عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الأدبية > شعر و قصائد > قصائد منقوله من هنا وهناك

قصائد منقوله من هنا وهناك قصائد مختاره بعنايه و أعجبتك ,منقوله من شبكة الإنترنت او من خارجها

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-13-2007, 05:20 PM
 
المعلقات الشعرية العشر واصحابها - كلمات وصوت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقدم لكم المعلقات العربية العشر والتي كتبها العرب في الجاهلية بماء الذهب وعلقت على الكعبة لقوتها

يمكنكم مع قراءة كل قصيدة الاستماع اليها بالضغط على زر تفعيل المادة الصوتية والتي
قد قمت بتوفيرها اسفل اسم كل شاعر من شعراء المعلقات


معلقة امرؤ القيس

للسماع
http://www.dwaihi.com/ram/24moal1.ram

[FRAME="11 70"]
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل

فتوضحفالمقراةلم يعف رسمها
لما نسجتها من جنوب وشمال

ترى بعرالارام فيعرضاتها
وقيعانها كانه حب فلفل

كاني غداة البين يوم تحملوا
لدىسمرات الحي ناقف حنظل

وقوفا بها صحبي علي مطيهم
يقولون لا تهلك اسىوتجمل

وان شفائي عبرة مهراقة
فهل عند رسم دارس من معول

كدابكمن ام الحو يرث قبلها
وجارتها ام الرباب بماسل

اذا قامتا تضوع المسكمنهما
نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل

ففاضت دموع العين مني صبابة
على النحر حتى بل دمعي محمل

الا رب يوم لك منهن صالح
ولاسيما يومبدارة جلجل

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة
فقالت لك الويلات انك مرجلي

تقول وقد مال الغبيط بنا معا
عقرت بعيري يا امرا القيس فانزل

فقلت لها سيري وارخي زمامه
ولا تبعديني من جناك المعلل

فمثلكحبلى قد طرقت ومرضع
فالهيتها عن ذي تمائم محول

اذا ما بكى من خلفهاانصرفت له
بشق وتحتي شقها لم يحول

ويوما على ظهر الكثيب تعذرت
عليوالت حلفة لم تحلل

افاطم مهلا بعد هذا التدلل
وان كنت قد ازمعت صرفيفاجملي

اغرك مني ان حبك قاتلي
وانك مهما تامري القلب يفعل

وانتك قد ساءتك مني خليقة
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل

وما ذرفت عيناك الالتضربي
بسهميك في اعشار قلب مقتل

وبيضة خدر لا يرام خبائها
تمتعتمن لهو بها غير معجل

تجاوزت احراسا اليها ومعشرا
علي حراصا لو يسرونمقتلي

اذا الثريا في السماء تعرضت
تعرض اثناء الوشاح المفصل

فجئت وقد نضت لنوم ثيابها
لدى الستر الا لبسة المتفضل

فقالت:يمين الله مالك حيلة
وما ان ارى عنك الغواية تنجلي

خرجتبها امشي تجر وراءنا
على اثرينا ذيل مرط مرحل

فلما اجزنا ساحة الحيوانتحى
بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل

هصرت بفودي راسها فتمايلت
علىهضيم الكشح ريا المخلخل

مهفهفة بيضاء غير مفاضة
ترائبها مصقولةكالسنجلجل

كبكر المقاناة الباض بصفرة
غذاها نمير الماء غير المحلل

تصد وتبدي عن اسيل وتتقي
بناظرة من وحش وجرة مطفل

جيد كجيدالرئم ليس بفاحش
اذا هي نصته ولا بمعطل

وفرع يزين المتن اسود فاحم
اثيث كقنو النخلة المتعثكل

غدائره مستشزرات الى العلا
تضا العقاصفي مثنى ومرسل

وكشح لطيف كالجديل مخصر
وساق كانبوب السقي المذلل

وتضحي فتيت المسك فوق فراشها
نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل

وتعطو برخص غير شئن كانه
اساريع ظبي او مساويك اسحل

تضئ الظلامبالعشاء كانها
منارة ممسى راهب متبتل

الى مثلها يرنو الحليم صبابة
اذا ما اسبكرت بين درع ومجول

تسلت عمايات الرجال عن الصبا
وليسفؤادي عن هواك بمنسل

الا رب خصم فيك ألوى رددته
نصيح على تعذا له غيرمؤتل

وليل كموج البحر ارخى سدوله
علي بانواع الهموم ليبتلي

فقلت له لما تمطى بصلبه
واردف اعجاز وناء بكلكل

الا ايها الليلالطويل الا انجلي
بصبح وما الاصباح منك بامثل

فيا لك من ليل كان نجومه
بامراس كتان الى صم جندل

وقربة اقوام جعلت عصامها
على كاهل منيذلول مرحل

وواد كجوف العير قفر قطعته
به الذب يعوي كالخليع المعيل

فقلت له لما عوى:ان شاننا
قليل الغنى ان كنت لما تمول

كلانااذا ما نال شيئا افاته
ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل

وقد اغتدي والطير فيوكناتها
بمنجرد قيد الاوابد هيكل

مكر مفر مقبل مدبر معا
كجلمود صخرحطه السيل من عل

كميت يزل اللبد عن حال متنه
كما زلت الصفواء بالمتنزل

على الذبل جياش كان اهتزامه
اذا جاش فيه حميه غلي مرجل

مسح اذاما السابحات على الونى
اثرن الغبار بالكديد المركل

يزل الغلام الخف عنصهواته
ويلوي باثواب العنيف المثقل

درير كخذروف الوليد امره
تتابعكفيه بخيط موصل

له ايطلا ظبي وساقا نعامة
وارخاء سرحان وتقريب تتفل

ضليع اذا استدبرته سد فرجه
بضاف فويق الارض ليس باعزل

كان علىالمتنين منه اذا انتحى
مداك عروس او صلاية حنظل

كان دماء الهادياتبنحره
عصارة حناء بشيب مرجل

فعن لنا سرب كان نعاجه
عذارى دوار فيملاء مذيل

فادبرن كالجذع المفصل بينه
بجيد معم في العشيرة مخول

فالحقنا بالهاديات ودونه
جواحرها في صرة لم تزيل

فعادى عداءبين ثور ونعجة
دراكا ولم ينضج بماء فيغسل

فظل طهاة اللحم من بين منضج
صفيف شواء او قدير معجل

ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه
متى ما ترقالعين فيه تسفل

فبات عليه سرجه ولجامه
وبات بعيني قائما غير مرسل

اصاح ترى برقا اريك وميضه
كلمع اليدين في حبي مكلل

يضيئ سناهاو مصابيح راهب
امال السليط بالذبال المفتل

قعدت له وصحبتي بين ضارح
وبين العذيب بعد ما متاملي

على قطن بالشيم ايمن صوته
وايسره علىالستار فيذبل

فاضحى يسح الماء حول كتفيه
يكب على الاذقان دوج الكنهبل

ومر على القنان من نفيانه
فانزل منه العصم من كل منزل

وتيماءلم يترك بها جذع نخلة
ولا اطما مشيدا بجندل

كان ثبيرا في عرانين وبله
كبير اناس في بجاد مزمل

كان ذرى راس المجيمر غدوة
من السيلوالاغثاء فلكه مغزل

والقى بصحراء الغبيط بعاهه
نزول اليماني ذي العيابالمحمل

كان مكاكي الجواء غدية
صبحن سلافا من رحيق مفلفل

كانالسباع فيه غرقى عشية
بارجائه القصوى انابيش عنصل



[/FRAME]
  #2  
قديم 02-13-2007, 05:24 PM
 
رد: المعلقات الشعرية العشر واصحابها - كلمات وصوت

معلقة عنترة بن شداد
عنترة بن شداد البعسي توفى سنة 22 قبل الهجرة

للسماع
http://www.dwaihi.com/ram/24moal6.ram

[FRAME="11 70"]
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَرَدَّمِ

أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّمِ

أَعْياكَ رَسْمُ الدَّار لم يَتَكَلَّمِ

حَتَّى تَكلَّمَ كَالأَصَمِّ الأَعْجَمِ

ولقد حَبستُ بِهَا طَويلاً نَاقَتِي

أَشْكُو إلى سُفْعٍ رَوَاكِدِ جثَّمِ

يَا دَارَ عَبْلةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِي

وَعُمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلمي

دَارٌ لآنِسَةٍ غَضِيْضٍ طَرْفُهَا

طَوْعَ العِناقِ لذيذةِ المُتَبَسَّمِ

فَوَقَّفْتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَا

فَدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَوِّمِ

وتَحِلُّ عبلةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَا

بالحزن فَالصَّمَانِ فَالمُتَثَلَّمِ

حُيِّيْتِ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عهْدُه

أَقْوى وأَقْفَرَ بعد أُمِّ الهَيْثَمِ

حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ

عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْرَمِ

عُلِّقْتُهَا عَرْضاً واقْتلُ قَوْمَهَا

زعماً لعمرُ أبيكِ ليس بِمَزْعَمِ

ولقد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْرهُ

مِنّي بِمَنْزِلَةِ المُحِبِّ المُكْرَمِ

كَيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَا

بِعُنَيْزَتَيْنِ وأَهْلُنَا بِالغَيْلَمِ

إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَا

زَمَّت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِمِ

مَا رَاعَني إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَا

وسْطَ الدِّيَارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ

فيها اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَةً

سُوداً كَخافيةِ الغُرَاب الأَسْحَمِ

إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ

عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ لَذيذُ المَطْعَمِ

وكَأَنَّمَا نَظَرَتْ بِعَيْنَيْ شَادِنِ

رَشَأٍ من الغِزْلانِ ليس بِتَوْأَمِ

وكَأَنَّ فَأْرَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَةٍ

سَبِقَتْ عوَارِضَها اليكَ من الفَمِ

أوْ روْضةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَا

غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمُعْلَمِ

جَادَتْ علَيها كُلُّ عيْنٍ ثَرَّةٍ

فَتَرَكْنَ كُلَّ حدِيقةٍ كَالدِّرْهَمِ

سَحّاً وتسْكاباً فَكلُّ عَشِيَّةٍ

يَجْري علَيها المَاءُ لم يَتَصَرَّمِ

فَتَرى الذُّبَابَ بها يُغَنِّي وَحْدَهُ

هَزْجاً كفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّمِ

غَرداً يَسِنُّ ذِراعَهُ بذِراعِهْ

فِعْلَ المُكِبِّ على الزِّنَادِ الأَجْذَمِ

تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْق ظَهْر حَشيّةٍ

وأَبِيتُ فَوْق سرَاةِ أدْهَمٍ مُلْجَمِ

وَحشيَّتي سَرْجُ على عَبْلُ الشَّوَى

نَهْدٍ مَرَاكِلُهُ نَبِيلِ المَحْزِمِ

هَل تُبْلِغَنِّي دَارَهَا شَدَنِيَّةَ

لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ

خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرَى مَوَّارَهٌ

تَطِسُ الإِكَامَ بِذاتِ خُفِّ مِيْثَمِ

وكَأَنَّمَا تَطِسُ الإِكَامَ عَشِيَّةً

بقَريبِ بَينِ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّمِ

تَأْوِي له قُلْصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ

حِزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ

يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رأْسِهِ وكأَنَّهُ

حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ

صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَةُ

كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ

شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ

زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَمِ

وكَأَنَّما يَنْأَى بِجانبِ دَفَّها ال

وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ

هِرٌّ جَنيبٌ كُلَّما عَطَفَتْ لهُ

غَضَبِي اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَمِ

أَبْقَى لها طُولُ السَّفارِ مُقَرْمَداً

سَنَداً ومِثلَ دَعائِمِ المُتَخَيِّمِ

بَرَكَتْ على مَاءِ الرِّدَاعِ كَأَنَّما

بَرَكَتْ على قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ

وكَأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَداً

حَشَّ القَيَانُ به جَوَانِبَ قُمْقُمِ

يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ

زِيافةٍ مِثلَ الفَنيقِ المُكْدَمِ

إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِي

طَبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِمِ

أَثْني عَلَيَّ بما عَلِمْتِ فإِنَّنِي

سَمْحٌ مُخَالطَتي إِذَا لم أُظْلَمِ

فإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِلٌ

مُرٌّ مَذَاقَتَهُ كَطعم العَلْقَمِ

ولقَد شَربْتُ مِنَ المَدَامةِ بَعْدَما

رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَمِ

بِزُجاجةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ

قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُفَدَّمِ

فإِذَا شَرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِكٌ

مَالي وعِرْضي وافِرٌ لم يُكلَمِ

وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً

وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمي

وحَلِيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجدَّلاً

تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَمِ

سَبَقَتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَةٍ

ورِشاشِ نافِذَةٍ كَلَوْنِ العَنْدَمِ

هَلاَّ سأَلْتِ الخَيلَ يا ابنةَ مالِكٍ

إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بما لم تَعْلَمِي

إِذْ لا أزَالُ على رِحَالةِ سَابِحِ

نَهْدٍ تعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ

طَوْراً يجَرَّدُ للطَّعانِ وتَارَةً

يأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْرِمِ

يُخْبِرُكِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِي

أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَمِ

ولقَد ذَكرْتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ

منِّي وبِيْضُ الهِنْدِ تَقْطرُ مِنْ دَمِي

فَوَدِدْتُ تقْبِيل السُّيوفِ لأَنَّها

لَمَعَتْ كَبَارِقِ ثَغْركِ المُتَبَسِّمِ

ومُدَّجِجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَهُ

لامُمْعنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسْلِمِ

جَادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنةٍ

بِمُثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّمِ

فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابهُ

ليسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَرَّمِ

فتَركْتُهُ جَزَرَ السِّبَاعِ يَنَشْنَهُ

يَقْضِمْنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَمِ

ومِشَكٍّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَها

بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِمِ

رَبِذٍ يَدَاهُ بالقِدَاح إِذَا شَتَا

هَتَّاكِ غَاياتِ التَّجارِ مُلَوَّمِ

لمَّا رَآنِي قَدْ نَزَلتُ أُريدُهُ

أَبْدَى نَواجِذَهُ لِغَيرِ تَبَسُّمِ

فَطعنْتُهُ بِالرُّمْحِ ثُمَّ عَلَوْتُهُ

بِمُهَنَّدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْذَمِ

عَهدي به مَدَّ النَّهارِ كَأَنَّما

خُضِبَ اللَّبان ورَأُسُهُ بِالعَظْلَمِ

بَطلٌ كأَنَّ ثِيابَهُ في سَرْحةٍ

يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَوْأَمِ

ياشَاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لهُ

حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْرُمِ

فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبي

فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِي

قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِرَّةً

والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمي

وكأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايةٍ

رَشَاءٍ مِنَ الغِزْلانِ حُرٍ أَرْثَمِ

نُبّئتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِي

والكُفْرُ مَخْبَئَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ

ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى

إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ

في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِي

غَمَرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُمِ

إِذْ يَتَّقُونَ بيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِمْ

عَنْها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمي

ولقَدْ هَمَمْتُ بِغارَةٍ في لَيْلَةٍ

سَوْداءَ حَالِكَةٍ كَلَوْنِ الأَدْلَمِ

لمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُمْ

يَتَذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّمِ

يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّها

أشْطَانُ بِئْرٍ في لِبانِ الأَدْهَمِ

مازِلْتُ أَرْمِيهُمْ بِثُغْرَةِ نَحْرِهِ

ولِبانِهِ حَتَّى تَسَرْبَلَ بِالدَّمِ

فَازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ القَنا بِلِبانِهِ

وشَكَا إِلَىَّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ

لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى

وَلَكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِي

ولقَدْ شَفَى نَفْسي وأَبْرَأَ سقْمَهَا

قِيْلُ الفَوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ

والخَيلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِساً

مَا بَيْنَ شَيْظَمَةِ وأَجْرَدَ شَيْظَمِ

ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي

لُبِّي وأَحْفِزُهُ بِأَمْرٍ مُبْرَمِ

إِنِّي عَدَاني أَنْ أَزوَركِ فَاعْلَمِي

مَا قَدْ عَلِمْتُ وبَعْضُ مَا لم تَعْلَمِي

حَالَتْ رِماحُ ابْنَي بغيضٍ دُونَكُمْ

وَزَوَتْ جَوَانِي الحَرْبِ مَنْ لم يُجْرِمِ

ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولم تَدُرْ

للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ

الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولم أَشْتِمْهُمَا

والنَّاذِرِيْنِ إِذْ لَقَيْتُهُمَا دَمِي

إِنْ يَفْعَلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَا

جَزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَمِ

[/FRAME]
  #3  
قديم 02-13-2007, 05:33 PM
 
رد: المعلقات الشعرية العشر واصحابها - كلمات وصوت

معلقة زهير بن أبي سلمى
زهير ابن سلمى المزني توفى سنة 14 قبل الهجرة

للسماع

http://www.dwaihi.com/ram/24moal3.ram

أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَمْ تَكَلَّمِ

بِحَوْمَانَةِ الدَّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ

وَدَارٌ لَهَا بِالرَّقْمَتَيْنِ كَأَنَّهَا

[FRAME="11 70"]

مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَمِ

بِهَا العَيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَةً

وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ

وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً

فَلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ

أَثَافِيَ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَلِ

وَنُؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّمِ

فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَا

أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَمِ

تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِنٍ

تَحَمَّلْنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثَمِ

جَعَلْنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَهُ

وَكَمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْرِمِ

عَلَوْنَ بِأَنْمَاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّةٍ

وِرَادٍ حَوَاشِيْهَا مُشَاكِهَةُ الدَّمِ

وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَهُ

عَلَيْهِنَّ دَلُّ النَّاعِمِ المُتَنَعِّمِ

بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْرَةٍ

فَهُنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَمِ

وَفِيْهِنَّ مَلْهَىً لِلَّطِيْفِ وَمَنْظَرٌ

أَنِيْقٌ لِعَيْنِ النَّاظِرِ المُتَوَسِّمِ

كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ

نَزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّمِ

فَلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُهُ

وَضَعْنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّمِ

ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ

عَلَى كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشِيْبٍ وَمُفْأَمِ

سَعَى سَاعِياً غَيْظَ بْنِ مُرَّةَ بَعْدَمَا

تَيَزَّلَ مَا بَيْنَ الْعَشِيرَةِ بِالدَّمِ

فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ

رِجَالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُمِ

يَمِيناً لَنِعْمَ السَّيِّدَانِ وُجِدْتُمَا

عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْرَمِ

تَدَارَكْتُمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَا

تَفَانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَمِ

وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعاً

بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَمِ

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِنٍ

بَعِيدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَمِ

عَظِيمَيْنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَا

وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُمِ

تُعَفِّى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَتْ

يُنَجِّمُهَا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْرِمِ

يُنَجِّمُهَا قَوْمٌ لِقَوْمٍ غَرَامَةً

وَلَمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَمِ

فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُمْ

مَغَانِمُ شَتَّى مِنْ إِفَالٍ مُزَنَّمِ

أَلاَ أَبْلِغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَةً

وَذُبْيَانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَمِ

فَلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُمْ

لِتَخْفَى وَمَهْمَا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَمِ

يُؤَخَّرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَرْ

لِيَوْمِ الحِسَابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَمِ

وَمَا الحَرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ

وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالحَدِيثِ المُرَجَّمِ

مَتَى تَبْعَثُوهَا تَبْعَثُوهَا ذَمِيْمَةً

وَتَضْرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُوهَا فَتَضْرَمِ

فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَا

وَتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ

فَتُنْتِجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ

كَأَحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ

فَتُغْلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِلُّ لأَهْلِهَا

قُرَىً بِالْعِرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَمِ

لَعَمْرِي لَنِعْمَ الحَيُّ جَرَّ عَلَيْهِمُ

بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَمِ

وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّةٍ

فَلاَ هُوَ أَبْدَاهَا وَلَمْ يَتَقَدَّمِ

وَقَالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِي

عَدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَمِ

فَشَدَّ فَلَمْ يُفْزِعْ بُيُوتاً كَثِيرَةً

لَدَي حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ

لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَذَّفٍ

لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ

جَريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِهِ

سَرِيْعاً وَإِلاَّ يُبْدَ بِالظُّلْمِ يَظْلِمِ

رَعَوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا

غِمَاراً تَفَرَّى بِالسِّلاحِ وَبِالدَّمِ

فَقَضَّوْا مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْدَرُوا

إِلَى كَلَأٍ مُسْتَوْبِلٍ مُتَوَخَّمِ

لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُمْ

دَمَ ابْنِ نَهِيْكٍ أَوْ قَتِيْلِ المُثَلَّمِ

وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ

وَلاَ وَهَبٍ مِنْهَا وَلا ابْنِ المُخَزَّمِ

فَكُلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُوا يَعْقِلُونَهُ

صَحِيْحَاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْرَمِ

لَحِيٍّ حِلالٍ يَعْصُمُ النَّاسَ أَمْرَهُمْ

إِذَا طَرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَمِ

كِرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَهُ

وَلا الجَارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَمِ

سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشُ

ثَمَانِينَ حَوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْأَمِ

وأَعْلَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ

وَلكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ

رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ

تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ

وَمَنْ لَمْ يُصَانِعْ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ

يُضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ

يَفِرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ

وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ

عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَمِ

وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُهُ

إِلَى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ

وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ

وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ

يَكُنْ حَمْدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْدَمِ

وَمَنْ يَعْصِ أَطْرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّهُ

يُطِيعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ

وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ

يُهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَمِ

وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَهُ

وَمَنْ لا يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لا يُكَرَّمِ

وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَةٍ

وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ

وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ

زِيَادَتُهُ أَو نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ

لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ

فَلَمْ يَبْقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ

وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّيْخِ لا حِلْمَ بَعْدَهُ

وَإِنَّ الفَتَى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُمِ

سَألْنَا فَأَعْطَيْتُمْ وَعُداً فَعُدْتُمُ

وَمَنْ أَكْثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْرَم

ِمعلقة زهير بن أبي سلمى

أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَمْ تَكَلَّمِ

بِحَوْمَانَةِ الدَّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ

وَدَارٌ لَهَا بِالرَّقْمَتَيْنِ كَأَنَّهَا

مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَمِ

بِهَا العَيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَةً

وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ

وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً

فَلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ

أَثَافِيَ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَلِ

وَنُؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّمِ

فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَا

أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَمِ

تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِنٍ

تَحَمَّلْنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثَمِ

جَعَلْنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَهُ

وَكَمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْرِمِ

عَلَوْنَ بِأَنْمَاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّةٍ

وِرَادٍ حَوَاشِيْهَا مُشَاكِهَةُ الدَّمِ

وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَهُ

عَلَيْهِنَّ دَلُّ النَّاعِمِ المُتَنَعِّمِ

بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْرَةٍ

فَهُنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَمِ

وَفِيْهِنَّ مَلْهَىً لِلَّطِيْفِ وَمَنْظَرٌ

أَنِيْقٌ لِعَيْنِ النَّاظِرِ المُتَوَسِّمِ

كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ

نَزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّمِ

فَلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُهُ

وَضَعْنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّمِ

ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ

عَلَى كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشِيْبٍ وَمُفْأَمِ

سَعَى سَاعِياً غَيْظَ بْنِ مُرَّةَ بَعْدَمَا

تَيَزَّلَ مَا بَيْنَ الْعَشِيرَةِ بِالدَّمِ

فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ

رِجَالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُمِ

يَمِيناً لَنِعْمَ السَّيِّدَانِ وُجِدْتُمَا

عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْرَمِ

تَدَارَكْتُمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَا

تَفَانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَمِ

وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعاً

بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَمِ

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِنٍ

بَعِيدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَمِ

عَظِيمَيْنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَا

وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُمِ

تُعَفِّى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَتْ

يُنَجِّمُهَا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْرِمِ

يُنَجِّمُهَا قَوْمٌ لِقَوْمٍ غَرَامَةً

وَلَمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَمِ

فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُمْ

مَغَانِمُ شَتَّى مِنْ إِفَالٍ مُزَنَّمِ

أَلاَ أَبْلِغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَةً

وَذُبْيَانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَمِ

فَلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُمْ

لِتَخْفَى وَمَهْمَا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَمِ

يُؤَخَّرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَرْ

لِيَوْمِ الحِسَابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَمِ

وَمَا الحَرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ

وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالحَدِيثِ المُرَجَّمِ

مَتَى تَبْعَثُوهَا تَبْعَثُوهَا ذَمِيْمَةً

وَتَضْرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُوهَا فَتَضْرَمِ

فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَا

وَتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ

فَتُنْتِجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ

كَأَحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ

فَتُغْلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِلُّ لأَهْلِهَا

قُرَىً بِالْعِرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَمِ

لَعَمْرِي لَنِعْمَ الحَيُّ جَرَّ عَلَيْهِمُ

بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَمِ

وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّةٍ

فَلاَ هُوَ أَبْدَاهَا وَلَمْ يَتَقَدَّمِ

وَقَالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِي

عَدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَمِ

فَشَدَّ فَلَمْ يُفْزِعْ بُيُوتاً كَثِيرَةً

لَدَي حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ

لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَذَّفٍ

لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ

جَريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِهِ

سَرِيْعاً وَإِلاَّ يُبْدَ بِالظُّلْمِ يَظْلِمِ

رَعَوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا

غِمَاراً تَفَرَّى بِالسِّلاحِ وَبِالدَّمِ

فَقَضَّوْا مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْدَرُوا

إِلَى كَلَأٍ مُسْتَوْبِلٍ مُتَوَخَّمِ

لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُمْ

دَمَ ابْنِ نَهِيْكٍ أَوْ قَتِيْلِ المُثَلَّمِ

وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ

وَلاَ وَهَبٍ مِنْهَا وَلا ابْنِ المُخَزَّمِ

فَكُلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُوا يَعْقِلُونَهُ

صَحِيْحَاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْرَمِ

لَحِيٍّ حِلالٍ يَعْصُمُ النَّاسَ أَمْرَهُمْ

إِذَا طَرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَمِ

كِرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَهُ

وَلا الجَارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَمِ

سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشُ

ثَمَانِينَ حَوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْأَمِ

وأَعْلَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ

وَلكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ

رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ

تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ

وَمَنْ لَمْ يُصَانِعْ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ

يُضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ

يَفِرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ

وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ

عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَمِ

وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُهُ

إِلَى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ

وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ

وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ

يَكُنْ حَمْدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْدَمِ

وَمَنْ يَعْصِ أَطْرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّهُ

يُطِيعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ

وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ

يُهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَمِ

وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَهُ

وَمَنْ لا يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لا يُكَرَّمِ

وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَةٍ

وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ

وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ

زِيَادَتُهُ أَو نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ

لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ

فَلَمْ يَبْقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ

وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّيْخِ لا حِلْمَ بَعْدَهُ

وَإِنَّ الفَتَى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُمِ

سَألْنَا فَأَعْطَيْتُمْ وَعُداً فَعُدْتُمُ

وَمَنْ أَكْثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْرَمِ
[/FRAME]
  #4  
قديم 02-13-2007, 05:36 PM
 
رد: المعلقات الشعرية العشر واصحابها - كلمات وصوت

معلقة لبيد بن ربيعه
لبيد بن ربيعة العامري وهو صاحبي توفى سنة 40 هجرية

للسماع

http://www.dwaihi.com/ram/24moal5.ram

[FRAME="11 70"]
عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا

بِمِنىً تَأَبَّدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَا

فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَا

خَلَقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِىَّ سَلامُهَا

دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَا

حِجَجٌ خَلَونَ حَلالُهَا وَحَرامُهَا

رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا

وَدَقُّ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَا

مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ

وَعَشِيَّةٍ مُتَجَاوِبٍ إِرْزَامُهَا

فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَتْ

بِالجَهْلَتَيْنِ ظِبَاؤُهَا وَنَعَامُهَا

وَالعَيْنُ عَاكِفَةٌ عَلَى أَطْلائِهَا

عُوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضَاءِ بِهَامُهَا

وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا

زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَا أَقْلامُهَا

أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤورُهَا

كَفِفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا

فَوَقَفْتُ أَسْأَلُهَا وَكَيفَ سُؤَالُنَا

صُمًّا خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَا

عَرِيتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا

مِنْهَا وغُودِرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُهَا

شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِيْنَ تَحَمَّلُوا

فَتَكَنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِيَامُهَا

مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّهُ

زَوْجٌ عَلَيْهِ كِلَّةٌ وَقِرَامُهَا

زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا

وَظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفاً آرَامُهَا

حُفِزَتْ وَزَيَّلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا

أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَا

بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارِ وقَدْ نَأَتْ

وتَقَطَّعَتْ أَسْبَابُهَا ورِمَامُهَا

مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وجَاوَرَتْ

أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا

بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّرٍ

فَتَضَمَّنَتْهَا فَرْدَةٌ فَرُخَامُهَا

فَصُوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمَظِنَّةٌ

فِيْهَا رِخَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا

فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ

وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَا

وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ

بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَا

بِطَلِيحِ أَسْفَارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّةً

مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَا

فَإِذَا تَغَالَى لَحْمُهَا وتَحَسَّرَتْ

وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَا

فَلَهَا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَا

صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا

أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاحَهُ

طَرْدُ الفُحُولِ وضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا

يَعْدُو بِهَا حُدْبَ الإِكَامِ مُسَجَّجٌ

قَدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَا وَوِحَامُهَا

بِأَحِزَّةِ الثَّلْبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَا

قَفْرُ المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَا

حَتَّى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةً

جَزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَا

رَجَعَا بِأَمْرِهِمَا إِلىَ ذِي مِرَّةٍ

حَصَدٍ ونُجْحُ صَرِيْمَةٍ إِبْرَامُهَا

ورَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وتَهَيَّجَتْ

رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وسِهَامُهَا

فَتَنَازَعَا سَبِطاً يَطِيْرُ ظِلالُهُ

كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا

مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَجٍ

كَدُخَانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُهَا

فَمَضَى وقَدَّمَهَا وكَانَتْ عَادَةً

مِنْهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُهَا

فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَا

مَسْجُورَةً مُتَجَاوِراً قُلاَّمُهَا

مَحْفُوفَةً وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّهَا

مِنْهُ مُصَرَّعُ غَابَةٍ وقِيَامُهَا

أَفَتِلْكَ أَمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُوعَةٌ

خَذَلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوَارِ قِوَامُهَا

خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلَمْ يَرِمْ

عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَا

لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ

غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُهَا

صَادَفْنَ مِنْهَا غِرَّةً فَأَصَبْنَهَا

إِنَّ المَنَايَا لا تَطِيْشُ سِهَامُهَا

بَاتَتْ وأَسْبَلَ واكِفٌ مِنْ دِيْمَةٍ

يُرْوَى الخَمَائِلَ دَائِماً تَسْجَامُهَا

يَعْلُو طَرِيْقَةَ مَتْنِهَا مُتَوَاتِرٌ

فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومِ ظَلامُهَا

تَجْتَافُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّذَا

بِعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيْلُ هُيَامُهَا

وتُضِيءُ فِي وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيْرَةً

كَجُمَانَةِ البَحْرِيِّ سُلَّ نِظَامُهَا

حَتَّى إِذَا حَسَرَ الظَّلامُ وأَسْفَرَتْ

بَكَرَتْ تَزِلُّ عَنِ الثَّرَى أَزْلامُهَا

عَلِهَتْ تَرَدَّدُ فِي نِهَاءِ صُعَائِدٍ

سَبْعاً تُؤَاماً كَامِلاً أَيَّامُهَا

حَتَّى إِذَا يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ حَالِقٌ

لَمْ يُبْلِهِ إِرْضَاعُهَا وفِطَامُهَا

فَتَوَجَّسَتْ رِزَّ الأَنِيْسِ فَرَاعَهَا

عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيْسُ سَقَامُهَا

فَغَدَتْ كِلاَ الفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّهُ

مَوْلَى المَخَافَةِ خَلْفُهَا وأَمَامُهَا

حَتَّى إِذَا يِئِسَ الرُّمَاةُ وأَرْسَلُوا

غُضْفاً دَوَاجِنَ قَافِلاً أَعْصَامُهَا

فَلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَهَا مَدْرِيَّةٌ

كَالسَّمْهَرِيَّةِ حَدُّهَا وتَمَامُهَا

لِتَذُودَهُنَّ وأَيْقَنَتْ إِنْ لَمْ تَذُدْ

أَنْ قَدْ أَحَمَّ مَعَ الحُتُوفِ حِمَامُهَا

فَتَقَصَّدَتْ مِنْهَا كَسَابُ فَضُرِّجَتْ

بِدَمٍ وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُخَامُهَا

فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بِالضُّحَى

واجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَا

أَقْضِي اللُّبَانَةَ لا أُفَرِّطُ رِيْبَةً

أَوْ أنْ يَلُومَ بِحَاجَةٍ لَوَّامُهَا

أَوَ لَمْ تَكُنْ تَدْرِي نَوَارِ بِأَنَّنِي

وَصَّالُ عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُهَا

تَرَّاكُ أَمْكِنَةٍ إِذَا لَمْ أَرْضَهَا

أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَا

بَلْ أَنْتِ لا تَدْرِينَ كَمْ مِنْ لَيْلَةٍ

طَلْقٍ لَذِيذٍ لَهْوُهَا وَنِدَامُهَا

قَدْ بِتُّ سَامِرَهَا وغَايَةَ تَاجِرٍ

وافَيْتُ إِذْ رُفِعَتْ وعَزَّ مُدَامُهَا

أُغْلِى السِّبَاءَ بِكُلِّ أَدْكَنَ عَاتِقِ

أَوْ جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتَامُهَا

بِصَبُوحِ صَافِيَةٍ وجَذْبِ كَرِينَةٍ

بِمُوَتَّرٍ تَأْتَالُهُ إِبْهَامُهَا

بَادَرْتُ حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ

لأَعَلَّ مِنْهَا حِيْنَ هَبَّ نِيَامُهَا

وَغدَاةَ رِيْحٍ قَدْ وَزَعْتُ وَقِرَّةً

إِذْ أَصْبَحَتْ بِيَدِ الشِّمَالِ زِمَامُهَا

وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شَكَّتِي

فُرْطُ وِشَاحِي إِذْ غَدَوْتُ لِجَامُهَا

فَعَلَوْتُ مُرْتَقِباً عَلَى ذِي هَبْوَةٍ

حَرِجٍ إِلَى أَعْلامِهِنَّ قَتَامُهَا

حَتَّى إِذَا أَلْقَتْ يَداً فِي كَافِرٍ

وأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُهَا

أَسْهَلْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْعِ مُنِيْفَةٍ

جَرْدَاءَ يَحْصَرُ دُونَهَا جُرَّامُهَا

رَفَّعْتُهَا طَرْدَ النَّعَامِ وَشَلَّهُ

حَتَّى إِذَا سَخِنَتْ وخَفَّ عِظَامُهَا

قَلِقَتْ رِحَالَتُهَا وأَسْبَلَ نَحْرُهَا

وابْتَلَّ مِنْ زَبَدِ الحَمِيْمِ حِزَامُهَا

تَرْقَى وتَطْعَنُ فِي العِنَانِ وتَنْتَحِي

وِرْدَ الحَمَامَةِ إِذْ أَجَدَّ حَمَامُهَا

وكَثِيْرَةٍ غُرَبَاؤُهَا مَجْهُولَةٍ

تُرْجَى نَوَافِلُهَا ويُخْشَى ذَامُهَا

غُلْبٌ تَشَذَّرُ بِالذَّحُولِ كَأَنَّهَا

جِنُّ البَدِيِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَا

أَنْكَرْتُ بَاطِلَهَا وبُؤْتُ بِحَقِّهَا

عِنْدِي وَلَمْ يَفْخَرْ عَلَّي كِرَامُهَا

وجَزُورِ أَيْسَارٍ دَعَوْتُ لِحَتْفِهَا

بِمَغَالِقٍ مُتَشَابِهٍ أَجْسَامُهَا

أَدْعُو بِهِنَّ لِعَاقِرٍ أَوْ مُطْفِلٍ

بُذِلَتْ لِجِيْرَانِ الجَمِيْعِ لِحَامُهَا

فَالضَّيْفُ والجَارُ الجَنِيْبُ كَأَنَّمَا

هَبَطَا تَبَالَةَ مُخْصِباً أَهْضَامُهَا

تَأْوِي إِلَى الأطْنَابِ كُلُّ رَذِيَّةٍ

مِثْلِ البَلِيَّةِ قَالِصٍ أَهْدَامُهَا

ويُكَلِّلُونَ إِذَا الرِّيَاحُ تَنَاوَحَتْ

خُلُجاً تُمَدُّ شَوَارِعاً أَيْتَامُهَا

إِنَّا إِذَا الْتَقَتِ المَجَامِعُ لَمْ يَزَلْ

مِنَّا لِزَازُ عَظِيْمَةٍ جَشَّامُهَا

ومُقَسِّمٌ يُعْطِي العَشِيرَةَ حَقَّهَا

ومُغَذْمِرٌ لِحُقُوقِهَا هَضَّامُهَا

فَضْلاً وَذُو كَرَمٍ يُعِيْنُ عَلَى النَّدَى

سَمْحٌ كَسُوبِ رَغَائِبٍ غَنَّامُهَا

مِنْ مَعْشَرٍ سَنَّتْ لَهُمْ آبَاؤُهُمْ

ولِكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وإِمَامُهَا

لا يَطْبَعُونَ وَلا يَبُورُ فَعَالُهُمْ

إِذْ لا يَمِيْلُ مَعَ الهَوَى أَحْلامُهَا

فَاقْنَعْ بِمَا قَسَمَ المَلِيْكُ فَإِنَّمَا

قَسَمَ الخَلائِقَ بَيْنَنَا عَلاَّمُهَا

وإِذَا الأَمَانَةُ قُسِّمَتْ فِي مَعْشَرٍ

أَوْفَى بِأَوْفَرِ حَظِّنَا قَسَّامُهَا

فَبَنَى لَنَا بَيْتاً رَفِيْعاً سَمْكُهُ

فَسَمَا إِليْهِ كَهْلُهَا وغُلامُهَا

وَهُمُ السُّعَاةُ إِذَا العَشِيرَةُ أُفْظِعَتْ

وَهُمُ فَوَارِسُهَا وَهُمْ حُكَّامُهَا

وَهُمُ رَبيْعٌ لِلْمُجَاوِرِ فِيهُمُ

والمُرْمِلاتِ إِذَا تَطَاوَلَ عَامُهَا

وَهُمُ العَشِيْرَةُ أَنْ يُبَطِّئَ حَاسِدٌ

أَوْ أَنْ يَمِيْلَ مَعَ العَدُوِّ لِئَامُهَا

[/FRAME]
  #5  
قديم 02-13-2007, 05:47 PM
 
رد: المعلقات الشعرية العشر واصحابها - كلمات وصوت

معلقة عمر بن كلثوم
عمرو بن كلثوم التغلبي توفى سنة 52 قبل الهجرة

للسماع

http://www.dwaihi.com/ram/24moal2.ram

[FRAME="11 70"]
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا

وَلاَ تُبْقِي خُمُوْرَ الأَنْدَرِيْنَا

مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَا

إِذَا مَا المَاءُ خَالَطَهَا سَخِيْنَا

تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ

إِذَا مَا ذَاقَهَا حَتَّى يَلِيْنَا

تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ

عَلَيْهِ لِمَالِهِ فِيْهَا مُهِيْنَا

صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو

وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَا

وَمَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ أُمَّ عَمْرٍو

بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَا

وَكَأْسٍ قَدْ شَرِبْتُ بِبَعْلَبَكٍّ

وَأُخْرَى فِي دِمَشْقٍ وَقَاصِرِيْنَا

وَإِنَّا سَوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَايَا

مُقَدَّرَةً لَنَا وَمُقَدَّرِيْنَا

قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنَا

نُخَبِّرْكِ اليَقِيْنَ وَتُخْبِرِيْنَا

قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً

لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَا

بِيَوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْناً

أَقَرَّ بِهِ مَوَالِيْكِ العُيُوْنَا

وَإِنَّ غَداً وَإِنَّ اليَوْمَ رَهْنٌ

وَبَعْدَ غَدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَا

تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَلاَءٍ

وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَا

ذِرَاعِي عَيْطَلٍ أَدَمَاءَ بِكْرٍ

هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَا

وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصاً

حَصَاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَا

ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَتْ

رَوَادِفُهَا تَنوءُ بِمَا وَلِيْنَا

وَمأْكَمَةً يَضِيقُ البَابُ عَنْهَا

وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَا

وسَارِيَتِي بَلَنْطٍ أَو رُخَامٍ

يَرِنُّ خَشَاشُ حُلِيهِمَا رَنِيْنَا

فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ

أَضَلَّتْهُ فَرَجَّعتِ الحَنِيْنَا

ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَا

لَها مِن تِسْعَةٍ إلاَّ جَنِيْنَا

تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّا

رَأَيْتُ حُمُوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَا

فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ

كَأَسْيَافٍ بِأَيْدِي مُصْلِتِيْنَا

أَبَا هِنْدٍ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْنَا

وَأَنْظِرْنَا نُخَبِّرْكَ اليَقِيْنَا

بِأَنَّا نُوْرِدُ الرَّايَاتِ بِيْضاً

وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَا

وَأَيَّامٍ لَنَا غُرٍّ طِوَالٍ

عَصَيْنَا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَا

وَسَيِّدِ مَعْشَرٍ قَدْ تَوَّجُوْهُ

بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَا

تَرَكْنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْهِ

مُقَلَّدَةً أَعِنَّتُهَا صُفُوْنَا

وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُوْحٍ

إِلَى الشَامَاتِ تَنْفِي المُوْعِدِيْنَا

وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّا

وَشَذَّبْنَا قَتَادَةَ مَنْ يَلِيْنَا

مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَا

يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَا

يَكُوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْدٍ

وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَةَ أَجْمَعِيْنَا

نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّا

فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَا

قَرَيْنَاكُمْ فَعَجَّلْنَا قِرَاكُمْ

قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَا

نَعُمُّ أُنَاسَنَا وَنَعِفُّ عَنْهُمْ

وَنَحْمِلُ عَنْهُمُ مَا حَمَّلُوْنَا

نُطَاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّا

وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَا

بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّيِّ لُدْنٍ

ذَوَابِلَ أَوْ بِبِيْضٍ يَخْتَلِيْنَا

كَأَنَّ جَمَاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَا

وُسُوْقٌ بِالأَمَاعِزِ يَرْتَمِيْنَا

نَشُقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّا

وَنَخْتَلِبُ الرِّقَابَ فَتَخْتَلِيْنَا

وَإِنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْدُو

عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَا

وَرِثْنَا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدٌّ

نُطَاعِنُ دُوْنَهُ حَتَّى يَبِيْنَا

وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَرَّتْ

عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَا

نَجُذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِرٍّ

فَمَا يَدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَا

كَأَنَّ سُيُوْفَنَا فِيْنَا وَفِيْهِمْ

مَخَارِيْقٌ بِأَيْدِي لاَعِبِيْنَا

كَأَنَّ ثِيَابَنَا مِنَّا وَمِنْهُمْ

خُضِبْنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَا

إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَافِ حَيٌّ

مِنَ الهَوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَا

نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَدٍّ

مُحَافَظَةً وَكُنَّا السَّابِقِيْنَا

بِشُبَّانٍ يَرَوْنَ القَتْلَ مَجْداً

وَشِيْبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَا

حُدَيَّا النَّاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعاً

مُقَارَعَةً بَنِيْهِمْ عَنْ بَنِيْنَا

فَأَمَّا يَوْمَ خَشْيَتِنَا عَلَيْهِمْ

فَتُصْبِحُ خَيْلُنَا عُصَباً ثُبِيْنَا

وَأَمَّا يَوْمَ لاَ نَخْشَى عَلَيْهِمْ

فَنَمْعِنُ غَارَةً مُتَلَبِّبِيْنَا

بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْرٍ

نَدُقُّ بِهِ السُّهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَا

أَلاَ لاَ يَعْلَمُ الأَقْوَامُ أَنَّا

تَضَعْضَعْنَا وَأَنَّا قَدْ وَنِيْنَا

أَلاَ لاَ يَجْهَلَنَّ أَحَدٌ عَلَيْنَا

فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَا

بِاَيِّ مَشِيْئَةٍ عَمْرُو بْنَ هِنْدٍ

نَكُوْنُ لِقَيْلِكُمْ فِيْهَا قَطِيْنَا

بِأَيِّ مَشِيْئَةٍ عَمْرُو بْنَ هِنْدٍ

تَطِيْعُ بِنَا الوُشَاةَ وَتَزْدَرِيْنَا

تَهَدَّدْنَا وَأَوْعِدْنَا رُوَيْداً

مَتَى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتُوِيْنَا

فَإِنَّ قَنَاتَنَا يَا عَمْرُو أَعْيَتْ

عَلى الأَعْدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَا

إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ

وَوَلَّتْهُ عَشَوْزَنَةً زَبُوْنَا

عَشَوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّتْ

تَشُجُّ قَفَا المُثَقِّفِ وَالجَبِيْنَا

فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْرٍ

بِنَقْصٍ فِي خُطُوْبِ الأَوَّلِيْنَا

وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقُمَةَ بِنْ سَيْفٍ

أَبَاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَا

وَرَثْتُ مُهَلْهِلاً وَالخَيْرَ مِنْهُ

زُهَيْراً نِعْمَ ذُخْرَ الذَّاخِرِيْنَا

وَعَتَّاباً وَكُلْثُوْماً جَمِيْعاً

بِهِمْ نِلْنَا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَا

وَذَا البُرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْهُ

بِهِ نَحْمَى وَنَحْمِي المُحْجَرِيْنَا

وَمِنَّا قُبْلُهُ السَّاعِي كُلَيْبٌ

فَأَيُّ المَجْدِ إِلاَّ قَدْ وَلِيْنَا

مَتَى نَعْقِدُ قَرِيْنَتَنَا بِحَبْلٍ

تَجُذُّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَا

وَنُوْجَدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَاراً

وَأَوْفَاهُمْ إِذَا عَقَدُوا يَمِيْنَا

وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَزَازَى

رَفَدْنَا فَوْقَ رَقْدِ الرَّافِدِيْنَا

وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَى

تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَا

وَنَحْنُ الحَاكِمُوْنَ إِذَا أُطِعْنَا

وَنَحْنُ العَازِمُوْنَ إِذَا عُصِيْنَا

وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَا

وَنَحْنُ الآخِذُوْنَ بِمَا رَضِيْنَا

وَكُنَّا الأَيْمَنِيْنَ إِذَا التَقَيْنَا

وَكَانَ الأَيْسَرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَا

فَصَالُوا صَوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِمْ

وَصُلْنَا صَوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَا

فَآبُوا بِالنِّهَابِ وَبِالسَّبَايَا

وَأُبْنَا بِالمُلُوْكِ مُصَفَّدِيْنَا

إِلَيْكُمْ يَا بَنِي بَكْرٍ إِلَيْكُمْ

أَلَمَّا تَعْرِفُوا مِنَّا اليَقِيْنَا

أَلَمَّا تَعْلَمُوا مِنَّا وَمِنْكُمْ

كَتَائِبَ يَطَّعِنَّ وَيَرْتَمِيْنَا

عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِي

وَأسْيَافٌ يَقُمْنَ وَيَنْحَنِيْنَا

عَلَيْنَا كُلُّ سَابِغَةٍ دِلاَصٍ

تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُصُوْناً

إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْماً

رَأَيْتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَا

كَأَنَّ غُصُوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُدْرِ

تُصَفِّقُهَا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَا

وَتَحْمِلُنَا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُرْدٌ

عُرِفْنَ لَنَا نَقَائِذَ وَافْتُلِيْنَا

وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثاً

كَأَمْثَالِ الرِّصَائِعِ قَدْ بَلَيْنَا

وَرِثْنَاهُنَّ عَنْ آبَاءِ صِدْقٍ

وَنُوْرِثُهَا إِذَا مُتْنَا بَنِيْنَا

عَلَى آثَارِنَا بِيْضٌ حِسَانٌ

نُحَاذِرُ أَنْ تُقَسَّمُ أَوْ تَهُوْنَا

أَخَذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْداً

إِذَا لاَقَوْا كَتَائِبَ مُعْلِمِيْنَا

لَيَسْتَلِبُنَّ أَفْرَاساً وَبِيْضاً

وَأَسْرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَا

تَرَانَا بَارِزِيْنَ وَكُلُّ حَيٍّ

قَدْ اتَّخَذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْناً

إِذَا مَا رُحْنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَا

كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَا

يَقُتْنَ جِيَادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُمْ

بُعُوْلَتَنَا إِذَا لَمْ تَمْنَعُوْنَا

ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْرٍ

خَلَطْنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَا

وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ

تَرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَا

كَأَنَّا وَالسُّيُوْفُ مُسَلَّلاَتٌ

وَلَدْنَا النَّاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَا

يُدَهْدُوْنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْدَي

حَزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِهَا الكُرِيْنَا

وَقَدْ عَلِمَ القَبَائِلُ مِنْ مَعَدٍّ

إِذَا قُبَبٌ بِأَبطَحِهَا بُنِيْنَا

بِأَنَّا المُطْعِمُوْنَ إِذَا قَدَرْنَا

وَأَنَّا المُهْلِكُوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَا

وَأَنَّا المَانِعُوْنَ لِمَا أَرَدْنَا

وَأَنَّا النَّازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَا

وَأَنَّا التَارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَا

وَأَنَّا الآخِذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَا

وَأَنَّا العَاصِمُوْنَ إِذَا أُطِعْنَا

وَأَنَّا العَازِمُوْنَ إِذَا عُصِيْنَا

وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً

وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَا

أَلاَ أَبْلِغْ بَنِي الطَّمَّاحِ عَنَّا

وَدُعْمِيَّا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَا

إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفاً

أَبَيْنَا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِيْنَا

مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّا

وَمَاءَ البَحْرِ نَمْلَؤُهُ سَفِيْنَا

إِذَا بَلَغَ الفِطَامَ لَنَا صَبِيٌ

تَخِرُّ لَهُ الجَبَابِرَ سَاجِديْنَا



[/FRAME]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:15 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011