أبقت لندن باب الدبلوماسية مفتوحاً لحل مسألة احتجاز إيران 15 بحاراً بريطانياً، وكشفت عن اتصالات مباشرة لحل الازمة دبلوماسيا والاعتذار عن الحادث ضمنا، رغم دفع الرئيس الأميركي جورج بوش الازمة للتصعيد بوصفه البحارة ب «الرهائن»، وأحداث العنف التي شهدها محيط السفارة البريطانية في طهران بعد ان هاجم نحو 200 طالب إيراني من قوات الباسيج شبه الرسمية السفارة وألقوا عليها حجارة ومفرقعات، ما أعاد أجواء أزمة الرهائن الأميركيين في العام1979. وفي تطور آخر اتهمت ايران الاميركيين بانتهاك مجالها الجوي .


فقد هاجم مئات من الطلاب الإيرانيين السفارة البريطانية في طهران محاولين اقتحامها وألقوا حجارة ومفرقعات عليها، لكن الهجوم لم يسفر عن إصابات، حيث سارعت قوات الأمن الإيرانية إلى حماية السفارة. ولم ترد تقارير تفيد بوقوع جرحى أو خسائر مادية في هذه المواجهات وهو ما أكدته وزارة الخارجية البريطانية.


وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن أقامت أسيجة حول أسوار السفارة من أجل حماية المبنى، وذكروا أن بعض المحتجين وغالبيتهم من عناصر ميليشيا المتطوعين العسكرية شبه الرسمية (الباسيج) ألقوا على المبنى قنابل يدوية وعبوات حارقة محلية الصنع وسط ترديد شعارات مناهضة لبريطانيا والولايات المتحدة، وحملوا لافتات تطالب بطرد السفير البريطاني بالإضافة إلى سفراء دول أوروبية أخرى.


وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أن المتظاهرين وصفوا السفارة البريطانية في بيان بأنها «مأوى للجاسوسية» وطالبوا بإغلاقها. وحضوا أيضاً الحكومة على عدم الانصياع للضغوط الدولية لإطلاق سراح البحارة المحتجزين حتى تعتذر لندن.


وجاء هذا الحادث بعد ساعات من إطلاق جنود بريطانيين أعيرة نارية على قنصلية إيران في مدينة البصرة العراقية، ما استلزم من الحكومة الإيرانية الشكوى، في رسالة إلى السفارة البريطانية، تطلب فيها من بريطانيا الحيلولة دون وقوع مثل هذه التصرفات ثانية، فيما أوضح الجيش البريطاني ان الأعيرة النارية التي سمع دويها جاءت من قافلة بريطانية تعرضت لكمين في نفس الشارع الذي توجد فيه القنصلية في وسط البصرة.


وجاءت الأحداث بعد ساعات من إعلان بريطانيا استعدادها لإرسال مسؤول كبير في البحرية البريطانية إلى طهران للتعهد بأن لا تدخل البحرية الملكية المياه الإقليمية الإيرانية من دون إذن ما شكل خطوة لاعتراف واعتذار ضمنيان بخرق بريطانيا للمياه الإقليمية الإيرانية.


وقال وزير الدفاع البريطاني ديز براون ان بلاده تجري «اتصالات ثنائية مباشرة» مع إيران في إطار مساعيها لإطلاق سراح البحارة ومشاة البحرية الذين تحتجزهم طهران. وأضاف لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «نحن حريصون على حل هذه المسألة في أقرب وقت ممكن وعلى ان تحل من خلال الوسائل الدبلوماسية ونحن نبذل كل جهد ممكن في هذا الصدد».


وكشفت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية أمس عن تحركات بريطانية حثيثة لإرسال مسؤول كبير في البحرية البريطانية إلى إيران للتفاوض على تسوية تتيح إطلاق سراح البحارة، مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية ستتعهد لطهران بموجب خطة وضعت خلال اجتماع أزمة أول من أمس بأن لا تدخل البحرية الملكية أبداً المياه الإقليمية الإيرانية بدون إذن، وهو ما اعتبره عدد من المحللين اعترافاً ضمنياً من بريطانيا بخرقها المياه الإقليمية الإيرانية.


وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال جوليان تومبسون الذي قاد حرب الفوكلاند قبل 25 عاماً، أعرب عن غضبه لكون الطاقم البريطاني قد استسلم للإيرانيين بدون مقاومة واعترض على القواعد التي تلتزمها البحرية البريطانية بناءً على طلب الأمم المتحدة والتي لا تسمح للبحارة البريطانية بالرد في حالة تعرضهم لأي اعتداء ولا بفتح النار.


ونقل التلفزيون الإيراني عن وزير الخارجية منوشهر متقي ان بلاده بانتظار أن تغير بريطانيا أسلوبها وأن تتخذ موقفاً متوازناً بشأن مطالبنا المشروعة، ولم يحدد متقي هذه المطالب لكن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حددها قبل يومين في الاعتذار.


في هذه الأثناء، كررت الولايات المتحدة دعمها لبريطانيا في أزمة البحارة وأبدى الرئيس الأميركي جورج بوش من كامب ديفيد، دعمه القوي لمساعي الحكومة البريطانية لحل أزمة البحارة المحتجزين الذين وصفهم ب «الرهائن» بقوله «على الإيرانيين إعادة الرهائن الأبرياء وأدعم بقوة مساعي حكومة بلير لحل هذه الأزمة سلمياً، كما أدعم التصريح الواضح لرئيس الوزراء بأنه ليس هناك تعويض».


وشدد الرئيس بوش أن بلاده لا تتخذ موقفاً عدائياً ضد الشعب الإيراني الذي أشاد به قائلاً «نحترم للغاية الشعب الإيراني ونحترم تاريخه والعادات والتقاليد الإيرانية الغنية، لكننا قلقون للغاية من الحكومة الإيرانية التي تنتهك المعاهدات الدولية بمحاولة تطوير سلاح نووي»، وطالب طهران بسرعة إطلاق سراحهم. في تطور جديد نقل تلفزيون «العالم» الإيراني عن أحد القادة العسكريين الإيرانيين قوله إن مقاتلتين أميركيتين انتهكتا الأجواء الإيرانية فوق محافظة خوزستان الغنية بالنفط.


ونقل التلفزيون عن احد قادة قوات الحرس الثوري الإيراني قال إن اسمه الكولونيل عقيلي قوله إن «طائرتين انتهكتا الأجواء الإيرانية شمال غرب عبدان (الساحلية جنوب غرب البلاد) في محافظة خوزستان قبل أن تتوجها إلى الجنوب الغربي باتجاه العراق». وأضاف أن «الطائرتين خلفتا ذيلا من الدخان الأبيض ما أثار انتباه السكان».

المقال من مصادر متعددة

__________________