عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-27-2011, 06:48 PM
 
حقيقتى .. أنت .

توقف اليوم قليلاً قبل أن يمد يده بالمفتاح إلى باب شقته ، شعر أنه لم يعد يطيق مايحدث .. مرت عدة شهور منذ بدأ تلك اللعبة … فى البدء شعر بالجزل وبالشوق لما يحدث من غرابة وأحاسيس مرحة يُغير بها الجو الذى كان يعيش فيه ثم بدأ الأمر ينتقل إلى إحساس آخر بأن هناك قيمة لما يفعله وهدف أسمى من مجرد المرح ووصولاً إلى تلك الحالة التى وصل إليها .. الملل والضجر ثم الإكتفاء …..
تردد طويلاً وهو يهز يده بالمفاتيح .. كاد أن يستدير ويعود من حيث أتى ثم وضع مفتاحه فى الباب وأداره ببطء وكأنه لايريد لمن بالداخل أن يشعر به .. وما أن خطى إلى داخل المنزل حتى وجدها أمامه ، تجلس على ركبتيها فى قميصها الأبيض ذو الفرو وأمامها طبق من الخس والجزر ومنهمكة فى مضغ جزرة وهز رأسها باستمتاع ، ماأن رأته حتى انفرجت أساريرها بغته وانتفضت قائمة وقفزت إليه بلهفة :
- لم تصدر مفاتيحك صوتاً كعادتك كل يوم حبيبى عند العودة !
أدار وجهه يبحث عن أى شىء ينظر إليه دونها بلا نجاح ! ، فعاد إليها دون النظر :
- نعم ، مرهق جداً من عمل طوال اليوم .
مسحت بكفها على رأسه :
- أعلم حبيبى .. أعلم أرنوبى .. هل أحضرت لنا الخس والجزر الطازح اليوم ؟
- لا ... وبعد برهة صمت أضاف :
- أعتقدت أن هناك المزيد من البارحة .
ابتسمت فى مجاملة وهى تدير ظهرها ..
- شكراً أرنبى العزيز ، بالفعل تبقى من البارحة ولم يصبه الذبول لدرجة تمنعنا من التمتع به !
تضايق من شعوره بأنه قد أحبطها وانزعج قائلاً فى خفوت :
- وفاء ....
هزت رأسها فى انزعاج وهى تستدير إليه :
- ماذا أرنبى .. ؟ لم أسمعك
أجاب فى اصرار
- كنت أنادى عليكِ ياوفاء
هزت رأسها وهى تقول له :
أهذا اسم دلع جديد حبيبى لى ؟
أجاب
- بل هو اسمك الحقيقى
- أنا أرنبتك .... وقضمت قضمة من الجزرة بيدها ومضغتها بعصبية
أجاب وقد بلغ منه الضيق مبلغه وقد قرر عدم التراجع عما ينتويه :
- بل أنتِ امرأة واسمك وفاء .
صرخت وهى تتراجع :
- ماذا تقول أرنبى الحبيب ؟؟ أنا أرنبة ونعيش معاً أنا وأنت كأى أرنبين طبيعين .. أرجوك كفى هذا المزاح فأنا تضايقت كفاية من عدم إحضارك الطعام الطازج اليوم .
أجاب فى توتر بالغ :
- وفاء ... يجب أن نتوقف عما نفعله ، أنت مريضة ويجب أن نعالجك فى سرعة ..
صرخت لكى تُصمته ، ولكنه لم يتوقف :
- منذ شهور وهذه الحالة أصابتك ، بدات فى الهذيان ليلاً وتصورك أنك ذلك الحيوان بعدما ذبحته امامك واستمر فى الصراخ أثناء الذبح والسلخ .. لم أكن أظن أنك بهذه الرقة حبيبتى ولكن الأمر تطور ، وأنا خاننى ذكائى وحسن تقديرى للأمور ، ظننت أنى بمراعاتك ومسايرتك ستنسين الأمر ونعود كما كنا وأنه أمر عابر ولكن الأمر تطور وخرج عن سيطرتى الآن !!!
يجب أن نسرع بمعالجة الأمر ، فأنا لم أعد أعرف كيف سيكون الآتى ؟!
تراجعت مذهولة .. ترقرقت فى عيناها الدموع وانسابت دمعة من طرف عينها وسالت على وجنتها وامتدت يدها لمسحها وندت منها آهه متحشرجة ، أشاحت بيدها وفتحت فمها ليتساقط منه بعض الممضوغ من الطعام وابتعدت بتوتر وهى تقول بتحشرج :
- أرنبى ، ماذا حدث لك ؟؟
- أى جنون وصل بك إلى ماتقول ، نحن أحب أرنبين عاشا معاً تذكر تنزهنا فى حديقة المنزل وتقافزنا على الحشائش وغلقنا الأسوار حتى لايرانا الآخرون .... تذكر حبيبى كيف كنت تضع الطعام فى فمى .. ماذا حدث لك .. ؟ خبرنى بالله عليك !
أجاب وهو يتألم :
- صدقينى ، كنت أعتقد أنى أعالجك مما يحدث لك .. قلت أن أُسايرك حتى تستريحين قليلاً .. كنت أعتقد أننا نمرح ولكن الأمر خرج من يدى .
جلست على ركبتيها أرضاً وضمت كتفيها وبدأت رقبتها ورأسها فى الإهتزاز سريعاً حتى أنه شعر وكأن الدفء من جسدها ملأ فراغ الحجرة ، مد يده ليربت على كتفيها وهو ينظر إلى عينيها الحمراوين ولكنه شعر بأن دقات قلبها تسرى فى كل أنحاء جسدها ، فأعاد يده إلى مكانها وهى تصرخ فى وجهه بنفس الطريقة التى صرخ بها الأرنب يومها وهو يُسلخ :
- أنت مريض .. إما مريض أصابتك الحمى أو أنك ترغب بجنونى لتستريح وتتزوج من أرنبة أخرى ، تريد أن تنجب صغاراً لأنى لم ألد ككل قريباتى حتى الآن ..
نظر لها فى ألم ثم قال :
- أذكرى قريبة لك واحدة تعرفينها .
لهثت فى قوة وهى تشيح بوجهها
- أبتعد عنى .. إبتعد
انهمرت فى نشيج حار ، مما أصابه بُغصة شديدة وهو يؤكد :
- انظرى حبيبتى فى تلك المرآة .. طوال الفترة السابقة أخفيت جميع المرايات عنك لأنى خفت عليك رؤيتك نفسك فى إحداهم ولكن انظرى واخرج من معطفه مرآة وضعها امام عينيها .. أدارت رأسها فى استسلام وبطء وهى لاتتوقف عن النحيب والرعشة حتى وصلت بعينيها إلى المرآة .....
طالعت وجه أبيض جميل مغطى بالفرو وعينان حمراوان أجمل وأذنان طويلتان وانف يستنشق الهواء فى سرعة وذو حركة مميزة .ابتسم وجهها بتهلل وانتصار .. نظرت إليه وأعادت النظر إلى المرآة .. ظهر التشفى فى عينيها ـ لم يفهم مايحدث ـ ولكنها نظرت إليه نظرة فوقية واستدارت عنه وقفزت قفزتين لتصل إلى حجرتها ..
سقط هو متهالكاً وابتلع ريقه بالكاد .. لم يدر مايفعل .. مد يده إلى طبق الجزر ليتناول واحدة وقضمها بأسنانه الأمامية الطويلة وبدأ مضغ طويل .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-28-2011, 05:18 AM
 
__________________
*,







رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-28-2011, 10:01 PM
 
شكرا
Án Gèl likes this.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-31-2011, 03:47 PM
 
مشكوووووووووووووور
Án Gèl likes this.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-18-2015, 12:54 PM
 
شكرا لك
Án Gèl likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:19 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011