عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 12-13-2011, 04:29 PM
 
بحثت عنها طويلا و ساكمل الان
  #92  
قديم 12-13-2011, 04:31 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_01_14139096734029572.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


الجزء الخامس عشر
تحرك امون ليمسك بيديها وهو يهدئها – توقفي عن هذي الحماقه .. هذه كلوديا ..
يبدو انها تعرفني .. اذ انها رفعت وجهها وقد مسحت الدمعه الوحيده التي سقطت من عينها لتنظر لي ..
_ اوه ياعزيزتي انا اسفه ..
_ اعتقد اني من يجب ان تعتذري منه ..
قال لهـا امون ذاك وهو ينظر لها بأنزعـاج ..
كلوديا لم تفهم شيء منهم .. قالت المرأه بعد هذا لأمون وهي تحتضنه
_ حبيبي انا اسفه .. ولكنك حقا قاسي لتركك لي كل هذي المده .. كان يجب علي ان اشك انك تخونني
عرفت الان .. قالت كلوديا بصوت مرتفع – انها السيده في الصوره .. اليس كذلك ..؟
نظرا لها امون والسيده بينما ابتسم لها امون وقال – انها لامار .. زوجتـي ..
فتحت عينيهـا على وسعهما وهي تنظر لأمون وبعدهـا للمدعوه لامار .. وقالت بصوت ملؤه العجب ..
_ زوجتـــك ..؟
الان بدت نظرات لامار مستغربه وهي توجهها لي .. ولكني كنتُ حقا مصدومـه .. آمون متزوج ..؟
منذ متى ..؟ ولما لم يخبرني او لم يتحدث عن الامر من قبل ..؟ بذكر هذا لم اسمع حتى من صديقاتي
انه متـزوج ..؟ هو مشهور الا يجب ان يكون هذا الخبر مُعلن للجميـع ..؟
بقيت تحدق بهما لفتره قبل ان تقـول لامار – الم يخبرك هذا الرجل انه متـزوج ..؟
ابتسمت لها كلوديا محرجه من تصرفها وقالت – لا لم يخبرنـي ..
بعد ان نظرت لأمون قالت كلوديا تكمل – هو اصلا لا يرتدي خاتم زواج
الان استدارت لامار لتمسك يد امون بسرعه وهي تنظر بتمعن .. بدأت ملامحها الان
بالتحول للحزن وقالت له بسرعه تصرخ – لماذا لا ترتدي الخاتم ...؟
_ لقد تركته وقلت لك ان تأخذيه للصائغ لانه صغير ويزعجنـي
تغيرت ملامحها فجأ لتبتسم وهي محرجه منه – اوه حبيبي انا اسفه .. لقد نسيت
عقدت كلوديا حاجبيها قليلا قبل ان تبدا بالضحك عليهم وهي مستغربه من تصرفاتهم ..
كانا يبدوان كالاطفال وهما يتشاجران .. لقد اختلف امون 180 درجه بالتعامل مع زوجته .. انه يبدو
كالطفل المنزعج من شيء ولكنه لم يستطع ان يقول هذا .. بدى خائفا على زعلها وكان يحاول تهدئتها كلما
بدأت بالصراخ عليه ..
_ ماذا الان
قال امون منزعج فردت كلوديا عليه – سأترككم لوحدكم ..
قالت لامار بسرعه – لاداعي لهذا حبيبتي .. هل يقوم امون بتدريبك ..؟
هزت كلوديا رأسها وهي تبتسم لهذي السيده الجميله .. كانت لطيفه جدا ورغم انها كبيره في السن
كانت كلوديا تشعر انها في بعض مواقفها مع امون تبدو صغيره جدا .. انها مضحكه حقا ..
_ اذن فلتُكملو ..
_ لحضه لحضه ..
استدارت الفتاتان لتنظران له بعد ان بدأ بالحديث بجديه
_ كيف عرفتي اني هنا ..؟ وكيف جئتِ ..؟
ابتسمت وهي تشعر بالنصر وقالت له – اتصلت بكلارا فأخبرتني بهذا وحجزت اول طائره وجئت ..
نظر لها مطولا قبل ان يقول – كلارا .. العنه
كانت تنظر له قليلا قبل ان تستدير لتختفي الابتسامه من على شفتيها وتلمح كلوديا حزنا في عينيها
وهي تحاول ان تعود لطبيعتهـا .. حملت لوح التزلج الخاص بها واستدارت لتتركهم لوحدهم ..
ناداها آمون ولامار ايضا ابدت اسفها لقطعها دروسهم ولكن كلوديا قالت لها – لا عليك حقا ليس هناك شيء مهم
لقد تعلمت بعض الاشياء ولستُ بحاجه لأكثر من هذا .. استأذن
استدارت قبل ان تسمع منهم شيء .. بينما بدا ان امون لديه الكثير من الكلام ليقوله للامار ..
سارت مع لوح التزلج للمكان الذي رأت جـون يجلس فيه على لوح التزلج خاصته وهو يضعه على الارض ..
كان ينظر للمتزلجين وعلى وجهه ابتسامه صغيره .. تحركت من الخلف لتفزعه فقفز عندما صرخت بأذنه ..
_ كلوديــــــــا !!
صرخ عليها بعد ان سقط ارضا وهي كانت قد بدأت بالضحك بصوتِ عال ..
_ سأعيدها لك ِ
قال لها هذا وعاد لجلسته فتقدمت لتجلس بقربه .. بعد ان اوقفت الضحك قالت له وهي تربت على راسه
_ لم يكن الامر بذاك السوء ..
كانت تريد منه ان يبتسم .. قالت بعد هذا عندما رأت انه لم يجبها – لما لا تتزلج ..؟
_ انا هنا لأرتاح قليلا ..
_ ااه ..
كانت تنظر معه للمتزلجيـن الذين يبدون محترفين جدا في هذا المجـال .. اذ ان الفتيات والشبان كانو يتمايلون
من على المنحدر بسهوله مبهره .. كان هناك بعضهم يؤدي قفزات رائعه ..
_ انظري .. انه الافضل اليس كذلك ..؟
قال جون هذا وهو ينظر لأحدهم بتمعن وكأنه يريد ان يحفض حركاته .. استدارت هي لتنظر فوجدت ان الشخص
الذي اعجب جـون ليس سوى ادوارد الذي كان يتزلج وكأنه يمارس هذي الرياضه يوميا ..
قالت وهي تتأمله بصوت اشبه بالحالم – انه الافضل حقا ..
ضلت مستمره بالنظر نحوه حتى اصبح في اخر المنحدر وتوقف .. كان يبـدو رائعا وهو يحمل لوح التزلج
ليعيد صعود المصعد الكهربائي .. وقف جـون بقربها الان فأستدارت لتنظر له – ماذا الان ..؟
_ سأقوم بالتزلج .. الن تفعلي ..؟
نظرت له وعادت بعينيها للمنحدر وقالت بعدها – افعل انت اولا لأرى ..
ضحك عليها – انتي خائفه
_ لستُ كذلك ..
قالت فرد عليها – اذن هيا بنا
_ لا اريد .. افعلها انت اولا لأتاكد
ضحك عليها وتوجه للمكـان الذي ينزلون منه .. ضلت هي تنظر له فوجدته يتعامل مع اللوح بسهوله
وكان نزوله ايضا وتمايله في الحركه رائعه .. يبدو ان الامر ليس صعب جدا اذ انه بدى سهل بعض الشيئ ..
كان الطريق طويل ولكن بالوقت الذي كانت تنظر به لجـون كان ادوارد قد وصل للمكـان الذي كانا فيه قبل قليل هي وجـون
لم تنتبه له ولاكنه اقترب منها جدا وقال يهمس بأذنها – اين آمون ..؟
عندما سمعت صوته لم تستطع ان تسيطر فقفزت بسرعه لتنظر له .. كان قربه من اذنها مربك جدا ولكنها
حاولت جعل فزعها هو انها لم تنتبه له .. نظرت بعد هذا له وهي متأكده انه يقوم بهذي الحركات متعمد
ليضعها في موقف محرج .. لم تفهم لما يفعل هذا ولكنها قالت له بدون ان تهتم به – انه مع زوجته ..
نظر لها وكأنه لم يصدقها – زوجتـه ..؟
فردت عليه – نعم زوجته ..
هز رأسه وهو ينظر لجـون الذي كان الان قد وصل للنهـايه بعد ان قفز قفزه صغيره في اخر المنحدر والذي كان يقف فيه
روزا وكاميليا ينتظرانه وهما يشجعانه .. قال بعد هذا وكأنه يحدث نفسه – لامار اذن ..
كانت تنظر له وهي مستغربه من تصرفه .. مابه .. لم يتهيئ بل حرك ساقيه بخفه لينزل من على المنحدر رغم ان المكان
الذي كانا يقفان به ليس مكان للنزول منه فهناك عقبات كثيره فيه .. كان يحرك لوحه بطريقه رائعه وكأنه يقود سياره
اذ انه كان يستدير به بسهوله ورشاقه ..
فكرت قليلا قبل ان تتحرك لتقف بالمكـان المخصص للنزول ووضعت ساقيها في المكـان المخصص وثبتتهم في لوح التزلج ..
كانت تشعر ببعض الخـوف ولكنها تشوقت حقا لتجريب هذا ..
حاولت ان تتوازن كما قال لها امون وبدأت تتذكر ما قاله لها عن تحريك يديها وساقيها .. تحركت قليلا كي تتأهب للنزول
ولكن يبدو انها تحركت اكثر من اللازم اذ ان الوح بدأ بالنزول ولم يكن بالامكان ايقافه الان .. خصوصا لشخص لا يعرف
شيء عن هذي الرياضه ..
بدأت بالنزول وهي تصرخ حتى شعرت بعد قليل انها تستطيع ان تتوازن بطريقه ما ..
كان صعب جدا ولكن لمده قصيره استطاعت ان تقف بدون ان تسقط حتى تحرك اللوح عن الطريق الذي يجب ان تسلكه
ليتجه نحو شجره على حافة المنحدر .. كانت تحاول ان توقفه ولكنها لم تستطع لانه كان سريع وخافت ان اوقعت نفسها
من ان تنكسر .. اقتربت جدا من الشجره عندما رأت ادوارد يجري نحوها كي يوقفها .. كان يبدو غاضبا ولكنه وقف امام الشجره وهو ينتظر منها ان تصدمه ..
لم تفهم.. الن يؤذيه هذا .. بدأت تصرخ له ان يبتعد ولكنه قال لها – اخرجي احدى ساقيك وحاولي التوقف
لم يكن الوقت مناسب لتعليمها ابدا ولكنها بدل ان تخرج ساقيها انحنت لتوقف اللوح بيديها فصرخ عليها – توقفـي ..
ولكن اللوح بدا الان بالهدوء قليلا قبل ان تصدم ادوارد وتقع فوقه ..
اصبح العالم امامها اسود الان وهي تصرخ من الالم الذي ادى به ضرب رأسها بصدر ادوراد ..
رفعت نفسها وهي تصرخ من الالم – اي اي اي ..
فوجدت نفسها فوق ادوارد عندما رفعت وجهها .. كان ممدد على الارض ويبدو انها وقعت فوقه لذا لم يصبها اذى كبير
غير ان جسده صلب وآلمها .. فتح عينيه بعصبيه فحاولت ان تقف بسرعه وتبتعد عنه قبل ان يرفع يده ليمسك بشعرها
ويثبتها بمكانها .. ثبت وجهها ليكون مقابل لوجهه وقال بعصبيه – اللعنه عليك .. كدتي تقتلين نفسك .. الا تملكين عقل
_ اي .. انك تؤلمني .. اتركني
بدأت بالتذمر من امساكه لشعرها فشد عليه اكثر لتبدأ هي بمحاوله فاشله لتحريك رأسها كي يتركها .. كان غاضب جدا في
بادء الامر قبل ان يتغير ليبدو
مستمتعا بالوضع الذي كانا فيه فصرخت بوجهه وهي تحاول ان لا تحدق بعينيه الات لم يتركا وجهها في حاله – اتركني ..
قال لها وهو يفلتها وعلى وجهه ابتسامه لعينه جعلتها تتمنى ان تضربه الان لو لم تكن تعرف انها لن تنجو ان فعلت
_ لا تصرخي ..
عندما ترك شعرها كانت على وشك ان تنهض من فوقه عندمـا سمعت صوتً يتحدث معهم
كانت كلارا تهمس بينما بدت عينيها غير مصدقه لما ترى – ماذا تفعلانــ..؟
قفزت كلوديا وهي مصدومه من وجود كلارا هنا بينما اكتفى ادوارد بالجلوس على الثلج وهو ينظر لكلارا بعدم اكتراث
كاد يصيبها بالجنـون ..
قالت كلوديا بعد ان ايقنت ان وضعها كان مشبوه جدا خصوصا انهم في مكان لم يكن فيه احد وتخبئه شجره عن
انظار الناس .. – الامر انني كدت اصدم بالشجره عندما ساعدني ادوارد ..
لم تعرف ان كان ماقالته مقنع اذ ان اسارير كلارا لم تنفرج بتاتا ولكن على الاقل هي قالت الحقيقه ..
الى هذا الحد كان الامر يمكن ان يصْلح قبل ان يفجر ادوارد جملته وهو ينظر لكلوديا – عدم وجـود احد هنا لا يعني ان تكذبـي ..
هل هذي ابتسامه ..؟ كانت شفتاه ترسم ابتسامه صغيره جدا كانت تبدو وكأنها تأنيب على كذبها ..
عندما نظرت الان لكلارا بسرعه وهي تحاول ان تُفهمها انها مزحه رغم صعوبة تصديق هذا وجدت عينيها مليئتين
بالدموع والحقد وهي تنظر لكلوديا وكأنها تريد ان تقتلها بعينيها .. بدأت تتنفس بقوه بعد هذا عندما قررت التحرك للخلف
وبدأت بالجري حتى غابت عن الانظار .. عندما اختفت كلارا استدارت كلوديا بسرعه لأدوارد الذي استدار بدوره ليبتعد هو الاخر امسكت به من الخلف فاستدار لها لتصرخ بوجهه – كيف تجرؤ ايها المتحجر .. كيف تكذب عليهـا ..
كانت تريد ان تصرخ بالمزيد من العبارات ولكن نظرته لها كانت فارغه .. لم يبدو عليه انه شعر بشيء .. بعد صمت
دام قليلا استدار ليكمل سيره حتى غاب هو ايضا .. جلست وهي تسند ضهرها على الشجره محاوله عدم الارتعاش ..
لم تفهم شيء من الذي حصل .. لقد كانت كلارا هنا منذ قليل .. عادت تفكر بها فصرخت بعد هذا – اللعنه عليك ..
لقد حطم كل شيء .. ماذا ستفكر الان كلارا .. هل يمكن ان تقول عن الموضوع لاحد ..؟
_ يالهي ماذا افعل ..
اغلقت وجهها بيديها وهي تحاول ان تفكر بطريقه تخلصها من الموقف الذي اوقعها ادوارد فيه ..
فكرت بعد هذا ان كلارا لن تبقى صامته .. ستسأله اكيد عن الموضوع وسيتوضح الامر بينهم ..
اغمضت عينيها وهي تفكر انه الان سيقول لها بالطبع انه كان يسخر من كلوديا .. ابتسمت بمراره ..
_ ومالذي يزعجك .. لا تكوني حمقاء .. لا تتألمي لأنه بارد معك فقط ..
بدأت تضرب وجهها بخفه وهي تحرك رأسها – لن افكر بهذا مجددا .. هو لا يعنيني يالهي ليذهب للجحيم ..
صاحت بهذا فقالت لها التي وقفت امامها – من هذا الذي يجب ان يذهب للجحيم ..؟
رفعت رأسها بسرعه لتنظر .. وجدت لامار تقف امامها وعلى وجهها ابتسامه .. عندما رأت العقده على وجهه كلوديا جلست
امامها وقالت وهي تمسك وجهها – ماذا حصل ..؟
وقفت كلوديا بسرعه وهي تزيل تعقيد حاجبيها وتبتسم للامار – لا شيء .. لا شيء ابدا ..
_ لا تعرفين ان تكذبي .. ولاكن لن اجبرك على ان تقولي
ابتسمت لها ولم تزد على ما قالته .. اخذت لامار نفسا عميقا فقالت كلوديا لها – لما لستِ مع امون ..؟
_ انه يتزلج ..
قالت هذا بأقتضاب شديد .. بعد هذا قالت مبتسمه بمرح – هل نتمشى قليلا ..؟
هزت كلوديا راسها وسارت بالقرب منها .. توجهت لامار لما خلف المنحدر .. كان مكان خالي من الناس
وهو مليئ بالثلـوج التي لم ترتب لتكـون مكان جيد للمشـي ..
بدأت حديثهـا بهمس – هل آمـون طيب معك ..؟
لم اعرف في البدايه ان كانت تكلمني ولكن عندما نظرت لي تنتظر جوابي قلت بسرعه – نعم .. انه شخص رائع ..
_ نعم .. هذا صحيـح .. انه رائع
الان كانت تحدث نفسها .. بدت لي حزينه بعض الشيء .. ولكن لم تعرف كلوديا كيف تتصرف معها ..
خصوصا ان هذا هو اللقاء الأول بينهم .. قالت لها بعد هذا ..
_ لقد استغربت انك لم تعرفي ان آمون متزوج ..
ابتسمت كلوديا – انا ايضا .. لم افكر يوما انه متزوج .. لم اسمع حتى بهذا
_ اعتقد انه قال لي شيء عن عدم معرفتك له عندما رأيته ..
ضحكت بعد هذا لتكمل – ليس مستغرب كثيرا اذا عدم معرفتك بزواجه .. خصوصا انه لم يصرح بهذا
_ ربما هذا صحيح .. لا اقرئ كثيرا عن حيات الممثلين ..خصوصا من لا يتحدثون عنهم من قبل صديقاتي
ضحكت لامار وكانت ضحكتها جميله جدا ..
_ انتي مستغربه من استقبال امون لي اليس كذلك ..؟
لقد احرجتني .. هل بدا الامر على وجهي .. قلت لها – كان فضا بعض الشيء ..
_ لم يكن يريد ان يراني ..
احسست بأنه آلمها جدا .. لم استطع ان اقول شيء ..
بدأت بعد هذا بالحديث .. – لم يكن يجب ان آتي .. لقد اتفقنا ان لا نرى بعض لفتره ولكني لم استطع ..
بدت حزينه جدا الان فأمسكت يدها – ولكنه يحبك جدا ..
لم اعرف لما قلت هذا .. ولكني احسست بهذا من تصرفاته حقا .. ابتسمت لي وقالت ..
_ اعرف .. انه يحبني ولكن ليس ..
لم تكمل لبعض الوقت حتى عادت للحديث – انه يشعر بالمسؤليه فقط ..
لم افهم من ما تقوله .. انها تتحدث عن اشياء بينهم لا اعرفها .. ابتسمت لها وقلت – لو لم يكن يحبك لما تزوجك ..
قالت بعد هذا بمرح مفاجئ - هل تعرفين منذ متى نحن متزوجـان ..
ابتسمت لتغير مزاجها وقلت – لستما كبيران .. وبالعاده الممثلين يتزوجون في سن متأخر ..
قالت لي – في العاده .. ولكننا معا منذ 10 سنوات ..
نظرت لها بأستغراب .. هل تقصد انهم معا منذ 10 سنوات ام ان هذا الرقم هو سنين زواجهم ..
_ 10 سنوات ..؟
_ نعم .. لقد تزوجنـا منذ زمن .. حتى انني لم اعد اتذكر انني قضيت يوما من حياتي بدونه ..
ابتسمت كلوديا لها وقالت – هذا جميل .. اذن يجب ان تكونا قد تزوجتما في سن مبكر جدا
_ لقد كان في العشريـن آنذاك ..
اخذت نفس وكأنها تتذكر شيء عندما قالت – وانا كنت في السابعه عشر ..
_ صغيره جدا


قالت كلوديا مبتسمه ولكن الملامح التي كانت على وجه لامار كانت مكتئبه .. ماذا يمكن ان يكون
بينها وبين آمون .. لقد كان يتصرف معها بطريقه مختلفه .. لم تكن قاسيه ولكنها لم تكن لطيفه ايضا ..
لم تفهم شيء رغم ان لامار حاولت كما بدى ان تقول شيء عن الوضع ..
قالت بعد هذا – سأقول لكِ سر ولكن لا تخبري احد ..
اقتربت كلوديا وهي تنصت لها فقالت لامار بهدوء – عندما ذهبتِ حصلت على قبله من آمون رغم انه كان غاضبا مني ..
ابتعدت كلوديا قليلا وهي تنظر لها بخجل قليلا قبل ان ترفع وجهها وتبدا بالضحك بصوت عالي ..
_ مبـروك اذن ..
قالت هذا بينما ضربتها لامار بخفه على رأسها – رغم انكِ ما زلتي طفله .
_ سأقول لآمون انك قمتي بفضحه ..
_ لن تفعليها .. ان وجنتيك اصبحتى ورديتنا بمجرد قولي لك .. ستذوبين قبل ان تقوليها له ..
ضحكت كلوديا معها .. قالت لامار بعد هذا – تعالي لنعـود .. الشمس بدأت بالغروب ..
ابتسمت لها وقالت مرتبكه – سألحق بكِ فيما بعد .. اذهبي انتي فقط قبلي ..
نظرت لامار لها مستغربه وقالت لها بعد هذا ان لا تتأخر .. فعلا لم تتأخر فلقد عادت بعد ذهاب لامار بسرعه ولكنها توقفت امام البيت ولم تستطع ان تدخل .. عادت مجددا للسير نحو مرأب السيارات وتوقفت هناك لتدفئ جسدها قليلا .. اتكئت على احدى السيارات وهي تفكر بكيفي سيكـون لقائها الان بكلارا .. لم تعد تتحمل .. رغم كل ما يفعله بها وعذابها بقربه لا يكتفي بهذا
بل يتصرف وكأنه يريد منها هي وكلارا ان يكونا على خلاف دوما .. انه حقا غريب الأطـوار ..
اخذت نفسا عميقا وهي ترفع عينيها لسقف المرأب ... لقد خيم الضلام الان ويجب ان تعـود .. ستقلق والدتها فورا ان تأخرت ..
قررت وهي تخلع قبعتها وتفتح سحاب ردائها ان تدخل .. توجهت نحو المنزل ولم يكن هناك احد عندما فتح الباب .. خلعت عنها
الحذاء وملابس الخروج ودخلت بهدوء وهي تنوي ان تتوجهه لغرفتها بسرعه ..
كان يبـدو الوضع مربك عندما دخلت غرفة الجلـوس اذ ان السيده ماريا كانت تجلس وهي تبدو مستائه بينما كان ادوارد يقف بقرب النافذه ووالدته تتحدث معه وامي ايضا كانت تجلس هناك .. امون ولامار ايضا كانا بقرب السيده ماريا ..
يبدو ان جـون فقط هو الغير موجود اذ ان السيد مايكل كان يجلس بقرب روزا ..
سمعت كاميليا تتحدث مع ادوارد – انها على هذا الحال منذ ان عادت .. ماذا حدث هل اغضبتها بشيء ..؟
رد عليها ادوارد بضجر وكأنه طفل – لا ..
عندما دخلت كلوديا استدارو لها فقالت روزا بسرعه – اين كنتي لقد قلقت عليك ..؟
_ لقد كنت اتمشـى قليلا ..
قالت وهي تحاول ان تبعد نظرها عن الجميع .. شعرت بتوتر وخوف شديد .. هل يمكن ان تقول كلارا لهم شيء عن ما تفكر فيه .
سيكون الامر صعب جدا ومحرج .. استدار ادوارد لينظر لها فأدارت وجهها عنه بسرعه منزعجه منه ..
توترة جدا عندما نادتها السيده ماريا – كلوديا عزيزتي تعالي ..
اقتربت منها كلوديا بينما كانت عينا ادوارد تتابعانها .. شعرت انها ستتعثر بعينيه ان لم يكف عن النظر لها ..
حاولت جاهده ان ترسم على شفتاها ابتسامه عندما جلست قرب السيده ولامار ..
_ الا تعرفين ماذا يمكن ان يكون حدث لكلارا .. انها تبكي منذ ان عادت ولم تسمح لاحد ان يتحدث معها ..
بدت ملامح كلوديا مرتبكه ولكنها قالت بسرعه – لا اعرف ..
حاولت ان تبدو مستائه ولكن ابتسامة ادوارد الساخره كانت تشعلها .. قالت لها بعد هذا السيده ماريا ..
_ اذهبي واسأليها .. انها تحبك ربما ستخبرك بالامر ..
كان هذا طلب صعب جدا .. انه مستحيل .. قالت كاميليا بعد هذا – هذا صحيح عزيزتي فأنتما فتيات وربما ستحكي لك اكثر ..
لقد خافت جدا .. لا تعرف ماذا يمكن ان تفعل كلارا ان دخلت هي الغرفه .. امسكت لامار يدها عندما شعرت بها متوتره ..
استدارت لهم بسرعه فرأت نظرات آمون المستغربه .. انه يفكر بشيء حولها ..
هل يعرف ما حدث ..؟ او ربما ما تضن كلارا انه حدث ..
قالت بعد هذا وهي تنظر للأرض – اعتقد ان ادوارد هو اكثر شخص يمكن ان تحكي له ..
استغرب الجميع عدم رغبتها في الحديث مع كلارا .. شعرت انهم شعرو بانها تعرف شيء حول الموضوع ..
ادوارد لم يتحرك من مكانه وهو ينظر لها .. بينما جائهم صوت كلارا وهي تنزل السلم – لا داعي لان يتحدث معي احد ..
استدار الجميع لينظر لها .. وقفت جدتها بسرعه – كلارا عزيزتي .. ما بك ..؟
كانت عيناها توضح كمية الدموع التي ذرفتها .. شعرت كلوديا بالحزن عليها ولكنها لم تستطع فعل شيء .. هي ليست
مذنبه .. حاولت ان تشرح الامر ولكن كلارا لم تعطها فرصه ..
حولت كلارا عينيها لكلوديا بينما تجاهلت حديث جدتها .. كانت نظرتها تحمل الحقد الذي لم تره كلوديا من قبل بعينين شخص
كما هو في عينين كلارا .. عندما نزلت السلالم جميعا وقفت امام كلوديا بينما عينيها لم تفارقا عيني كلوديا التي شعرت انها بدأت
تفقد سيطرتها على نفسها .. لقد كانت مرتعبه ان تقول كلارا شيء ولكن ما قامت كلارا بفعله لم تتوقعه ابدا ..
قالت وهي تحاول ان تخرج جميع ما تشعر به من احاسيس – اكرهـك ..
بدت وكأنها طفله تحاول ان تؤذي احد ولكنها لا تعرف الطريقه .. شعرت كلوديا بألم كبير جراء ما قالته ..
هل خانت هذي الفتاة حقا .. لقد اقنعتها انها لا تشعر بشيء نحو ادوارد .. هل كانت تلك خيانه ..
لقد كان الجميع مصدوم من ما يحدث .. يبدو انهم لم يتوقعو ابدا ان تكون كلوديا اساس المشكله ..
حاولت كلوديا ان تقول شيء عندما رفعت كلارا يدها تسكتها وهي غاضبه – لا اريد مزيد من الاكاذيب ..
استدارت بعد هذا لجدتها – لقد اتصلت بأبي وقد ارسل هينري سيصل بعد قليل .. هل تريدين ان تعودي معي .. ؟
كانت تتحدث وكأنها تشعر بالانزعاج من الحديث .. استغرب الجميع وبدت محاولاتهم بفهم ما يحدث ..
ادوارد لم يحرك ساكناَ .. اقتربت امي مني لتمسك بيدي وهي تقول منزعجه – ماذا حدث ..؟
توقف الجميع الان ليسمع ردي .. لم يكن لدي رد .. قلت كما هو متوقع – لا اعرف ..
كنت على حافة البكاء .. محرج .. مؤلم .. مزعج .. الموقف كان يحمل كل انواع اليأس ..
ولكن كلارا لم تهتم بل نظرت لأدوارد وبدأت دموعها بالنزول عندما تحركت لتعود ادراجها نحو الغرفه ..
بدت وكنها تريد منه شيء .. تطلب منه ان يوقفها ولكنه لم يفعل ..
كان اصرار امي واضح وكانت تبدو منزعجه مني – لا اريد كلمت لا اعرف .. ماذا حدث بينكما ..؟
صرخت في وجهي بينما حاولت كاميليا تهدئتها .. – لا اعرف .. لم افعل شيء ..
بدأت بأطلاق هذي العبارات حتى امسكتني لامار وهي تهدئني .. توجهت بعد هذا اجري نحو السلالم ودخلت غرفتي ..
جيد ان ما من احد لحق بي ..

السيده ماريا اعتذرت منهم بشده على تصرفات كلارا السسيئه .. قالت بعد هذا انهم سيذهبون مادام هذا طلب كلارا ..
رغم ان الجميع حاول ان يغير رايها ولاكنها قالت ان هذا سيكون افضل .. فبرأيها حالت كلارا تبدو سيئه ..
كانت روزا محرجه منها اذ انها تشعر ان كلوديا لديها دخل في المسأله .. جلس الجميع بدون ان يتفوه احد بكلمه ..
كان آمون ينظر لأدوارد الذي مازال يقف امام النافذه ..

في الغرفه كانت كلوديا تجلس على سريرها وهي منزعجه جدا .. تريد ان ينتهي الموضوع بأي طريقه ولكنها لا تريد
ان تكون فيه .. هي لم تفعل شيء .. لكن لما فعل ادوارد هذا ..؟ هل يريد من كلارا ان تنهي علاقتهم ..؟
كان يستطيع ان يقول لها الامر بدون ان يجرحها بهذي الطريقه .. بماذا يفكر ذاك الرجل ..
توجهت للنافذه عندما سمعت اصواتا في الخارج .. كانت كلارا تحمل حقيبتها وهي تسير مبتعده عن
لامار وروزا اللاتي كن يردن ان يقولن شيء لها ..
استدارت بعد هذا لهن وقالت شيءي ليتوقفا بعد هذا عن اللحاق بها .. هناك رجل جديد ايضا كان يحمل حقيبة
السيده ماريا .. يبدو انه السائق الذي جاء لأخذهم ..
جلست كلارا في السياره بدون ان تلقي التحيه عليهم بينما فعلت جدتها ذلك ..
بدى السيد مايكل وكأنه يعتذر منها بينما اكتفت كاميليا بأبتسامه خفيفه وهي تودعهم .. سارت السياره بهم
بينما عاد الجميع للداخل ..
عادت لتجلس على السرير وهي تتحدث مع نفسها – كم هي بدايه رائعه لبداية رحله ..
لماذا اصبحت حقيره هكذا .. هل تشعرين حقا بالراحه كلوديا لان كلارا ابتعدت عن ادوارد قليلا ..
هل وصلتي الى هذي المرحله من الانانيه .. ماذا سيفيدك الان لبعدها عنه ..
قالت بعد هذا وهي تتوجه للحمام – ليس لي شأن بهم .. ادوارد سأخرجه من رأسي ولستُ عاجزه ..
ان بقيا معا او تركا بعض ليس شأني .. انا لم افعل شيء خاطئ ..
عندما خرجت من الحمام وجدت والدتها تجلس على السرير وهي تنتظرها ..
قبل ان تسأل شيء قالت كلوديا – حقا لا اعرف شيء ..
_ لا يمكن ان يكون الامر هكذا .. لماذا عساها تقول لكي ما قالت ان لم تكوني في المشكله ..؟
_ لا اعرف ..
_ كلوديا ..
قالت روزا وهي تحاول ان تأخذ شيء واضح من كلوديا التي قالت بعد هذا
_ حتى ان تكلمنا حتى الغد .. لن استطيع ان اقول شيء ليس لي دخل فيه ..
لا يبدو ان روزا اقتنعت ولكنها على الاقل كفت عن السؤال .. احدهم استأذن بالدخول للغرفه ..
كان جـون الذي لا يبدو انه عرف بشيء ..
_ هل انتي متعبه ..؟
سأل كلوديا فقالت له – لا .. ماذا هنـاك ..؟
_ تعالي لنلعب قليلا ..
نظرت له وهي تريد ان تعتذر بطريقه غير مزعجه – لا اعرف ان كان هذا جيد .. لقد تأخر الوقت
_ لم يتأخر شيء .. ليس لديك مدرسه غدا و نحن لم نتناول العشاء بعد حتى ..
قالت روزا لها – اذهبي معه .. ان كان كما تقولين فأنسي الامر لقد انتهى ... بما انه ليس لكِ شأن به ..
كانت تشعر بان والدتها تحاول ان تجعل منها كاذبه ولكنها قالت – حسنا ..
لن تنسحب الان .. هي لم تكذب فما حدث كله كان ادوارد وحده سببه .. خرجت مع جـون وجيد ان غرفة الجلوس لم يكن فيها احد
عندما دخلاها ..
_ ماذا تريد ان نفعل ..؟
_ هل تعرفين اللعب بجهاز الأكس بوكس ..؟
نظرت له قليلا وقالت بعدها – حسنا .. ولكن ليس كرة القدـم .. فهي صعبه جدا ..
ضحك وقال – حسنا .. قتال ما رأيك ..؟
فكرت قليلا وقالت – حسنا .. يكون افضل
جلسا امام التفاز بينما تصرف جـون مع تركيب الجهاز على التلفاز .. ضهرت بعد هذا اشارة
الاكس بوكس على الشاشة الكبيره امامهم ليعلن ان عمل جـون انجز ..
_ حسنا لنبدأ ..
قال هذا ووضع اللعبه في الجهاز .. ضغط عدت اشياء قبل ان تضهر وجوه اللاعبـين ..
_ خذي .. اضغطي هنا لتختاري بمن ستلعبين ..
فعلت ما قال لها وبدأت تنظر للاعبين .. قالت بعد هذا – هذي جميله جدا .. هل هي قويه ..؟
_ انهم جميعا في نفس القوه .. ولكن اللاعب هو الذي يختلف .. اي انتي وانا
ضحكت عليه – لا تتفلسف كثيرا .. سأختار رجل اذن ..
اختارت احد المصارعين ذوي الجثث الضخمه .. – رغم انه مخيف بعض الشيء ..
بينما اختار جـون فتاة تبدو من العصر القديم بدرعها ولكنها كانت جميله ..
_ لن تفوز بهذي الجميله ..
_ سنرى ..
كان جـون متمرس بينما هي تضغط على الازرار فقط بدون سابق معرفه ..
كادت ان تفوز ولكنه قتلها فصرخت – ليس عااادل .. كنت سأفوز ..
_ لم تكوني كذلك .. لقد توقفت قليلا عن اللعب كي تعرفي قليلا كيف تلعبي .
نظرت له بطرف عينها – اعذااار ..
بدأ الحماس بينهم وكان صراخهم يتعالا فجأ عندما يفوز احد .. كان فوز جـون هو الدائم ولكن
هذا لا يعني انها لم تفز بل حصلت على فوزيـن جعلا جـون ينزعج ويقتلها في كل مره بدون ان يعطيها فرصه
لتدافع عن نفسها حتى ..
ضحكت عليه وهي تترك الجهاز الذي بيدها – لقد فزت مجددا ..
قال لها منزعج – لانك تضغطين على كل الازرار فلا تتركين لاحد مجال ان يلعب
ضحكت مجددا وهي ترا كم يبدو منزعج – افعل مثلي ان شأت ايها اللاعب المحترف ..
_ يبدو ان كلوديا غلبتك
قالت كاميليا هذا وهي تدخل لتجلس خلفهم على الاريكه .. بينما رد جـون – لقد فُزت سبع مرات
بينما فازت هي ثلاث مرات فقط ..
نظرت محرجه قليلا للسيده كاميليا عندما وجدتها طبيعيه ولم يبدو عليها اي اثر مما حدث سابقا ..
اصابها هذا بالاستغراب ولكنه اشعرها بالراحه في نفس الوقت .. ربما كاميليا مطمئنه انهم سيعودون لبعض
اجلا ام عاجلا ..
_ اين ادوارد ..؟
سألت كاميليا جـون فقال – انه في الغرفه يقرأ بعض اوراق العمل ..
_ ذاك الولد .. الا يمل من العمل ..
_ جـون الم يتأخر الوقت .. يجب ان تخلد الان للنـوم ..!
نظر لوالدته – ولكننا لم نتعشى بعد ...
_ العشاء جاهز في المطبخ .. ان كنت تريد ان تأكل فبسرعه وتوجهه بعدها للنـوم ..
_ نحن في اجازه امي ..
_ ومع هذا . . الوقت تأخر .. لم يتغير شيئ في هذا ..
نظر لها منزعج بينما قالت كلوديا – هذا صحيح لقد تأخر الوقت وانت تبدو ناعس ..
_ لستُ كذلك ..
ضحكت عليه كاميليا وكلوديا لانه بدى يشعر بالنعاس ولكنه يغالب نفسه كي لا يستسلم ..
مدت كلوديا يدها للجهاز لتطفئه – لقد اكتفيت اليوم .. سأفوز عليك غدا ..
نظر لها – بل استسلمتي ..
وقفت وتوجهت للمدفئه لتجلس امامها .. قالت لها كاميليا – هل تشعرين بالبرد ..؟
_ لا .. ولكن المكان هذا جميل ..
كانت تنظر للموقد بينما تشتعل فيه النيران وكأنها تحارب بعضها ..
_ الن تأتي لتأكلي ..؟
سألها جـون فقالت – لا .. لستُ جائعه .. شكرا
توجه للمطبخ كي يأكل .. يبدو ان العشاء اليوم سيكون لمن يريد .. فلا يبدو انهم سيجتمعون
على مائدة الطعـام .. – هل نامت والدتك ..؟
سألتها كاميليا فقالت – لا اعرف .. ولكن اضن هذا ..
_ الجميـع متعب اليـوم .. لقد نام مايكل منذ فتره
ابتسمتا لبعض .. مرت فتره كان الجميع صامت بها .. لم يكن الوقت متاخر جدا على انتهاء السهره .. ولكن
يبدو ان الجميع متعب ومنزعج مما حدث ..
قالت بعد هذا كاميليا – ربما هكذا افضل .. كنتُ دائما اقول ان كلارا غير مناسبه لأدوارد ..
نظرت لها كلوديا مستغربه .. هل يعقل انها حقا راضيه عن ما حدث .. كانت ملامح كلوديا مستغربه
فقالت كاميليا بسرعه – لستُ سعيده لما حدث .. ولكن كان يجب ان تنتهي هذي العلاقه قبل ان يحطم ادوارد تلك الفتاة ببروده ..
_ ولكنها تحبه حتى ان كانت شخصيته بارده بعض الشيء .. على الاقل ما ابدته كان انها متعلقه به رغم كل شيء ..
نظرت لها كاميليا مبتسمه بهدوء - ولكن الحب وحده لا يفعل شيء ..
ربما معها حق .. خصوصا ان كان هناك شخص مثل ادوارد في الموضوع ..
_ لقد ضن مايكل ان دخول فتاة في حيات ادوارد ربما تزيل البرود عنه وتجعله اكثر اجتماعيه في حياته
ولكن كان ذاك خطأ فادح ارتكبه مايكل ..
سألت بهدوء – ولكن ان لم يكن قد شعر بشيء نحوها لما قبل بها .. اليس كذلك .؟
_ تقصدين خطوبته من كلارا ..؟ لقد كان ذاك منذ فتره .. هي كانت مولعه به منذ ان رأته اول مره ..
لقد اختارها مايكل له بنائه على علاقته بأبيها .. لنقل الحقيقه هي من اختارت ادوارد وطلبت من والدها ان
كان ادوارد يقبل بها فهي مستعده ان تتزوجه .. هذا ما قاله والدها .. كانت تلك صدمت حياتي .. فتاة تتقدم لخطبت شاب ..

ابتسمت كاميليا هنا بسخريه فبدت تشبه ادوارد الى حد كبير .. ولكن كلوديا كانت مصدومه وهي تسمع قصة خطوبت ادوارد ..
كلارا هي من قام بخطبته ..؟ يبدو انها كانت حقا مجنونه به لفعلها هذا .. اكملت كاميليا وكأنها تريد ان تختصر ما تبقى ..
_ لقد قبل لان والده طلب منه ذاك ويبدو انه قبل لانه لم يرى مشكله في الامر بينما ضننا نحن انه اُعجب بها ..
ولكن منذ اربع سنين الى الان لم ارى ان شيء في ادوارد تغير ..
بدت تعيسه جدا بقولها اخر جمله .. يبدو انها تتعذب لما يحدث مع ادوارد .. هل تشعر انها السبب في هذا ..
لم تعرف ماذا تقول الان .. كلوديا كانت مصدومه من ما سمعت .. قالت كاميليا بعد هذا ..
_ كانت قصه تعيسه اليس كذلك .. اعتقد ان ادوارد لن يتغير بعد هذا العمر .. لقد اصبح رجل قاسي جدا ..
وكأنها لا تتحدث عن ولدها .. ولكن ما قالته صحيح ادوارد رجل قاسي جدا .. ابتسمت وهي تستدير للموقد ..
فكرت قليلا ولكن ليس في كل الأوقـات .. وقفت كاميليا بعد هذا – سأخلد للنـوم اذن .. تصبحيـن على خير عزيزتي ..
ابتسمت لها كلوديا – ليله سعيده .. سيكـون كل شيء بخير ..
قالت هذا وهي تشعر انها لم تقم بتهدئت نفس هذي الام .. ولكن كاميليا ابتسمت على الاقل ..
_ انتي فتاة رائعه ..
كان هذا جميل .. انتي فتاة رائعه .. احست كلوديا انها ارتاحت قليلا بعد ما قالته كاميليا ..
ربما من الجيد ان تنتهي علاقت كلارا بأدوارد .. ان كانا على علاقه منذ اربع سنوات وادوارد مازال
يتصرف معها بهذا البرود كله فما سعادتها بحياة كهذه .. سألت نفسها .. ان كانت هي مكان كلارا
هل ستقبل بحياة كهذه مع ادوارد .. ربما هذا مستحيل .. ستنهار ان كانت خطيبت شخص يتصرف معها
وكأنها لا شيء بالنسبه له .. حتى لو كـان ادوارد ..
اعلن هاتفها ان هناك من يتصل بها فاخرجته من جيبها .. كان ذاك ايفان .. ابتسمت بلا وعي منها
وهي تفكر انها لو كانت تحب ايفان لكانت حياتها اكثر هدوئا بكثير ..
فهـي على الاقل متأكده انه يفكر بها طوال الوقـت .. ردت عليه – مرحبـاً ..
كانت تريد ان تشكره على انه مهتم بها هكذا ولكنها عرفت انه سيفكر بشيء اخر ان فعلت ففضلت السكـوت ..
_ ما سر هذا الصوت السعيـد ..؟
قال لها فوجدت انها كانت حقا تبتسم .. كم هي حمقاء ..
_ ليس هناك سر معين .. كيف حالك
قالت تغير الموضوع فرد عليها .. – بخير بسماعي صوتك .. كيف انتي ..؟
_ انا ايضا بخير شكرا ..
_ هل انتهى حديثك هنا ..؟
ضحكت – ليس لدي شيء .. انت من اتصل ..
_ كيف الاجواء ..؟ هل انتي سعيده ..
_ حسنا رغم انني كدت اتحطم اليوم عند التزلج ولكن الجو هنا رائع ..
قال بسرعه – تتحطمين ..؟ لا تقولي لي انك وقعتي من المنحدر ..؟
_ لا .. بل نزلت من هناك وانا لا اعرف التزلج .. كدت اصدم بالشجره
ضحكت بهدوء وهي ترى كم هو خائف فقال بسرعه – وماذا حدث ..؟ كيف انتي الان ..
كانت ستقول قبل ان تعي انها تريد ان تقول ان ادوارد انقذها .. لم تعرف لما ولكنها لم تقل ..
قالت له فقط – لقد نجوت بطريقه ما .. لم يحدث لي شيء .. ولا اصابات طفيفه حتى
_ حمقاء كيف تنزلين من المنحدر ان لم تكوني تعرفي كيف تتزلجي ..؟
_ لقد علمني امون وضننت انني تعلمت .. ولكني اخطأت
_ يالهي ماذا ستقولين لو انك كسرتي شيء من جسدك ..
_ لا شيء ..
_ انتي حاله ميئوس منها ..
ضحكت عليه بينما قال لها – لقد رفضت الـدور ..
_ دور ..؟
لقد نسيت كليا مسأله دوره رغم انهم تحدثو عنها اليوم .. قالت بعد هذا – ااه ذاك الذي في قصة السيده ماريا ..؟
_ نعم هو .. ما ادراك انه من قصتها
_ هي قالت .. وقالت ايضا انك طفل لا تعرف شيء لانك لا تقبل به ..
ضحك – كم هذا محبط ..
_ ولكن حقا لما ترفضه ..؟ هل هو مزعج الى هذي الدرجه ..؟
_ انه دور جاك السفـاح ..
_ جاك السفـاح ..؟ ماذا تقصد ..؟
_ الا تعرفينه ..؟
_ لم اسمع به من قبل ..
_ حسنا لفتاة لطيفه مثلك اعتقد ان هذا هو المتـوقع ..
_ لطيفه ..؟ ما دخل هذا .. ؟
_ انه شخصيه حقيقيه عاشت منذ ما يزيد عن مئه سنه في انجلترا .. قاتل متسلسل .. كما هو اسمه سفاح ..
_ قاتل .. ولكنك ستمثل الدور فما المشكله ..؟
_ انه ليس قاتل طبيعي ..
_ ماذا تقصد ..؟ هل هو من الفضاء ..؟
_ دعكِ من هذا ان الدور مزعج فحسب ..
_ لقد اشعلت فضولي .. هيا حدثني عن جاك هذا ..
_ لن تحبي هذا صدقيني ..
_ ساكون انا من جنيته على نفسي اذن ..
_ انتي عنيده ..
_ اعرف
قالت وهي تبتسم فقال لها – جاك هو شخصيه حقيقه لم يكتشف حتى الان احد هويته .. السيده ماريا
قامت بكتابة قصه عنه ولكنها جعلت من القصه مختلفه قليلا فكان الحقيقي هو جاك وجرائمه بينما ادخلت
شخصيات تحريه اخرى للقصه وجعلت منها قصه بوليسيه ..
_ شكرا على هذي المعلومات ولكن ليس هذا ما اردت ان اعرفه .. رغم ان هذا معلومات جيده لي
ضحك عليها فأكملت – من هو جاك هذا الذي يزعجك ان تقوم بتمثيل شخصيته الى هذا الحد ...؟
_ انه قاتل
_ لقد قلت هذا اكثر من عشرين مره ..
_ انتي لن تدعيني اكمل حديثي ..
_ حسنا حسنا .. اكمل ..
_ هو قاتل يقوم بقتل النساء فقط و يقوم بتشويه جثث ضحاياه بطريقه فضيعه ..
يريدون ان يكون الفلم واقعي وهو رعب بعض الشيء لذا فالمناظر التي تكون فيه مرعبه ..
_ ماذا تقصد انه يشوه جثثه بطريقه فضيعه ..؟
_ طريقت القتل الخاصه به هي تقطيع الجسد و تغير اماكن الاعضاء الداخيله والخارجيه .. واحيان يقوم بالتمثيل بالجثه بطريقه
فضيعه حقا .. انـ..
شعرت بالغثيان .. فقالت له بسرعه – هذا يكفي ..
قالت هذا بهدوء فقال لها – الم اقل لك انه لا داعي ان تعرفي ..
ضلت صامته قليلا فقال – كلوديا ..
_ همم ..؟
_ ماذا الان ..؟
_ انه مخيف .. وبشع جدا اليس كذلك ..
_ نعم .. انه كذلك ..
_ هل هو مريض نفسـي ..؟
_ لقد قلت لكِ ان هويته لم تعرف حتى الان والى الابـد كما يبدو ..
_ لماذا يجب ان يصنع من شخص كهذا فلم ..؟
_ لان هذا ما يعجب المشاهـدين ..
_ لا ستمثل هذا الدور ..
_ هل ستكرهيني ان فعلت ..؟
_ ربمـا ..
ابتسم – اذن لن اقوم بتأديته ..
بدأت تشعر بالخوف قليلا وبشعور مزعج جدا من تفكيرها بهذا القاتل .. شعر ايفان بهذا فقال لها – لا تفكري بالامر ..
_ لا استطيع .. ان هذا بسببك لقد حطمت نفسيتي كليا بهذه الاخبار ...
_ كنت اعرف ان هذا سيحدث .. لم يكن يجب ان اقول شيء كهذا للأطفال ..
_ لستُ طفله .. ولكن هذا مزعج حقا
_ اسمعي هل يمكن ان اقول شيء اشعر به ..
فكرت قليلا بطلبه الغريب وقالت بعدهـا – قل ..
_ لقد اشتقت لكِ ..
لم تعرف ماذا تقول .. انها تبدأ بالانزعاج منه عندما يصبح هكذا .. لا تريد ان يتحدثون بهذي الأمور ..
هي تريد منه فقط ان يكـون صديقهـا .. كيف ستقـول هذا له .. لا تريد ان تجرحه ولكنا عرفت الان انها بهذا
الصمت تعطيه امل بأنها تفكر به بجديه .. هذا خطأ .. يجب ان تفعل شيء بهذا الخصوص ..
_ هل تفكرين بشي تقولينه لتغير الموضوع ..؟
سألها بسخريه فقالت – نعم .. شيء من هذا ..
ضحك – حسنا اذن .. قولي اي شيء ..
_ اي شيء ..
¬_ ماذا تعنين ..؟
_ الم تطلب ان اقول اي شيء .. هذا ما قمت به
ضحك بصوت عالي هنـا فأبتسمت ...
_ هل انتي وحدك ..؟
سألها فقالت – نعم .. ذهب الجميع للنـوم ..
_ ولما لم تذهبي انتي ..؟
_ لاني لا اشعر بالنعـاس ..
_ خاطئ ..
_ ماذا ..؟
_ كان يجب ان تقولي انك كُنتِ تنتظرين اتصالي ..
ضحكت عليه – وان لم اكن انتظر اتصالك ..
_ حسنا يجب ان اعترف ان هذا ما لم افكر فيه ..
_ هههههههه هذا مؤسف ايفان ..
عندما قالت هذا اطفئ نور غرفة الجلـوس .. ففزعت واستدارت لترى من هناك .. رأت
امامها شخص يقف بباب الغرفه واقترب .. جاء جاك السفاح ليدخل مخيلتها بسرعه وصرخت ..
فخاف ايفان عليها وبدأ يسالها – ماذا هناك كلوديا ما بك ..
هدئت عندما اقترب ادوارد منها قليلا لترى ملامحه من ضوء الموقد .. اخذت نفس وهي تريح جسدها بعد ان
تجمد من الخوف .. ايفان كان مازال يصرخ خائف عليها فقالت بسرعه – لا شيء ايفان .. لقد خفت قليلا لاني سمعت صوتا ..
جلس ادوارد على الاريكه وهو ينظر لها .. بدأت الان ترى كل شيء جيدا بعد ان عودت عينيها على ضوء الموقد ..
_ كلوديا .. لا تجعليني اقلق . لا تجلسي وحدك هيا ..
_ هذا ما سأقوم به .. ساذهب للنـوم .. وداعا
كان هذا مختصر جدا .. هذا ما احس به ايفان ولكنه قال لها – ليله سعيده اذن ..
كانت متوتره جدا من نظرات ادوارد فأغلقت الهاتف بدون ان ترد عليه .. ابعدت عينيها عنه بعد هذا
ووقفت بسرعه لتخرج من الغرفه .. عندما مرت من امامه امسك يدها فأرتعشت وهي تحاول عدم الانفعال ..
حاولت سحب يدها ولكنه كان قد احكم قبضته لذا قررت ان تعمل معه بأسلوبه ..
قالت له – ماذا الان ..؟
حاولت ان يكون صوتها بارد فسحبها بخفه وقال – اجلسي ..
اجلسها على الاريكه بقربه .. لم تفهم ما يريد ولكنها جلست بصمت ..
بعد فتره من الصمت بدأت تتوتر من الهدوء الذي يخيم عليهم .. قالت بتحويل نبرتها للأنزعاج – هل يمكنني ان اذهب الان ..؟
لم يجب عليها فأستدارت لترى انه كان قد اراح راسه على الاريكه واغمض عينيه .. هل نام ..؟ كان يبدو مسالم جدا الان ..
كانت تريد ان تقف وتذهب بهدوء كي لا يشعر بها عندما امسك يدها مجددا واستدار لينظر لها – لا تذهبي ..
لم تستطع ان تسيطر على نفسها بعد ان قالها بتلك الطريقه اليائسه .. انه ليس ادوارد ..
ماذا اصابه ليتحدث معها هي بهذا الهدوء .. قالت له وهي تحاول ان تبعد يدها عنه – ما بك ..؟
عينيها هي ماكان ينظر لها .. لم تستطع ان تسيطر على قلبها الذي بدأ ينبض بقوه .. هل هو حزين لترك كلارا له ..؟
هل يمكن ان يكـون هذا الامر .. بدت مجرد فكره مزعجه ومؤلمه جدا .. ان كان الامر هو هذا فهي اخر شخص
يمكن ان يطلب مواساتها ..
قالت بعد هذا وهي تحاول الخروج من سحره – هل هي كلارا ..؟
شعرت بالألم وهي تنتظر اجابته ولكنه قال وهو يبعد خصله من شعرها سقطت على وجههـا ..
_ عينــاكِ جميلتـان ..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-29-2014 الساعة 10:53 PM
  #93  
قديم 12-13-2011, 04:58 PM
 
يسعدني ان أكون أول من يرد على هذا البارت
أكملي بارت روووووووووووووووووووووووووووعة نحن في انتضار ابداعاتكي تقبلي مروري
__________________
علمتـنى الحيــاة ، بـــأن لا أعتمــد على أحــد غير " الله" ، فالــصديق قد يكــون "نــادر" ، والحبيب قد يــكون "غــادر" ، والقريــب قد يــكون "عــابر" ، و الله وحــده "القــادر" ، ولو كــانت الدنيــا بحــر من الهمــوم ، فســأعبرهــا بقــارب من الصــبر —http://www.youtube.com/watch?v=6PgbXJTA41c

  #94  
قديم 12-13-2011, 06:18 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_01_14139096734029572.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


الجزء السا دس عشر

– ماذا الان ..؟
حاولت ان يكون صوتها بارد فسحبها بخفه وقال – اجلسي ..
اجلسها على الاريكه بقربه .. لم تفهم ما يريد ولكنها جلست بصمت ..
بعد فتره من الصمت بدأت تتوتر من الهدوء الذي يخيم عليهم .. قالت بتحويل نبرتها للأنزعاج – هل يمكنني ان اذهب الان ..؟
لم يجب عليها فأستدارت لترى انه كان قد اراح راسه على الاريكه واغمض عينيه .. هل نام ..؟ كان يبدو مسالم جدا الان ..
كانت تريد ان تقف وتذهب بهدوء كي لا يشعر بها عندما امسك يدها مجددا واستدار لينظر لها – لا تذهبي ..
لم تستطع ان تسيطر على نفسها بعد ان قالها بتلك الطريقه اليائسه .. انه ليس ادوارد ..
ماذا اصابه ليتحدث معها هي بهذا الهدوء .. قالت له وهي تحاول ان تبعد يدها عنه – ما بك ..؟
عينيها هي ماكان ينظر لها .. لم تستطع ان تسيطر على قلبها الذي بدأ ينبض بقوه .. هل هو حزين لترك كلارا له ..؟
هل يمكن ان يكـون هذا الامر .. بدت مجرد فكره مزعجه ومؤلمه جدا .. ان كان الامر هو هذا فهي اخر شخص
يمكن ان يطلب مواساتها ..
قالت بعد هذا وهي تحاول الخروج من سحره – هل هي كلارا ..؟
شعرت بالألم وهي تنتظر اجابته ولكنه قال وهو يبعد خصله من شعرها سقطت على وجههـا ..
_ عينــاكِ جميلتـان ..
تجمدت كليا بعد ما قاله .. لازالت يده ممسكه بخصلة الشعر التي رفعها .. قلبها كان في فوضى عارمه
لا يعرف ماذا يصنع سوى ان يدق بقوه جعلتها ترتعش .. ابتسم وكأنه يعرف الاضطرابات التي سببها لها بما قاله
وابعد يده بعدها ليعود لجلسته ولكن بمتابعة النظر لها وكأنه لا يريد منها ان تهدأ ..
احست انه ليس بخير .. كانت تريد ان تمسك بيده وتواسيه .. ان كان حزين على كلارا فستسحق على قلبها
وتقوم بمواساته .. ان كان يريد من كلاارا ان تعود له فستشرح كلوديا الامر لها حتى لو رفضت ذلك مئة مره ..
ولكن ما فعله كان قاسيا جدا عليها .. ما قاله كان جارح .. - هل انتي سعيده لذهاب كلارا ..؟
هل هو بارد جدا ..؟ هل هو كذلك ام انه يشعر ان السؤال بريئ حقا ..؟
كسر قوله هذا كل الاضطرابات التي حدثت لها .. حطم مشاعرها كليا وجعلها تحتقره بهذي اللحضه ..
هل يحاول ان يسخر منها ام انه حقا يراها وضيعه لهذه الدرجه ..
نظرت له بحده قبل ان تقول – لا لستُ كذلك ..
نظر لها وكأنه لا يصدق ما تقول فجعلها هذا تلتهب غضبا – حسنا .. اعتقد انني سعيده من اجل كلارا .. فبالنهايه هي
قد تخلصت من افضع و اقسى انسان على وجهه الارض ..
قال لها وهو يحدق بها – لكن انتي واقعه في حب افضع واقسى رجل في العالم ..
تراجعت وهي تريد ان تهرب من عينيه ولكنه اغلق عليها الطريق للنزول من على الاريكه ..
حاولت ان تنزل عله يبتعد ولكنه ضل بمكانه فعادت تنكمش كي لا تلمسه ..
قال لها – الن تحاولي الان ايقاعي في شباكك ..؟ فبالنهـايه تملكين طريقه جميله ..
ماذا يقصد ..؟ كانت نظراته جريئه جدا حتى انها لم تستطع ان تسيطر على نفسها من الارتعـاش .. كانت نظراته
الان نفسها في تلك الحفله الملعونه التي اخذها لها ايفان في ذلك اليوم .. انه حقا حقير ..
لمس يدها فدفعت يده بسرعه وعنف وهي تقول – لقد اكتفيت .. لقد اكتفيــت ادوارد ..
نظر لها قليلا بينما رفع احدى حاجبيه عندما صرخت بوجهه – سأتوقف عن حبك .. دعني وشأني ..
قال لها بنبره ساخره بينما كان ضوء الموقد يضهر لها نصف وجهه – هل تستطيعـين هذا ..؟
كانت السخريه في صوته تجعلها تفقد اعصابها من القهر بثقته بنفسه .. ولكنها لم تأبه له بل قالت وهي تنظر له
محاوله منع جسدها من الارتعـاش .. – استـطـيـــع .. بالطبع استطيع .. انني اعرف شخصيتك .. اعرفها لدرجه تقززني ..
سوف انساك .. وانسى كل شيء حولك .. لن تسيطر علي بعد الان بنظراتك.. ولن تستطيع ان تحطم حياتي ولن ادعك تدخلها
بعد الان ابدا ... ابــداااا ..
كانت الان قد اُثيرت بشكل كبير .. وكأنها تحاول ان تهرب بصراخها من الخضوع له .. بدأت تتنسف بعد الطاقه
التي استعملتها في قول ما قالته له .. هو كان هادئ بنظره لها ولكن كان في هدوئه بعض المرح .. هل يتسلى بها
كادت هذي الفكره تصيبها بالجنـون حتى قال بهدوء جعل عينيها تتلئلئ بالدموع لشدة سذاجتها ..
– ااه .. اذن ستنسيني .. كم هذا مؤسف ..
كانت سخريته اكبر من طاقتها على الاحتمال .. ما يزال ينظر لها وكأنه لم يفعل شيء .. لقد بدء كل شيء
جيداً .. لماذا كان يجب ان يعـود لسخصيته الحقيقيه .. بل هـو اليوم اسوء من شخصيته الحقيقيه بالف مره ..
لماذا كان يجب ان يتحول الهدوء بينهم لهذا الجحيـم ..
اقترب الان كثيرا منها .. فنظرت له قليلا قبل ان تباغته بيديها وتضربه على صدره ليبتعد عنها.. كانت ضربتها
ضعيفه بالمقارنه مع حجمه و بنيته القويه ولكنه تراجع بهدوء فتغيرت نظرته لتعـود للا مبالاة وكأنه مل منها ..
كان ذاك كله تسليه .. صراخها .. مشاعرها .. اعترافاتها .. كلها كانت تسليه له ..
مانوع القلب الذي يسكـن هذا الرجـل .. او ربما يكـون السؤال الصحيح هل يوجد بين اضلعه قلــبــ ..؟
قال لها بعد ان عاد لينظر للموقد ورئا انها تأخرت بالجلوس – اذهبـي للنـوم .. مادُمتُ قادر على تركك ..
ماذا ..؟ بماذا يتفوهه .. لم تفهم ما قاله ولم تسعى لان تفهم .. تحدث بصوت اشبه بالهمس فلم تتأكد من سماعها كل شيء
بثبات .. كانت مشوشه من رأسها حتى اخمص قدميها .. سارت بسرعه وهي تحاول ان تهرب من مخالب ادوارد التي جرحتها
بشده اليوم .. لقد شعرت انها جُرحت من قبل حبيبهـا .. لقد احست به اليوم .. احست انه قريب منها ..
كان يتحدث معها بأسلوب مختلف .. كان في بادء الامر يريد ان يصل لشيء مختلف .. شيء غير الذي وصلو له ..
وضعت رأسها حالما وصلت لسريرها على الوساده واغمضت عينيها مجبره نفسهـا على النـوم ..
ان القصه هذي شارفت على الانتهاء ..
هكذا عزتـ نفسهـا قبل ان تضع الوساده وتعصرها على وجههـا لتنـام ..


..

هـو صامت ..
عيناه على الطاوله التي كانت تحـوي هاتفهـا الذي نسيت اخذه معهـا ..
كانت يده في طريقهـا لأخذه بعد اعلانه عن وصول رساله .. امسك به قليلا وهو يتأمله ..
فسمع صوتا من خلفه عندمـا كان يهم بفتحه – لقد خسرتَ اذن ..
عاد برأسه للخلف لينظر لآمون الواقف بالبـاب .. لم يقل شيء لبعض الوقت قبل ان يعود لجلسته الطبيعيه ..
قال ادوارد بعد هذا - اعتقد انها اكثر حماقه ممـا توقعت ..
بينما رد عليه آمون - لقد قمت بأستفزازهـا ..
لم يجبه بل فتح الهاتف ليرى الرساله التي وصلتها بدون ان يشعر انه يقوم بشيء خاطئ ..
كانت رساله مختصره من ايفـان .. ( اذا شعَرتي بالخـوف اتصلي بي في اي وقـت صغيرتـي .. )
_ صغيرتي اذن .. هه ..
قالها بهدوء .. ربما سمع امون ولكنه لم يقل شيء .. فقال ادوارد بدون ان يكون في صوته اي اهتمام بالسؤال
– منذ متى انت هنا ..؟
_ لم اقصد التسمـع ولكني خفت عليهـا ..
_ ليس بالامر السيء ..
وقف ادوارد بعد ان رمى الهاتف على الاريكه بدون ان يغلقه .. ابقى الرساله هي اول ما يراه الشخص عندما يفتحه ..
ولكن امون لم يسمح له بالخروج وادوارد لم يبدي اي اهتمام بالموضوع .. ضلا واقفين قليلا حتى قال آمون ..
_ ادوارد لا احب ان اقول هذا ولكني افضل ان تبتعد عنهـا ..
نظر له ادوارد وقال – سنـرى ..
_ لا تتعامل مع الموضوع ببرود .. الا يكفيك ما فعلته بهـا ..؟
بدى الغضب على آمون واضحا الان مما ازعـج ادوارد .. ولكنه لم يقل شيء بل ابعد آمون عن الباب ليخرج بينما ثبت امون
جسده في فتحت البـاب وابعد يد ادوارد عنه قائلا – لقـد جرحتهـا اكثر مما تتحمل .. يجب انـ ..
قال له ادوارد مقاطعا بينما يبدو انه بدأ ينزعج جدا من كلام آمون اذ انه امسك بقميصه – كُفَ عن اسداء النصائح المزعجه ..
قال امون بدون ان يهتم بأنفعال ادوارد – لا اذكر انك طبقت احدى نصائحي في حياتك ..
نظر له ادوارد بأنفعال وعندما لم يجد منه ردا عليه افلته ليرفع يده ويعبث بشعره قبل ان يقول منزعجا – لم اتحملك يوما ..
ضحك آمون عليه بينما اخرج ادوارد سيجاره من جيبه وعاد ليجلس امام الموقـد ليشعلهـا منه ..
_ هل كُنت خائفا ان تبتعد عنك ..؟
صمتُ اطبق عليهم قليلا قبل ان يقول ادوارد ساخرا – لا تجعل الامر يحمل اكثر مما يستحق ..
_ لماذا الان اخترت ترك كلارا ..؟ كانت طريقتك بشعه جدا لتحطيمها ..
_ لم تكن لتتركني لو لم افعل ..
_ لا تفكر سوى بنفسك .. هذا سيء ..
_ لقد قالتها كلوديا قبل قليل ان كُنت قد سمعت .. لقد تخلصت كلارا من اقسى رجل وهذا جيد لها ..
_ هل احببتهـا ..؟
عرف ادوارد ان امون يقصد كلوديا فاستدار له قبل ان يضحك ساخرا ويقول – يا رجـل .. الم تبالغ قليلا بالامر ..
_ هل تعتقد هذا ..؟
_ لقد قلت لي في احدى محاضراتك ان الرجل ان احب امرأه فهو لا يستطيع ان يتخلى عنها تحت اي ضرف ..
وقف بعدهذا وتوجهه للبـاب ليقول قبل ان يخرج – يؤسفنـي ان اقول لك انه ما من شيء كهذا في حياتي ..
خرج بعد هذا ليترك دخان سيجارته يتناثر قليلا قبل ان يختفي في انحاء الغرفه ..
_ انـك اكثـر حماقه منهـا .. ينتهـي الامر بك دائما هكذا ..
تمتم آمون بهذا قبل ان يتوجه لغرفته .. دخل بهدوء كي لا يُقض طفلته النائمه فوجدها متربعه على السرير وهي تنظر له ..
لقد كان نور القمـر الأتي من الشبـاك يضفي جمالا صافيه عليهـا بينما طريقت عبوسهـا الطفوليه نحوه
وكأنه قام بعمل خاطئ تسليـه .. قال لها وهو يقف امامهـا .. – لما انتي مستيقضه ..؟
ردت عليه بأنزعـاج – لقد اردت ان امسك بيدك عندما وجدتك غير موجود ..
كان يريد ان يضحك عليها ولكنه امسك نفسه وقال – الم تعتادي على النوم بدون الامساك بيدي ..؟
_ هل تريد ان افعل هذا ..؟
لقد غلبته اذن .. دون ان تعلم او ان تحاول حتى .. ابتسم لها واقترب ليجلس بقربهـا – هيا عودي للنـوم ..
ضلت تنظر له وقالت متخوفه – ايـن كُنت ..؟
_ ذهبت لأشرب ماء ..
لقد كان هذا حقا ما يريد ان يفعله ولكنه نسى .. قالت له – هل يحتـاج شرب الماء لهذا الوقت كله ..؟
كان هناك اتهـام في كلامها مما اغضبه – هل تريدين مرافقتي في المره القادمه لتتأكدي بنفسك ..؟
خافت ان يغضب منهـا ووبخت نفسها لعودتهـا لعادتها السابقه وقالت – انا لم اقصد ان .. انــ ..
_ ان ماذا ..؟ لم تقصدي ان تشُكي بي .. لم تقصدي انكِ بعد هذا العمر الذي قضيناه كله مازلتِ تخافين ان اخرج
من الغرفه بحجة شرب الماء خوفا من ان اتحدث مع عشيقتي .. هيا تكلمي ..
_ انـا لم اقصد هذا ..
قالت هذا بينما بدت دموعها تنسكب مما اضعف دفاعاته .. كان يهم بالوقوف من على السرير عندما امسكت قميصه
وقالت له يائسه – انا اثـق بـك .. امون ارجوك ..
كانت نظرته قاسيه جدا .. مشككه بهـا .. قال بعد هذا – لقد مللت من هذي الكلمه .. لقد حولت حياتي لجحيم ..
لا داعي لأن تردديها .. افعليها فقط .. اجعلي الامر ملموسا .. فهي لا تفيد ان قلتها كل يوم بدون ان تطبقيها ..
لم تقل شيء .. ان اكملت الحديث ستكون النهايه سيئه جدا .. قررت ان تبقى صامته ..
شعر أمون انه بالغ في توبيخهـا وغضبه كان اكثر مما يجب .. لقد كان مشحون .. وصلت اليوم فقط ولم يرو بعض منذ
مده طويله .. كان مشتاق لها حقا ولكنه لم يكن يضن ان الفتره التي تركهـا فيها لتعيد حساباتها ستنتهي بدون ان
يحدث اي تغير .. امسكها من كتفيهـا ووضع رأسها على الوسـاده .. اغمضت عينيهـا بدون ان تقول له شيء فتمدد
هو ايضا بقربهـا على السرير .. لم تمسك بيده فحرك يده بهدوء ليحتضن اناملها الصغيره .. احس بأنها ارتعشت ..
ولكن لم يحدث شيء اكثـر .. نامت صغيرتـه بعد هذا بهـدوء وهي تعتصر اصابعه بين يديهـا ..

عند استيقاضهـا في الصبـاح الباكر لم تنهض من على السرير وعندمـا ايقضتهـا والدتهـا تصنعت انها ما تزل
في حاجه لبعض النـوم لذا تركتهـا .. لم تعرف ماذا ستفعل .. لقد انقلبت هذي الرحله فجأ الى حجيم ..
لم تعد تريد اكمـالها .. لو انهـا تستطيع ان تطلب من والدتهـا ان يعـودو للبيـت .. لو كانت متاكده
ان والدتهـا لن تستغرب وانهـا لن تبدأ بطرح الأسئله وربط المواضيع لتستخرج نتيجه لا تجرئ على تخيلها
حتى لكانت فاتحتهـا بالموضوع ..
حديث البارحه .. ماذا قالت لأدوارد ياتـرى .. لقد قالت الكثير من الحماقات .. لم تعرف هل كان
ما فعلته صوابـ .. ام انهـا جعلت من نفسها حمقاء امامـه .. ( سأتوقف عن حبـك ) .. لو لم يستفزها
بتلك الطريقه لما كانت تجرأت على قول تلك الكلمات في وجهه .. لقد بدأ نور الشمس يزعجهـا فنهضت من السرير ..
توجهت للحمـام .. عندما كانت تقوم بغسل اسنـانها وبعد ان انتهت كانت تهم بالخروج عندمـا استوقفتهـا عينيهـا ..
تأملتهما قليلا .. عيناكِ جميلتـان .. اقتحمت عبارته مخيلتهـا لترتعش قليلا وهي تتذكر اصابعه على وجهها ..
لقد كان مختلف عندمـا قالها .. كانت ستدفع عمرهـا كله لتسمعهـا منه مجددا .. لا ..! لم تكـن بل هي الان مستعده لذلك تماما ..
هنـاك شيء مختلف فيه .. شيء كان يحاول قوله ولكنه انقلب فجأ وقرر عدم القول .. غموضه يكاد يصيبها بالجنـون ..
يتعامل معهـا تاره بهدوء وبدون ان يبالي بهـا وكأنها غير موجوده .. فيتحـول تاره اخرى لوحش يحاول جرح ماهو حوله
باي طريقه .. انه لا يكاد يقول شيء لطيف حتى يهبط عليهـا بالعبارات الساخره والمستفزه وكأنه يلومهـا على سماعها
كلماته التي كما بدا قد نـدم عليهـا ..
قالت وهي تتنهد – في كل الحالات انــت قاسـي للغايه ..
خرجت وهي تمسح بالمنشفه وجهها من قطرات الماء وغيرت ملابسهـا ..امسكت بمقبض الباب وهي تهم بالخروج ..
لا تريد ان تلتقـي بأحد .. هل سيبدو عليها التوتر ..؟ هل سينتبه احد على انهـا مرتبكه ..؟
يالأهي ان استمريت بهذا فأن قلبي لن يتوقف عن الخفقان .. اغمضت عينيها وتنفست بعمق .. – حسنـا .. انا جاهزه الان ..
فتحت الباب وهي ترسم على وجههـا ابتسامه هادئه .. لم تسمع شيء في البيت .. لم يكن هناك صوت لهم ..؟
الم يستيقض احـد بعد ..؟ سارت قليلا بعد ان القت نظره خاطفه للطابق العلوي فلم يكن هنـاك احد ..
عندمـا اصبحت في الطابق الأول لم تسمع ايضا صوتا .. توجهت لغرفة الجلـوس عندمـا تذكرت انهـا تركت هاتفها
في الليله الماضيه هناك .. وجدته مرميا على الاريكه فحملته وهي تهم بالاتصـال بوالدتهـا ..
انهـا رساله من ايفان .. قرأتها قليلا قبل ان تبتسم لأهتمامه الدائم بها .. ولكن من فتحهـا ياترى ..؟
لا يوجد هناك غير والدتها من ستفتح هاتفهـا .. كانت متوجهه للمطبخ عندما سمعت احدهم ينزل السلالم فأستدارت لترى
من يكـون .. لثـانيه واحده فقط توقف عن النزول عندمـا رئاها واكمل بعدهـا وهو يحدق بها لتنزل عينيه
قليلا للهاتف الواقع بيديها .. احست انه غاضب .. حسنا كم هو بليد بعد كل ما فعله ليلة البارحه والان هو غاضب ..
اللعنه على هذا الرجل ..
حاولت ان تجعل من نظرتهـا غير مباليه الى اقصى حد تستطيع لتلتفت بعدهـا وتتوجه للمطبخ ..
دخلت المطبخ وكانت لامار جالسه تقرأ احدى الصحف وهي تشرب القهوة .. عندمـا رئتها ابتسمت
وقالت لامار – اخيرا استيقضتي .. صباح الخير
_ صباح النور .. هل كنتِ تنتظريني ..؟
_ امم .. ليس تماما ولكني اشعر بالملل لأني وحدي ..
_ اين ذهب الجميـع ..؟
دخل الأن ادوارد المطبخ فتوجهت هي لتصنع لها فنجـان قهوة كي تستيقض تماما ..
قالت لامار قبل ان تجيب عليهـا – صباح الخير انت ايضا .. اين كنت ..؟
نظر لهـا – لن تستلميني بمـا ان آمون ذهب اليس كذلك .؟
قال لها ساخرا .. فردت عليه – كم انت ضريف ..
استدارت بعد هذا لكلوديا التي كانت تنتظر انتهاء القهوة وهي تمسك بكوبهـا ..
_ اسفه كلوديا .. لقد نسيت ان اجيبك .. لقد ذهبو جميعا لعائلة فرانس فقد دعاهم السيد فرانس على الفطور ..
استدارت لها كلوديا – فطـور ..؟
ابتسمت لامار لها فقالت كلوديا لنفسها – لماذا لم يأخذوني معهم اذن ..
قالت للامار – لما لم تذهبـي انتي معهم ..؟
فردت عليها لامار – اشعر ببعض التعب .. لذا لم اذهب ..
مدت كلوديا يدها لتسكب القهوة في كوبهـا فأحست بأدوارد يقف خلفها مباشرتا .. لم يكن قريب فقط بل احنى
رأسه ليصبح قريب من اذنها – هل تكفي لكوب اخر .. ؟
كان يقصد ان كانت تكفي له ايضا .. بالطبع تكفي الا يرا انها ممتلئه بالكامل .. اللعنه على جسدها
لم تعد تستطيع ان تسيطر عليه بعد ان اصبح قريب .. قالت بسرعه – نعم ..
لم تكن تريد ان تتكلم معه ولكن .. سكبت في كوبها وقالت بسرعه – تفضل ..
استدارت وهي تمسكه فكان يجب عليه ان يبتعد قليلا كي لا تغدقه على ملابسها ... اخذه منها واستدار
الان ليخرج من المطبخ .. فنادت لامار له قبل ان يخرج – هل ستخرج ..؟
_ ربما لن اعود حتى الليل .. اخبري كاميليا ان سألت ..
_ حتى الليل .. اوه .. رغم ان المكان هنا ليس عاطفي جدا ..
استغربت كلوديا طريقت لامار في الحديث مع ادوارد .. ولكن ما اثار استغرابها اكثر هو ادوارد
الذي كان يتحدث معها بطريقه عفويه جدا ..
نظر لكلوديا بطرف عينه وهو يجيب لامار – هل تعتقديـن هذا ..
خرج بعدها ليترك لامار تضحك عليه .. بينما ضلت كلوديا تنظر للبـاب الذي خرج منه وهي تشتعل غضبا من تصرفاته
التي لا تستطيع فهمهـا ..
_ من اخذ عقلك معـه ..؟
قالت لها لامار وهي تغمز فأرتبكت كلوديا واستدارت بسرعه لتسكب لها كوبا من القهوة ..
جلست بعد هذا امام لامار وسألت اول ماجاء ببالها كي تغير الموضوع – هل البيت الذي ذهبو له قريب من هنـا ..؟
_ لا بد انكِ رأيته .. انه في اعلا التل ..
قالت كلوديا بسرعه - اااه .. ذلك المنزل الجميل .. كم هذا رائع كنت اريد ان اذهب معهم ..
ابتسمت لها لامار – هل تريدين الذهاب..
_ كنت اريد ان اراه .. لقد بدى لي جميل جدا ..
قالت مبتسمه وهي تأخذ قطعة بسكويت من امامها .. – تعالي لنجلس امام التفاز ..
نادتها لامار وهي تقف فتبعتها كلوديا لغرفة الجلوس ..
فتحت التلفاز ولكن لم يكن فيه شيء يغري ..
_ هل انتي منزعجه من شيء ..؟
سألت كلوديا بحذر عندمـا رأت تشتت لامار .. فنضرت لها الاخرى وابتسمت ..
_ ربمـا خائفه هي الكلمه الاقرب ..
عقدت كلوديا حاجبيها وقالت لها – خائفه ..؟
كانت مستغربه من ما قالته .. صمتت قليلا لامار وكأنها تفكر ان كانت ستخبر كلوديا ام
لا حتى قررت كما يبدو انه ليس بالشيء المهم – لا شيء .. لقد تشاجرت مع امون بالامس لذا اخاف ان يبقى غاضبا مني ..
ابتسمت لها كلوديا .. شعرت ان هذا ليس هو الذي يؤرقها ولكنها لم تسأل بل قالت .. – امون لن يبقى غاضبا .. انه طيب جدا
وهو لن يفعل شيء يؤذي مشاعر احد ..
_ يبدو انك تعرفتي عليه جيدا ..
ابتسمت لها كلوديا – انني اشعر انه حقا كأخي الكبير .. فأنا ارتاح عندما اتكلم معه وهو انسان جيد جدا ..
ابتسمت لها لامار – انه كذلك حقا .. جعلتني اشتاق له ..
ضحكت عليها كلوديا فضحكت هي ايضا .. – انكِ حقا تبدين اصغر من عمرك بكثير ..
_ هل تقصدين انني ابدو حمقاء ..؟
قالت لامار متصنعه الانزعاج فردت كلوديا بسرعه – حقا لا .. ولكن .. فقط انكي لطيفه جدا ..
_ لقد تعلمت ان اكون دائما خلف امون .. ربما لهذا بقيت دائما طفلته المدلله ..
_ اليس هذا رائع ..
ابتسمت كلوديا فردت لها لامار الابتسامه .. سمعو بعد هذا دخول اناس للبيت ..
_ لقد جائو اذن ..
_ لماذا لم تستيقضي مبكرا اليوم ..
كان جون هو اول من دخل وتوجه ليجلس بقرب كلوديا ..
_ القي التحيه اولا ..
قالت له وهي تضربه على رأسه ..
_ مرحبا لامار ..
قال ليغيض كلوديا .. فردت عليه لامار وهي تضحك عليهم – اهلا بك عزيزي ..
عندما دخل السيد مايكل كان يتحدث بالهاتف وروزا كانت مهتمه جدا بالحديث كما بدى لكلوديا .. تابعتهم
ولكنها لم تفهم شيء من الذي قاله السيد مايكل .. كان كلامه قليل جدا واكثر المحادثه كان الطرف الاخر هو الذي يتحدث حتى
دخلو للمطبخ ولم تعد تسمع شيء ..
احست بالقلق ولم تعرف لما فوقفت لتلحق بهم ولكن كاميليا استوقفتهـا ..
نظرت لها مستغربه فقالت كاميليا – هل لكي ان تأتي معي قليلا عزيزتي ..؟
ابتسمت وهي تنظر لباب المطبخ – بالطبع سيدتي ..
لماذا بدت كاميليا وكأنها تريد فقط ان تلهيها ...؟ لا تعرف ولكن هذا ما خطر ببالها ..
نادت لامار ايضا واخذتهم للطابق الثاني .. دخلا احدى الغرف الصغيره التي تقع في نهاية الممر ..
ابهرت الغرفه كلوديا .. ضلت تحدق بها مطولا .. كانت مليئه بالملابس .. اكسسوارت .. احذيه ..
اشياء كثيره .. انهـا جميله جدا .. وكأنها محل للملابس ..
استدارت كلوديا لتنظر لها مستغربه ..
قالت لامار – ااه .. انها ما تزل كما هي من اخر مره جئت فيها ..
_ لم يمض سوى ثلاث سنوات منذ اخر مره جئتي .. لقد صمدت لعشرين سنه ..
ضحكت لامار وابتسمت كاميليا .. تحركت لامار لتنظر للملابس وقالت كاميليا لكلوديا ..
_ انهـا غرفة ملابسي عندما كنتُ ..
صمتت قليلا قبل ان تقول – شابه ..
ابتسمت كلوديا .. – انها جميله جدا ..
_ تعالي ..
نادتها كاميليا فسارت خلفها .. وقفت واخرجت احدى الاشياء المعلقه .. كان ثوب جميل جدا
وفخم للغايه .. رغم ان طرازه كان قديم بعض الشيء ولكن هذا لم يخفي روعته – انه رائــــع حقا ..
ابدت كلوديا اعجابها فقالت كاميليا وهي تعطيه لها – هل لكي ان تجربيه ..؟
نظرت لها – انا ..؟
استغربت طلبها فقالت كاميليا – لقد ارتديته في خطوبتـي ..
نظرت لها كلوديا مستغربه حقا .. في خطوبتها ..؟ منذ ما يقارب ثلاثين عام ..؟
الثوب بدى قديما بعض الشيء ولكن ليس بهذا القدر .. كم هي محافضه على ملابسها ..
ابتسمت ونظرت له قليلا قبل ان تقبل بتجريبه .. لقد اعجبها جدا فأخذته ودخلت لغرفه دلتها عليها
لتغير ملابسها .. كان في تلك الغرفه مراه جميله ..
عندما ارتدت الثوب فتحت شعرها لتتركه ينسدل وبدأت تدور امام المراه لترى نفسها ..
لقد بدى الثوب جميل عليها رغم انه كان ضيق بعض الشيء .. يبدو ان السيده كاميليا كانت انحف منها بقليل
في السابق ..
_ الم تنتهـي بعد ..؟
سمعت صوت كاميليا فخرجت بسرعه .. وقفت امامهـا وهي تبتسم فنظرت لها بأعجاب شديد
عرفت منه كلوديا رأيها ..
جائت لامار وقالت بسرعه – كم انتي رائعــه .. كم تبدين مثيره ..
قالتها مع غمزه فأخجلت كلوديا التي ضحكت ..
_ انك جميله جدا صغيرتـي .. انه يبدو رائع عليك ..
_ حقا ..
قالتها وهي تبتسم فأقتربت منها لامار – بالطبع حقا ..
قالت لها كاميليا – تعالي هيا ..
نظرت كلوديا – الى اين ..؟
_ يجب ان تراكي روزا .. وايضا مايكل اريد ان ارى ان كان سيتذكره ..
احست بالاحراج – لما لا ننادي امي ..
_ تعالي هيا ..
امسكتها لامار وسحبتها معها ..
_ لا تركضي سأقع ..
كانت كاميليا تسير خلفهم .. افلتتها لامار وتركتها تسير امامها .. لقد ارتدت احد احذيه
كاميليا ذو الكعب العالي .. بدت طويله جدا وكان من الصعب عليها ان تسير به ..
_ سأقع حقا الان ..
ضحكت عليها كاميليا بينما قالت لامار – هذا لانك لستي معتاده ..
_ هذا صحيح ..
نزلت السلالم وعندما وصلت غرفة الضيوف كانت والدتها والسيد مايكل وآمون وجون يجلسـون هناك ..
لقد كانت هناك ملامح حزن على والدتها ولكنها ازالتها بسرعه عندما دخلت ..
علقت عيناي عليها عندما سمعت جـون يصفر فاستدر بسرعه لأنظر له بخجل ..
لقد كانت تحاول ان تخبئ خجلها – كف عن هذا
ضحك على خجلها فقالت والدتها – لا تقولي ان هذا هو نفسه ..
كانت روزا تسأل كاميليا وهي مستغربه فردت كاميليا – بالطبع هو .. لم أكن لارميه مهما كان .
نظر مايكل قليلا قبل ان يبتسم لها بحنان .. ولكنه لم يعقب ..
آمون كان على فمه ابتسامه بدت وكأنها تريد ان تصبح ضحكه ولم تفهم لم ..
لامار كانت تتابعه بعينيها عندما قال – تبدين كسيدة فرنسيـه ..
نظرت له وهي ترفع احدى حاجبيها – هل اعتبر هذا مديـح ..؟
ضحك عليها وضحك البقيه ايضا .. قالت لامار .. – انه يعني انك تبدين جميله وانيقه جدا ..
_ اعتقد انني يجب ان اتعلم قليلا بعد عن قاموس آمون ..
_ هذا اكيد ..
قال جون الذي كان يجلس امامها وهو ينظر لها بأستفزاز ..
_ بما اني اصبحت سيده فرنسيه .. لن اجيبك ..
ضحك عليها امون بينما اخرج لها جون لسانه ..
_ حسنا مايكل .. الن تقول شيء عن الثوب ..
نظر لها مستغربا وقال – انه جميل .. كلوديا جميله مهما ارتدت ..
كانت كلمته لطيفه جدا ولكنها احست بان خديهـا اصبحت حمراء الان .. شعرت بالاحراج لان
الضوء كان مسلط عليها .. ففرحت عندما قالت كاميليا – هذا فقط
نظر مايكل لزوجته مستغرب – ماذا ايضا ..؟
_ الا تذكر لمن هذا الثوب ..
اعاد نظره لكلوديا لينظر قليلا وقال بعدها – هل يجب ان اتذكر ..؟
_ كنت اضن ذلك ..
ضحكت روزا عليهم – انه ثوب خطوبتها مايكل .. ربما سيكون يومك اليوم صعب جدا لنسيانك هذا ..
_ اووووه .. هذا صحيح ..
_ لم تتذكره .. فلا تكذب
ضحك عليها وفعل الجميع .. قال بعدها – هذا صحيح .. لقد مر زمن على الموضوع فلا تلوميني
ابتسمت له ..
قال السيد مايكل بعدها يغير الموضوع ..
_ صحيح السيد فرانس قال انهم سيوقيمون حفل في بداية السنه الجديده .. وقام بتقديم دعوه للجميع ..
نظرت له كاميليا – هل تقصد غدا ..؟
_ نعم .. سيقومون بدعوه للموجوديـن هنا ..
_ يبدو انها ليست بحفل كبير ..
_ هذا ما بدا لي .
قالت كاميليا بعد هذا لروزا – هل نذهب ..؟
_ لما لا .. سيكون من الممتع بداية السنه الجديده مع اناس كثر ..
_ هذا صحيح ..
قالت لامار مبتسمه ..
_ هل ستحضر امون ..؟
فأبتسم لها وهز رأسه مجيبا بالموافقه .. شعرت كلوديا ان ابتسامه لامار كانت فرحه جدا
بما قام به .. يبدو انه نسي المشكله التي حدثت معهم بالامس .. كما هو متوقع من آمون .
_ سأذهب لأغير ملابسـي ..
قالت كلوديا مبتسمه وتحركت لتخرج من غرفة الجلـوس .. سارت من الغرفه متوجهه لغرفة الملابس
كي تنزع الثوب .. وصلت للطابـق الثاني وازعجهـا السير بهذا الحذاء المزعج .. سمعت صوت الباب امامهـا يُفتح ..
متـى عاد ..؟ كان هذا ما فكرت به عندما وجدت ادوارد يخرج من غرفته وهو يحمل بعض الاوراق ..
وقف امامها ودفع الباب بقوه فرمشت بسرعه عندما صفقه ..
نظر لها قليلا وانزل عينيه لينظر للثوب الذي ترتديه .. لقد كان هذا محرج جدا .. تركيزه كان يوترها جدا ..
ولكنها عرفت من نظرته انه الثوب لم يكن سيء بتاتا عليها ..
انزلت راسها وسارت بسرعه وهي تريد ان تبتعد ولكن الحذاء لم يكن في صفها فتحرك قليلا
لينعـوج وتفقد توازنهـا .. وقعت ارضا جالسه وهي تمد ساقيها بينما ارتمت احدى فردات الحذاء ارضا ..
لم تجرأ على ان تستدير لتنظر لأدوارد ..
صرخت عندما وقعت ولكنه لم يساعدها حتى ..
بعد قليل سمعت ضحكه من خلفها فأستدارت لترى ادوارد ولأول مره يضحك ..
نظرت له بأنزعاج ولكنه لم يابه بها بل كان يضحك على منظرها .. انزعجت جدا ولم تقف ..
بدأ صوته يضعف حتى احاط خصرها بيديه ورفعهـا لتقف .. عندما لم يفلتها ابعدت يديه بعنف وانحنت لتحمل فردت
الحذاء الذي وقع منها ..
_ ساندريلا اذن .. ولكن بطراز كوميدي بعض الشيء ..
استدارت عندما قال هذا .. نظرت له بعصبيه فأقترب منها قليلا وهو يحدق بها بدون ان يرمش ..
تحركت قليلا للخلف حتى استدارت وهربت منه ..
دخلت الغرفه بسرعه واستندت على الباب .. قلبها كان ينبض بقوه وتشعر بالارتباك ..
_ ماهذا الحظ ..
ابتسمت بعد هذا – ولكنه ضحك على الاقل ..
توجهت لتغير ملابسها وهي تكره نفسها لانها لم تغضب منه ..


في غرفة الجلوس طلبت كاميليا من جـون ان يخرج وخرج آمون ولامار متوجهـين ليتمشـو قليلا ..
قالت روزا لمايكـل – ماذا قال المحـامي ..؟
_ الامر ليس خطير .. فمادامو لم يجدو شيء عليه لن يستطيعو ان يحتجزوه اكثر .. ولكن المشكله ان
المجني عليه يتهمه .. يجب ان يغير اقواله او ان يجدو الفاعل .. رغم ان هذا صعب
_ ولكن ماذا سيحدث له ..؟
سألت روزا بأهتمام فقالت كاميليا لها – سيخرج ان لـم ...
_ اعرف هذا .. اقصد بعدها ..؟
كانت روزا تبدو متوتره جدا .. فرد عليها مايكل بهدوء
_ حتى يجدو شيء يثبت فعلته لن يستيطيعو ان يفعلو شيء ..
جاء لمايكل اتصال فأعتذر وخرج من الغرفه ليجيب ..
روزا رفعت يدها لتعصر جبهتها .. فأقتربت كاميليا منها ولفت يدها حولها – اهدئي عزيزتي ..
_ لقد تعبت .. تعبت جدا كاميليا .. الم يكن افضل لو انه لم يعد .. لم يتغير ولن يتغير ..
_ لم يكن خطئه .. انـه ..
قاطعتها – انه لا يفكر .. هذه هي فقط ..
_ روزا ..
كانت كاميليا تحاول تهدئتها .. فقالت روزا - هل تذكرين منذ 18 سنه ..؟ هل ترين اي تغير حدث له .. الشكل فقط
وقليلا جدا .. انه مشكله .. مشكله كبيره ان عاد لحياتي ..
_ اذن لا تعيديه ..
قالت كاميليا هذا فنظرت لها روزا وكأنها قالت شيء سيء .. اسندت بعد هذا رأسهأ على الاريكه ..
_ هذا صحيح ..
كان وكأنها اكتشفت هذا للتـو .. وقفت بعد هذا ..
_ انا اسفه لهذا ..
نظرت لها كاميليا مستغربه فقالت – لقد افسدت الرحله .. انا حقا اسفه ..
_ لا عليك .. لم يفسد شيء .. اذهبي لترتاحي وسنخرج بعد قليل ..
ابتسمت لها وذهبت للغرفه .. كانت كلوديا قد اعادت الثوب وبقيت قليلا تنظر للأثواب ..
كان كل شيء رائع في تلك الغرفه ولكنها لم تطل المكوث .. عندما دخلت غرفتهـا كانت والدتها مستلقيه على السرير ..
_ ما بك امي ..؟ هل انتي بخير ..؟
ابتسمت روزا – نعم بخير .. اشعر ببعض التعب فقط لاني استيقضت مبكره جدا .. سأنام قليلا ..
_ حسنا .. انا ايضا سأخرج قليلا لأستنشق الهواء ..
_ لا تبتعدي ان كًنتِ ستخرجين وحدك ..
_ حاضر امي .
قالتها وهي تبتسم وتوجهت لحقيبتهـا لتخرج ملابسهـا ..
عندما اصبحت جاهزه نزلت الطابق وذهبت لتبحث عن جـون .. لم تجده في غرفة الجلوس فتوجهت لغرفته ..
غرفته هو وادوارد ولكنهـا كانت متأكده ان ادوارد لم يعد .. طرق على الباب حرك جون من مكانه وفتح الباب ..
_ لقد كُنت ابحث عنك ..
نظر لها وتقدم ليدخل الغرفه فلحقت به .. كان يبـدو منزعج فأستغربت ..
جلس على السرير لنجلس هي على السرير الاخر .. ضل صامتا حتى قالت له – ما بك ...؟
رفع نظره لها واخذ نفس عميق – لا شيء ..
_ بل هناك شيء .. الا تريد اخبـاري ..؟
وقف متردد قليلا وتحرك نحو المكتب الموجود في الغرفـه ليخرج من الدرج اوراق
ويعطيهـا لها .. كان يبدو منزعج فأخذت الاوراق وقرأت منها الشيء القليل ولكنها لم تفهمها ..
_ ماهذه ..؟
نظر لها قليلا وقال – الا تعرفـين ماذا كُتب فيها ..؟
_ حسنا اعرف ولكن ..
ابتسمت لها – بالطبع انتي لن تفهمي امور الشركـات ..
رمت الاوراق عليه – ايها الاحمق هل تريد ان تسخر مني ..؟
ضحك عليها بدون رغبه منه وقال لها بعدها – لا .. ولكن اسمعـي ..
جلس بقربها وهو يحضر احدى الاوراق التي رمتها – هذا هو عنـوان هذا المكـان ..
نظرت له – نعم ..؟
_ وهذه الاوراق هي مشـروع لبنـاء فندق هنـا ..
_ فندق ..؟ هنـا ...؟ لما ..؟
_ في الصيف هذي المنطقه تكـون مختلفه تماما عن الان .. هناك بحر بعد الغابه ايضا و هناك
ساحات رياضه متنوعه وغيرها الكثير .. ولكن كلها تُغلق في الشتاء ..
ابتسمت – انها معلومات رائعه ولكني لم افهم لما انت منزعج ..؟
_ لم تفهمي بعد .. الا تفهمين ان ادوارد يريد ان يبني الفندق هنا .. في مكان هذا المنزل ..؟
_ في مكـان هذا المنزل ..؟ هل تقصد انه

_ نعم .. لن يبقي هذا المنزل لانه يأخذ مساحه كبيره من الارض ..
كانت مستغربه .. لماذا يقوم ادوارد بشيء كهذا ..؟ ان هذا المنزل يبدو غاليا على جميع من فيه ..
ليس فقط مالكيه بل ايضا كل الذين يأتون هنا .. قالت بعد هذا بسرعه – وهل يقبلون والديك ..؟
_ ان الارض هذي بأسم ادوارد وله حريه التصرف .. وايضا امي لا تريد ان تزعجه لذا هي لم تمانع ..
_ هل اخبرتهـا ..؟
_ نعم .. لقد وجدت الاوراق في الصدفه .. لم اكن اعرف لذا عندما اخبرتها قالت ان ادوارد يعرف ماذا يفعل
ولكني متأكد انها تتالم لانه يفعل هذا .. هي فقط لا تريد ان تزعجه ..
بدى جـون حزين ومنزعج جدا من ادوارد وهذي هي المره الأولى التي ترا فيها جـون يتحدث عن ادوارد هكذا
فهـو بالعاده يعتبره الاخر المثـالي والرائع في كل شيء ..
_ لما لا تتحدث معه اذن ..
قلت له وانا ابتسم فرد – وكأنه سيسمع مني ..
_ هو يهتم لك كثيرا .. سيسمع بالتأكيد
قالت وهي تحاول عدم التفكير بكيف ستكـون ردت فعل ادوارد تجاه موضوع كهذا ..
تدخل في اعماله التي يبدو وكأنه يقررها وحده ..
_ يهتم بي ولكن سيقول لي ( انت مازلت صغير ولا تعرف هذه الامور )
ضحكت كلوديا عندما قلد صوته فأبتسم هو – انه هكذا فعلا ..
_ لا تحزن .. لنخرج الان ولا تفكر بالامر ..
_ يبـدو انه جاء الى الرحله فقط من اجل هذا العمل ..
قال هذا ووقف لتتبعه كلوديا ويخرجـون من الغرفه .. كم هذا قاسي .. ادوارد اذن
ليس بارد فقط في حياته العاطفيه .. بل هو هكذا حتى مع اهله .. كم هذا سيء ادوارد ..
_ هل تريدين ان نخـرج ..؟
_ ان كان هذا يناسبك .. استطيع ان اخرج لوحـدي ايضا ..
_ لا سأخرج معك .. سيكـون هذا افضل من الجلوس هنا ..
عندما وصلو لغرفة الجلوس كانت كاميليا تجلس هناك بمفردهـا فقال لها جـون بخجل – هل تريدين ان تخرجي معنا امي ..؟
ابتسمت له وقالت – الى اين ستذهبون ..؟
_ لا اعرف .. كلوديا تريد ان تخرج ..
_ انا لن اخرج الان .. اذهبـو انتم ..
كان يبدو وكأنه يريد ان يواسيهـا ولاكنه لم يعتد على الامر ولا يعرف فتركها وخرج ..
_ انت لطيف جدا ..
قالت كلوديا وهي تضحك عليه فقال لها بحده – لستُ كذلك ..
ضحكت عليه فسار امامها منزعج ..
_ لما لا تحب ان يلاطفك احد ..؟
سألته وهي تسير خلفه فلم يجبهـا .. قالت بعدها – هل تعرف انك تشبه ادوارد كثيرا ..
_ هذا ليس صحيح ..
_ حسنا بالطبع انت طيب ومرح ولطيف وتمزح وتلعب كثيرا .. ولكنك ايضا بارد في بعض الاحيان ولا تراعي الاخرين ..
استدار لينظر لها وكأنه انزعج من رأيها فيه فقالت بسرعه – ولكن هذا كله سيزول ان قررت هذا .. فأنت ما تزل صغير
_ هل اصبحتـي دكتوره نفسيه ..
ضحكت – لم لا ..
_ تعالي هيا .. هل تريدين ان تذهبي للغابه ..؟
_ غابه ..؟ لما ..؟
_ تعالي وسأخبرك عندما نكـون هنـاك ..
سارت معه متوجهين للغـابه .. عندما دخلوهـا كانت في بادء الامر شجيرات قليله حتى بدت
بالكثافه ..
_ هيا اخبرنـي .. انها غابه عاديه ليس فيها شيء مميز ..
_ هل تعتقديـن هذا ..؟
_ هذا ما هو عليه الحال ..
وصلو لشجره تقع في وسط الغابه .. كانت كبيره بعض الشيء وهناك شيء فيهـا ..
نظرت قليلا وقالت وهي تفكر – كـوخ ..؟ ماهذا الشيء ..؟
_ انه منزل ادوارد ..
_ ماذا ..؟
قالت له وهي مستغربه .. ماذا يقصد بمنزل ادوارد ..
_ اسمعي هو لا يعرف انني اعرف عنه .. تقول امي انه كان يأتي له كثيرا عندما كان صغير ..
لقد بناه هو ورالف .. الرجل الذي يعمل لدينـا ..
_ نعم اعرفه ..
_ تقول امي انه غضب منهم في احدى المرات عندما كان في عمر العاشره فقرر ان يعيش لوحده
وساعده رالف في بناء هذا المكـان .. بالطبع هم لم يبنوه هكذا .. لقد كان مجرد خشبه واعمده على الشجره
ولكن ادوارد جعل منه بهذا الشكل مع مرور الوقت .. هو يأتي الى هنا كثيرا عندما نكـون هنا ..
ولكنه لم يقل لأحد عنه .. ربما يعرف ان امي تعرف به ولكنها لم تأتي بوجود ادوارد ابدا وهو لم يدعو احد
لهذا المكـان ولم يتحدث مع احد عنه ..
كانت تبتسم وهي تنظر له .. كم يبـدو مشابه لأدوارد .. وحيد عالي ومميـز ..
_ الا نستطيع دخوله ..؟
نظر لها – هل انتي حمقاء .. ادوارد سيقتلني ان علم انني جئت الى هنا ..
ضحكت عليه – لن يفعل شيء ..
_ تعالي .. لا يسمح لنا بدخوله وهو شيء خاص به ..
يبدو ان جـون يقدر اخوه جدا .. انه لا يفعل شيء حتى ان كان يشك ان ادوارد ربما ينزعج من الامر
كم هـو رائع ..
سارو خارجـين من الغابه ولكنها اصبحت متشوقه الان جدا لرؤيت منزل ادوارد ذاك ..
ماذا في داخله ..؟ ماذا يفعل عندمـا يكـون فيه ..؟ انه حقا شيء رائع .. كانت تستدير قليلا عندما
تسير وهي تنظر للمنزل الذي بناه حبيبهـا .. كم يبدو جميل ..
خرجو من الغابه وهي تشعر بأحساس غريب تجاه هذا المكـان . لقد بدت تشعر بالانزعاج كما هو الحال
مع جـون .. سيكـون ادوارد قاسيه جدا ان قام بهدم كل هذي الذكريات ..
سارت قليلا مع جـون في انحاء ذلك المكـان .. لم يكن لدى احد في ذلك اليوم المزاج ليتزلج
فلم يقم احد بذلك .. عندمـا عادت للبيت كانت كاميليا وروزا قد خرجـا كما قالت لامار ..
وجـون قال انه سيذهب ليستحم ..
_ اين آمون ..؟
_ انـا هنـا ..
دخل غرفة الجلـوس عندما سمعهـا وجلس قرب لامار .. احاط زوجته ولف يده حول
خصرها فأحست كلوديا ان لامار ارتبكت .. تقدمت قليلا في جلستهـا ولكن امون لم يهتم لها
بل ابقى يده حول خصرها .. استغربت كلوديا من تصرف لامار .. هل هي خجله ..؟
هذا مستحيل .. اذن ماذا بها .. هل تشاجرا من جديد .. لقد بدت متوتره ولم تقل شيء بينما بدى
على امون الاسترخاء ..
_ هل رأيتي ادوارد ..؟
لم تفهم ماهو المغزى من سؤاله ولكنها اجابت – لا ..
_ اين كنتِ ..؟
استطاعت لامار ان تسأل الان فأجابت كلوديا – خرجنـا قليلا انا وجـون ..
_ هل تزلجتمـا ..؟
_ لا ..
_ يبدو ان الجميع انقلب مزاجهم في هذي الرحله ..
ابتسمت عندما سمعت كلام آمون الذي وقف وسار نحو النافذه ..
احست ان اسارير لامار هدئت وارتاحت بعد ان ابتعد عنها ..
( هذان الاثنان سوف يصيباني بالجنـون ) ..
_ لقد اتصلت امي ..
قال آمون هذا فأحست كلوديا ان لامار انزعجت ولكنها لم تقل شيء ..
_ تسأل متى تعـودين ..؟
ماهذا التصرف من امون .. ولكن لامار قالت – متى تريد ان اعود ..
بدى الجو متوتر وازعج هذا كلوديا فصرخت – هل تستطيعون ان تتوقفو عن مشاكلكم العائليه كلما
دخلت ..
نظر لها امون قليلا مستغرب حتى بدا بالضحك وكذلك فعلت لامار ..
_ انا اسف .. ولكن ليس هناك اي مشكله نناقشها الان ..
_ اذن تستطيع ان تقول لوالدتك بدون ان تسأل لامار انها ستعود معك عندما تعود .. اليس هذا واضح
_ وان كنت سأتأخر ..؟
_ اذن ستتأخر معك ..
نظر لها وبعدها للامار التي كانت تبتسم لكلوديا .. قالت بعدها لأمون وكأنها تشجعت .
_ هذا صحيح .. سأعود فقط عندما تقرر انت العوده ..
_ اذن لقد افسدتي زوجتي كلوديا ..
ابتسمت بنصر – هذا هو المتوقع مني
ضحكا عليها ..
_ لا اعتقد ان احدا قام بصنع الغداء .. وانا جائع ..
نظرتا له وقالت لامار – هل هذا طلب ..؟
اقترب وجلس بقربها – استطيع ان اذهب لأاكل في منزل السيد فرانس .. كما تعرفين انا مرحب بي هناك ..
نظرت له بعصبيه ووقفت – لن تذهب الى هنـاك ..
ضحك عليها ونظر لكلوديا – هل رأيتي كم زوجتي مستبده ..
_ تستحق هذا
_ اذن لقد اصبحت لامار اقرب مني لك .. كم هذا محزن
ضحكت كلوديا عليه ووقفت مع لامار – لنقوم بصنع شيء للاكل .. انا ايضا جائعه ..
_ حسنا عزيزتي ..
استدارت بعد هذا للأمون – هكذا يطلبون الناس ..
_ استميحك عذرا حبيبتي ..
ابتسمت له وسارت مع كلوديا للمطبخ ..
بدأت في اخراج بعض المكونات لتصنع الطعام .. لم تتحدث كلاهما بشيء ..
كان كل واحده سارحه في افكارها حتى قالت كلوديا – هل تشاجرتما مجددا ..؟
نظرت لها مستغربه وقالت – لا ..؟ لما تسألين ..؟
_ اشعر انكِ منزعجه .. فقط ..
كانت كلوديا تجلس وهي تقطع الخضار فأقتربت لامار منها وقالت بدون مقدمـات
_ انا حامـل ..
كان صوتهـا اشبه بالهمس فأستدارت كلوديا بسرعه لها وعلى وجهها علامات الاستغراب – ماذاااااا ....؟؟؟؟؟
_ هسس .. لا تصرخي
صمتت وهي تنظر مستغربه لها فقالت مجددا – هذا هو .. انا خائفه لاني حامل ..
_ وآمون لا يعرف ..؟
هزت رأسها ..
لقد خطر ببال كلوديا في احدى الايام ان تسألها لما ليس لديهم اطفال رغم انهم
متزوجين منذ زمن ولكنها قررت انها لن تسأل فربما يكون السبب محزن او
ان هناك مشكله في الامر .. ولكنها لم تتوقع ابدا ان تكـون لامار حامل .. لماذا لا تخبر امون اذن ..؟
دخل امون الان فوجد علامات الاندهاش على كلوديا وهي تنظر للامار فأتسغرب ..
_ ماذا هناك ..؟
عقد حاجبيه فقالت لامار بسرعه – لا .. لاشيء ..
نظر لكلوديا التي قالت – موضوع للنسـاء فقط ..
ضحك عليها – اذن هو لا يخصك ايتها الطفله ..
_ لو لم تكن لامار هنا لرميت عليك هذي الخياره ..
ضحك ونسي الموضوع .. هذا جيد لم يستفسر اكثر ..
بقيت احدق قليلا بلامار التي اشارت لي ان اصمت وهذا ما فعلت .. استدارت لتكمل الطبخ فوقف امون خلفها ..
همس بأذنها مما احرج كلوديا التي لم تسمع ما قاله ..
قالت له لامار – اصنع حساء السمك .. كمـا ترى ..
عرفت كلوديا انه سألها ماذا تفعل .. عندما انتهت من تقطيع الخضار سمعت صوت هاتفها يرن
فخرجت من المطبخ متوجهه له كي تجيب ..

كان امون ما يزل يقف خلف لامار قال لها بعد هذا وهو يبعدها عن الطباخ – مابك ..؟
نظرت له وهي تبتسم – لا شيء ..؟ انا سعيده فقط لاني معك ..
_ انتي معي منذ زمن .. مالجديد ..؟
_ لا جديد .. ولكني منذ زمن حتى الان لم اكن سوى سعيده بقربك ..
نظر لها مشكك فقالت له – هل هذا سيء ..؟
ابتسم وهو يحتضن وجهها – السيء هو ان لا تخبريني بما يحدث معك ..
عرفت انه يعرف انها في مشكله .. ولكن كما يبدو هو لم يستطع ان يخمن بعد ماهي ..
_ حقا ليس هناك شيء .. احاول فقط ان اكون كما تريد ..
_ ان تبعدينـي عنكِ ليس هو ما اريد ..
_ اقصـد ..
لم تعرف كيف تكمل فقد كانت على مشارف البكاء وهي تشعر انها تخدعه بعدم
قولها له انهم ينتضرون مولود .. ولكنها تخاف من ردت فعله .. لقد اوضح لها انهم ليسو مستعدين الان
للأنجاب .. بينما بالنسبه لها منذ اول يوم تزوجو فيه كانت هي مستعده ان تحمل طفله بين ذراعيها ..
هذي هي امنيتها التي لم يستطع ان يفهمها ابدا .. ولن يستطيع ..
_ امي ايضا لاحضت انكِ لم تكوني على ..
_ لم اكن بخير منذ ان تركتني ..
_ وانتي الان ايضا لستِ بخير رغم انني معك ..
_ انا بخير .. حقا امون انا بخير ..
بدأ هاتفه بالرن الان .. لم يخرجه من جيبه بل لم يتحرك ولم يدعها تتحرك ..
_ احدهم يتصل بك ..
كان يحدق بها وكأنه يريد ان يخرج كل مافي داخلها .. لم تخفي عنه شيء من قبل وهي تشعر انه
سيعرف الموضوع ان قامت باي تصرف خاطء .. اصبحت متوتره جدا ..
فأدخلت يدها في جيب قميصه واخرجت الهاتف ..
الاسم الذي كان عليه هو اماندا فرانس .. نظرت له وهي منزعجه وقالت بعدها
محاوله ان يبدو صوتها طبيعيا – انها امانـدا ..
_ لتكن ..
اذن لن يجيب .. ولكنها لم تعد تتحمل .. ليست مستعده لان تخبره باي شيء الان
وان استمر بهذا فهي ستقول كل شيء .. ضغطت على زر الاجابه واجابت هي .
_ الـو ..
جائها نفس الصوت المتعجرف الذي قد نسيته تماما – الـو .. من هنـاك ..؟
قالت لامار – انهـا انـا .. لامار ..
_ اه ..
خرجت هذي فقط .. بدى بعدهـا وكأن الفتاة انزعجت – هل آمون موجود اذن ..؟
_ بالطبع .. انه يقف امامي تماما ..
ابتسم امون لا اراديا عندما رأها وهي تحاول اغاضة الفتاة .. فقالت لها اماندا ..
_ هل استطيع ان اتحدث معه ..؟
_ اسفه ولكننا مشغوليـن حاليا .. اتصلي بعد ساعه ..
واغلقت الهاتف ويدها ترتعش .. نضرت له منزعجه فقال – ماذا ..؟
_ ماذا تريد منك ..؟
_ لا اعرف .. انتي من تحدث معهـا ..
_ كم هي حقيره ..
ضحك عليها – لا تقولي هذا .. لم تفعل شيء
ابتعدت عنه وهي تضع الهاتف على الطاوله – لا تدافع عنهـا ..
_ حسنا كما تشائين .. دعكِ منهـا ..
_ عندما نذهب للحفل لن تتحدث معها .. وستبقى معي طول الوقت ..
_ لقد كبرتي .. توقفي عن التصرف بأنانيه ..
_ هذه ليست انانيه .. انهـا غيره ..
قالت هذا مما جعله يبتسم ..
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-29-2014 الساعة 11:09 PM
  #95  
قديم 12-13-2011, 06:55 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_01_14139096734029572.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


... الجزء السابع عشـر ..


كلـوديا كانت تتحدث مع ايفان في غرفة الجلوس وهي تجلس امام الموقد .. سألها فجأ ..- لما عادت كلارا ..؟
للحضات احست بالارتبـاك .. انتظرت ان يكمل .. ان يقـول شيء اخر ولكنه كان ينتظر جوابهـا ..
قالت بسرعه – لا اعـرف ..
انهـا كذبه مباشره .. ولكن لا يمكنها ان تقول غير هذا .. قال وهو يفكر – هل حدث شيء بينها وبين ادوارد ..؟
تنفست بقوه وقالت منزعجه – انا لا اعرف ..
_ ما بك ..؟
_ لا شيئ .. ولكن حقا لا اعرف ..
_ هل انتي منزعجـه من شيء ..؟
حاولت ان تهدء وتبتسم – لا لستُ كذلك .. ولكن يجب ان اغلق الان ..
_ حسنا .. كما تشائيـن .. اراكِ اذن ..
_ وداعاً ..
اغلقت بعد هذا .. نفس طويل خرج من حنجرتهـا سمعت بعده لامار تناديها .. تركت الهاتف وتوجهت
للمطبخ .. لم تعد تشتهي الطعـام .. وجدت لامار وقد كانت تضع الصحـون على الطاوله وامون يجلس
ينتظر ان تنتهـي .. كانـا يبدوان عائله جميله .. صوبت عينيها على بطن لامار .. لم تبدو انها حامل ..
يبدو انهـا في بداية الحمل .. هل تخاف ان يجبرهأ امون على ان تسقط ان اخبرته .. ؟
ولكن يبـدو ان امون جيد جدا ويعشق الاطفـال .. ساعدت لامار وجلستا كليهما على الطاوله ..
لم تقل انها لا تريد ان تأكل لألا يقلقان عليهـا .. اكلت قليلا وكانت شارده في تفكيرهـا ..
كان هناك حديث بين امون ولامار ولاكنها لم تسمع منه شيء ..
_ كلوديـا ..؟
حركها امون فحركت راسها – هم ..؟
_ الى اين وصلتـي ..؟
قالت وهي تبتسم – الى فرنسـا ..
_ هل تفكـرين بكلارا ..؟
نظرت للامار مستغربه ..؟ كلارا ..؟ ماذا اتى بها الان ..؟
تذكرت بعد هذا ان كلارا عادت لفرنسـا .. ولكنها لم تكن تقصد شيء بقولها فرنسا كانت
تجاري امون فقط ...
ابتسمت – لقد كنت امزح فقط ..
_ لقد كانت وقاحه ما فعلته معك ..
ابتسمت بحرج وهي لا تعرف ماذا تجيب .. هل تعرف لامار شيء ..؟ نظرت بعد هذا
لآمون الذي كان يتابعها وكأنه يريد ان يحصل على ردات فعلها جميعا ..
_ انا لستُ غاضبه منها .. لقد حدث سؤ فهم بسيط و ..
و ..؟
فكرت بماذا تكمل ولكن لم يحضرها شيء .. ابتسمت لامار لها وكأن الفكره وصلت ..
هذا احرجها اكثر .. قال امون بعد ان ترك الملعقه من يده – الذنب كله يقع على ادوارد .. لا تشعري بالحزن
فأنتي لا شأن لكِ ..
حدقت به قليلا قبل ان تقف بسرعه .. امون يريد ان يصل لشيء بمحاولاته الدائمه للحديث عن ادوارد
ولكنها ليست مستعده ابدا ان تفتح موضوع ادوارد مع احد .. تكاد تنساه .. هي تعرف انها تستطيع
ان تفعل هذا عندما تعود .. عندما لا تكون هناك حاجه لرؤيته ستنساه فلا داعي ان تفتح الموضوع مع احد ..
_ يجب ان اذهب الان .. هناك شيء يجب ان اقوم به .. لن اتأخر ..
ابتسمت لهم وخرجت مسرعه .. لم يقولا لها شيء ..
_ هل هنـاك شيء بينهم ..؟
سألت لامار امون بهدوء وهي مستمره في النظر للباب الذي خرجت منه كلوديـا ..
فقال لها متسائلا – لماذا ..؟
_ ادوارد يبـدو مختلف ..
_ ماذا تقصـدين ..؟
_ انـه .. ماذا اقول .. تعامله مع كلوديا مختلف .. اشعر انه ينظر لها كثيرا ..
_ تشعريـن ..؟
_ امون ما بك .. لا اشعر ولكنه حقا ينظر لها طوال الوقت .. حسنا هو لا يحاول ان يلفت انتباهها ولا اقول
انه نظرته لها حالمه او عاشقه ولكن ..
صمتت قليلا قبل ان تقول بهدوء وكأنها تسأله – هو مهتم بها .. اليس كذلك ..؟
قال امون بعد ان ابتسم على تسطيرها العابث للكلمات – اعتقد ان هذا ما اخشاه ..
_ تخشاه ..؟ لم ..؟
_ هـي مختلفه عن عالم ادوارد .. سيحرقها ان اقتربت منه بدون ان يعرف حتى ..
نظرت لامار مستغربه لزوجهـا – ليس الى هذه الدرجه .. ان كان يحبهـا فلن يفعل شيء ..
_ ان كـان يحبها ..
_ بدت تخيفنـي عليهـا .. من كلامك افهم انهـا ..
هز رأسه لها – نعم .. هي مجنـونه به ..
ضحك بعد هذا – ولكنها تضن ان طريقتهـا في اخفاء الامر ناجحه ..
صمت قليلا ليكمل – هي حقا فتاة بريئه وحمقـاء ..
_ كم هو رائع حقا لو اصبح الامر حقيقي ..
_ هل تعتقـدين هذا ..؟
_ ربما يتغير ان شعر بها .. الا تشعر بهذا ..؟
_ من الصعب ان يتغير ادوارد الان .. ان تعامله معها تغير فقط لانها تخرجه من الملل الذي هو فيه ..
تحاول ان تتجاهله فيحاول ان يرضي غروره بتحطيمهـا وجعلها تفكر به فقط .. المشكله هي انه يستطيع
ان يلعب بها كيفما يشاء .. هي هشه جدا امامه ..
_ لا اعتقد هذا .. فمع برائتها كلها ولكنها عنيده جدا ..
ابتسم – وانتـي ..؟
استغربت سؤاله – انا ..؟ ماذا تقصد ..؟
_ هل سيدوم عنادك طويلا ..
ابتسمت وهي تحاول تصنع عدم فهم شيء .. وقفت بعد هذا لتنضف الطاوله – لقد بدت تشك بي كثيرا .. هل انتقلت العدوى لك
..


عندما خرجت لم تكن تعرف الى اين ستذهب .. كانت تريد ان تبتعد عنهم فحسب ..
بدأت تسير في الانحاء بدون ان تقصد شيء معيـن .. بدت بعد هذا بتغير مسارها للغابه وهي تفكر
بلامار وآمون وطفلهمـا .. ماذا يمكن ان يكـون سبب اخفائها الامر عنه ..؟ رفعت وجهها للسماء لتنظر للشمس التي
بدأت بالمغيـب وتذكرت فجأ منزل ادوارد الذي على الشجره .. نظرت قليلا للأمام وابتسمت ..
هل يمكن ان تذهب له بدون ان يشعر احد .. تحركت لا اراديا وهي تفكر انها ان رأت انه هناك ستعـود بسرعه ..
_ انهـا مغامره كبيره .. اذن سأقوم بهذي الحماقه وادخل حصن ادوارد ..
ابتسمت لنفسها من الاثاره التي شعرت بها وكأنها في فلم بوليسي وتحركت بهدوء حتى وصلت للمكـان المطلـوب ..
بقيت واقفه وهي تنظر من بعيد للمنزل .. لم يكن فيه حركه وهو كما تركاه هي وجـون .. اقتربت بحذر حتى اصبحت اسفل السلالم .. كانت السلالم من خشب ولكنها مصنوعه بطريقه هندسيه جميله جدا .. يبدو انه خسر الكثير على بناء
هذا المنزل .. ضلت تتأمله قليلا وهي مبتسمه قبل ان تقرر الصعود .. وصلت ووقفت قليلا امام الباب
وعندما همت بالدخـول وجدته مفقلا .. انزعجت جدا وبدأت بمحاولة فتحه بقوه بعض الشيء ولكنه كان
وكأنه باب لمنزل طبيعي .. ماهذا الادوارد .. لا يفوته شيء ..
كانت تريد ان تعود عندما شدها المصباح القابع قرب الباب .. كان جميل جدا
وتخيلت انه سيكون رائع لو اشعل في الليل .. لمسته فأحست ان فيه شيء ..
رفعت يدها فوجدت ان هناك فُتحه في داخله .. ابتسمت وهي تشعر بالنصر عندمـا اخرجت المفتاح منه ..
_ ادوارد مُهمل جدا ..
ابتسمت وفتحت الباب .. لقد كان حقا هذا المفتاح هو للباب .. – ان الوضع يصبح حماسي جدا ..
دخلت بهدوء فوجدت البيت صغير من الداخل .. كان مكـون من غرفه واحده كما توقعت وفيها اشياء كثيره مبعثره ..
الغرفه جميله ومرتبه ولكن هناك اوراق وبعض الاقلام المرميه باهمال على الارض .. كانت الغرفه مضلمه بعض الشيء
لان الستائر كانت مغلقه .. توجهت نحوهم لتفتحهـا وكان هناك شباك صغير يطل على بقعه جميله في الغابه ..
ظلت تنظر منه قليلا وبعدها استدارت لتنظر للغرفه .. هناك سرير في زاوية الغرفه وايضا هناك رف يوجد عليه
الكثير من الكتب والاوراق .. بقرب السرير هناك طاوله صغيره فيها درج يحمل مفتاح .. اقتربت فضربت شيء
بقدمها .. نظرت للأسفل فوجدت الميداليه التي تحمل الحرف | ك | مرميه ارضا .. عقدت حاجبيها وحملتها ..
_ الم يقل انها لوالدته ..
يبدو انه نسيها اذن في جيبه .. وضعتها على الرف وتوجهت لتجلس على السرير .. كان ديكور والوان الغرفه
جامد بعض الشيء .. ليس هناك لمسه ابداعيه .. اذ انه مرتب فحسب بينما الاوان كانت اكثرها خشبيه او سوداء ..
حتى الستائر كانت مقلمه بالاسود والازرق وهو الون الوحيد الداخل في الغرفه .. هناك ايضا خزانه يوجد فيها بعض الملابس ..
يبدو ان ادوارد يقضي وقتا طويلا هنا .. بينما هي لم تجد انه خرج كثيرا من المنزل منذ ان جائو ..
فتحت الدرج وهي تشعر بتأنيب الضمير لتدخلها بخصوصياته .. ولكنه لن يعرف .. وهي لا تستطيع ان توقف فضولها لمعرفت
كل شيء عنه .. وجدت في الدرج بعض الاوراق ايضا .. – ادوارد ليس في حياته شيء سوى اوراق وعمل ..
كانت ستغلقه بعد ان وجدت انه ليس هناك شيء مثير في خزائنه عندما لمحت مجموعة صور .. رفعتها وكانت من تلك الحفله
التي اعلنو فيها خطبتهم .. احست بالانزعاج وبدت تقلب الصور .. هناك صوره لكلارا وصوره لجـون مع امه وابيه ويبدو ان ادوارد هو من التقطها لم .. ايضا هناك صوره له هو كلارا وهي متعلقه بذراعه وكانت تبدو سعيده جدا..
شعرت بالاستياء لما حدث لها .. اخر صوره كانت مجعده بعض الشيء .. استغربت منها فقد كانت الصوره لها هي وايفان
وكلارا .. كان ايفان يقف في الوسط وهي وكلارا يفقن بقربه .. ابتسامتها كانت مبالغ فيها بعض الشيء ..
ضحكت على نفسها ولكنها كانت تبدو جميله بثوبها الاسود الذي ارتدته يومها ..
_ حسنا رغم ان ثوب كلارا اجمل منه ..
ضلت تنظر قليلا للصوره .. لماذا توجد هذه الصوره لديه ..؟ لم يحتفض بها ..
ولما قد جعدها هكذا ..؟ - ربما هو لا يحب ايفان لانه مقرب جدا لكلارا .. هل يعقل ان يكون هذا هو السبب ..
هل يغار عليها .. – ادوارد يغـار ..؟
قالت هذا وضحكت بعدها .. كم هو غباء .. ادوارد واثق من نفسه وبدون شيء كلارا ترمي نفسها دائما عليه
ليس هناك سبب ليغار ابدا .. ذاك الرجل اصلا لا يعرف كيف يغار ..
اعادت الصور للدرج واغلقته .. وقفت تتأمل قليلا من الشباك وهي تفكر .. انها تقترب اكثر منه كلما قررت نسيانه ..
_ لماذا ..؟ هل انا حقا فتاة تهوى ان تعذب نفسها ..؟ هل يعجبني ان اضل هكذا معه .. يكرهني ولا يهمني .. هل ما يهمني
فقط ان يكون معي مهما كان الثمن .. لا . يجب ان ابدا بالتفكير بغقلانيه اكثر ..
ابتسمت بالم عندما وقفت بالباب وهي تنظر للغرفه .. لما تحتويه .. انها لأدوارد .. ادوارد وحده .. هل هذا هو عالمه ..
فارغ الى هذه الدرجه ..؟ فتحت الباب وهي تشعر ببعض الخوف من ان يشك ادوارد بان هناك من دخل البيت |..
ولكن مهما يكن هو لن يفكر بها ابدا .. قبل ان تخرج انتبهت انها افسدت ترتيب فراشه .. توجهت بسرعه نحو السرير ورتبته
كي لا يبدو وكأنه اُستعمل .. وخرجت بعد هذا ..
عندما خرجت كانت الشمس قد غـابت والغابه اصبحت مخيفه بعض الشيء .. بدأت بالجري حتى خرجت منها وهي تلهث ..
ضحكت بعد هذا على نفسها وهي تشعر بنفسها مجنـونه .. بدت الان بالسير نحو المنزل .. عندما اصبحت قريبه منه التقت بأدوارد الذي كان يحمل عدة التزلج .. يبدو انه كان يقوم بالتزلج .. كم هـو رياضي .. هذا ما فكرت به قبل ان تكمل طريقها
بدون ان تلتفت له .. وصلت للبيت قبله فقد بدت تسير بسرعه حتى لا تقابله .. لم يفتح لها الباب احد عندما بدت بطرقه ..
الا يوجد احد في الداخل ..؟ بدت تطرق اكثر فأكثر ولكن لم يجبها احد ..
كانت تقف امام الباب وهي منزعجه فضرب احد بخفه على رأسها مما افزعها .. استدارت بسرعه لتجد ادوارد امامها ..
_ هل تنتظرينـي ..؟
نظرت له منزعجه وقالت – من تظن نفسك ..
ظرب يديه في الباب وحبسها بينهم .. ضل يحدق بها مطولا ولكنها لم تضعف .. لقد قررت ان لا تضعف مجددا امامه ..
قال وهو يجيب على سؤالها ساخرا – ادوارد .. هذا ما اضنه ..
المفتاح كان بيده .. هدئت قليلا ورفعت يدها محاوله الا يلاحضها وخطفت المفتاح من بين اصابعه اذ انه كان يمسكه بأهمال ..
استدارت بعدها لتفتح الباب ... ابتسم وانزل يديه وهو ينتظر منها ان تفتح .. لقد ارتعشت الان وهي تفتح الباب .. احست به يراقبهـا ..
استطاعت ان تسيطر وتفتح الباب بدون انفعالات .. دخلت وتركت الباب مفتوح ولم تخرج المفتاح منه .. اخرج هو المفتاح ودخل بعدها .. خلعت حذائها ومعطفها في المكان المخصص لها ودخلت مسرعه لتهرب منه ..
لم يكن هناك احد .. ولا صوت .. يبدو ان الجميع مازال في الخارج ..
ذهبت للطابق العلوي لترى ان كان هناك احد ولكن لم يكن في الغرف احد ..
نزلت بسرعه لهاتفها .. وجدت ان والدتها اتصلت بها مرتـين فأعادت الاتصال بها مجددا ..
_ اهلا كلوديا .. اين انتي لما لا تجيبين ..؟
_ لقد كنتُ في الخارج ونسيت الهاتف .. اين انتي امي ..؟
_ نحن جميعنا هنا نتزلج .. لما لم تـأتي ..؟
_ لم يخبرني احد ..
_ حسنا لا داعي لأن تأتي بعد .. سنعـود بعد قليل .. هل انتي وحدك في المنزل ..؟
_ اه .. لا ادوارد ايضا هنا ..
_ اها .. حسنا اذن .. سنأتي قريبا ..
_ لا تتأخري امي ..
_ حاضر عزيزتي ..
اغلقت بعد هذا وهي تشعر به واقف في باب غرفة الجلوس يراقبها .. لم تجرء في بادء الامر على ان تستدير له ولكنها سارت بعدها لتخرج من الغرفه فكان يجب عليها ان تتخطاه ..
تخطته حتى تخرج من الغرفه بدون ان تلتفت له حتى .. انها خطوه جيدا كلوديا .".
هذا ما قالته لنفسها عندما اصبحت في غرفتها .. ستبقى فيها حتى يأتون .. لن تجلس معه مهما حدث ..

...

في المنحدرات الثلجيه كانت كاميليا تقف بقرب روزا .. قالت لها عندما انهت مكالمتها – هل عادت كلوديا للمنزل ..؟
_ نعم ..
ردت كاميليا وهي تنظر لجـون الذي بدى رائعا وهو يتزلج ..
_ ان جـون يصبح شيئا فشيئا رائع في هذه الرياضه .. بات يشبه ادوارد ..
_ هذا صحيح .. انه يحاول تقليده دائما ..
ابتسمت كاميليا ايضا وهي تنظر لجـون .. استدارت بعدها لروزا وقالت ..
_ هل ادوارد اضا في المنزل ..؟
_ نعم .. يبدو انهما وصلو بنفس الوقت .. جيد انه عاد لأن كلوديا لا تملك مفتاحا ..
ابتسمت كاميليا وقالت سعيده – هذا جيد .. جيد جدا ..
استغربت منها روزا - ماهو الجيد جدا ..؟
_ انهما الان في المنزل ..
كانت تتحدث وهي تفكر فلم تكن تستوعب انها تفكر بصوت .. قالت روزا
_ كاميليا ..؟ بماذا تفكريـن ..؟
نظرت لها – اه .. لا شيء ..
_ بل هناك شيء .. اسمعي لقد بتي تتصرفين مع كلوديا بطريقه غريبه هذه الايام .. الا ما ترميـن .؟
_ مختلفه ..؟ ماذا تقصدين ..؟ الم اكن طيبه في السابق ..؟
_ لا .. انتي تحبينها اعرف هذا ولكنك تتصرفين معها .. كاميليا انتي تفهمين صحيح ..
_ وانتي هل تفهمين ..؟
_ اسمعي .. لن ارمي فتاتي للجحيم ابدا ..
_ ماذا تقصـدين .. هل تقصدين ان ادوارد هو الجحيم روزا .. ماهذا الكلام ..
_ تعرفين انني احب ادوارد وكأنه ابني .. ولكني اعرف شخصيته بحيث يجعلني هذا اخاف على فتاتي ..
_ ولكن حقا هم مناسبان لبعض ..
ضحكت روزا – توقفي عن هذا .. تعرفين انهم ابعد ما يكونا عن التطابق ..
ابتسمت كاميليا مجددا – اتمنـى حقا ان يرى في كلوديا فتاته المستقبليه ..
_ هذا ما لا اتمناه .. لا استطيع ان اكون سوى هكذا كاميليا .. لن استطيع ان اتنازل عن فتاتي .. انها حساسه
لدرجه تجعلها قابله للكسر .. وانتي تعرفين كيف هو ادوارد عاطفيا ..
_ اعرف .. نعـم اعرف ..
بدت حزينه الان .. قالت لها روزا – انا اسفه لما قلته .. اعتقد انني قلت الكثير ولكن ..
_ انا اعرف .. لا تعتذري فأنا اعرف ابني اكثر من اي شيء اخر ..
صمتت قليلا قبل ان تقول – ولكني ما زلت اتمنى ان تحدث له معجزه ..
ابتسمت روزا – سيكـون هذا جيد ان حدث ..
قالتها وكأنها تريد ان تواسي صديقتهـا .. روزا تعرف بمسألة هدم هذا المنزل وتعرف ان هذا
اثر في كاميليا بشده .. بل لقد قضت ساعات في البكاء بعد ان اخبرها بالامر ادوارد .. ولكن ذاك كان كله
بعيد عن ناظريه هو ومايكل .. اذ انها تعرف ان مايكل لن يسمح له بفعل ذاك ان علم بأستياء كاميليا ..

..

كلوديا الان تجلس على سريرها .. عندما فتحت حقيبتهـا وجدت كتابها الذي كانت تكتب به كل شيء عن ادوارد
وعن حماقاتها معه فيه .. لقد نسيت انها وضعته .. لم تعرف لما ولكنها وجدت عندما رتبت اغراضها فوضعته ..
جلست على سريرها وبدت تقرأ فيه ..
كان هناك الكثير فيه .. كانت تبتسم وهي تقرأ .. وهي تتذكر اول مره رأته فيها بعد ان جائت للمنزل ..
وعندما اوصلها للمدرسه .. بعدها وصلت لليوم الذي اخذها فيها للمطـار .. عندمـا التقت بكلارا لأول مره ..
لم تكمل الصفحه فقط احست بالانزعاج منها بشده ..
هل تشعر بالسعاده لان كلارا لم تعد مع ادوارد |.. هل هو شعور طبيعي لكل شخص يحب ام انها انانيه حقا ..
وليس انانيه فقط بل فضيعه ..
عبرتها وبدأت تقرأ احداث الحفل الذي جائ اليه بطلهـا .. ادوارد الذي انقلب اكثر من انقلاب في ذاك اليوم ..
فهو كاد يقتلها في بادء الامر من الغضب وبعدها اصبح حنون عندما بدأت تبكي فضمها لصدره وهدئها ..
انقلب في اخر اليوم ليتحدث مع كلارا بتلك الكلمات التي جعلتها تحزن وتغار بشده منها ..
كان يتقصد ان يفعل هذا امامها كي لا تفكر بشيء من ضمه لها .. كم هو قاسي ..
ولكنها رغم هذا ابتسمت .. فلقد كان بطلا في ذاك اليوم بعينيها مهما حاول ان يفسد الامر ..
وهي تبتسم رفعت رأسها للبـاب عندما سمعت طرقا خفيفا عليه لحق به فتح الباب قبل ان تفهم الامر حتى ..
ضهر ادوارد خلف الباب وهو ينظر لها .. ارتبكت واستعدلت بسرعه في جلستها .. ماهذا الاقتحام ..
لوهله شعرت انه اهتم بالغرفه التي تجلس بها اكثر منها .. بدأ وكأنه لا ينظر لها .. اغلقت الكتاب بسرعه ولكنها لم تقف ..
ضلت جالسه على السرير ولكنها استعدلت في جلستها .. لم يتحرك هو وهي تعرف انه لن يفعل ..
عاد لينظر لها الان وعلى وجهه تعبير غامض .. هل هو منزعج ام غاضب .. شيء ما يوجد في عينيه ولكنها لم تفهمه ..
_ اشعر بالجـوع ..
كانت ستقول له ان يخرج قبل ان يقول هذا .. نظرت له قليلا وهي تريد ان تفهم ما قاله .. هل يطلب منها اذن ان تضع له شيء يأكله .. ام ماذا يقصد ..؟
_ هـم ..؟
قالت بهدوء فرد عليها – هل تعرفين ان تصنعي شيء يؤكل ..؟
كم هو لئيم .. قالت بسرعه – نعم ..
_ اذن هيا تعالي ..
ناداها .. ارادت ان تمتنع ولكنها لم تستطع .. قالت لنفسها انه يشعر بالجوع فلا يضر ان صنعت له شيء يأكله ..
وقفت وتصنعت الانزعاج .. حملت كتابها ووضعته على الطاوله الموجوده في زاوية الغرفه .. كان يتابعها وهو مستند على
الباب فأحست بأن دقات قلبها بدت تتصاعد .. تحركت نحو الباب وكانت تريد منه ان يتحرك كي تخرج .. رفعت نظرها له وهي تحاول ان تضع ابتسام هادئه على شفتيها .. لم يتحرك بل كانت نظرته ثابته نحوها .. قالت بعد هذا – هل يمكن ان اخرج ..؟
_ هل تريديـن ..؟
_ الا تريد ان تأكل ..؟ لن استطيع صُنع شيء ان بقيت هنا ..
نظر لها بهدوء وكأنه لا يفكر بما تقوله وقال بعدها وهو يهز رأسه – نعم .. اعتقد هذا ..
قال بعدها – هل انتي مرتاحه في هذه الغرفه ..؟
استغربت سؤاله .. قالت له بعدها وهي لا تستوعب الى ما يريد ان يصل – نعم .. لما تسأل ..
_ لا شيء ...
سار قبلها – هيا تعالي ..
نظرت له قليلا وهي مستغربه من تصرفاته .. وسارت بعدها خلفه .. توجه للمطبخ ولم تعرف لماذا .."
هل يريد ان يقول لها ماذا تصنع ..؟
ولكنه جلس على الكرسي .. قالت له بعدها وهي تفتح الثلاجه – ماذا اصنع ..؟
لم يجب .. ماباله .. استدارت له فقال عندما نظرت له – اي شيء ..
_ اي شيء صعب .. قل شيئا ..
_ ماذا تحبيـن انتي ..؟
لم تعرف ماذا تقول .. انه يتحدث وكأنه ليس ادوارد .. ماباله ..؟ هل الجـوع فعل به هذا ..
نظرت له قليلا .. تذكرت مسأله بيته الذي زارته اليوم .. هل يعقل ان يغضب ان عرف بزيارتها .. قال بعدها
مما جعلها تنظر له مستغربه – اعطني تفاحه ..
قال هذا وهو ينظر للثلاجه .. _ هم ..؟
لم تفهم ماذا يعني .. استدارت بعدها لترى مجموعة التفاح الموجود في الثلاجه ..
_ تفاحه ..؟
هز رأسه فأخرجت التفاحه وغسلتها له .. مدتها له وقالت – الست جائعا ..؟
قضم من التفاحه ويبدو انها لم تعجبه .. اذ انه تركها على الطاوله ووقف .. كان يريد ان يسير قبل ان
يعود لها .. امسك بيدها وسار معها لغرفة الجلـوس .. ماباله ..؟ انه منزعج من شيء .. هناك شيء
يجعله يتصرف بغرابه ..؟ ماهو ..؟ تذكرت فورا الصوره المجعده التي كانت في الدرج الخاص به .. وحرف الكي
المرمـي ارضا .. هل يعقل ان تكـون كلارا ..؟ هل هذا الهم الذي يحيط به هو بسبب كلارا ..؟
جلس على الاريكه وافلتها فبقيت واقفه امامه .. كانت تنظر له ولكنه الان استدار عنها .. اخرج سيجاره واشعلهـا ..
تنفس وكأنه يخرج الهواء الملوث من رئتيه وقال – احضري المطفئه ..
كانت على الموقد .. تحركت واحضرتهـا واعطتها له .. وضعها بقربه على الاريكه ..
توجهت هي وجلست امام الموقد .. لم تنظر له ولكنها لم تعرف لما لم تذهب .. لما لم تتركه وحده .. احست به وحيد
جدا هذه المره .. ربما لانها زارت منزله .. المنزل الذي لا يسمح لاحد بان يدخله .. حاصرتها فكره فجأ ..
هل زارت كلارا ذاك المنزل .. هل اخذها له .. احست بالانزعاج من الفكره .. احست بالاستياء اكثر ان كانت كلارا قد زارته .
احست به يجلس بقربها فجأ فأنمحت تخيلاتها واصبح رأسها فارغ لوهله .. لم تتجرء ان تستدير لتنظر له ولكنه
لم يكن يبعد عنها سوى خطوات قليله .. ان تحركت قليلا ربما ستلمسه .. جمدت بمكانها ولكنها احست بعد لحضات بهدوء ..
هو لم يتكلم وهي ايضا .. كان قد اطفئ السيجاره .. وبدأ غامضا جدا .. ارتعشت قليلا عندما مد يده وامسك يدها ..
عندما احس بأرتعاشها توقف قليلا .. اخذ بعدها يدها في يديه واغلق عليها .. لم تعرف مابه .. احست انه يلهي نفسه ..
كانت ترتدي خاتما في اصبعها الثالث .. بدأ بتحريكه والعبث به واخرجه بعدها .. ربما كان يتأمله ولكنها لم تستدر له .. كانت قد حصلت
على الخاتم من ايفـان عندما بدأت العطله .. لقد قال لها انها بمناسبت ان درجاتها بدأت بالعلو ..
سألها ادوارد بهدوء – مـن اهداكـِ هذا ..؟
استدارت له وابتعدت قليلا .. كان يقرأ ما كتب فيه..في داخل الخاتم كان ايفان قد نقش اسمهـا وكتب بالقرب منه ~ تذكرينـي ~
قالت وهي تبعد عينيها عنه – انه فقط هديه من احدهـم ..
لم تعرف لما لم تقل من ايفان فقط .. ولكنها الان تستطيع ان تقول وتنهي الامر .. اذ انه اكمل وسأل – مِن مَن ..؟
_ ايفان ..
للحضه احست ان الجو توتر .. ولكنه استدار بعدها لينظر لها – ااه .. انه جميل ..
رفع يدهـا والبسها الخاتم مجددا .. كانت تنظر له الان ولكنه تغير .. لمسته كانت بارده .. ترك يدها بعدها ووقف ..
سار فأستدارت لتنظر له .. كان قد رمى معطفه على الاريكه فحمله وكان سيخرج من غرفة الضيوف عندما نادته ..
_ هل ستخـرج ..؟
لم يقل شيء بل سار بصمت نحو الباب .. وقفت ولحقت به وجدته يرتدي حذائه فضلت واقفه امام المنزل ..
لماذا فجأ هكذا ..؟ فتح الباب فضهر جـون امامه ..
_ هل ستخرج عزيزي ..؟
قالت كاميليا له فرد عليها – نعم .. ربمـا لن اعود اليوم ..
ابتسمت له وخرج .. ولكن السيد مايكل ناداه .. – ادوارد ..
وقف ادوارد وبدى منزعج .. قال والده بدون ان يجيب ادوارد بشيء – تعال اريد ان اتحدث معك ..
الكل ضل واقفا .. لقد اصبح الجو متوتر .. هز ادوارد رأسه بعد هذا وقال وهو يسحب نفسه – حسنا ..
دخل السيد مايكل وذهب لغرفته فتبعه ادوارد .. خلع جون حذائه ودخل امون وتبعته لامار لغرفة الجلوس ..
كانت كاميليا حزينه وبعد ان خلعت ملابسها الخارجيه كانت في طريقها لتتبعهم فأمسكتها روزا – دعيهم ..
نظرت لها قليلا وقالت – لا استطيع ..
افلتت يد روزا وتحركت تتبعهم .. كلوديا كانت تتابعها حتى اختفت .. دخلت روزا لتجلس على الاريكه وهي تبدو منزعجه ..
ماذا هناك ..؟ هل يعقل انه يريد ان يتحدث معه بشأن مشروع المنزل ..؟
عادت لغرفة الضيوف فوجدت الجميع صامت .. نظرت لامار لها .. ابتسمت هي وذهبت لتجلس بقرب جـون الي كان يجلس
امام الموقد ارضا ..
_ مابـك ..؟
_ لا شيء .. اشعر بالنعاس فقط ..
وقف بعدها – ساذهب للنـوم ..
وخرج من غرفة الضيوف .. استدارت كلوديا لتجد والدتها تنظر لها .. ابتسم بعدها وقالت – الى اين ذهبتي ..؟
_ لقد كنت اتمشى فقط ..
_ كلوديا هاتفي في معطفي .. احضريه لي عزيزتي ..
ابتسمت ووقفت لتحضره ..
كان امون ولامار هادئين تماما ..
احضرت الهاتف من المعطف وعادت .. وقفت عندما سمعت باب غرفة السيد مايكل يُفتح وسمعت صراخ ادوارد ..
_ وكأنني اهتـم بهذه الذكريـات السخيفه ..
بدأ بنزول السلالم بسرعه وهي لم تتحرك .. وقف امامها قليلا وهو ينظر لها وكأنه يريد قتلها ..
احست بخوف رهيب من عينيه في هذه اللحضه .. ولكنه اكمل طريقه نحو الباب .. خرج وسفقه خلفه ..
بعد مرور لحضات صمت عادت للغرفه .. اعطت الهاتف لوالدتها وجلست امام الموقد وهي تشعر بالحزن ..
بالألم .. بالضيـاع معه .. مابه ..
يتصرف وكأنه وحش مجروح يحاول تحطيم كل ماهو حوله ليرتـاح ..
وقفت والدتها بعد هذا – سأخلد للنـوم اذن ..
لم تقل كلوديا شيء بينما لامار الوحيده التي قالت – تصبحين على خير ..
امون وكلوديا كانا صامتيـن . .
أمون كان يريد ان يتبع ادوارد ولكنه يعرف ان اكثر شيء يكرهه ادوارد هو ان يتحدث معه احد عن مشكله تخصه
او عن شيء يعرف انه مخطئ به .. قالت لامار بعد ان بقيا هم الثلاثه ..
_ هل هو نفس الموضوع ..؟
قال امون وهو ينظر لكلوديا التي انكمشت على نفسها امام الموقد بهدوء ..
_ نعم .. لقد تمادا ادوارد كثيرا في تصرفاته مؤخرا ..
لم تقل لامار شيء لفتره .. لم تعرف ماذا تقول .
قال امون بعدها – هـل تحدثتـي معه في الموضـوع ..؟
كان سؤاله موجه لكلوديا .. هزت رأسها نفيا ولكنها لم تقل شيء .. قال امون بعدها – سيصحـو يوما ما ..
اكمل بعد ان صمت قليلا – ولكن اتمنـى .. ان لا يكـون ذاك اليوم بعد فوات الأوانـ ..
هذا صحيح .. ليس بعد ان يفقد كل من هم حوله .. فكرت كلوديا بهذا .. هل يعقل ان ينتهي الامر مع ادوارد
وحده .. هل سيأتي اليوم الذي يتخلى الجميع عنه .. ينبذه الجميع لتصرفاته البارده هذه ..
احست بقشعريره تجتاحها وبحزن شديد .. هي لا تريد ان يحدث هذا .. ستبكي في يومها على حال ادوارد ..
هي لن تتركه ان حدث ذاك الشيء .. ضمت جسدها بقوه وهي تفكر بحبيبهـا .. اين هو الان ..
لابد انه ذهب لمنزله .. لكوخه الصغير .. ذاك الكـوخ الذي يبدو منفيا من هذا العالم ..
اقتربت لامار منهـا ووضعت يديها على كتف كلوديا .. – مابك عزيزتي ..؟
استدارت لها بسرعه بعد ان شعرت انها بدت محطمه تماما الان .. حاولت ان تبتسم ولكنها عجزت عن ذلك ..
قالت – لا شيء .. انا بخير ..
ادخلت يديها في جيبها وهي تحاول ان تبدو طبيعيه فصدمها ما وجدت بجيبهـا ..
اخرجته بدون وعي منهـا .. انـه مفتـاح ادوارد .. مفتاح منزله ..
هل يعقل انها قامت بهذا ونسيت ارجاعه .. احست برعب في تلك اللحضه وتذكرت عينا ادوارد .. ان عاد
الان واكتشف من اخذ المفتـاح .. ياألهي ..
_ مابك ..؟ ماهذا المُفتـاح ..؟
_ اه .. لا لاشيء ..
اعادته بعد ان احست بأمون ولامار المستغربين ..
_ لم لم تأتي معنـا للتزلج ..؟
سألتها لامار محاوله اخراجها من صمتهـا .. فقالت وهي تحاول مساعدت لامار للخروج من هذا الموقف ..
_ لم تخبـروني ..
_ لقد حاول امون ان يتصل بك لاكن يبدو انك نسيتي هاتفك ..
_ هذا صحيح .. لم اتوقع ان تخرجـو .. لذا تأخرت في العوده ..
_ هل كنتِ في الغابه ..
نظرت لأمون الذي سألها وقالت له – نعم ..
اتصل احدهم بلامار وكان ذاك الاحد كما يبدو صديقتها .. فأستذنت ان تذهب لتتحدث معهـا ..
تركتنـا فتحدث آمون بهدوء – لم نتحدث منذ زمن بمفردنا ..
_ هذا صحيح ..
قالت له وهي تبتسم فقال – هل هنـاك شيء ..؟
_ شيء ..؟
_ كلوديا .. اعرف ان مشاعرك لأدوارد تجعلك تتصرفيـن معه هكذا ولكن ..
اوقفته – ماذا تقصد هكذا ..؟
_ اقصد انه يصعب عليك ان تتحكمي بمشاعرك معه .. ولكن اسمعيني
_ امون .. انا حقا لا افهم لما تتحدث معي هكذا .. هل قمت بشيء خاطئ ..؟
_ لا .. حقا لا .. ثم لم انتي غاضبه .. اهدئي ,..
_ لا اريد ان اتحدث عن ادوارد .. ليس هناك شيء يربطني به فلم تحاول دائما ان تقوم بهذا ..
_ ليس هناك ما يجمعكم ولكن هناك ما يجعل ادوارد يهتم بك مؤخرا ..
_ يهتم بي ..؟ ادوارد
قالت بسخريه وكأنها لا تستوعب ما يقوله .. فرد عليها – انتي تخرجين ادوارد من حالة الملل التي هو فيها
وتجعلين من حياته اكثر اثاره لهذا هو يتصرف معك احيان بهذه الطريقه .. يحاول ان يجعلك لا تبتعدين عنه ..
ولكن انا لا اريد منك ان تقتربي منه اكثر كي لا يحرقك ..
_ امون .. لا تتحدث وكأن المسأله اكثر من الحديث معه ببرود يجعلني اتجمد .. ادوارد لا يهتم باحد غير نفسه ..
ربما حتى في نفسه هو لا يهتم .. انه رجل لا يحب ان يكون مع احد ..
_ هل تشعرين بالاسف عليه .. هل هذا هو سبب تعلقك به ..؟
وقفت وتحركت لتقف بقرب الشباك – لا اعرف لماذا افكر به اصلا .. هل تعرف امون حقا.. ان فكرنا بالامر
بمنطقيه فلا يوجد سبب لحب ادوارد .. انه لا يملك ميزه تسمح لأحد بحبه ..
_ اذن لم ..؟ اليس من الجدير بك ان تفكري بايفان ..؟
استدارت لتنظر له – لما تعرف كل شيء عني ..؟
_ لانك لا تعرفين كيف تخبئين شيء ..
_ هذا مؤسف .. ولكن ذاك كان كله في الماضي .. لقد حدث وانتهـى فلا داعي لخوفك علي ..
_ هل انتي متأكده ..
نظرت له وابتسمت بعد هذا قبل ان تستدير لتنظر من الشباك – نعـم ..
_ لماذا لا تدعنـا مني .. ليس هناك ما يستحق التفكير به ..
دخلت لامار الان .. ولكن كلوديا كانت قد قررت الذهاب ..
_ اعتقد اني ايضا سأخلد للنـوم .. ليله سعيده ..
_ ليله سعيده عزيزتي ..
قالت لامار وآمون .. تركتهم كلوديا وخرجت .. اخذت هاتفها هذه المره معهـا ..

عندما دخلت للغرفه اندست تحت الفراش وبدأت تفكر .. هل يعقل ان لا يملك ادوارد مفتاحا بديلا ..
يالهي ان كان هذا صحيح .. ستكـون تلك مصيبه حقا .. اين هو الان اذن ان كان لا يملك مفتاحا اخر ..
يجب ان تجد غدا فرصه لتعيده .. يجب ان تتأكد اولا ان ادوارد لم يذهب ولم يكتشف ان هناك من
اقتحم منزله ..
غفت وهي ترهق رأسها بهذه الافكـار ..

في الصباح كانت الشمس مشرقه جدا والجـو جميل و ودافئ .. عندما استيقضت وجدت الجميع قد استيقض قبلها
وكان الجميع يجلس على مائدة الافطـار .. لم يبد الان على السيد مايكل وكاميليا اي تعبير حزين ..
بينما والدتها كانت تتحدث مع لامار وآمون يأكل وهو يدخل احيان في الحديث .. جـون كان صامت ولكن يأكل بدون
اي استياء .. ادوارد لم يكن له اثـر .. اذن لقد قضى الليله في الخارج ..
_ تعالي عزيزتي .. هيا الفطار جاهز ..
نادتها السيده كاميليا فأبتسمت لها وتحركت لتجلس بقربهـا ..
_ سيكـون اليوم هو اخر يـوم لنا هنا .. لذا يجب ان نستمتع فيه جيدا ..
قالت السيده كاميليا وكأنها تشعر بالذنب للجو الذي احدثوه في الامس .. ابتسمت كلوديا لها وقالت لامار ..
_ متى سنذهب للحفل ..؟
_ سيكـون بعد السادسه .. ان تأخرنا سيكون افضل لانها ستستمر حتى منتصف الليل ..
_ هل ستكون الحفل في الخارج ..؟
_ لا اعتقد .. فأنتي تعرفين انهم يملكون تلك الصاله الكبيره التي تطل على الخارج .. سيكـون الاحتفال ببداية السنه فقط
في الخارج .. كما كان في السنه الماضيه ..
_ هل احتفلتو ايضا هنا في السنه الماضيه ..؟
سألت كلوديا فقالت السيده كاميليا – نعم .. ستكـون هذه هي السنه الثالثه التي نكون فيها بهذا الوقت هنا ..
_ هذا جميل ..
قالت لامار ..
بدى الحديث وكأنه تفريغ فقط .. لم يكن احد حقا مهتم بمسألة بداية السنه الجديده او الحفل ولكن كان الجميع يريد ان يضهر
للأخر انه لا يوجد شيء .. بعد انتهاء الفطـور قضى الجميع اليوم في اشياء مختلفه ..
كلوديا وجـون جلسا على التفـاز يشاهدون بعض البرامج التافهه بدون اهتمـام .. اما لامار وآمون فخرجا قليلا عند الصباح ليتمشيا .. في غرفة كاميليا كانت روزا هناك مع كاميليا والسيد مايكل خرج ولم يعرفا الى اين ذهب ..

_ مابك انت ..؟
سألت كلوديا جـون الذي استدار لها وقال بدون نفس – الا ترين ماذا يحدث ..
_ هل تقصد مسألة مشروع ادوارد ..؟
_ نعم .. وهل هناك شيء اخر .. الم تسمعي بالامس .. لقد تشاجر مع ابي ..
_ هل طلب منه ابوك ان يترك المشروع ..؟
_ نعم ..
_ هل رفض ..؟
_ بالطبع .. ابي لم يجبره بل قال له ان يفكر بالموضوع من جهات اخرى .. ولكنه لا يهتم بهم
_ هذا فضيع ..
نظر جـون لها وقال بعدها – ليس تماما ..
ابتسمت له – الا تقبل ان اشتمه ..؟
_ لا اعرف ..
قال هذا واستدار لينظر للبرنـامج .. احست انه لا يحب ان يتكلم احد على اخيه حتى لو كان ذاك الشخص هي ..
ابستمت وتابعت متابعت البرنامج معه ..
..
في غرفة كاميليا كانت روزا تتحدث معهـا ولكن كاميليا كانت منزعجه وحزينه جدا ..
_ لقد انتهـى الامر ..
_ لقد قلت له ان لا يتحدث مع ادوارد عن الموضوع .. ولكنه لا يستطيع الا ان يزعجه ..
_ كاميليا لا تكوني هكذا .. ادوارد يجب ان يوقَف عند حده .. لقد تمادا حقا في اعماله ..
_ هو لم يقل شيء .. لديه مشروع يريد ان يقوم به ما المشكله ..
_ المشكله ان مشروعه يمحي كل ذكرياتك وكل حياتكم .. الا تفهمين انك هكذا تزيدين من قساوة ابنك ..
_ انه ..
_ لم تهتمي به في بادء الامر مما ادى الى نسيانه لكل شيء عاطفي في العالم .. والان تسمحين له بفعل اي شيء
مما جعلتي منه متمرد اناني .. ليس هكذا هو التكفير عن الذنب ..
_ ماذا تريدين مني ان افعل اذن .. ادوارد اصبح لا يفكر بشيء اسمه عائله .. هل تعرفين بانه عندما يخاطبني
لا اشعر بانه يحس اني امه .. هـو يتصرف معي وكأنني .. وكأني شخص يجب عليه ان يحترمه فقط ..
اشعر انه مازال لا يتقبلني كما كان في الماضي ..
_ لقد كان طفل وكنتي تأتين لرؤيته في فترات متباعده .. لم يكن يجب عليك ان تطلبي منه ان يفضلكِ على مربيته التي
يعتبرها امه ..
_ ولكنكي تعرفين اني بعد هذا تركت كل شيء لأبقى معه ..
ابتسمت روزا بمراره – عندما اصبح في الحاديه عشر من عمره .. هل تقصدين تلك الفتره ..
احست روزا بتلك اللحضه بأن كاميليا قد اصبحت عجـوز .. لقد كانت ملامحها كبيره ومحزنه .. عيناها قد ذبُلت
وشعورها بالذنب تجاه ادوارد كان يزداد مع كل حركه يقوم بها ادوارد .. انه لا يساعدها في نسيان الامر بتاتا ..
امسكت كاميليا بعد هذا الهاتف وقالت لروزا – هل اتصل به ..؟ سأقول له ان مايكل لم يكن يقصد ..
_ كاميليا .. ارجوك دعي ادوارد يفكر قليلا .. لم يعد الوقت يسمح بالتعامل معه على انه طفل .. لقد تأخرتي وانتهى الامر
لا يمكن ان نعيد الزمن الان .. ارجوكِ توقفي عن التفكير به طوال الوقت ..
بعد هدوء دام فتره من الزمن قالت كاميليا – اليس من العجيب .. رجل بعمر ادوارد لم يتحرك قلبه لامرأه ..
ليس هذا فقط بل ان وسامت ادوارد تجعله محط انظار الجميع دائما ولم تمر فتاة في حياته الا وكانت تتمنى ان يلتفت لها
لمى اذن هو هكذا .. لماذا لا يعرف ان يحـب ..
_ هذه هي شخصيته .. وليس كل شيء بسببك .. ادوارد يريد ان يكـون هكذا وهو يحب ان يبقى وحيد .. لا تلومي
نفسك في كل شيء يحدث له ..
اابتسمت كاميليا لروزا التي كانت تحاول ان تخفف عنها ..

في السادسه كان الجميع قد جلس في غرفة الضيوف .. يتحدثون عن اشياء مختلفه وحاولت كلوديا ان تدخل
معهم في الحديث ايضا وهي تحاول نسيان ادوارد وما يمكن ان يفعله الان ..
وقفت لامار فجأ وقالت لكلـوديا – تعـالي هيا .. يجب ان نتجهز للحفل ..
ابتسمت كاميليا وقالت – هذا صحيح .. يجب ان نذهب بعد قليل .. وانا اعرف كم يأخذ تجهز لامار وقتا
ضحكت لامار .. وقفت كلوديا وهي لا تفهم شيء .. تتجهز ..؟ ولكنها لم تجلب معها ملابس او شيء يناسب
حفل .. قالت كاميليا مما اوضح لها الصوره ..
_ هل ترتدين الثوب الذي جربته في تلك المره .. لقد كان جميل جدا عليك عزيزتـي ..
ابتسمت كلوديا فقال جـون – هذا صحيح .. ستكـونين مميزه اذ انه قديم جدا
نظرت له بلؤم وقالت – نعم .. هذا صحيح سأكون مميزه رغما عنك ..
ضحك الجميع وتوجهت كلوديا ولامار لغرفة كاميليا الخاصه بالتبديل ..

عندما دخلا الغرفه اعطت لامار الثوب لكلوديا .. وبدأت تبحث عن شيء ترتديه ..
_ اريد شيء لا يضهر شيء من جسدي ..
_ تتحدثين وكأن هناك شيء .. لن يفكر احد بانك حامل مع جسدك هذا ..
ابتسمت لها – مع هذا .. سأكون اكثر اطمأنانا ..
وهي تبحث سألتها كلوديا – الن تقولي لأمون اذن ..؟
توقفت قليلا عن البحث واستدارت بعدها لكلوديا – لا اعرف .. اخاف ان يغضب ..
_ لما سيغصب .. هل هناك من يكره ان يكون لديه اطفال ..
_ لا ..
قالت وهي تبتسم بمراره وقالت بعدهـا .. – انا كُنت مريضه .. وكنت لا انجب ..
نظرت لها كلوديا مستغربه فاكملت – لقد كنت لا انجب .. هذه الحقيقه ولكن بعد علاجات دامت سنوات طويله
قال الطبيب انه من الممكن ان يحدث حمل ولكـن ..
صمتت قليلا قبل ان تكمل – ولكن هناك احتمال 30% ان يكون الطفل معـاق ..
_ مــاذا ...؟
صُدمت كلوديا فلم تعرف ماذا تقول .. قالت لامار توضح – انا وآمون لسنا مناسبين للزواج ..
فنحن اقارب و لكننا رغم هذا لم نقم بفحص قبل الزواج ..
_ اقارب ..؟
ابستمت لامار – هل اقوم بصدمك طوال الوقت ..
ضحكت كلوديا قليلا قبل ان تقول – هل انتي حقا قريبت امون ..
_ انا ابنتُ عمه .. هذا هو السبب الاول لزواجنـا المبكر ..
_ ماذا تقصـدين ..؟
_ لقد كان خالي يريد ان يأخذني لأعيش معه .. وعمي الذي هو ابو امون كان ميت لذا لم يكن يحق
لأمون وامه ان يأخذنا .. حسنا لنقول الحقيقه فأمه اصلا لم تكن تطيقني ..
_ اذن لما تزوجتمـا ..؟
_ كي لا اذهب مع خالي .. هو كـان رجل سيء وامون لم يقبل ان اذهب معه .. لهذا تزوجني كي يكون هو
المسؤل الاول عني ..
ابتسمت كلوديا – كم هذا جميــــــل ..
_ هل هو رومنسي هههه
_ الا تجدينه كذلك ..
_ لا اعرف .. لقد بت اشعر اني مسؤليه كبيره على امون .. لقد دخل عالم الفن وكان عليه ان يبقى مخلصا لي
اشعر انني حرمته من شبابه ..
_ لا تكوني حمقاء .. لا اعتقد انه التقى باجمل منك في حياته .. امون يحبك لما تشكين بالامر
_ هذا هو .. عدم الثقه .. لا اعرف لماذا هناك احساس دائم عندما يغيب عني امون .. اشعر دائما ان يقوم بخيانتي
لا اعرف ولكني لا استطيع سوى ان اجن في تلك اللحضات وابدا بأتهامه ..
_ الاهذا السبب قررتما ان تبتعدا عن بعض ..؟
_ لفتره فقط .. ولكني لم استطع ..
ضحكت كلوديا – هل كنتي تظنين ايضا انه على علاقه باخرى هنا ..
ابتسمت بخجل – نعم ..
_ هل هذا هو السبب في عدم بوحك له بحملك ..؟
_ لا .. فأنا اعرف انه لن يقبل بهذا الطفل .. والدته ان علمت ستجن ..
قالت انها لن تسمح لي بان انجب من امون ولد معاق مهما حدث .. رغم اني افهمتها ان هناك امكانيه
كبيره في ان يكون الطفل بكامل قواه الجسديه والعقليه .. ولكنها لا تتقبل هذا الشيء ابدا ..
_ كم هي قاسيه ..
ابتسمت لامار – هذا صحيح .. لو لم اكن اعشق امون ولا استطيع تركه لساعه واحده لكنت قد تركتهم منذ زمن ..
_ هل هي سيئه جدا معك ..؟
_ نعم .. هي لا تحبني اذ انها تشعر انني اخذت امون منها .. تقول ان امون كان سيكون له مستقبل اكبر
لو انه لم يتزوجني ..
_ اكبر من كونه منتج وممثل معروف هكذا ..؟
_ لا اعرف .. ولكني خائف الان حقا .. لا اعرف كيف سأعترف بالامر لأمون .. واخاف اكثر ان علم انني خبأت عنه هذه المده ..
_ هل يعترض امون ايضا على ان تحملي ..؟
_ نعم ..
قالت وهي تشعر بالحزن .. اكملت بعدها – يقول اننا لسنا مضظرين لجلب طفل لنعذبه في الحياة ..
لم تعرف كلوديا ما تقول .. هل آمون على حق .. ام هل الحق لصالح لامار التي تريد ان تشعر باحساس الامومه ..
ما تعرفه فقط هو ان والدت امون ليس لها شأن في الموضوع ..
اخذت بعد هذا نفس طويل – لقد قلت الكثير اليوم .. هل تعرفين انني ارتحت الان ..
ابتسمت لها كلوديا – لا تفكري بالامر كثيرا .. سيكون كل شيء على ما يرام ..
ابتسمت لامار – اتمنى هذا .. هيا اذن دعينا من هذا كله ولنتجهز ..
بدأن الفتاتان بالتجهز ..

بعد مرور اكثر من ساعه كان الجميع يقف في ردة المنزل ينتظر كلوديا لتنزل .. لقد كان الجميع جاهز
للذهاب للحفل .. امسكت كلوديا بمفتاح ادوارد في غرفتها وخبأته في ملابسها .. ستجد فرصه لتعيده اليوم ..
يجب ان تفعل .. نزلت بعد هذا لهم ..
سار الجميع مع بعض وتوجهو للحفل .. كان السير بذاك الثوب والحذاء الحالي صعب ولكن جيد ان هناك طيرق
سوي يأخذهم لمكان الحفل .. عندما وصلو للبيت كانت كلوديا تراقب كل شيء .. كان هناك سيارات كثيره امامه ..
يبدو ان المدعويين كثيريين .. المنزل كان جميل جدا وكانت سعيده انها ستراه من الداخل اخيرا ..
عندما دخلو تقدمت احدى السيدات وطلبت من النساء ان يتوجهو للغرفة الخاصه بهم لكي يخلعو معاطفهم فيها ..
بينما بقو الرجال في الردهه حيث هو المكان المخصص لهم ..
بعد ان انتهن من تحضير انفسهن خرجن .. امسكت لامار بيد آمون بينما سارت كاميليا قرب مايكل زوجها ..
جـون كان يسير قرب كلوديا ووالدتها ..
عندما دخلو القاعده .. ابهر المنظر كلوديا .. لقد كان المكان جميل جدا .. خصوصا ان احدى الجدران الموجوده
كانت مصنوعه من الزجاج .. كان الوضع وكأنهم يقفون في الخارج ..
بدأ الناس بالقاء التحايا على بعضهم البعض .. وعرفت السيده كاميليا بعض الناس على روزا وكلوديا ..
كانت لدى روزا بعض المعارف كما احست كلوديا .. لم تكن لدى كلوديا معلومات ان والدتها تعرف هائولاء الناس ..
لقد التهى الجميع عنهـا .. لم تبدا الحفل الى منذ لحضات وكان الجميع منهم في الحديث ..
قررت انها فرصه مناسبه لتذهب لأعادة المفتاع والعوده سريعا .. توجهت لتخبر أمون ولامار فهي تعرف انها ان قالت لوالدتها
لن تنتهي استفساراتها ..
_ آمون ..
استدار لها مع لامار – ماذا هناك ..؟
_ لدي شيء اقوم به .. سأعود بعد لحضات ..
_ شيء تقومين به ..؟ اين وماهو ..؟
_ شيء فقط .. في الخارج .. سأعود بعد قليل ان سألت امي ..
_ كلوديا ماذا هناك .؟
قال آمون الذي يبدو وكأنه شك في شيء فقالت له – ليس هناك شيء حقا ..
_ اذن لا تتأخري ..
_ حسنا ..
سارت مبتعده عنهم بعد هذا .. ضلت لامرا تتباعها واستدارت بعدها لآمون – الى اين ستذهب ..
قال لها – لا اعرف .. ولكن اتمنى ان لا يكون ادوارد له شأن في الموضوع ..
_ لا اعتقد هذا ..
قالت له لامار وهي تبتسم بعد ان استدارت له .. فأقتربت منهم اماندا بعد هذا وهي تنظر لأمون وكأن لامار
ليست موجوده ..
_ كيف حالك آمـون ..
ابتسم لها وقال – جيد ..
_ صحيح .. الفلم الذي تحدثنا عنه .. ماذا قررت بشأنه ..؟
_ انا اسفه اماندا .. ولكني لم افرض لأقرئ النص ..
_ امسكت لامار بذراعه بقوه فعرف انها مغتاضه جدا .. هو يتسلى بهذا فقرر ان يطيل الموضوع قليلا ..
_ ولكني اعتقد انه سيكـون فلم رائع مادام من انتاج شركتك ..
_ اوه .. انت دائما تقوم بهذا .. ولكني مع هذا اريد ان تكون انت بطل الفلم ..
_ سنرى هذا ..
انهم يتحدثون وكأن لامار غير موجوده .. بدت تغضب جدا من اماندا خصوصا انها تتودد لزوجها بهذه الطريقه
البذيئه مع ثوبها الذي يبدو عاريا لسبب ما في هذا الجو .. كم هي حقيره .. هذا ما فكرت به لامار ..
_ هل لي ان اتحدث معك قليلا عن شيء يشغلني بشأن الفلم . ففي النهايه تعرف اني لا الجئ سوى لك عندما
تصادفني مشكله ..
لقد زاد الامر عن حده .. لم تعرف لامار ماذا تفعل .. كان آمون في طريقه ليذهب معها .. نظرت له
مستغربه وشعر انها ستبكي ان فعل .. ابتسم لها وعرف انه لن يستطيع ان يستمر بهذا .. ففي النهايه هو لا يتحمل
ان يراها تتألم حتى ان كان الامر تسليه فقط ..
_ هل نستطيع ان نتحدث في وقت لاحق .. كما تعرفـين لم ارى صغيرتي منذ زمن ولا احب تركها لوحدهـا ..
كانت هناك بعض ملامح الصدمه على لامار بينما ماكان على وجهه اماندا هو الحقد .. نظرت للامار وكأنها تريد قتلها ..
حاولت بعد هذا ان تبتسم ولكن ابتسامتها كانت فضيعه جدا .. ابتعدت عنهم بدون ان تقول شيء وتركتهم ..
ضلت لامار تنظر وهي تبتسم بشيطانيه للأماندا .. لقد تحطمت الان وهذا ما تستحقه عندما تريد ان تخطف الرجال من
نسائهم .. امسك آمون بوجهها واداره له – ماذا الان ..؟
_ لا شيء .. ولكن لو لم تفعل هذا لكنت حطمت كل شيء هنا ..
_ اعرف هذا .. لهذا فضلت ان ابقي على ماء وجهـي ..
ضحكت عليه .. اقترب جـون منهم – اين كلوديـا ..؟
_ لقد ذهبت لتنهي امر وستعـود حالا .. لن تتأخر ..
_ اي امـر ..؟
_ لم تقل ..
هز رأسه وسار مبتعد .. قالت لامار بعدها – لقد تغير كثيرا .. كم انا سعيده من اجل كاميليا ..
_ اعتقد ان النصيب الاكبر في تغيره يعود لكلوديا .. كانت تلك الفتاة كالملاك الذي دخل منزلهم ..
_ كم هي رائعه .. انني حقا احبها ..
_ امي كانت مستغربه .. قالت لما لا تتصلين بها ..
نظرت له مستغربه دخوله المفاجئ في الموضوع وقالت بعدهـا – ضننت انها لن تحب ..
ابتسم – هذا ما كنت اضنه ايضا ..
ضربته على يده بخفه - كم انت لئيم .. انك حقا تشبه والدتك ..
_ لامار ..
قال لها فقالت – اسفه .. لم اقصد ..
_ حسنا .. دعكِ من هذا ولكن اتصلي بها عندما نعـود ..
_ حاضر سيـدي ..
قالت بعد هذا – هل سنعود بعد هذه الرحله للمنزل .؟
_ لدي بعض الاعمـال التي ارتبطت بها حديثا .. سأرى ماهو مكانها من الاعراب وبعدها ارى ..
_ ترى ..؟ هل تقصد انك ستبقى وحدك ..؟
نظر لها وقال لها بعد هذا – هل تريدين ان تبقي معي ..؟
_ لم تسألني من قبل ..
_ لاني لم اشك من قبل ..
صمتت قليلا وقالت وهي تريد ان تبتعد عن موضوع شكه بها – نعم .. اريد ان ابقى معك ..
_ هذا مطمئن .. ولكن اعتقد انه من الافضل لك ان تعودي .. ربما يطول مكوثي ..
_ وماذا سأفعل ان عدت .. ماالمشكله التي يمكن ان اسببها لك ان بقيت ..
رفع يدها وقبلها بهدوء – لن تسببي لي شيء ..
سحبت يدها .. – هل العمل الذي لديك هو فلم تلك الحقيره ..
نظر لها وضحك بعدها بصوت عال .. – لا .. انه عمل اخر ..
نظرت لامار لأماندا فوجدتها تراقبهم .. تعمدت ان تلتسق بأمون وطلبت منه ان ينحني قليلا لتهمس في اذنه .. لم
يكن لديها شيء ولكنها تريد ان تغيض اماندا فقط ..
_ ليس هناك شيء ..
رفع رأسه ونظر لها – هل جننتي .. ؟
_ لا .. اردت ان اجرب صوتي فقط ..
..

عندمـا اصبحت كلوديا امام منزل ادوارد لم يكن هناك احد في الداخل .. لم تستطع سوى ان تفتح الباب ..
كان كل شيء كما تركته هي .. لم يدخل احد للمنزل بعدهـا .. الى اين ذهب اذن ادوارد ..
اغلقت الباب بعدها ووضعت المفتـاح في المكـان الذي اخذته منه .. سمعت بعد هذا صرخه دوت في ارجاء الغابه مما
جعلها تنكمش رعبا .. كانت صرخه وكأن احد سقط او اصابه شيء ألمه جدا ..
بعد ان هدئت نفسها ونزلت من السلم لم تستطع ان تعود .. لقد ضلت تفكر بهذا الذي صرخ ..
ربما هو شخص يحتـاج للمساعده . الفضول بدا يعمل فتحركت نحو الصوت .. دخلت في الغابه اكثر وسمعت صوت
احد ارتمى ارضا وبعدها سمعت صرخه اخرى .. قفزت من الرعب ولكن الان الصوت قريب جدا منها ..
عندما وصلت للمكـان كان هنـاك شخص يجلس وهو يستند بجسده على شجره كبيره .. تنفسها بدأ بالصعود
وهي تنظر لأدوارد الذي كان يبدو مرهق جدا .. الصرخه لم تكن لأحد غيره .. عندما لمحت يده التي كانت تمسك بقطعة زجاج
من قنينه مكسوره اقتربت اكثر .. كان هو قد اغمض عينيه واسند رأسه للشجره ..
سائل احمر كان قد ملئ البقعه بقربه .. تحركت بهدوء وهي تشعر بالهلع عليه .. عندما وصلت له رأت ساقه التي جُرحت
وكان الجرح فيها بليغ .. اذ انها كانت تُخرج دما بكميه كبيره جدا .. لقد اخرج الزجاجه منها كما فهمت ..
هل وقع عليها ..؟ شعرت بان جسدها يرتعش وهي تنظر للدماء بقربه وتنظر لوجهه الساكن ..
ركعت امامه وعينيها امتلئت بالدموع .. بدأت تحرك وجهه بهدوء بيديها وهي تصرخ بأسمه ..
كان اسمه مختلط بالدموع التي بدأت تسيل من عينيها فكانت تتعثر في الحديث ..
_ ادوارد ... ادوارد مابك .. ادوارد استيقض ..
مازالت تصرخ في وجهه وهي تجلس امامه فأحست بتفاعل .. بدأ يغمض عينيه بقوه وكأنه انزعج من صوتها
وفتح بعدها عينيه بهدوء .. لم يرى شيء امامه .. هذا ما احست به .. لهذا اغلق عينيه مجددا بقوه وفتحهما بعدها ليرمش
قليلا ..
_ كلوديـا ..؟
قال بهدوء وكأنه يهمس .. هي كانت في حاله سيئه جدا .. لم تستطع ان تفعل شيء سوى ان تبكي عندما فتح عينيه ..
يبدو انها من شدة الحماس اقتربت كثيرا منه اذ انها لمست ساقه المجروحه ..
اغمض عينيه بألم وقال – ساقي ..
نظرت له وابتعدت بسرعه .. – اسفه ..
كانت تحاول ان تمسح دموعها وهي تتحدث معه .. هو كان يبدو مرهق جدا ..
لم تستطع ان توقف دموعها وهي تراه هكذا .. يبدو وكأنه يريد ان ينام .. هل اصابته بليغه جدا ..
هل فقد دماً كثيرا .. رفع يده وامسك وجهها – توقفـي عن البكـاء .. لن امـوت بعد ..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-29-2014 الساعة 11:24 PM
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا تعشقي Ayman Fahad أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 11-17-2010 02:04 PM
جعلت فداك فانتي عنون التقى ..... من تصميمي .^.*. البرنسيه دروس الفوتوشوب - Adobe Photoshop 5 10-20-2010 04:12 PM
خليك مع غيري احمد اطيوبه شعر و قصائد 8 07-20-2010 11:09 PM
مجوهرات بستايل غجري زهرة اليقين حواء ~ 15 06-20-2008 05:27 PM
من غيري hi all أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 03-14-2007 10:24 PM


الساعة الآن 11:16 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011