عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2007, 05:44 PM
 
كيف احل للمضطر أكل لحم الميتة والدم؟؟؟

كيف احل للمضطر أكل لحم الميتة والدم

رُبَّ سائل يسأل: كيف أُحلَّ كل ما ورد تحريمه من (ميتة، دم، لحم خنزير، ذبيحة لم يذكر اسم الله عليها، وما أهل لغير الله..) للمضطر؟.
وجواباً على ذلك نقول:
هذا المضطر وقد انتابه جوع قاتل ولم يجد ما يأكله من الطيبات، بل لم يجد أمامه إلا الحيوانات المحرَّم أكلها: كرجل ضال بفلاة مقطوع من الزاد، فلقد أحلَّ تعالى له المحرَّمات فليأكل من الميتة، لحم الخنزير..
إذ أن شدة جوعه وتَطَلُّب جسمه للطعام يحيل عصارات معدته الهاضمة إلى عصارات قوية شديدة تنصبُّ بشدتها على الطعام (المحظور) بعد تناوله، وتستطيع بفعاليتها القوية الناتجة عن شدة الجوع قتل الجرثوم، أو العامل الممرض أيّاً كان.

ويجدر بنا أن نذكر هنا: أن من كمال خلْقه تعالى أنه جعل السباع (ذئب، أسد، ضبع..) مسخَّرة لتنظيف الفلاة من الجيف والحيوانات التي انتهى أجلها فزوَّدها
تعالى بما يتناسب مع وظيفتها من عصارات قوية هاضمة تستطيع بذلك أن تتلاءم مع وظيفتها من أكل الحيوانات بدمها.. الجيف..

وكذا فالكلب يملك مثل هذه العصارات قوية الفعَّالية، والإفرازات والمضادات لأنواع الجراثيم الفتاكة والقط وغيره.بخلاف الإنسان، الذي لا تكون عصارات هضمه قوية إلاَّ بحال الجوع القاتل {..فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ}: لا باغياً الأكل عن غير ضرورة ولا يحتال من أجل أن يأكل، بل ليست له نية ولا إرادة فنفسه كارهة هذا الشيء وحذرة منه، ولكنه الجوع الكافر أكرهه وخشية الهلاك جوعاً. {وَلاَ عَادٍ}: لا يعود ثانية متعدِّياً بغير ضرورة لأن المعدة الجائعة فيها من العصارات الفعَّالة الكافية لقتل الميكروب فلا يُصاب الآكل المضطر بعكس غير الجائع. {فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ..}: باتباع ذلك يشفيه ويرحمه. عند الضرورة خشية الهلاك، فالله يحميه ويشفيه جسداً وقلباً، إذ يمحي عن نفسه ما يمكن أن ينطبع بها من انطباعات تأتيه من هذه المنهيات، والخنزير، وكل ما فيه من صفات لا يريدها الله لعباده (كالجوارح التي لها صفة الافتراس ويهبه بصلاته) التي لم تخدش لعلمه بأن أكله كان اضطرارياً( الخير متجلِّياً على قلبه بالرحمة.
قال تعالى: {قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً}: لنجاستها؛ إذ أن دمها يظل فيها. {أَوْ دَماً مَسْفُوحاً}: حيث فيه الميكروب وكل الجرثوم فيه. {أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ}: أذى إن أكلته يحصل لك المرض. {أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}: بعدم ذكر الله عند الذبح يظل دمها الفاسد فيها وكله ميكروب. دعوة فيها أذى وأقيمت لغير الله، حرام أن تحضُرها. {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ}: مضطرّاً. {وَلاَ عَادٍ}: ما عاد من دون حاجة. {فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ}: يشفيه. {رَحِيمٌ}: ويرحمه.
ويذكر تعالى محذِّراً من مخالفته في عدم الذكر وأن الذين لا يذكرون إنما يفترون على الله وسيجزيهم الله على عملهم هذا المشحون بالقسوة؛ قال تعالى: {..وَأَنْعَامٌ لاَ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}: من أين جئتم بهذا؟. ببعدهم عن الله تكلَّموا ما تكلَّموا.
{يَسْئَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}: ما تطيب به نفسك وجسمك، لحم طيب خالٍ من الجرثوم. تأكل فتشكر الله وتطهر نفسك ويقوى به جسمك. {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ}: كالباشق. {مُكَلِّبِينَ}: بالطير لا يقتلها قتلاً. {تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ}: حسبما بيَّن لكم تعالى، فلا يميتها هذا
الجارح، ولا يخنقها. {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ}: أنت أرسلته على اسمك، قبض عليها لا لِذَاته اصطادها.

{وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ}: عند الذبح. بذكر اسم الله يهيج دمها، من إقبالها على الله فيطهر لحمها ويؤكل لعدم بقاء جرثوم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أُنهر الدمُ وذُكر اسم الله عليه فكلوا..».
{وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}: عطاؤه سريع فإن سرت بالإيمان حفظك الله من كل بلاء، وبكل لحظة كل امرئٍ ينال حقه، حسب ما تستحق يعطيك. {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ..}: كما بيَّن تعالى فيما سبق. ما تطيب به نفسك.
ذكر لنا تعالى أن هذا القانون سنَّهُ تعالى منذ أن استعمرنا على سطح البسيطة وإلى نهاية الدوران، فقد أمرنا بهذا الذكر لما فيه من عظيم الفائدة ولما في تركه من الأذى والضرر الكبير، وهل بعد الحق إلاَّ الضلال ثم الأذى والإضرار!.
قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً}: كل أمة رتَّبنا لها ترتيباً، أي مكاناً للذبح، مع ذكر اسم الله فلا يأكلون الذبيحة دون ذكر اسم الله. {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ}: بذكر اسم الله تطهر من الجرثوم. {فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}: كل هذا الترتيب هو ترتيب الله لكل الأمم كلنا إلهنا واحد. {فَلَهُ أَسْلِمُوا}: استسلموا إليه. {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}: الذين تسكن نفوسهم لذكر الله، الخاضعين لأمر الله.
{وَالْبُدْنَ}: الجمال، الغنمة البدينة، الصدقة العظيمة، الفعل العظيم الذي يولِّد الثقة بالنفس. {جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}: الشعائر هي التي تجعلك تشعر بالقرب من الله عندما تذبحها وتتصدَّق بلحمها، تتولَّد لك الثقة بنفسك فتُقبل وتصبح نفسك قريبة فتشعر. الشعور علامة القرب، علامة الصلاة الصحيحة.
فالمؤمن يشكر الله على ما تفضل به عليه، فمن شعائر الله جعلها ليحدث لك شعور برضاء الله لتذوق من فضل الله تعالى وتجلِّيه كي يحصل

لك شوق بهذا الذوق فتبادر وتلازم هذا الإقبال. {لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ}: كثير من الفوائد: لها ثفنات في صدرها ورُكَبها وسنام يساعد على تحميل الأثقال على ظهرها وهي باركة. وفي الإبل حليب ومنها فائدة كبيرة فلكم فيها خير عظيم لأنها توصلك للتقوى أفلا تشكر الله تعالى على هذا الفضل الإلهي.. لو فكَّرت وشكرت لفعلت المعروف والإحسان، لأقبلت ولحصل لك الشعور. {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ}: عند الذبح لكي لا تتعذب تربط قوائمها وهي قاعدة وقوائمها مصطفة مع بعضها لإراحتها.. وبذكر اسم الله يخرج الدم وما فيه من جرثوم فتصفو من كل أذى، وعند الذبح بذكر اسم الله تنصفُّ نفسك مع نفسها في الإقبال على الله. {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}: سكنت وما عادت تتحرَّك. {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ}: الغني. {وَالْمُعْتَرَّ}: الفقير الذي ليس لديه شيء. {كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}: على هذا الفضل.. فهي سنَّة الله تعالى للخلْق على امتداد الدوران ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
قال تعالى مخاطباً سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}: يرون بنور الله، فيشهدون ما في المناسك من الخير لهم. إن حجَّ الإنسان حقّاً فتَّح، فما كان لشيطان ولا لنفسه أن تغشَّه. {مَنَافِعَ لَهُمْ}: الطريق الموصل للسعادة. {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ}: عند الذبح. {فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}: أيام العيد يذبح. {عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}: بائس بسبب فقره.
إذاً فما هذا التذكير المتكرِّر من قِبَله تعالى لهذا الإنسان إلاَّ لما فيه من جُلِّ الفائدة الجليلة، فهو أمرٌ لا يمكن التغاضي عنه ولا يمكن تناسيه ويشمل كل ما أحلَّه الله تعالى للذبح من صيد طير إلى بهيمة أنعام.. فإن ذُكر اسم الله عليه عند ذبحه فهو مُحلَّل للأكل، فيه تطيب نفس الإنسان وجسمه، وإن لم يُذكر فهو والميتة والدم بالأذى سواء.
  #2  
قديم 07-02-2007, 06:15 AM
 
رد: كيف احل للمضطر أكل لحم الميتة والدم؟؟؟

جزاك الله كل خير اخي
  #3  
قديم 07-02-2007, 10:20 AM
 
رد: كيف احل للمضطر أكل لحم الميتة والدم؟؟؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الحربي مشاهدة المشاركة
جزاك الله كل خير اخي





__________________

الوقت يداهمني والعمر يسرقني

لكن لا املك سوى شكر لكل من تقبلني في هذا المنتدى
واتمنى من الله ان يجمعنا في الجنان العليا




اخوكم


سامر البطاوي




  #4  
قديم 08-14-2007, 02:25 AM
 
رد: كيف احل للمضطر أكل لحم الميتة والدم؟؟؟

جزاك الله خيرا
  #5  
قديم 08-14-2007, 03:24 AM
 
رد: كيف احل للمضطر أكل لحم الميتة والدم؟؟؟

جزاك الله عنا كل خير أخي سمير موضوع قيم بارك الله فيك
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماهي الحكمة من تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير?? samir albattawi نور الإسلام - 12 08-15-2007 04:05 PM
بشرى إلى أصحاب القلوب الميتة !!! samir albattawi نور الإسلام - 1 04-03-2007 07:16 AM
المحبة ونظرة شرعية الشافعي نور الإسلام - 2 03-24-2007 09:29 PM
فراق الأحبة للشاعر الأندلسي إبن زيدون تــودد قصائد منقوله من هنا وهناك 3 01-14-2007 01:49 AM
طرق رومانسية لتجديد المحبة الزوجية لمنع المشاكل العائلية ahmed decor الحياة الأسرية 6 08-04-2006 07:44 PM


الساعة الآن 03:21 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011