عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 08-27-2010, 06:34 AM
 

مساكم ورد وجوري وعود مبخر
مساء عذب كعذوبتكم
مساء معطر كعطر أرواحكم
مساء مختلف كاختلافكم

قبل بارت اليوم بعض التوضيحات
البعض انصدم ليش مشعل كان يبي يضرب هيا
هو صحيح كان زعلان إنها ساكنة بروحها
لكن سبب زعله اللي خلاه يبي يضربها
موب عشانها بس فتحت له الباب
لكن عشانها شرّعت له الباب في دعوة للدخول
يعني موب بس فتحت بابها لرجّال غريب
لكن دعته للدخول
وأي رجّال دمه حر لو فكر إن بنت عمه تسوي كذا
أكيد بيسوي نفس مشعل


بعدنا في الأول يا أميراتي
أنتظروا الأحداث شوي شوي
لأن هدفي في الرواية هذي
إنكم تغوصون في داخل كل شخصية
وتشوفونها تتجرد أمامكم

باقي شخصيات مثيرة ما بعد طلعت
انطروها
وشخصيات طلعت بس مابعد عرفتوها

موعدنا بكرة بيكون الصبح
عشان خاطر البعض
وغدا إن شاء الله أرد على كل عابرات بارت اليوم


بارت اليوم بارت هيا وبس

استلموا
الجزء السادس
.
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.




الجزء السادس

أمام باب شقة هيا في واشنطن دي سي

كان مشعل على وشك أن ينتزع حزامه من بنطلونه ليجلدها به وهو يراها تفتح بابها على مشراعيه وكأنها تدعوه (وهو الرجل الغريب) للدخول..
وفعلا وضع يده على حزامه وكان على وشك سحبه
لولا أن الباب المشرع كشف له عن صالة صغيرة
تجلس فيها سيدة عجوز تلبس دراعة داكنة وشيلة أُحكم لفها على وجهها،
وشابة طويلة محجبة تبدو ملامحها الجميلة انجليزية إلى حد ما..

وهيا تقف بين مشعل الواقف عند الباب
وبين الجالسات المستغربات ما يحدث..
وتوجه حديثها للسيدة العجوز بنبرة ساخرة لاذعة مرة قاتلة:
يمه خليني أعرفج
هذا ولد عمي مشعل بن عبدالله
شفتي يمه : وأخيرا شفت واحد من هلي.

هلي اللي رموا لحمهم في الدوحة.. جايين يدورونه في أمريكا.. بعد ما نسوه 23 سنة !!!



قبل هذا الموقف بثلاثة أسابيع ونصف تقريبا
مكتب الملحق الثقافي في السفارة القطرية بواشنطن

هيا تجلس أمامه بخجلها الواثق.. بالكاد يظهر وجهها من شدة إحكام حجابها وتقريبه من أطراف وجهها..

الملحق بنبرة أبوية: خلصتي بكالوريس في لندن؟؟

هيا بهدوء: نعم..

الملحق بذات النبرة الأبوية: وليش ماتبين تسكنين في سكن الطالبات؟؟

هيا: أمي معاي.. وموب أي مكان بيناسبنا
أمي مرة كبيرة ومريضة ولازم أجيب لها وحدة تقعد عندها وقت ما أروح الجامعة
وأنت عارف أنه سياسة سكن الطالبات ما تسمح بالدخول إلا بأذن..

الملحق: براحتج يا أبوج أنتي والوالدة... محتاجة منا أي خدمة ترانا حاضرين على طول
وهذا كرت السفارة فيه تلفونات الطوارئ

هيا تتناول الكرت وتتمتم باحترام: مشكور يا دكتور.. ممكن أستأذن؟؟

الملحق: أكيد يا... (يقرأ الاسم في الورقة أمامه) يا هيا..
ثم يعقد جبينه بتفكير: هيا سلطان مشعل آل فارس الــ
أنتي بنت عم مشعل عبدالله الطالب اللي في أخر سنة دكتوراه هنا ؟؟؟

هيا ارتعشت بعنف وهي تسمع الاسم.. كادت أن تتهاوى من وقفتها
لكنها تماسكت وهي ترد ببرود محترم: لا يا دكتور.. أنا أبوي وحيد ماله أخوان..

الملحق بتفكير عميق: بس نفس الاسم الخماسي.. غريبة يعني.. متأكدة أنتي؟؟

وأكمل وهو يقف ويسحب صورة في برواز من الخزانة الزجاجية خلفه: شوفي هذا مشعل معي أنا والسفير
في حفل تكريم الطلاب القطريين قبل سنتين.. مشعل من خيرة طلابنا..

حاولت هيا ألا تنتظر للصورة.. ولكنها كانت مجبرة احتراما للملحق
نظرت لها نظرة سريعة.. هزتها الصورة بعنف
نفس طول والدها ووقفته المعتدة وبعض ملامحه المرسومة بحدة
ولكن ليست نفس نظرة العينين.. ليست نفسها!!

(هذا نظرته حادة.. قاسية..متسلطة مثل كل آل مشعل المتوحشين.. موب مثل نظرة أبوي اللي تذوب حنان وتسامح)

رفعت عينها عن الصورة
وهي تكتم تيار المشاعر المتضاربة الذي يكتسح جوارحها بين الغضب والحقد والحنين
لترد على الملحق بعدم اهتمام مهذب: ما أعرفه يادكتور.


***********************


قبل وصول مشعل إلى شقة هيا بدقائق..


هيا تجلس مع والدتها وصديقتها باكينام
جلسة حميمة يدور فيها الحديث الودي الحميم..
باكينام اعتادت على أم هيا وتحبها كثيرا وتعتبرها كأم ثانية لها
فأم هيا كانت مرافقة لهيا طوال فترة دراستها في بريطانيا.. وتوطدت علاقتها ببكينام خلالها.

أم هيا بصوت متعب حنون: ماشاء الله عليج يا باكي.. تهبلين بالحجاب الله يحفظج ويثبتج على طاعته..

باكينام تبتسم: أنا حلوة يا ماما على كل حال..

هيا تقاطع الحديث بمرح: حلوة بس الحين أحلى
أوووه كنت بأنسى.. خلوني أقوم ألبس عباتي
بأنزل للسوبرماركت أجيب لنا أغراض دام أنتي يا باكي قاعدة عند أمي..

باكي تمسك بيد أم هيا بمودة: روحي وسيبيني أنا وماما.. أصلا أنتي ئادة عزول بيننا..

هيا تبتسم وهي تتناول عباءتها من المشجب المعلق في الصالة: لنا الله..

ما أن أنهت هيا لبس عباءتها وحجابها حتى رن جرس الباب

هيا ألتفت لأمها وباكينام وهي تهز كتفيها: من بيجينا؟؟

أمها بهدوء: طلي مع العين السحرية وشوفي من..

هيا وضعت عينها على العين السحرية
لتجد أمامها أخر شخص كانت تتمنى أو تتوقع رؤيته
كان يقف بطوله المرعب متسندا على إطار الباب وعلى وجهه ترتسم علائم غضب مخيف..

واحد من آل مشعل..
آل مشعل..
آل مشعل..

آل مشعل الحلم الذي حلمت به طويلا
ثم الكابوس الذي أرادت أن تلغيه من حياتها
الكابوس الذي يعيد لها أسوأ ذكرياتها
وأمرَّ مشاعرها: الخذلان والظلم والقهر والأسى...... والهجران

(يا ربي.. يا ربي.. وش أسوي؟؟ ما أبي حد من آل مشعل في حياتي.. وش جابه ذا؟؟ وش عقبه جايين؟؟ وش عقبه؟؟ عقب ما راح الغالي جايين يكملون علينا)

شعرت هيا بتوتر عميق وغضب أعمق وهي تراه أمام بابها
لم تكن تريد أن تفتح له..
كانت تريد أن تلغي أهل والدها من حياتها
أن تتناسى حتى اسمها حتى تنساهم

لكنها أخذت نفسا عميقا وقررت أن تفتح له
لأنها كانت تعلم أن هذه المواجهة لا يمكن تأجيلها مادام قد عرف مكان سكنها

فتحت له الباب وهي تتسلح بأقصى درجات الثقة
ما أن فتحت الباب حتى صدمت برؤيته
رؤيته في صورة أو من خلال فتحة العين السحرية كانت شيئا مختلفا عنه حقيقة..
مرعب هذا الرجل بحضوره المسيطر!!!

ولكن..
يا الهي...
يا الهي كم يذكرها بوالدها.. تكاد تشعر برائحة والدها في الجو
قوة والدها المحتوية التي كانت تشعرها بالأمان وهي في أحضانه..
عبق حضور والدها المختلف ودفئه يحيط بها
و....
(يخسى ذا المشعل المعفن يكون مثل أبوي)

ما أن فتحت له حتى صرخ في وجهها بصوته العميق المرعب الغاضب: أشلون يا بنت سلطان.. يا بنت الحسب والنسب
تسمحين لنفسش تفتحين الباب كذا بكل بساطة لرجّال ماتعرفينه
يعني عشان مفكرة أنه ما وراش رياجيل يسنعونش.. ويكسرون خشمش لين تعرفين أن الله حق..

لم تهتم هيا بأي شيء قاله.. فكل آل مشعل لا يهمونها ولا حتى ذرة
تريد أن تنهي كل هذه المهزلة ليخرج هذا المدّعي الغريب المدعو ابن عمها من حياتها

تريدهم أن يتركوها كما تركوهم طوال عمرهم
أن ينسوهم أو يتناسوهم كما فعلوا بكل قسوة طيلة حياتها الماضية
أن يتجاهلوا دمهم الذي يجري في عروقها بعد أن حقروا حرمة الدم وجعلوه ماء مستباحا مهانا

كانت تهتف في داخلها : (اطلع.. اطلع.. اطلع من حياتي.. ما أبيكم خلاص.. يوم بغيناكم ما لقيناكم.. والحين خلاص.. خلاص.. ما أبيكم)


هيا ألتفت على أمها التي كانت مستغربة من هذا الرجل الذي جاءهم مهاجما بهذه الطريقة
وقالت لها بنبرة تقطر سخرية مرة : يمه خليني أعرفج
هذا ولد عمي مشعل بن عبدالله
شفتي يمه : وأخيرا شفت واحد من هلي.

هلي اللي رموا لحمهم في الدوحة.. جايين يدورونه في أمريكا.. بعد ما نسوه 23 سنة !!!

كانت تعتقد أنها ستحرجه.. وأنه سينزل راكضا يجرجر خجله وخيبته
ولكنها صعقت أنه نظر لها نظرة إزدراء قصدها مشعل تماما
(بنت العم ذي شكلها لسانها طويل وتبي أدبن مهوب ذا)

كادت تموت من القهر وهي ترى مشعل يتجاوزها ويدخل حتى يصل لوالدتها
ويقول بنبرة احترام: سامحيني يمه.. أنا كنت زعلان أحسب هيا ساكنة بروحها..وزعلت أكثر يوم شفتها فتحت لي الباب وأنا رجّال غريب عنها
لكن القدر والحشيمة لش... مادريت إنش معها

مشعل من ناحيته كان يعتقد أنه أحرجها وأخرسها وأنه هو من سيطر على مقاليد الأمور وهو يتصرف بثقة عفوية
ولكنه فوجئ بها تلتفت له وتقول بسخرية: الحين أمي لها القدر الحشيمة؟؟!!!! يا سلام عليك يا ولد آل مشعل!!
موب ذي أمي الهولية اللي طردتوا أبوي عشانه تزوجها؟؟!
الحين صارت أمك ولها القدر الحشيمة!!!

كانت ردات الفعل تتوالي بينهما كالصدمات
صُعقت وهو ينظر لها بغضب ويقترب منها كأسد غاضب
وهو يعتصر قبضته حتى لا يصفعها ويقول لها بغضب: مافيه وحدة من بنات مشعل تطول لسانها على أمها وتهينها
والله لو عديتها مرة ثانية لأقص لسانش يا بنت عمي

هيا ابتعدت خطوة للخلف وهي ترد عليه بغضب: منت باللي تجي تعلمني أشلون احترم أمي، لأنكم أنتو اللي هنتوها موب أنا
أنا بس أوضح لك ولا تسوي روحك شهم على حساب أمي
وأنا ماني من بنات مشعل أنا بنت سلطان وبس.. ومايشرفني أكون منكم

مشعل يحاول أن يتمالك أعصابه لأن يديه كانت تناديه أن يصفعها
وخصوصا أنه بلغ ذروة غضبه: احترمي نفسش قبل ماتحترمينها غصبا عنش

أم هيا وباكينام جالستان فاغرتان الفم مدهوشتان
كأنهما يشاهدان جزءا من فيلم بلغ الأكشن فيه ذروته..
وهم تريان هيا ومشعل كإعصارين يكاد كل منهما أن يقضي على الآخر بعواصفه.

هيا توجهت للباب الذي مازال مفتوحا وأشارت بيدها
وهي تقول ببرود حاولت دفن نيران غضبها تحته:
لا تحترمني ولا أحترمك لأنه مافيه داعي.. هذي أخر مرة نشوف ويهك.. بيتي يتعذرك ياولد آل مشعل

مشعل سحب نفسا عميقا (مهيب ذي اللي بتمشي شورها علي.. توش ماعرفتيني يا بنت سلطان)

حاول السيطرة على نفسه وهو يجلس بكل ثقة على الكرسي الفارغ الذي أمتلئ بحضوره الكاسح وقدماه الطويلتان تتمددان أمامه
ويقول بثقة متمكنة بنبرة هادئة بها رنة سخرية: وأنا ماني بطالع
وكل مابغيت جيت وتطمنت عن أحوالكم.. أنتو مسئولين مني

هيا تعد للعشرة حتى لا تمسك شيئا وتحطمه فوق رأسه وهي تصر على أسنانها: ومن اللي عطاك ذا الحق؟؟

مشعل بهدوء وهو ينظر لأظافره بحركة مقصودة ليقهر هيا: أنا عطيته نفسي.. وما أنتظر موافقتش ولا تهمني أصلا

هيا تلتفت لأمها وتقول بغضب: يمه قولي له يفارق،
وإلا والله العظيم لأتصل في البوليس الحين.. وأقول أنه متهجم على بيتنا.. وأخليهم يمسكونه

ثم ألتفتت على مشعل وهي تقول بسخرية: وشوف عقب وش بيفكك من إيديهم.. يدورون العرب دوارة

مشعل بثقة: سوي اللي تبينه.. مايهمني

أم هيا تكلمت أخيرا وهي تقول بهدوء حازم وتفكير عميق مؤجل يدور برأسها:
هيا سكري الباب وتعالي قهوي ولد عمج

هيا بغضب وانفعال: يمه وش تقولين؟؟

أم هيا بغضب: اللي سمعتيه.. وإلا ماعاد لي شور عليج

هيا بتأثر: ماعاش ولا كان اللي يعصاج

نظرت لمشعل بقهر وهي تغلق الباب وتعود لتجلس
في الوقت الذي أنعم عليها مشعل بفيض وافر من النظرات المتشفية الساخرة لانتصاره عليها..


***********************


الدوحة قبل أحد عشر عاما
عمر هيا 12 عاما
في المدرسة / منطقة الهلال
في الفسحة..

هيا تهمس لصديقتها عهود: عهود تكفين طالبتج
عهود بحماس: أفا عليش تأمرين أمر

هيا بذات الهمس: أهل أبوج في المعيذر صح؟؟

عهود باستغراب: إيه.. ليه تسألين؟؟

هيا برجاء حاد: تكفين عهود دام سواقكم يدل هناك
خلينا نروح هناك بكرة.. لأنه سواقنا ما عمره راح تيك المنطقة ولا يدلها..
سألته لو يدلها قال ما يعرفها

عهود بتوتر: زين ليش تبين تروحين هناك؟؟

هيا بحزن: بأموت أبي أشوف جدتي هيا
أبوي على طول يسولف عنها وعن جدي وعماني
بس موب راضي يوديني.. كل ما قلت له ودني.. قال لي بعدين

عهود بخوف: طيب وأمي وش أقول لها؟؟

هيا برجاء باكي: تكفين عهود.. تكفين.. قولي لها إنج بتنزلين عندي... وأنا بأقول لهلي بانزل عندج

عهود رغم خوفها: خلاص زين

في اليوم التالي ذهبت الطفلتان للبحث عن منزل جد هيا في المعيذر
ولم تعلم الصغيرة أن المعيذر منطقتين: شمالية وجنوبية
وهيا لا تعرف أي منطقة منها فيها بيت جدها

طافوا مطولا في المنطقة..
وهيا بدأ بكاءها بالتصاعد: أبي أشوف جدتي.. أبي أشوف جدتي

السائق والخادمة خافوا من هذا الطواف.. قال لهم السائق: يبي يروح بيت بابا كبير؟؟

عهود تحاول تهدئة هيا: هيا نروح لبيت جدي هنا قريب؟؟

هيا ببكاء: لا خلاص خلينا نرجع

عادت الفتاتان للهلال.. ولكن بعد ان علم أهل كل فتاة إنهما كذبتا عليهما
لأن أم هيا اتصلت بأهل عهود لتسأل إن كانت هيا قد تناولت غدائها
ففوجئت كل عائلة وصعقت بالخبر.. أن الفتاتين اختفتا مع السائق
ولأنه في ذلك الوقت كان انتشار الجوالات بسيطا جدا ولم تكن متوافرة مع السائقين بعد
فأخذ منهم القلق كل مأخذ وعشرات الأفكار المرعبة تعبث بهم

عهود عوقبت عقابا شديدا
لكن هيا ما أن رأت القلق المر في وجه أبيها.. ووجه أمها المنتفخ من البكاء..
حتى انهارت باكية في حضن والدها وهي تقول: يبه تكفى أبي أشوف جدتي هيا وجدي مشعل
حتى عيال عمي أعرفهم كلهم مشعل ومريم وراكان وناصر عيال عمي محمد
ولطيفة ومشعل عيال عمي عبدالله.. وحمد ولد عمتي نورة أعرفهم
حفظتهم من كثر منت تسولف لي عنهم.. ليه ما تخليني أشوفهم.. ليه؟؟

(كانت تعرف من أبناء عمومتها الذين شهد والدها ولادتهم.. أما الباقين فقد مات والدها دون يراهم أو يعرف بهم)

حضنها والدها بحنان وعمق ومرارة
يومها سقط كل حاجز بينه وبين ابنته التي أصبحت هي صندوق أسراره
حمّلها وهي في الثانية عشرة حمل لا تحمله من هي في الخمسين

الحمل الذي حوّل آل مشعل من حلم من أعذب أحلام هيا إلى كابوسها الأسوأ


************************


قصة سلطان بن مشعل

السفارة القطرية في لندن
قبل 27 سنة
أوائل الثمانينات

كان سلطان حينها في الرابعة والعشرين من عمره ينهي إجراءات تخرجه من الجامعة
بعد أن قضى خمس سنوات في مانشستر يدرس في جامعتها اللغة
ثم تخصص الاقتصاد (ذات التخصص الذي اختارته هيا)..

في ذلك الوقت كانت الدراسة في بريطانيا حلم كل طالب ينهي الثانوية بتفوق مثل سلطان
عارض والده سفره.. ولكن ككل آل مشعل كان سلطان عنيدا
ولم يرد مشعل الكبير أن يكسر شخصيته التي كان هو شخصيا سعيدا بقوتها وباعتداد ابنه بنفسه.

كان سلطان هو الابن الأوسط لمشعل الكبير وهيا، أكبر منه محمد وعبدالله.. وأصغر منه نورة وسعود
كان سلطان شديد التعلق بأهله وأشقائه و مولعا بأبناء أشقاءه وبناتهم

كان سلطان في السفارة ينهي تصديق شهادته، ويسلم متعلقاته
استعدادا للعودة النهائية للدوحة التي طال اشتياقه لها ولأهله حتى أضناه

فوجئ سلطان بعد إنجازه لإجراءاته بـ


#أنفاس_قطر#
.
.
.


__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #7  
قديم 08-27-2010, 06:36 AM
 

مرة ثانية
صباحات البهجة والروعة والاختلاف
جزء جديد.. وتكشف لشيء من الأسرار
مازلنا في البداية وأمامنا الكثير ليتوضح
كونوا فقط مع "أسى الهجران" ومعي

استلموا
الجزء السابع
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.



أسى الهجران/ الجزء السابع

قصة سلطان بن مشعل

السفارة القطرية في لندن
قبل 27 سنة
أوائل الثمانينات

كان سلطان حينها في الرابعة والعشرين من عمره ينهي إجراءات تخرجه من الجامعة
بعد أن قضى خمس سنوات في مانشستر يدرس في جامعتها اللغة
ثم تخصص الاقتصاد (ذات التخصص الذي اختارته هيا)..

في ذلك الوقت كانت الدراسة في بريطانيا حلم كل طالب ينهي الثانوية بتفوق مثل سلطان
عارض والده سفره.. ولكن ككل آل مشعل كان سلطان عنيدا
ولم يرد مشعل الكبير أن يكسر شخصيته التي كان هو شخصيا سعيدا بقوتها وباعتداد ابنه بنفسه.

كان سلطان هو الابن الأوسط لمشعل الكبير وهيا، أكبر منه محمد وعبدالله.. وأصغر منه نورة وسعود
كان سلطان شديد التعلق بأهله وأشقائه و مولعا بأبناء أشقاءه وبناتهم

كان سلطان في السفارة ينهي تصديق شهادته، ويسلم متعلقاته
استعدادا للعودة النهائية للدوحة التي طال اشتياقه لها ولأهله حتى أضناه

فوجئ سلطان بعد إنجازه لإجراءاته بسيدة قطرية في الأربعين تجلس في صالة الاستقبال باد عليها الذبول من كثرة البكاء، كانت تنظر لما حولها بضياع، تشهق حينا وتصمت حينا وتحادث نفسها حينا

شعر سلطان بحميته تتحرك ناحيته هذه المرأة
هكذا رباهم مشعل الكبير.. وهكذا لابد أن يحصد تربيته لهم!!
فالرجولة لا تتجزأ ولا يختار الرجل آلية لتنفيذها.. بل تتلبسه هذه الرجولة ويتصرف من خلالها
وهكذا فعل سلطان!!

سأل منسوبي السفارة عنها فقالوا له أنها كانت مع والدها الذي كان يتعالج هنا لمدة عامين
ووالدها الآن توفي ولا أقارب لها وهي تريد أن تعيده ليدفن في الدوحة
وهي لا تعرف كيف تتصرف لوحدها.. فأبوها الذي كان يغسل الكلى كان هو من يقوم بكل شؤونهما
حتى انهار فجأة ومات لتجد نفسها منهارة بدون سند.

اقترب منها سلطان واستفسر منها، وجدها منهارة تماما ولا تعرف كيف تتصرف، ولا حتى ماذا تفعل حين تعود للدوحة
فوالدها قدم في شبابه من إيران، وعمل كسائق عند أحد الشيوخ الذي منحه الجنسية القطرية بعد عدة سنوات ثم زوجه شابة يتيمة مرباة في منزله
(كعادة بيوت الشيوخ قديما التي كانت مليئة بأطفال أيتام يقومون بتربيتهم في ظل عدم وجود مياتم)

والداها لم ينجبا غيرها، أقارب أبيها في إيران لا تعرف عنهم شيئا
عمل أبوها لعدة سنوات عند الشيخ، ثم استقل بعمله التجاري الخاص، ولكن كل ماجمعه من عمله صرفه في رحلة العلاج هذه.

شعر سلطان بالمسؤولية عن هذه المرأة
لمن يتركها وهي غريبة ووحيدة ومنكسرة ولا عائل لها؟؟ كيف ترضى شهامته أن يفعل شيئا كهذا؟!!

ووجد سلطان نفسه يتزوج حصة (التي اسماها أبوها على اسم أم الشيخ الذي كان يعمل عنده) حصة التي كانت تكبره بخمسة عشرة عاما
لم يكن عمر حصة هو ما يشغله، ولكن ماكان يخشاه هو ثورة والده حين يعلم أن حصة هولية –كما يعلم أن والده سيقول- ذلك المنطق الغريب الذي لا يرضاه دين
ذلك الترفع العرقي الذي يجعلهم يظنون أنهم أفضل من غيرهم، بينما رسول الله صلاة الله وسلامه عليه يقول : لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.

الشيء الآخر أن أهله كانوا ينتظرونه ليزوجوه هو وشقيقه الأصغر منه سعود بنات عمهم .. فكيف يستطيع مواجهة كل هذا؟!


*************************


الدوحة اليوم
بيت محمد بن مشعل
الصباح الباكر

صالة البيت الرئيسية التي أُعدت على الطراز التراثي القديم بدقة رائعة
كانت من ذوق راكان وتأثيثه الذي كان دقيقا جدا في اختياراته للديكور و لقطع الأثاث
الجلسة الأرضية بالسدو الأحمر.. منتجات الخوص المتناثرة.. الصبغ المعتق المرسوم عليه شقوق متقنة.. السقف المبطن بأخشاب تصلها الحبال ببعضها
الإنارة التي كان بعضها مخفيا وبعضها عبارة عن سُرج موزعة بدقة في الأرجاء

كانت مريم تجلس مع والدتها تشرب شايا بالحليب وعباءتها عليها تستعد للذهاب لعملها في معهد النور للمكفوفين حيث تعمل كمعلمة اجتماعيات..
كانت أم مشعل في أواسط الخمسينات.. سيدة حازمة جدا لكنها أيضا حنونة جدا..

العنود تنزل السلم وهي تقفز كل درجتين مع بعضهما.. وعباءتها بيد، وحقيبتها باليد الأخرى.. لتجتاحهم كإعصار عذب وهي توزع قبلاتها واحتضاناتها بين أمها ومريم.. ثم تقفز وتجلس بجوار أمها

مريم بابتسامة: أنتي شغالة مبوسة.. با أختي توش حابتني صلاة الفجر.. حلاوة هي؟؟

أم مشعل بحنان: فديتها وفديت حبتها.. حد يعين أنه يستصبح بوجه ذا الغزال وحبته ويقول لا؟؟

العنود تبتسم وتحتضن أمها وهي تقول بدلال: فديت اللي يفهمون يا ناس.. جعل عين أبو مشعل ما تشوف غيرش يا المزيونة..

أمها تبتسم وتقول بمرح: خوش دعوة يا أمش ما ابي غيرها..

مريم بمرح: عدال كن حد بيطالع شيبتش اللي طايحة سنونه..

أم مشعل تضحك: إيه ذا الكلام مهوب عندش إذا شفتيه.. قعدتي تنفخين رأسه علي كنه صبي أبو 20 سنة وأنا اللي جدته

بعد أن انهوا إفطارهم على عجالة.. مريم بحزم: يالله عنادي قومي عشان ما نتأخر..

العنود بمرح: إيه يا اختي لا تأكلنا سواقتش بس.. كل صبح تجيب لي كآبة قبل أروح الجامعة من كثر ماتنافخ..

مريم تبتسم: ما ينخاف عليش أنتي... تجبيبين للكرة الأرضية كلها كآبة وأنتي شدوقش بتشقق من الضحك..


**************************


عودة لقصة سلطان قبل 27 عاما

عاد سلطان للدوحة مع حصة.. ولكنه لم يأتِ بها مباشرة لبيت والده لأنه كان يعلم ما ينتظره، قرر أن يتركها في بيت والدها أولا..

كما توقع
ثار والده وأصرَّ عليه أن يطلقها حتى بدون أن يسمع دفاعه أو مبرراته
حتى أمه لم يسمح له أن يراها.. وظل هذا الأمر حسرة مرة قاتلة في قلبه وقلبها.. وجع سرمدي لا حدود لامتدادات جرحه وعمقه

مشعل الكبير فعل مافعله في لحظة غضب فرضها عليه كبرياءه وتكبره
وبعدها كان ينتظر رجاءً من سلطان
مجرد رجاء!!
ولكن لم يكن سلطان ليترجى، ولم يكن مشعل ليتنازل بدون رجاء!!

خرج سلطان من بيت والده، ولم يعد
كان مشعل الكبير يرفض تشفعات أي أحد للرضى عن سلطان..
دموع هيا وشهقاتها كل ليلة كانت تنحره ألف مرة، ولكنه لم يكن ليتنازل.. وكم كان يتمنى أن يتنازل!!
بُعد سلطان عنه قتله.. وعاش بحسرة يخفيها في قلبه عن الأعين المتلصصة على مشاعره المتكبرة
لعن الله الكبرياء!!!
لعن الله الكبرياء الذي مزق الرحم وأدمى القلوب وراكم الجروح!!


سلطان أكمل حياته مع حصة التي كانت أماً أكثر منها زوجة
حاولت فيه كثيرا أن يتركها ويعود لأهله.. ولكنه كان يرفض.. أهله لا يحتاجونه ولكن هي من لها؟؟
كِبر سن حصة منعها من الحمل، ولكنها كانت تتعالج
كانت تريد أن تترك لسلطان ابنا حين تتركهم
لم تعلم أن الأعمار بيد الله وأن سلطان هو من سيسبقها وهو في عز رجولته.


****************************


الدوحة اليوم
منزل فارس بن سعود

صالة المنزل الرئيسية..
ذوق كلاسيكي راقٍ جدا.. الصالة كلها باللونين الأبيض والأسود..أطقم وديكورات مبتكرة الشكل والنقوش.. يجمع بينها كلها اللونين الأبيض والأسود
لون مناسب لمن ليس في بيته أطفال مثل بيت فارس

ينزل فارس السلم الحلزوني المشغول بالحديد الرفيع المصبوغ باللونين الأبيض والأسود.. وغترته ما تزال بيده..

فارس أعاد ديكورات البيت كاملا قبل حوالي سنتين.. رغم أن أثاث البيت كان كالجديد لقلة استخدامه.. فهذا البيت الكبير لم يكن به سوى فارس وأمه

ولكن فارس أراد أن يعكس بيته ذوقه الخاص.. ذوقه هو فقط!!
لأن أثاث البيت القديم كان من ذوق جده و مشعل بن محمد اللذين أثثاه وفارس ما يزال مراهقا حينها
كان يكره أن يشعر أن أنه قد يُفرض عليه أي شيء مهما كان بسيطا..
كان اعتداده بنفسه قد تجاوز كل حد

أمه ترفع عينيها له بحنان: وأشفيك تأخرت على شغلك اليوم ؟؟

فارس يقبل جبينها ويلقي بنفسه على المقعد جوارها وهو يقول بثقة وقوة: غطني النوم شوي..والشغل مهوب طاير

أمه تبتسم: مع أني صحيتك بس مافيك فايدة.. الله يعين العنود عليك..

فارس نظر نصف نظرة وهو يقول ببرود مثير: والعنود وش دخلها؟؟

أمه باستغراب: وش دخلها؟؟

فارس بذات البرود الخشن: إيه بنت عمي محمد وش دخلها فيني؟؟

أمه بذات الاستغراب ولكن تخلله بعض القلق: دخلها إنها بتصير مرتك؟؟

فارس بهدوء قاتل وكأن الأمر لا يعنيه: أنا ما أتذكر يمه أني قد قلت لك ولا حتى مرة وحده.. أني أبي العنود..

أمه بقلق: بس ماعمرك قلت أنك ما تبيها..

فارس بحدة: ليه هو حد سألني عن رأيي؟!! قاعدين تنقون لي مره، ماكني برجّال قدامكم!!

أمه توترت .. تكره ثورته هذه.. هو فعلا حنون عليها.. ولكنها تخاف هذه الثورة المرعبة
لا تنكر أنها تخافه.. ابنها ولكتها تخافه: بس يا أمك هي بنت عمك

قاطعها وهو يقف ويقول بثقة : وخير يا طير يا بنت عمي..

أمه تبلع ريقها: والمعنى؟؟

يلتف فارس للمرآة الطويلة المعلقة بالقرب منه ويلبس غترته: المعنى دوري لي المره اللي تجوز لش واخطبيها..

أمه بتوتر قاتل ووجهها يعكس عشرات الألوان: بس أنا أبي العنود..

فارس وهو يخرج : وأنا ما أبيها..



*************************


عودة لقصة سلطان
قبل 26 سنة

بعد حوالي سنة من زواج سلطان وحصة
جاء عبدالله لمقر عمل سلطان، لأنهم لم يكونوا يعرفون له عنوانا أو هاتفا.
كان لقاء الأخوين مؤثرا جدا.. فعلاقة قوية كانت تربطهما ببعضهما قبل أن يبتَّها مشعل الكبير بجبروته وعناده..
يد عبدالله تحتضن يد سلطان كأنه لا يريد أن يتركها أو ربما كان يعلم أن هذه قد تكون المرة الأخيرة التي يلمس فيها شيئا من جسد أخيه ويهمس له بهدوء: سلطان أمش معي.. أبي يبيك.

انتفض قلب سلطان بعنف.. وكاد أن يخرج من بين أضلاعه من اضطراب وجيبه.. وتعالي دقاته.. فرحا وتوجساً
أ يعقل أن يتنازل مشعل الكبير عن جبروته ويتراجع عن طرده له؟!
أ يعقل أن يرى أمه بعد أن أقسم عليه والده ألا يدخل بيته؟؟
يا الله كم هو مشتاق لها!!
يكاد يذوب شوقا ولهفة للانكباب على يديها.. وعلى دفن وجهه في ثنايا صدرها

عبدالله أخذ سلطان وذهب به مباشرة إلى مجلس مشعل الكبير
كان الوقت بعد صلاة الظهر..

دخل سلطان بخطوات مترددة.. رغم اشتياقه لأبيه وأمه وأشقائه وأولادهم.. شعر بطعنة مرة في قلبه.. شعر بانقباض لا يعلم له سببا..

دخل.. كان أبوه جالسا وأخوه محمد وأبناؤه مشعل وراكان.. مشعل كان في حدود الثانية عشرة وراكان أربع سنوات..

لم يفت سلطان ملاحظة إرتعاشة أطراف والده واختلاج عينيه حين دخل
كان والده يجلس بهيبته المعهودة.. لا يعلم لما شعر بالأسى العميق
وهو يرى كأن والده كبر كثيرا في السن..
وخصوصا أن لحيته كلها كانت بيضاء
كان أبوه حريصا على إتباع السنة ووضع الحناء على شيبه.. فما به هذه المرة؟!
شعر بألم شفاف يجتاح روحه.. وهو يشعر لأول مرة بضعف والده القوي

دخل سلطان.. كان بوده أن يرتمي في أحضان والده
ولكنه يعرف أن لغة المشاعر والانفعالات غير معترف بها في عرف والده

اقترب سلطان بتردد وهو يتلفت حوله.. وهو لا يعلم سبب هذا الانقباض المتزايد.. خطر بباله شيء نحره قلقا
قبل أن يسلم حتى، سأل بقلق: سعود وينه؟؟

صمتٌ قاتل وسكون مرعب اجتاح المجلس الواسع، قطعه سلطان بتوتر تخلله بعض الغضب: وين سعود؟؟

عبدالله بحزن: سعود يطلبك البيحة..

#أنفاس_قطر#

.
.
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #8  
قديم 08-27-2010, 10:30 PM
 
صباح الورد والفل والياسمين على أميراتي المختلفات العذبات
وأهلا بكل المنظمات حديثا لمسيرة أسى الهجران

اليوم نتكلم قليلا عما أثار تساؤل وحيرة لفك الإلتباس
أولا: الناس الغاليين اللي يقولون عبدالله كان حنون
وهنا الأبطال قساة!!!!!
أمممممم أقول لهم: متى صار عبدالله حنون؟؟
وهو حد سوى مثل عبدالله وخطف عياله 17 سنة
وحرق قلب أمهم عليهم غيره!!!
أنتظروا على آل مشعل، فأعظم المشاعر وأعمقها
هي ما تصدر عن هؤلاء القساة

مريم بنت محمد هي كفيفة وتدرس مكفوفين في معهد النور
واللي تسوق سيارتها سواقة أنثى
وهذي أصبحت شائعة جدا عندنا في الدوحة

أمممممم شنو بعد دعوة "جعل السلال يضرب بطنك"
هذي دعوة بدوية معناها: يجي لك شيء في بطنك يسل حالك
لا حد يدعيها ويحملني ذنبه
هي لمجرد المرح

اليوم تعرفون قصة سلطان كاملة
وسنبدأ بالتعرف على قصة فارس وموضي
التي ستستغرق عدة أجزاء

بالنسبة للشخصيات المتبقية التي لم تظهر
هي ليست كثيرة ولكنها مثيرة
انتظروا العمة نورة وعائلتها
وشخصيات أخرى في حينه

بالنسبة لطلبات بارت أطول
خلاص اليوم بأحط بارتين
بارت اليوم وبكرة
وبكرة ماراح أنزل شيء
موعدنا بعد بكرة يوم الأحد
قبل الساعة 8 صباحا

يالله استلموا

الجزء الثامن
الجزء التاسع
.
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.




أسى الهجران/ الجزء الثامن


عودة لسلطان في مجلس والده قبل 26 عاما

وقع الخبر كالصاعقة على رأس سلطان.. سعود مات!!!
سعود أصغر منهم كلهم.. لِـمَ يموت ؟؟ لماذا؟؟
عمره 23 سنة فقط!! (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..استغفر الله العظيم... إنّا لله وإنا إليه راجعون..)

سلطان بهمس منتزع من عمق حزنه الذي نحره: متى؟؟ واشلون؟؟

كان رأس محمد في الأرض وهو يمسح دمعة خائنة أراد أن يخفيها
بينما مشعل الكبير مازال صامتا محتفظا بصورته الصلبة في إطارها المهاب..

عبدالله بحزن مخلوط بالتوتر: قبل شهرين في حادث سيارة.

أنتفض سلطان بعنف وحزنه يتحول لغضب هادر: أنتو ما تخافون الله، ما تخافون الله
أخي ميت قد له شهرين، ماخليتوني أحضر دفنه ولا أحضر عزاه
أتقوا الله، اتقوا الله، حرام عليكم..

" قصر حسك ياولد.. تقول لي أنا اتق الله.. متقي الله من قدام تجيبك أمك"
صوت مشعل الكبير تردد بحزم في أرجاء المجلس

ابتلع سلطان ريقه.. لا أحد يرفع صوته فوق صوت مشعل الكبير.. هكذا تربوا!!

مشعل الكبير يكمل بذات الحزم:دورنا لك وقتها ولا عينّاك.. لين عبدالله عرف مكان شغلك البارحة
أخيك مات الله يرحمه.. عند من هو أرحم به منك ومنا.. وأنت الحين في مكانه

انتعش قلب سلطان رغم حزنه العميق على سعود.. أ يعقل أن والده سيرضى عليه لأن سعود توفي؟؟

مشعل يستأنف حديثه بعد أن أخذ نفسا عميقا: الهولية جابت لك ولد وإلا حملت؟؟

سلطان بغضب: الهولية مرتي ولها اسم.. اسمها حصة.. ولا ماحملت.. الله يرسل خيره..

مشعل الكبير بغضب: وتراددني بعد..

سلطان وهو يتمالك نفسه ويرد باحترام: ماعاش من يراددك أنا أجاوبك وبس..

مشعل الكبير بنبرته القوية المعتادة: وين تحمل وهي عجوز في سن أمك!!!

سلطان وهو يكتم غيظه: كل شيء بيد الله

مشعل الكبير وهو يلقي قنبلته: بنت عمك وضحى مرت سعود حامل وفي شهرها الأخير.. أبيك تزوجها عقب ما تولد وتفك حدادها..


***************************


الدوحة اليوم
منزل عبدالله بن مشعل
الصباح الباكر

الصالة السفلية الشاسعة..
كانت الستائر مفتوحة..ونور الشمس يسطع عبر النوافذ الضخمة ويغمر أطقم الكنب المختلفة الأحجام والأشكال في أناقة مقصودة يجمع بينها ألوانها التي تمازجت بين العنابي والذهبي والزيتي..

كانت الجدة أم محمد تجلس على كرسي منفرد في صدر الصالة..
كانت تكره جلسة الكنب ولكنها أصبحت تضطر لها مع الألم المتزايد في ساقيها
وعجزها عن الوقوف لو كانت تجلس على الأرض..
كانت الجدة تجلس ومقابلها طاولة كبيرة عليها دلالها.. وابنة شقيقتها وزوجة ابنها أم مشعل تقهويها..
مازالت أم مشعل جميلة وهي في التاسعة والأربعين
كانت مشاعل أكثر بناتها شبها بها شكلا ومضمونا.. الجمال الهادئ والعمق الإنساني الدافئ

أم محمد بهدوء: وين عيالش؟؟

أم مشعل بمودة: الصغار توهم راحوا مدارسهم.. ومشاعل راقدة

أم محمد بنبرة غضب خفيفة: وش مرقدها لذا الحزة؟؟

أم مشعل بابتسامة: يمه الله يهداش أي حزة.. الساعة سبع وربع الصبح تو الناس

أم محمد بنبرة غضب حقيقية هذه المرة: وهذي عِلمتش لبناتش؟؟ إذا راحت بكرة لبيت ناصر.. بتقعد راقدة لذا الحزة ورجّالها رايح لدوامه

شعرت أم مشعل بضيق من ذكر زواج مشاعل..
رغم أنها زوجت ابنتين قبل هذا.. لكنها تشعر بضيق كلما تذكرت أن مشاعل بالذات ستتزوج وتتركهم
ولكنها أجابت باحترام: إزهليها يمه .. مشاعل مره ما ينخاف عليها
ولا تحاتين ولد ولدش بيعين من يسنعه

صمتٌ تلا جملة أم مشعل الأخيرة..
وكلاهما ترتشف ما بيدها بصمتٍ قطعه صوت أم محمد وهي تستفسر:
موضي قد لي زمان ماشفتها.. مهيب ناوية تسير على جدتها.. وش ذا القُطع اللي عندها؟؟

ارتعشت يد أم مشعل وانسكبت قطرات من الحليب الساخن على يدها
قلقةٌ هي موضي.. لا تعلم ما الذي حل بهذه الفتاة، فأحوالها غريبة ولا تسر
وخصوصا أنه مضى على زواجها أربع سنوات وهي لم تنجب بعد
لم تكن موضي تشتكي مطلقا لها، ولكنها سمعتها بالصدفة يوما تشتكي للطيفة أن زوجها حمد يعايرها بعدم الإنجاب
صمتت أم مشعل ولم تُشعرها أنها سمعت شيئا
ولكن منذ ذلك اليوم وهي تشعر بقلق مرٍّ كاسحٍ عليها
فهي أصبحت تعلم أن موضي تعيسة ورغم ذلك تحاول أن تظهر السعادة وأنها تعيش مرتاحة مع حمد

كانت قلقة عليها أن تنهار يوما.. وهاهي خالتها تذكرها بقلقها
وضعت أم مشعل كوبها جانبا وهي تمسح يدها وتقول بحياد:
موضي كلمتني البارحة وبتجينا الليلة إن شاء الله


********************************



عودة لمجلس مشعل الكبير قبل 26 عاما


مشعل الكبير وهو يلقي قنبلته: بنت عمك وضحى مرت سعود حامل وفي شهرها الأخير
أبيك تزوجها عقب ماتولد وتفك حدادها..

سلطان صُدم صدمة هائلة، ولكن ليس هو من يتخلى عن مسؤولياته
وزوجة سعود وأم ولده هي مسؤوليته من وفق وجهة النظر القبلية وتقاليدها:
أتزوجها ماعندي مانع..ماني باللي أخلي ولد سعود يربونه غرب

وألقى مشعل الكبير قنبلته الثانية: وتطلق الهولية، بنت أخي ماتصير ضرتها مهيب من قدرها
لو حتى تبي تأخذ أربع.. أخذ بس يكونون من مواخذيك

أنتفض سلطان غضبا: مالك لوا.. مرتي ماني بمطلقها.. تبيني أخذ وضحى خذتها بس مع حصة

مشعل وقف وهو ينتفض غضبا: تطول صوتك علي يا سليطين يا الهيس
هي كلمة ما اثنيها تأخذ وضحى وتطلق الهولية
وإلا بيتي يتعذرك، ولا عاد أشوف وجهك
وحلوفتي على أخوانك وأمك بعد إنه ماحد منهم يعرفك عقب اليوم لا في حياتي ولا عقب مماتي
كنك طلعت من شوري فأنت عقب اليوم لا أنت ولدي ولا أعرفك

انتفض عبدالله ومحمد بعنف مع قسم والدهما
فهما كانا على أمل أن والدهما سيسامح سلطان
فما اعاد فيهما صبر على فراق أخيهما أكثر من هذا..
ومشعل بنفسه كان من رباهم على الترابط.. لِـم هذه القسوة وقطع الرحم الآن؟!

لم يعلم أحد بالنار التي تستعر في قلب مشعل الكبير
مشعل الكبير طوال السنة الماضية قتلته اللهفة لسلطان
وبعد وفاة سعود التي هزته من الأعماق.. كان أكثر لهفة لسلطان ولإرجاعه لأحضانه..
اتخذ زوجة سعود حجة لإرجاعه.. والآن يستخدم حرمانه من أمه و أشقائه كورقة ضغط
كان يعتقد أن سلطان سيذعن له.. وكأنه لا يعلم أن هذا الشبل من ذاك الأسد، وأن سلطان أكثر عندا منه

كان سيكفي مشعل أن يترجاه سلطان قليلا للقبول بزوجته.. وكان سيقبل!!
كان فقط ينتظر الرجاء الذي سيحفظ له ماء وجه كبرياءه أمام نفسه وأمام الناس
ولكن سلطان لم ينله رغبته العميقة..

رحل سلطان.. وللأبد هذه المرة..
وظلت حسرته في قلب والده العنيد..
وحسرة أكبر في قلب أمه هيا المرأة الصامدة الصامتة..
حسرة مرة ليس لها مدى ولا حدود.. رحيل سلطان مزق روحها بعنف
ولكنها ظلت تعتصم ببقايا قوة لا معنى لها..
قوة خاوية مفرغة من معناها..
فجزء من روحها مات مع سعود..
وهاهو جزء آخر يموت مع سلطان!!!


بعد أربعة أعوام من زواج سلطان وحصة جاءت هيا
الحلم الذي طال انتظاره..
تمناها سلطان بنتا حتى تشبه أمه وحتى تكون هيا التي حُرم منها أمام عينيه وفي بيته.

في سن الثانية عشرة عرفت هيا كل هذا
لم يخفِ عليها سلطان أي شيء أخبرها بكل شيء وبكل تفاصيله..

بعدها زاد ارتباط هيا بوالدها.. كانوا يقضون الساعات يتحدثون
ولم تكن حصة في أكثر الأحيان تتدخل في هذا الحوار
كانت تشعر أحيانا كأنها دخيلة بينهما لشدة تألفهما

فسلطان وابنته ربطتهما علاقة فريدة
كان كل منهما يكمل جملة الآخر.. وكأن كل منهما يقرأ أفكار الآخر..

كرهت هيا آل مشعل القساة الذين طردوا والدها.. وطعنوا قلبه الشفاف
فحزن والدها وشوقه لهم كان يأخذ من روحه شيئا فشيئا كل يوم..

ووصل كرهها لهم الحد الأقصى حين توفي والدها بجلطة
وهي في السابعة عشرة، وهو كان في السادسة والأربعين..
تركها وحيدة مع أمها في هذه الدنيا بدون سند.. واضطرت أن تحمل مسؤولية هائلة
فأمها كسرتها وفاة سلطان وهي تراه يرحل وهو في عز رجولته، بينما هي عجوز في الستين
وكانت تتوقع أنها من سترحل قبله رغم إيمانها أن الأعمار بيد الله
عدا أن حصة لم تعتد على حمل مسئولية في قوتها، فكيف وهي عجوز مريضة الآن؟!

حملت هيا –التي تجري في عروقها غصبا عنها دماء آل مشعل الأشداء- المسؤولية
وحين أنهت الثانوية، قررت أن تسافر لبريطانيا وأن تأخذ والدتها معها
أهَّلها معدلها العالي للبعثة
لتبدأ حياة جديدة ظنت أنها لن ترى فيها أحدا من آل مشعل
الذين عاشوا طوال حياتها معها من خلال ذكريات أبيها
الذكريات التي أرادت أن تمسحها من مخيلتها لتمسح آل مشعل كلهم.


واليوم في واشنطن
هاهو واحد من آل مشعل يجلس بكل غرور ووقاحة في منزلها
ليفرض نفسه عليها وعلى حياتها بمباركة والدتها ورضاها
والدتها التي احتقروها ونبذوها.. تقف في صف مشعل ضدها!!

فأم هيا تكلمت أخيرا وهي تقول بهدوء حازم وتفكير عميق مؤجل يدور برأسها:
هيا سكري الباب وتعالي قهوي ولد عمج

هيا بغضب وانفعال: يمه وش تقولين؟؟

أم هيا بغضب: اللي سمعتيه.. وإلا ماعاد لي شور عليج

هيا بتأثر: ماعاش ولا كان اللي يعصاج

نظرت لمشعل بقهر وهي تغلق الباب وتعود لتجلس
في الوقت الذي أنعم عليها مشعل بفيض وافر من النظرات المتشفية الساخرة لانتصاره عليها..

جلست هيا وهي تسأل مشعل ببرود: وش تبي تشرب يا أستاذ؟؟


***************************


الدوحة اليوم
منزل مشعل بن محمد

ذهب الصغار للمدرسة.. الأولاد محمد وعبدالله يوصلون شقيقتهم مريم أولا ثم يتوجهون لمدرستهم

جود مازالت نائمة.. وكذلك مشعل..
استغربت لطيفة.. ليس من عادة مشعل أن يبقى نائما حتى الثامنة صباحا
توجهت لغرفتها لإيقاظه

"مشعل.. مشعل.. أبو محمد.. ما تبي تقوم؟؟"

مشعل فتح عينيه ببطء وهو ينظر للساعة التي تجاوره
ما أن وقعت عيناه على الساعة حتى قفز وهو يصرخ في لطيفة بغضب:
أشلون تخليني أرقد لذا الحزة عندي اجتماع مهم على الساعة 8 ونص.. أشلون بألحق الحين..؟؟

لطيفة بتوتر وحرج: أنت بالعادة تحط المنبه.. وأمس ما قلت لي شيء

مشعل بغضب: متى أقول لش.. وأنا يوم جيت وانتي مكبرة المخدة وراقدة

لطيفة بضعف: بس ماقلت لي يوم صليت الفجر

لم يرد عليها مشعل وهو يدخل الحمام باستعجال.. عله يستطيع اللحاق بالاجتماع

(لحول يا مشعل وش اللي يرضيك أنت؟؟
يعني اليوم الوحيد اللي ما أنتظرك فيه تعصب علي..
وإن لقيتني أنتظرك تعصب علي.. وش اللي يرضيك؟؟)



**********************


شقة هيا/ واشنطن

جلست هيا وهي تسأل مشعل ببرود: وش تبي تشرب يا أستاذ؟؟

مشعل بذات برودها: الأستاذ مايبي يشرب شيء، أنا ماني بجاي أتضايف
أنا جاي أقول كلمتين وماشي، ودام الوالدة موجودة كلامي معها مهوب معش

ألتفت مشعل لأم هيا التي كانت عيناها تلمع ببريق غريب مختلف ناتج عن تفكير عميق يدور في عقلها
وهو يقول باحترام: شوفي يمه.. أدري أني اللي صار كله غلط، وطردة عمي الله يرحمه كانت غلط من أساسه
وترا أبي من يوم توفى جدي وهو يدوركم.. لقى عمي سلطان ترك شغله الأولي
واستمر يدور لين قبل كم سنة دل بيتكم لقاكم بعتوه ودرا إن عمي سلطان توفى
ما تخيلين أشلون تأثر أبي وعمي وخصوصا جدتي هيا كانت بتروح فيها..

انتفضت هيا وهي تسمع اسم جدتها.. فوالدها نقل ذكرى حبه العميق لأمه لابنته
ولكن ذلك لم يمنع هيا أن تقفز وتقاطع مشعل وهي تنتفض بعنف وتقول بغضب كاسح:
ماقصرتوا صراحة!!..
لا والله.. حزنتوا عليه من جدكم؟!!..
يعني تقتلون القتيل وتمشون في جنازته.. أبوي ماحد قتله غيركم يا آل مشعل
وعمري ماراح أسامحكم

ألتفت عليها مشعل بغضب وهو يقول بحدة: ماحد طلب سماحش هذا أولا
ثانيا الكبار إذا تكلموا الصغار ينطمون.. واعتقد أني أكلم الوالدة ما أكلمش

وقف مشعل وهو يوجه كلامه لأم هيا ويضع كرتا في يدها:
يمه أنا رايح وهذا رقم تلفوني.. إذا بغيتوا شيء دقوا علي.. وأنا كل يوم بأمركم

أم هيا ظلت صامتة غارقة في تفكيرها العميق
ومشعل انسحب وفتح الباب ليخرج في الوقت الذي كانت فيه هيا تغلي من الغضب
هيا انتزعت الكرت من يد والدتها رغم محاولة أم هيا للتشبث بالكرت

مشعل فتح الباب وهمَّ بالخروج
هيا مزقت الكرت ورمته خلفه حين أصبح خارجا
وهي تصرخ بغضب: ما نبي منكم شيء يا آل مشعل.. خلونا في حالنا وبس
وأغلقت الباب بعنف وراءه

مشعل نظر للكرت الممزق.. هزَّ كتفيه وابتسم
(ذي تحسب إنها إذا قطعت الكرت إنها بتقطع علاقتها فينا.. زين يا بنت العم..زين)

طوال العاصفة التي اندلعت ثورتها
باكينام اعتصمت بالصمت، مجرد متفرجة صامتة لم تتدخل بحرف واحد
كعادة الإنجليز في عدم التدخل فيما لا يخصهم
ولكن ما أن خرج مشعل حتى وقفت وتوجهت لهيا مؤازرة لها
لأنها شعرت أن هيا بذلت انفعالا يفوق طاقة أي إنسان

فبكينام كانت تعلم كراهية هيا لأهل والدها وتتفهمها
ما أن اقتربت بكينام من هيا
حتى انهارت هيا في أحضانها وهي تنوح بحسرة: ما أبيهم، ما أبيهم
قتلوا أبوي والحين يدورونا عقب.. ليش ما لقونا وأبوي حي.. ليش؟؟
أبوي عاش حياته كلها يترقب دقة واحد منهم على الباب
كان الباب كل مادق أشوفه ينتفض بحنين
وإذا خاب ظنه باللي عند الباب كانت الحسرة في عيونه تذبحني.. تذبحني
حرام عليهم اللي سووه فيه .. حرام عليهم.. الله لا يسامحهم
الله يأخذ قضاه منهم.. الله يأخذ قضاه منهم


#أنفاس_قطر#
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #9  
قديم 08-27-2010, 10:35 PM
 

أسى الهجران/ الجزء التاسع


الدوحة
منزل عبدالله بن مشعل
قبل صلاة العشاء

موضي تزورهم أخيرا بعد غياب أسبوعين، كانت تنتظر فيهم أن تخف آثار ضرب حمد من وجهها
كانت موضي بمقياس الجمال الاعتيادي أقل جمالا من شقيقتيها لطيفة ومشاعل
ولكنها كانت كما يقولون في أدبنا العربي "مليحة"
أي أن العين لا تمل النظر إليها
وكان من أجمل فيها شعرها الكثيف الناعم
الذي كانت تتفنن في قصاته قبل أن تتزوج حمد وكانت كل قصة تبدو عليها مبهرة
ولكنها توقفت نهائيا عن قصه منذ حوالي 3 أعوام ونصف.. أول مرة ضربها حمد!!

موضي مبرمجة حاسوب لم تعمل بشهادتها سوى 6 أشهر
رغم المستقبل المشرق الذي كان ينتظرها
فهي كانت ذكية جدا خلال دراستها، ثم شديدة المهارة والعطاء خلال فترة عملها القصيرة

ولكن حمد أصرَّ عليها أن تترك عملها، كانت تستطيع الالتجاء لوالدها
وتعرف أنه يستطيع أن يطلب من حمد أن يتركها في عملها
فهي لم تتعب طيلة هذه السنوات لتذهب جهودها هباء
وتعلم أن حمد لن يستطيع معارضة خاله

ولكنها لم ترد إدخال أحد بينها وبين زوجها، كانت تعتقد أنها ستستطيع إقناعه
لم تعلم أن حمد يصبح (أحيانا) مخلوقاً غير قابل للتعامل الإنساني.. فكيف بالإقناع العقلاني!!

كان بال موضي مشغولا، كانت تخشى العودة لمنزلها
تتمنى لو تستطيع أن تنام الليلة في بيت أهلها
ولكنها تخشى أن يظن حمد أنها اشتكت لأحدٍ من أفعاله

رغم كل ما يفعله حمد معها وقسوته عليها، فهي لا تستطيع أن تحقد عليه!!!!

" هيييييه.. يا المفهيه أنا أقول تبين كأس كرك!!"

صوت ريم الحاد اخترق طبلة أذنها من قرب لينتزعها من عالمها المرّ، ترد على ريم بغضب: وجع، مافيه احترام، أختش الكبيرة أنا، ما أنا بخويتش في المدرسة.

ريم ترقص حاجبيها: أدري أنش أختي العجوز اللي أكبر مني ب15 سنة
والظاهر حكم السن أنش صرتي صمخاء ما تسمعين
ساعة وأنا أصيح يا موضي يا موضي وأنتي عمش أصمخ..

موضي ألتفت على أمها وهي تقول بابتسامة: يمة البنت ذي أنتي متاكدة إنها عمرها 11 سنة
أحيانا أشك أنش جبتي أكبر وحدة فينا في الأخير..

ضحكت أم مشعل لأنها ترى ابتسامة موضي التي طال اشتياقها لها: خبرش ياأمش هذي حشاشة الشيبان..
قالتها وهي تحضن ريم بحنان

كانت مشاعل قادمة من المطبخ بيدها طبق كبير فيه فطائر وهي تقول بمرح:
أسمع طاري شيبان، ماعندنا في ذا البيت شيبان، إلا شباب حلوين.. أولهم جدتي هيا..

الجدة تعتدل في جلستها وتعدل برقعها على وجهها وهي تقول بمرح لطيف: يا حي العرب اللي عندهم نظر..

لطيفة تبتسم وتقول لجدتها: يمه على ذا الزين كله.. ما تبين لش صبي مزيون نزوجش إياه..

الجدة بغضب: اقطعي واخسي يا بنت عبدالله، لو أن مشعل قد قطَّع العقال على ظهرش كان عرفتي تحشمين اللي أكبر منش..

لطيفة تضحك وهي تقوم من مكانها وتتوجه لجدتها لتطبع قبلة حنونة على رأسها:
فديت قلبش.. السموحة جعلني فدا خشمش..

الجدة تناولت عصاها وضربت لطيفة بخفة: كم مرة قايلة لكم كلكم، لا عاد حد يتفداني.. أنتو ما تفهمون..

أم مشعل باحترام: يمه لا تزعلين.. من قدرش وغلاش عندهم..

لطيفة تصطنع الغضب وتقول لجدتها: يمه ماضربتيني وأنا صغيرة تضربيني الحين قدام بناتي

جدتها بحنان: عمركم ما تكبرون علي، ولو عندش عشرين بزر، أنتي عندي لطوف أم قرينات..

موضي تقاطع حوارهم وتقول بلهفة: دام حن مجتمعين اتصلوا على فارس خليه يجينا
مشتحنه له، قد لي 3 أسابيع ما شفته.. (مشتحنة=مشتاقة)

مشاعل بهدوء: فارس أصلا زعلان عليش، يقول صار له أكثر من أسبوعين كل مادق عليش يبي يجيش، تعذرتيه..

موضي بارتباك: الله يهداه ما يتصل إلا وأنا طالعة..

مشاعل صمتت لأنها تعرف سبب تهرب موضي من رؤية فارس
فلو عرف فارس أن حمد يضربها، فلا يعلمون ما الذي قد يفعله به فارس دون أدنى اهتمام بكونه ابن عمته
موضي بالذات لها معزة كبيرة عند فارس، فهما من سن واحد ورضعا سويا وعلاقتهما ببعضهما خاصة وعميقة

ثم قالت مشاعل :خلاص بأدق عليه الحين أخليه يجينا..

اتصلت مشاعل على فارس الذي كان حينها في عزبتهم مع ناصر وراكان
كانوا يجهزون العزبة لأن الشتاء اقترب، وقت استخدامها الحقيقي وجمعة الشباب فيها

كان تلفون فارس على (المركأ) بينه وبين وناصر
ما أن أضاءت الشاشة باسم مشاعل (المحفوظ عند فارس باسم الأهل ش)
حتى ألتقطه ناصر بلهفة وهو يقول: والله ماحد يرد عليها إلا أنا.. (لأنه يعرف من ش المقصودة!!)

فارس بغضب: ناصر الله يهداك لا تحرج أختي، تراها تستحي من خيالها

ناصر بمرح: عادي خلها على الأقل تسمع صوتي قبل تشوف خشتي..

فارس انتزع المحمول من يد ناصر وهو يقول: تحشم

رد وهو ينظر لناصر ليغيضه: هلا والله بقلبي.. هلا بمشاعل روحي

ناصر يؤدي حركات تمثيلية وهو يضع يده على قلبه ويقول (بعيارة): المفروض أنا اللي أقول ذا الكلام لها مهوب أنت ويا وجهك

مشاعل تبتسم: وش عنده الشيخ فارس؟؟ مهوب عوايدك ذا الرقة!!

فارس بنبرة حنونة مقصودة: فديت روحش بس، اشتقت لش، جعلش بعد اللي قاعد عندي

مشاعل باستغراب: فارس بسم الله عليك أنت مريض..

فارس (خلاص) لم يستطع أن يكمل ، ضحك بصوت عالي وهو يقول:
نعم خير؟؟.. وش تبين ياقطة الوجه أنتي؟؟

مشاعل تضحك: إيه الحين أخي اللي اعرفه
تروعت قبل شوي حسبتهم خذوا أخي المتوحش أبو كلام سم
وجابوا لنا أخ طيب كلامه ينقط عسل مثل اللي في الرسوم

فارس بهدوء: اخلصي علي ترا ماني بفاضي لقرقرتش

ناصر يأشر له أنه بيخنقه: احترم مرتي يا ملا الماحي

فارس يرد على ناصر: أختي قدام تصير مرتك، ومالك دخل بيننا

مشاعل شعرت وكأنه سُكب عليها ماء بارد: فارس من اللي عندك؟

فارس بلؤم: رجَّالش الشين

مشاعل ألقت بالمحمول في حضن موضي ولون وجهها يتحول للأحمر القاني وتركض صاعدة لغرفتها

موضي أخذت المحمول وهي تضحك: فارس وش قلت للبنية خليت وجهها انقلب كذا؟؟

فارس بنبرة عتب: هلا والله بالشيخة موضي اللي تهرّب من شوفتنا

موضي بحرج وهي تحاول أن ترد بدلال: فارس حبيب قلبي خلاص
يالله أنا مشتاقة لك موت تعال أنا عند بيت هلي..

فارس بهدوء: أنا في العزبة بأصلي العشاء أول، ثم مسافة الطريق
على ما تروقون المستحية اللي عندكم اللي أكيد إنها راحت تسكر على روحها من السحا
ترا ما أبي أجي وما ألاقيها ، ترا أطلع عليها واسحبها بشوشتها

أنهى فارس مكالمته، وناصر ينظر له باستفهام، فارس بلؤم:
وش ذا النظرة البائسة اللي على وجهك المغبر، تقول طرار على باب مسجد

ناصر باستجداء تمثيلي: تكفى فارس.. وش قلت لمشاعل ووش قالت لك؟؟

فارس بذات اللؤم: والله ماحد قال لك أني مرسال غرام.. اتصل على عمي عبدالله وأساله عن بنته.

ناصر يضحك: أنتو يالبدوان ماوراكم فرج.. لو مخليني أكلم مرتي بينقص منكم يد وإلا رجل
على الأقل تعرّف علي شوي وتدري أني ولد حبوب، مهوب حتى اسمي تستحي منه.

فارس ضحك: عاد الله يعينك على مشاعل، عمري في حياتي ماشفت حد يستحي مثلها

كان ناصر سيتكلم لولا أنه قاطعهم صوت عميق خافت ومفكر

"السحا مهوب عيب.. السحا زينة البنت"

ناصر يبتسم: وأخيرا تكلم أبو الهول.. تصدق نسينا إنك هنا يا أخي!!

كان راكان طوال الفترة الماضية يجلس في زاوية الخيمة الضخمة
مشغول بلوح شطرنج أمامه.. بين التحركات والتحركات المضادة

فارس يبتسم: تصدق راكان أول مرة أشوف واحد يقعد بالساعات يلعب مع روحه..

يلتفت إليهم راكان ويقول بثقة: هذا شيء ما تفهمونه أنتم..
وبعدين من اللي منكم كفو يلعب معي، أطول واحد منكم طول معي في لعبة 10 دقايق
لكن إذا ألعب مع روحي أعرف إنه فيه خصم كفو لي..

ناصر باهتمام: لا جد قل لي راكان أشلون تلعب بروحك
يعني لكل لون الأبيض وإلا الأسود بتسوي نفس الحركة..

راكان يبتسم: الله يخلف على أمي اللي أنت ولدها، وبنت عبدالله اللي أنت رجّالها...وش نفس الحركة؟؟
فيه عدة خطط للعب الشطرنج، أنا لما ألعب مع روحي أعتمد خطتين، خطة لكل لون من البيادق.. (البيادق=شخصيات الشطرنج)

ناصر يضحك: تدري يا ولد أمي الحكي معك ضايع..
أنا باقوم أتوضأ باقي على الصلاة شوي، أحسن لي من مقابل وجهك أنت وولد عمك
يالله يا كريم قد تخلص ذا الثلاث شهور وأفتك من وجيهكم الودرة

يتركهم ناصر.. فارس يعبث بموبايله وينتظر أن يصلي ليتوجه لأخواته
وراكان عاد للاستغراق في لوح الشطرنج أمامه
راكان قليل التحدث عن نفسه رغم أن من هو في مواهب راكان المتعددة قد يحق له بعضا من الغرور
فهو بطل ذو صولات وجولات في رياضتين مختلفتين
وفي مجال عمله (في الديوان الأميري) يحرز نجاحات متميزة
وهو على وشك ترأس قسم دون أن يخبر أحدا بذلك أو يتشدق به
وليس معنى ذلك أن راكان لا يقدر نجاحاته
ولكنه وجَّهها بتوازن لتكون ثقة قوية بالنفس

يربط راكان بمشعل بن عبدالله صداقة متينة قوَّى أواصرها تقاربهما في السن وتشابه شخصياتهما لحدٍّ بعيد، ولكن لطالما أرَّق مشعل إحساسه أن راكان يخفي عليه سراً ما
كان مشعل هو الوحيد الذي يستطيع قراءة صمت راكان وماخلف ابتساماته الهادئة
ولكنه عجز عن سبر واختراق أسدال كتمان راكان التي راكمها على سره الدفين

الذي طمره في أعمق نقطة في روحه وحاول أن يتناساه!!


******************************


بعد حوالي ساعة إلا ربع..

وصل فارس بيت عمه عبدالله
وموضي سحبت مشاعل وأنزلتها.. واكتملت جمعة الشقيقات الثلاث الكبار وأخيهم بالرضاعة
بينما أم مشعل وأم محمد كانتا قد انسحبتا للصلاة
ومريم الصغيرة وخالتها ريم في الأعلى تلعبان Play Station3 ومعهم جود الصغيرة مجرد متفرجة..

لطالما كن الشقيقات الثلاث يستمتعن بالالتقاء مع شقيقهم الغريب القاسي
فلطالما مثَّل فارس ومشعل طرفا النقيض هذا بقسوته وهذا بحنانه
ومع ذلك كان لكلاهما معزته الخاصة
بالتأكيد لا أحد في مكانة مشعل عندهم
ولكن فارس أيضا كان غاليا جدا عليهم لأبعد حد..

البنات يتبادلن الحديث الودي الأخوي معه
ومشاعل صامتة لأنها مازالت تشعر بالحرج من مكالمتها الأخيرة لفارس

فارس ضربها على رأسها: وش فيها الأخت؟؟ عادش مستحية يا المعقدة؟؟

لطيفة بتفهم: فارس خف على البنية.. هات فنجالك أصب لك قهوة؟؟

فارس بهدوء وهو يعيد فنجانه لها ويهزه: لا خلاص شكّرت..(شكّر=اكتفى من القهوة)

موضي (بعيارة): إيه الشيخ فارس مايحب يكثر منبهات يخاف على بشرته تتعب..

موضي قالتها بعفوية، لكنها قطعت جملتها وهي تتذكر، وتبتلع ريقها
وهي تنظر لثلاثة أزواج من الأعين تنظر لها وتركز عليها

زوجان من العيون ينظران لها بنظرة هي خليط من العتب والشفقة لما ستناله من صاحب زوج الأعين الثالث

وزوج العينين الثالث ينظر لها نظرة غضب حادة مرعبة تكاد تقتلعها من مكانها


#أنفاس_قطر#

.
.
.

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #10  
قديم 08-27-2010, 10:36 PM
 

صباحات الجمال والإبداع والروعة
لصديقاتي وأميراتي الرائعات
أروع متابعات لجنوني اليومي
اللاتي رمتهم الأقدار العذبة
ليحتملوني ويحتملوا تقلبات أبطالي
أشكر كل عابرة من هنا
كل من سطرت حرفا
أو اكتفت بترك عطر خطواتها يعبق في الأرجاء
يسعدني كثيرا ويشرفني أن تعتبروا أن المكان مكانكم
وتتناقشوا كيف تشاؤون وفيما تشاؤون
فالبيت بيتكم وأنا مجرد ضيفة عليكم


اليوم عندي هذرة كثييييييرة
الله يعينكم بس

أول شيء واللي يخليني ابتسم دائما ومن القلب
تــــــــــوقــــــعـــــــــــاتـــكـــــــــم
وهجومكم على بعض الشخصيات

شطحتم كثير كثير

يعني هجوم كاسح على بعض آل مشعل
وهجوم أشد على موضي

تدرون ماراح أقول لكم شيء
لأنه في أشياء بعدها بعيدة
وأشياء صارت قريبة
أشياء بتقلب مشاعركم وتوقعاتكم

لا تتسرعون في صنع انطباعات
فيه ناس قالوا ناصر مغرور أول ما طلع
ثم اكتشفوا أنه حبوب

وناس أكثر شايفين موضي ضعيفة شخصية تقبلت الإهانة
باقول لهم شوفوها عقب
وحتى لما تعرفون السبب عقب
لا تستعجلون بعد في إطلاق الأحكام
لانه بيكون فيه أشياء أخرى بتقلب أحكامكم

أمممممم شنو بعد..
ترا ما بعد بينت شخصية ولا واحد من الأبطال
انتظروا شوي قبل التسرع في إطلاق أحكام قاسية عليهم
أو أطلقوا .. أسى الهجران تحت أمركم ومشارطكم
وأنا سعيدة جدا بكل نقد مهما كان قاسي


الشي الثاني
فيه ناس يعقدون مقارنة بين أسى الهجران وقصص ثانية
أقول لهم.. أنا قلت من البداية إنه فيه أفكار مكررة
بس بمعالجتي
يعني لو تشابهت قصتي في حدث من أحداثها مع قصة ثانية
بيكون غير مقصود لذاته
لأني لما بديت أكتب القصة
حطيت قدامي الورقة اللي كتبتها بنت خالتي
عن الموضوعات الدائرة في قصص النت
مجرد خطوط عامة
بدون تقصد قصة بعينها



أما الشيء اللي بصراحة مهبط عزيمتي
إنه فيه ناس يدخلون أسى الهجران عشان يقولون
بطريقة غير مباشرة أو مباشرة إنه بعد الغياب أحسن
يا بنات أسى الهجران توه مانزل منها غير 9 بارتات قصيرة
يمكن تمثل بارت واحد لكاتبة ثانية
يعني بعدنا في الأول
وحرام تظلمونها بالمقارنة
أنا كان راح يكون أسهل لي أكتب قصة مثل بعد الغياب
لأني تعودت الأسلوب

لكن أنا أردت أن أتحدى نفسي وأغير
حتى اللغة غيرت في طريقتها.. لأني أحببت أن أمنحكم متعة جديدة مختلفة
وألا أكرر نفسي
أعلم أن هذا قد لا يعجبكم.. وقد تفشل تجربتي
ولكن الحياة هي سلسلة من المغامرات
جمالها في اقتحامها


الشيء الأخر يمكن تكون بعد الغياب أحسن عند ناس
وأسى الهجران أحسن عند ناس
لكن الثنتين بناتي ومايهون علي ينقال إنه بنت أحلى من الثانية

اللي عندها كلام عن بعد الغياب القدح قبل المدح تحطه في متصفح بعد الغياب
واللي عندها كلام عن أسى الهجران القدح قبل المدح تحطه هنا
وسلامة رووسكم يا الغوالي
الله لا يحرمني عبق مروركم وغلاكم على قلبي


نجي لأسئلتكم
معنى كلمة "هولية"؟؟
اللي أصلها من إيران..
الكلمة جاءت من "الهوَلة" أي "الحوَلة"
الذين تحولوا من شاطئ فارس إلى شواطئ الخليج العربي

وهذي الظاهرة تكلمت عنها
لأني أشعر بغيظ شديد منها
أي حق يعطيه الإنسان لنفسه
حتى يرى نفسه أفضل من غيره
لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى

بس الظاهرة هذي بعدها موجودة شوي عند الجيل القديم
لكن جيل اليوم تجاوزوا هذا الغثاء الخالي من المعنى

من تساءل عن الجدة ولبسها للبرقع وهل يرى أبنائها وجهها؟؟
أكيد يشوفون وجهها بس بطريقة غير مقصودة منها
يعني مهما كان هم عيالها ومعها في البيت
يعني مشعل أكيد شاف وجه جدته وكان ينام بحضنها
ويلتف بظفيرتها كما يتذكر
الجدة هنا بصراحة تشبه شخصية جدتي فديتها الله يطول بعمرها
جدتي على طول ببرقعها بس موب معنى هذا
إنه أنا وأخواني مابعد شفنا وجهها
شفناه كثير أكيد وكل يوم


نجي لبارتات اليوم <== وأخيرا.. أعفيتكم من ثرثرتي الفارغة

اليوم جزءان
العاشر
والحادي عشر
سيكشفان لكما الكثير
اليوم ستكتشفون بعض شخصية حمد
أقول البعض فقط!!!

ستتعرفون على بعض أحاسيس مشعل بن محمد ناحية لطيفة
أقول البعض فقط!!

وستعرفون مابه فارس
لِـمَ لا يريد العنود؟؟
ومابه وجهه؟؟
ولكن الجزء القادم الثاني عشر
سيكون به وصف مفصل لشكله ومشكلته

قراءة ممتعة مقدما
.
.
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.



أسى الهجران/ الجزء العاشر


موضي (بعيارة): إيه الشيخ فارس مايحب يكثر منبهات يخاف على بشرته تتعب..

موضي قالتها بعفوية، لكنها قطعت جملتها وهي تتذكر، وتبتلع ريقها
وهي تنظر لثلاثة أزواج من الأعين تنظر لها وتركز عليها

زوجان من العيون ينظران لها بنظرة هي خليط من العتب والشفقة لما ستناله من صاحب زوج الأعين الثالث

وزوج العينين الثالث ينظر لها نظرة غضب حادة مرعبة تكاد تقتلعها من مكانها

موضي تلاحقت نفسها قبل أن يبدر من فارس أي تصرف
وقفزت لتقبل رأسه وهي تقول باستجداء لطيف:
تكفى فارس تكفى أنك ما تعصب علي.. أنا آسفة يا شيخ الشباب أنت..

ابتسم فارس وهو يقول بثقة: ومن اللي قال لش أني كنت ناوي أعصب عليش؟؟

ابتسمت موضي بأمل: صدق ماكنت ناوي تعصب علي؟؟

كشر فارس وهو يبتسم : بصراحة كنت ناوي أرمل حمد
يعني أنتي بالذات الغلطة ذي غير مسموحة منش لأنش أكثر وحدة تعرفيني

موضي تجلس بجواره وتحتضن ذراعه وتقبل كتفه وهي تقول بمرح باللهجة المصرية:
توبة من دي النوبه يا سيد البشوات أنته.. وحيات اللي خلئ عينيك الحلوين دي.. لو كنت عايداها ابئى اديني بالجزمة فوق نافوخي..

مشاعل كانت تبتسم بشفافية وهي ترى روح موضي القديمة المرحة التي طُمرت تحت كآبتها تعود للتجلي
بعد موقف مشاعل الأخير مع فارس وبطبيعتها الخجولة
كان من المستحيل أن تعاود النزول ووضع عينيها في عيني فارس
قبل مرور أسبوعين على الأقل.

ولكنها تعلم أن موضي ما أن ترى فارس حتى تحضر روحها العذبة
وكان من المستحيل أن تفوت استمتاعها بها
حتى لو كان في ذلك مواجهة جيش من العفاريت..

طال اشتياقها لروح أختها.. فهي قد ترى موضي جسداً..
ولكن روح موضي تطول فترات غيابها..
حتى يصيب مشاعل الصامتة المراقبة الرعب المتوحش أن تكون روحها قد ماتت..خُنقت.. اُستلت!!

فتفاجأ بها تعاود التسلل ناشرة خيطا من البهجة المشعة في قلب مشاعل البريء


وفي موقف آخر غير موقف اليوم ..كان فارس بقسوته المعتادة وفي هذا الموضوع بالذات ليثير زوبعة نارية من الغضب
ولكن لأنه لم يرَ موضي منذ فترة وهو مشتاق لها..
تجاوز لها غلطتها التي لا تغتفر في عُرفه..


*************************


في ذات الوقت
في منزل محمد بن مشعل..

غرفة المكتب في الأسفل التي يتناوب على استخدامها مريم وراكان

كانت مريم تقرأ بنهمٍ كتاباً جديداً وصلها للتو..
فالكتب لمن هم في مثل حالتها قليلة، ولكنها حريصة على أن تحصل على أكبر كم منها
وبالفعل لديها مكتبة كبيرة للكتب المكتوبة بطريقة إبرايل..(إبرايل=طريقة طباعة كتب المكفوفين)

كانت جالسة تقرأ باستمتاع تشاركها فيه أناملها الطويلة الرشيقة التي تتحسس الحروف النافرة بحب..
وكأنَّ هذه المهمة الجديدة التي مُنحت لهذه الأنامل منحتها جمالاً مختلفاً..
وبالفعل كانت يديّ مريم آية في الجمال والنعومة والرشاقة..

للجمال نكهاتٌ مختلفة..
وجاهلٌ من يضيع على نفسه متعة التعرف عليها اعتقاداً أن الجمال هو جمال الوجه فقط..
أو حتى جمال الجسد الفاني!!

فُتح الباب..
مريم ترفع رأسها عن الكتاب وتضعه جانباً وهي تقول باحترام:
حيا الله الغالي.. حياك الله يا أبو محمد.. تفضل..

مشعل يبتسم: أبي أعرف أشلون تعرفيني يا السُكنيّة..

مريم تبتسم: ريحة عطرك تصرع على بعد خمسة كيلو..
أصلا أنا عارفة إنك عندنا في البيت لك حوالي 20 دقيقة بالضبط..
من أول مادخلت البيت وأنا شامة ريحة عطرك..

ابتسم مشعل: زين ناصر وراكان أحيانا يكونون معي في السيارة
ويتعطرون من عطري.. تلخبطين بيننا؟؟

مريم بابتسامة واسعة: مستحيل..

مشعل باستغراب: أشلون؟؟

مريم بشرح هادئ: ريحة العطر تتفاعل مع ريحة الجسد الطبيعية وتعطي نتيجة مختلفة..
يمكن ما تكون واضحة للناس العاديين..
بس لشخص في مثل حالتي تكون واضحة جدا..
ربك يقطع من ناحية ويوصل من الثانية..اللهم لك الحمد والشكر
بس تدري مشعل.. أحيانا الفرق هذا يلحظه العقل الباطن للإنسان السليم حتى...

مشعل باستفسار مستمتع (لطالما كان يستمتع بحديث مريم): أشلون؟؟

مريم بهدوء: يعني أنت أحيانا تشوف إنسان وتكش منه أول ماتشوفه بدون سبب.. صح؟؟

مشعل يهز رأسه : صح..

مريم بعذوبة: السبب أنك تكون شميت ريحته الطبيعية بعقلك الباطن
وهذا الريحة تكون ما تتوافق مع طبيعتك
وعشان كذا فيه ناس ننجذب لهم بعنف وناس ننفر منهم..
وناس ما تتوافق معهم.. بدون ماتعرف السبب

مشعل بعمق: أجل يمكن أنا ولطيفة روائحنا ما توافقت!!


*********************


قبل ذلك بعدة ساعات ولكن بتوقيت آخر
الساعة 8 صباحا
واشنطن دي سي

مقهى قريب من جامعة جورج تاون

جالستان تتناولان قهوتيهما بهدوء..

باكينام تفرك عيناها وتقول بكسل: والله مش عايزة ئهوة ولا نيله.. عايزة أنام
المحاضرة الساعة 1..ممكن أعرف جايين نعمل إيه هنا الساعة تمانيه

عينا هيا محاطتان بهالات سوداء وبادٍ عليها الإرهاق تجيب بصوت متعب:
إذا كنتي أنتي نمتي شوي..أنا ما نمت أبد

باكينام باهتمام: وليه يعني؟؟

هيا باستغراب: كأنج ماكنتي موجودة البارحة وشفتي بنفسج!!

باكينام وهي ترتشف قهوتها ثم تعيد الكوب: خلاص أنتي طردتيه وما أعتقدش إنه هيرجع

هيا تبتسم ابتسامة باهتة: أنا متاكدة إنه بيرجع وبيرجع وبيفرض نفسه على حياتي

باكينام بهدوء وهي تعبث بملعقتها وتقلب قهوتها: بلغي عنه البوليس

هيا انتفضت: مهما كان هذا ولد عمي.. وعلى وشك أنه يخلص دراسته
شكوى مثل هذي بتضيع مستقبله..
أنا أمس لما كنت أهدد أبلغ البوليس ما كنت في وعيي من الغضب..
بس مستحيل أسويها في أي أحد، أشلون ولد عمي.

باكينام فتحت عينيها فيها باستغراب: أما أنتي غريبة.. أنتي عمرك عرفتيه عشان يكون ابن عمك..

هيا بهدوء متعب: صحيح أنا ما أبيه ولا أبي حد من أهله في حياتي
بس في نفس الوقت ما أبي أضر حد..
واللي زاد وغطى أمي من البارحة وهي زعلانة عشان قطعت الكرت..
ما أدري هي شنو تبي فيه

الفتاتان مستغرقتان في حديثهما ولم تنتبها للعينين العسليتين المسلطتين عليهما
ما أن أنهتا شرب قهوتيهما ونهضتا للخروج
حتى قفز صاحب العينين المراقبتين
واقترب منهم محادثا باكينام بلكنة شامية: صباح الورد.. الأخت عربية؟؟

باكينام التفتت لصاحب السؤال، كان شاباً وسيماً بيده عدد من المراجع
أجابت ببرود لكثرة ما اعتادت على هذه الأسئلة: آه مصرية.. فيه حاجة غلط؟؟

الشاب تفاجأ من طريقتها الباردة في الرد، رد بارتباك:
لا أبدا.. بس حبيت أتعرف عليكي إزا ما عندك مانع..

باكينام بنفس النبرة الباردة: أنا مرتبطة .. ولا مؤاخزه تأخرت عالمحاضرة..

وسحبت هيا من يدها .. وهيا تسألها باهتمام: أنتي لمتى وأنتي تصدين كل واحد يتكلم معاج

باكينام بمرح: وأنتي بتصدي كل واحد يكلمك.. إيه الفرق بيننا؟؟

هيا بنعومة: لا فيه فرق.. أنتو تتزوجون بذا الطريقة.. تتعرفين عليه ثم تسحبينه من رقبته لأهلج
لكن أنا لو تزوجت في يوم.. بأتزوج بالطريقة التقليدية اللي عندنا..

ثم أكملت باهتمام: لا تخلين الأفكار الغريبة اللي جداتج حشوا رأسج فيها تخرب حياتج
أنا بصراحة مع جدتج الإيرلندية لا تتزوجين إنجليزي
بس موب مع جدتج التركية لأنج عربية ولازم تتزوجين عربي
وبعدين هي بنفسها تزوجت جدج وكانت تموت فيه

باكينام بنفاذ صبر: هيا لو بتحبيني بلاش السيرة دي.. بتجيب لي افتكاريا..

وأكملت بابتسام وهي تقول: وخلينا فيكي وفي عمود النور اللي اسمه مَشعل، إزاي نزحلئو


********************


غرفة المكتب في بيت محمد بن مشعل
الحوار مستمر بين مشعل ومريم

مشعل بعمق: أجل يمكن أنا ولطيفة روائحنا ما توافقت!!

مريم صُدمت بعنف: مشعل وش ذا الكلام؟؟

مشعل بهدوء: مريم أنا وأنتي أكثر من أخوان.. وأنا بصراحة ما أقدر أكلم حد غيرش في موضوع مثل هذا..
أنا ماني بمرتاح مع لطيفة..

مريم مازالت مصدومة: بعد 13 سنة وأربع أطفال.. توك تكتشف إنك منت بمرتاح!!!

مشعل برزانة: مريم الله يهداش.. أنا لاني ببزر ولاني بمراهق..
عشان تقولين لي كذا.. أنا لي سنين ماني بمرتاح..

مريم تحاول أن تفهم هذه المصيبة التي جاءت لها هذه الليلة: لطيفة مقصرة عليك بشيء؟؟.. مضايقتك بشيء؟؟

مشعل بنبرة واثقة تخللها بعض حزن: المشكلة إنها لا مقصرة ولا مضايقتني.. لطيفة باقي تحطني على رأسها من اهتمامها فيني..

مريم وقفت وهي تنتفض من الغضب: اعذرني مشعل.. بس أنت كذا أكيد أنت اللي عندك مشكلة..
أنا سألتك لأني حبيت أفهم منك، مع أني متأكدة إن لطيفة مافيه مثلها في النسوان ثنتين

مشعل تنهد: مريم اقعدي وخليني أكمل..

مريم جلست مع أنها فقدت أي رغبة في سماع مشعل.. مشعل أكمل كلامه:
مريم.. أنا أدري أن لطيفة مافيه مثلها،راعية بيت وقايمة بي وبعيالها..
بس من يوم تزوجتها وأنا أحس إنه فيه حاجز بيننا
أحس إنها مهيب فاهمتني، مابيننا حوار مشترك، عمري ما حسيت إنه فيه مره حقيقية في حياتي
أنا والله أعز لطيفة وأحترمها، بس عمري ماحسيت ناحيتها بشيء أكثر
ما أقول إن العيب منها، يمكن العيب مني

مريم تقاطعه بغضب رغم أنها نادرا ما تغضب: والمطلوب مني مشعل؟؟

مشعل مستغرب من غضبها: وليش متوقعة إنه مطلوب منش شيء..
أنا بس جاي أفضفض لش.. ضاق خلقي يا أخيش..

مريم وهي تحاول السيطرة على غضبها والعودة لمنطقيتها: مشعل أنا مهوب توني عارفتك أمس..
أنت لو بتموت ما تشتكي.. لو يقطعونك ما قلت آه..
ودامك جاي تشتكي لي اليوم..
فأنت في رأسك موال.. والشكوى هذي مجرد مقدمة لشيء أخطر..

صُدم مشعل من تفهمها الغريب.. واكتشافها أن هناك خطوة مؤجلة مخفية
ولكن لأنه ليس من يثير اضطراباً في أولوياته مع دقته في مخططاته التي أوصلته للنجاح في عمله
رد عليها بثقة: مهوب وقته

ووقف بثقة، ليخرج ويترك مريم مبعثرة المشاعر بعد الفوضى التي أحدثها
وخلَّفت قلقاً متوحشاً مزَّقها بين شقيقها وابنة عمها وصديقتها

فلا شيء آخر تقلق عليه!!
ولا توجد حياة خاصة بها تتجاوز اهتمامها بأهلها وطلابها في المعهد!!


**************************


الدوحة بيت عبدالله بن مشعل
الساعة 10 مساء

رنَّ محمول موضي.. توترت (أكيد حمد جاي بيأخذني)
ردت بنبرة حاولت أن تكون هادئة: هلا حمد
............
إن شاء الله.. الحين

قامت موضي تلبس عباءتها..
كانت موضي تسكن في بيت لوحدها..
رغم أنها كانت تريد أن تسكن مع خالها وعمتها لسببين:
السبب الأهم أن وجود أحد معهم في البيت سيجعله يكف يده عنها
السبب الثاني أن بيت خالها قريب جدا من بيت أهلها
ولكن حمد كان من أصرَّ على أن يسكنوا لوحدهم.

حين رأها فارس تلبس عباءتها.. قال لها: أشفيش مستعجلة؟ اقعدي وأنا بأوصلش..

موضي بتوتر حاولت تخفيه: لا خلاص حمد برا

فارس بهدوء: أنا بأطلع أسلم عليه، و أقول له يروح، وأنا بأوصلش عقب

موضي برعب: لا فارس تكفى..

فارس قفز وقال بنبرة مرعبة: وش فيش خايفة كذا؟؟ حمد قايل لش شيء
والله ثم والله لا يكون حميّد قايل لش شيء يا سيارته إن قد تغدي قبره

موضي نظرت للطيفة مستنجدة، لطيفة بسرعة بديهتها قفزت..
وهي تمسك بيد فارس المتشنجة من الغضب
وتقول بنبرة حاولت أن تدفع فيها أكبر قدر من اللؤم: يا ابن الحلال الليلة ليلة جمعة وبكرة إجازة
ويمكن موضي وحمد عندهم مخططات.. تبي تخربها عليهم يعني؟

فارس شعر بالحرج وهو يشير لموضي ويقول بحدة: روحي لرجّالش لا بارك الله فيش ولا فيه

وموضي تتناول حقيبتها وتسلم على الجميع
وهي تنظر للطيفة نظرات ممتنة لم تفت مشاعل
وتخرج لحمد الذي أصبح فيلم الرعب الذي تعيشه لحظة بلحظة!!


#أنفاس_قطر#


__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بعد الغياب / لـ #أنفاس_قطر# , مكتملة غزل! روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 141 10-14-2016 06:31 PM
صوره طفل بثلاث أرجل و باعضاء ذكورة كاملة واعضاء انوثة كاملة فى جسد واحد &سبحان الله& banota-cool موسوعة الصور 13 08-30-2016 12:25 PM
صوره طفل بثلاث أرجل و باعضاء ذكورة كاملة واعضاء انوثة كاملة فى جسد واحد &سبحان الله& banota-cool أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 20 06-10-2009 04:31 PM
صوره طفل باعضاء ذكورة كاملة واعضاء انوثة كاملة فى جسد واحد &سبحان الله& ظل القمر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 28 08-02-2007 02:52 PM


الساعة الآن 04:16 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011