عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree418Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2011  
قديم 04-15-2012, 10:28 PM
 
أغلق الكتاب في تلك اللحظة و نظر إلى الفتيات و الفتيان أمامه وهو يقول : غداً سأسألكم في الدروس الخمس الماضية .. و لا تنسوا الفرائض ..!
وقف أحد الطلاب و هو يقول باستياء : أرجوك أستاذ .. لدينا امتحان اللغة الإنجليزية .. كما أن امتحانات قبول الجامعة على الأبواب و علينا البدء في الدراسة ..!
ببرود قال : و ما المشكلة ؟!.. لقد قلت خمسة دروس فقط و لم أقل خمسة عشر درساً ..!
وقفت هنا إحدى الفتيات و هي تقول : أستاذ مايكل .. لقد أعطيتنا فروضاً منزلية كثيرة و طويلة .. كما أن الكيمياء صعبة جداً .. أرجوك أرحمنا ..!
تنهد حينها بملل وهو يقول: أنتم حقاً مدللون للغاية !!.. هذا منهجكم الدراسي لذا اذهبوا و قاضوا من وضعه !!..
أطلقوا عبارات الاستياء و الملل من هذه الأنظمة .. خاصة عليهم كطلاب السنة الأخيرة من الثانوية : أستاذ .. أنت لطيف وقت الدروس لكنك متشدد في الفروض و الامتحانات ..!
هذا ما قالته إحدى الفتيات مقطبةً حاجبيها ..!
ابتسم و جلس فوق الطاولة الخاصة به و نظر إليهم ليقول : هل أخبركم بأمر ؟!..
بدا عليهم الحماس .. لطالما حكى لهم عن قصص من حياته المليئة بالكفاح ..!
أشاروا له بأن يبدأ الكلام فتكلم عندها : منذ طفولتي .. لم أنوي أن أصبح في هذا المكان .. التعليم هو آخر ما كنت أفكر به ..!
تساءل أحد الفتية حينها : لما إذاً أصبحت معلماً ؟!..
ابتسم بنوع من السخرية ليقول : ربما كان مقدراً لي .. و ربما لم أجد غير هذا المجال .. و هو الأقرب ..!
بفضول سألت إحدى الطالبات : ما الذي كنت تنوي أن تصبح إذاً ؟!..
صمت قليلاً قبل أن يقول : حسناً .. حين كنت طفلاً أردت أن أصير شرطياً مع أصدقائي .. كلنا كنا نحلم بهذا ..! لكن مع تقدم السنوات بدأت أنسى تلك الفكرة فهي لم تكن تناسبني على عكس البقية ..! حين تخرجت من الثانوية قال والدي بأنه من الأفضل أن أصير طبيباً ..!
بإعجاب قالت فتاة في زاوية الصف : يااه .. لديك أب طموح للغاية يا أستاذ ..! أعتقد أنه فخور بك رغم أنك لم تصبح طبيباً ..!
بابتسامة صغيرة قال : لقد توفي أبي منذ ست سنوات .. لذا لم يرني حتى بعد أن أصبحت معلماً ..!
بدأت أمارات الحزن على الصبيان بينما بدأت الفتيات بإطلاق العبارات الرقيقة في ذلك الموقف ..!
لكن الأمر انتهى حينما قال أحد الفتيان : أستاذ مايكل .. لما لم تصبح طبيباً بما أن والدك كان يريد ذلك ؟!!..
رغم شعوره بالألم إلا أنه حافظ على ابتسامته المرحة : لقد درست طب الجراحة لعامين في أميركا .. ثم عدت إلى اليابان في العام الثالث كي أكمل دراستي ..! لكني تعرضت حينها لحادث أدى لإصابة في معصمي لذا أخبرني الطبيب أنه لا يمكن لأي طبيب جراح أن يتابع عمله مع إصابة كتلك فيده لن تستطيع فعل المهام الموكلة إلى الطبيب الجراح ..!
~ يا للأسف .. لقد ضاع مستقبلك ..!
~ أستاذ .. أنت حقاً مثال للكفاح !!..
~ من الطب إلى التعليم .. الفرق شاسع لكن رغم ذلك أنت شخص يستحق الاحترام و التقدير ..!
~ أستاذ مايكل .. أعدك بأني سأدرس بجد و أصير طبيباً جراحاً لأجلك ..!
~ و أنا كذلك ..!
~ أنا أيضاً ..!
بذات ابتسامته تلك قال : لا تعتقدوا أني مستاء لتلك الدرجة من ذلك ..! أعتقد أنني أفضل حالاً من غيري ..! لأنه في ذلك الحادث أنا فقدت مستقبلي لكن صديقي فقد حياته بأسرها ..!
انطلقت الشهقات و العبارات المواسية في تلك اللحظة .. حتى أن بعض الفتيات الرقيقات ذرفن الدموع ..!
لكنه ضحك حينها بخفة وهو يخفي ألمه مجدداً : إذاً .. بما أن الوضع هكذا .. سأسألكم غداً في العشر دروس الماضية !!..
عاد الاستياء ليرتسم عليهم بينما كان حزب صغير منهم راضياً بهذا ..!
رن الجرس حينها فخرج أولاً من الصف وهو يقول : أراكم غداً .. أدرسوا بجد و لا تنسوا الفروض ..!
سار بين الطلاب و المعلمين اللذين كانوا يتدافعون للخروج من المدرسة بعد يوم دراسة طويل و شاق ..!
نزل السلالم و خرج من مبنى المدرسة باتجاه مربض السيارات الخاص بالمعلمين ..!
ركب السيارة و أنطلق مغادراً هذه المدرسة الذي مضى على عمله فيها خمس سنوات ..!
لم يكن منزله بعيداً فهو عبارة عن شقة سكنية واسعة في أحدا عمارات الحي الكبيرة ..!
أوقف سيارته في المكان المخصص لها حيث لكل شقة موقف واحد يحمل رقمها .. و قد كان رقمه ثلاثة و ثمانون ..!
نزل منها و دخل إلى المبنى و أتجه إلى المصعد فأستقله و صعد إلى الدور الخامس ..!
وصل إلى شقته و فتح الباب بالمفتاح .. دخل و هو ينادي : لقد عدت يا عزيزتي ..!
كانت في المطبخ و قد قالت : أهلاً بعودتك عزيزي .. هاهو الطعام سيجهز في الحال ..!
خلع حذاءه أمام المدخل ثم خلع سترته بعد أن دخل غرفة الجلوس .. جلس على إحدى الأرائك وهو يقول : ألم يعد نيوريكو بعد ؟!..
دخلت زوجته حينها و هي تقول باستياء : بلا .. لكنه معاقب و لن يخرج من غرفته حتى المساء ..!
قطب حاجبيه مستغرباً : ماذا عن الغداء ؟!.. لا شك أنه جائع بعد المدرسة ..!
تنهدت حينها و هي تقول : أنت لم ترى شكله حين دخل .. لقد اشتريت له تلك الملابس منذ يومين فقط .. لكنه عاد إلى المنزل و قد لطخها بالوحل بحجة أنه كان يلعب الكرة مع مورا .. لكنني أشك أنه كان كذلك بل أنا واثقة أنه رمى بنفسه في مستنقع !!..
وقف حينها و هو يقول : سامحيه هذه المرة من أجلي أكمي .. هو لا يزال صغيراً ..!
قطبت حاجبيها حينها : أنت تدللـه كثيراً مايكي ..!
ابتسم بهدوء وهو يقول : ماذا إن وعدك أن لا يكررها ..!
عادت أدراجها إلى المطبخ وهي تقول : افعل ما تشاء .. سأسامحه هذه المرة من أجلك ..!
خرج هو الآخر من غرفة الجلوس و اتجه إلى باب في زاوية الصالة .. فتحه بعد أن طرق طرقتين فوقعت عيناه على تلك الغرفة الصغيرة التي تحتوي على سرير صغير ملاصق للجدار و خزانة ملابس من جهة و باب زجاجي يطل على شرفة كبيره لها باب آخر من صالة الشقة ..!
في منتصف الغرفة كانت هناك طاولة قصيرة السيقان .. عليها ارتمت تلك الكتب الدراسية الخاصة بطلاب الصف الأول الابتدائي ..!
أيضاً .. جلس ذلك الطفل ذو السبع سنوات بعد أن استحم و بدل ملابسه الموحلة .. كان ذا شعر بني كوالديه و عينان عسليتان ..!
تقدم مايكل ناحية الفتى الذي كان يعطيه ظهره وهو يقول : نيو .. الغداء ينتظر ..!
دون أن يلتفت قال : أنا في فترة عقاب لذا من فضلك أبي أخرج و أغلق الباب من خلفك ..!
ابتسم حينها و جلس بجانب ابنه الذي كان يحل فروضه الدراسية : و ماذا إن قلت لك أني توسطت لك عند أمك كي تسامحك ؟!..
التفت حينها مدهوشاً :حقاً ؟!!.. و وافقت !!..
أومأ إيجاباً فقفز أبنه و عانقه و هو يقول : شكراً أبي .. لقد كنت متحمساً اليوم لحضور مباراة شباب حينا مع الحي الآخر .. لكن العقاب كاد يحرمني منها ..!
ضحك بخفة حينها :هل هذا ما يهمك ؟!.. عموماً عليك أن تعد أمك بأن لا تكررها ..!
ابتعد عن والده و هو يقول : سأفعل ..!
وقف الاثنان و خرجا من الغرفة .. و ما إن رأى والدته حتى ركض ناحيتها و عانقها و هو يقول : شكراً أمي .. أعدك أنني لن أكررها مجدداً ..!
ابتسمت تلقائياً و قبلت جبينه حينها و هي تقول : هذا هو صغيري الجيد ..!
هنا تقدم الأب ناحيتهما : هيا إلى الغداء .. أم تنتظرانني حتى أموت جوعاً ؟!!!..
ضحك كلاهما حينها ثم جلسوا سويةً على طاولة الغداء كأسرة صغيرة دافئة ..!
.................................................. ...
نزل من سيارته الفضية بعد أن أوقفها داخل مربض السيارات في منزلة .. و الذي يتكون من مربضين أحدهما له و الآخر لزوجته حيث كانت سيارتها البيضاء في مكانها .. علم أنها عادت من جولتها الصباحية مع ابنهما الذي يبلغ عامه الثالث و ستة أشهر إضافية ..!
دخل إلى منزله .. كان كبيراً و جميلاً .. فصاحبنا هذا مدير شركة بالشراكة مع زوجته لذا هما من طبقة مادية عالية ..!
سحب ربطة عنقه السوداء التي يطابق لونها لون بدلته الرسمية إلى الأسفل قليلاً وهو يقول : لقد عدت ..!
لم يسمع رداً فعلم أنهما في الطابق الثاني .. صعد إلى هناك و أتجه لغرفة ابنه الصغير حيث يمكن أن يكونا .. و فعلاً كانا هناك : لقد عدت ..!
قال هذا بابتسامة ليلتفت إليه كلاهما : أهلاً بعودتك ..!
تقدم ناحيتهما و سأل و قد أطل بوجهه عليهما حيث جلسا أمام تلك الطاولة المربعة قصيرة السيقان : ما الذي تفعلانه ؟!..
أجاب الطفل الصغير بمرح : نرسم ..!
كانت الأوراق البيضاء و الأقلام الملونة منتثرة على الطاولة بشكل فوضوي ..!
ابتسم بهدوء و جلس بجانب تلك الشابة ذات الشعر الأشقر الطويل : كيف كان عمل اليوم ؟!.. هل تعبت ؟!..
أومأ إيجاباً : قليلاً .. لقد كان هناك اجتماع مع رؤساء الشركات التجارية و هو ما جعل رأسي يصاب بالصداع ..!
وضعت يدها على جبينه و هي تقول : وجهك شاحب هيرو و حرارتك مرتفعة كذلك .. الأفضل أن تأخذ إجازةً من العمل هذا الأسبوع ..!
بتعب تمتم : قد تكونين على حق إياكو .. ربما علي أخذ إجازة ..!
التفت حينها إلى الطفل ذي الشعر البني كأبيه و العينان الزرقاوتان كأمه و الذي كان منهمكاً في الرسم : كايل .. ما الذي ترسمه يا بني ؟!..
دون أن يرفع رأسه قال : أرسم كايل و بابا و ماما ..!
نظرا إلى بعضيهما حينها و في تلك اللحظة صرخ الابن : انتهيت ..!
مد الورقة إلى والديه وهو يقول : أنظرا .. هل هي جميلة ؟!..
كان على الورقة رسم لثلاثة أشخاص رسموا بطريقة طفولية للغاية .. لكنهم كانوا ظريفين كذلك .. على الجانبين شخصان كبيراً الأول له شعر أشقر رسم بخطوط فوضوية و يرتدي فستاناً وردياً .. بينما الآخر كان ذو شعر بني و يرتدي بنطال أسود و قميصاً أبيض .. و في المنتصف شخص صغير كطفل يرتدي بنطال أزرق و كنزةٌ حمراء و له شعر بني ..!
ضحك الاثنان حال ما رأياها فقطب الطفل حاجبيه : أهي مضحكه ؟!..
أومأت الأم سلباً : بل هي جميلة جداً .. أنت مبدع ..!
حمل الأب صغيره و وضعه في حضنه وهو يقول : ربما ستغدو فناناً حين تكبر ..!
ضحك الطفل بمرح وهو يقول : نعم و سأرسم ماما و بابا ثانيةً ..!
وقفت الأم و هي تحمل الورقة ثم ثبتتها بالجدار بجانب الكثير من الرسومات الطفولية : و هذا سيكون معرضك الأول ..!
ضحكوا حينها بمرح و سعادة تملأ حياتهم ..!
.................................................. ....
لوحت بيدها مودعة ذلك الطفل الصغير و هي تقول : مع السلامة يوسكي ..!
لوح لها هو الآخر وهو يسير مع والدته : إلى اللقاء ..!
ها قد خرج آخر طفل اليوم ..!
لذا على هذه السيدة أن تحمل أغراضها و تعود للمنزل بما أن وقت عملها في روضة الأطفال هذه قد انتهى ..!
سارت عائدةً إلى الداخل و اتصلت بزوجها في الطريق كي تبلغه بأنها انتهت و أن عليه أن يأتي ليصطحبها لمنزلهما الجديد البعيد عن هذا المكان ..!
أغلقت الهاتف و قد وقفت عند الخزانة .. خلعت الإزار الوردي الخاص بالعمل و علقته داخلها و حملت حقيبتها و وضعت الهاتف داخله وهي تنادي : هياتو .. سنذهب الآن ..!
لم تسمع رداً لذا كانت مستغربه .. تركت الحقيبة و سارت بين الممرات : هياتو .. أين أنت يا بني ؟!!!..
أيضاً لم تسمع رداً مما جعلها تقلق أكثر ..!
أخذت تبحث عنه في كل مكان .. حتى دخلت في أحد الصفوف الذي يفترض أنه صف ابنها ..!
تنهدت براحة حين رأته نائماً بين الألعاب هناك : أووه هياتو .. لقد أقلقتني ..!
قالت هذا بطمأنينة و سارت ناحيته حتى جثت بقربه و حملته بهدوء .. كان ابن السنة و بضع أشهر ..!
قبلت جبينه وهي تقول : آسفة لأننا بقينا طيلة اليوم هنا .. لكن اليوم دوري في المناوبة ..!
لم تلقى رداً فالصغير كان مستغرقاً في النوم :سايا أين أنتي ؟!..
سمعت صوت ذلك الرجل ينادي من بعيد : أنا هنا عزيزي جين ..!
دخل حينها إلى ذلك الصف ببدلة الشرطة المرورية التي يعمل بها : ما الذي تفعلانه ؟!..
هكذا سأل باستغراب فوقفت هي و الصغير بين يديها : لقد كنت أبحث عن هياتو .. فوجدته نائماً هنا ..! احمله .. سأحضر حقيبتي وألحق بكما ..!
ابتسم بهدوء و حمل ابنه الصغير بين يديه : لقد نام من شدة التعب .. لاشك أنه كان يلعب طيلة اليوم ..! هذا المشاكس ..!
تجاوزته وهي تكتم ضحكتها : يذكرني بصديق لي عرفته في الإعدادية .. لكن ذلك الصديق كان أكثر خشونة !!..
قطب حاجبيه حينها : و هل أعرف ذلك الصديق ؟!..
ضحكت بخفة و خرجت من الغرفة .. لكنها أطلت برأسها و هي تقول : يدعى جين جيرالدو !!..
ركضت بعد كلمتها تلك هارباً منه ..!
بينما بقي يستوعب الأمر قبل أن يصرخ : سايا !!.. أتدعينني بالخشن ؟!..
لحق بها حالاً فالتفتت إليه و هي تقول بصوت منخفض :اخفض صوتك و إلا استيقظ أبنك !!.. حينها ستضطر أنت للبقاء عنده و الاهتمام به ريثما أأدي واجباتي المنزلية ..!
انتبه لنفسه فصمت حينها و همس بحيث تسمعه : لكنني لن أدع هذه الاهانة تمر ببساطه ..!
ابتسمت بمرح وهي تقول : سنرى .. اسبقني للسيارة الآن ..!
أومأ جين إيجاباً و سار مغادراً المبنى و طفله الصغير بين يديه .. بينما ذهبت سايا لإحضار الحقيبة من أجل العودة لمنزلهم الصغير ..!
.................................................. .......
أيلين, hiba h10 and cat eye like this.
  #2012  
قديم 04-15-2012, 10:30 PM
 
سووري ع التطططفل بس بججد تحمستت ..:ha3:
__________________
!!


Ŀoиŀy Like a ќing


..
....

.. سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم ♡
الحمدلله و الله أكبر و لا إله إلا الله
استغفرالله العـلي العظيم
اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات !

.........









مُدونتي

  #2013  
قديم 04-15-2012, 10:33 PM
 
كان يدفع عربة حقائب السفر في صالة الاستقبال بمطار نيويورك الدولي ..!
قطب حاجبيه وهو ينظر للشابة بجانبه : لما كل هذا العدد من الحقائب ؟!..
تنهدت تلك الشابة و هي تقول : صار لدينا طفلان الآن .. لذا من الطبيعي أن تكثر الحقائب ..!
كانت الشابة تدفع عربة فيها طفل يبدو أنه قد أكمل شهره الخامس ..!
و هناك تلك الطفلة الصغيرة ذات الأربعة أعوام و التي تمسكت ببنطال الشاب وهي تقول : بابا .. هل هذه أمريكا ؟!..
إبتسم وهو يقول : نعم عزيزتي أيكو .. هذه أمريكا ..!
بادلته الابتسامة و نظرت لأخيها الصغير : شو لم يأتي لأمريكا من قبل .. صحيح ؟!..
أومأت والدتها إيجاباً : نعم صغيرتي .. أنتي فقط أتيتِ معنا منذ عامين .. أما شوتا فهذه مرته الأولى ..!
سمعوا حينها صوتاً ينادي : رين .. إليسيا ..!
التفتوا جميعاً حينها لتصرخ أيكو بفرحة : خالي !!..
ركضت حينها ناحيته ليستقبلها بين ذراعيه و يحملها بين يديه بسعادة : أيكو عزيزتي .. اشتقت لك ..!
اقتربت بقيت الأسرة ناحيتهم حيث قال الأب بابتسامه : أهلاً آرثر .. كيف حالك ؟!..
صافحه آرثر حينها بابتسامه : بخير رين .. حمداً لله على سلامتكم ..!
حملت إليسيا الطفل الصغير بين يديها و هي تقول : شوتا .. هذا خالك الطبيب آرثر ..!
تقدم آرثر منه بعد أن أنزل أيكو و حمل الطفل الصغير بين ذراعيه : أووه شو .. مرحباً ..! إنه وسيم إليسيا ..!
كان لشوتا شعر أمه البني و عيناها الزرقاوتان .. أما أيكو فقد اكتسبت الشعر الأشقر من أبيها و كذلك العينان الزرقاوتان ..!
بابتسامة قال آرثر : لقد فاجأتمونا بهذه الزيارة ..!
قطبت حاجبيها حينها : لا تقل لي أنك أخبرتهم ؟!!..
ضحك بخفة حينها و هو يقول : لا .. أعلم أنك تحبين المفاجئات ..!
إبتسم رين بهدوء و قد بدأوا السير ناحية البوابة : لقد حصلنا على تذاكر مجانية للسفر لنيويورك بحكم عملي في شركة الطيران .. و قد صادف هذا وقت إجازة إليسيا من معهد اللغة الإنجليزية في طوكيو ..!
تنهدت حينها تلك المرأة بتعب : العمل معلمة أمر صعب .. لم أعتقد أن جوانا كانت تعاني هكذا ..!
ربت شقيقها الأكبر على رأسها وهو يقول : إن هذا جزاءك بسبب ما كنت تفعلينه للمعلمين في السابق ..! عموماً أنتي الآن أمٌ لطفلين لذا يجب أن تكوني أكثر رزانة ..!
انتبهوا لرين الذي ضحك بسخرية : هذه الفتاة لا يمكن أن تكون رزينةً أبداً حتى لو أنجبت عشرة أطفال ..! نحن لا نزال نتناول الطعام من المطعم أحياناً ..!
بدا عليها الاستياء و هي تقول : قلت لك قبل أن نتزوج بأنني سيئة في الأمور المنزلية و أحتاج وقتاً كي أتعلم ..! لكنك قلت و بكل رومانسية " أنا راضٍ بالحال الذي أنتي عليه " !!!..
نظر إليها بطرف عين وهو يقول : كاذبة !!.. متى حدث هذا ؟!!.. لقد كنت أكبر مقلبٍ في حياتي !!..
شهقت حينها و وضعت يدها على قلبها : أنت تقول هذا بعد خمس سنوات زواج !!.. و أنا التي أقضي طول اليوم أنتظرك بينما تبقى في العمل و لا تعود إلا في المساء منهكاً فتنام و أنتظرك حتى تستيقض فتذهب لعملك و تجعلني أنتظرك مجدداً !!.. قضيت طيلة شبابي أنتظرك !!..
لم يرد عليها .. و هي لم ترد : ما بكما أنتما ؟!!.. فجأةً حولتما الأمر لشجار !!..
لكن آرثر بعد قول تلك الكلمات سمع ضحكة صغيرة فألتفت ليجد أيكو الصغيرة تضحك و هي تقول : إنه الموال اليومي !!..
بدت الدهشة على آرثر .. أيعقل أنهم يعيشون يومياً على هذا المنوال !!..
لكن .. رغم كل ذلك ..!
واضح أنهم يعيشون بسعادة !!..
.................................................. .........
فُتح باب المصعد بعد وصوله للدور السابع من هذه العمارة السكنية الكبيرة .. نزل و خلفه تلك المرأة و الواضح أنهما عادا من العمل سويةً ..!
بابتسامة قال : أظن أن العمل سيسير على ما يرام بوجودك ..!
تنهدت هي بتعب : أن البقاء في المنزل مع الأطفال أفضل بكثير ..!
وصلا حينها إلى تلك الشقة التي تحمل رقم 102 .. فتح الشاب باب منزلهم بالمفتاح الخاص .. و فور أن دخلوا استقبلتهم تلك الشابة ذات العشرين عاماً : أهلاً بعودتكم ..!
بابتسامة سألت الشابة : أهلاً أكاني .. كيف حال الأولاد ؟!!..
بمرح قالت : ليون يلعب بهدوء في غرفته و ريوكي نائم منذ ساعة ..!
تجاوزهم الشاب وهو يقول : شكراً لعملك آنسه أكاني ..!
باحترام قالت : شكراً لك سيدي ..!
حملت حقيبتها و هي تقول : لقد انتهى وقت عملي .. أراكم في الغد ..!
خرجت بعد كلمتها الأخيرة و قد كانت الساعة تشير إلى السادسة مساءاً ..!
بينما خلعت تلك الشابة حذاءها أمام الباب و في تلك اللحظة سمعت صوت بكاء مرتفع : أوه لاشك أن ريوكي استيقظ ..!
أسرعت ناحية الغرفة الصغيرة في الزاوية .. حين دخلت إلى الغرفة كان الطفل قد توقف عن البكاء ..!
ما أذهلها هو ذلك المشهد .. حيث كان ذلك الرضيع ذو الستة أشهر مستلقياً على ظهره و يضحك بخفة بينما كان الطفل الآخر ذو الثلاث سنوات يضع يديه على وجهه ثم يبعدها و هو يقول في وجه أخيه الصغير : بووه ..!
بدا أن تلك اللعبة أعجبت الرضيع فقد توقف عن البكاء و ضل يضحك بينما كان الأكبر مستمتعاً بالأمر هو الآخر و قد بدأ بالقيام ببعض الحركات المضحكة كشد خديه و إخراج لسانه و كذلك بعض الأصوات الظريفة ..!
ضحكت هي الأخرى بخفة و هي تنظر إليهما و أخذت تنادي : ليو تعال بسرعة .. لا يمكن أن يفوتك هذا المشهد ..!
خرج من غرفة أخرى و قد خلع سترته و ربطة العنق : ما الأمر ؟!!..
لكنه حين أطل بوجهه إلى غرفة أبنيه حيث لا يزال الأكبر يلاعب الأصغر بمرح ضحك على ذلك الموقف : يا للأطفال !!..
انتبه الطفل الأكبر لوالديه فهتف حينها : مرحباً ماما .. مرحباً بابا ..!
تقدم والده ناحيته و احتضنه بسعادة : مرحباً عزيزي ليون .. كيف كان يومك ؟!..
بمرح قال : لقد لعبت مع الآنسة أكاني لعبة الاختباء .. و ريوكي كان يزحف و يختبأ خلف الأريكة هو الآخر ..!
جثت تلك الشقراء بجانب زوجها و حملت الطفل الرضيع و احتضنته : عزيزي ريوكي اشتقت إليك .. آسفة لأني تركت وحدك ..!
قطب ذلك الصغير ليون حاجبيه : و أنا ماما ؟!!..
ابتسمت حينها له و تقدمت لتقبل وجنته و هي تقول : و أنت أيضاً اشتقت إليك يا مشاكس ..!
بدا عليه الرضا بعدها بينما وضعت هي ريوكي في حضن والده بجانب أخيه : اهتم بهما بينما أعد شيئاً لنأكله ..!
أمسك الطفل الآخر وهو يقول : هيه راي .. ألا ترين أنهما لن يسمحا لي بالحركة هكذا ..!
وقفت و هي تقول بمرح : اثبت في مكانك إذاً حتى أنتهي ..!
تنهد بتعب و نظر إلى الطفلين ليجد أن ليون عاد لفعل تلك الحركات المضحكة في وجهه أخيه الذي يجلس بجانبه بينما كان ريوكي يضحك مستمتعاً بالأمر ..!
ابتسم والدهما بهدوء و قبل رأس كلٍ منهما وهو يتمتم : انتظر اليوم الذي سأراكما فيه أخوين شابين يدعم كلٌ منكما الآخر ..!
.................................................. .........
الأضواء مغلقه .. و هواء جهاز التكيف باردٌ للغاية .. و الجو مناسب حقاً لنومة هنيئة ..!
هكذا كان ذلك الشاب الذي استلقى على ذلك السرير الكبير و قد تغطى بغطاء الفرو الناعم ..!
كان يومه في العمل شاقاً .. فضابط ذو كفاءة عالية مثله لديه الكثير من المهام اليومية الموكلة إليه .. لذا فور أن يعود من العمل حتى يرتمي في سريره ليأخذ قسطاً من الراحة بعد يوم عمل شاق ..!
في تلك اللحظة الهادئة .. فتح أحدهم باب الغرفة بشدة !!..
فتح الأضواء كلها .. البيضاء و الصفراء !!..
و ركض و هو يصرخ بصوت مرتفع مزعج : استيقظ كرة الطين جاهزة !!..
لم ينته الأمر عند هذا الحد فذلك الجسد الصغير قد قفز قفزة جنباز على ظهر ذلك الشاب حتى كاد عموده الفقري ينحني للداخل رغم أن ذلك الجسد كان نحيلاً للغاية !!..
أيضاً .. تلك الطفلة صرخت في أذنه : بابا .. كرة الطين على السفرة .. إن لم تستيقظ في الحال فستأكل قطة الحي حصتك !!..
وصل ضغطه إلى أعلى حد فجلس حالاً و هو يصرخ بغضب مستاءً : ناتسو .. أخرجي حالاً من هنا !!..
تلك الصغيرة سقطت فوق السرير على ظهرها بعد أن جلس الشاب : يا لك من خشن !!..
التفت إليها مصدوماً : من أين تعلمت هذه الكلمات يا صغيرة ؟!!.. و تقولينها لأبيك أيضاً !!..
نزلت من على السرير و أخذت ترتب شعرها الذي تشقلب فوق رأسها مع شقلبتها من فوق ظهر أبيها : بابا .. سنأكل كرة الطين عنك ..!
أعاد الغطاء على جسده بعدما استلقى مجدداً : اذهبي و اتركيني أنام ..!
لكنها في تلك اللحظة أمسكت شعره بكلتا يديها يدها و بدأت تسحب و هي تقول : بابا .. هيا أفتح عينيك ..!
أمسك بكلتا يديها حينها و قلبها لتصير مستلقيةً أمامه : من أين لك بكل هذه الطاقة ؟!!..
لم تفهم سؤاله و لكنها ببراءة قالت : كرة الطين !!!!!..
جلس حينها أخيراً على السرير و هو يقول : أستسلم .. لكن ألم تملي من أكلها دائماً ؟!..
ضحكة حينها بشيطانية و هي تقول : ماما أفضل من يصنعها في العالم كله ..!
ابتسم حينها ابتسامةً صغيرة وهو يقول : إذاً هيا بنا ..!
نزل من فوق السرير و أتجه لدورة المياه ..!
بينما خرجت الطفلة من الغرفة تركض ناحية المطبخ و هي تقول : ماما .. لقد أيقظته ..!
أجابتها أمها و هي تخرج العصير من الثلاجة : أعلم لقد سمعت صراخه و أنا في مكاني هذا .. هيا ناتسومي .. اجلسي على الكرسي في مكانك .. لكن لا تأكلي شيئاً قبل أن يصل أبوك إلى هنا ..!
جلست تلك الطفلة ذات الشعر الرمادي كشعر والدتها و العينان الزرقاوتان كأبيها و التي تبلغ الآن عامها الخامس على الكرسي في مكانها منتظرةً والديها ..!
بقيت تحدق في كعكة الشوكولا الشبه كروية بشغف .. لقد أحبتها منذ تذوقتها للمرة الأولى و بسبب لونها البني فهي تسميها و بكل براءة كرة الطين !!..
التفتت إلى أمها حينها : ماما .. هل سيأكل معنا أخي كعكة الطين فيما بعد ؟!..
أجابت أمها و هي تسكب العصير في الكؤوس : ربما يكون فتاة .. لا تستعجلي الأمور صغيرتي فقد بقي حوالي شهرين قبل أن يصل المولود الجديد .. ستملين من الانتظار لذا إنسي الأمر حتى يحين الموعد ..!
في تلك اللحظة دخل والدها و هو يقول : أفضل أن يكون فتى .. فإن كان فتاةً تشبه هذه المشاكسة سيكون يوم جنوني بالتأكيد !!..
ضحكة زوجته بخفة و هي تقول : إذاً سأخبرك عزيزي كايد .. إن كان صبياً سيكون أكثر جنوناً من ناتسو لأنك والده !!..
جلس على المائدة حينها و هو يقول : لا أذكر أني كنت بهذا السوء تارا .. لا تظلميني !!..
أعطته كأس عصير التفاح و هي تعلق : أووه نعم بالتأكيد .. كنت أكثر الطلاب تهذيباً في المدرسة ..!
نبرتها الساخرة أكدت له أنه كان مصيبةً عظمى سابقاً : أأنت جادة تارا .. أنا لا أذكر فعلاً ..!
جلست في مكانها و هي تقول : بلا .. أنت مع أكيرا كنتما أكثر من سبب الجنون للمعلمين سابقاً ..!
قطب حاجبيه ليقول : لم تكوني معنا في الابتدائية فكيف علمتِ ؟!..
بابتسامة مرحة قالت : الفضل لمايكل و أكمي .. لقد حدثاني بكل ذكريات الطفولة لكم ..!
قبل أن يرد عليها صرخ أحدهم باستياء : يكفي .. لنأكل الآن فأنا جائعة !!..
كانت تلك ابنتهما الصغيرة التي ملت الاستماع لحديثهما الذي لم تفهم منه شيئاً .. هي متحمسة للغاية لتناول الكعكة التي اعتادت على تناولها و التي لم و لن تسأم من تناولها ..!
نظر الوالدان لبعضيهما و ضحكا بخفة حينها قبل أن تمسك الأم بالسكين و تبدأ بتقطيع الكعكة و هي تقول : إذاً .. هيا لنبدأ بتناولها ..!
.................................................. ..........
في غرفة الجلوس الكبيرة من ذلك القصر العظيم ..!
على تلك الأرائك الفاخرة جلست تلك الأسرة الكبيرة معاً يشربون الشاي و يتحدثون بمواضيع كثيرة لا عد و لا حصر لها ..!
هناك كان رجلان و امرأتان كذلك .. و هناك طفل لم يتجاوز الخمس سنوات وقد كان يجلس بجانب المرأة الأصغر سناً ..!
أحد الرجلين قال بهدوء وهو يرتشف من فنجان شاي في يده : كيف هي أحوال نارو ؟!..
أجابته تلك الشابة و هي تربت على كتف الطفل : اتصلت به بالأمس .. انه بخير و مايا كذلك .. قال أنه سيزورنا حال ما تسنح له الفرصة ..!
ابتسم بهدوء وهو يقول : منذ صار محامياً و هو لا يتصل إلا قليلاً ..!
قالت المرأة الأخرى حينها : لا تلمه مارك .. تعلم أن عمله كمحامي يفرض عليه الكثير من الالتزامات ..!
حول نظره إلى تلك المرأة :أنا لا ألومه جوانا .. لكني قلق على صحته ..!
ضحكة تلك الشابة وهي تقول : ماركو لقد تزوج نارو و صار أباً و أنت لا تزال تقلق عليه عند كل صغيرة و كبيرة ..!
الواقع أني لا ألوم ماركوس مطلقاً .. فهو من قام بتربية نارو منذ طفولته ..!
وقف الطفل الصغير و اتجه إلى الرجل الآخر وهو يقول : بابا .. لنذهب لليابان ..!
ربت والده على رأسه وهو يقول : آسف عزيزي جيمي .. لكني مشغول الآن كثيراً في الشركة ..! لكني أعدك أن نذهب لطوكيو حال ما آخذ إجازة ..!
بمكر قالت تلك الشابة : لقد وعدته يا جاستن .. لذا عليك الوفاء بوعدك ..!
ابتسم حينها وهو يقول : و أنا عند وعدي عزيزتي إليديا .. حال ما نجد الفرصة سنذهب سوية لليابان .. أعلم أن جيمي مشتاق للعب مع ايكو ..!
سمع حينها صوت شاب دخل في تلك اللحظة : و ماذا لو قلت لك أن ايكو حظرت إلى هنا ..!
التفت الجميع إلى آرثر الذي دخل لحظتها و خلفه تلك الطفلة التي دخلت وهي تركض : خالي ماركو ..!
ضحك بخفة و وقف ليمد ذراعيه فيستقبلها و يرفعها عالياً : إنها أجمل مفاجأة يا ايكو ..!
وقفت إليديا حينها و اتجهت إلى شقيقتها الصغرى و احتضنتها : أوه عزيزتي .. لا تتخلين عن تصرفاتك ..! لكنها بالفعل مفاجأة رائعة ..!
ضحكة بخفة حينها و هي تجيب شقيقتها : لقد حدث كل شيء بسرعة و لم أجد الوقت لأخباركم ..!
رين الذي كان يحمل ابنه الصغير شوتا انتبه صوت جوانا التي سألت : كيف حالك رين ؟!.. و كيف حال العمل ؟!..
ابتسم وهو يجيبها : كل شيء بأحسن حال ..!
مدت ذراعيها و حملت الطفل الصغير ذو الخمسة أشهر : شوو الصغير .. أهلاً بك في نيويورك لأول مرة ..!
بعد إلقاء التحيات و السلام جلسوا سوية موزعين على تلك الأرائك الفاخرة ..!
أمسكت ايكو بيد ابن خالتها جيمي وهي تقول : ماما ..سأذهب مع جيمي لنلعب في الحديقة ..!
أومأت لها إيجاباً و هي تقول : لكن احذري من البركة ..!
أردف رين هو الآخر : لا تتجاوزا أسوار الحديقة .. مفهوم ؟!..
وقف الاثنان وقفت الضباط و بتلك التحية العسكرية قالا : مفهوم !!..
حركتهما تلك أجبرت الجميع على الضحك عنوة ..!
ايكو و جيمي في ذات السن تقريباً و بما أنهما ابنا إليسيا و إليديا فهما مقربان .. على الرغم من أن جيمي لا يجيد اليابانية بينما تواجه ايكو صعوبة في الانجليزية إلا أنهما يتواصلان سوية بطريقة شبه سحرية ..!
خرج الطفلان سوية ليلعبا بينما كانت جوانا تطاردهما بناظريها و قد احتضنت شوتا الصغير و تمتمت : حقاً ..الأطفال هم مصدر السعادة الأول في العالم ..!
حياة جوانا لم تتغير كثيراً فهي لا تزال تعيش في أميركا .. لقد تركت التعليم منذ ست سنوات لذا هي متفرغة تقريباً إلا أنها تساعد مارك أحياناً في أمور الشركة ..!
مارك أيضاً لم تتغير حياته نهائياً إلا أنها ازدادت سعادةً بعد أن أستقر معظم أخوته أخيراً ..!
آرثر تخرج منذ ثلاثة أعوام وهو الآن طبيب جراح في أحد المستشفيات الضخمة في نيويورك .. حتى فكرته في عدم الزواج لم تتغير إلا منذ بضعة أشهر بعد لقاءه بإحدى الممرضات معه في القسم .. تلك الشابة المدعوة سارا و التي تبلغ الآن الثانية و العشرين .. لقد ساعدها حين كانت جديدة في العمل و خلال تلك الفترة أيقن انه وجد الفتاة التي يريدها أخيراً و حفل خطوبتهما سيكون خلال الأسابيع القادمة ..!
أما إليديا .. فقد تزوجت منذ ست سنوات بجاستن ذلك الشاب المرح الذي تعرفت عليه خلال دراستهما سويةً في الجامعة حيث كان كلاهما يدرس إدارة الأعمال .. جاستن يعمل الآن في شركة والده الكبيرة و التي لها مشاريع مشتركة مع شركة أندرسو .. أما إليديا فقد أصبحت الوسيط بين الشركتين فهي المسئولة عن أي مشروع مشترك .. و هذه الشراكة البسيطة كانت ربحاً عظيماً لكلا الشركتين ..! بعد زواج اليديا بسنة رزقت بابنها الأول جيمي الذي كان يشبه والده بشعره البني الفاتح الكثيف و عينيه العسليتين ..!
هذه هي حياة النصف الأول من أبناء أندرسو .. ربما لم تحدث الكثير من التغيرات إلا أنها حياة سعيدة خالية من أية مشاكل مزعجة ..!
.................................................. ........
ألمانيا .. برلين ..!
هنا حيث تلك الجامعة الطبية الكبيرة للبحوث الطبية .. و في تلك القاعة التي تتراوح أعمار الطلبة فيها بين الخمسة و العشرين و حتى الثلاثين بحكم مجال دراستهم الطويل حيث ينون التخرج و كلن منهم يحمل لقب " بروفيسور في طب المورثات الجينية " ..!
أنهى ذلك العجوز محاضرته و خرج من القاعة بينما كان الطلبة يلملمون دفاترهم الكبيرة و أقلامهم للخروج و شرب فنجان قهوة قبل المحاضرة التالية ..!
بينما كانت تلك الشابة ذات الستة و العشرين عاماً تجمع أقلامها سقط احدها على الأرض ..!
قبل أن تنحني لأخذه كان أحدهم قد سبقها لهذا ..!
رفعت رأسها إلى ذلك الشاب الألماني الذي قال بابتسامة وهو يعيد القلم إليها : تفضلي آنسه تيما ..!
بادلته الابتسامة وهي تقول : شكراً توماس ..!
أخذت القلم منه و وضعت في المحفظة الصغيرة ثم وضعتها في حقيبتها الوردية حملتها على كتفها و ما إن كادت تغادر حتى استوقفها ذلك الأشقر ذو العيون الزرقاء : آنسه تيما .. هل تقبلين دعوتي للعشاء الليلة ؟!..
التفت ناحيته حينها و خلعت نظارة القراءة الطبية و هي تقول : آسفة توماس .. الامتحانات ستبدأ قريباً و علي الدراسة جيداً ..!
حالاً قال بتوتر : حسناً .. بعد الامتحانات أيمكن أن تقبلي الدعوة ؟!!..
أخذت تفكر للحظات قبل أن تقول : حسناً .. لكني سأعود لليابان فور انتهاء الامتحانات ..!
صمت ذلك الشاب للحظات قبل أن يقول : آنسة تيما .. إن كان هناك من ينتظرك في اليابان فأخبريني فقط ..!
كانت قد فهمت قصده لكنها تظاهرت بعدم ذلك : أمي تعيش وحدها .. لذا علي العودة للبقاء عندها وقت الإجازة ..!
لكنه بجد و تفاعل قال : لا أقصد هذا ..! أقصد .. صاحب العقد ..!
قطبت حاجبيها : صاحب العقد ؟!!..
أومأ إيجاباً قبل أن يقول بهدوء : هذا العقد الصدفي ..منذ أول يوم في الجامعة و أنتي لم تخليعه مرةً واحده ..!
كان يقصد ذلك العقد الذي يبدو كقطعة صدفية صغيرة و الذي كان يلازم رقبتها دوماً و أبداً ..!
نظرت إليه بهدوء قبل أن تقول : أعذرني توماس .. لكني لا أناسبك .. ولا أناسب أي شاب آخر !!.. لست متفرغةً لهذه الأمور و أفضل البقاء هكذا طيلة حياتي ..!
كان مصدوماً من كلامها : لما ؟!!.. لم أسمع بأي فتاة هكذا ..!
ابتسمت بهدوء وهي تقول : إذاً لأكن أول فتاة تعرفها من هذا النوع ..! آسفة مجدداً توماس .. لكن صاحب العقد هو الوحيد الذي أحببته بصدق ..!
لم ينطق حرفاً بينما أرفدت هي وقد استدارت : و صاحب العقد .. يرقد في قبره منذ عشر سنوات ..!
سارت بعدها مغادرةً القاعة تاركةً هذا الفتى في صدمته ..!
بالنسبة لها لم يكن أول شخص يأتي إليها بذات النية و لا تعتقد أنه سيكون الأخير ..!
لكن .. لا يمكن لها أن ترتبط بأحدهم ..!
كارلوس فقط .. تمكن من كسب ثقتها المطلقة لكنه مات و أخذ ثقتها بكل الشباب معه ..!
سام أيضاً .. يعتبر سبباً رئيسياً في حقدها المدفون عليهم ..!
قررت أن تكرس حياتها للدراسة فقط .. ستضمن لها مستقبلاً مليئاً بالأعمال التي ستشغلها عن التفكير في أي شاب قد يصادفها ..!
هكذا قررت تيما هنري أن تعيش حياتها .. وربما كان هذا أنسب خيار لها ..!
.................................................. ..........
  #2014  
قديم 04-15-2012, 10:37 PM
 
أوقف سيارته الرمادية المكشوفة قرب تلك العمارة السكنية .. كانت الساعة تشير للحادية عشر مساءاً ..!
نزلت تلك الشابة ذات العشرين عاماً منها و نظرت إلى ذلك الشاب الذي كان يجلس خلف المقعد وقالت بابتسامة لطيفة إضافة لصوتها الناعم : إلى اللقاء ماكس .. أراك غداً في الجامعة ..!
بادلها ذات الابتسامة : إلى اللقاء .. سأمر عليك في الصباح لنذهب سويةً ..!
بمرح قالت : سأنتظرك إذاً ..!
ذهبت بعد كلمتها الأخيرة متجهةً ناحية بوابة العمارة بينما كانت عيناه العسليتان تتبعها ..!
لقد كانت ذات شعر حريري يصل لنهاية ظهرها بلون السماء السوداء المليئة بالنجوم المضيئة .. و عينان بلون التوت الأزرق ..!
حرك سيارته مجدداً متجهاً إلى المنزل .. لم تمض سواء خمسة عشر دقيقة و توقف أمام ذلك المنزل الصغير في حضن ذلك الحي الهادئ ..!
أغلق سقف سيارته و نزل منها .. لقد تلقاها كهدية من الزوجين الذين اعتنيا به و اعتباره فرداً من عائلتهم الصغيرة .. لذا هو الآخر اعتبرهم عائلته التي لا غنى له عنها ..!
اتجه إلى باب المنزل و فتحت بالمفتاح الخاص ثم دخل : لقد عدت ..!
كانت تلك المرأة تنزل الدرج و فورما رأته ابتسمت : أهلاً بعودتك ماكس .. بدل ملابسك و تعال لغرفة الطعام سيصل جيمس بعد قليل ..!
باستغراب سأل :سيعود جيمس اليوم ؟!..
أومأت إيجاباً و هي تقول : سيبقى ليومين ثم يعود لعمله ..!
منذ صار جيمس جنرالاً في الأسطول البحري صار يقضي أياماً و ربما أسابيع بعيداً عن أسرته .. لكنه مطمئن لأن ماكس معهم فهو على قدر كاف من تحمل المسؤولية ..!
صعد إلى غرفته في الطابق الثاني الذي يحتوي على أربع غرف ..!
كانت غرفته في نهاية الممر .. توجه إليها و هو يخلع سترته الترابية التي ارتداها فوق ذلك التيشيرت الأبيض مع بنطال جينز أسود ..!
حال ما دخل لفت نظره ذلك الطفل الذي كان يستلقي على بطنه فوق السرير و يقرأ كتاباً : ماذا تفعل هنا ؟!!..
التفت ذلك الطفل الذي يبلغ الآن عامه السابع و قال ببرود : أدرس ..!
تقدم ماكس باستياء و أخذ الكتاب من الطفل : تدرس !!.. ما المعلومات التي تدرسها في رواية درامية يا ترى ؟!!..
جلس على السرير و قال باستياء :ماكس أعدها .. لقد وصلت للفصل الخامس الآن ولا أريد التوقف هنا ..!
أمسكه من أذنه و سحبه خارج الغرفة و رما به وهو يقول : لعب البلاستيشن يناسبك أكثر .. أذهب من هنا ..!
أغلق الباب بعدها بينما قال الطفل باستياء : أخبرني ما الذي حدث مع جوني على الأقل ؟!!..
اخذ للحظات يستوعب المقصود .. لكنه تذكر حينها بطل تلك الرواية الدرامية المدعو جوني ..!
تنهد بضجر فهذا الفتى الصغير يستحيل أن يتخلى عن تصرفاته في دخول هذه الغرفة و التفتيش في كل شبر فيها ..!
بدل ملابسه بعد أن أخذ حماماً سريعاً و ارتدى بنطال جينز أزرق مع تيشيرت بلون حبة المانجو البرتقالية ..!
خرج بعدها من غرفته حيث كان ذلك الفتى الصغير لا يزال واقفاً هنا مستنداً إلى الجدار : لما أنت واقف هكذا و كأنك عند باب غرفة المدير ..!
رفع رأسه إلى ماكس ليقول بترجي : أريد أن أكمل قراءة الرواية ..!
تنهد بتعب من هذه المسألة فهو يعلم كم رأس هذا الطفل يابس : لا يمكنك مورا .. لا تزال صغيراً على فهمها ..!
بذات النبرة المترجية : أرجوك يا أخي فقط هذه الرواية ..!
ربت على رأسه و هو يقول : إنها لا تناسب سنك .. لكني أعدك أن أخبأها لك حتى تكبر و تكون في سن مناسبة لقراءتها ..!
لم يرضى بهذا .. لكن ماكس ابتسم له وهو يقول : سأنافسك في مباراة بلاستيشن بعد العشاء .. ما رأيك ؟!..
بدت السعادة عليه و قال في حماس : حقاً ؟!!.. ساهزمكَ بكل تأكيد ..!
ضحك ماكس بخفة وهو يقول : رغم أن لدي جامعةً غداً لكنني مضطر للعب معك حتى ترضى ..!
قطع حوارهما ذاك صوت جاء من الأسفل :لقد وصلت ..!
ابتسم ماكس بهدوء عند سماعه لذلك الصوت بينما كانت السعادة قد غمرت مورا و هو يقول : لقد عاد أبي ..!
ركض حينها ناحية الدرج وخلفه كان ذلك الشاب يسير ..!
نزلا إلى الأسفل حيث كانت ماندي تقف و قد حملت سترة جيمس السوداء عنه بينما عانق هو ابنه الصغير و هو يقول بسعادة : مورا بني .. اشتقت إليك ..!
بسعادة رد عليه ابنه : و أنا كذلك أبي ..!
وقف ماكس أماهم حيث ابتعد مورا فتقدم جيمس ناحية ماكس ليعانقه وهو يقول : كيف حالك ماكس ؟!.. أرجو أن تكون بخير ..!
بابتسامته الهادئة أجاب : إني بخير برؤيتك مجدداً جيمس .. أهلاً بعودتك ..!
أبتعد عنه برفق فقالت ماندي بابتسامة لطيفة : إن العشاء ينتظركم .. لقد أعددت وليمة كبيرة بمناسبة عودة جيمس بعد غياب شهر كامل ..!
بانت ابتسامة حانية على شفتيه : شكراً لمجهودك عزيزتي ماندي ..!
دخلوا حينها سويةً متجهين لغرفة الطعام .. جلسوا حول تلك المائدة العامرة و بدءوا بتناول العشاء و هم يتحدثون في بعض الأمور الصغيرة حتى قال جيمس : ماكس لما لا تأكل ؟!!..
قال هذا باستغراب حين رأى أن ماكس قد اكتفى بكأس من عصير البرتقال : لقد تناولت عشائي مسبقاً لذا لا أشعر بالجوع ..!
بابتسامة ماكرة قالت ماندي : مع هانا صحيح ؟!!..
احمرت وجنتا ماكس لا شعورياً بينما بدا الحماس على جيمس : ما هذه التطورات ؟!!..
مورا أيضاً تدخل حين قال لوالده بحماس : أنه يواعدها منذ ثلاثة أشهر يا أبي ..!
التفت ماكس ناحيته و ضرب رأسه بخفة : من أين لك بهذا الكلام ؟!..
ضحك جيمس عليهما ثم سأل بابتسامة : أهي معك في الجامعة ؟!..
عادت ابتسامته الهادئة الممزوجة بنبرة لطيفة : نعم .. لكنها لست في قسمي فهي تدرس هندسة الديكور بينما أنا أدرس الهندسة المعمارية ..!
هنا قالت ماندي بحماس : إنها جميلة حقاً جيمس .. لقد قام بدعوتها إلى هنا الأسبوع الماضي بعد أن ألححت عليه بذلك ..! أنها لطيفة للغاية و هي رائعة من كل الصفات ..!
عاد بناظريه إلى ماكس الذي بدا التوتر عليه جزئياً : إذاً فهي تناسب ماكس الوسيم .. عليك دعوتها إلى هنا مجدداً لكن حين أكون موجوداً ..!
بمرح قال : بالتأكيد سأفعل ..!
هذه كانت مجرد لحظات من حياة تلك الأسرة الصغيرة .. جيمس و ماندي .. ماكس .. و الابن الصغير مورا .. و كذلك تلك الشابة هانا التي بدا أنها ستكون قريباً جزءاً من هذه الأسرة ..!
................................................
في مكان مختلف عن المعتاد .. في تلك القاعة الكبيرة ..!
كان الجمهور متحمساً .. و مجموعة من الرجال و النساء يجلسون على طاولات خاصة و أمامهم حواسيب يعملون عليها .. يمكننا أن نطلق عليهم لجنة التحكيم..!
على المنصة كانت هناك عشر فتيات صغيرات ما بين الثامنة و العاشرة .. كلن من هن ترتدي ملابس لطيفةً و مختلفةً عن الأخرى ..!
باختصار .. هي مسابقةٌ دولية لأزياء الأطفال ..!
و بعد المناقشات و المشاورات بدأ المعلق بإعلان النتائج .. و في النهاية ختم كلامه : الحاصلة على أعلى تصويت .. المشاركة رقم " 3 " .. نينا !!..
صرخ الجمهور بحماس لها .. فقد كانت أجمل الفتيات و ألطفهن .. رغم أنها كانت الطفلة اليابانية الوحيدة بينما كن كلهن إيطاليات و فرنسيات .. هنا في عاصمة الأزياء الثانية ميلانو ..!
تقدم رجل ناحية الطفلة و قدم لها باقة ورد و كذلك كأس الفوز .. فركضت الطفلة ناحية فتاة شابة و هي تقول بسعادة : آنسه كايدي .. لقد فزنا ..!
ضحكت تلك الشابة و احتضنت الطفلة و هي تقول بسعادة : كنت رائعة نينا .. طريقتك في الرقص لحظة عرض الفستان كانت مذهلة و هذا ما سبب فوزنا ..!
ضحكت الطفلة التي تبغ عامها الثامن بمرح وهي تقول : الفضل يعود لدروس الباليه ..!
التقط الصحفيون العديد من الصور لنينيا و كايدي.. و قد تم توقيع عقد للشابة لتعمل مصممة أزياء أطفال في إحدى أكبر شركات الأزياء العالمية ..!
مضى الوقت و انتهى حفل التكريم و تلقي التهاني و الهدايا .. لذا خرجت كايدي و هي تمسك بيد الطفلة نينيا و تبتسم لها ..!
اتجهتا إلى مربض السيارات ثم ركبتا في تلك السيارة البرتقالية حديثة الطراز ..!
انطلقت السيارة ناحية أحد الفنادق حيث تسكن الاثنتان .. و لكن قبل أن تصلا إلى هناك توقفت كايدي قرب أحد المحلات التجارية و التفتت ناحية الطفلة و هي تقول بابتسامة : نينا .. بمناسبة فوزنا سوف أشتري لك فستان الباليه الذي تختارين ..!
بدت السعادة على وجه الفتاة الصغيرة و هي تقول بفرحة : شكراً لك آنسه كايدي .. أممم .. أريد أن يكون لونه أبيض .. لا بل وردي .. حسناً ليكن ....!
وقبل أن تكمل كلامها قاطعها ضحكة الشابة و هي تقول :على رسلك .. لننزل الآن و اختاري ما تشائين ..! ثم شيء آخر .. لقد انتهى الحفل لذا ما من داعٍ لأن تناديني انسه كايدي .!
بابتسامة مرحة قالت الطفلة الصغيرة : حاضر .. ماما ..!
بادلتها كايدي ذات الابتسامة .. فهذه الطفلة تشغل حياتها الآن ..!
لم تستطع الارتباط بعد خطيبها الأول .. حاولت كثيراً لكن في كل مرة تفشل فكل من تقدموا لها انفصلوا عنها بعد فترة قصيرة قبل الزواج حتى بحجة أنها ليست صادقةً معهم ..! ذلك جعلها تلغي الفكرة نهائياً و تستسلم ..!
لذا .. تبنت طفلةً من ملجأ أيتام قبل ثلاث سنوات ..!
و هاهي " نينا " ذات الشعر الأسود القصير و العينين الرماديتين تعيش معها حياة هانئةً و مليئةً بالانجازات .. خاصةً بعدما تركت التعليم قبل سنوات و قررت أن تصبح مصممة أزياء أطفال كما تمنت دائماً ..!
.................................................. .........
رن هاتفها الذي رمته بإهمال على المقعد الفارغ بجوارها ..!
أخذته دون أن تبعد ناظريها عن طريقها : مرحباً عزيزي ..... نعم ها أنا على وشك الوصول إلى هناك ...... حسناً أراك بعد قليل ..!
وضعت الهاتف في حقيبتها و هي تركز على ذلك الطريق الترابي الذي يعبر خلال تلك الأراضي الخضراء خارج حدود باريس ..!
إنه جزء من الريف الفرنسي الساحر ..!
رأت أمامها تلك الأسوار التي أكدت لها أنها وصلت لوجهتها .. لقد قرروا جميعاً أن يأتوا اليوم لمزرعة الخيول هذه ..!
الساعة الآن هي العاشرة صباحاً .. لقد انتهى موعد عملها النهاري و أما موعد عملها المسائي فسيكون بين الثامنة مساءاً حتى العاشرة ..!
إنها أوقات صعبة لكن عملها في قسم الشرطة يفرض عليها ذلك ..!
دخلت إلى حدود تلك المزرعة و أوقفت سيارتها مع السيارتان اللتان كانتا هناك .. إحداهما كانت سيارة زوجها و الأخرى سيارة شقيقه الأكبر ..!
نزلت هي من سيارتها ذات اللون البحري و سارت بهدوء ناحية المكان الذي تعلم يقيناً أنهم سيكونون فيه ..!
هناك قرب ساحة الخيول حيث تلك المنضدة الكبيرة الخشبية و التي توزعت حولها مجموعة من الكراسي الخشبية .. غالباً يجلسون هنا لشرب الشاي و بالفعل كانوا هناك ..!
كان زوجها يجلس هناك مع شقيقته الكبرى إلا أنهما كانا وحدهما : مرحباً ..!
هكذا قالت فألفتا إليها حيث ابتسمت لها المرأة : أهلاً لينا .. تفضلي ..!
جلست على أحد المقاعد و هي تقول باستغراب : أين لوري ؟!!..
أشار الشاب ناحية ساحة الخيول : إنها هناك ..!
نظرت إلى تلك الجهة و ابتسمت حين رأت ابنتها التي تبلغ الآن عامها الخامس ترتدي ثياب الفروسية ..!
كانت عبارة عن قميص أحمر و بنطال أسود .. إضافةً إلى حذاء برقبة عالية و لون بني ..!
شعرها كان بنياً يصل لمنتصف ظهرها .. لم يكن كلون شعر أبيها أو أمها لكنه كان مطابقاً تماماً للون شعر بعض أعمامها ..!
عيناها كانتا ذات لون أرزق قاتم كعيني أمها ..!
كانت تمتطي خيلاً أبيض اللون كبير الحجم .. و بجانبها خيل آخر كان عمها مايك يمتطيه لكنه كان ذو لون بني : إنها تتعلم بسرعة ..!
هكذا علقت جيسكا و هي تنظر إليها بابتسامة .. بينما قال ميشيل و هو ينظر ناحية لين : إنها مدهشة مثلك يا سنيوريتا ..!
ضحكت بخفة حينها : أعتقد أنك ستذكر هذه الكلمة حتى لو كانت لحظة موتك وصلت ..!
شاركها تلك الضحكة و هو يقول : لأنني أؤمن بحقيقة هذه الكلمة ..!
توردت وجنتاها حينها و هي تتذكر تماماً أن معنا هذه الكلمة هو " جميلة " باللغة الأسبانية ..!
سألت حينها جيسكا و هي تنظر لساعتها : ألن تأتي يومي ؟!.. لقد أخبرتني أنها ستصل قبل العاشرة لكنها تأخرت ..!
تذكرت لين شيئاً حينها : اه صحيح .. لقد أتصلت يومي بي وأخبرتني بأن سيارة جيو تواجه مشكلة لذا قد يتأخرون قليلاً في الوصول إلى هنا ..! قالت أنك لا تجيبين على الهاتف أيضاً جيسكا ..!
انتبهت عندها لشيء : أه .. يبدو أنني نسيت هاتفي في السيارة ..! يالي من مهملة ..!
لم تكمل جملتها حتى سمعوا صوتاً من خلفهم : لقد وصلنا ..!
التفت لين حيث رأت جيفانيو و معه يومي بينما ركض ذلك الطفل الصغير الذي بعمر ابنتها لورينا ناحية ساحة الخيول : لووووري ..!
أوقفت تلك الطفلة خيلها قرب السياج الخشبي و بمرح قالت : أهلاً مارتن .. هل تريد أن تركب على الخيل معي ..!
أومأ إيجاباً بمرح .. فلطالما لعبا هنا سويةً ..!
نزل مايك من فوق خيله و ربط لجامه في السور الخشبي ثم حمل مارتن و وضعه فوق الفرس الأبيض خلف لورينا وهو يقول : لا تفلتي اللجام لوري حتى لا تفقدي السيطرة .. و أيضاً أطعمي خيلك بعض الجزر فهو لم يأكل شيئاً منذ الصباح الباكر ..!
بمرح طفولي قالت : حاضر أستاذ عمي مايك ..!
ضحك بخفة عليها ثم سار ناحية الجالسين هناك حول الطاولة الخشبية ..!
لقد تعلق كثيراً بلورينا ابنة أخيه ميشيل كما أنه قد بدأ بتدريبها على الفروسية منذ بضعة أشهر حين لاحظ حبها للخيل ..!
و بما أنها تتدرب و هي لا تزال في الخامسة فربما تكون محترفة في سن مبكرة كذلك ..!
جلس مع الآخرين حول تلك الطاولة بعد إلقاءه التحية على لين و يومي و جيو ..!
بدءوا بالحديث في بعض المواضيع حتى قالت لين بابتسامة هادئة : إني حقاً في شوق لطوكيو و من فيها ..! ليتنا نذهب جميعاً إلى هناك ..!
ببساطة قالت جيسكا : ولما لا ؟!.. إن بقينا مشغولين بأعمالنا فإن علاقتنا الاجتماعية ستقطع لا محالة ..!
تنهد جيو حينها : أنت محقة جيسكا .. كنت أظن أن ترقيتي إلى ملازم ستكون جيدة لكني اكتشفت أن عملي تضاعف مرتين عن السابق ..!
بمرح علق ميشيل : قلت لك أن تترك هذا العمل المتعب و تعمل معي في الشركة جيفانيو ..!
ضحكة يومي بخفة قبل أن تقول : سيجن جيو لو بقي في مكتب طيلة الصباح .. سيقتله هذا يا ميشيل ..!
استرخى مايك على مقعده وهو يقول : عموماً في العطلة القادمة سيأخذ الجميع إجازة و نذهب سويةً لطوكيو ..!
نظروا سوية ناحية مايك شبه مصدومين .. لقد كان هو دائماً أقلهم حرصاً على الذهاب لكن في الآونة الأخيرة تغيرت تصرفاته كثيراً ..!
ابتسمت جيسكا و هي تعلم أن هذا التغير الذي طرأ عليه هو بسبب لورينا و منذ أن بدأت تدرك ما حولها ..!
تلك الطفلة تعلقت بمايك و أجبرته على التعلق بها ..!
نظرت إلى هناك حيث كانت لوري الصغيرة تجلس على حافة السور الخشبي و تطعم خيلها الأبيض بعض الجزر و بجانبها كانت ذلك الصغير مارتن ابن يومي و جيو ذو الشعر الرمادي القاتم كوالده و العينان الزرقاوتان كعيني أمه..!
كانا يضحكان و يتناوبان في وضع الجزرة داخل فم الخيل و قد اتضح أنهما مستمتعان بهذا ..!
لقد أضاف هذان الصغيران جواً من المرح داخل هذه الأسرة الكبيرة ..!
.................................................. ....
  #2015  
قديم 04-15-2012, 10:38 PM
 
وقف أمام المرآة يحاول جاهداً الظهور بأحسن مظهر .. كان يواجه مشكلة مع ربطة العنق التي لا يعلم لما تسلطت عليه اليوم مع أنه معتاد على ارتدائها ..!
فتح أحدهم الباب فجأة و هو يقول : ألم تنتهي ؟!..
تنهد بضجر : لا ..!
تقدمت تلك الشابة ناحيته و أمسكت بكتفيه ثم جعلته يستقيم أمامها و أخذت تعدل ربطة عنقه و قد كان هو ينظر إليها بإعجاب فهي تمكنت فوراً من التفاهم مع ربطة العنق الحقيرة تلك ..!
تنهدت بضجر و هي تقول : سوف يذهب معك اليوم أيضاً .. و قد ارتدا بدلة رسمية كذلك ..!
ابتسم بهدوء و سار ناحية الباب و هو يقول : لا مشكلة .. فهو لا يسبب الإزعاج على أي حال ..!
سارت بجانبه و خرجا من تلك الغرفة الكبيرة حيث كانت تلك الردهة الفخمة من ذلك القصر الضخم ..!
كانا ينزلان الدرج الذي فرش بالسجاد الأحمر و قد كانت تلك الشابة تقوم بتوصية ذلك الشاب على شخص ما : انتبه له .. لا تدعه يغادر المكتب وحده .. أن أحس بالجوع فاذهب معه إلى الكفتيريا و لا تجعله يذهب وحده .. آه صحيح .. و اخبر الموظفين و الموظفات أن يقللوا من قرص خديه فهما يتورمان يوماً بعد يوم ..!
ضحك بخفة على جملتها الأخيرة : أنهم يستظرفونه يا أيمي ..!
قبل أن تعلق على الأمر سمعا صوت الصراخ و الجدال المرتفع من غرفة الألعاب الصغيرة ..!
~ ابتعد عني يا مجنون ..!
~ سأريك أيها النرجسي المدلل ..!
~ بابااااااا .. سيخنقني ..!
~ أقسم أني سأجعلك ترقد في المشفى اليوم !!..
شهق الوالدان بفزع و أسرعا ناحية غرفة الألعاب ..!
و هناك كانت الطامة الكبرى !!!..
فالابن الأصغر ذو السنوات الأربع و الثمانية أشهر قد استلقى على ظهره بينما الابن الأكبر ذو السبع سنين كان يجلس فوق بطن أخيه .. و المصيبة أنه كان يمسك بربطة العنق التي يرتديها أخوه الأصغر و يسحبها بعنف إلى الخلف : ماثيو توقف !!..
هكذا صرخ الأب و هو يركض مسرعاً عله ينقذ أبنه الصغير من بين براثن أخيه ..!
أمسك بذلك المسمى ماثيو و سحبه حالاً و رفع الجزء العلوي من جسد الأصغر و سحب ربطة العنق على الفور فقد كان وجهه محمراً للغاية : ناوتو .. أتسمعني ؟!!. أأنت بخير ؟!!..
أخذ يسعل بعنف و قد رأى الموت حينها فيما قال ماثيو بغيض : تستحق هذا ..!
التفت والده إليه غاضباً : ماثيو .. ما هذا التصرف الهمجي ؟!!.. كدت تقتل أخاك منذ لحظات ..!
جثت الأم بجانب الصغير و احتضنته : ناوتو .. خذ نفساً عميقاً ..! ما هذا ماثيو ؟!!.. كيف تفعل هذا بأخيك الأصغر ؟!!..
قطب حاجبيه و قال بشراسة : هو الذي بدأ .. لقد مزق الكتاب المصور الذي أهداني إياه العم كايد ..!
قبل أن يرد أحد الأبوين تكلم الطفل الذي بدا أن تلك الحادثة منذ قليل لم تأثر في أخلاقه : هو من وصفني بالمدلل النرجسي أولاً ..!
لم يعلم الوالدان من يعاقبان بالضبط .. فناوتو أخطأ بتمزيق ذلك الكتاب الذي يحبه أخوه كثيراً و كذلك ماثيو أخطأ بمحاولة خنق شقيقه ..!
تنهد أكيرا حينها و هو يقول : ماثيو .. اتبعني ..!
وقف و اتجه ناحية الباب .. لكنه لم يشعر بأحد خلفه و فور أن التفت رأى أن أبنه أختبئ خلف والدته ..!
التفتت الأم إلى ابنها : أذهب إلى أبيك ماثيو ..!
لم يرد مما جعل الأب يغضب لكنه كتم أعصابه : ماثيو تعال إلى هنا فوراً ..!
هنا تكلمت أميليا بقلق : لا داعي لهذا أكيرا .. ليس عليك أن تقسو عليه فهو لا يزال طفلاً و قد فعل ذلك في لحظة غضب ..!
تنهد مجدداً باستياء لكنه حاول أن يضبط أعصابه : سوف أحدثه فقط .. تعال ..!
تشبث بقميص والدته لكنها حينها قالت له : اذهب .. قال أنه سيحدثك فقط ..!
وقف حينها بخطوات مترددة فهو لم يرى أباه غاضباً هكذا ..!
خرج خلفه في تلك اللحظة : أرجوا أن يضربه و يعاقبه ..!
نظرت إلى أبنها الصغير : لن يفعل هذا .. أنت من تستحق العقاب ..!
قطب حاجبيه حينها : لقد حاول أن يخنقني ماما .. لقد كدت أموت ..!
وقفت حينها و وضعت يديها على خصرها و هي تقول باستياء : لا تعتقد أني لم ألحظ أنه لم يفعل ذلك و أنك قمت بتلك التمثيلية العظيمة !!.. لقد كان يمسك بربطة العنق فقط و لم يسحبها !!..
شعر أنه في ورطة فقد اكتشفت والدته الخدعة : ربما كان سيسحبها لو لم تصلى ..!
تنهدت بتعب و هي تقول : لا تضع أعذاراً واهية .. قف هيا حتى أعدل ملابسك التي تبهذلت بسبب المشاجرة ..!
وقف و هو يتمتم بكلمات منزعجة ..!
كان ناوتو ذا شعر بني فاتح كلون شعر والدته لكنه كان يملك عيني أبيه الفريدتين الفيروزيتين ..! له شخصية مميزة عن باقي الأطفال فقد كان يقلد الكبار في كل شيء و يقول أنه سيكون مدير الشركة حين يكبر ..!
بينما كان ماثيو مختلفاً عنه تماماً فهو ذو شخصية شرسة و عصبية لكنه لطيف في الوقت ذاته .. إنه يشبه أكيرا كثيراً من هذه الناحية ..! هو الآخر كان له لون شعر والدته و كذلك عيناها الزرقاوتين ..!
لنذهب لنرى ما الذي حدث لماثيو بعد أن صعد إلى غرفته مع أبيه ..!
كان أكيرا يقف قرب الباب بينما كان ماثيو يقف أمامه على بعد مترين و قد طأطأ رأسه متجاهلاً نظرات أبيه ..!
تنهد الأب بتعب و هو يتمتم : لا أعلم كم مرة سأتنهد ؟!!.. لكني أعلم أنه منذ كبر هذان الاثنان فأنا تنهدت مقدار كل التنهيدات في حياتي مرةً أخرى ..!
ارتسم الجد على ملامحه وهو يقول : ماثيو .. تعلم أنك مخطأ صحيح ؟!..
بنبرة حزينة نوعاً ما قال : أنا آسف يا أبي ..!
تقدم ناحيته و جثى أمامه و قد ربت على كتفيه : لست بحاجة للاعتذار مني .. ربما من الجيد أن تعتذر لناوتو و لأمك لأنك أفزعتها ..!
رفع رأسه حالاً مستاءً : لا !!.. لا بأس سأعتذر لأمي ..! لكن يستحيل أن أعتذر لناوتو فهو من أخطأ في البداية !!..
قطب أكيرا حاجبيه وهو يقول : صحيح أنه مخطأ و سوف تعاقبه أمك أيضاً .. لكن أنت أيضاً مخطأ بمحاولة خنقه ..!
لم يقل شيئاً .. لكن والده قال بهدوء و نبرة حانية : اسمع بني .. أريد منك أن تفهم ما سأقوله لك جيداً ..! لا تفعل شيئاً في لحظة غضب فتندم طويلاً عليها ..! أفترض أني و أمك لم نكن هنا ؟!!.. ربما خنقته فعلاً و مات حينها ..! أتعتقد أنك ستستطيع أن تعيش مع تأنيب الضمير ؟!!..
كان يستمع إلى كل كلمة قالها أبوه .. لكنه حينها قال : و ماذا أفعل إن استفزني ؟!!..
ابتسم له أكيرا و قال : فقط أتركه .. هو لا يزال صغيراً .. حين تشعر بأنك غاضب منه أتركه فقط ..! سأخبرك بأمر .. مرة غضبت من أخي حين استفزني فقلت كلاماً لم يكن علي قوله فصفعني حينها ..! كانت صفعة مؤلمةً لكني بعدها تعلمت أن علي أن أمسك لساني السليط .. رغم أني لم أنجح في ذلك بشكل جيد ..! في تلك الفترة لم أكلمه و هو كذلك .. لقد بقينا متخاصمين لفترة من الوقت .. لم يكن ذلك جيداً فأنا بالفعل كنت أشعر بأن ضميري يؤنبني لأني قلت ذلك الكلام له ..! لذا لا أريد لك أن تشعر بهذا الشعور السيئ ..!
طأطأ رأسه بندم وهو يقول : أنا آسف حقاً أبي ..! أنا أحب ناوتو لكنه يستفزني كثيراً ..! لكني سوف أنفذ نصيحتك ..!
ربت على رأسه حينها و هو يقول : ولد جيد .. هيا لنذهب إليهم الآن ..!
وقف و أمسك بيد ابنه و سارا معاً عائدين إلى الأسفل ..!
هناك كانت إميليا تقف و معها ناوتو في الردهة ..!
وقف ماثيو أمام أخيه و بقيا صامتين للحظات لكنه قطع ذلك الصمت حين قال : أنا آسف .. لم أكن أقصد إيذاءك ..!
كان ينظر إليه بنظرات مترددة : سأسامحك لكن .. أتعدني ألا تناديني بالنرجسي بعد الآن ؟!!..
ابتسم حينها و هو يقول : أعدك .. لكن أنت أيضاً لا تحاول استفزازي بعد الآن ..!
أومأ إيجاباً بابتسامة .. لكنه حينها قال بأسف : أنا أيضاً آسف .. لأنني مزقت كتاب العم كايد ..!
لكن ماثيو قال حينها : لقد قرأته كاملاً لذا لا مشكلة ..!
عادت الابتسامة لوجه ناوتو .. و حينها ضحك الاثنان فجأة بخفة مما جعل والديهما يضحكان أيضاً ..!
حينها قال أكيرا : حسناً .. سأذهب الآن للشركة ..!
أسرع ناوتو ليقول : سأذهب معك أيضاً ..!
أومأ إيجاباً فقال ماثيو حينها : أنا سأذهب للحديقة .. لقد تواعدت مع نيكولاس و ماري للذهاب و اللعب هناك ..!
حينها قال أكيرا : إذاً سأوصلك على طريقنا ..!
بحماس قال : لنذهب سيراً أبي .. الشركة قريبة من هنا و الحديقة على طريقنا ..!
وافقه ناوتو على الحال : نعم أبي منذ زمن لم نمشي في الشارع سويةً ..!
ابتسم لهما في الحال : إن كنتما تريدان هذا فلا بأس .. ما رأيك أن تأتي أيضاً إيمي ؟!!..
أومأت سلباً بابتسامة : أذهبوا أنتم .. لقد استيقظت باكراً هذا الصباح و أود أخذ غفوة بما أنك ستهتم بناوتو ..!
أمسك بيدي ابنيه حينها : إذاً .. أحلاماً سعيدة ..!
خرجوا سوية من المنزل وقد ودعتهم أيمي حينها ..!
تقدم أحد الخدم ناحيتهم : سيدي .. أأحضر السيارة ؟!..
أومأ سلباً : سأمشي مع الأولاد إلى الشركة ..!
حنا الخادم رأسه باحترام : كما تشاء سيد ماساكي ..!
ساروا سويةً في حديقة المنزل حتى وصلوا لبوابة الرئيسية ..!
لقد ازدهرت أعمال الشركة بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث الأخيرة و عادت إلى مكانتها الأصلية كما كانت في أيام السيد جون ..!
لذا أكيرا يعيش هنا الآن في لندن حيث الفرع الرئيسي للشركة ..!
صحيح أنه صار بعيداً عن أعز أصدقاءه كايد و مايكل و كذلك عن جيمس و شقيقته إياكو إلا أنه كثيراً ما يقوم بزيارتهم ..!
لقد فضل العيش هنا من أجل أميليا أيضاً فمنذ توفي السيد ريتشارد قبل ثمان سنوات صارت إيملي تشعر بالحزن و الحنين حين تذهب لزيارة منزلها السابق ..!
عموماً هو الآن يعيش حياة سعيدة فأموره المالية تسير على ما يرام فزواجه من أميليا و وجود طفليه ماثيو و ناوتو غيرت حياته للأفضل فقد أصبح أكثر سعادة و رزانة ولم يعد متهوراً و طويل اللسان ..!
انتبه إلى أن أبنيه كانا يتحدثان سويةً و يضحكان و يعلقان على كل شيء حولهما فالشارع كان مليئاً بالناس من جميع الأجناس ..!
وقفوا قرب خط المشاة و بدأ يخبرهما بالتعليمات اللازمة لمرور الشارع .. و قد كانا مستمعين جيدين حينها : حسناً .. بعد قليل ستصبح الإشارة حمراء و تتوقف السيارات و حينها طبقا ما أخبرتكما به ..!
بنبرة جادة قالا : علم سيدي ..!
ابتسم لهما حينها لكن ما قطع عليه تلك الابتسامة ذلك الصراخ المرتفع يتبعه صوت احتكاك إطارات كثيرة بأرضية الشارع و كأن عدة سيارات توقفت في الوقت ذاته .. لكنه يشكل أنه سمع قبل هذا الصوت صوت ارتطام قوي مجهول المصدر ..!
نظر حالاً إلى تلك الجهة حيث وسط الشارع و حينها اتسعت عيناه حين رأى أن هناك شخصاً مرمياً وسط الشارع في بركة من دمائه بعد ان ارتطمت به شاحنة نقل كبيرة كما أن كثيراً من السيارات توقفت فجأة و أصوات الناس و الصراخ و زوامير السيارات ارتفع إلا أن أحدهم لم يتجرأ على الاقتراب من مكان الشخص الملقى على الأرض فهم كانوا مرعوبين من كمية الدماء التي نزفها و التي تثبت أنه سيموت لا محالة إن لم يكن قد مات و انتهى الأمر ..!
أكيرا بلا شعور وجد أن ساقيه قادته إلى ذلك المصاب فهو ليس كبقية الموجودين هنا .. الفرق أنه رأى نسخاً كثيرة من هذه الصورة مسبقاً ..!
وصل حيث كان ذلك الرجل و شعره البني طويل الخصل قد غطى وجهه كما أن الدماء كانت قد ملأت ملابسه و شعره أيضاً ..!
جثى أرضاً قرب رأس الشخص و سأل حينها بقلق : أأنت بخير ؟!!.. هل تسمعني ؟!!..
انتبه إلى أن الرجل قد أطلق آهات متألمة .. أي أنه لا يزال حياً ..!
مد يده و أبعد بعض الخصلات عن وجه الرجل و حينها شعر بشيء التصق بظهره ..!
التفت ليرى أن ناوتو الصغير قد دفن وجهه في ظهر أبيه و هو يحاول أن يكتم بكاءه المرعوب بينما كان ماثيو يقف قرب أبيه ويضع يده على قلبه : من ؟!.. أكـ .. ـيرا ؟!!..
التفت مصدوماً ناحية ذلك المصاب الذي نطق باسمه !!..
كيف يعرفه ؟!!.. من هذا الشخص ؟!!..
ابتسم ذلك الشاب وهو يحدق بأكيرا رغم ألمه .. حينها عرفه أكيرا فوراً فقال مصدوماً بعدم تصديق : أيمكن أنك ؟!!.. كاي !!!!!!!!!!!!..
كاي .. كاي مرسنلي ..!
كانت صدمة أكيرا عظيمة فعيناه اتسعتا حتى آخر حد يمكن أن تصل له .. كاي مختفٍ منذ عشر سنوات .. لم يكن هناك أثر له حتى أن فرق البحث أوقفوا بحثهم عنه نهائياً و لم يعد مطلوباً للقانون ..!
ابتلع ريقه حينها : كاي .. أنت .. لا تزال حياً !!..
بابتسامة المتألمة تلك قال : حتى الآن نعم .. لكن بعد قليل .. لا أعتقد ..!
صرخ حينها : لا !!.. كاي أحتمل قليلاً .. لا يجب أن تموت !!.. لا شك أن أحدهم اتصل بالإسعاف ..! سيصلون حالاً و سينقذونك كاي احتمل رجاءاً ..!
لا أعلم كيف .. لكن رغم شعوره بألم الموت إلا أنه ضحك بصوت مبحوح : أكيرا .. ربما يكون هذا تكفيراً لذنوبي ..! لكن تذكر فهذا ليس ذنبي وحدي ..! إن لك نصف الذنب أكيرا ..! لقد بنينا أحلامنا سويةً ..! لكن .. أنت كفرت عن ذنبك منذ زمن بتسليم وليم للعدالة ..! بينما أنا ضاعفت ذنبي بقتله مجدداً ..! أنه أمر مضحك بالفعل !!.. طيلة عشر سنوات حاولت الانتحار مرات عديدة و لم أفلح ..! و الآن فقط بسبب سيري في الشارع شارد الذهن .. أموت ..!
قبل أن يعلق أكيرا شعر أبحدهم قد صرخ : بابا .. خذه للمشفى أرجوك !!..
كان ذلك ناوتو الذي بدأ يبكي و هو لا يفهم ما القصة بينما تقدم ماثيو و احتضن أخاه و هو يقول بعنين دامعتين : ناوتو أغمض عينيك فقط و اطمئن ..! سوف ينقذه أبي بالتأكيد ..!
تسلطت عينا كاي الشبه غائرتين عليهما : أهما .. طفلاك ؟!!..
دمعت عيناه حينها لكنه أومأ إيجاباً : نعم .. الأكبر ماثيو .. و الصغير ناوتو ..!
عاد للابتسامة حينها : رغم أني لا أراهما بوضوح .. إلا أني واثق بأنهما يشبهانك في كل شيء .. أكيرا !!..
تعالى صوت صفارات سيارة الإسعاف التي وصلت أخيراً ..!
سالت دموع أكيرا لا شعورياً و قد قال حالاً بانفعال : كاي ها قد وصلوا .. أحتمل قليلاً فقط أرجوك ..!
أغمض عيناه و تمتم : نايس .. جولي ..!
وصل المسعفون قرب أكيرا و جثوا حالاً : بسرعة أفحص نبضه ..! و أنت أسرع باحتضار النقالة ..!
أمسك أحدهم بيديه و أخذ يقيس النبض .. لكنه حينها قال و قد ترك يد كاي على الأرض : في الحقيقة .. لقد توقف نبضه تماماً ..!
صرخ فوراً رافضاً تلك الفكرة : مستحيل !!.. لاشك أنك تمزح !!.. لقد كان يتحدث إلي منذ لحظات فقط !!..
ربت المسعف الآخر على كتفه وهو يقول : لقد نزف الكثير من الدم ..! أنا آسف لكن لم يكن بإمكاننا إنقاذه حتى لو كان لا يزال حياً ..!
شعر بأنه سينهار حينها ..!
لماذا ؟!!.. لما رآه مجدداً ؟!!..
لما وافق على السير في الشارع ؟!!..
لما كان هو الوحيد الذي تقدم إلى المصاب لمساعدته ؟!!..
إنه القدر بالتأكيد ..!
و حتى بعد أن استقرت حياته ستبقى الأرواح تتطاير أمامه بلا كلل أو ملل .. حتى آخر لحظه ..!
كان طفلاه يبكيان .. لقد مات شخص أمامهما في لحظة ..!
تذكر أنهما ليسا معتادان على هذا على عكسه تماماً ..!
لذا تقدم ناحيتهما و احتضنهما سوية فتشبث كلن منهما به أكثر .. و ضليا يبكيان فترة طويلة من الوقت ..!
كل ما كان يتمناه .. أن لا يؤثر هذا الموقف سلباً عليهما فيما بعد ..!
رفع رأسه و نظر إلى السماء الزرقاء الصافية تماماً و تمتم : أيمكن أن يكون هناك مكان على هذه الأرض كهذه السماء ؟!.. نقي و هادئ و مغمور بدفء الشمس ؟!!.. لطيف و يشعرك بالصفاء و الآمان ؟!.. هه .. أعتقد أن هذا محال ..! فعلى كل شبر من ظهر هذا الكوكب .. هناك أناس يتألمون و يعانون .. و ربما لن يرتاحوا أبداً حتى يصعدوا إلى هذه السماء الزرقاء الغامضة ..!
.................................................. .
تــمــت
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور روعععععععه أنمي أنمي أنمي رومنسي. مَنفىّ ❝ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 89 04-05-2012 04:36 PM
آنمي × آنمي ... &&تهبل&&برعايه ن.ب.ع.ع^^last love °•فتاة الأنمي•° أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 38 08-06-2011 10:43 PM
روااااية أنمي ..( مدرسة المراااهقين ) ... <<< من تأليفي .. كيلوا# أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 07-22-2011 06:46 PM
مدرسة حبك باندورا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 05-04-2010 05:58 PM
صور أنمي صور أنمي صور أنمي صور أنميscorpionking SCORPIONKING أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 38 10-14-2009 11:00 AM


الساعة الآن 02:11 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011