عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الصحية والإجتماعية > الحياة الأسرية

الحياة الأسرية القسم يهتم بشؤون الأسرة المسلمة والعلاقات الاسرية والزوجية وطرح الافكار الناجحة لحياة أجمل

Like Tree2Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2007, 07:43 PM
 
الرضاعة الطبيعية



وجد العلماء حديثاً أن الغذاء التام للطفل هو من حليب أمه، وأن هذا الغذاء لا يكتمل إلا إذا أرضعت الأم ابنها سنتين كاملتين! هذا ما خرجت به منظمة الصحة العالمية في القرن الحادي والعشرين، فماذا يقول كتاب الله تعالى قبل أربعة عشر قرناً؟ لنقرأ..




لقد كان الأطباء يظنون أن الرضاعة الطبيعية تكسب الطفل ارتباطاً نفسياً مع أمه فقط، وليس هنالك أية منافع أخرى، ولكن بعد إجراء البحوث على مدى نصف قرن بدأت تظهر الفوائد الكبيرة لهذا الإرضاع، بل إن العلماء في كل يوم يكشفون منافع جديدة لحليب الأم. فالأجسام المناعية المسماة ب immunoglobulinsاكتُشفت أولاً في حليب الأم. وهي أجسام مضادة للبكتريا والفيروسات بأنواعها. بل إن العلماء وجدوا أن كمية البكتريا في أمعاء الطفل الذي يتغذى على حليب البقر أكبر بعشرة أضعاف من تلك الموجودة في أمعاء الطفل الذي يرضع من صدر أمه [1].

منافع الإرضاع الطبيعي

الرضاعة الطبيعية هي أفضل أنواع الغذاء على الإطلاق للطفل، وجميع أنواع الغذاء الأخرى تختلف بدرجة كبيرة عن حليب الأم، هذا الحليب الذي يحمي الطفل من كثير من الأمراض (والكلام للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال) [2].
إن حليب الأم يحوي دائماً نسباً طبيعية من البروتين والسكريات والدسم، وهذه النسب يصعب التحكم فيها في حليب البقر وغيره. كذلك حليب الأم دائماً يخرج بدرجة الحرارة الصحيحة والمناسبة للطفل.

منافع الإرضاع

- إن الأجسام المناعية immunoglobulinsتساعد الطفل خلال الأشهر الأولى على حماية أجهزة جسمه من الهجوم الجرثومي المتكرر الذي يتعرض له، بل وتساعده أيضاً في تشكيل جهازه المناعي الخاص وتقويته. كما تشير بعض الدراسات إلى أن جهاز المناعة لدى الطفل ينمو بسرعة أكبر عندما يتغذى على حليب الأم.

- يحوي حليب الأم أيضاً مواد مناعية تسمى mucinsهذه المواد تحوي الكثير من البروتينات والكربوهيدرات وهذه المواد تلتصق بالبكتريا والفيروسات وتزيلها من جسم الطفل نهائياً دون أي تأثيرات جانبية، بعكس الأدوية الكيميائية [9].

- إن البروتين الموجود في حليب البقر مثلاً يعادل ضعف الكمية الموجودة في حليب الأم، ولذلك لا يستطيع الطفل أن يمتص هذه الكمية من البروتين البقري، فيختزنها في جسده مما يؤدي مستقبلاً لأمراض السمنة. بينما نجد أن الطفل يمتص البروتين الموجود في حليب الأم بنسبة 100 % . كما بينت الدراسات أن المدة اللازمة لهضم البروتين في حليب الأم من قبل الطفل هي 15 دقيقة، بينما تستغرق العملية ذاتها مع حليب البقر أكثر من 60 دقيقة. إذن هنالك توفير في الوقت والجهد [1].

كما يساعد حليب الأم الطفل على تطوير جهازه الهضمي بشكل صحيح. حيث يعتبر حليب البقر مثيراً للأمعاء [9].
- إن حليب الأم يمنح الطفل الاستقرار النفسي ويساعده على النوم والتهدئة. إنه يعمل كأفضل مسكن طبيعي للطفل! [3].
- إن حليب الأم يقي الطفل من مرض الحساسية فهو يوقف عنده تطور هذا المرض.
- من مخاطر التغذية بحليب البقر مثلاً أنه يزيد احتمال الإصابة بالسرطان ثمانية أضعاف [4].

يؤكد جميع الأطباء أن حليب الأم خال تماماً من البكتريا وأنه الأفضل للطفل من أي حليب صناعي. فقد لاحظ الأطباء أن الأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي بالزجاجة غالباً ما يتعرضون لمختلف الإصابات حتى ولو كانت هذه الزجاجة معقمة!

الرضاعة الطبيعية

تقي الطفل من كثير من الأمراض التنفسية أهمها مرض الربو.

الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من أمراض الأذن والتهاباتها المتكررة.

الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من مرض الموت المفاجئ (SIDS) .

الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من التهاب السحايا.

الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من أمراض السرطان خلال الأشهر الستة الأولى.

الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من نخر العظام. يقي من الأكزيما، ويقي من تقرحات المعدة.


منافع للأم

- لقد أجريت دراسات في 30 دولة وأظهرت بأن الأم التي تغذي طفلها بحليب صدرها تكون أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي [5].
- إن الرحم يتوسع 20 مرة أثناء الحمل والولادة، وقد بينت الدراسات أن الإرضاع الطبيعي يساعد على عودة حجم الرحم للحدود الطبيعية، بعكس الأم التي لا ترضع طفلها فإن حجم الرحم يبقى عندها أكبر من الحدود الطبيعية. كما أن الإرضاع يقي الأم من سرطان الرحم [9].
إن الرضاعة الطبيعية تساعد الأم على إنقاص وزنها وتقيها من السمنة [6]. حتى إن الرضاعة الطبيعية تعمل كمسكن طبيعي للأم أيضاً! إن الإرضاع الطبيعي يساعد الأم على النوم، ويساعد الطفل على النوم أيضاً [9].

منافع للمجتمع

- الإرضاع الطبيعي غير مكلف بعكس الإرضاع الصناعي، وربما نذهل إذا علمنا أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لو اتبعت أسلوب الرضاعة الطبيعية فإنها ستوفر كل سنة 3600 مليون دولار!! [7].
- إن الرضاعة الطبيعية تنعكس إيجابياً على البيئة أيضاً! وذلك بسبب توفير التلوث الناتج عن عمليات تصنيع زجاجات الحليب وتجفيف حليب البقر، والنفايات الناتجة عن استهلاك هذا الحليب وهذه الزجاجات [8].



هنالك فوائد لا يدركها الكثيرون للرضاعة الطبيعية، فالطفل الذي يتغذى على صدر أمه يكون جلده أنعم من ذلك الطفل الذي يتغذى بحليب البقر، ويكون مستوى الرؤية عنده أفضل أيضاً، إن الطفل الذي يتغذى على حليب البقر يكون بوله وبرازه ذو رائحة كريهة أكثر من الطفل الذي يتغذى على حليب أمه! [10]

وبالنتيجة فإن حليب البقر هو أفضل غذاء "للأطفال من البقر"، والحليب الإنساني هو أفضل غذاء للأطفال من البشر، هكذا خلق الله لكل نوع غذاءه وقال:
(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 2].

كل هذه النعم منحها الله إياك أيها الإنسان وأنت طفل صغير لا تعلم من الدنيا شيئاً، فهل تتذكر نعمة الله عليك، وربما ندرك هنا معنى قوله تعالى:
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34]. فعلاً مهما عددنا نعمة الله فلن نحصيها.
ما هي المدة المثالية للإرضاع؟

لقد قامت منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف بالعديد من الأبحاث على الأطفال الرضع، وخرجوا بنتيجة أبحاثهم أن المدة المثالية هي سنتان! لأن الطفل خلال السنتين الأوليين من عمره يكون بحاجة ماسة لحليب معقم مثل حليب الأم، ولأن جهازه المناعي لا يستطيع مواجهة أي مرض محتمل قبل سنتين من عمره.

لقد اكتشف العلماء أن حليب الأم يحوي مواد مناعية مضادة للجراثيم، مع العلم أن الجنين في بطن أمه يستمد الأجسام المناعية منها طيلة فترة الحمل، وعندما يخرج هذا الجنين يكون محاطاً بعوامل كثيرة ممرضة، ولذلك فهو بحاجة لمناعة إضافية لا يجدها إلا في حليب الأم، فسبحان الله الذي هيّأ له هذا المصدر الطبيعي من الحماية.

لقد عقدت منظمة الصحة العالمية مؤتمراً لها بعنوان "Complementary feeding" عام 2001 وجاء بنتيجته [11].
The first two years of a child’s life are a critical window during which the foundations for healthy growth and development are built. Infant and young child feeding is a core dimension of care in this period.

إن السنتين الأوليين من حياة الطفل هما نافذة حرجة يتم خلالهما بناء التأسيسات للنمو والتطور الصحي. إن تغذية الطفل الرضيع هي بعد جوهري للعناية خلال هذه الفترة.

وجاء في نتيجة المؤتمر أيضاً أن المدة المثالية للإرضاع هي سنتان، لأن الطفل خلال هاتين السنتين يكون بحاجة ماسة للأجسام المناعية لتطوير جهازه المناعي، وهذه الأجسام لا يجدها إلا في حليب الأم.

ولذلك يؤكد الأطباء أن جميع أنواع الأغذية لا يمكن أن تكون كافية للطفل بمفردها خلال السنتين الأوليين من عمر الطفل. لأن الطفل يتعرض للكثير من العوامل والتي يصاب بنتيجتها بالعديد من الأمراض، وعندما يبلغ من العمر سنتان، تصبح العوامل ذاتها غير مؤثرة كما كانت من قبل، لذلك عمر السنتين هو عمر حرج وحساس للطفل وينبغي الاعتماد على حليب الأم خلاله لدرء هذه الأخطار.

يقول العلماء اليوم [12]:
After a child reaches 2 years of age, it is very difficult to reverse stunting that has occurred earlier
بعد أن يبلغ الطفل سنتين من العمر من الصعب جداً أن ينعكس العامل المعيق للنمو والذي كان ممكن الحصول قبل هذه المدة.
كذلك فقد بينت الأبحاث الحديثة أن الإرضاع الطبيعي لمدة 24 شهراً يقي الأم من خطر سرطان المبيض بنسبة الثلث [13].

إن أهم وأخطر فترة من عمر الطفل هي السنتان الأوليان وخلالهما يتعرض الطفل لكثير من العوامل والأمراض مثل الإسهال. ويستطيع حليب الأم بما يحويه من مواد مناعية أن يحمي الطفل من هذه الأمراض، حتى إن العلماء لا يزالون يجهلون الكثير من تركيب حليب الأم، ولكنهم يلمسون النتائج الرائعة للأطفال الذين يتغذون على حليب أمهاتهم.



وبالنتيجة هنالك تأكيد من قبل الأطباء على أهمية إرضاع الأم لابنها سنتين كاملتين، فماذا يقول القرآن الكريم عن هذا الأمر؟

الرضاعة في القرآن الكريم

تأمل معي أخي القارئ قول الحق تبارك وتعالى:
(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) [البقرة: 233]. إنه نداء إلهي مفعم بالرحمة يطلب من كل أم أن ترضع أطفالها، ورحمة بهن فقد حدد لهن المدة المثالية للإرضاع وهي حولان كاملان.
لقد تضمن النداء الإلهي الكريم ثلاث معجزات طبية:

1- في قوله تعالى
(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ): هذا أمر إلهي لكل أمّ أن ترضع أبناءها من لبنها، ولا تلجأ إلى غذاء آخر، وهذا النداء نسمعه اليوم بكثرة في الولايات المتحدة الأمريكية، من منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف، بسبب الفوائد العظيمة التي اكتشفها العلماء في حليب الأم. ألا نستطيع أن نستنتج أن النداء الإلهي سبق النداء البشري بأربعة عشر قرناً!

2- في قوله تعالى
(حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ): تحديد دقيق للمدة اللازمة للإرضاع الطبيعي للطفل بحولين كاملين، واليوم نجد الأطباء يؤكدون على أن المدة المثالية للإرضاع هي سنتان. وتأمل معي كلمة (كَامِلَيْنِ) والتي نلمس فيها تأكيداً من الله تعالى على ضرورة إكمال السنتين وعدم التهاون في هذه المدة. ولو تأملنا أقول الأطباء في القرن الحادي والعشرين نجدهم يؤكدون وبإصرار على ضرورة إرضاع الطفل من ثدي أمه سنتين كاملتين (24 شهراً).

3- في قوله تعالى
(لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ): إشارة رائعة إلى أن الرضاعة لا تتم إلا بعد مرور سنتين من عمر المولود. وقد رأينا كيف اكتشف العلماء أن هاتين السنتين هما الأهم من عمر الطفل، حيث تعتبر هذه الفترة مرحلة حرجة يتكون خلالها الجهاز المناعي للطفل، وأن العديد من الأمراض تصيب الطفل خلال هاتين السنتين، ولذلك هم يؤكدون على أهمية أن ترضع الأم طفلها سنة كاملة والأفضل أن تتم الرضاعة إلى سنتين!
وسبحان الله! لقد وفر الله علينا عناء البحث والدراسة والتجارب والاختبارات، وأعطانا المدة المناسبة مباشرة، وتأمل معي قوله تعالى
(حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) للتأكيد على ضرورة إكمال السنتين، وهذا ما يؤكده علماء أمريكا اليوم.

لبن الأم منحة السماء .. لزائر جديد أطل على وجه الأرض ..

تهيأت لتركيبه مصانع أودعها الله تعالى في جسم الأم، وفاق بتركيبه كل لبن .. يمر عبره كل ما يحتاج إليه الطفل من وقاية وغذاء .. ويعطي الأم إحساسا يوثق عرى الروابط بينها وبين وليدها.

__________________
أجمل ما في الحياة هي الأخوة الصادقة
لأنها مدينة مغلقة لا يدخلها إلا الأوفياء
  #2  
قديم 04-04-2007, 07:51 PM
 
رد: الرضاعة الطبيعية

ورغم ذلك .. وصلت نسبة الإرضاع الطبيعي في أوروبا وأمريكا إلى الحضيض في الخمسينات ، وظن الكثير من الأمهات – بتأثير الدعاية التجارية – أن الإرضاع الاصطناعي أفضل من الإرضاع الطبيعي ، وأن الحليب الاصطناعي يحتوي على عناصر إضافية لا وجود لها في لبن الأم.

واقتدت كثيرات من نسائنا في بلادنا العربية والإسلامية بنساء الغرب ، فانتشر الإرضاع الصناعي ، وأصبح الإرضاع الطبيعي – في وقت من الأوقات – تقليدا من التقاليد القديمة

ومنذ ذلك الحين توالت الأبحاث والدراسات العلمية في أوروبا وأمريكا تؤكد حقيقة واحدة مفادها أن ( لبن الأم هو الأفضل ) .

ولا عجب أن نرى كباء خبراء الطب في العالم ينشرون أبحاثهم ، ويكتبون المقالات العديدة عن فوائد لبن الأم . وتوالت الصيحات من مختلف الأوساط الطبية من جامعات غربية تدعو الأمهات إلى العودة إلى لبن الأم .

تقول الأستاذة الدكتورة ( روش لورنس ) أستاذة أمراض الأطفال بجامعة روتشستر في نيويورك بالولايات المتحدة : " ينبغي أن تعلم النساء أن لبن الأم هو أفضل غذاء للطفل ، وأنه يحتوي على حماية مناعة خاصة ، وحماية ضد الالتهابات الجرثومية غير متوفرة في أي نوع آخر من الغذاء . ورغم تقدم العلوم الطبية ، إلا أنها لم تتمكن بحال من الأحوال من إنتاج لبن يشبه لبن الأم ، وأنه ليس هناك على وجه الأرض محلول بيولوجي يستطيع أن يغني تماما عن لبن الأم " .

ويقول البروفسور بورسدن : " إذا كانت الكائنات الثديية تحتاج إلى لبن أمها وإلى صلة جسدية وثيقة مع أمها لعدة سنين ، فمن الأولى أن يتمتع الطفل البشري بلبن أمه بكل ما فيه من خصائص ومزايا لمدة 4 سنوات " .

وتقول نشرة حديثة أصدرها قسم الصحة والأمن الاجتماعي في بريطانيا : " يظل لبن الأم أفضل حليب حتى السنتين من العمر ، وبإمكان الأم إضافة أنواع الطعام الأخرى منذ الشهر الرابع " .

وصدق الله تعالى حيث يقول:
والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة
( البقرة آية 233 )

لقد صحا الغرب إلى هذه الحقيقة حديثا ، وبدأت وسائل الإعلام الطبية في أوروبا وأمريكا تنبه النساء إلى ضرورة العودة إلى الإرضاع الطبيعي .

ولقد نشرت مجلة اللانست الطبية البريطانية مقالة رئيسة تسائل فيها المؤلف ( لماذا لا تزداد العودة إلى الإرضاع الطبيعي بسرعة أكبر مما هي عليه الآن ؟ رغم إجماع كل الآراء الطبية على فائدة لبن الأم ، وسموه على الحليب الاصطناعي ) .

ويعزو المؤلف سبب ذلك إلى سيطرة الشركات المنتجة للحليب الاصطناعي على الكثير من المؤسسات التي ترعى شؤون الأطفال ، والدعاية الكبيرة التي تروجها هذه الشركات في إقناع الأمهات – رغم أن ذلك خطأ شنيع وأكذوبة لا حقيقة لها – بأن الحليب الاصطناعي يغني عن لبن الأم .

وفي الوقت الذي يشيع فيه استعمال الحليب الاصطناعي في بلادنا العربية والإسلامية نجد أن الحكومة البريطانية قد أصدرت منذ ثلاث عشرة سنة قرارا بمنع هذه الشركات من ممارسة الدعاية لأصناف الحليب الاصطناعي ، وقد اختفت تماما تلك الدعايات من شاشات التلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى في بريطانيا .

ونشرت مجلة اللانست البريطانية مقالا رئيسا جاء فيه :

- إن 95 % من الأمهات قادرات إذا رغبت على إرضاع أطفالهن الإرضاع الطبيعي لمدة 4 – 6 شهور ، وأنه يمكن لهؤلاء الأمهات خلال هذه المدة أن يؤمن كميات كافية من اللبن تكفي لنمو أطفالهن نموا طبيعيا .

- إنه بإمكان بعض الأمهات أن يرضعن أطفالهن لبن الثدي منفردا لمدة اثني عشر شهرا أو أكثر .

-إن الأطفال الذين يتناولون لبن الأم مع الحليب الاصطناعي هم أكثر عرضة لالتهابات المعدة والأمعاء .

وأعرب تقرير منظمة الصحة الدولية عن الأسى لوضع العالم الثالث الذي يقبل استعمال الحليب الاصطناعي في الوقت الذي تتراجع فيه أوروبا وأمريكا عن ذلك .

ويقول المؤلف : " إن استعمال الحليب الاصطناعي في ازدياد مستمر في العالم الثالث مع ما ينطوي عليه ذلك من نتائج خطيرة على صحة الطفل " .

ويتابع المؤلف : " إن الشركات المنتجة للحليب الاصطناعي تتنافس فيما بينها عن طريق ممثلين يمارسون الدعاية لهذه المنتجات بشتى الوسائل " .

ويحذر المؤلف هذه الشركات المنتجة للحليب الاصطناعي بأن العالم سيصحو عاجلا أم آجلا ويعود إلى لبن الأم . وأن على هذه الشركات ألا تتوقع ازديادا من مبيعاتها من الحليب الاصطناعي .

وتقول الأستاذة ( لورنس ) : " على الرغم من أن العلوم الطبية قد خطت خطوات عظيمة في مجال التغذية إلا أنها لم تستطع أن تقلد إلا جزءا بسيطا من لبن الأم . فهناك أكثر من مئة أنزيم ( خميرة ) في لبن الأم ، كلها غير موجودة في الحليب الاصطناعي .

إن لبن الأم يحتوي على حماية مناعية خاصة ، وحماية ضد الإنتان غير متوفرة في أي نوع آخر من الغذاء " .





وتختم هذه الأستاذة مقالها بالقول : " ليس هناك على وجه الأرض محلول بيولوجي يستطيع أن يغني تماما عن لبن الأم ، ويقوم بتأمين الخلايا الحية والإنزيمات الفعالة ، والحماية المناعية ضد الالتهابات ، والفوائد النفسية " .

وجاء في كتاب ( لبن الأم هو الأفضل – Breast is best - ) للدكتور ستانوي :

" مما لا شك فيه أن سرطان الثدي – وهو أكثر السرطانات شيوعا عند النساء – قد أصبح أكثر شيوعا خلال القرنين السابقين ، ويقدر العلماء أن امرأة من أصل عشرين امرأة في الغرب تموت بسرطان الثدي ، وأن واحدة من أصل أربعة نساء تشكو من مرض من أمراض الثدي في وقت من الأوقات هناك "

فلم هذه الكثرة ، ولماذا تتعرف أثداء النساء لهذه الأمراض ؟ يقول الدكتور ستانوي مجيبا :

" من المحتمل كثيرا أن النساء يعاملن الثدي معاملة غير طبيعية ويخالفن الوظيفة الطبيعية للثدي ، ألا وهي الرضاعة . فإن النساء – يحرمن أثداءهن من وظيفتها الرئيسة ( وهي الرضاعة ) – إنما يدفعن ثمنا باهظا بالأمراض التي يكسبنها من وراء ذلك . وأن الإرضاع الطبيعي هو أهم وسيلة لتنظيم النسل حول العالم كله ، حيث ينقطع الطمث عند معظم النساء اللواتي يرضعن أطفالهن . ومن المعروف أن لسرطان الرحم علاقة وثيقة بسرطان الثدي . وربما كانت دورات الطمث التي تراها المرأة في حياتها ( وتبلغ 450 دورة ) تلعب دورا يؤثر في الرحم . ففي كل شهر يتعرض الثديان والرحم والمبايض لتغيرات فيزيولوجية وتشريحية .. وتكون هذه الأجهزة جاهزة لحدوث تلقيح للبيضة وتشكل الجنين .

ولكن في حياتنا العصرية .. فإن بيضة واحدة أو اثنتين تلقح فقط ( حيث تنجب المرأة ولدا أو اثنين ) خلال كل فترة العمر التي ترى فيها المرأة 450 دورة طمثية . أما الدورات الطمثية الأخرى فتهدر سدى .. وتشعر تغييرات الجسم بالخيبة والمرارة سنة بعد سنة حينما لا تحمل المرأة في عمرها سوى مرة أو مرتين . وربما كان هذا سببا لانتشار أمراض الجهاز التناسلي " .

هذا ما قاله الدكتور ( ستانوي ) في كتابه . وهو بهذا يشير إلى نساء العصر الحديث – حينما يحرصن على ألا ينجبن أكثر من طفل أو طفلين – إنما يعرضن أعضاءهم التناسلية لتلك الأمراض .

ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تزوجوا الودود الولود ، فإني مكاثر بكم " رواه أبو داوود والنسائي صحيح الجامع الصغير 2940

ويقول الدكتور ستانوي أيضا : " إن سرطان الثدي والرحم شائعان جدا ، فإن امرأة من أصل كل خمسة نساء تنتهي باستئصال رحمها في وقت من الأوقات . وإن على المرأة أن تبدأ بالحمل خلال سنوات قليلة بعد سن البلوغ ، فقد تبين أن إنجاب المرأة لأول طفل من أطفالها في سن مبكرة تحت العشرين هو أحد أهم وسائل الوقاية من سرطان الثدي . وأن الجهاز التناسلي عند المرأة يبقى لفترة 12 – 15 سنة ( حتى تبلغ المرأة سن الطمث غير قادر على إنجاب أول طفل . وإننا إذا ما قررنا الاستمرار في منع هذا الجهاز من الإنجاب ، فإننا سوف نعرض نساءنا لمشكلات كثيرة ) " .

وأما فيما يتعلق بمدة الإرضاع فيقول الدكتور ستانوي : " قد يكفي الرضيع من الناحية الغذائية أن يرضع لمدة ثمانية أشهر في المجتمع الغربي . إلا أنه من حيث الفائدة للأم ، فإن هناك كل الأسباب التي تدعو الأم لأن تستمر في الرضاع المديد حتى ولو بلغ الطفل سنا يستطيع فيه تناول معظم غذائه من الأطعمة الأخرى . فالتمريض المتكرر لحلمة الثدي يحرض الهرمونات عند الأم لتمنع نزول البيضة من المبيض إلى الرحم عند الأم لعدة شهور.

وفي هذا فإن الرضاع لا يعمل مانعا طبيعيا للحمل فسحب ، بل إنه يمنع التغيرات الحاصلة شهريا في فترة الطمث .. مما يريح الجهاز التناسلي من هذا العناء " .

ألم تقض حكمة الله تعالى بأن تكون مدة الرضاعة عامين اثنين .. ينال فيها الرضيع حظه من الغذاء والمناعة الطبيعية والحنان .. وترتاح خلال تلك المدة أعضاء المرأة من رحم ومبايض…!!

يقول الشهيد سيد قطب ( في ظلال القرآن ) : " والله يفرض للمولود على أمه أن ترضعه حولين كاملين ، لأنه سبحانه يعلم أن هذه الفترة هي المثلي من جميع الوجوه الصحية والنفسية للطفل ( لمن أراد أن يتم الرضاعة ) ، وتثبت البحوث الصحية والنفسية اليوم أن فترة عامين ضرورية لنمو الطفل نموا سليما من الوجهة الصحية والنفسية

ولكن نعمة الله تعالى على الجماعة الإسلامية لم تنتظر بهم حتى يعلموا هذا من تجاربهم ، فالرصيد الإنساني من ذخيرة الطفولة لم يكن ليترك يأكله الجهل كل هذا الأمد الطويل ، والله رحيم بعباده وخاصة هؤلاء الأطفال الصغار المحتاجين للعطف والرعاية .
وتختم هذه الأستاذة مقالها بالقول : " ليس هناك على وجه الأرض محلول بيولوجي يستطيع أن يغني تماما عن لبن الأم ، ويقوم بتأمين الخلايا الحية والإنزيمات الفعالة ، والحماية المناعية ضد الالتهابات ، والفوائد النفسية " .

وجاء في كتاب ( لبن الأم هو الأفضل – Breast is best - ) للدكتور ستانوي :

" مما لا شك فيه أن سرطان الثدي – وهو أكثر السرطانات شيوعا عند النساء – قد أصبح أكثر شيوعا خلال القرنين السابقين ، ويقدر العلماء أن امرأة من أصل عشرين امرأة في الغرب تموت بسرطان الثدي ، وأن واحدة من أصل أربعة نساء تشكو من مرض من أمراض الثدي في وقت من الأوقات هناك "

فلم هذه الكثرة ، ولماذا تتعرف أثداء النساء لهذه الأمراض ؟ يقول الدكتور ستانوي مجيبا :

" من المحتمل كثيرا أن النساء يعاملن الثدي معاملة غير طبيعية ويخالفن الوظيفة الطبيعية للثدي ، ألا وهي الرضاعة . فإن النساء – يحرمن أثداءهن من وظيفتها الرئيسة ( وهي الرضاعة ) – إنما يدفعن ثمنا باهظا بالأمراض التي يكسبنها من وراء ذلك . وأن الإرضاع الطبيعي هو أهم وسيلة لتنظيم النسل حول العالم كله ، حيث ينقطع الطمث عند معظم النساء اللواتي يرضعن أطفالهن . ومن المعروف أن لسرطان الرحم علاقة وثيقة بسرطان الثدي . وربما كانت دورات الطمث التي تراها المرأة في حياتها ( وتبلغ 450 دورة ) تلعب دورا يؤثر في الرحم . ففي كل شهر يتعرض الثديان والرحم والمبايض لتغيرات فيزيولوجية وتشريحية .. وتكون هذه الأجهزة جاهزة لحدوث تلقيح للبيضة وتشكل الجنين .

ولكن في حياتنا العصرية .. فإن بيضة واحدة أو اثنتين تلقح فقط ( حيث تنجب المرأة ولدا أو اثنين ) خلال كل فترة العمر التي ترى فيها المرأة 450 دورة طمثية . أما الدورات الطمثية الأخرى فتهدر سدى .. وتشعر تغييرات الجسم بالخيبة والمرارة سنة بعد سنة حينما لا تحمل المرأة في عمرها سوى مرة أو مرتين . وربما كان هذا سببا لانتشار أمراض الجهاز التناسلي " .

هذا ما قاله الدكتور ( ستانوي ) في كتابه . وهو بهذا يشير إلى نساء العصر الحديث – حينما يحرصن على ألا ينجبن أكثر من طفل أو طفلين – إنما يعرضن أعضاءهم التناسلية لتلك الأمراض .

ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تزوجوا الودود الولود ، فإني مكاثر بكم " رواه أبو داوود والنسائي صحيح الجامع الصغير 2940

ويقول الدكتور ستانوي أيضا : " إن سرطان الثدي والرحم شائعان جدا ، فإن امرأة من أصل كل خمسة نساء تنتهي باستئصال رحمها في وقت من الأوقات . وإن على المرأة أن تبدأ بالحمل خلال سنوات قليلة بعد سن البلوغ ، فقد تبين أن إنجاب المرأة لأول طفل من أطفالها في سن مبكرة تحت العشرين هو أحد أهم وسائل الوقاية من سرطان الثدي . وأن الجهاز التناسلي عند المرأة يبقى لفترة 12 – 15 سنة ( حتى تبلغ المرأة سن الطمث غير قادر على إنجاب أول طفل . وإننا إذا ما قررنا الاستمرار في منع هذا الجهاز من الإنجاب ، فإننا سوف نعرض نساءنا لمشكلات كثيرة ) " .

وأما فيما يتعلق بمدة الإرضاع فيقول الدكتور ستانوي : " قد يكفي الرضيع من الناحية الغذائية أن يرضع لمدة ثمانية أشهر في المجتمع الغربي . إلا أنه من حيث الفائدة للأم ، فإن هناك كل الأسباب التي تدعو الأم لأن تستمر في الرضاع المديد حتى ولو بلغ الطفل سنا يستطيع فيه تناول معظم غذائه من الأطعمة الأخرى . فالتمريض المتكرر لحلمة الثدي يحرض الهرمونات عند الأم لتمنع نزول البيضة من المبيض إلى الرحم عند الأم لعدة شهور.

وفي هذا فإن الرضاع لا يعمل مانعا طبيعيا للحمل فسحب ، بل إنه يمنع التغيرات الحاصلة شهريا في فترة الطمث .. مما يريح الجهاز التناسلي من هذا العناء " .

ألم تقض حكمة الله تعالى بأن تكون مدة الرضاعة عامين اثنين .. ينال فيها الرضيع حظه من الغذاء والمناعة الطبيعية والحنان .. وترتاح خلال تلك المدة أعضاء المرأة من رحم ومبايض…!!

يقول الشهيد سيد قطب ( في ظلال القرآن ) : " والله يفرض للمولود على أمه أن ترضعه حولين كاملين ، لأنه سبحانه يعلم أن هذه الفترة هي المثلي من جميع الوجوه الصحية والنفسية للطفل ( لمن أراد أن يتم الرضاعة ) ، وتثبت البحوث الصحية والنفسية اليوم أن فترة عامين ضرورية لنمو الطفل نموا سليما من الوجهة الصحية والنفسية

هناك حالات كثيرة تهرب فيها الوالدة من إرضاع طفلها من الثدي.
إنها ترفض الرضاعة الطبيعية .. وتتجه إلى الرضاعة الصناعية .. حيث تستخدم أحد أنواع الألبان المجففة ..



ما هو الفرض بين الرضاعة الطبيعية من ثدي الأم .. وبين الرضاعة الصناعية بالألبان المجففة ؟.
الواقع أن المولود الذي يوضع تحت رعاية دقيقة .. ويتبع نظام مدروس لتغذيته بالألبان الصناعية أو ألبان الحيوان .. أو خليط منهما ..
مثل هذا الطفل يمكن أن ينمو بطريقة طبيعية بل وأن تكون صحته جيدة أيضاً ..
ولكن هل معنى ذلك أن تمتنع الأمهات عن إرضاع أطفالهن من الثدي؟.
الرد .. لا ..

فالرضاعة الطبيعية لها فوائد .. وعندما تقدم لكل أم المزايا التي تعود عليها وعلى مولودها من الرضاعة الطبيعية .. ستجد إنها يجب أن تحرص على إرضاع طفلها من ثديها ..

لماذا تكون الرضاعة الطبيعية أفيد .. وأحسن؟!

أن أول وأهم فائدة تعود على الطفل من الرضاعة الطبيعية هي أن هذا النوع من الرضاعة أكثر حماية للطفل.
فالطفل خلال الستة شهور الأولى من عمره تكون مقاومته لعدوى الأمراض: أقل.
وتزداد قابلية الطفل للعدوى خلال الفترة القصيرة التي تلي ولادته.

فبكل بساطة يمكن أن يصاب في هذه المرحلة من عمره بنزلات البرد .. واضطرابات التبرز ..
أخطر من ذلك .. أن الإصابة بهذه الحالات تكون أشد عند الأطفال ..
فالشخص الكبير يصاب بنزلة برد ولكن من النادر .. أن تحدث مضاعفات بعد الإصابة بالمرض.
أما في الطفل الصغير .. فإن احتمال .. حدوث هذه المضاعفات يكون أكبر ..

وقد أكدت الدراسات الطبية أن الطفل الذي يعتمد أساساً على الرضاعة من ثدي الأم يكون احتمال مرضه أقل بالأمراض المعدية مثل نزلات البرد .. والكحة .. والإسهال. أما إذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة الصناعية فإن احتمال إصابته بهذه الحالات يكون أكبر.
بل وأكدت الإحصائيات أن الرضاعة الطبيعية خلال الستة شهور الأولى من عمر الطفل تضمن له صحة جيدة خلال الستة أشهر التالية.

ولعل أخطر الأمراض التي يمكن أن تصيب الطفل الصغير هي الاضطرابات المعوية التي تتمثل في الإسهال القيء ..
والسبب الرئيسي لحدوث هذه الحالة هو التلوث الذي يصيب غذاء الطفل. وهذا التلوث قد يكون في اللبن الصناعي .. أو زجاجة الرضاعة نفسها ..
فخلال تحضير الرضعة قد يؤدي بعض الإهمال إلى حدوث التلوث الذي قد ينتهي: بالإسهال .. أو القيء .. أو الإثنين معاً.

وهذه الحالة لا تصيب الطفل الذي يرضع من ثدي أمه ..
فالغذاء هنا (لبن الثدي) .. معقم .. ومغذي وطازج دائماً .. !!
هناك أيضاً حالة أخرى لها مشاكلها: هي الأكزيما ..

صحيح إنه من النادر أن تصيب الطفل المولود، ولكن عندما تحدث الإصابة بها فإنها تعذب الأم قبل المولود الذي يصبح عملية تغذيته شيئاً صعباً.
وهذه الحالة ترتبط بالتغذية الصناعية من زجاجة الرضاعة.

وأخيراً .. فإن إجراءات الرضاعة الطبيعية أسهل بالنسبة للأم من الرضاعة الصناعية، فالأم في حالة الرضاعة الطبيعية ليست في حاجة إلى تعقيم زجاجات .. وحلمات .. وليست في حاجة إلى إجراءات خلط الألبان وغلي الماء .. ثم تبردي كل ذلك إلى الدرجة التي تناسب الطفل ..
ويمكن تصور مدى الإزعاج الذي تسببه تحضير الرضعة الصناعية إذا كانت الأسرة على سفر .. أو في زيارة ..

ولكن من الضروري أن نذكر هنا رأي علماء النفس في عملية الرضاعة الطبيعية:
إن علماء النفس يؤكدون أن للرضاعة الطبيعية فائدة نفسية واضحة لكل من الأم .. والمولود. وقد تكون فائدتها بالنسبة للمولود: أكبر!
إنهم يعتقدون أن الرضاعة الطبيعية تزيد من قوة الارتباط بين الأم والمولود.
إنها تحس بمدى اعتماد وارتباط المولود بها. وهذا يزيد من تعلقها به .. !

والحقيقة الهامة التي يجب أن تتذكرها أي أم دائماً هي أن لبن الثدي لا يمكن أن يسبب أي سوء هضم عند الطفل .. فهو في كل الأحوال يناسبه تماماً ..
وفي نفس الوقت لا يجب أن تظن الأم أن الرضاعة ترهقها ..
ومن الخطأ أن ننصح الأم المرهقة بالتوقف عن الرضاعة كوسيلة للراحة ..

فالذي يحدث عند تطبيق هذه النصيحة هو: العكس. فالتوقف عن الرضاعة معناه مزيد من الجهد من أجل إطعام وإشباع الطفل المولود.
فإعداد الرضعة الصناعية للطفل يحتاج إلى جهد ووقت أكبر بكثير من وضعه على الصدر ليرضع من الثدي!!
ولا يجب أن تظن الأم أن امتصاص اللبن من ثديها يضعف صحتها ..

فهذا غير صحيح .. فما دامت تأكل الطعام الكافي وتراعي صحتها بشكل طبيعي فلا خوف إطلاقاً عليها من الرضاعة مهما كانت كمية اللبن التي يمتصها المولود من الثدي ..

هل من الضروري أن أرضع طفلي طبيعيًّا؟ وهل حليبي هذا أفيد لرضيعي من الحليب الاصطناعي الموجود في الصيدليات؟ وإذا أحببت أن أرضع، فهل هناك وضع معين؟ وماذا يجب عليّ أن أعمل حتى أحافظ على كمية كافية من الحليب؟

قبل أن أحاول الرد على تساؤلاتك، أود أن أذكرك أن الإرضاع وقبل أن نبحث في فوائده وميزاته هو وظيفة طبيعية، بل غريزة فطرية عند كل أم، كانت تؤديها برضى وطواعية وأريحية منذ أن خلق الله سبحانه الوجود، وبعث أبونا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء، إلى أن ظهرت هذه الأصناف التجارية من الحليب الاصطناعي، وذلك بعد الحرب العالمية الثانية، وتفجّر الثورة الصناعية في الغرب، حيث أجبرت المرأة أن تنزل إلى العمل، وتقف أمام الآلة لساعات طوال، فمن أين لها بعد ذلك أن تستطيع إرضاع طفلها عند عودتها إلى منزلها، وقد تعب جسمها وأرهقت أعصابها، فكان هذا الحليب هو البديل في إرضاع وليدها.

تخطئين كثيرًا حين تتخلين عن إرضاع طفلك طواعية، ودون أي سبب يمنعك من ذلك، وتقررين أن تعطيه من هذه الأصناف المختلفة من الحليب الصناعي، ومهما يكن قرارك فأحب أن أذكرك بالفوائد الكثيرة لحليبك لك ولوليدك:

بالنسبة لك:
- يحميك الإرضاع من كثير من الالتهابات الرحمية بعد الولادة.
- يجنبك خسارة الدم الزائدة المرافقة للولادة، حيث يساعد الإرضاع في توقف النزيف الناجم عن الولادة.
- يساهم في عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي ومكانه الطبيعي بسرعة بعد الولادة.
- يمنع حصول الحمل عندك بنسبة تزيد على (98%)، دون تناول مانعات الحمل.
- ودراسات كثيرة أكَّدت أن الإرضاع يقي من حدوث سرطان الثدي، وكذلك سرطان الرحم عند الأم المرضع.

أما بالنسبة لوليدك:
فإن حليبك يحميه من الإصابة بالالتهابات الجرثومية، وذلك بما يحويه من عوامل مناعية، ويحميه أيضًا من الإصابة بالحساسية الغذائية؛ وذلك نتيجة لخلوه من البروتين المسبب لهذا النوع من الحساسية والموجود عادة في الحليب المصنع والمستخرج من حليب الأبقار، ودراسات عديدة بينت أن حليبك يمنع نقص الكلس في دم وليدك، فيساعده على بناء عظام متينة، ولا أنسى أن أذكرك بأن الطفل الرضيع من حليب أمه قليل الإصابة بالسمنة ونادر التعرض للاضطرابات النفسية، وأن نمو فكيه وأسنانه يكون سويًّا خاليًّا من التشوهات.

وهناك أيضًا فوائد نفسية روحية للإرضاع: فهو يساهم في بناء نفس سوية سليمة ومطمئنة عند وليدك، ويقوي الصلات الروحية والوشائج العاطفية بينك وبينه، ويشعرك بأنوثتك وبوجودك كأم تؤدين دورك الطبيعي والفطري في هذه الحياة.

لكن هذه المعاني النفسية والروحية لا تتحقق إلا بشرطين، أن تكون عندك الرغبة الذاتية بالإرضاع، وأن تكوني أثناء الرضعة حاضرة القلب، هادئة النفس، غير شاردة ولا متوترة.


وهناك أيضًا فوائد عملية للرضاعة من الثدي: فالحليب دومًا جاهز، دائمًا بحرارة ثابتة وملائمة، طاهر ومعقم، سهل الهضم، أسهل عليك أثناء السفر والترحال، اقتصادي في المال والوقت.

لا بد أن تعلمي أنه ليس هناك وضعية مثالية للإرضاع، فأرضعيه جالسة أو مضطجعة، بشرط وحيد هو أن تكوني أنت وهو في وضع مريح. أما عدد الرضعات فلا عدد لها، وتكون بحسب طلبه، خاصة خلال الشهر الأول من عمره، فيعطى الثدي عند بكائه.

ولكن للتقريب أذكرك بأن الطفل وفي شهره الأول عادة يرضع كل ثلاث ساعات تقريبًا، ثم بعد ذلك يباعد بين الرضعات شيئًا فشيئًا. أما بالنسبة لمدة كل رضعة، فهي غالبًا تدوم حوالي (15) دقيقة قد تطول أحيانًا إلى (20) دقيقة، وهنا أذكرك بأمرين هامين:

الأول: في كل رضعة، يجب إعطاؤه كلا الثديين، ولكن لا تعطيه الثدي الثاني قبل أن يفرغ الثدي الأول تمامًا، حيث إن هناك مواد دسمة موجودة في نهاية الرضعة إن لم يفرغ الرضيع الثدي تمامًا، فلن يستفيد منها، وبالتالي يشعر باستمرار بحس الجوع، وكثيرًا ما تقول الأمهات خطأ أن حليبهن غير كافٍ، فإما أن يعطين حليبًا اصطناعيًّا مع حليبهن، أو أن يوقفن الرضاعة الطبيعية ويستعضن عنها بالحليب الصناعي، وهذا مؤسف.

والثاني: هو أن تناوبي بين الثديين، فإن أعطيته في هذه الرضعة الثدي الأيمن وأنهيتها بالأيسر، ففي الرضعة المقبلة، تبدئين بالأيسر وتنهين بالأيمن.

ويجب أن تعلمي أختنا أن نجاح الإرضاع يعتمد على توفر الشروط الأربعة التالية:

الأول: أن تتخذي قرار الإرضاع أثناء الحمل، وذلك عن معرفة واقتناع بأنك سوف ترضعين طفلك، وهذا هو العامل الأساسي في نجاح عملية الإرضاع، أما أن يصل الحمل إلى نهايته وأنت ما زال قرارك غير واضح بهذا الشأن، فاعلمي أن الإرضاع وإن بدأته بعد الولادة، فلن يستمر في غالب الأحيان.

الثاني: التحضير الجيد للثديين قبل الولادة، وخاصة خلال الشهرين الأخيرين، وذلك بالعناية بنظافتهما، واستعمال حمالة ثدي غير ضيقة ومن نسيج قطني ناعم وطري، وكذلك بإجراء التدليك الطيف والخفيف للثديين والحلمتين؛ لإخراج بضع قطرات من الحليب (اللبن)، وهو ما يساعد على فتح الأقنية الحليبية وتحضيرها لعملية الإرضاع.

الثالث: الرضعة الأولى يجب أن تكون مبكرة: وقبل مضي (3) ساعات من حياة الوليد، حيث إن هذه الرضعة المبكرة تساعد على إفراز الحليب وإفراغه.

الرابع: أن تكون تغذيتك متوازنة أثناء فترة الحمل وكذلك الإرضاع: فالوجبات يجب أن تكون منتظمة المواعيد، تحوي كمية كبيرة من الحليب والماء وقليلاً من العصائر، وغنية بالخضار، والفواكه، واللحوم البيضاء كالدجاج والسمك.


أما عن الفطام وهو التوقف النهائي عن الإرضاع، فلا بد فيه مراعاة الأمرين التاليين:

الأول: ألا يحدث قبل الشهر السادس من عمر الوليد: فلا ينال الوليد كمية كافية من العوامل المناعية، إلا بإرضاعه على أقل تقدير مدة (6) أشهر.

والثاني: هو ألا يحدث الفطام فجأة: ولذلك يجب أن يحدث الفطام تدريجيًّا، وذلك بالبدء بتنويع غذاء الرضيع منذ الشهر السادس وذلك بإدخال الفواكه، وفي الشهر السابع تدخل الخضار، وفي الشهر الثامن اللحوم البيضاء وصفار البيض، وفي الشهر التاسع من الممكن إدخال أي نوع من الأطعمة دون استثناء، ما عدا بياض البيض الذي يجب أن يؤخر إلى ما بعد السنة الأولى؛ بسبب ما يمكن أن يحدثه من حساسية غذائية.

خلال هذه الفترة يتم العمل على إنقاص الرضعات إلى رضعتين واحدة في الصباح والأخرى في المساء، ثم إن حدث الفطام بعد الشهر التاسع فلا بأس، مع أنه يفضل الاستمرار بإعطاء رضعة إلى اثنتين حتى نهاية السنة الثانية كما ورد في القرآن الكريم، وصرَّح به الكثير من أساتذة التغذية في الغرب.

والنصيحة الأخيرة: لا تتناولي أي دواء وأنت مرضع إلا بعد استشارة الطبيب، فكثير من الأدوية تمر عبر حليبك إلى وليدك وتؤذي أعضاءه وأجهزته.

وأخيرًا أرضعيه.. أرضعيه ولو بماء عينيك.


الرضاعة الطبيعية:

- إذا كان هناك مشكلتان تتعلقان بالرضاعة الطبيعية مثل المغص ... إلا أنهما مشاكل يمكن التغلب عليها بمنتهى السهولة، كما أنها لا ترقى إلى درجة الاضطرابات المرضية.



إذن فما هي فوائد الرضاعة الطبيعية في مقابل مساوئ الرضاعة بالببرونة أو اللبن الصناعي؟

* فوائد الرضاعة الطبيعية:

1- لبن الثدي هو الذي يحتوى فقط على:

- خلايا دم بيضاء تحمى من الإصابة بالبكتريا والفيروسات.

- خلايا دم بيضاء تحمى من الإصابة بالحساسية.

- أحماض أمينية تحفز نمو خلايا المخ.

- يحمى من التعرض لعدوى الجهاز التنفسي والهضمي.

- يحمى من الإصابة بالحساسية.

- سلسلة من الأحماض الدهنية تساعد على النمو. الطبيعي للجهاز العصبي والسمعي.

2- الأطفال التي تتغذى على لبن الثدي هي التي فقط أقل عرضة للإصابة:

- بأمراض الجهاز التنفسي.

- بعدوى الأذن.

- بأمراض الجهاز الهضمي والإسهال.

- بعرض موت الطفل المفاجئ.

- بأنواع الحساسية المختلفة.

- بالبكتريا المسببة للحمى الشوكية.

- بالسرطان في مرحلة الطفولة.

- بالسكر في سن مبكرة.

- بقرحة القولون.

- بداء كرون.

- بأمراض القلب عند التقدم في العمر.

- وزيارات أقل لطبيب الأطفال.

3- والأطفال التي تغذت على لبن الثدي سجلت أعلى معدلات فى:

1- الاستجابات العصبية.

2- القدرات العقلية.

3- معامل الذكاء (IQ).

4- أما الأمهات التي تغذت على لبن الثدي ثبت فعلياً أنها:

- أقل عرضة للإصابة بسرطان المبايض.

- أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث.

- أقل عرضة للإصابة بهشاشة العظام.

- كما أن لبن الثدي:

- يقلل من فقد الدم بعد الولادة لعودة الرحم إلى حجمه الطبيعي بسرعة.

- يقوى الرابطة والاتصال الروحي بين الأم وطفلها.

- يوفر النقود وعناء شراء الألبان الصناعية.

- يحافظ على الوزن ورشاقة الأم.

- يعطى إحساس بالرضاء النفسي.

- وإذا ولد الطفل قبل ميعاده أي قبل أن يكمل 37 أسبوعاً يعتبر طفل مبتسر (غير كامل النمو) فنجد أن لبن الأم مفيد له بدرجة كبيرة فيقدم له:

- الحماية من العدوى.

- حماية العين من الإصابات المختلفة.

- استقرار التنفس بشكل أفضل أثناء الرضاعة.

- زيادة الذكاء.

- فرص أقل لحساسية اللثة.

- فتح الشهية.


__________________
أجمل ما في الحياة هي الأخوة الصادقة
لأنها مدينة مغلقة لا يدخلها إلا الأوفياء
  #3  
قديم 04-04-2007, 07:53 PM
 
رد: الرضاعة الطبيعية

سبحان الله موضوع جميل
شكرا عيون الطفولة


  #4  
قديم 04-04-2007, 08:03 PM
 
رد: الرضاعة الطبيعية

على الرغم من أن عملية الإنجاب والإرضاع هي عملية فطرية فسيولوجية، إلا أنها في الإنسان تكتسب أهمية خاصة، وتحتاج إلى عناية خاصة. ويعتبر لبن الأم هو التغذية المثلى للرضيع، فهو يحتوي على كل العناصر الغذائية وبالنسب التي يحتاجها الطفل، خاصة في الأشهر الأولى من عمره، ولهذا يجب تشجيع كل الأمهات على الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد، التي من أهمها، أنه حليب جاهز دوماً، وبالحرارة المناسبة، والكمية المناسبة، ولا يحتاج أي وقت لتحضيره، فهو يتدفق بمجرد وضع الطفل على ثدي الأم، كما أنه حليب طازج ونظيف وسهل الهضم وخالٍ من الجراثيم، وهذا يجعل الأطفال الذين يرضعون من حليب أمهاتهم أقل عرضة للالتهابات المعوية وغيرها.
كذلك فإن مشاكل الحساسية وعدم تحمل الحليب الصناعي التي نشاهدها عند أطفال الرضاعة الصناعية، لا نشاهدها عند أطفال الرضاعة الطبيعية، ولقد ثبت بأن الكثير من الأعراض الشائعة في الأطفال مثل الإسهال، والنزف المعوي، والتقيؤ، والمغص، والأكزيما، وغيرها، أقل شيوعاً في الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، كذلك فإن بعض أمراض الجهاز التنفسي والدم، مثل التهاب الأذن الوسطى، وذات الرئة، وتسمم الدم، والتهاب السحايا، وجميع أمراض الحساسية، والأمراض المزمنة، أقل شيوعاً عند الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم منها لدى غيرهم.

* تقوية المناعة ومن الفوائد الأخرى لحليب الأم تقوية الجهاز المناعي للرضيع، فحليب الأم يحتوي على أجسام مضادة للبكتريا والفيروسات، وهي تمنع الميكروبات من الالتصاق بالجدار المخاطي للأمعاء وتقي الأطفال من أمراض الإسهال وغيرها، كما أنه يحتوي على مضادات ضد مرض شلل الأطفال، لذلك فإن من فوائد الرضاعة الطبيعية أنها تحمي الأطفال حتى من مخاطر اللقاح ضد شلل الأطفال.

كذلك فان حليب الأم غني بعنصر لاكتوفيرين Lactopherin وهو بروتين مرتبط بالحديد، وله مفعول مثبط للبكتريا وبشكل خاصE. Coli المسؤولة عن أغلب التهابات الأطفال، كما ويحتوي الحليب على إنزيم اللايبيزLipase، الذي يتفاعل مع الأملاح الصفراوية في أمعاء الطفل فيعمل على قتل الطفيليات المعوية، وبالتالي يحمي الطفل من الإسهال الطفيلي كالجارديا والأميبا Amebiasis & Giardiasis ولقد أثبتت الأبحاث وجود مناعة في حليب الأم ضد مرض الدرن الرئوي أيضاً. كما ويعتبر حليب الأم مصدرا أساسيا لحصول الرضيع على الماء، فنسبة الماء في حليب الأم، لا تقل عن 880 مل/ لتر، وهذا في الأحوال العادية.

وتشكل نسبة الماء في جسم المولود الجديد ما بين 70 80%، ويحتاج الطفل إلى كمية من الماء يوميا ما يعادل 10 15% من وزنه، فإذا كان وزنه أربعة كيلوغرامات مثلا، فإنه يحتاج إلى كمية ماء يومية تعادل 600 مل، وتزداد حاجة قليلي الوزن للماء أكثر من غيرهم، فقد تصل حاجتهم اليومية إلى 80 170 مل/ كلغم/ يوميا.

وقد يفقد الطفل الماء من جسمه عبر عدة طرق كالبراز والبول، أو عن طريق التبخر خلال عملية التنفس أو خلال الجلد وهذا في الأحوال العادية، والتي عادة ما يكون هناك توازن ما بين الماء الداخل والماء الخارج في جسم الطفل الرضيع، أما إذا زاد الماء الخارج لأي سبب من الأسباب، كالإسهال والقيء، أو زيادة العرق في الفصول والبلاد الحارة أو لدى الإصابة بأحد أمراض الرئة التي تزيد سرعة التنفس، وبالتالي زيادة عملية التبخر وغيرها من الأمراض، هنا يحدث خلل في التوازن الفسيولوجي الطبيعي بين الماء الداخل والخارج من الجسم وبالتالي قد يصاب الطفل بالجفاف، ولتجنب حدوث هذا الأمر والتغلب عليه حال حدوثه، يجب التخلص من مسببات فقدان الطفل للماء من الجسم، مع زيادة كمية الماء الداخلة للجسم بإعطاء الطفل المزيد من الماء بين وجبات الرضاعة، وعدم الاعتماد على الحليب فقط.

وتتوافر في الحليب كل العناصر الغذائية المطلوبة للطفل مثل: احتواء لبن الأم على نوع من البروتين سهل الهضم للطفل، كما ويحتوي على الدهون الأساسية للشعر والجلد ونمو المخ. يحتوي على السكر في صورة اللاكتوز Lactose الضروري للامتصاص الجيد للكالسيوم والفسفور والحديد، وكذلك ضروري لنمو المخ. كما يحتوي لبن الأم على عامل زيادة نمو المخ Brain Growth Factor كما وأثبتت الدراسات العلمية أن الرضاعة الطبيعية تقلل من فرص إصابة الطفل بالعديد من الأمراض في المستقبل مثل مرض السكر، أمراض القلب، الحساسية الصدرية والسمنة.

* الأم والرضاعة أما الفوائد التي تعم على الأم من الرضاعة الطبيعية، فتساعد الرضاعة الطبيعية على سرعة عودة الرحم للحجم الطبيعي قبل الحمل والولادة. كذلك تساعد على منع حدوث نزيف ما بعد الولادة.

كما وتعتبر وسيلة طبيعية لمنع الحمل وقد يمكن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة بجانب توافر عاملين آخرين.

وتعزز الرضاعة الطبيعية الرابط النفسي بين الأم وطفلها فينمو الطفل في استقرار نفسي.

وهنالك حالات كان الاعتقاد السائد فيها بوجوب توقف الأم عن الرضاعة الطبيعية:

* إذا كانت الأم مصابة بالحصبة الألمانية Rubella لقد ثبت فعلا انتقال فيروس الحصبة الألمانية من الأم إلى الطفل الرضيع عبر الحليب، سواء كانت الأم مصابة بالمرض فعلا أو مجرد حاصلة على التلقيح، ولكن مع ذلك فلا يوجد أي داع للخوف وقطع الرضاعة الطبيعية، لأن المرض حتى لو ظهر على الطفل فهو بسيط وذاتي الشفاء ولا توجد له أية مضاعفات.

الإصابة بالهر بس البسيط Herpes Simplex كذلك ثبت انتقال الفيروس المسبب للمرض عبر حليب الأم وإنما بشكل نادر، ومع ذلك فلا نمنع الرضاعة الطبيعية، بل نطالب الأم بالعناية الصارمة بالنظافة الشخصية، إلا إذا كانت حويصلات المرض على حلمة الثدي أو قريبة منها، هنا فقط نوقف الرضاعة بشكل مؤقت، ونحلب الحليب من ثدي الأم ونعطيه للطفل بالكأس أو القنينة لمنع العدوى.

* التهاب الكبد الفيروسي Viral Hepatitis أيضاً قد ينتقل فيروس الكبد الوبائي من الأم إلى الطفل عبر الحليب، لكن الغالب أن ينتقل أثناء الولادة، وحتى هذا المرض أيضاً على خطورته، ليس مدعاة لقطع الرضاعة الطبيعية إذا أعطينا الطفل لقاحا ضد المرض خلال أربع وعشرين ساعة من الولادة، على أن يتبع ذلك جدول من الجرعات التلقيحية الداعمة.

* أما الفيروسات النادرة الأخرى مثلCMV فصحيح أنها تنتقل عبر الحليب، ولكنها نادرة أولا، ومخاطرها على الطفل تكاد تكون مهملة، ولذلك فلا داعي لقطع الرضاعة الطبيعية.

* مشاكل الرضاعة الطبيعية قد تعاني بعض الأمهات واعتباراً من الأسبوع الثاني (فترة إدرار الحليب المفاجئ) من بعض الألم أثناء عملية الإرضاع، وذلك بسبب الهجوم المفاجئ للحليب في الثديين، مع عدم قدرة الرضيع على سحبه كله، مما يسبب احتقان الثديين مع تقرحات وتشققات في النقطة الأضعف فيهما وهي منطقة الحلمتين، ينتج عن ذلك آلام مزعجة أثناء الرضاعة، ولكي تتجنب الأم هذه الحالة أصلا فعليها الاعتناء بنظافة ثدييها وإجراء بعض التدليك الخفيف اعتبارا من الأيام الأخيرة للحمل، وطيلة مرحلة الإرضاع، كما عليها أن تغسل ثدييها يوميا بالماء الدافئ والصابون الطبيعي، وتجنب استخدام الصابون المعطر الذي يسبب جفاف الثديين أو تهيج الحلمتين، ويجب التأكيد على أن لا تكون حاملات الثديين ضيقة جدا، أو تكون مصنوعة من مادة بلاستيكية مهيجة، ولكن لا بأس من وجود وسادتين لطيفتين توضعان ما بين الثديين والحاملات، بحيث تحفظان الحلمتين، وتمتصان الحليب المتساقط من الثديين. وهنالك الكثير من الأمور الأخرى عن الرضاعة الطبيعية التي قد نتطرق لها في وقت لاحق.

ثبت علميا وطبيا أن الرضاعة الطبيعية ذات أهمية بالغة وفائدة كبيرة لصحة الطفل والأم المرضعة على حد سواء (بدنياً ونفسياً ووقائياً) ولم تُظهر الأبحاث العلمية الحديثة هذه الحقيقة إلا من عهد قريب.

فمنذ نهاية الأربعينيات من القرن العشرين وحتى منتصف السبعينات منه كان يعتقد أن حليب الأبقار أفضل من حليب الأم، وكانت تتم تغذية الغالبية العظمى من الأطفال حديثي الولادة في البلاد الغربية والولايات المتحدة الأمريكية عن طريق هذا الحليب البديل. وكان النظام المتبع في مستشفيات الولادة هناك أن يصف الطبيب للأمّ ما يناسب طفلها الرضيع من أنواع الألبان البديلة عند مغادرتها المستشفى.


ولم يكن الأطباء يوصون بالرضاعة الطبيعية إلا عندما تكون الأم من أسرة فقيرة ولا تملك ثلاجة لحفظ الحليب لطفلها! وحتى في الحالات التي كانوا يصفون فيها الرضاعة الطبيعية فإن مدة هذه الرضاعة لم تكن تتعدى الشهرين أو ثلاثة أشهر. أما أولئك الأطفال الذين تمتد فترة رضاعتهم الطبيعية إلى خمسة أو ستة أشهر فلم تكن نسبتهم تزيد عن (5)% فقط من مجموع عدد السكان، وهذه النسبة لا تمثل العدد الحقيقي لهؤلاء الأطفال حيث تقل كثيرا بين المثقفين.

والى جانب الاعتقاد السائد بأفضلية الحليب البديل في ذلك الوقت كان هناك عامل آخر يغري الأمهات بالإقبال عليه والإعراض عن الرضاعة الطبيعية وهو خروج النساء للعمل في الدول الصناعية والتخلص من أعباء الرضاعة الطبيعية.

وأخذت هذه العدوى وهذا الاعتقاد الخاطئ ينتقل إلى البلدان النامية (دول العالم الثالث) في الوقت الذي بدأت الدول الغربية (الأوربية والأمريكية) تتخلى عنه حيث بدأ التشجيع للأمهات بأن يرضعن أطفالهن والتخلي عن الرضاعة الاصطناعية كلما أمكن ذلك ولمدة لا تقل عن ستة أشهر، وكلما كانت مدة الرضاعة الطبيعية تصل إلى العامين يكون أفضل, أما في الدول النامية فقد انحدرت نسبة الرضاعة الطبيعية.

فمثلا في الفلبين كانت نسبتها في عام 1950 حوالي 90% بينما انحدرت في عام 1978 إلى 66% لدى طبقة الفقراء من سكان المدن وتدنت بنسبة 27% لدى المثقفين من أفراد الطبقات العليا في مجتمع ذلك البلد .

وهناك عامل إضافي ساعد في هذا التدني في دول العالم الثالث إضافة إلى العامل المذكور سابقا (خروج المرأة للعمل) ألا وهو الدعاية الكاذبة لشركات تسويق الحليب الاصطناعي (شركات صناعة غذاء الأطفال), حيث تستورد هذه الدول ما يعادل 2 مليار دولار سنويا منه مما يشكل هدرا كبيرا لدخلها القومي إضافة إلى الأمراض والوفيات الكثيرة الناتجة عنه حيث قدرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ( اليونيسيف) WHO & UNICEFبأن حوالي عشرة ملايين طفل يموتون سنويا بسبب أمراض التهاب المعدة والأمعاء وسوء التغذية جراء استعمال الحليب الاصطناعي , مما جعل هذه المنظمات الصحية الدولية تمنع هذه الدعايات وأطلقت على منتجي هذه الألبان ومصدريها من الشركات المصنعة لحليب الأطفال عبارة (قتلة أطفال العالم الثالث) .حيث أنه بالإمكان إنقاذ هؤلاء الأطفال بمجرد التحول إلى الرضاعة الطبيعية والاستغناء عن الحليب البديل.

أهم فوائد حليب الأم

وسنذكر أدناه أهم فوائد حليب الأم(الرضاعة الطبيعية)Breast feedingمقارنةً بحليب البقر cow's milk أو الرضاعة الاصطناعية ( رضاعة القنينة)Bottle feeding .

أولا:بالنسبة للطفل

1 حليب الأم محفوظ بصورة طبيعية وبنفس درجة حرارة الجسم وخال ٍمن الجراثيم الممرضة (معقم وغير ملوث) وجاهز للإعطاء في أي وقت يحتاجه الطفل الرضيع.

2 يحتوي حليب الأم على جميع المواد الغذائية الأساسية المطلوبة لنمو الطفل وبصورة متناسقة حسب عمره ووزنه ومقدرته على الهضم والامتصاص وهو يتغير يوميا لا بل بالساعات حسب متطلباته والأمثلة بهذا الخصوص متعددة ولكن سنذكر بعضاً منها:

أ ظل أطباء الأطفال ولسنوات طويلة واقعين تحت تأثير المقولة بأن حليب البقر يحتوي على بروتين أكثر 34 أضعاف مما يحتويه حليب الأم وتوصلت الأبحاث مؤخرا إلى أن العبرة ليست دائما بالكم وإنما بالكيف والنوع إذ ثبت بعد ذلك أن نسبة البروتين هذه في حليب الأم تعتبر مثالية بالرغم من كمه المحدد نسبيا ثم إن تواجد بروتين مصل الحليب (الشرش) ذي القيمة الغذائية والمناعة العاليتين فيه تصل إلى حوالي 80% بينما تبلغ هذه النسبة في مصل الحليب البقري 20% فقط . كما اكتشف العلماء إن ما يحتويه حليب الأم من بروتين يتناسب عكسيا مع نمو الطفل (كلما كان الطفل صغيراً كانت كمية البروتين كبيرة ثم تقل كميته تدريجيا مع تدرج الطفل في نموه إضافة إلى تغير كميته من يوم إلى آخر , بل من وقت إلى آخر في اليوم الواحد تبعا لتغير حاجة الرضيع , علما أن بعض البروتينات الموجودة في حليب البقر تسبب أمراضا للطفل كالربو والاكزما والتهاب المعدة والأمعاء الحساسية المنشأ .

ب الأحماض الأمينية في حليب الأم موجودة بالشكل الذي يفي بالمتطلبات الخاصة للطفل ونموه ويظهر بوضوح في جهازه العصبي والدماغ (الذي ميزه الله تعالى به وكرمه على كافة المخلوقات بسببه) فمثلا التاورين Tawrinهو من أهم الأحماض الأمينية الخاصة لنمو الدماغ وما يحتويه حليب الأم أكثر في حليب البقر بمقدار (30 40) ضعف .

ج نسبة الكالسيوم إلى الفسفور في حليب الأم أكثر ملائمة لتمعدن العظام من نسبتها إلى بعضها في حليب البقر .

د يتم امتصاص نسبة 50 70 % من الحديد الموجود في حليب الأمبينما لا تزيد هذه النسبة في حليب البقر عن 10 30 % مما يجعل أطفال الرضاعة الطبيعية اقل إصابة بفقر الدم .

ه نسبة سكر الحليب (اللاكتوز) Lactouseفي حليب الأم7 % بينما في حليب البقر 4.7 % واذا علمنا ان اللاكتوز من السكريات الثنائية (كلوكوز وكلاكتوز) وان الكلاكتوز يقوم بغرض فريد من نوعه حيث يشكل مع المادة الدهنية (Lipids) الجزء الأعظم من مادة الدماغ (Cerbrosidesglucolipids) علما ان نسبة اللاكتوز العالية في حليب الأم هي وراء مساعدة الدماغ في تكوينه ونموه وهو الذي يحتاجه الرضيع خاصة في الأشهر الأولى من عمره .

3 يحتوي حليب الأم على الخلايا المناعية الحية والاجسام المضادة للجراثيم والسموم كالخلايا اللمفاوية نوع (ب) والحبيبية والبلعمية والكلوبيولين Ig G &Ig Aواللاكتوفيرين والليازوزيم وعامل Bifidus وبعض المكملات Complementsوغيرها والتي تكسب جميعها وبشكل متكامل ومتناسق (تعاوني) الطفل مناعة وتجعله مقاوما للعدوى من الأمراض الانتقالية والمعدية خاصة التي تصيب الجهاز التنفسي والهضمي وهذا يفسر كثرة تعرض الأطفال الذين لا يرضعون طبيعيا من أمهاتهم لهذه الأمراض وكثرة نسبة الوفيات بينهم كما ذكرنا سابقا إضافة إلى الحليب الاصطناعي وحليب البقر أثناء إعدادها في القنينة يتعرضان للتلوث الجرثومي( الفيروسي والبكتيري) أو قد يكون التلوث موجودا فيهما أصلا كما ثبت ذلك في الحليب الاصطناعي .

وفي مادة اللباء الصمغية الصفراء (Colostrum)التي تفرزها الأممن ثديها لمدة ثلاثة ايام بعد الولادة قبل تكون الحليب الناضج فقد وجد انها تحتوي على كميات هائلة من الأجسام المناعية (95 %) والمقاومة للفيروسات والبكتيريا كاللكتوفيرين و الليزوزايم و الانترفيرون والكلوبيولين المناعية وبكميات كبيرة تقل بعد ذلك عند تكوين الأم للحليب المكتمل إلى ( 25%) وتعمل المقاومة أنواع كثيرة من البكتريا والفيروسات مثلا :

Cholera vibrio , Salmonella , Shigella , E – Coli, Polio virus, Herbis simplex and Coxaki-B viruses

وقد يزداد وزن بعض الأطفال الذين يتغذون على الحليب البديل أكثر من أطفال الرضاعة الطبيعية عندما يتناول أطفال الرضاعة الاصطناعية وجباتهم بالكمية ودرجة الكثافة التي ترغبها أمهاتهم . لكي تضمن سرعة نموه وتسعد برؤية أطفالهن وقد كبر حجمهم ولكننا نعلم حديثا إن مثل هؤلاء الأطفال يكونون أكثر إصابة بالالتهابات الجرثومية المذكورة أعلاه وأكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها عند الكبر .

4 السعادة والاطمئنان للطفل وهو يسمع دقات قلب أمه وهي تضعه على صدرها بحنان ويشم رائحتها . هذه الدقات التي تعود على سماعها وهو في بطن أمه جنينا وهذه الرائحة التي تعزز فيه روح المحبة والعطف والوفاء ورابطة البنوة والطاعة والاحترام , مما يؤدي إلى نشوء طفل مستقر نفسيا وعاطفيا , إضافة إلى كونه صحيحاً جسميا وبدنيا فضلاً عن تقوية الصلات بين أبناء الأسرة الواحدة اجتماعياً .
ثانيا : بالنسبة للام


1.توفير السعادة للام وهي تشبع غريزة وعاطفة الأمومة لديها .

2.تكسب الأمراحة ووقتاً وجهداً اقل مقارنة بالجهد والوقت الذي تصرفه في إعداد الرضاعة الاصطناعية .

3. تعجل في عودة أجهزة جسمها إلى الحالة الطبيعية فيما قبل الحمل خاصة الرحم وملحقاته وذلك بتأثير إفراز هرمون oxytocyinمن القسم الخلفي للغدة النخامية والذي يزداد إفرازه بتأثير العامل الانعكاسي (المص من الثدي) suckling reflexالذي يتم عند الرضاعة من الأم.

4. الرضاعة الطبيعية تقلل من نسبة الإصابة بحالات النزف بعد الولادة postpartum bleedingوبالتالي مرض فقر الدم ومضاعفاته .

5.الرضاعة الطبيعية تعمل كمانع حمل طبيعي بتأثير إفراز هرمون (البرولاكين) prolactinمن القسم الأمامي للغدة النخامية الذي يزداد إثناء الرضاعة للطفل من أمه وهو إضافة إلى كونه مدراً للحليب فهو يثبط المبيض ويؤدي إلى إيقاف الدورة الشهرية لفترة محددة وفي بعض الأمهات طيلة مدة الرضاعة فبذلك يحصل التباعد بين الولادات مما يفيد الأم والطفل معاً .

6.الرضاعة الطبيعية تقلل من نسبة الإصابة بسرطان الثدي والمبيض فقد لوحظ أن الأمهات اللاتي يرضعن أولادهن خاصة في السن المبكرة يكن اقل إصابة بهذين الدائين بالمقارنة باللاتي لا يرضعن أو من النساء غير المتزوجات .

ثالثا : بالنسبة للاسرة والمجتمع

إن الرضاعة الطبيعية هبة مجانية من رب العالمين توفر مبالغ ضخمة للأسرة ممكن أن يستفاد منها في سد جوانب ملحة أخرى وبالتالي للمجتمع والدولة . والطفل حتى الشهر السادس من عمره لا يحتاج إلى إضافة إي غذاء إلى حليب أمه وإذا ما عرفنا أنها تقلل كثيراً من نسبة الإصابة بالأمراض أو الوفيات مقارنة بالرضاعة الاصطناعية عرفنا أهميتها الاقتصادية والسكانية خاصة في ظروفنا الحالية حيث الحصار الغذائي والدوائي على قطرنا العراقي وبعض الدول العربية والإسلامية .

فنحن إذن في أمس الحاجة لتوفير مبلغ (2) مليار دولار سنويا للدول في العالم الثالث والإفادة منها في مشاريع صحية وقائية وعلاجية وتربوية حيوية أخرى .

وفي دراسة أجريت في ولاية كارولينا الشمالية في أمريكا عن تكاليف الرضاعة الاصطناعية للطفل الواحد فكانت ألف دولار سنوياً إضافة إلى تكاليف المعالجة الطبية التي يتعرض لها جرآء ذلك في السنة الأولى من عمره والتي قدرت بألف وأربعمائة دولار أخرى بينما الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم طبيعياً لا يكلفون اوليآءهم أو الرعاية الصحية هذه المبالغ !

من اجل ذلك كله دأبت المنظمات الطبية والصحية العالمية والجمعيات الطبية المتخصصة بالأطفال على تشجيع الرضاعة الطبيعية وعلى الأقل لمدة ستة اشهر الأولى من حياة الطفل ، بل كلما كانت مدتها تقرب من العامين كانت النتائج أفضل . وكذلك من خلال دراسات كثيرة ولا زالت مستمرة وتكشف يوميا عن هذه الفوائد. علما أن هذه النتيجة قد ذكرها القرآن الكريم وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة منذ أكثر من (14) قرنا كما سنبينه في الفقرة الآتية.

وخلاصة القول فإننا يجب أن ننظر إلى الرضاعة الاصطناعية كحالة استثنائية تلجأ إليها الأمفي ظروف محددة و باستشارة المختصين كما يلجأ المريض إلى تناول الدواء في حالة مرضه!

والآن بعد هذه النبذة المختصرة عن فوائد الرضاعة الطبيعية من الناحية الطبية، فما الذي ذكر عنها في الشريعة الإسلامية من قرآن وسنة وأقوال الصحابة و الفقهاء؟. وسنذكر أدناه مختصرا لأهم ما ورد بخصوص الرضاعة الطبيعية من هذه المصادر.

أولا : القرآن الكريم

ان كلمة الرضاعة والفصال ومشتقاتهما قد تكررت في القرآن الكريم اربع عشرة مرة في سبع سور وثماني آيات كريمات
سورة البقرة
اية 233
**
سورة النساء
اية 23
**
سورة الحج
اية2
**
سورة القصص
اية 7 واية 12
**
سورة لقمان
اية14
**
سورة الاحقاف
اية 15
**
سورة الطلاق
اية 6
**
في هذه ارقام الايات الكريمات في موضوع الرضاع وإحكامه دليل قاطع على أهمية الرضاعة الطبيعية , والحكمة الإلهية في ترسيخ المعاني الإنسانية والدلائل الشرعية الصحيحة لخدمة البشر , وهذا اكبر برهان أن يستدل بهذا العدد الكبير من الآيات القرآنية الكريمة حول موضوع الرضا ع لما في ذلك من تقدير شرعي وبعد إنساني , الغاية منه بناء جيل سليم وصحيح .


__________________
أجمل ما في الحياة هي الأخوة الصادقة
لأنها مدينة مغلقة لا يدخلها إلا الأوفياء
  #5  
قديم 04-04-2007, 08:12 PM
 
رد: الرضاعة الطبيعية

ونذكر ادناه بعضا من هذه الايات الكريمات . منها قوله تعالى:

1. (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) (البقرة /233)

2. (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (الاحقاف / 15)

3. (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) (لقمان / 14)

4. (وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه) (القصص / 7)

ثانيا : الاحاديث النبوية الشريفة


هناك عدد لا بأس به من الأحاديث النبوية الشريفة بخصوص الرضاعة وفضلها وأحكامها وردت في كتب الأحاديث والصحاح منها :

1. قوله صلى الله عليه وسلم : (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) رواه الشيخان

2. وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحرم من الرضاعة الا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام) صحيح الترمذي/1072.

3. وعن عبد الله بن مسعود قال: ( لا رضاعة إلا ما شد العظم وانبت اللحمَ) سنن أبي داود/1763. والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه وقال :..أنشز العظمَ.

4. وقال صلى الله عليه وسلم في الرضاعة الطبيعية : " ... وجعل الله تعالى رزقه (اي الطفل) من ثدي أمه في احدهما شرابه وفي الآخر طعامه " الوسائل ج/15 ص/176

ثالثا: من أقوال الصحابة

من أقوال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه : (ما من لبن رضع به الصبي اعظم بركة عليه من لبن امه) نهج البلاغة ج/5 ص/121

ومن اقواله أيضا انه قال: " تخيروا للرضاع كما تتخيروا للنكاح فان الرضاع يغير الطباع " المستدرك ج/2 ص/196

رابعا: من اقوال الفقهاء في حكم ارضاع الوليد

اتفق الفقهاء على وجوب ارضاع الطفل مادام في حاجة اليه وفي سن الرضاع لكنهم اختلفوا فيمن يجب عليه على ما يأتي :

1 ذهب الشافعية والحنابلة إلى ان الاب يجب عليه استرضاع ولده ولا يجب على الأموليس للزوج ان يجبرها عليه سواء كانت دنيئة ام شريفة اللهم الا اذا لم يجد الأب من ترضع له غيرها أو لم يقبل هو ثدي غيرها ... فعند ذاك يجب على الأم الإرضاع.

2 ذهب الحنفية إلى ان الأم يجب عليها ان ترضع ولدها ديانة لا قضاء

3 ذهب المالكية إلى ان الرضاع يجب على الأمبلا اجرة ان كانت ممن يرضع مثلها اما الشريفة التي لا يرضع مثلها فلا يجب عليها الرضاع إلا اذا تعينت الأم لذلك بان لم يجد غيرها.

أ- حق الأمفي الرضاع

قال تعالى
(والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) البقرة / 233 قال جمهور المفسرين : إن هذين الحولين لكل ولد ... وروي عن ابن عباس أنه قال: هي في الولد:يمكث في البطن ستة اشهر فإن مكث سبعة اشهر فرضاعتة ثلاثة وعشرون شهراً , فإن مكث ثمانية اشهر فرضاعته اثنان وعشرون شهراً فإن مكث تسعة اشهر فالرضاعة إحدى وعشرون شهراًُ لقوله تعالى
( وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ) الاحقاف / 15 وعلى هذا تتداخل مدة الحمل ومدة الرضاع ويأخذ الواحد من الآخر / القرطبي ج3 08.

ومن حق الأمان رغبت في إرضاع ولدها أن تجاب إلى ذلك كافلا فلا يجوز لأحد منعها من الرضاع سواء كانت مطلقة أو غير مطلقة على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء مستدلين بقوله تعالى
(لا تضار والدة بولدها) (سورة البقرة / 233) ذلك أن الأم أكثر حنانا وشفقة على وليدها من غيرها ولبنها انسب له في الغالب .

ب - حق الأمفي اجرة الرضاع

ومن حق الأمان تطلب أجرة المثل بالإرضاع سواء كانت في عصمة الزوج ام لا والدليل قوله تعالى :
(فإن ارضعن لكم فاتوهن اجورهن) الطلاق / 6 والى ذلك ذهب الشافعية والحنابلة.

اما الحنفية فقالوا: ان كانت في عصمة الزوج أو في عدته فليس لها طلب الاجرة في ذلك إذ أن الله اوجب عليها الرضاع ديانة مقيدا بايجاب رزق على الاب قال تعالى :
(وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) البقرة / 232 ومادامت المرأة في عصمته أو في عهدته فهو قائم بذلك بخلاف ما لم تكن في عصمته ولا في عهدته فإن الاجرة تقوم مقام الرزق . ولكن الأماذا طلبت اكثر من اجرة المثل ووجد الاب من ترضع له مجانا أو باجرة المثل جاز له ان ينتزعه منها لانها اسقطت حقها بطلبها ما ليس لها . فدخلت في عموم قوله تعالى
(وان تعاسرتم فسترضع له اخرى) الطلاق/6


اما المالكية فقد قرروا ان الأمان كانت ممن يرضع مثلها وكانت في عصمة الاب فليس لها طلب الاجرة بالارضاع لان الشرع اوجبه عليها فلا تستحق بواجب اجرة. اما الشريفة التي لا يرضع مثلها والمطلقة من الاب فلها طلب الاجرة وان تعذرت للرضاع أو وجد من ترضع له مجانا.

ج - الرضاعة المحرمة : زمنها ومقدارها

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحرم المصة والمصتان" رواه بخاري و مسلم


وعن ام الفضل قالت دخل أعرابي على نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيتي فقال: يا نبي الله إني كانت لي امرأة فتزوجت عليها أخرى فزعمت امرأتي الاولى انها ارضعت امرأتي الحدثى رضعة أو رضعتين فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم " لا تحرم الاملاجة والاملاجتان " رواه مسلم والاملاجة المصة أو الارضاعة الواحدة وفي رواية " لا تحرم الرضعة أو الرضعتان أو المصة أو المصتان " رواه مسلم

وعن ام سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحرم من الرضاع الا ما فتق الامعاء وكان قبل الفطام " رواه الترمذي وصححه وكذلك صححه الالباني في ارواء الغليل (ج/2 ص/221) وعبارة (فتق الأمعاء) كناية عن مقدار الحليب (اللبن) فإنه من المقدار بحيث ينتشر أو يملأ الأمعاء الفارغة للرضيع المعتمد على الرضاعة ومنه الفتاق وهو الخميرة لأنه ينفخ العجين ويفتقه وأما عبارة "وكان قبل الفطام" فقد اختلف الفقهاء في حكمها فمذهب كثير من السلف يقتضي تفسير العبارة بوقت الفطام الا بعد وهو حولان فكل مقدار محرم من الرضاع في الحولين يؤدي عندهم التحريم سواء فطم الطفل خلال الحولين أو لم يفطم وذهب عدد من كبار السلف إلى انتهاء التحريم بحقيقة الفطام كما هو ظاهر الحديث فان فطم الطفل بعد سنة واحدة مثلا ثم امرأه في الحولين ولكن بعد زمن من فطامه لم يكن لهذا الرضاع بعد الفطام تأثير في التحريم (زاد المعاد لابن القيم ج/5 ص/577)

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لارضاع الا ما كان في الحولين " رواه الدارقطني وصحح اسناده ابن القيم في زاد المعاد ج/5 ص/554 وهذا يجري مجرى الاحاديث السابقة .

د - الرضاعة المحرمة : الحكمة من سبب التحريم

قال عز وجل :
" حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا " (النساء: 23)

وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ان الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة" رواه البخاري و مسلم

ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم في اختيار المرضعة انه قال : (لا تسترضعوا الحمقاء ولا العمشاء فان اللبن يعدي) الوسائل ج/15 عيون الاخبار ص/202

وقال عليه الصلاة والسلام " لا تسترضعوا الحمقاء فان اللبن يشب عليه " نفس المصدر السابق ويلاحظ من الآية السابقة ان الله تعالى قال " واخواتكم من الرضاعة " ولم يقل ( في الرضاعة) فلو قيل ( في الرضاعة) لتبادر إلى الذهن انهم اشتركوا في مجرد الرضاعة واما قوله تعالى (من الرضاعة) فيحتمل انهم اشتركوا في امر آخر بسبب الرضاعة وهذا كقولك : هؤلاء اخوة في الصلاح في عهد الشباب فلو حذفت عبارة "في الصلاح" فانه لا يعني انهم مجرد اخوة في الشباب ولكنهم اخوة في صفة منذ عهد الشباب . فكذلك القول في الآية الكريمة فإن الرضاعة منشأ أو مصدر أو مبدأ الاخوة في صفة فلو قال قائل مثلا انهم صاروا اخوة في بعض الصفات الوراثية أوالمناعية أو النفسية أو غيرها التي احدثتها الرضاعة لكان قولا محتملا وليس في الآية ما يمنع منه. وكذلك فإن لفظ الاخ يدل على الاشتراك في صفة أو امر.

قال الراغب رحمة الله : أخ هو المشارك آخر في الولادة من الطرفين أو من احدهما أو من الرضاع ويستعار في كل مشارك لغيره في القبيلة أو في الدين أو في صنعة أو في معاملة أو في مودة وفي غير ذلك من المناسبات. (المفردات/ للراغب الاصفهاني) .

فلا بد من البحث عن اخوة الرضاعة وفي أي صفة هي ؟ بحيث يصير الاجنبي قريباً !!! بل ان خمس رضعات مشبعات في اقل من يوم أو يومين تقرب الغريب ويحرم بها ما يحرم من النسب! كما قال عليه افضل الصلاة والسلام في الحديث أعلاه ( يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب) رواه البخاري ومسلم . علما ان التبني بآثاره النفسية الكبيرة ليس له مفعول تلك الرضعات !! فلا بد ان يكون لتلك الرضعات مفعول عجيب !

الاحتمالات الطبية في سبب التحريم بالرضاعة ونظرية في الطب الوراثي

من الأمور الثابتة طبيا ان الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان أو بعضها على اقل تقدير غير متطورة أو غير ناضجة في الطفل عند ولادته ويتكامل نضجها تدريجيا خلال اشهر وسنوات ونذكر على سبيل المثال أربعة أمثلة معروفة :

1 الجهاز العصبي المركزي ونضجه البطيء خصوصا الفعاليات العقلية . وبعض الفعاليات العصبية تنضج خلال اشهر واخرى خلال سنوات .

2 الجهاز المناعي للجسم (Immune system) فإن فعاليته عند الولادة تختلف كثيرا عن فعاليته عند الكبار. ويتضح هذا الاختلاف (أو عدم النضج) من دراسة الخلايا اللمفاوية وكذلك الجسيمات المضادة التي يمكن للرضيع تكوينها وهذه الحقيقة هي احد الأسباب التي تقضي تأخير تلقيح الطفل ضد الإمراض المعدية إلى أشهر بعد ولادته واهم من ذلك إن الجهاز المناعي قبل نضجه يمكن اختراقه وتغيير بعض عمله فقد ثبت في علم المناعة خصوصا في التجارب على الحيوانات ان تعرض الجهاز المناعي إلى مواد غريبة قبل نضجه يمكن ان يؤدي إلى تحمل تلك المواد وقبولها بدلا من رفضها

3 الجهاز الهضمي والنمو التدريجي في قدراته الهضمية وقدرة الطفل على الاعتماد على الغذاء الطبيعي للكبار.

4 الجهاز التناسلي وتأخر نضجه إلى سن البلوغ.

ونأتي الآن إلى ان الإنسان الغريب يصير قريبا بالرضاعة وانه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب !!فلو فرضنا ان الجهاز الوراثي (الجيني) ليس ناضجا عند الرضيع إذ يمكن اختراقه والتأثير فيه اما بإظهار بعض العوامل المكونة فيه أو بإخفاء عوامل يمكن ان تظهر أو بإضافة عوامل ليست موجودة اصلا وقضية اختراق الجهاز الوراثي ليس بالأمر البعيد خصوصا بعد التجارب العلمية الحديثة في علم الجينات وهندستها فيحتمل على هذا الافتراض انه يوجد في حليب المرضع (غير الام) بعض المواد الغريبة التي يمكن ان تخترق الجهاز الوراثي للرضيع وتؤثر فيه خصوصا ان حليب الأمفيه انواع البروتينات الفعالة ومنها على سبيل المثال الجسيمات المضادة كما ان عدم نضج الجهاز الهضمي عند الرضيع يساعد على عبور كثير من هذه المواد إلى الدم وغيره من أجهزة الجسم.على الجهاز الوراثي

واذا صحت فكرة أو نظرية الاختراق الوراثي التي ذكرناها فهل يخشى من عملية الاختراق ان تستحث أو تضيف مواضع خفيفة أو حساسة لا يظهر أثرها عند الرضيع ولكن لو تزوج أخته من الرضاعة مثلا لظهرت الآثار السيئة في أولاده على نحو قريب من الآثار السيئة للزواج من المحارم في النسب ؟ و هل يوجد اثر شئ آخر يمكن توقعه من ذلك الزواج ؟ ذلك ان الذي ينظر إلى الأمور نظرة سطحية لا يجد تشابها ظاهرا بين الرجل وبنت من ارضعيه فيصيبه العجب كيف صاروا أخوة من تلك الصفات ؟ علما انه قد يوجد تشابه باطن له آثار كبيرة على الأجيال الآتية فيما لو تزوج الرضيع أمه أو أخته من الرضاعة وبعبارة أخرى إن عملية الاختراق الوراثي على تقدير وقوعها تكون محددة أو انتقائية (limited or selective) لمواضع معينة من الجهاز الوراثي وليس لكل موضع أو صفة ظاهرة ولما كانت أدنى جرعة مؤثرة خمس رضعات فإنه بسبب تحدد وانتقالية التأثير لا يلزم ان تقع زيادة محددة وقد لا تقع كما ان التشابه الباطن لا يلزم ان يحصل في كل أخ من الرضاعة بل يكفي حصوله في نسبة جيدة تقضي الحكم بالتحريم (كما هو الحال في الآثار السيئة للزواج من المحارم كما هو معروف طبيا) .

الرَّضاعة المُحرِّمة..علاج

قال عز وجل :
" حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا " (النساء: 23)،وقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : ( يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب) رواه الشيخان.

إن هذه النصوص الشرعية تفتح مجالا واسعا لبحوث طبية تطبيقية جديدة في غاية الأهمية و الفائدة باستعمال الرضاعة الطبيعية من غير الأم خلال فترة الرضاعة وقد أباح الله ذلك لقوله تعالى :
وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أولاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُم البقرة/233 وقوله تعالى:
وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى الطلاق/6 .

وسنذكر أدناه بعضاً من التطبيقات المهمة والمفيدة لهذه النظرية

أ- في حالة زرع الأعضاء :

كالكُليه مثلاً يفضل أن يكون المتبرع من القرابة الصلبيين خاصة من كان من الدرجة الأولى كالأخ والأخت مثلاً ، وفي حالة تعذر ذلك يفضل الأخوة من الرضاعة إن وجدوا قبل اللجوء إلى الغريب ، والسبب في ذلك أن الجينات(العوامل الوراثية) في إخوة الرضاعة والعوامل المناعية قد تتشابه مع جينات أخوة النسب ومع العوامل المناعية أيضاً إذ كلما كان التشابه (التطابق) النسيجي والمناعي بينهما أكثر كانت نسبة نجاح العملية اكبر وتقبل جسم المريض للكلية المزروعة أفضل .

ب- في علاج الأمراض الوراثية :

والتي اكتشف الطب أن انواعها تزيد على ثلاثة الآف مرض وراثي تنتقل من الوالدين أو أحدهما إلى الذرية . وقد توصل الطب والعلم الحديثان من خلال استعمال التقنيات الحديثة من تشخيصها في خلال الحياة الجنينيه (في بطن الأم) . وفي تشخيص حالة كهذة يمكن من خلال الرضاعة من ثدي مرضعة أخرى من غير أقاربه (أجنبية) تملك بنية سليمة وصحة جيدة (خالية من الأمراض الوراثية) نلحقه بها بدلاً من امه التي تحمل الصفات الوراثية المرضية ، حيث نفترض أن الحليب من المرضعة الصحيحة سيزيح أو ينحي أو يتغلب على الصفة الوراثية المرضية التي إكتسبها من والديه وذلك من خلال اختراقه للجهاز المناعي والوراثي للرضيع وهو تطبيق لقوله تعالى:
وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى الطلاق/6 .

وقد قال المفسرون في تفسير هذه الآية

1- (هو خطاب للأزواج والزوجات الذين وقع بينهم الفراق بالطلاق في حالة وقوع خلاف بينهم في أجر الرضاع فأبى الزوج أن يعطي الأم الأجر الذي تريد وأبت الأم أن ترضعه إلا بما تريد من الأجر)فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى(أي يستأجر مرضعة أخرى ترضع ولده) .محمد سليمان عبد الله الأشقر /زبدة التفسير من فتح القدير 49 ط2. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويت1988م

2- وجاء في تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن-18 /169في تفسير قوله تعالى
وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ (وإن تضايقتم وتشاكستم فليسترضع لولده غيرها ، وهو خبر في معنى الأمر) أي لترضع .

والتعاسر هنا ليس بخصوصية اللفظ وإنما هو بعمومية المعنى فكل مشكل بين الزوجين عسرة ووجود مرض عضوي وراثي في الوالدين أو احدهما ينتقل إلى الأولاد ويكون أمراً عسيراً . وهذه إشارة طبية دقيقة من كتاب الله تعالى تدفعنا للبحث والتقصي والتوصل إلى الطرق العملية الفطرية السليمة للعلاج بدلاً من الطرق المعقدة الباهظة الثمن غير مؤمونة النتائج كالعلاج بنقل الجينات ((Gene Therapyأو العلاج بزرع نخاع العظم (Bone Marrow Transplantation)..

فإذن هذه الآية كما قلنا قد تحتمل هذا المعنى ولو انها نزلت بخصوص الخلاف بين الزوجين بعد الطلاق في أمر الرضاعة لأنه كما قال الفقهاء والمفسرون أن الأحكام الفقهية لها عمومية اللفظ في التطبيق والقياس وليس بخصوص السبب الذي من أجله نزل الحكم أو الآية موضوعة البحث .

ولقد كان القرشيون أصحاب فطرة سليمة توصلوا من خلالها إلى زيادة الصفات الحميدة في المولود من خلال إختيار المرضعات السليمات لأولادهم وأعظم مثال على ذلك إرضاع حليمة السعدية لرسول الله rحيث سئل مرة عن سر فصاحته فقال (أنا أعرَبكم : أنا من قريش، ولساني لسان بني سعد بن بكر) السيوطي / الجامع الصغير / حديث صحيح 2696/ ص 413/ دار الفكر/ ج1 /ط1/ بيروت. 1981م.

فاكتسب رسول الله عليه الصلاة والسلام فصاحة النطق وغيرها من الصفات الحميدة وراثة وإرضاعاً إذ إن قبيلة بني سعد التي رضع فيها من اشهر قبائل العرب فصاحة وصحة

لذا فقد شجع القرآن الكريم على الرضاعة الطبيعية من الأم أو المرضعة وإذا كان حليب الأم غير متوافر لأي سبب كان من الأسباب فليختر له مرضعة تملك الصحة النفسية والبدنية الجيدة حتى ينشأ صحيحاً لانتقال الصفات السليمة الصحيحة وتغلبها أو إًزاحتها للصفات الوراثية السقيمة في حالة وجودها عند تشخيص مرض وراثي موجود كما ذكرنا في افتراضنا وبالطبع إن ذلك يحتاج إلى تحقيق وتطبيق وابحاث مستفيضة لمعرفة ذلك وفي حالة نجاحه فإنه سيحقق فتحاً طبياً كبيراً وفائدة عظيمة للبشرية . قال تعالى
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم الإسراء/9
إن الله وهب المرأة نعمة الرضاعة فهي نبع حنان متدفق بين الطفل وأمه.


إن الرضاعة الطبيعية لا تعطي الطفل ما يحتاجه من غذاء فقط بل مهمة جداً لنفسية الطفل ويتعلم الطفل ويعرف طبيعة الحياة من الأم التي ترضعه. ولهذا وجب على كل أم عدم حرمان الطفل من الرضاعة الطبيعية أياً كانت الأسباب وعليها معرفة احتياجات الطفل الغذائية والنفسية حتى ينمو نمواً طبيعياً. إن تغذية الطفل بسيطة ويمكن تلخيصها في كلمتين: اللبن والفطام.. فاللبن هو الغذاء الأساسي خلال العام الأول من العمر. والفطام هو إضافة أنواع أخرى من الغذاء لتحل محل بعض الرضعات. والرضاعة الطبيعية هي تغذية الطفل على لبن الأم «ثدي الأم» أما الرضاعة الصناعية «رضاعة
الزجاجة » وهي تغذية الطفل على اللبن الحيواني.

مميزات الرضاعة

لبن الام هو اللبن المناسب جداً والمثالي للطفل من حيث المكونات الطبيعية والرضاعة الطبيعية تحدث ارتباطا نفسيا بين الام والطفل. لبن الأم يحتوي على مضادات ضد البكتريا والفيروسات ومعظم الأمراض وهذه الأجسام المضادة تنتقل من الأم إلى الطفل مع اللبن وهي تحمي الطفل من أمراض الجهاز الهضمي والتنفسي. فالرضاعة الطبيعية غالباً ما تكون كافية بالنسبة للطفل الوحيد. كما إن لبن الأم فقير في فيتامين «د» و فيتامين «أ» وفيتامين «سي» لذا وجب إعطاء هذه الفيتامينات إبتداءً من الشهر الرابع. أما الألبان الصناعية فيضاف إليها فيتامينات ومعادن.

عيوب الرضاعة

متى لا ترضع الأم طفلها ؟ .. يقول الاخصائيون ان الرضاعة الطبيعية غير ممكنة بالنسبة للطفل المبتسر والمريض بشدة أو الطفل الذي يعاني عيبا خلقيا كانشقاق سقف الحلق ورغم هذا يمكن إعطاء الطفل لبن الأم بطرق معينة. ايضا قلة لبن الأم عندها يجب إعطاء الطفل الرضاعة الصناعية «عن طريق الزجاجة». إذا كان الثدي أو الحلمة مصابة بمرض. وكذلك إذا كانت الأم تعاني مرضا مزمنا يؤثر على صحتها او كانت حاملا أو مصابة بمرض نفسي. لبن الأم ممكن أن يحتوى على هرمون برجنانديول «هرمون» قد يؤدي إلى ظهور الصفراء عند الطفل حديث الولادة.

يبدأ إفراز اللبن الحقيقي من ثدي الأم في اليوم الثالث من الولادة ولهذا يتم تغذية الطفل على محلول سكري 20 30 سم «مثل الجلوكوز» بعد الولادة مباشرة وكل 3 ساعات ويبدأ إعطاء الطفل حلمة الثدي بعد الولادة بست ساعات حيث أنها أقوى منبه لفرز اللبن من ثدي الأم.
السرسوب: COLOSTRUM هو السائل الذي يخرج من ثدي الأم بعد الولادة مباشرة ويستمر خروجه 2 4 أيام بعد الولادة وهو سائل أصفر قروي عالي الكثافة ويحتوي على كميات عالية من البروتينات والمعادن وفيتامين (أ) وأيضا كميات قليلة من الدهنيات والكربوهيدرات وهو هام جدا بالنسبة للطفل حيث يحتوي بالإضافة إلى ما سبق على أجسام مضادة تلعب دورها في تقوية الجهاز المناعي للأطفال حديثي الولادة وحمايتهم من الأمراض.

إفراز اللبن

إن مص الطفل لحلمة الثدي عند الرضاعة هو أقوى منبه لإفراز اللبن من ثدي الأم وتجعل لبن الأم يتدفق باستمرار.
كما إن تناول الأم للغذاء الكافي بعد الولادة هام لإفراز اللبن، وذلك ان غذاء الأم يجب أن يحتوي على بروتينات وفيتامينات وأن تكثر الأم من تناول السوائل ويجب أن تبتعد الأم عن التدخين وبعض أنواع التغذية مثل البصل والثوم والبهارات والفلفل الحراق والشيكولاته فهي تسبب مشاكل للطفل كما يجب ان تبتعد الام عن عمل أي ريجيم.

الحالة النفسية

ان الاسترخاء والسعادة بالنسبة للام هي عوامل تساعد على تدفق اللبن من ثدي الأم بصورة طبيعية ويجب طمأنة الأم من ناحية الطفل وحالة ثديها وطمأنتها أن كل شيء سيعود إلى طبيعته بعد فترة.

برنامج تغذية الطفل

يجب ان تبدأ تغذية الطفل من الثدي من اليوم الاول بعد الولادة وعادة بعد 612 ساعة بعد الولادة، ويجب ان تكون فترات بين الرضاعة كل 23 ساعات كما تكون فترة تناول الطفل لثدي امة 2030 دقيقة.وينصح أن تعطي الام كلا ثدييها للطفل خلال كل رضعة.

عدد الرضعات

الشهر الاول: 8 رضعات / يوميا ويتم رضاعة الطفل على مدى ال24 ساعة والشهر الثاني: 7 رضعات/ يومياً وتكون الفترة من 12 منتصف الليل وحتى 6 صباحاً فترة راحة للطفل، الشهر الثالث وحتى 6 شهور: 6 رضعات / يوميا مع فترة راحة من 9 مساءً وحتى 6 صباحاً.

كيف ترضعين طفلك؟

يجب على الأم تنظيف الثدي قبل وبعد الرضاعة حتى تتفادى حدوث التهابات بالحلمة أو ألتهاب بالثدي كالخراج ويجب أن يتم اخراج الهواء من معدة الطفل «تقريع» مرتين مرة في منتصف الرضاعة ومرة بعد انتهاء الرضاعة حيث أن الطفل يمتص كمية من الهواء عند الرضاعة وهذا الهواء إن لم يخرج يؤدي إلى انتفاخ ومغص وقيء عند الطفل وبعد انتهاء عملية الرضاعة ضعي طفلك على جنبه أو على بطنه وليس على ظهره حتى لا يحدث له اختناق إذا خرج من معدته بعض اللبن بعدالرضاعة.

مشاكل الرضاعة

من مشاكل الرضاعة أمتلاء الثدي باللبن ويحدث خلال 23 أيام بعد الولادة لعدم كفاية افراغ الثدي من اللبن وهذا قد يسبب ألما وتورما بالثدي وعلاج هذا بأن تضعي كمادات دافئة على الثدي قبل الرضاعة وأن تعطي الطفل الثدي على مدى 24 ساعة وذلك لافراغ الثدي وأن تضعي كمادات دافئة على الثدي بعد عملية الرضاعة ويجب افراغ الثدي من اللبن بواسطة الضغط باليدين أو استعمال شفاط الثدي.


ألم حلمة الثدي

إن الأم قد تشعر بألم في حلمة الثدي في اليوم الثاني أوالثالث بعد الولادة وخاصة أثناء عملية الرضاعة ولعلاج هذا يجب تنظيف الثدي قبل الرضاعة وبعدها ويمكن وضع أحد الكريمات المخدرة الموضعية قبل الرضاعة ب15 دقيقة ثم غسلها قبل تناول الطفل لحلمة الثدي. يجب علاج أي التهاب فطري يكون قد أصاب حلمة الثدي.


من ناحية أخرى قد تتناول الأم كثيرا من الأدوية بعد الولادة ويتم إفراز هذه الأدوية مع اللبن ويجب معرفة أي الأنواع آمن للطفل وأيها قد يضر الطفل ومعظم المضادات الحيوية آمنة للطفل عند تناول الأم لها ماعدا تتراسكين وكلورامفينيكول ومعظم المسكنات آمنة إذا أخذتها الأم بجرعات صغيرة ماعدا مركبات الايريجوت «يستخدم للصداع النصفي» والأندوسيد «للروماتيزم» وتناول الأم لفيتامين سي وفيتامين «ب» آمن ولكن فيتامين «أ» وفيتامين «د» خطير على الطفل والهرمونات مثل الأنسولين وجرعات صغيرة من الكورتيزون آمنة ولكن اليود والأستروجين وأدوية الغدة الدرقية خطيرة على الطفل أما المهدئات ومضادات الحساسية آمنه إذا أخذت بجرعات صغيرة ولكنها تكون خطيرة على الطفل إذا أخذت بجرعات عالية. أما

السؤال عما إذا كانت عملية الرضاعة كافية للطفل فان الجواب: نعم إذا كان هناك زيادة مطردة في وزن الطفل كل أسبوع وكل شهر ولهذا يجب وزن الطفل بصفة منتظمة فخلال الأربعة أشهر الأولى يزداد وزن الطفل بمعدل 200جم كل أسبوع أو 750 جم كل شهر وأيضا إذا كان الطفل هادئا بعد الرضاعة ولايبكي دائما وينام 24 ساعات بعد كل رضعة.

مدة الرضاعة الطبيعية

يجب أن تستمر الرضاعة الطبيعية لمدة لا تقل عن سنة بل تزيد وذلك مع بداية الفطام من عمر أربعة إلى ست شهور ويمكن أن تستمر الرضاعة حتى عامين، وعدم اعطاء الطفل غذاء إضافيا ابتداء من عمر 46 شهور. «الفطام» والاكتفاء بالرضاعة فقط قد يؤدي للاصابة بالعديد من الامراض منها لين العظام «الكساح» لنقص فيتامين «د» ومرض فقر الدم «الأنيميا» الناتج عن نقص الحديد وسوء التغذية والأمراض التي تنشأ عنها.

الأطفال والفيتامينات

لبن الأم واللبن الحيواني فقيران في نسبة الحديد وفيتامين سي وفيتامين «د» أما اللبن الصناعي فتضاف إليه هذه النواقص لذا إذا كان طفلك يرضع رضاعة طبيعية أو على لبن حيواني طازج فيجب اعطاءه نقط فيتامين سي ابتداء من الشهرالثاني وحتى يستطيع قبول عصير الليمون والبرتقال ونقط الحديد يجب اعطاءه للطفل عن عمر 23 أشهر وحتى يستطيع الطفل أن يتناول صفار البيض واللحوم الغنية بالحديد وفيتامين «د» يجب أن يتناوله الطفل عن عمر 46 شهور لتجنب حدوث لين العظام وخاصة الأطفال ذوي البشرة السمراء والذين لا يتعرضون لضوء الشمس.

الرضاعة الصناعية

تتم الرضاعة الصناعية للطفل الطبيعي بثلاث طرق الأولى كغذاء تكميلي وذلك عندما يكون لبن الأم قليلا ولا يكفي الطفل للنمو ولا بد أن تعطي الأم ثديها للطفل أولاً ثم تكمل الرضاعة بالزجاجة والثانية استبدال البعض الرضعات برضعات صناعية أي أن الأم تعطي رضعة من ثديها للطفل ثم تعطيه رضعة اخرى من الزجاجة «الببرونة» وهذا يكون للأم التي تعمل و تترك طفلها بالمنزل او في حالة وجود توأم.

الحالة الثالثة: وهي اعطاء كل الرضعات رضاعة صناعية «بالزجاجة» ويحدث هذا في ثلاث حالات عندما لا يوجد لبن في ثدي الام وعندما تكون الام مريضة بمرض مزمن مثل السل وفشل القلب والثالثة عندما لا تريد الام ارضاع طفلها لسبب خاص بها اما في الطفل المريض فتستخدم الرضاعة الصناعية ولكن بتركيبات معينة تناسب حالة مرضه ومثال ذلك امراض فينيل كيتونيوريا والجلاكتوسيميا والنزلات المعوية.

أنواع الألبان

في حالة الطفل الطبيعي، تستخدم الالبان الصناعية الشبيهة بتركيبة لبن الام مضافا اليها الفيتامينات والحديد مثل اس 26، سيميلاك، بيبيلاك، لبن صناعي نصف دسم: لسهولة هضمه مثل نستوجين، لبن كامل الدسم وهي البان غنية محلاة ويجب اضافة ملعقة سكر إلى الوجبة ويمكن استخدامها للاطفال بعد عمر 6 شهور مثال لبن نيدو وسيليا وغيرهما. أما الطفل المريض: فتستخدم له تركيبات معينة من اللبن الصناعي مثل اللبن

البروتيني «بروميل» وهي تحتوي على كميات عالية من البروتين وتستخدم في حالة الفقر الغذائي عند الاطفال وبعد عمر 6 شهور وهناك الالبان قليلة الحساسية والتي تعطى للطفل عندما يعاني من حساسية للبن الحيواني او لبن الام وفيها يستبدل البروتين الحيواني بالبروتين النباتي ويستبدل سكر اللاكتوز بسكريات اخرى وهذه الألبان مثل ايزوميل نيرسورى بيبيلاك ف. ل.

برنامج الرضاعة الصناعية

في الرضعات التكميلية تبدأ الام ارضاع الطفل من ثديها ثم تكمل الرضعة من الزجاجة «الببرونة» حتى يشبع الطفل أو تعطي الام للطفل ثلاث رضعات من ثديها وثلاث رضعات صناعية كما في حالة الام العاملة اما في حالة الرضاعة الصناعية الكاملة فيعطى الطفل 6 رضعات يوميا. وهنا تساؤل هام ما هي كمية اللبن المطلوبة في كل رضعة ؟

بحسبة بسيطة تستطيع الام ان تحسب كم يحتاج الطفل وذلك حسب عمره كالآتي: كمية اللبن المطلوبة في الوجبة = عمر الطفل \ 25سم. مثال: طفل عمرة شهران يحتاج وجبة =2\25 = 50 سم / كل رضعة.



موضوع اعجبني فأحببت أن تستفيدوا بإستفادتي فنقلته لكم احبتي



__________________
أجمل ما في الحياة هي الأخوة الصادقة
لأنها مدينة مغلقة لا يدخلها إلا الأوفياء
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب الطب النبوي ... ABUMOHANAD نور الإسلام - 1 05-08-2007 05:38 PM
افضل الماسكات الطبيعية لك ولة هالة حواء ~ 6 04-12-2007 09:15 PM
اجمل الماسكات الطبيعية لك ولة هالة حواء ~ 0 10-18-2006 09:26 PM
شاب في العشرين من عمره يعيش على الرضاعة روح المسا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 22 09-04-2006 02:12 AM


الساعة الآن 06:45 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011