عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-11-2007, 01:51 PM
 
نبْش قبور التاريخ

.
.
.
.


نبْش قبور التاريخ
د. جواهر بنت عبد العزيز آل الشيخ (*)





من (الفرقة الناجية) في العقيدة؟ هذا هو السؤال الملحّ الذي يدور على لسان كل من انتمى إلى الإسلام، وهو أحد أهم أسباب التلاسن والتطاحن بين الفرق الإسلامية.. تزداد جذوته حسب التوافق أو الاختلاف بين الشعوب والأمم ولا سيما إذا غُذّي من عدوّ خارجي.

ومنذ حداثة أعمارنا تعلمنا أن الفرقة الناجية هي (فرقة أهل السنة والجماعة)؛ لأنها هي فرقة الأغلبية الساحقة من المسلمين، والحديث الشريف يقول: (يدُ الله مع الجماعة ومن شذّ شذّ في النار)، ولا سيمّا أن أمة الإسلام لا تجتمع على ضلالة، وهو ما أكدّه لنا رسول الهداية عليه الصلاة والسلام، كما أن فرقة السنة النبوية الجامعة تتّبع بحرص شديد ودقّة محترسة جميع أقوال النبي وتصرفاته، إذ لا ينطق عن الهوى، ثم أفعال صحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم جميعاً.. ويشملون أهل بيته الكريم حتى وفاتهم، يليهم التابعون المقتدون الورعون رحمهم الله أجمعين.. نقول ما قالوا ونفعل ما فعلوا ونهجر ما هجروا، وإلاّ فإننا في حال الاختلاف عن تلك السنّة البيّنة كأننا ندّعي أن دين الإسلام ناقص، ويحتاج لأن نتمّه، أو أن به بعض الأخطاء تستوجب إصلاحنا إياها؟!

ورغم كل ذلك فقد حادت بعض الفرق عن مسار فرقة الجماعة إلى حدّ أن تعددت الطوائف والمذاهب، مع أن الحديث الصحيح عن الصادق المصدوق يقول: (تنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلاّ واحدة)، ولكنه الشيطان يتلذّذ بشفاء غليله في ذرية عدوّه الأزلي، وإلاّ فما مبررات تعدد الفرق مع أن الإسلام هو (دين التوحيد والوحدة معاً)، والأمر أوضح من أن يتعامى عنه البصير، متمثلاً في عدة آيات منها قوله جل شأنه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (153) سورة الأنعام.

فهل إحياء الضغائن التي عفا عليها الزمن، ونبْش قبور التاريخ، وبدع الثأر من الأجساد والعنف مع الأطفال هي التي تقرّب إلى الله زلفى؟! وهل فعل قدوتنا وحبيبنا مثل هذه الردود والأفعال البدعية حينما استشهد أحد أفراد آل البيت العظماء عمه (حمزة بن عبدالمطلب) سيد الشهداء، على يد المشركين؟! وهل هناك من يدعي أنه أقوى عاطفة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ثم أو ليس هو ذاته من عفا عمّن استمات في محاولة اغتياله طمعاً في جائزة قريش الكبرى، وهو سراقة بن مالك حتى إذا ما يئس من اختراق حاجز العناية الإلهية الحافظة لمحمد عليه السلام، علم حينها أنه أمام قوة عظمى فاستسلم مقراً بذنبه العظيم مذعناً للنبي الرحيم الذي قدّر ضعف النفس البشرية أمام المادة؟ فبشره ببشرى إعجازية ألا وهي سواري كسرى حينما تسقط فارس في حوزة الإسلام.

ثم انظروا إلى العفو التاريخي الأكبر (يوم فتح مكة المكرمة) حينما عفا رسول الله، إذ يتوهّم أولئك المبتدعون حبه ويقصرونه على أنفسهم، حينما عفا عن كل من كان لم يدخل الإسلام بل زاد بعبارة: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمِن)، رغبة منه في شيوع السلام والمحبة بين المسلمين، رغم أن أبا سفيان قد حارب المسلمين حرباً شعواء، وأسهم في قتل بعض المسلمين، ومنهم أناس من آل البيت، ولكنه الإسلام الذي يحث على العفو والتسامح بين المسلمين بالذات في مواطن كثيرة من كتاب الله منها الآية الكريمة البيّنة: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.

إذن فالأمر يحتاج إلى إعادة تفكير من عقلاء عصرنا الحاضر؛ لأن الحسين بن علي - رضي الله تعالى عنهما - ليس هو الشهيد الوحيد في الإسلام عامة أو آل البيت خاصة لكي تخرج تلك الأفواج نادبة إياه داعية بدعاوى قد نهى جدّ الحسين عنها حينما قال: (ليس منا من شقّ الجيوب ولطم الخدود ودعا بدعوى الجاهلية)، فمن فعل ذلك فقد أخرج نفسه ليس من حب آل البيت فحسب، بل من ملة الإسلام، فلفظ النهي واضح صريح في قوله: (ليس منّا)، فهل التشيع لآل البيت يستوجب منّا أن نلعن أمةً قد خلت وأشخاصاً اندثروا وهم الآن بين يدي القاضي الأعظم؟ وننادي بالثأر من عدوّ وهميّ يستوجب التناحر بين أمّة سيد البشر، مما أوهن قواها ومكّن منها أعداءها عبر التاريخ الإسلامي حتى واقعنا المعاصر المزري؟!

(*) الأستاذ المشارك بكلية التربية للبنات بالرياض
  #2  
قديم 02-15-2007, 01:19 AM
 
رد: نبْش قبور التاريخ

يعطيك الله العافية..
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:18 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011