عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيــون الأقسام العلمية > شخصيات عربية و شخصيات عالمية

شخصيات عربية و شخصيات عالمية شخصيات عربية, شخصيات عالمية, سير الأعلام.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-25-2011, 10:15 AM
 
من هو مصطفى لطفى المنفلوطى؟

اسمه : مصطفى لطفي المنفلوطي ( 1877- 1924 )



مولده ونشأته :
ولد في بلدة منفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط المصريّة في السنة 1877م ، ونشأ في بيتٍ كريم ، كان والدهُ قاضياً شرعيّا لبلدتهِ ، ونقيباً لأشرافها ، وزعيماً لأسرتهِ المعروفة بنسبها العريق الذي يعود إلى سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلّم .

تعليمهُ :
حفظ القرآن منذ حداثةِ سنّهِ ، وبفضل حبّه للأدب والأدباء انصرف إلى تحصيل ما أتيح له منه ، فاستطاع أن ينمّي ذوقهُ الأدبي وأن يجمع ثقافة أتاحت له الشهرة التي بلغها في مجال الأدب .
بعد إتمامه لحفظ القرآن التحق المنفلوطي بالأزهر الشريف حيث أمضى عشر سنوات تلقّى خلالها عن مشايخه ثقافة علمية واسعة .
وكان لتواجده في الأزهر فرصة الاتصال بالإمام الشيخ محمد عبده ، فتتلمذ على يديه وتلقى معظم الدروس الدينية والعلمية التي كان يمليها الشيخ على طلابه .وكان من أكثر الطلاب تفوّقاً ، فآثرهُ محمد عبده وجعلهُ من أقرب تلاميذه ، لا بل من أوفى أصدقائه . وبعد وفاة أستاذه رجعَ المنفلوطي إلى بلده حيث مكث عامين لدراسة كتب الأدب القديم وقرأ لابن المقفع والجاحظ والمتبني وأبي العلاء المعرّي .

محطات :
- في السنة 1907م راح المنفلوطي يكتب أسبوعيا لجريدة " المؤيد " رسائلهُ الأدبية ، ثم ما لبثَ أن تخلّى عن العمل الصحفي وتنكّر للصحافة وأبنائها وانصرف إلى الكتابة الحرّة.
- في السنة 1909 اختير لوظيفة محرر في وزارة المعارف في عهد الزعيم القومي سعد زغلول باشا .
- انتقل بعدها إلى وزارة الحقّانية ( العدلية ) ، ثم إلى الجمعية التشريعية لينتهي به المطاف في الديوان الملكي .

ما قاله النقاد :
- قال عنهُ أحمدحسن الزيات : عالج الأقصوصة أول الناس وبلغ في إجادتها شأواً ما كان ينتظر ممن نشأ كنشأته في جيل كجيله ، وسر الذيوع في أدبه أنه ظهر على فترة من الأدب اللباب ، وفاجأ الناس بهذا القصص الرائع الذي يصف الألم ويمثل العيوب في أسلوب رفيع وبيان عذب وسياق مطّرد ولفظ مختار.
أما صفة الخلود فيه فيمنع من تحققهما أمران ، هما ضعف الأداة وضيق الثقافة .
أما ضعف الأداة فلأن المنفلوطي لم يكن واسع العلم بلغته ولا قوي البصر بأدبها ، لذلك تجد في تعبيره الخطأ والفضول ووضع اللفظ في غير موضعه .
وأما ضيق الثقافة فلأنه لم يتوفر على تحصيل علوم الشرق ، ولم يتصل اتصالا مباشراً بعلوم الغرب ، لذلك تلمح في تفكيره السطحية والسذاجة والإحالة ، ثم يؤكد في مكان آخر أن المنفلوطي هو كاتب بليغ وهو واضع الإنشاء العصري في مصر وهو مضرب مثل في المتانة والتركيب وحسن اختيار الألفاظ .
العقاد والمازني نعيا عليه انفعاله وقالا في معرض كلامهما عنه : إنهُ علينا أن نحيا حياتنا وأن نتطلّع على الدنيا بعقولنا وأن نحسّها بأعصابنا ، لا أن نعيش بأجسامنا في هذا العصر ، وأن نتابع بعقولنا وأعصابنا أجيالاً تولّت بخيرها وشرّها وحقها وباطلها .

الأديب اللبناني ( عمر فاخوري ) كان أشد الناس قسوة على المنفلوطي إذ رأى أنه يؤثِر الكتاب على الحياة ويرجع إليهِ في أدبهِ أكثر مما يرجع إليها ، ويا لسحرِ الكتاب ! ، ثم يقول : إن مذهبهُ الأدبي غامض وآراءه في صنعة الأدب مبهمة . وعن رأيهِ في رواياته المعرّ
بة يقول فاخوري : إنّ للمنفلوطي رأياً عجيباً في التعريب وجرأة على التغيير والتحوير والقلب .. والمعرّبات برغم هذا كلهِ خير ما أخرجهٌ .
على أنّ عمر عاد ليقول في وقت لاحق عن المنفلوطي : إنّ حُسن اختياره للفظ وحسن ذوقه في البيان قد بلغ غاية قصوى ، وإنّ لإنشائه موسيقى ساحرة لطيفة الوقع على السمع تملك النفسَ وتأسرها .
الدكتور طه حسين يقول : إنه كان يترقب اليوم الذي تُنشر فيه مقالات المنفلوطي الأسبوعية في جريدة " المؤيد " ليحجز نسختهُ منها .

وقال عنه أحمد عبيد في كتابه " مشاهير شعراء العصر " : هو أحد شعراء الأمة وكتابها ، ومن أعظم أركان النهضة الأدبية الحاضرة الذين ساعدوا على رفعة شأن الأدب العربي وبلوغهِ الشأو البعيد الذي وصل إليه اليوم .

قال محمد إمام العبد عن شعره : المنفلوطي شاعر انقادت له القوافي الشاردة ، وهو ضنين بشعرهِ ضنّ الكريم بعرضه ، وتدبيجه كالذهب المسبوك ، وهو طاهر الشعر والضمير ، نزيه النفس ، صافي السريرة ، ما سمعتهُ متغزّلا ولا لمحته متكبراً .

وقال حافظ إبراهيم : المنفلوطي حسن الديباجة ، منسجم الكلام ، رقيق المعنى .<
br> أما وليّ الدين يكن فقد قال : السيد مصطفى لطفي المنفلوطي رجل من كبار كتّاب القلم في زماننا ، فهو من كتّاب الطبقة الأولى ، وشعراء الطبقة الثانية .
وقال هوَ عن شعرهِ : المنفلوطي كالعقود الذهبية ، إلا أن حبات اللؤلؤ فيها قليلة ، فهو يخلب بروائعهِ أكثر مما يخلب ببدائعهِ .

مؤلفاته :


- النظرات

- العبرات

- في سبيل التاج (لفرانسوا كوبيّه )
- الشاعر (لإدمون روستان)
- الفضيلة (لبرناردان دي سان بيار)
- مجدولين (لألفونس كار )
- مختارات المنفلوطي
- أشعار ومنظومات رومانسية كتبها في بداية نشأتهِ الأدبية . وقد نشر أحمد عبيد قسماً منها في كتابه( مشاهير شعراء العصر)

وفاتهُ :
لم يعمّر المنفلوطي طويلا ، فقد وافته المنية يوم الخميس 12 حزيران 1924م الموافق 10 ذي الحجة 1342 هـ ، في اليوم الذي جرت فيه محاولة اغتيال الزعيم الوطني سعد زغلول .
__________________
angel4angel4angel4angel4angel4
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-25-2011, 10:16 AM
 
تقرير جاهز عن شخصية المنفلوطي |~
تــقـ ـ ـ ريـ ـ ـ ر






















إسم الباحثه :
المعلمه :
الصف :















المقدمة




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله العلي الأعلى ، الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وقدوة المربين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع خطاه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد

:
:
:
:


شخصية جديده علي ، صاحب فلسفه رائعه ، إندهشت عندما قرأت عنه ، يحمل في حياته الكثير من المواهب .

حيث أنه أتقن علوم عده منها اللغه العربيه والقرآن الكريم والعديد منها ستتعرفون عليها في البحث مع التفاصيل ، وأنا أعجبت بهذا الأديب أشد الإعجاب لذلك أندهزت الفرصه وجلبته لكم ،

( وأتمنى أن يكون هذا البحث قد وصف هذي الشخصيه الجديره بالثناء )


عناصر الموضوع



1. حيـاتـه :-

ولد المنفلوطى في العام 1293هـ 1876م ، فى بلدة " منفلوط " التابعة لمحافظة أسيوط من صعيد مصر . وكان أبوه " السيد لطفي " يشغل منصب القاضي الشرعي لمنفلوط ، كما كان نقيب أشرافها و " زعيم " أسرة " لطفي " العريقة النسب . وقد عرف بالإسم الثلاثي ، إسمه وإسم أبيه وإسم بلدته .

بدأ مصطفى لطفي المنفلوطي دروسه الأولى في " كتاب " بلدته ، فحفظ فيه القرآن الكريم ، وعرف مبادىء الحساب والقراءة والخط . وفي الثانية عشرة من عمره أرسله والده إلى الجامع الأزهر في القاهرة ، فتلقى فيه طوال عشر سنوات علوم العربية والقرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ والفقه وشيئا من الشروحات على الأدب العربي الكلاسيكي ولا سيما العباسي منه . وفي السنوات الثلاث على إقامته فى الأزهر بدأ يستجيب لتتضح نزعاته الأدبية ، فأقبل يتزود من كتب التراث فى عصره الذهبي ، جامعا ً إلى دروسه الأزهرية التقليدية قراءة متأملة واعية في دواوين شعراء المدرسة الشامية ( كأبي تمام والبحتري والمتنبي والشريف الرضي ) بالإضافة إلى فحول النثر كعبد الحميد وابن المقفع وابن خلدون وابن الأثير ، كما كان كثير المطالعة في كتب : الأغاني والعقد الفريد وزهر الآداب ، وسواها من آثار العربية الصحيحة وكان هذا التحصيل الأدبي الجاد لرفيع المستو الأصيل البيان الغني الثقافة حريا ً بنهوض شاب كالمنفلوطي مرهف الحس والوق شديد الرغبة فى تحصي المعرفة ولم يلبث أدبينا وهو فى مقتبل عمره أن أتصل بالشيخ الأمام محمد عبده ، الذى كان إمام عصره فى العلم والإيمان فلزم المنفلوطي حلقته فى الأزهر يستمع منه إلى شروحاته العميقة لآيات من القرآن الكريم ومعاني الإسلام بعيدا ً عن التزامت أو الخرافات والأباطيل والبدع ، تلك التى علقت بالدين من جراء الجهلة والمندسين وكان يستمع منه إلى محاضرات فى تهذيب الأخلاق لمسكويه ، والترجمة العربية لكتاب " غيزو " عن تاريخ المدينة الأوروبية ، وقراءات في مقدمة ابن خلدون وغير ذلك من شؤون الفكر الواعي المنفتح وبسبب من علاقته بالشيخ الأمام يتصل المنفلوطي بالزعيم سعد زغلول باشا وتتوطد فيما بيهما العلاقة ويطبح المنفلوطي من أشد المناصرين لسعد ، كما توطدت علاقته لدى السيد رشيد رضا وكان هؤلاء الثلاثة ذوي أثر قوي في شخصية المنفلوطي وأدبه . وما أن بلغ عمره الثلاثين حتى كان قد جمع إلى صحة التفكير ووضوحة سلامة اللغة وأصول الثقافة العربية والإسلامية مع رغبة نماها فيه الشيخ الإمام في الإصلاح والتوجيه في المجتمع والأدب واللغة والدين . وكان يرفد ذلك كله ما تميز به من صحة المعتقد الديني وصلابته وطهارة القول والعمل .



وفى عام 1905 توفى الشيخ الإمام فجزع عليه المنفلوطي ، وحزن حزناَ عميقاَ كان من أثره أن ترك الأزهر وعاد إلى بلدته منفلوط كسير القلب من غير أن يحصل على شهادة العالمية أو يفكر في متابعة التحصيل وقضى سنتين فى بلدته منصرفاَ إلى أعمال خاصة .

فى العام 1907 بدأ المنفلوطي يراسل جريدة " المؤيد " ويزودها بمقال كل أسبوع . وصار له زاوية يتابعها القراء تحت عنوان " الأسبوعيات " ثم تحت عنوان " النظرات " واستمر فى ذلك طوال عامين إثنين لا ينقطع عن مراسلة الجريدة والناس تقبل على مقالاته وأقاصيصه الإجتماعية باهتمام بالغ وتتابع نظراته التي حملت له الشهرة الواسعة فى مصر والأقطار العربية .

غير أن المنفلوطي لم يكن راضياَ ً عن عمله في الصحافة ، ولم يكن على وفاق مع أصحاب الصحف وإداراتها ، فقد كان يرى فيهم الإستغلال والأنانية وكأن يرى فى معظم المحررين حب التقلب في المذاهب وكان يرى عند العامة التى تقرأ الصحف بغض الحقيقة " ويبغضون لأجلها المحقين " وكان فى هذين العامين 1907 – 1909 قد جهر بالدعوة إلى الإصلاح ، وجهر بتأييد نضال الشعب بزعامة سعد زغلول مما جعله مقربا ً وثيق الصلة به . فصار مذوقتها ينتقل من وظيفة إلى أخرى تبعاَ لتوالي المناصب التى كان يشغلها سعد فى الحكم ، فعندما تولى سعد وزارة المعارف العمومية
( 1906 ) جاء بالمنفلوطي فى العام ( 1909 ) لوظيفة محرّر عربي ، وعندما صار سعد وزير الحقانية
( أو العدل ) فى العام ( 1911 ) نقل المنفلوطي إلى وزارته . ثم أنتقل فى العام ( 1913 ) إلى وظيفة في الجمعية التشريعية على أثر إختيار سعد نائبا ً عن دائرتي بولاق والسيدة زينب ، وانتخابه أحد وكيلي الجمعية ثم أنتقل المنفلوطي إلى قلم السكرتارية فى الديوان الملكي ، وبعده إلى مجلس الشيوخ يرئس فيه طائفة من الكتّاب وظل يشغل هذا المنصب حتى وفاته في الثاني عشر من يونيه 1942 فيكون قد عاش سبعا وأربعين عاما ً ، وشاءت المصادفة أن يكون يوم وفاته يوم الخميس فى اليوم نفسه الذى جرت فيه محاولة لإغتيال سعد زغلول ، والتى جرح فيها فشغل الرأى العام بزعيمه عن القيام بمأتم يليق بالكاتب الكبير وقد أشار على ذلك الشاعر أحمد شوقي فى قصيدته التأبينية ، إذ يقول :-
اخترت يوم الهول يــوم وداع ونعاك فى عص الرياح الناعـي
هتف النعاة ضحى فأوصد دونهم جرح الرئيس منافذ الأسمــاع
من مات فى فزع القيامة لم يجد قدما تشيع أو حفاوة ســــاع
ما ضر لو صبرت ركابك ساعة كيف الوقوف إذا أهاب الداعي ؟




وقد رثاه العديد من أدباء الأقطار العربية وشعرائها ، وأقام المجمع العلمي العربي بدمشق حفلة تأبين له . وقد جمع ما قيل فيه إلى جانب مقتطفات من كلماته في كتيب قام بطبعه أحمد عبيد فى العام 1343هـ /1924م .

2. أخلاقــه :-

استجانب نفس المنفلوطي المستعدة للمثل العليا لكل فضيلة تطهّر الضمير وتصفّي السريرة وتجعل الطبع رضياَ .
فقد استجابت نفسه لما زرعه فيه والداه من سلوك قويم وتهذيب عال كما استجابت نفسه لما زرعته فيه بيئة الريف المصري من سماحة ، ورقة ونزوع إلى العفاف . واستجابت أيضا لما زرعه فيه الأزهر الشريف من إيمان صحيح لا يتزعزع وثقافة لغوية ودينية وعفة في القول والعمل ما غفلت عنه يوماَ . ثم استجابت لمنهج في الإصلاح العام ارتضاه في شيخه الإمام محمد عبده كما استجابت نفسه لما زرعه فيه الزعيم سعد زغلول باشا منأنفه وعزة نفس وإخلاص في العمل .
وقد أخصبت تلك المؤثرات الخمس في نفس المنفلوطي تلك النفس التواقة إلى الفضيلة وكان يحدو ذلك أثر تحصيله الذاتي الجاد فكان مرهف الحس والمشاعر رقيق القلب هادئ البوادر شديد العطف على البائسين والمستضعفين كثير الألم لآلام الغير ، غيورا ً على لحق يجاهد فى إنصاف المحقين بلا هوادة . وكان فى شخصه مهذبا ً حييا ً رزينا ً ، متواقر على شئ من الانقباض ، طاهر الضمير ، صافي السريرة ، عفيفا ً كل العفة ، مترفعا ً عن الدنايا والصغائر وكان فى حديثه ومجادلاته دقيق الملاحظة قوي الحجة والبرهان من غير مواربة أو رياء لطيف الحديث واسع الصدر لكل نقاش مهما احتدم فلا هو يغضب من مناظره ولا هو يحقد على خصم لمخالفته إياه فى الرأى والمعتقد ، ولا مناظره إن كان عادلا يكرهه أو ينفر من نقاشه .
وكان فى بيته حميم العلاقة مع عائلته دافئ القلب واللسان والمعشر ، فقد كان بارا ً بامرأته شديد العطف عليها كثير التعلق عليها مهتماَ بهم ، ولكم كانت فجيعته بموت أربعة من أولاده قاسية ولكم بكاهم مرّ البكاء فى ليله ونهاره ، وكأن الجيعة لم تبق له بفقدهم بين جنبيه بقية يقوى بها على رؤية أثر من آثاره الحياة حتى قال والأسى يعتصر فؤاده " فيت الليل باق حتى لا أرى وجه النهار ، بل ليت النهار يأتى ، فقد مللت هذا الظلام " ( من مقال الدفين الصغير ) .
والخلق فى شخصه وسيرته انسحب على أدبه ، فكان يجمع إلى عفة الكلمة صدق القول ونزاهة الضمير ، فقد دعا إلى المكرمات ، وحث على الفضيلة ، وأكد على التضحية والتزام الوفاء كما انتقى مما صاغه من قصص ما يغذى تربية الأجيال الطالعة وينهض بها نهوض الجيل المتمسك بالرحمة والإحسان والتعاون والعطاء في إطار من الحب الخالص البعيد عن الأنانية .




3. أدبــه :-

عرف المنفلوطي بالكاتب الإجتماعي الذى عاش وفيا ً لقضايا مجتمعه يتعدها بالتحديد وإبراز أسبابها ونتائجها ويعنى بكشف ما أصاب الأمة من رذائل وعيوب ، فكتب في القمار والمرقص والانتحار والخمرة وكتب في تفشي الرشوة والإستغلال وفساد الأجهزة والدواوين وكتب فيما أصاب المتزمتين من جمود ، وفيما أصاب المتفرنجين من شطط ، وخروج على المعقول ، وأدرك طبيعة المعركة بين فريقي القديم والجديد واضعا ً إياها فى إطار المعركة القديمة الجديدة الدائمة التي هي من مظاهر الحركة والحياة في المجتمعات الإنسانية من غير أن يغيب عن باله ما في الجديد المتمثل في المدينة الغربية من زيف ، ومن غير أن يغيب عن باله ما في القديم المتزمت المتمثل في الجمود منضر قاتل .
وكان في كل ما كتب يهدف إلى سد الثغرة القائمة التي أخذت تتسع في المجتمع الإسلامي ولبلوغ هذا الهدف رسم طريقا ً واحدة وهي عدم الرجوع إلى الماضي وتوقيف مجرى التطور بل الإعتراف بالحجة إلى التغيير وربط هذا التغيير بمبادىء الإسلام وكان هذا يترسم طريق الشيخ الإمام محمد عبده الذى هدف فيما هدف إليه في دعوة الإصلاح إلى : تحرير الفكر من قيد التقليد ، وإصلاح أساليب اللغة العربية في التحرير .
وكان في كل ما كتب جماهيري الغرض ، فقد كتب للعامة لا للخاصة وكتب للناس لينفعهم لا يعجبهم . وقد أعانه فى عمله ثلاثة أشياء : أنه ما كان يتكلف لفظا ً غير اللفظ الذى يقتاده المعنى ويتطلبه وما كان يفتش عن معنى غير المعنى الطبيعي القائم في نفسه . وأنه ما كان يحمل نفسه على الكتابة حملا ً : " كنت أرى فأفكر فأكتب فأنشر ما أكتب " وأنه ما كان يكتب حقيقة غير مشوبة بخيال ولا خيالا ًغير مرتكز على حقيقة " .
أما فى أدبه الإسلامى فكان داعية إلى تخليص الدين من البدع والضالات وعودة المسلمين إلى الينابيع الأولى تهذيبا ً لنفوسهم وتقويم لما أعوج فى بناء المجتمع وانبرى فى العديد من مقالاته منددا ً بالإنحلال الخلقي منكراَ ً على الناسترديهم في الموبقات وتحللهم من الشريعة فى الخمر والمقامرة والفحشاء وأنكر على المرائين من المصلين والزهاد والمتظاهرين بالورع والتقوى أن تكون أعمالهم حسنة المظهر خبيثة المضمر وأن يكون صلاحهم وسيلة للشهوة أو الغش والخداع .

وأما في أدبه السياسي فكان كذلك منكرا ً على أبناء أمته تفرقّ الصف وانقسامهم إلى شيع وأحزاب يتناحرون ولا أحد ينعم بالربح من ذلك إلا المحتل الإنجليزي .
وكان فى عدائه للأنجليز صريحا ً ، يحمل عليهم في مقالاته بعنف شديد ولم يكن يرى فيهم إلا الشر والخراب لمصر وكانت حملته على اللورد كرومر عدو مصر والعرب والإسلام في الذروة من العنف والحمية .
كذلك حمل على أعداء سعد زغلول باشا ورأى فيهم حفنة من العملاء للسياسة الأنجليزية داعياَ إياهم إلى مجافاة عدو مصر وإلا رافقتهم لعنة الأجيال إلى الأبد .

يتبع...
__________________
angel4angel4angel4angel4angel4
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-25-2011, 10:17 AM
 
. نماذج من شعره :-

أأهنأُ بالدنيا ومولاي واجِدٌ


أأهنأُ بالدنيا ومولاي واجِدٌ على وأرضاها ومولاى مغضَبُ
إذا لم يكن عني مليكي راضياً فلا طابَ لي عيشٌ ولا لذ مشربُ
دعوتك يا مولاي علماً بأنني أرجى كريماً عندهُ الخيرُ يُطلبُ
أتسقى الورى غيثاً فلا غصن ذابلٌ على عهدِكَ الزاهي ولا روض مجدبُ
وأحرَمُ من تلكَ المكارِمِ قَطرةً تعودُ على ربعي الجديبِ فيخصِبُ
أبي اللَه أن ترضى بأني طالِبٌ رضاكَ وأني بعدَ ذاك أخيبَ
وقد ضاقت الدنيا على برحبها فلا ملجأٌ إلا إليكَ ومهرَبُ
فعفواً رعاكَ اللَه للمذنبِ الذي دعا قادراً ما زالَ في العفوِ يَرغَبُ
ولي من ولي العهدِ أعظمُ شافِعٍ إليكَ بهِ مَولى الورى أتقرَّبُ
إذا كان مولاي الأميسرُ وسيلتي فلا خابَ لي مسعىً ولا عزَّ مَطلَبُ
بقيتَ لَهُ ما شِئتَ في خيرِ نعمةٍ وطابَ لهُ عيشٌ بظلِّكَ طَيِّبُ
ولا زالَ لي الصَّدرُ الرَحِيبُ لديكُما ولا زِلتُ في نُعماكُما أَتَقَلَّبُ
ودامَ يَراعي ناطِقاً بِثَناكُما وعليا كَما تُملى على وأكتُبُ




يا يَراعي لولا يدٌ لكَ عندي



يا يَراعي لولا يدٌ لكَ عندي عِفتُ نظمي في وَصفِكَ الأَشعارا
يا يراعَ الأديبِ لولاكَ ما أص بَح حَظُّ الأَدِيب يَشكُو العِثَارا
غيرَ أني أحنو عليكَ وإن لَم تَكُ عوناً في النائِبات وَجَارا
أنتَ نِعمَ المُعينُ في الدهر لولا أَنَّ للدّهرِ هِمَّةً لا تُجارى
أنت نِعمَ الصديقُ في العيش لولا أَنَّ للبؤس بَيننا أَو طَارا
فَلَكَ اللَهُ مِن شِهَابٍ إذا ما أَظلمت ليلةُ الهمومِ أَنَارَا
يَتَمشَّى في الطِّرسِ مِشيةَ شيخ مُطرِقِ الرأسِ يَجمُع الأَفكارا
أو حبيبٍ سرَى لوعدِ حبيبٍ يَلبسُ الليلَ خِفَيةً وَحِذَارا
يتجلَّى في النقسِ شمسَ نهارٍ في دُجى اللَّيلِ تبعثُ الأَنوارا
جمعَ اللَه فِيه بين نقيضَي نِ فكانَ الظَلامُ مِنه نَهَارا
فَهوَ حِيناً نارٌ تلظَّى وحيناً جنَّةُ الخُلدِ تنثر الأَزهارا
وتراهُ وَرقَاءَ تَندبُ شَجواً وَتَراهُ رَقطاءَ تَنفُثُ نارا
وتَراهُ مُغَنِّياً إن شَدَا حَرَّ م كَ بين الجَوانح الأَوتارا
وتراهُ مُصَوِّراً يرسمُ الحُس نَ ويُغرى بِرَسمِه الأَبصارا
فَتخال القرطاسَ صفحةَ خدٍّ وتخالُ المِدادَ فيه عِذارا
هو جسر تمشى القلوبُ عليه لتلاقي بينَ القلوبِ قَرارا
صامتٌ تسمعُ العوالِمُ منه أي صوتٍ يُناهِضُ الأقدارا
فهو كالكهرباءِ غامضةَ الكُن هِ وتبدُو بين الورى آثارا
كم أثارَ اليراعُ خَطباً كَمِيناً وأماتُ اليراعُ خَطبا مُثَاراً
قطراتٌ من بَينَ شِقَيهِ سالَت فأسالت منَ الدما أنهارا
كان غُصناً فصارَ عُوداً ولكن لم يزَل بعدُ يَحمُلِ الأَثمارا
كان يَستَمطِرُ السماءَ فحال ال أَمرُ فاستمطرَ العقولَ الغِزَارا
يَسعَدُ الناس باليراعِ ويَلقى ربُّه ذِلَّةً بهِ وصَغَارا
واشقاءَ الأَديبِ هل وَتَرَ الده رَ فلا زَالَ طالباً مِنهُ ثَارا
أرفيقُ المحراثِ يحيا سعيداً ورفيقُ اليراعِ يَقضى افتقارا
ما جنى ذلك الشقاء ولكن قد أرادَ القضاءُ أمراً فَصَارا
ليس للنسر من جَناحٍ إذا لم يجد النسرُ في الفضاءِ مطارا
حاسبُوه على الذكاءِ وقالوا حسبه صِيتُه البعيدُ فَخارا
أَوهمُوهُ أن الذكاءَ ثراءٌ فمضى يَسحبُ الذيولَ اغترارا
يحسبُ النقد للقصيدةِ نَقداً ويرى البيتَ في القصيدةِ دَارا
ليس بِدعاً من هائمٍ في خيالٍ أن يَرَى كلَّ أَصفرٍ دينارا
إن بينَ المدادِ والحظِّ عَهداً وذماماً لا يلتوى وجوارا
فاللبيب اللبيبُ من ودَّع الطر س وولى من اليراعِ فِرارا



غرّدَت فوق غُصنِها الأملودِ




غرّدَت فوق غُصنِها الأملودِ فاستثارت هوى الفؤادِ العَميدِ
ذاتُ طَوقٍ تَقَلَّدَت بحُلاهُ فوقَ نحرٍ وذاتُ عِقدٍ بجيدٍ
كَتَمَت وَجهَها زَماناً فلما عَرَفُوها تَسَترت بالعقودِ
كدت أنسى تلك العهودَ ولكن ذكرتني وما نسيتُ عُهودي
ذكرتني أيام لهوي وأنسى بمهاة لمياء كالغصن رود
ظبيةٌ تأسِرُ الأُسود وكان ال عَهدُ أن الظباءَ أسرى الأُسودِ
من له في الورى كعثمانَ جدٌ وأبٌ ماجدٌ كعبدِ المجيد
واحدٌ في عُلاهُ فردٌ ولكن جمعَ اللَه فيه كل الوجود


5. وفــاته :-


توفي الأديب في عام ( 1924م )عن عمر يناهز الثانية والخمسون عاماً تقريباً ، وكانت وفاته في اليوم الذي جرت فيه محاولة اغتيال فاشلة لـ"سعد زغلول" ، حيث نجا من تلك المحاولة ولكنّه أصيب إصابة بالغة ، فانشغل الناس بتلك الحادثة ولم يلتفتوا كثيراً لوفاة المنفلوطي ، ولقد رثاه "حافظ إبراهيم" و "أحمد شوقي" في مأتم أقيم في وقت لاحق.



الخاتــمــه


أنهيت البحث وأنا كلي سرور لتعرفي على هذه الشخصيه الرائعه

الذي أعجبني فيه طموحه العالي وعزيمته القويه

وأتمنى أن يكون قد نال رضاكم ومبتاغكم ..







المصادر


1. تاريخ الادب العربي - أحمد حسن الزيات - طبعة دار نهضة مصر - القاهرة
2. تاريخ الادب العربي - حنا الفخوري - طبعة بيروت - لبنان - المطبعة البولسية
3. الموسوعة العربية الميسرة - طبعة 1972 - القاهرة
4. مجلة العربي - العدد 273 /94 - عدد شوال 1401 هـ أغسطس 1981 الكويت
5. http://www.akhawia.net/archive/index.php/t-5988.html




::
::


وسلامتكم وإن شاء الله عجبكم ..

تحياتيــ،، لكم |
__________________
angel4angel4angel4angel4angel4
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-03-2011, 08:20 AM
 
مشاركة طيبة
سلمت يداك
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-03-2011, 07:48 PM
 
نورتي موضوع بمشاركتك الجميله
__________________
angel4angel4angel4angel4angel4
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مصطفى السباعي عبير القدس شخصيات عربية و شخصيات عالمية 2 05-07-2010 07:30 PM
مصطفى قمر mmoha أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 08-18-2009 08:18 PM
أبو علي مصطفى عبير القدس شخصيات عربية و شخصيات عالمية 3 07-02-2008 09:56 AM


الساعة الآن 01:27 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011