عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2009, 11:06 AM
 
طفل أبيض.. في بحر من السمار!

قبل فترة ليست بالطويلة وأنا أفتش في أوراقي القديمة عثرت على رسالة من صديق قديم.. كنا قد تزاملنا سويا في مكان عمل واحد لفترة ليست بالقصيرة.. الا أن طبيعة صديقي هذا العصبية .. وسرعة نرفزته وتمرده على رؤسائه سرعان ماأفقده العمل في المنشأة التي كنت أعمل بها .. وانتقل الى حيث لاأدري ...الا أنه كان يهاتفني أحيانا سائلني عن أخباري ثم يعود للأختفاء وكنت أذا سألته : ماذا تعمل الآن أو أين تعمل يجيبني : وفي نبرة صوته عدم الرضى : في الدنيا الضيقة .. فعلقت يوما على أجابته قائلا : يارجل كل الناس لو سألتهم هذا السؤال يجيبونني : في الدنيا الواسعة ، ألا أنت دائما تردد : الدنيا الضيقة؟!! فقال : الدنيا كما أراها أنا وليست كما يراها الآخرون..
فجأة انقطعت أخباره عني لما يزيد عن العشرة أعوام .. حتى أنني يئست من الأتصال به.. لأسباب أبرزها عدم توفر رقم لدي يمكنني من الأتصال به لأنه وبكل بساطة لم يكن الهاتف الجوال في تلك الفترة قد انتشر بالصورة التي هو عليها اليوم وكان استخدامه فقط محصور في فئة معينة من الناس وهم رجال الأعمال.. أو مدراء المؤسسات والشركات ..
صديقي هذا كان يشعر دوما بأنه مضطهد .. وكان يشكو من المعاملة الغير لائقة التي يعامله بها أبناء بلده ( السودان) وكان دائما يتهمهم بالتفرقة العنصرية منذ طفولته ، حتى أن صداقاته منهم لاتكاد تعد على أصابع اليد الواحدة.. وكان في قرارة نفسه يشعر تجاههم بالحسد .. وذلك لسبب أنه ولد ليس بلون أسود وأنما بلون أبيض شاهق البياض .. حتى أنه روى لي ذات مرة قصة روتها له والدته السودانية عن يوم مولده في أحدى مستشفيات أم درمان السودانية ،، وكيف أن الطبيبة التي كانت تشرف على الولادة صعقت عندما خرج الوليد من بطن أمه وهو يحمل هذا اللون المستهجن هناك .. وكيف أنها أي الطبية أمرت أحدى الممرضات بعمل اللازم للطفل المولود .. الا أن الممرضة خرجت من غرفة الولادة وهي تردد بأعلى صوتها ... لاأستطيع ... لاأقدر.. وبعد أن استفسرت الطبية من الأم عن السبب ... عرفت أن هذه السيدة متزوجة من فلسطيني نزح الى السودان عقب أجتياح العدو الأسرائيلي لبيروت عام 1982م واندمج في المجتمع السوداني وتزوج من هناك بعد أن حصل على الجنسية السودانية .. فعندها تبدد الخوف من قلب الطبية .. فاعتذرت للأم وأخذت تقول موجهة كلامها للمولود: ربنا يكون في عونك!!!! فنشأ صاحبنا وكبر وترعرع حتى أنه كان يلحظ دائما أعراض قرنائه من الأطفال عن اللعب معه ومشاركته في أي نشاط من أنشطتهم.. حتى أنه كان يشعر بالنقص وسطهم وخاصة أيام الدراسة الأبتدائية والمتوسطة..
كبر صاحبنا وأكمل الثانوية العامة بتفوق أهله لدخول كلية الهندسة حيث تخرج منها مهندس مدني .. وبالرغم من ذلك ماعرفته بعد تخرجه عمل في الهندسة بل يختار دائما عملا آخر لايمت للهندسة بصلة وهو مهنة مندوب مبيعات ...
الا أنه كما أسلفت سريع الضجر .. ودائم الشكوى من كل من حوله .. وكم سمعت منه هذه الجملة : ( العمل هذا لايناسبني) سأبحث عن عمل آخر .. فيذهب ليعمل أيضا في نفس المجال ولكن في مكان آخر فيعود للتأفف والشكوى .. حتى أنه كان غالبا مايفتعل مشكلة ما لكي يترك العمل ويذهب الى عمل آخر..
صاحبنا هذا كان يتمتع بصحة جيدة .. مفتول العضلات .. من يراه يعتقد أنه من المصارعين المحترفين .. ولكن بالرغم من ذلك كان يتمتع بقلب رهيف ، أبيض كلون وجهه الذي أفزع الطبية.. أذكر أنه بكى على قطة دهسها عن طريق الخطأ .. وكان الخطأ على القطة بنسبة مئة بالمئة الا أنه ماانفك يلوم نفسه ويستغفر الله لمدة شهر كامل...
كنت أنتظر منه أن يحدثني عن والده ، فكان يقول:أبي هو من أهل فلسطين النازحين، وكان يعمل حيث عملت والدتي وهي من المتعلمات النوادر آنذاك، وتحابا وتزوجا. كان والدي أصفر الشعر، بعيونٍ زرقاء. خرج لمهمةٍ يوما، ولم يعد أبدا.. لم أرَ والدي ولم أعرفه، ولكن بقيَتْ البشرةُ الساطعة تضع توقيعَه الجينيّ علي..
ويضيف صديقي:
وجدت نفسي طفلٌ أبيض في بحرٍ من السمار، ولم يكتمل اليتمَ ولا الأبوة.. وأول ما تراني فستشعر أني إفريقيٌ متلفعٌ ببياض الثلج.. مع شعر يميل للاحمرار بالغ التجعيد. تجمعتْ بعروقي، وبشكل متعارض، الدماءُ الإفريقيةِ والدماءُ الشامية..
لم تكن حياة صديقي سهلة أبدا، فهو معرض آدمي متنقل ،في السودان، لاتبتعد عنه العيون، توفيت والدته بعد أن حصل الشهادة الجامعية ... وقرر أن يهاجر ، فأتيحت له فرصة للعمل في المملكة العربية السعودية ، وهذا سبب معرفتنا به... وبالرغم من مكوثه مايزيد عن السبع سنوات فيها تعرفت فيها عليه الا أنه رأى في سنة من السنوات أن يهاجر الى بريطانيا .. وعرض على أن أرافقه ... الا أنني رفضت وبشدة .. لأن ظروفي كانت تختلف عن ظروفه .. هو محب دائما للتغيير وأنا أميل للأستقرار دائما.. كانت لندن هي حلمه الذي مانفك يراوده ، وكان يردد كثيرا : هناك يشعر الأنسان بأنسانيته وبحريته وبكرامته ... الخ.. كان يأخذ على العرب دائما هزائمهم المتكررة في الحروب التي خاضتها معهم اسرائيل ... فجعله هذا يبتعد عن كل شيئ يتعلق بالعرب ، وعاش في لندن كذبة كبرى مستثمرا لونه الأبيض وعيونه الزرقاء وشعره الأحمر الجعدي ، مدعيا أن أباه انجليزي .. وابتعد عن كل ماهو في أصل جبلته : الدم والأنتماء و... حتى اللغة.. مستغلا مبادئ الأنجليزية التي تعلمها في المناهج الدراسية ، وعمل في كل الأعمال هناك حتى تنظيف دورات المياه العامة وكنس الطرقات ، وتنظيف عربات القطارات ورفع فضلات خيول السباق ... وكان يطرد من عمله كل مرة .. لأنه ملول وسريع الأشتعال.. ولا يجيد المحاورة ، ولأن له جسد مصارع فأنه كان يتفاهم بالعنف أحيانا كثيرة ، ثم اشترك في العمل تحت الأرض مع عصابات القمار والعياذ بالله.. ثم حراسة الأماكن الملوثة والمشبوهة..وتنقع صاحبنا بالقذارة... ثم أدمن المخدرات ، وضاعت طاقته، ولم يعد يصلح لشيء.. مرض يوما وكان رجل هندي قد عرفه، وهو الوحيد الذي قدم له بطلنا خدمة طيبة ، وجده متعبا على قارعة الطريق بجانب محله ، فأخذه لمستشفى يديره أطباء مسلمون من الهند وباكستان ومصر .. وهناك بدأ علاجه لمدة شهر متواصل ، وكان الطبيب المصري صلبا خشنا معه ، لايعطيه الأبرة المخففة في سبيل الأبراء من الأدمان ألا بعد أن يأمره أن يتوضأ ويقرأ القرآن الكريم .. وكان بطلنا مجبرا خوفا وتلهفا للأبرة.. فيفعل ... ومع مرور الوقت أصبح يتذوق الحروف العربية الجميلة ويبكي متذكرا وطنه وطفولته ووجه أمه التي كان القرآن دوما في حضنها ، فمن المعروف عن الشعب السوداني قوة تدينه ، ثم عادت اليه المعرفة التامة بالقراءة العربية، والطبيب اللمصري الصارم يصر على أن يكتب ويقرأ وأن يجود القرآن ، وأن يحرص على الصلوات الخمس ، ثم بدأ يذهب برفقة الطبيب الى المسجد .. وبدأ بالتغيير ، ثم أصبح ذلك الطبيب الخشن الصارم يتحول شيئا فشيئا في نظر بطلنا الى ملاك لايجد الراحة الا بوجوده...وهو يقرأ القرآن يوما في المستشفى ، وقعت عيناه على هذه الآيه:"{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105
فكانت الثورة العظمى بكل كيانه .. وخرج من المستشفى عازما على النجاح..
أخفق كثيرا .. وفشل أكثر من مرة ، وجابهته صعوبات لايسعنا أن نذكر تفاصيلها حتى بدأ بتوفيق من الله أول صفقة نجاح.. وكان بطلنا قد تعرف على طبيب سوداني أصله من نفس مدينته حين عزما على أقامة عملا خيريا في مدينتهما بعد أن قص على الطبيب مالقيه من صنوف التفرقة العنصرية في صغره ، فبين له هذا الطبيب أن تلك كانت تصرفات من صبية صغار لايستطيع أن يجعلها مقياس للشعب السوداني الطيب الكريم المعروف بكرمه الذي يضرب به المثل ، ويستطرد صاحبنا بقوله : أن كل ماتوصلت اليه ليس وليد الصدفة أو الحظ ، وأنما هو نتاج الأيمان الصادق والعمل والدؤوب والأصرار على الوصول للهدف ..ويضيف .. الآن إحدى شركاتي للمعلومات بعتها أخيراً بخمسةِ ملايين جنيهٍ استرليني.
فقلت له : ياصديقي صدقت ، ولعل بشرتك التي وصفتها بالبياض قد تكون رمزا سماويا لما ستقوم به من أجل دينِك ومن أجل ناسِكَ، من أعمالٍ بيضاء!

  #2  
قديم 12-04-2009, 05:19 AM
 
حلوة القصه دى عجبتنى اوى مرسى
__________________
هو احنـا مش عـ الحق بردوا ؟!
يبقى تفرق ايه نعيــش !!

تبت يدا مين ســاب رفاق المعركة بطولهم ...

هنفضل ثورجية
لحد مانوصل للحرية

ويسقط كل من وقفوا فى وش جيــل بيتحرر


جيلنا من الموت
مبقاش بيخاف خــلاص
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور أبيض وأسود وملون samir albattawi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 34 03-10-2011 05:43 PM
يا خبر أبيض ..!! abuhamdanah نكت و ضحك و خنبقة 6 07-29-2009 11:17 AM
!!!!!!!!!!أبيض xأبيض هيمو_العسل حواء ~ 10 08-23-2007 05:37 PM
رسمعلى لبيض !!! خرافي 000 شي 000& عود كبريت أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 03-09-2007 07:07 PM


الساعة الآن 08:27 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011