عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > حوارات و نقاشات جاده

حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-15-2011, 11:14 AM
 
حقوق الإنسان .. د. راغب السرجاني .

بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا"

أنعم الله على البشريَّة بدين الإسلام
الذي جعل
قضية الحقوق أصلاً ثابتًا
من أصول الدين
بل وجعلها منهجًا إلهيًّا
يُثاب الإنسان على فعله
ويأثم إن تركه
وليست منحة من مخلوق
مهما كان قدره
كما جعلها كذلك عامَّة
تشمل
الإنسان
مهما كان
دينه
أو لونه
أو جنسه
وكذلك
الحيوان والبيئة
***
وكان رسول الله
نِعْمَ المطبِّق لهذه الحقوق
فعاش الجميع فــــــــــي ظلِّ
هديه وسُنَّته حياة حُرَّة كريمة
***
نظرة الإسلام للإنسان
ينظر الإسلام إلى الإنسان
نظرة راقية فيها تكريم وتعظيم
انطلاقًا من قوله تعالى:
{
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ
وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلْنَاهُمْ
عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً
}
وهذه النظرة جعلت لحقوق الإنسان في الإسلام خصائص
ومميزات معينة؛ مِن أهمِّها شموليَّة هذه الحقوق، فهي سياسية
واقتصادية واجتماعية وفكرية
كما أنها عامَّة لكل الأفراد
مسلمين كانوا
أو غير مسلمين
دون تمييز بين لون أو جنس أو لغة أو دين
وهي كذلك غير قابلة للإلغاء أو التبديل
لأنها مرتبطة بتعاليم ربِّ العالمين
***

رسول الله وحقوق الإنسان
جاءت كلمات رسول الله وأفعاله
خير شاهد على تكريم الإنسان واحترام حقوقه
ففي خطبة الوداع -التي كانت بمنزلة تقرير شامل لحقوق
الإنسان- قال : "... فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ
يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ..."
فأكَّدت هذه الخطبة النبويَّة جملة من الحقوق
أهمُّها:
حرمة الدماء
والأموال
والأعراض
وغيرها



كما نجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يُعَظِّم من شأن النفس الإنسانيَّة عامَّة
فيحفظ لها أعظم حقوقها وهو حقُّ الحياة
فيقول رسول الله عندما سُئِل عن الكبائر:
"الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ... وَقَتْلُ النَّفْسِ"
فجاءت كلمة النفس عامَّة
لتشمل أيَّ نَفْسٍ تُقتل دون وجه حقٍّ
وقد ذهب رسول الله إلى أكثر من
ذلك حين حمى حياة الإنسان من نفسه
وذلك بتحريم الانتحار، فقال :
"
مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ
فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ
يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ
فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ؛ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ
فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
"

***

كما حرَّم الإسلام
كل عمل ينتقص من حقِّ الحياة
سواء أكان هذا العمل
تخويفًا
أو إهانة ، أو ضربًا
فعن هشام بن حكيم، قال:
سمعتُ رسول الله يقول:
"إِنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا"


***

حقوق الإنسان كما شرعها رسول الله

حق المساواة بين الناس

أكّد رسول الله على حقِّ المساواة
بين الناس جميعًا
بين الأفراد والجماعات
وبين الأجناس والشعوب
وبين الحكَّام والمحكومين
وبين الولاة والرعيَّة
فلا قيود ولا استثناءات
ولا فَرْقَ في التشريع بين عربي وعجمي
ولا بين أبيض وأسود
ولا بين حاكم ومحكوم
وإنما التفاضل بين الناس بالتقوى
فقال رسول الله :
"
أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ
وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ
كُلُّكُمْ لآدَمَ
وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ
أَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ
وَلَيْسِ لِعَرَبِيٍّ فَضْلٌ عَلَى عَجَمِيٍّ
إِلاَّ بِالتَّقْوَى
"
***



ولننظر إلى تعامله مع مبدأ المساواة
لندرك عظمته ، فعن أبي أُمامة أنه قال:
عَيَّر أبو ذرٍّ بلالاً بأُمِّه
فقال: يابن السوداء
وأنَّ بلالاً أتى رسول الله ، فأخبره فغضب
فجاء أبو ذرٍّ ولم يشعر، فأَعْرَضَ عنه النبي
فقال: ما أعرضكَ عنِّي إلاَّ شيءٌ بلغكَ يا رسول الله
قال:
"أَنْتَ الَّذِي تُعَيِّرُ بِلالاً بِأُمِّهِ؟"
وقال النبي :
"
وَالَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ عَلَى مُحَمَّدٍ
-أَوْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَحْلِفَ-
مَا لأَحَدٍ عَلَيَّ فَضْلٌ إِلاَّ بِعَمَلٍ
إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ كَطَفِّ الصَّاعِ
"
***
حق العدل
ويرتبط بحقِّ المساواة حقٌّ آخر وهو العدل
وهذا ما علمه رسول الله لصحابته وأُمَّته، فيقول :
"
الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ:
وَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَانِ فِي النَّارِ
فَأَمَّا الَّذِي فِي الْجَنَّةِ
فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ
وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ فِي الْحُكْمِ فَهُوَ فِي النَّارِ
وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ
"


وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ينهى كذلك عن مصادرة حقِّ الفرد
في الدفاع عن نفسه تحرِّيًا للعدالة، فيقول:
"... فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً..."
ويقول لمن يتولَّى الحُكْم والقضاء بين الناس:
"...
فَإِذَا جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْكَ الْخَصْمَانِ
فَلاَ تَقْضِيَنَّ حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الآخَرِ
كَمَا سَمِعْتَ مِنَ الأَوَّلِ
فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يَتَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ
"
***
حق حرية العقيدة
ومن حقوق الإنسان أيضًا
التي شرعها الإسلام وأكدها رسول الله :
حقُّ حرية العقيدة والاعتقاد
وذلك انطلاقًا من قوله تعالى:
{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}
فلا إكراه لأحد على اعتناق عقيدة معيَّنة
ففي فتح مكة لم يُجْبِر الرسول قريشًا على اعتناق الإسلام
رغم تمكُّنه وانتصاره، ولكنه قال لهم:
"اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ"
***
حرية الرأي والتفكير
وتمتدُّ قائمة حقوق الإنسان
مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لتشمل أيضًا حُرِّيَّة الرأي والتفكير
فكان الرسول يحترم رأي الآخرين ويشجِّعه
وكان حين يرى رأيًا ويرى بعض أصحابه خلافه
وفيه المصلحة يرجع عن رأيه إلى رأى مَن يخالفه
وما حدث في أُحُدٍ خير شاهد على ذلك
حيث نزل النبي على رأي الشباب
-وكانوا الأغلبية-
الذي فضَّل الخروج لملاقاة قريش خارج المدينة
وكان هذا الرأي مخالفًا لرأيه

***
حق الكفالة
وفي حقٍّ فريد
يختصُّ بتشريع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ولم يتطرَّق إليه نظام وضعي
ولا ميثاق من مواثيق حقوق الإنسان
يأتي حقُّ الكفاية
ومعناه أن يحصل كل فرد
يعيش في كنف الدولة الإسلاميَّة
على كفايته من مقوِّمات الحياة
بحيث يحيا حياة كريمة
ويتحقَّق له المستوى اللائق للمعيش
وهو يختلف عن حدِّ الكفاف
الذي تحدَّثت عنه النُّظُم الوضعيَّة
والذي يعني الحدَّ الأدنى لمعيشة الإنسان
وحقُّ الكفاية هذا يتحقَّق بالعمل
فإذا عجز الفرد
فالزكاة تسدُّ هذا العجز
فإذا عجزت الزكاة عن سدِّ كفاية المحتاجين
تأتى ميزانية الدولة لسداد هذه الكفاية
ولقد قال مؤكِّدًا على هذا الحقِّ:
"
مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا
وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ
"
وقال مادحًا:
"
إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ
إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ
أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ
جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ
فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ
ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ
فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ
فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ
"



هكذا كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم
الرائد الأوَّل والراعي الأعظم لحقوق الإنسان
ورسالته التي حملها للعالمين جميعًا رسالة إنسانيَّة
شملت برعايتها جميع الحقوق التي تتعلَّق بالإنسان كإنسان
***

فما أعظم إنسانيتك يا رسول الله
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
__________________
لا إله إلا الله , عليها نحيى
وعليها نموت , وعليها نلقى الله
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-15-2011, 06:48 PM
 
محاضره قيمه
وما ذكرته علينا الوقوف عليه عن حقوق الانسان
وعن عظمة نبينا الكريم
وقد قال ايضا عمر ابن الخطاب (رض)
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم
احرار
لواءءءءءءءءءءء
__________________
[CENTER][SIZE=7][COLOR=red][FONT=Comic Sans MS][SIZE=7][COLOR=red]واثق الخطوة يمشي ملكا[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/SIZE][SIZE=7][COLOR=red][/CENTER]
[/COLOR][/SIZE]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-16-2011, 11:37 AM
 
اشكرك على الطرح القيم والهادف
ولكنك تطرقت لكل النواحي ولم تترك لنا مجالا للنقاش
اكرر شكري
__________________


متيقنة
أن الله ب القرب دائماً
اللهم ارحم امي وابي واعفو عنهما واغفر لهما
اللهم إنك أرحم مني عليهم فأدخلهم الجنة من أوسع أبوابها واغفر لهم
















رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
د. راغب السرجاني الثبات يا شعب ليبيا mohamed baiomey حوارات و نقاشات جاده 0 03-07-2011 12:10 PM
وخلق الإنسان ضعيفا.. كتاب جديد للدكتور راغب السرجاني mohamed baiomey حوارات و نقاشات جاده 0 02-28-2011 12:57 PM
رمضان شهر الانتصارات بقلم د. راغب السرجاني radwan2020 أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 1 08-15-2010 09:00 PM
أصحاب الأخدود في غزة !! د. راغب السرجاني jber88 حوارات و نقاشات جاده 7 01-18-2010 05:15 PM
أصحاب الأخدود في غزة!!, بقلم د. راغب السرجانى أبو آدم نور الإسلام - 13 08-04-2009 03:17 PM


الساعة الآن 09:10 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011