عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   نور الإسلام - (https://www.3rbseyes.com/forum5/)
-   -   وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ (https://www.3rbseyes.com/t137394.html)

حمزه عمر 11-10-2009 11:43 AM

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ
 

بسم الله الرحمن الرحيم
http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/22/52/1.png

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ

فيه ثلاث مسائل الأولى : قوله تعالى " تمنى " أي قرأ وتلا . و " ألقى الشيطان في أمنيته " أي قراءته وتلاوته . وقد تقدم في البقرة . قال ابن عطية : وجاء عن ابن عباس أنه كان يقرأ " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث " ذكره مسلمة بن القاسم بن عبد الله , ورواه سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس . قال مسلمة : فوجدنا المحدثين معتصمين بالنبوة - على قراءة ابن عباس - لأنهم تكلموا بأمور عالية من أنباء الغيب خطرات , ونطقوا بالحكمة الباطنة فأصابوا فيما تكلموا وعصموا فيما نطقوا ; كعمر بن الخطاب في قصة سارية , وما تكلم به من البراهين العالية .

قلت : وقد ذكر هذا الخبر أبو بكر الأنباري في كتاب الرد له , وقد حدثني أبي رحمه الله حدثنا علي بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث " قال أبو بكر : فهذا حديث لا يؤخذ به على أن ذلك قرآن . والمحدث هو الذي يوحى إليه في نومه ; لأن رؤيا الأنبياء وحي .

الثانية : قال العلماء : إن هذه الآية مشكلة من جهتين : إحداهما : أن قوما يرون أن الأنبياء صلوات الله عليهم فيهم مرسلون وفيهم غير مرسلين . وغيرهم يذهب إلى أنه لا يجوز أن يقال نبي حتى يكون مرسلا . والدليل على صحة هذا قوله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي " فأوجب للنبي صلى الله عليه وسلم الرسالة . وأن معنى " نبي " أنبأ عن الله عز وجل , ومعنى أنبأ عن الله عز وجل الإرسال بعينه . وقال الفراء : الرسول الذي أرسل إلى الخلق بإرسال جبريل عليه السلام إليه عيانا , والنبي الذي تكون نبوته إلهاما أو مناما ; فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا . قال المهدوي : وهذا هو الصحيح , أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا . وكذا ذكر القاضي عياض في كتاب الشفا قال : والصحيح والذي عليه الجم الغفير أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا ; واحتج بحديث أبي ذر , وأن الرسل من الأنبياء ثلثمائة وثلاثة عشر , أولهم آدم وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم . والجهة الأخرى التي فيها الإشكال وهي :

الثالثة : الأحاديث المروية في نزول هذه الآية , وليس منها شيء يصح . وكان مما تموه به الكفار على عوامهم قولهم : حق الأنبياء ألا يعجزوا عن شيء , فلم لا يأتينا محمد بالعذاب وقد بالغنا في عداوته ؟ وكانوا يقولون أيضا : ينبغي ألا يجري عليهم سهو وغلط ; فبين الرب سبحانه أنهم بشر , والآتي بالعذاب هو الله تعالى على ما يريد , ويجوز على البشر السهو والنسيان والغلط إلى أن يحكم الله آياته وينسخ حيل الشيطان . روى الليث عن يونس عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " والنجم إذا هوى " [ النجم : 1 ] فلما بلغ " أفرأيتم اللات والعزى . ومناة الثالثة الأخرى " [ النجم : 19 - 20 ] سها فقال : ( إن شفاعتهم ترتجى ) فلقيه المشركون والذين في قلوبهم مرض فسلموا عليه وفرحوا ; فقال : ( إن ذلك من الشيطان ) فأنزل الله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي " الآية . قال النحاس : وهذا حديث منقطع وفيه هذا الأمر العظيم . وكذا حديث قتادة وزاد فيه ( وإنهن لهن الغرانيق العلا ) . وأقطع من هذا ما ذكره الواقدي عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله قال : سجد المشركون كلهم إلا الوليد بن المغيرة فإنه أخذ ترابا من الأرض فرفعه إلى جبهته وسجد عليه , وكان شيخا كبيرا . ويقال إنه أبو أحيحة سعيد بن العاص , حتى نزل جبريل عليه السلام فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ; فقال : ( ما جئتك به ) ! وأنزل الله " لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا " [ الإسراء : 74 ] . قال النحاس : وهذا حديث منكر منقطع ولا سيما من حديث الواقدي . وفي البخاري أن الذي أخذ قبضة من تراب ورفعها إلى جبهته هو أمية بن خلف . وسيأتي تمام كلام النحاس على الحديث - إن شاء الله - آخر الباب . قال ابن عطية : وهذا الحديث الذي فيه هي الغرانيق العلا وقع في كتب التفسير ونحوها , ولم يدخله البخاري ولا مسلم , ولا ذكره في علمي مصنف مشهور ; بل يقتضي مذهب أهل الحديث أن الشيطان ألقى , ولا يعينون هذا السبب ولا غيره . ولا خلاف أن إلقاء الشيطان إنما هو لألفاظ مسموعة ; بها وقعت الفتنة . ثم اختلف الناس في صورة هذا الإلقاء , فالذي في التفاسير وهو مشهور القول أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بتلك الألفاظ على لسانه . وحدثني أبي رضي الله عنه أنه لقي بالشرق من شيوخ العلماء والمتكلمين من قال : هذا لا يجوز على النبي صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم في التبليغ , وإنما الأمر أن الشيطان نطق بلفظ أسمعه الكفار عند قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أفرأيتم اللات والعزى . ومناة الثالثة الأخرى " [ النجم : 19 - 20 ] وقرب صوته من صوت النبي صلى الله عليه وسلم حتى التبس الأمر على المشركين , وقالوا : محمد قرأها . وقد روي نحو هذا التأويل عن الإمام أبي المعالي . وقيل : الذي ألقى شيطان الإنس ; كقوله عز وجل : " والغوا فيه " [ فصلت : 26 ] . قتادة : هو ما تلاه ناعسا .

وقال القاضي عياض في كتاب الشفا بعد أن ذكر الدليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم , وأن الأمة أجمعت فيما طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الإخبار عن شيء بخلاف ما هو عليه , لا قصدا ولا عمدا ولا سهوا وغلطا : اعلم أكرمك الله أن لنا في الكلام على مشكل هذا الحديث مأخذين : أحدهما : في توهين أصله , والثاني على تسليمه . أما المأخذ الأول فيكفيك أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة , ولا رواه بسند سليم متصل ثقة ; وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب , المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم . قال أبو بكر البزار : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد متصل يجوز ذكره ; إلا ما رواه شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ( فيما أحسب , الشك في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بمكة . . . ) وذكر القصة . ولم يسنده عن شعبة إلا أمية بن خالد , وغيره يرسله عن سعيد بن جبير . وإنما يعرف عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ; فقد بين لك أبو بكر رحمه الله أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره سوى هذا , وفيه من الضعف ما نبه عليه مع وقوع الشك فيه الذي ذكرناه , الذي لا يوثق به ولا حقيقة معه . وأما حديث الكلبي فما لا تجوز الرواية عنه ولا ذكره لقوة ضعفه وكذبه ; كما أشار إليه البزار رحمه الله . والذي منه في الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ " والنجم " بمكة فسجد وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس ; هذا توهينه من طريق النقل . وأما المأخذ الثاني فهو مبني على تسليم الحديث لو صح . وقد أعاذنا الله من صحته , ولكن على كل حال فقد أجاب أئمة المسلمين عنه بأجوبة ; منها الغث والسمين . والذي يظهر ويترجح في تأويله على تسليمه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كما أمره ربه يرتل القرآن ترتيلا , ويفصل الآي تفصيلا في قراءته ; كما رواه الثقات عنه , فيمكن ترصد الشيطان لتلك السكنات ودسه فيها ما اختلقه من تلك الكلمات , محاكيا نغمة النبي صلى الله عليه وسلم بحيث يسمعه من دنا إليه من الكفار , فظنوها من قول النبي صلى الله عليه وسلم وأشاعوها . ولم يقدح ذلك عند المسلمين لحفظ السورة قبل ذلك على ما أنزلها الله , وتحققهم من حال النبي صلى الله عليه وسلم في ذم الأوثان وعيبها ما عرف منه ; فيكون ما روي من حزن النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الإشاعة والشبهة وسبب هذه الفتنة , وقد قال الله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي " الآية .

قلت : وهذا التأويل , أحسن ما قيل في هذا . وقد قال سليمان بن حرب : إن " في " بمعنى عنده ; أي ألقى الشيطان في قلوب الكفار عند تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم ; كقوله عز وجل : " ولبثت فينا " [ الشعراء : 18 ] أي عندنا . وهذا هو معنى ما حكاه ابن عطية عن أبيه عن علماء الشرق , وإليه أشار القاضي أبو بكر بن العربي , وقال قبله : إن هذه الآية نص في غرضنا , دليل على صحة مذهبنا , أصل في براءة النبي صلى الله عليه وسلم مما ينسب إليه أنه قاله ; وذلك أن الله تعالى قال : " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته " أي في تلاوته . فأخبر الله تعالى أن من سنته في رسله وسيرته في أنبيائه إذا قالوا عن الله تعالى قولا زاد الشيطان فيه من قبل نفسه كما يفعل سائر المعاصي . تقول : ألقيت في دار كذا وألقيت في الكيس كذا ; فهذا نص في الشيطان أنه زاد في الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم , لا أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم به . ثم ذكر معنى كلام عياض إلى أن قال : وما هدي لهذا إلا الطبري لجلالة قدره وصفاء فكره وسعة باعه في العلم , وشدة ساعده في النظر ; وكأنه أشار إلى هذا الغرض , وصوب على هذا المرمى , وقرطس بعدما ذكر في ذلك روايات كثيرة كلها باطل لا أصل لها , ولو شاء ربك لما رواها أحد ولا سطرها , ولكنه فعال لما يريد .

وأما غيره من التأويلات فما حكاه قوم أن الشيطان أكرهه حتى قال كذا فهو محال ; إذ ليس للشيطان قدرة على سلب الإنسان الاختيار , قال الله تعالى مخبرا عنه : " وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي " [ إبراهيم : 22 ] ; ولو كان للشيطان هذه القدرة لما بقي لأحد من بني آدم قوة في طاعة , ومن توهم أن للشيطان هذه القوة فهو قول الثنوية والمجوس في أن الخير من الله والشر من الشيطان . ومن قال جرى ذلك على لسانه سهوا قال : لا يبعد أنه كان سمع الكلمتين من المشركين وكانتا على حفظه فجرى عند قراءة السورة ما كان في حفظه سهوا ; وعلى هذا يجوز السهو عليهم ولا يقرون عليه , وأنزل الله عز وجل هذه الآية تمهيدا لعذره وتسلية له ; لئلا يقال : إنه رجع عن بعض قراءته , وبين أن مثل هذا جرى على الأنبياء سهوا , والسهو إنما ينتفي عن الله تعالى , وقد قال ابن عباس : ( إن شيطانا يقال له الأبيض كان قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة جبريل عليه السلام وألقى في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم : تلك الغرانيق العلا , وأن شفاعتهن لترتجى ) . وهذا التأويل وإن كان أشبه مما قبله فالتأويل الأول عليه المعول , فلا يعدل عنه إلى غيره لاختيار العلماء المحققين إياه , وضعف الحديث مغن عن كل تأويل , والحمد لله . ومما يدل على ضعفه أيضا وتوهينه من الكتاب قوله تعالى : " وإن كادوا ليفتنونك " [ الإسراء : 73 ] الآيتين ; فإنهما تردان الخبر الذي رووه ; لأن الله تعالى ذكر أنهم كادوا يفتنونه حتى يفتري , وأنه لولا أن ثبته لكان يركن إليهم . فمضمون هذا ومفهومه أن الله تعالى عصمه من أن يفتري وثبته حتى لم يركن إليهم قليلا فكيف كثيرا , وهم يروون في أخبارهم الواهية أنه زاد على الركون والافتراء بمدح آلهتهم , وأنه قال عليه الصلاة والسلام : افتريت على الله وقلت ما لم يقل . وهذا ضد مفهوم الآية , وهي تضعف الحديث لو صح ; فكيف ولا صحة له . وهذا مثل قول تعالى : " ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء " [ النساء : 113 ] . قال القشيري : ولقد طالبته قريش وثقيف إذ مر بآلهتهم أن يقبل بوجهه إليها , ووعده بالإيمان به إن فعل ذلك , فما فعل ! ولا كان ليفعل ! قال ابن الأنباري : ما قارب الرسول ولا ركن . وقال الزجاج : أي كادوا , ودخلت إن واللام للتأكيد . وقد قيل : إن معنى " تمنى " حدث , لا " تلا " . روي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عز وجل : ( " إلا إذا تمنى " قال : إلا إذا حدث " ألقى الشيطان في أمنيته " ) قال : في حديثه
فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ

قال : فيبطل الله ما يلقي الشيطان . قال النحاس : وهذا من أحسن ما قيل في الآية وأعلاه وأجله . وقد قال أحمد بن محمد بن حنبل بمصر صحيفة في التفسير , رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا . والمعنى عليه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث نفسه ألقى الشيطان في حديثه على جهة الحيطة فيقول : لو سألت الله عز وجل أن يغنمك ليتسع المسلمون ; ويعلم الله عز وجل أن الصلاح في غير ذلك ; فيبطل ما يلقي الشيطان كما قال ابن عباس رضي الله عنهما . وحكى الكسائي والفراء جميعا " تمنى " إذا حدث نفسه ; وهذا هو المعروف في اللغة . وحكي أيضا " تمنى " إذا تلا . وروي عن ابن عباس أيضا وقاله مجاهد والضحاك وغيرهما . وقال أبو الحسن بن مهدي : ليس هذا التمني من القرآن والوحي في شيء , وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صفرت يداه من المال , ورأى ما بأصحابه من سوء الحال , تمنى الدنيا بقلبه ووسوسة الشيطان . وذكر المهدوي عن ابن عباس أن المعنى : ( إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه ) ; وهو اختيار الطبري . قلت : قوله تعالى : " ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة " الآية , يرد حديث النفس , وقد قال ابن عطية : لا خلاف أن إلقاء الشيطان إنما هو لألفاظ مسموعة , بها وقعت الفتنة ; فالله أعلم . قال النحاس : ولو صح الحديث واتصل إسناده لكان المعنى فيه صحيحا , ويكون معنى سها أسقط , ويكون تقديره : أفرأيتم اللات والعزى ; وتم الكلام , ثم أسقط ( والغرانيق العلا ) يعني الملائكة ( فإن شفاعتهم ) يعود الضمير على الملائكة . وأما من روى : فإنهن الغرانيق العلا , ففي روايته أجوبة ; منها أن يكون القول محذوفا كما تستعمل العرب في أشياء كثيرة , ويجوز أن يكون بغير حذف , ويكون توبيخا ; لأن قبله " أفرأيتم " ويكون هذا احتجاجا عليهم ; فإن كان في الصلاة فقد كان الكلام مباحا في الصلاة . وقد روى في هذه القصة أنه كان مما يقرأ : أفرأيتم اللات والعزى . ومناة الثالثة الأخرى . والغرانقة العلا . وأن شفاعتهن لترتجى . روى معناه عن مجاهد . وقال الحسن : أراد بالغرانيق العلا الملائكة ; وبهذا فسر الكلبي الغرانقة أنها الملائكة . وذلك أن الكفار كانوا يعتقدون [ أن ] الأوثان والملائكة بنات الله , كما حكى الله تعالى عنهم , ورد عليهم في هذه السورة بقوله " ألكم الذكر وله الأنثى " فأنكر الله كل هذا من قولهم . ورجاء الشفاعة من الملائكة صحيح ; فلما تأوله المشركون على أن المراد بهذا الذكر آلهتهم ولبس عليهم الشيطان بذلك , نسخ الله ما ألقى الشيطان , وأحكم الله آياته , ورفع تلاوة تلك اللفظتين اللتين وجد الشيطان بهما سبيلا للتلبيس , كما نسخ كثير من القرآن ; ورفعت تلاوته . قال القشيري : وهذا غير سديد ; لقوله : " فينسخ الله ما يلقي الشيطان " أي يبطله , وشفاعة الملائكة غير باطلة .
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

" عليم " بما أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم . " حكيم " في خلقه .

__________________
[

عبير القدس 12-07-2009 09:29 PM

جزاك الله خيرا

حمزه عمر 12-08-2009 09:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير القدس (المشاركة 1946365)
جزاك الله خيرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعدني مرورك العطر اختي الفاضلة دمت في حفظ الرحمن

حمزه عمر 12-08-2009 09:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير القدس (المشاركة 1946365)
جزاك الله خيرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعدني مرورك العطر اختي الفاضلة دمت في حفظ الرحمن

سمسمة محمد 12-08-2009 09:15 AM

جزاك الله كل خير سيدى ...
و جعله فى ميزان حسناتك ..


الساعة الآن 09:10 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011