عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2007, 12:43 PM
 
قصة المحجبة الصغيرة مع أستاذتها كارولينا !!






التقى حاجب مديرة المدرسة الأستاذة كارولينا في تعجب ملحوظ، وتساءلت بلسانها الفرنسي..

* ما هذا يا عائشة؟!!
- أي شيء تعنين.. أستاذة كارولينا!

* ما عنيته هو هذا الخمار الذي تلوثينه كالغبية.
- الخمار.. وما به!!

* ما به شيء غير أنه يحظر عليك الدراسة به!
- لكن ديني فرضه عليَّ.

ردت إليها الأستاذة كارولينا بغضب:

* إذن دعي دينك ينفعك، أو يغني عنك شيئاً!
- طأطأت عائشة رأسها، ودمعت عينها،

تابعت الأستاذة كارولينا كلامها..

* عزيزتي.. يستحيل عليك الجمع بين الدراسة وخمارك الغبي ثم ابتسمت ساخرة،..
- لكن..!

* لا أريد نقاشاً، ما دمنا محرومين من رؤية شعرك الجميل، فأنت محرومة من الدراسة.

الأستاذة كارولينا لم تكن تتكلم، بل كانت ترمي عائشة بأحجار قاسية جداً.. استدارت الأستاذة كارولينا، ومشت بكبرياء، وخلفها كانت طفلة صغيرة ترنو إليها، والغبن يلمع في عينيها.
- آه، لو أهشم رأسها!

أصابع الطفلة الصغيرة القابضة على مقبض الحقيبة لانت كثيراً فسقطت الحقيبة أرضاً، وغرقت في الطين، ثم تهاوت عائشة أرضاً غير آبهة بالطين، تقيض كفيها بغضب، فتحفر أخاديد في الطين، وتمتلئ دموعاً حارة جداً.

- يزعمون الحرية..! أنعم بها من حريّة تمنع طفلة صغيرة ترفل في ثوبها العاثر أن تلوث خماراً، أكنت سأمنع لو قصرت ثوبي كثيراً.. أكرههم.. يختبئون خلف أسماء براقة لامعة ليلقوا على حقيقتهم الأكنة، يثرثرون كثيراً، وينادون بحريتي، غير أنه كلام لا يجاوز الحناجر..
هل أستكين؟!
شعرت بالدنيا ألوانها تبهت، أردفتها الجائحة خائرة القوى، حائرة الفكر، وكالبرق وصلها الصوت من أعماقها.. ((أنت عزيزة بحجابك)) فشحنها بقوة قوية، وتفاؤلاً كبيرين سيرا ساقيها إلى بوابة المدرسة الداخلية.
- لن تثنيني صولتك أستاذة كارولينا.

صعدت درجات السلم، ثم عبرت الممر الطويل، لتقف قدماها أمام باب فصلها، ترددت، ثم تشجعت وفتحت الباب..

- بنجور مسيو كريستان!

لم يجبها أحد.. لأن علامة تعجب كبيرة سكنت عقول الفتيات..
لحظتها، ثم تصلبت على مقعدها بهدوء، والعيون لا زالت تحدق فيها، لمعت عيون بابتذال كبير، وأخرى تتعجب....، وسرى في الفصل همس سريان الدم في العروق..

- غريب..، هل أذنت لها الأستاذة كارولينا بهذا؟!

- لقد سمعت أنهم أذنوا به.

- أنها واثقة..

ومن بين همس الفتيات تكلمت سيمون الطالبة الجريئة في الفصل بصوت عال..
- هاه.. ألا يثير شكلها الضحك؟!
ثم ضحكت، وضحكت خلفها الفتيات، وكمقص حاد كان صوت الأستاذ كريستيان معلم التاريخ، فقطع الألسن الطويلة عن الطلام، واختفى الهمس تماماً.
- هدووووء!
ثم التفت إلى عائشة متسائلاً:
- أرأتك الأستاذة كارولينا؟!
- نعم رأتني.
حسناً.. لنستأنف الدرس..

وتابع الأستاذ كريستيان حديثه، وغاب الفصل مرة أخرى في غياهب الماضي، ولم يعهده إلى حاضره سوى صوت جرس المدرسة معلناً انتهاء الحصة الأولى، لملم الأستاذ كرستيان أوراقه وخرج مسرعاً، في حين التفت الفتيات حول عائشة، أعادت سيمون كلمتها ضاحكة:
- شكلك يثير الضحك، تبدين كعجوز مريضة تلوث خماراً يقيها البرد،

وأكملت بيتي ضاحكة أيضاً:
لو أني لم أرك قبل هذه المرة لقلت بأنك تتهادين في عقدك الخامس

وتحدثت ماردي برقة ودلال..
- ما أجملك اليوم يا عائشة!

وغرق الفصل في الضحك، ولم ينتشله منه إلا نحنحة الأستاذ رالف معلم الرياضيات، فعاد الكل إلى مكانه، عدنا إلى عائشة من خلف نظارته الكبيرة، ثم ابتسم ابتسامة عريضة جداً، وحين فكرت عائشة في مغزى ابتسامته ألقت بعقلها في قاموس من الحيرة، بُدء الدرس، وعاد الهدوء غاسلاً الفصل من الضحك الذي ملأه، وفي منتصف الدرس فتح باب الفصل بقوة وخلفه كان شبح الأستاذة كارولينا المتين..

- عائشااااااه!

- وقفت سريعاً.
- نعم.

- ما أجرأكِ، لماذا دخلت الفصل؟

وابتلعت عائشة الكلمات، والحروف مكرهة، ثم سحبتها من مقعدها، ورمت بإنذار فصلها في وجهها، وأخرجتها من الفصل، ثم من المدرسة، هنا تقافزت على لسان عائشة الكلمات وصرخت:
- كفاك ظلماً!

لم تكترث لها، وولّت والانتصار يلمح في عينيها الحادتين، والرذاذ البارد يتطاير خوفاً تحت حذائها العاليين، وسرعان ما اختفى شبحها المتين عن عيني عائشة الدامعتين، عادت الذاكرة بعائشة إلى نهاية حصة التاريخ، الأستاذ كرستيان يسألهن بوجل..
- هــاه.. ما هي مبادئ الثورة الفرنسية؟

- الحرية.. العدل.. المساواة..!

أحسنتن هذه هي مبادئ الثورة الفرنسية التي لا تنحاز عنها أبداً!

سحبت عائشة خطاها إلى منزلها.. وصوت الأستاذ كريستيان يطن في أذنها، ودموعها تعانق المطر مبللة أرصفة باريس الخشنة!
__________________



كل شجرة أصلها بذرة
وكل إنجاز أصله فكرة
  #2  
قديم 03-13-2007, 05:40 PM
 
رد: قصة المحجبة الصغيرة مع أستاذتها كارولينا !!

مشكوووووووووووووووووره اختي على القصه

الرائعه 000000000000000000وتسلم يدك

__________________
رحلة الألف ميل تبدأبخطوة
متى وجدت الإرادة والصبر زالت الصعاب
احسن وسيلة للتغلب على الصعاب اختراقها
لانعرف قيمة مالدنيا حتى نخسرة
ليس الفخر أن لانسقط بل أن ننهض كلما سقطنا
  #3  
قديم 03-13-2007, 07:25 PM
 
رد: قصة المحجبة الصغيرة مع أستاذتها كارولينا !!

يعطيك الف عافية اختي غرور
__________________



كل شجرة أصلها بذرة
وكل إنجاز أصله فكرة
  #4  
قديم 10-12-2007, 09:32 PM
 
رد: قصة المحجبة الصغيرة مع أستاذتها كارولينا !!



اختي العزيزة
ودمتي بود
__________________

الوقت يداهمني والعمر يسرقني

لكن لا املك سوى شكر لكل من تقبلني في هذا المنتدى
واتمنى من الله ان يجمعنا في الجنان العليا




اخوكم


سامر البطاوي




موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقطع صوتي حسبنا الله ونعم الوكيل ,حسين فهمي: المرأة المحجبة معاقة ذهنيا و فكريا الداعية أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 95 05-03-2007 08:03 AM
لفد عدت أنا هايدي الصغيرة هايدي الصغيرة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 05-27-2006 05:43 PM
تعليمات لمرضى خشونة الركبة فراس الحلو صحة و صيدلة 0 04-12-2006 09:03 PM


الساعة الآن 09:03 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011