عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > حوارات و نقاشات جاده

حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-23-2010, 01:35 PM
 
التاريخ يعيد نفسه؟ التاريخ لا يعيد نفسه؟ التاريخ حر في نفسه

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

في المرحلة الإعدادية قال لنا معلم التاريخ: إن «التاريخ يعيد نفسه». وفي المرحلة الثانوية قال معلم التاريخ: إن «التاريخ لا يعيد نفسه»! وعندما سألت أمي (وهي سيدة أمية) قالت لي: إن التاريخ حر في نفسه إن أراد أن يعيدها أعادها، وإن أراد ألا يعيدها فهو وما يشاء. ثم قالت لي: لا تتدخل بين التاريخ ونفسه، وأمر التاريخ بيد القضاء والقدر. فدع الخلق للخالق. كان درسًا بليغًا منها حسم سفسطة جدلية!
تجريس وتجريب
- كان معلم الجغرافيا الأستاذ الحصاحيصي مشهورًا «بالتجريس» و«التجريب». أما التجريس فإنه إذا سأل تلميذًا سؤالاً ولم يعرف إجابته فإنه يقوم بفضحه في المدرسة كلها. أي «تجريسه» (بالعامية المصرية). وذلك بأن يرسم له شاربًا ثقيلاً تحت أنفه بمداد صعب الإزالة، فتعرف المدرسة كلها أن هذا التلميذ بليد، ولم يستذكر دروسه. أما «التجريب»، فيتم في حالة أن التلميذ لم يلتزم بالهدوء وتكلم مع زميله. فيقوم بعمل تجربة عملية لإشعال النار من عين التلميذ، وذلك بأن يصفعه على وجهه صفعة قوية تطلق الشرر من عينه!
حبر شيني
- لم تكن قوانين المدرسة تسمح لنا بالكتابة بما يسمى «الحبر الشيني». وعندما سألت أختي عن معنى كلمة «شيني» ولماذا لا تسمح المدرسة بالكتابة به رغم أنه رخيص الثمن؟! قالت: إن الحبر الأسود «يشيّـن» من يكتب به، لأن اللون الأسود لون الحزن والكآبة، والإنسان يجب أن يكون فرحًا مبتهجًا، وليس كئيبًا مكتئبًا. ولذلك أطلق على هذا الحبر «الشيني». وأضافت أختي: لكن هناك رأيًا يقول: إن «الحبر الشيني» تصحيف وتحريف للحبر الصيني فهو يستورد من الصين لكن اختلاف اللسان جعل الناس يقولون: «الشيني» وليس «الصيني» وهو في هذه الحالة لا يشين صاحبه فاختر ماشئت.
المدرسة تحترق!
- لم أكن تلميذة مجتهدة بل كنت بليدة، وكان المعلمون يعاقبونني يوميًا بالضرب المبرح. وفي يوم من الأيام فوجئت بضجة في الشارع وأحد الأطفال يصيح منتشيًا: المدرسة تحترق.. فهرولت مسرعة وأنا أكاد أطير فرحًا لكي أشاهد مدرستي وهي تحترق. وعندما وصلت لمكان الحريق أصبت بخيبة أمل فلم تكن مدرستي هي التي تحترق، وإنما كانت مدرسة أخي الذي يدرس في المرحلة الإعدادية وتقع مدرسته بجوار مدرستي. وهناك وجدت أخي واقفًا يبكي فقد كان أخي الأول على مدرسته.
الشجرة الصماء!
- في مخيلتي كنت أؤمن إيمانًا كبيرًا بأهمية الفرد في إطار الجماعة. ولذلك عندما كانت معلمة الرسم تطلب منا أن نرسم شجرة كنت أرسم ورقها ورقة ورقة، وكانت تأخذ مني وقتًا وجهدًا كبيرًا، بينما كان زملائي يرسمون الشجرة كتلة واحدة خضراء صماء! فهل يذوب الفرد في المجتمع فلا يحتفظ بخصائصه الذاتية؟ الغريب أن معلمة الرسم كانت تفضل رسم زملائي على رسمي، وتطلب مني أن أتعلم منهم أصول فن الرسم!
اسرار مهنة الطب؟
- تفتق ذهن معلم العلوم ونحن في المرحلة الإعدادية عن طبع المقرر كله في حجم الصحيفة ذات الأربع الصفحات وأطلق عليها اسم «الخلاصة» وهي تلخيص للمقرر كله. وباعها بثمن الجريدة وهو قرش ونصف واشتراها جميع التلاميذ وربح هو الكثير بمقياس ذلك الزمان. وبعد مدة اكتشفت أن ما فعله معلم العلوم ليس بدعًا فمنهج الطب الحافل الذي مكثت أدرسه سنوات مضاعفة لرسوبي المتكرر، تم طبعه بأسره في مئتي صفحة فقط، وهو الذي يبلغ مئات الآلاف من الصفحات وكل تلك المئتي الصفحة بيضاء من غير سوء! تم ذلك عام 1738م، وكتب تلك الفراغات البيضاء بدلالاتها السوداء والحمراء الطبيب الهولندي «هرمان بيرجهاف» بعنوان: «أسرار مهنة الطب». لكنه كتب عبارة واحدة في نهاية كتابه تحمل الشوق كله وهي: «أن تكون مرتاح البال تصبح أعظم طبيب في الدنيا». ليتني كنت قرأت كتابه وأنا أدرس في كلية الطب حتى لا يتكرر رسوبي وإخفاقي.
المدرسة تؤلمني
- كرد فعل لكراهيتي للمدرسة كنت أصاب بكثير من الأمراض التي نطلق عليها نفسية جسمية لكي لا أذهب للمدرسة، فما إن توقظني أمي في الصباح حتى أجد رأسي تكاد تنفجر من الصداع، وعظامي تتفطر من شدة الألم، ولا يحملني جسدي، فتشفق علي أمي الحنون، وتدعني في المنزل ولا أذهب للمدرسة. وما هي إلا ساعة إلا وينزاح الألم، ويتبخر الصداع فأجد نفسي خفيفًا نشيطًا ألعب وألهو اليوم بطوله! وفي يوم من الأيام كانت الأعراض النفسية الجسمية على أشدها، وقد حان موعد المدرسة فلم تصبر أمي وارتدت ملابسها السوداء التي تغطي جسمها كله وحملتني وهي تبكي إلى استقبال الطوارئ بالمستشفى العام الذي كان أرحم عندي من المدرسة! وفي انتظار الطبيب كانت الآلام قد ذهبت إلى غير رجعة. وعندما سألني الطبيب عما يؤلمني لم أحر جوابًا حتى فضحني العقل الباطن وقلت له: «المدرسة تؤلمني».
عبقرية زغلول
- كان معلم الحساب ونحن في المرحلة الابتدائية يضربنا بقسوة، وكنا نبكي بعد الضرب بكاء شديدًا ما عدا زميلنا «زغلول» الذي كان يبكي بكاء مرًا قبل أن يمد المعلم العصا ليضربه فيعاقبه عقابًا خفيفًا أو لا يضربه على الإطلاق! وتكرر هذا طوال العام الدراسي وكنت أسأل زغلول: لماذا يبكي قبل الضرب والطبيعي أن يبكي بعده؟! فكان يبتسم ويقول: إن هذا هو سر المهنة ويرفض أن يبوح بأكثر من هذا. في العطلة الصيفية صارحني «زغلول» بالسبب الذي كان يرفض أن يبوح به خوفًا من أن أحاكيه، وهو يكمن في أنه لو بكى قبل الضرب فلن يضربه المعلم، أما البكاء بعد الضرب فهو أشبه بالبكاء على اللبن المسكوب لن ينفع بشيء! وقد ضرب «جحا» ابنته قبل أن تكسر الجرة، حيث إن ضربها بعد أن تكسرها لن يفيد. وهذا من عبقرية «جحا» وذلك من عبقرية «زغلول».
درس الظلم
- من أقوى الدروس التي تعلمناها في المدرسة «درس الظلم» فإذا أحدث تلميذ شغبًا في الفصل يعاقب المعلم الفصل كله مرددًا قانون الظلم: «الحسنة تخص والسيئة تعم»!
تلوين وتنوير
- إن المدرسة معناها تنوير العقل وليس تلويث الأصابع بالحبر، على الرغم من أن تلويث الأصابع بالحبر هو الخطوة الأولى نحو تنوير العقل.
معلمون عظماء!
- هناك الكثير من المعلمين العظماء الذين غيّروا مجرى حياة تلاميذهم إلى الأفضل وذلك باكتشاف قدرات هؤلاء التلاميذ الإبداعية وتشجيعهم على إبرازها وتنميتها، مما أدى بهؤلاء التلاميذ إلى أن يصبحوا من المرموقين في مستقبل الأيام. وأنا مدين للمعلمين في مراحل التعليم المختلفة. إنهم بقسوتهم وغلظتهم قد أثروا في حياتي تأثيرًا كبيرًا حتى أصبحت طبيبًا نفسيًا لكي أعالج نفسي من آثار العملية التعليمية على جسمي في صورة ضرب بعصا غليظة من هؤلاء المعلمين.
وماذا عن باقي الحروف؟
- هناك حكمة قديمة تقول: «من علمني حرفًا صرت له عبدًا». لكنني أعتقد أنها يجب أن تكون «من علمني حرفًا ليته يعلمني باقي الحروف»!

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-25-2010, 06:56 PM
 
برنارد شو الفبلسوف الساخر يقول : " العالم يعيد نفسه مرتين في المرة الأولى تكون المأساة .. وفي المرة الثانية تكون المهزلة ...!







~
__________________
..

المغالطة الرابعة
في فهم قوله تعالى :"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

المحاضرة العشرون

..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-12-2010, 02:54 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد النجار مشاهدة المشاركة
برنارد شو الفبلسوف الساخر يقول : " العالم يعيد نفسه مرتين في المرة الأولى تكون المأساة .. وفي المرة الثانية تكون المهزلة ...!







~

اشكر لك مرورك الطيب
ويقول كاتبنا الكبير عباس محمود العقاد ( غير المتوقع يقع حين لا نتوقع من المرء ما هو خليق بأن يقع منه ) !

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-18-2010, 06:38 PM
 
المشكل ان التاريخ لا يرحم احدا ..

ولا يظلم احدا
..
بارك الله فيك اختي على الطرح الرائع
__________________



( اللهم آجعل وجودي في هذا المنتدى خالصا ًلوجهك الكريم واكفني شـــره وانفعني به)
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رجل حول نفسه الى ..... لاميتا1 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 35 07-22-2011 03:17 AM
للي يقول على نفسه جرئ ...؟ كايتو كايد آدم ~ 24 10-24-2009 10:19 PM
طفل يقتل نفسه بالخطأ *آمال فلسطين* أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 08-03-2009 09:58 PM
إلى من يعرف نفسه جروح حبيبه أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 06-17-2009 10:08 AM


الساعة الآن 11:27 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011