ قَـيْـدُه ... قَيِّدْ صُيودَك بالحِبَـالِ الواثقـهْ

فمِنَ الجَهَالة أن تصِيدَ غزالة ... وتتركُها بَيْنَ الأوانِس مطلقهْ

فهذا الإمام الشافعي يحكي عنه صاحبُه الحُمَيْديُّ –لمَّا كانا بمصر- أنه كان يخرج في بعض الليالي فإذا مصباح منزل الشافعي مُسْرج، فيصعد إليه فإذا قِرْطاس ودَوَاة،
فأقول: مَهْ يا أبا عبدالله ! فيقول : تفكّرت في معنى حديث –أو في مسألة- فخِفْت أن يذهب عَلَيَّ، فأمرت بالمصباح وكتبته.
(آداب الشافعي ومناقبه): لابن أبي حاتم.


ومن كلامهم المشهور :

لا تحملوا العلم عن صَحَفي ، ولا القرآن عن مُصْحَفي
فقيل : الصحفي [ هو ] : الذي يروي الخطأ على قراءة الصحف باشتباه الأحرف .
وقيل : إن أصل هذا أن قوماً كانوا أخذوا العلم من الصحف من غير أن ينقلوا فيه من العلماء ، فكان فيما يرويه التغيير ،
فقيل عندها : قد صحفوا أي روَوْه عن الصحف ، فهو مصحّف .
روى صالح ابن الإمام أحمد بن حنبل فقال :
"رأى رجل مع أبي محبرةً فقال له: يا أبا عبدالله، أنت قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إمام المسلمين، فقال : " من المحبرة إلى المقبرة" .
وما مـن كاتـب الا سيبلـى ... ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غيـر شـئ ... يسرك في القيامة أن تراه



وأخيرا :
تذكر ثم تذكر أن ما قرأته وعلمته سيكون حجة ...إما لك أو عليك ... فلا تستكثرن من حجج الله عليك .


فالعمل هو :
ثمرة العلم ، والعلم مقصود لغيره بمنزلة الشجرة ، فلا بد مع العلم بدين الإسلام من العمل به ، فإن الذي معه علم ولا يعمل به شر من الجاهل .


وقد ألف الخطيب البغدادي رسالة لطيفة سماها :

(العلم يقتضي العمل ، فحذار أن تتشبه باليهود والنصارى ، فاليهود يعلمون ولا يعملون ، والنصارى يعملون بلا علم ، فاليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون ) .
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ ،
وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ، وَفِيمَا أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ)
.أخرجه الدارمي والترمذي
قال الشاعر:
فاعمل بعلمك تغنـم أيهـا الرجـل ... لا ينفع العلم إن لم يحسن العمل
والعلـم زيـنٌ وتقـوى الله زينتـه ... والمتقون لهم في علمهـم شغـل
عَنْ أم سَلَمَةَ ؛أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ :
(اللَّهُمَّ إِنَي أسالك عِلْمًا نَافِعًا ، وَرِزْقًا طَيِّبًا ، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً) .



أحمد وابن ماجة
اللهم اجعلنا ممن يقرأون فيفهمون , ويفهمون فيعملون , ويعملون فيخلصون , ويخلصون فيقبلون .
منقووووووووووول


__________________
سألت القلب كيف احفظ انسان احبه؟
فقال\
انتبه الا تجرحه وبالكذب لا تخدعه
ومن الحب لاتحرمه وبالصراحه عامله
وعن روحك لا تبعده ولا تفكر تؤلمه
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-29-2009, 07:22 PM
 
يعطيك العافية
ينقل للقسم المناسب
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-31-2009, 12:04 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير القدس مشاهدة المشاركة
يعطيك العافية
ينقل للقسم المناسب
__________________
سألت القلب كيف احفظ انسان احبه؟
فقال\
انتبه الا تجرحه وبالكذب لا تخدعه
ومن الحب لاتحرمه وبالصراحه عامله
وعن روحك لا تبعده ولا تفكر تؤلمه
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:58 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011