)1(

نظر إليها....بل أمعن كل النظر فيها وهى تخطوا خطواتها نحو باب الكافتريا الخاص بمحطه القطار التى هو جالس بها ...ودفعت هى الباب برقّه كأنها تعامل انسان بكل احترام ،كانت هى دون ان تدرى فى ابهى صورها كانت ترتدى رداء من قطعة واحده يلف جسدها فى تمويه رائع وكان لونه أسود داكن ,فقط اللون الأسود وما يناقضه شئ غير بياض وجهها بدا كأنه اللؤلؤ وسط صدفته او انه النجم والظلام ..... كانت تحمل من بساطه تعبير وجهها ما يجعل اى انسان لا يتكلف عناء الكلام معها فيكفيه أن يلقى عليها التحيه ففى الغالب لن ترده خائبا ...مشت هى بعدما وقفت ثوانى بجانب الباب بعدما فتحته كانت ثوانى إنتظار إختيار مكان مناسب تجلس فيه......................
وأخذ هو يتابع هذة الخطوات التى تبدو انسيابيه كأنها تعبر وسط البحار وجاء اختيارها فى المكان الذى كان بجانبه أما هو فلم يفكر حتى فى مجرد إلقاء التحيه عليها ومع ذلك شعر للحظه أن كل أهتماماته فى الدنيا الأن تتلخلص فى كلمة يسمعها منها أو نظرةإعجاب من عينيها .... فهو تذكر أنه لم يعش فى حياته أى مواقف من هذة أبدا لم تقل له أي أنثى من قبل كلمه أحبك بل لم يرى أى أنجذاب نحوه فى أى دنيا قد عاشها من قبل وذلك لم يكن إلا لقله كلامه وقله تعبيراته عن نفسه فدائما ما كان يفقد المحرك لخوض التجربه أما عنه فهو ليس اجعد الشعر ولا قاسى الملامح مطلقا فليس فى الغالب مظهره هو سر عناءة............................................................................................
وفى موقف كهذا يشعر نفسه انه غير مكترث أصلا وكأنه لا يبالى إلاأنه فى الحقيقه هى تكون كل لحظته بالحياة فتراه يشرد بذهنه متفكرا فيها لو أنه أنشأ معها حياته العاطفيه كيف سيكون حظها من الرومانسيه ..يفكر قائلا هى لا تعلم مقدار مايستطيع قلبى أن يحب ولكنها أيضا لا تعلم مقدار ما يستطيع لسانى أن يصمت !!ن حبى أفعال لا كلمات إن حبى إسعادها لا أن اٌسعد بها أن هى كانت حبيبتى لن تلتفت عنى ولو قليلا من مقدار ما أفكر بها............
ولكن أنتظر قليلا ى كلامك لو كان الأمر هكذا كيف مر العمر دون هذا الحب ؟ يقول هذا الكلا فى النهايه لمّا يتذكر انه على مشارف الثلاثين فيٌنهى بهذا السؤال شطحته الجميله ويرجع إلى أرض واقعه وإلى لسانه الصامت..................................................................................
طلبت هى القهوة , لم يكن أفضل أختياراتها ولكنها من الواضح عليها انها لم تنم جيدا مشغوله بأمر العمل،، إنها فرصه كبيرة أن تسافر إلى الأسكندريه وتقابل مدير الفرع وتستجدى منه منصبا مهما هناك فهى على الرغم من أنها تبدوا برقتها فى غايه الرومانسيه إلا انها تبعد عنها كل البعد فهى لا تشغل بالها كثيرا بالمشاعر أو العاطفه كان الأمر بالنسبه لها فى أول العمر مجرد أنها لم تجد من يؤثر فيها من هذة الناحيه ....وتمادى بها العمر وكان المبدأ واضح فى حياتها إلى ان أختفى أصلا بعدما أرتقت فى مستويات العمل الوظيفى وهكذا أصبحت حياتها دراسه وعمل وإنجاز جيد وعلاقات وظيفيه تفضى الى ارتقاء اكبر..............................ز
ترك الشاى هو من يده فجأة حينما تذكر أنه لم يضع له السكر مطلقا ووجد أنه عرف هذا حينما شارف على الانتهاء منه ..لم يسأل نفسه كيف شربه هكذا أصلا حيث انه عرف أنها منذ أن دخلت أصبحت كل أهتماماته ....ولكنه بعدما ترك الشاى من يده نظر أمامه وطغت عليه فكرة السفر إذ أنه لم يدخل الى الكافتريا منتظرا قطار ما بل إنه منذ أن اسيقظ ونزل توجه تلقائيا اليها وانه منذ أن اسيقظ كان يبحث عن حياة جديده .....حياة غير التى يعيشها منذ السنتين الماضيتين لما جاء اخوة واسرة ليعيشوا مع ه ومع والدته فى هذا البيت الضيق ولربما تكون هذة الفكرة فكرة الحياة الجديده هى ما اوصلته الى محطه القطار إذ انه رمز الفراق وهو ايضا رمز لدنيا جديده وفى الغالب كل هذا دون ان يدرى إلا أنه أصبح داريا بالفكرة الأن فقامم تاركا ثمن ما شرب ناظرؤا لها نظرة أخيرة قائلا لنفسه (تعالى نسافر الأسكندريه.................................)